Wednesday, November 24, 2021

جريدة الراية: القيادة السياسية ودورها المحوري

 جريدة الراية: القيادة السياسية ودورها المحوري

في تحقيق أهداف الأمة وإنجاح حركة التغيير

 

19 من ربيع الثاني 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2021مـ

إن القيادة السياسية هي الجهة الموجهة للأمة المرشدة والناصحة لها، فهي التي تكشف الطريق أمامها وتحذرها من الأخطار، وتذلل لها العقبات حتى تصل إلى هدفها. كيف لا وهي الواعية على الطريق المتبصرة به، وهي حاملة مشروع التغيير العارفة به، وهي العالمة بمصالح الأمة والمتبنية لها والساعية لتحقيق هذه المصالح. وهي المتتبعة لكل من يتربص بالأمة ويكيد لها ويتآمر عليها. فهي التي تسعى لكشف المؤامرات قبل وقوعها وتفضح العملاء وتضرب الخطط الشريرة التي تحاك ضد الأمة.

والجهة المؤهلة لأن تكون قيادة سياسية للأمة لا بد أن تكون صاحبةَ رؤيةٍ واضحةٍ شاملةٍ لواقع الأمة، واعيةً على طريق التغيير الذي تنشده ومتمتعةً بخبرة سياسيةٍ وحنكةٍ ودرايةٍ به، حريصةً على الأمة، ملتزمةً أمر الله وحاملةً مشروع الإسلام العظيم منهجَ حياة بكافة جوانبها، ساعيةً لتحميله الأمة ومساعدتها على حمله كي يتم تطبيقه في الواقع.

والقيادة السياسية لأي أمة هي حاجة ملحة وضرورة لا يمكن الاستغناء عنها بحال، لأن الأمم بشكل عام عندما تسعى للتغيير، فحركتها يغلب عليها الطابع الشعبي الفوضوي، هذه طبيعتها، فإن لم تتخذ قيادة سياسية تقود حركتها وتنظمها فإنها لا شك ستغرق في الفوضى وتخسر أيما خسران. فكيف إذا كانت كما هي حال الأمة الإسلامية الآن يتربص بها كل أراذل الأرض وشياطينها ومجرميها؟!

فقد تحركت جموع الأمة بعد أن قُضِي على خلافتها، تحركت ضد قوى الاستعمار بثورات قدمت الملايين من الشهداء، لكن ما لبثت أن وجدت نفسها تحت حكم أدوات الاستعمار، الذين نصبهم عليها فرزحت تحت حكمهم وظلمهم عشرات السنين.

ولو استعرضنا صفحات تاريخ الشعوب لوجدنا الحال نفسه مع معظم الثورات وحركات التغيير التي اندلعت في الماضي، إلا أن التاريخ يشهد أن الثورة البلشفية استطاعت أن تنتصر على حكم القيصر الروسي في بداية القرن الماضي بفضل اتخاذها قيادة سياسية مبدئية وهي الحزب البلشفي بقيادة لينين، حيث استطاع هذا الحزب وبفترة وجيزة إقامة دولة عظمى كانت تنافس الدولة الأولى على مكانتها.

وينطبق الحال نفسه كذلك على الثورة الفرنسية، التي تخبطت كثيراً قبل اتخاذها قيادة سياسية مبدئية قادتها لبناء النموذج الحالي للدول الغربية على أساس المبدأ الرأسمالي، والتي يقوم فيها بدور القيادة السياسية في الوقت الحاضر الأحزاب السياسية الفاعلة، والناس تنتخبهم بناءً على ما تحمله هذه الأحزاب من مشاريع وبرامج.

أما الأمة الإسلامية فقد كان رسول الله هو قيادتها السياسية. فقد قاد عملية التغيير الشامل، وأقام صرح الدولة الإسلامية التي امتدت لأكثر من 13 قرناً.

وبعد النبي كانت القيادة السياسية للأمة تتمثل في الخلفاء الذين قادوها إلى العلياء، حيث تربعت الدولة الإسلامية على رأس هرم الأمم لقرون عدة، مطبقةً الإسلام منهج حياة داخلياً، وحاملةً الإسلام بالجهاد إلى أرجاء المعمورة. فقد تم القضاء على جبابرة الأرض وقتئذٍ عبر قتال أعظم دولتين في تلك الفترة، وهما الفرس والروم في الوقت نفسه والتغلب عليهما.

