Saturday, January 28, 2017

أسطول الطعام يجب أن تصاحبه جيوش المسلمين

أسطول الطعام يجب أن تصاحبه جيوش المسلمين

(مترجم)
الخبر: لقد تحمّل مسلمو الروهينجا في ميانمار عقودًا من المعاناة والاضطهاد من البوذيين المتطرفين ومن النظام نفسه. ولم تذهب معاناتهم هذه بدون ملاحظة من المجتمع الدولي، وخصوصًا من المسلمين الذين رفعوا الموضوع إلى درجة أنه منذ تجدد العنف في إقليم منج دو أواخر 2016، نُظمت المظاهرات الضخمة في العالم الإسلامي. وفي ماليزيا أدت الجهود تجاه الموضوع إلى سلسلة من ردّات الفعل. وكان الرد الأخير على التطورات الأخيرة في أراكان هو "أسطول طعام إلى ميانمار" والذي من المتوقع أن يغادر ميناء كلنج في الثالث من شباط/فبراير. هذه المجهودات هي لتخفيف معاناة مسلمي الروهنجا وقد نظمها المجلس الاستشاري الماليزي للمنظمات الإسلامية، كيلب بوترا ماليزيا وتحالف من المنظمات غير الحكومية في المنطقة. وقد أعلن السفير الماليزي في ميانمار، محمد حنيف عبد الرحمن، أن السلطات في ميانمار قد وافقت شفهيًا على السماح للمهمة أن تُنفّذ، ولكن بشروط معينة، بعد اجتماع بين الوفد الماليزي وممثلي ميانمار. وتنص الشروط على أنه يجب على المساعدات أن تمر من خلال ينجون وليس عن طريق سيتوي كما كان مخططاً في السابق.
التعليق:
إن المجهود في إرسال المساعدات إلى مسلمي الروهنجا يجب أن يُمدح. ولكن الشروط المفروضة على هذا الجهد يمكن أن تُشكل خطوة عكسية حيث إنه من المعروف أن نظام ميانمار يمنع المساعدات من الوصول إلى الجهة المعنية، وهذا ليس شيئا غير متوقع. ماذا يمكن أن نتوقع حقيقةً عندما نتعامل مع نظام متعطش للدماء يضطهد ويقتل المسلمين بدون هوادة؟ من هنا، فإن المساعدات الإنسانية مثل هذه يمكن أن تفشل في الوصول إلى المحتاجين، وعلى العكس يمكن أن تقع في أيدي القتلة.
ومع أن المجهودات هي أمر محمود، ولكن من الضروري أن نفهم أن مثل هذه المساعدات الإنسانية لن تستطيع على الإطلاق حل المشكلة. يجب علينا أن نتذكر أن النية الحقيقية ليست هي فقط "تخفيف" عبء الضحايا، ولكن المهم هو أننا نريد القضاء على هذه الأزمات من جذورها. لأنه ما دام أساس المشكلة قائما، فإن الأزمات لن يُقضى عليها. ولهذا سوف نستمر في رؤية هذا الاضطهاد والظلم والقتل ضد المسلمين في أراكان.
يجب علينا أن نعي أن المشاكل التي يواجهها مسلمو الروهينجا هي صورة طبق الأصل للظلم الذي واجهه المسلمون في كشمير وفلسطين والبوسنة. لقد قُتلوا واضُطهدوا من الأنظمة الكافرة فقط لأنهم مسلمون. وليس ذلك فحسب، بل لقد عُذّبوا بشكل منهجي، ودُمرت بيوتهم وطُردوا من بلادهم. وهذا بالضبط ما يحدث اليوم في أراكان.
إن المساعدات الإنسانية هي فقط حل مؤقت ولا يقترب من علاج المشكلة الحقيقية. من الممكن أن يشعر مسلمو الروهينجا ببعض الراحة من هذا الطّعام واللّباس والدواء الذي ساهمنا فيه، ولكن في الغد من الممكن أن لا تكون لديهم الفرصة للحياة! من الممكن للمساعدة التي نقدمها أن تخفف من عبء الضحايا، ولكنها لن تعلم "المفترسين" الدرس الذي يستحقونه لأننا نعلم جيدًا أنه طالما يوجد هناك مفترسون فسيكون هناك أيضا ضحايا. إننا نُطعم ونُعالج الغزال الجريح، ولكن طالما أن النمر حي وفيه عافية، فإنه لن يتوقف وسيستمر في مهاجمة وقتل الغزال.
إن أزمات الروهينجا يمكن أن تُحل من خلال طريقتين فقط:
أولا: يجب على المسلمين إرسال قوات للقتال في ميانمار. لقد وصلت مشكلة الروهينجا إلى مرحلة أنها الآن مسألة عسكرية. إذا لم تقم الأنظمة في بلاد المسلمين بذلك، فيجب على الجيوش أن تتحرك لإنقاذ إخوانهم وأخواتهم. فقط من خلال القضاء على المفترسين، فلن يكون هناك أي ضحايا جدد بإذن الله سبحانه وتعالى وسوف تنتهي الأزمات.
ثانيا: إذا لم تتحرك الجيوش كما هو الواقع اليوم، يجب أن تكون هناك مجهودات دعوية لإعادة دولة الخلافة ويجب أن تُكثف الجهود وتستمر حتى إقامة الدرع الذي يحمي المسلمين وهو الخلافة على منهاج النبوة، وحتى يُلقى بنظام ميانمار في هاوية سحيقة.
قال رسول الله ﷺ: «إنما الإمام جُنة يُقاتل من ورائه ويُتقى به فإن أمر بتقوى الله عز وجل وعدل كان له بذلك أجر وإن يأمر بغيره كان عليه منه».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد – ماليزيا
1 من جمادى الأولى 1438هـ   الموافق   الأحد, 29 كانون الثاني/يناير 2017مـ

No comments:

Post a Comment