وهذا الأمر لم يكن مقتصراً على هذه الأمة الكريمة بل هو شأن الأمم السالفة. فعن أبي هريرة أن رسول الله قال: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ» قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ». متفق عليه.

ولما تعاون الغرب الكافر مع أدواتهم من أبناء الأمة على إبعاد الإسلام عن الحكم وفصله عن حياة المسلمين، ظل العلماء والمشايخ هم القيادة السياسية للأمة، فصارت أنظمة الجور تقرب المفتين وتعين المشايخ وتبرز المقربين لها، لعلم هذه الأنظمة أن الناس تقاد للعلماء والمشايخ، فاتخذت لها طبقة من علماء السلاطين يستعينون بها على قيادة المسلمين سياسياً في عصر الحكم الجبري، مع محاربة هذه الأنظمة المجرمة للعلماء الأتقياء وللإسلام بشكل عام.

وقد كان لعلماء السلاطين دور كبير في ترويض الناس تحت حكم هذه الأنظمة المجرمة لعقود كثيرة، وقد كان ذلك جلياً في السعودية ومصر وغيرها من بلاد المسلمين.

وعندما شعرت الأمة بحقيقتهم وثارت عليهم منذ عقد من الزمان، استطاعت الجموع الثائرة أن تخلع عدداً من هؤلاء الحكام المجرمين، كما استطاعت أن تخلخل حكم البعض، لكنها بالرغم من التضحيات الجسام التي قدمتها في أفغانستان والعراق واليمن وغيرها لم تستطع أن تصل للتغيير المنشود، بل كانت النتائج في بعض البلدان كارثية بكل المقاييس، ويعود ذلك كله إلى سبب واحد وهو أن الأمة لم تتخذ قيادةً سياسيةً واعيةً مخلصةً تقودها إلى النصر وتحقيق التغيير المنشود.

ولما اندلعت ثورة الشام وأحست دول الكفر بخطورتها وخطورة توجهها، فسارعت لعقد المؤتمرات وتصنيع قيادات، لقيادة الثورة نحو حتفها قبل أن تصل لمبتغاها في القضاء على نظام الإجرام.

فتقاسمت أمريكا مع هذه الدول الأدوار في هذه المهمة القذرة، وكلٌّ أخذ دوره، فشكل المجلس الوطني، ثم بعد فشله عمدوا إِلَى تشكيل الائتلاف الوطني واختاروا قياداته على عين بصيرة.

ثم شكلت المخابرات الأمريكية وغيرها غرفتي الموك والموم في الأردن وتركيا، وكانتا للسيطرة على طرق الدعم وامتلاك القدرة على شراء الذمم وتوجيه الفصائل المقاتلة.

هكذا تدخلت الدول المتآمرة فساهمت في دفع الفصائل لتعيين قادة ترضى عنهم، وجرى ربطهم بها، وتم تعيين "شرعيين" يبررون للقادة تنازلاتهم وتخاذلهم وتفريطهم بحق الأمة.

وهكذا أصبحت مخابرات الدول عبر غرفتي الموك والموم هي بمثابة القيادة السياسية للفصائل، فسُحب القادة إِلى مؤتمرات جنيف وفينّا وأستانة والرياض والقاهرة، وبدت الفصائل وكأنها تقود الثورة سياسياً، ولكن ليس نحو النصر، بل نحو تطويعها وتكبيلها والقضاء عليها وإحياء النظام المجرم، من خلال تنفيذ تلك الاتفاقيات الخبيثة التي وقّع عليها قادة الفصائل بعد تلقيهم للمال السياسي القذر، فحدثت الانسحابات المتكررة وحدث الاقتتال بين الفصائل وتم تسليم المناطق الواحدة تلو الأخرى، حتى تقلصت مناطق الثوار إِلى مساحة ضيقة تعج بالمخيمات التي تحوي ملايين المهجرين، وتم التضييق على الناس في رزقهم وأسباب معيشتهم لتطويعهم، فانعكس كل ذلك على الثورة وأهلها كوارث وتراجع وهزائم.

وإضافة لذلك، أقيمت السجون السرية، فتم اعتقال المخالفين والثوار الصادقين وزج بهم في السجون، وكثرت حوادث القتل والاغتيال بينهم.

ولما أدركت الأمة دور المنظومة الفصائلية الخطير نفضت أيديها منها، وشرعت تبحث عن قيادة سياسية مخلصة واعية رشيدة، ترسم لها الطريق نحو النصر وتنيره لها.

ولقد برع حزب التحرير بأعمال القيادة السياسية في الأمة بشكل عام وفي ثورات الربيع العربي بشكل خاص، برز ذلك من خلال مواكبته الحثيثة لثورات مصر وتونس وليبيا واليمن والسودان، فكان حاضراً متابعاً ورائدا لا يكذب أهله، يحذر الأمة قبل كل أزمة، ويعطي المعالجات لها ويقدم الإرشادات لتجنبها.

وفي ثورة الشام، خاصة كان متابعاً لها خطوة بخطوة، فقد حذر من البداية من دور الجامعة العربية ودور دول الخليج، وحذر من فخ أصدقاء الشعب السوري، وحذر من خطر دور النظام التركي على الثورة، وحذر من أموال الداعمين، وحذر من الارتباط بالدول ومن لقاء قادة الفصائل بها، وحذر من التبعية.

كما قدم الأوراق السياسية الثلاث، في 2012 و2014 و2021م، وهي بمثابة خارطة طريق لتحقيق أهداف الثورة، كما قدم في 2017 كتاباً مفتوحاً لكل الفعاليات الثورية والعسكرية والشعبية، موضحاً خطر ما تقوم به المنظومة الفصائلية.

كما قدم للأمة مشروعا منبثقا من عقيدتها لإقامة الدولة الإسلامية على منهاج النبوة، ووضع مشروع دستورها بين يدي الأمة.

لكن واقع الأمة الممزق بفعل عمل الأنظمة المجرمة وبأدواتها، وفعل الفصائل كذلك، وبتأثير الدعاية الكبيرة التي تقوم بها دول الكفر وأدواتها ضد حزب التحرير، كل ذلك حال دون أن تتخذ الأمة الحزب قيادةً سياسيةً لها.

فعلى الأمة أن ترتب أوراقها لكي تختار من يمثلها بصدق وأمانة، وهي أمة الخير، ولا يصلح إلا حملة مشروع الإسلام المفصّل والمبلور قيادةً سياسية، على الأمة أن تسير معهم إلى النصر والتمكين بإذن الله، ليتحقق هدف هذه الأمة في إقامة الكيان الذي يقيم لها دينها ويرجع لها عزتها ومكانتها الرائدة بين الأمم، وهذا الكيان هو الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

بقلم: الدكتور محمد الحوراني

عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا

جريدة الراية: اليمن بين مطرقة الصراع الدولي وسندان العملاء

 جريدة الراية: اليمن بين مطرقة الصراع الدولي وسندان العملاء

 

19 من ربيع الثاني 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2021مـ

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، يتوجه في زيارة لكل من السعودية والبحرين؛ لبحث الأمن الإقليمي وجهود السلام في اليمن، فلم تأت هذه الزيارة إلا بعد أن سبقتها زيارات عدة وأعمال سياسية من الأمم المتحدة عن طريق مبعوثها، وكذلك تحركات سياسية سابقة للمبعوث الأمريكي تيم ليندركينج. ففي 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2021م، وصل ليندركينج إلى عدن، حيث التقى رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، وتم استعراض الموقف الدولي للتعامل مع تصعيد الحوثيين وهجماتهم المستمرة على المدنيين والنازحين في مأرب وغيرها، بحسب وكالة الأنباء اليمنية. كما التقى المبعوث الأمريكي بعيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة السعودية الرياض في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، والذي أكد على ضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض والدفع باتجاه عملية سلام شاملة.

والملاحظ من زيارة المبعوث الأممي لحكومة هادي والمجلس الانتقالي هو الضغط على الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي لتنفيذ اتفاق الرياض المتعثر، والذي تعمل بريطانيا عبر عملائها على عدم تنفيذه، لأنه لا يخدم مصالحها.

هذا بالنسبة لاتفاق الرياض. أما بالنسبة لاتفاق السويد الذي يخص محافظة الحديدة، فقد زار المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، قائد المقاومة في الساحل الغربي العميد ركن طارق محمد عبد الله صالح. تم خلال اللقاء نقاش مسارات التسوية السياسية، وتفاصيل أخرى تتعلق بسير المفاوضات بين الأطراف اليمنية. والملاحظ من زيارة هانس لطارق صالح أنها تهدف لإظهار طارق بمكتبه السياسي كطرف من أطراف الصراع الذي لا بد أن يكون حاضراً حين الجلوس على مائدة المفاوضات ليكون له نصيبه الخاص عند تقاسم السلطة والثروة في اليمن على أساس عقيدة المبدأ الرأسمالي، الذي يعمل على تقسيم اليمن كغيرها من بلاد المسلمين، والتي يخطط لها الغرب الكافر ويعمل على تنفيذها تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد.

كما التقى العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية الخميس 4 تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٢١ ريتشارد أوبنهايم سفير بريطانيا في اليمن. جرى خلال اللقاء بحث عدد من القضايا والتطورات المحلية وعلى رأسها استمرار تصعيد مليشيات الحوثي في مأرب والساحل الغربي وغيرها من الجبهات، ما يظهر جلياً اهتمام ودعم السفير البريطاني لطارق صالح، من خلال ثنائه على المجلس السياسي الذي يرأسه، ومثنياً كذلك على أدوار المقاومة الملموسة في تأمين وحماية الساحل الغربي والمياه اليمنية الاستراتيجية في المخا وباب المندب، وذلك كونه أحد رجال بريطانيا التي تعتمد عليه في تنفيذ مخططاتها وحماية مصالحها لاستمرار نفوذها في اليمن، كما كان يقوم بالدور ذاته عمه الهالك علي صالح، مع ملاحظة أن اللقاء الذي عقده السفير البريطاني مع طارق صالح قد أعقبه الانسحاب المفاجئ للقوات المشتركة في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 وكأنها أوامر من السفير ريتشارد بذلك، ليتسنى لقوات طارق الفكاك من اتفاق السويد الذي كبلها عن قتال الحوثيين، ودخول مدينة الحديدة ومينائها، وذلك بالتظاهر أنها تقوم بتنفيذ اتفاق السويد بذلك الانسحاب، رغم أنها قامت بذلك الانسحاب كفخ للحوثيين الذين قاموا بالاستيلاء على مناطق الانسحاب التي تقدر مسافتها بـ70 كيلومترا من الحديدة حتى مديرية التحيتا، كما يعتبر الانسحاب إحراجاً لهادي وحكومته التي ترزح تحت الإقامة الجبرية في الرياض، وتتلقى أوامرها من سلمان وابنه عملاء أمريكا، لعل تلك الحكومة تحرك ساكناً.

لقد أحست أمريكا بخطط بريطانيا في الساحل الغربي من التملص من اتفاق السويد الموقع بين حكومة هادي والحوثيين، وأيضاً من التملص من تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي، فأوفدت مبعوثها الخاص باليمن إلى كل من السعودية والبحرين، وذلك للضغط أكثر لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة (اتفاق الرياض واتفاق السويد)، وعدم السماح للأطراف الأخرى التي تحاول إفشال تلك الاتفاقيات. فبقاء تلك الاتفاقيات كما هي والعمل على تنفيذها، ستحل محل المرجعيات الثلاث التي تحاول بريطانيا التمسك بها وجعلها أساساً لأي جلوس قادم على طاولة المفاوضات، لأنها تصب في مصلحتها. وذلك ما عبر عنه المبعوث الأمريكي الخاص باليمن والذي كان أحد المشاركين في مؤتمر حوار المنامة، والذي التقى وزير خارجية حكومة هادي أحمد عوض بن مبارك المشارك في المؤتمر، حيث عبر المبعوث الأمريكي إلى اليمن أنه قد حان الوقت للعمل على إحراز تقدم بشأن تنفيذ اتفاق الرياض ومعالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن.

وهكذا نجد الأطراف الدولية للصراع في اليمن تعمل بكل الطرق وشتى الوسائل لتحقيق مصالحها وبقاء نفوذها في اليمن عن طريق المسئولين في هذه الدول أو عن طريق مبعوثيها أو سفرائها أو عملائها من حكام وزبانيتهم في المناصب الأدنى، فأصبح أهل اليمن ما بين مطرقة الصراع الدولي وسندان العملاء يسومونهم سوء العذاب في كل مناحي الحياة سواء من هم تحت سلطة الحوثيين، الذين يستمدون قوتهم من أمريكا، أو من هم تحت سلطة ما تسمى بالشرعية وتفريعاتها، التي تدعمها وترعاها بريطانيا.

لقد أصبح أهل اليمن مثل غيرهم من المسلمين تحت ظل الحكم الرأسمالي الديمقراطي الجبري مستباحي الدماء والأموال من حكامهم عملاء الكفار باتباع سَنَنَهمِ، وذلك نتيجة جهلهم وتجهيلهم بعقيدتهم وأحكام دينهم، وحرفهم عما كلفهم به ربهم عز وجل من حكمهم بالإسلام واحتكامهم إليه فيما بينهم، وحمله للعالم أجمع بالدعوة والجهاد، ولن يكون ذلك إلا بالعمل لإقامة دولتهم، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة مع حزب التحرير. فلذلك ندعوهم، فهل من مجيب؟!

بقلم: الأستاذ عبد الله القاضي – ولاية اليمن

جريدة الراية: النفاق والخبث أساليب قذرة تغطي بها أمريكا جرائمها

 جريدة الراية: النفاق والخبث أساليب قذرة تغطي بها أمريكا جرائمها

 

19 من ربيع الثاني 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2021مـ

في بيان بثه التلفزيون الرسمي يوم الاثنين 25/10/2021م، أعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان حل مجلس السيادة الانتقالي ومجلس الوزراء، وإعفاء جميع الولاة، ووكلاء الوزارات، واعتقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وأعضاء في حكومته ومسؤولين آخرين، مشيرا إلى التمسك باتفاق جوبا للسلام الموقع عام 2020. وتعهد بالتزام القوات المسلحة بـما سماه بــ"الانتقال الديمقراطي" حتى تسليم الحكم للمدنيين من خلال انتخابات عامة، كما تعهد بتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة حتى موعد إجراء الانتخابات في 2023.

ليس بمستغرب أن يكون هذا الانقلاب العسكري قبل ساعات من مغادرة المبعوث الأمريكي الذي كان حاضراً يشرف على إتمام فصول استلام البرهان للسلطة كعادة أمريكا في تأييد عملائها ومباركة جرائمهم، فقد نشر موقع سودان تريبيون في 24/10/2021م ما نصه: "استقبل البرهان المبعوث الأمريكي للمرة الثانية خلال 24 ساعة.. وأشار المبعوث إلى أن تدبير أو تنفيذ انقلاب عسكري سيؤدي إلى نتائج وخيمة. وبعد لقاءاته بكل من البرهان ونائبه حميدتي اجتمع فليتمان إلى حمدوك للمرة الثالثة خلال 24 ساعة ونقل إليه تفاؤله بإمكان وجود مخرج من الأزمة الحالية"، ولم تمض ساعات حتى حصل الانقلاب.

وقبل شهر تقريبا تواترت التصريحات الأمريكية الكاذبة عقب المحاولة الانقلابية في 21/9/2021م التي كانت بالأحرى مراناً ساخناً لاستلام البرهان للسلطة، حيث بينت وزارة الخارجية الأمريكية في تصريح السبت 2/10/2021م أن المبعوث الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان أجرى محادثات في الخرطوم خلال الفترة من 28 أيلول/سبتمبر إلى 1 تشرين الأول/أكتوبر لتسليط الضوء على "التزام الولايات المتحدة الثابت بالانتقال السياسي المستمر في السودان". (سودان تريبيون 2/10/2021م). وقال فليتمان: "إن محاولات الانقلابات العسكرية قد توقف دعم الكونغرس للسودان". (سودان تريبيون 29/9/2021م).

وفي 24/9/2021م حذر مسؤولون أمريكيون من أي محاولة من الجيش للاستيلاء على السلطة في السودان، وأبدوا تأييدهم للحكومة المدنية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، منهم مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي السيناتور بوب مينيديز، والسيناتور الجمهوري بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جيم ريش. ويوم الخميس 23/9/2021م أدان مجلس الأمن الدولي المحاولة الانقلابية الفاشلة وتعطيل الانتقال بقوة، وقال إنه يجدد دعمه الكامل لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك. كما أعلن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس عن رفض الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لـ"أي حديث عن تبديل الحكم المدني بالسودان إلى حكم عسكري".

لكن بالرغم من الوصايا الجوفاء والتهديدات بقطع المساعدات الأمريكية، وفرض العقوبات على السودان التي لا يتأذى منها إلا الشعب فقط، بالرغم من ذلك حصل الانقلاب، أما تصريحات السياسيين الأمريكيين، بحماية ما سموه إرادة الشعب، و(بالانتقال الديمقراطي للسلطة) فهي مجرد شعارات جوفاء تخدع بها أمريكا السذج والبسطاء، فأين إرادة الشعب في اجتياحها للعراق وسحق أهله الكرام، ووقوفها في صف مدمر الشام بشار الأسد؟!

لقد بلغ هذا الصراع أشده حين كشف حمدوك عن مبادرته (الطريق إلى الإمام) يوم الثلاثاء 22/6/2021م وكان من أقوى بنودها: (إصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية)، وفي بيان عقب المحاولة الانقلابية في 21/9/2021م قال حمدوك إن المحاولة الانقلابية "كشفت ضرورة إصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية". وها هي أمريكا تشرف على الانقلاب لتحمي نفوذها ومصالحها في السودان عبر عملائها.

 لقد أوصلت أمريكا عميلها محمد بن سلمان إلى سُدة الحكم في السعودية بعد الإطاحة بابن عمه محمد بن نايف، فيقول ترامب مفتخراً: "لقد وضعنا رَجُلَنا في القمة". ذكر ذلك الكاتب الأمريكي مايكل وولف في كتابه "نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض" الصادر الجمعة 5/1/2017م. وبرغم ما تردد عن دور ابن سلمان في قتل الصحفي جمال خاشقجي، إلا أن ترامب ما انفك يقول: "أداء الأمير محمد بن سلمان مذهل ولقاؤه يشرِّفني وأعتبره صديقا له". (بي بي سي 29/6/2019م). إنه النفاق الأمريكي!

وإن ما فعله السيسي بمصر وأهلها الكرام، وتضييقه على أهل قطاع غزة، وقتله لأهل سيناء، ومحاربته للإسلام ونصوصه، وتماهيه من كيان يهود، جرائم يندى لها الجبين. ولكن ما ردة فعل الأمريكان دعاة الحرية وحقوق الإنسان؟!

ففي ليلة مجزرة ميدان رابعة العدوية أوفدت أمريكا مبعوثيها جون ماكين - وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي - والسيناتور ليندسي غراهام، لإكمال فصول مسرحية السيسي وتثبيت انقلابه مع التصريحات الماكرة المنافقة التي فقط تدين وتشجب الانقلاب، حيث وصفا في مؤتمر صحفي بالقاهرة ما جرى في مصر بعد الثالث من تموز/يوليو 2013م، بأنه انقلاب عسكري، وردا على سؤال أحد الصحفيين: "لماذا يصف ما حدث بأنه انقلاب وليس ثورة؟"، قال بسخرية: "لست هنا لتعريف ما حدث من القاموس، سموها ما شئتم؛ لكن إذا كانت تمشي كالبطة وتصدر صوت البطة فهي ببساطة بطة". كما دعوا إلى وضع جدول زمني لتعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وإطلاق حوار وطني يستوعب الجميع.. (وهذا بالضبط الذي صرح به جيفري فليتمان مبعوث أمريكا للسودان)، أما تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حينها جون كيري وكانت من باكستان: "إن الجيش المصري "استعاد الديمقراطية". (الجزيرة نت 7/8/2013م). إنه النفاق والخبث الأمريكي!

إن أمريكا يمكنها أن تسحق البشر والحجر والشجر تحقيقاً لأهدافها ولإيصال عملائها إلى الحكم طالما أنهم ينفذون أجندتها، فقد نشرت الجزيرة نت في 25/10/2021م تحت عنوان: "الدبابات تحركت بالتزامن مع وساطة فيلتمان.. "انقلاب السودان" يثير موجة تساؤلات في واشنطن يعتقد المراقبون أن الجيش السوداني قد يلعب ببطاقة التطبيع مع (إسرائيل)، مقابل عدم تصنيف الولايات المتحدة ما وقع في الخرطوم انقلابا عسكريا".

لقد بين الله سبحانه للمسلمين: ﴿إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً﴾. فأمريكا دولة حاقدة على الإسلام وأهله ولا تريد لأهل السودان لا أمناً ولا أماناً، وستظل أمريكا تصنع المكائد وتحوك المؤامرات ضد أهل السودان، حتى يقيموا الدولة التي تطبق الإسلام وتقطع دابر الكافرين وتخزي عملاءهم أجمعين، وقد أمر الإسلام بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فهي وحدها التي ترد السلطان للأمة لتختار منها حاكمها ببيعة شرعية ليقيم الشرع ولا شيء غيره، فلا مدنية ستطبق الإسلام ولا عسكرية سترضي الرحمن، فهلا اتعظ أهل السودان من مكائد الشيطان؟!

بقلم: الأستاذ محمد جامع (أبو أيمن)

مساعد النطاق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

جريدة الراية: ما هكذا هو العهد والميثاق يا شيخ الأزهر!

 جريدة الراية: ما هكذا هو العهد والميثاق يا شيخ الأزهر!

 

19 من ربيع الثاني 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2021مـ

بمناسبة مرور عشر سنوات على إنشاء (بيت العائلة المصري) والذي يعنى بالتقارب بين الأديان وبالذات بين الكنيسة القبطية والأزهر، تحدث شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بكلام لم يستوف فيه الحقيقة ولم يبينها على الوجه الأكمل وقد جاء جل كلامه للتعليق على ما يسمى (الإبراهيمية) أو (الدين الإبراهيمي) الذي ابتدعته عقول الإمارات والبحرين بالتعاون مع يهود، ولأن تصريحات شيخ الأزهر جاءت للإمساك بالعصا من المنتصف والتلاقي مع الكنيسة في منتصف الطريق لذلك كان يتحدث بدبلوماسية على حساب الدين وكأني به يريد أن يرضي الله سبحانه والكنيسة معا وكان مما قاله: "إن ما تسمى الإبراهيمية والدين الإبراهيمي هي دعوة إلى مصادرة حرية الاعتقاد وحرية الإيمان"، "فالله خلق الناس ليكونوا مختلفين" على حد قوله، "وإن اجتماع الخلق على دين واحد أمر مستحيل" وغير ذلك من العبارات التي تظهر أن الشيخ أحمد الطيب لم يتحدث لبيان دين الله والنظرة الشرعية تجاه النصرانية واليهودية وأن الله بعد نزول الإسلام لم يرض دينا غير الإسلام.

إننا ندرك أن الأزهر لم يعد كما كان وأنه أصبح مؤسسة سياسية بامتياز مع أن عمره زاد على عشره قرون وقد تخرج منه كبار العلماء قبل أن يصبح مؤسسة دينية لا تفتي إلا على مقاس الحاكم كما هو شأن إخوانه في منظمة العالم الإسلامي وهيئه كبار العلماء في السعودية ولجان الفتوى وغيرها وإننا إزاء تصريحات شيخ الأزهر التي خلط فيها السم في الدسم نقول:

أولا: إن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن وبعث فيه النبي عليه الصلاة والسلام ليكون مهيمنا على كل الأديان والعقائد، ومعنى الهيمنة أن يكون الإسلام قاضيا على كل الشرائع قبله والآيات في ذلك أكبر وأكثر من أن تخطئها عين أو تعتريها شكوك، وقد جاءت الآيات الدالة على أن الله سبحانه بعد محمد لم يرض للبشرية أي دين آخر وإلا يكون رضا بمنكر تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فلا يعقل أن يطلب من الناس الإسلام ولا يرضى لهم الكفر ثم يقال "إن الله خلق الناس ليكونوا مختلفين"، فكلام الطيب كان كأنه يجعل الخلاف في العقائد والأديان بعد الإسلام أو قبله علة الشارع من خلقه للناس مع أن الأمر ليس كذلك بل غاية ما يفهم من الآية أنها جاءت وصفا لحالة وستبقى هذه الحالة إلى قيام الساعة فلا يقال إذن بأن الآيات المحكمة التي جاءت تنعى على أهل الكفر عقائدهم وتسفه ما هم عليه من العقائد الباطلة والشرائع الداحضة، بل تأمر المسلمين بحمل الإسلام لهم بالجهاد، ثم يقال إن الله خلق الناس عقائد وديانات شتى، لذلك ليس لنا أن نبين لهم ونطلب منهم الدخول في الإسلام، لا يقال ذلك. ومع أن الإسلام لا يحمل غير المسلمين على الإسلام حملا ولا يفتن الناس عن عقيدتهم إلا إنه مطلوب من المسلمين أن يحملوا الإسلام للناس ويبينوا لهم زيف ما يعتقدون ويعبدون، فليس معنى أننا لا نحمل الناس على الإسلام أن لا نحمله لهم، وهذا أمر تواتر ولا يحتاج إلى ذلك والفتوحات والمعارك التي خاضها النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته من بعده تشهد على ذلك، فقد كانت لنشر الإسلام وتطبيقه.

ثانيا: هنالك فرق بين كون الشارع طلب تنفيذ الأحكام الشرعية والحكم بالإسلام في البلاد التي قام المسلمون بفتحها وبين كونه يريد تغيير عقائد الناس وفتنتهم عن دينه وما سميته أنت حرية العقيدة، فالحكم بالإسلام في البلاد التي فتحها المسلمون واجب ولا كلام، فلا يجوز أن تحكم بلاد المسلمين بغير الإسلام يا شيخ الأزهر، وليس لذلك علاقة بحرية العقيدة وليست داخلة في البحث أصلا، فكون النظام الذي يجب أن يطبق على الناس هو الإسلام حصرا وأنظمة الإسلام ودستوره وقوانينه فقط فإن هذا أمر، وحرية العقيدة لغير المسلمين أمر آخر، فلماذا يجري الخلط بين المسألتين؟ ولماذا لم تبين في (بيت العائلة) أنه لا يجوز أن تحكم مصر ولا غيرها من بلاد الإسلام إلا بالإسلام؟ وأن كون مصر يسكنها غير مسلمين فإن ذلك لا يغير في المعادلة شيئا وأنهم، أي الأقباط، قد عاشوا في ظل دولة الإسلام ثلاثة عشر قرنا شهدوا فيها عدل الإسلام وأنظمة الإسلام وتطبيق الإسلام وكانوا في ذمة المسلمين، بل إنه عليه الصلاة والسلام أنجب من مارية بنت شمعون القبطية رضي الله عنها وأرضاها ابنه إبراهيم وقد عاشت في بيت النبوة حتى وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، ولم يعش أهل الذمة في ظل المسلمين ظلما يجعلهم يطلبون الحكم أو المشاركة فيه بل عاشوا في ظل عدل الإسلام ونظامه طوال فترة الخلافة الإسلامية فمن شاء آمن ومن شاء بقي على دينه وعقيدته لا يفتن عنها ولا يجبر على تركها، ولكن النظام المطبق على الجميع هو الإسلام فقط.

ثالثا: كان ينبغي لشيخ الأزهر وقد أخذ عليه وعلى إخوته من العلماء أن يبين الحقيقة كاملة لا نصفها أو ربعها ﴿لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ﴾ فالديانة الإبراهيمية التي أوحاها الشيطان إلى أوليائه في الإمارات والبحرين ويهود لسنا نرفضها لأنها تخالف حرية العقيدة والمعتقد فقط، فهذه الدول وغيرها لا شأن لها بالخالق من قريب أو بعيد ولا تسعى لجعل الناس على ملة ودين إبراهيم أو غيره من الأنبياء، وإلا فإن إبراهيم عليه السلام وصى بنيه ويعقوب ﴿يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾، وإلا فإن إبراهيم جاء على لسانه في كتاب الله ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ﴾، بل إن الله جعل الكلمة الباقية في عقب إبراهيم هي لا إله إلا الله، فهل يعقل من يروجون للديانة الإبراهيمية المدعاة التي أوحت بها أمريكا للإمارات والبحرين ذلك؟ كان ينبغي لشيخ الأزهر وهو في موقعه من البلاد الإسلامية أن يبين أن الديانة الإبراهيمية الجديدة هي لتفكيك الدين لا لقبوله وليست لها علاقة بإبراهيم ولا محمد ولا المسيح ولا حتى بأبي جهل وإنما يريد منها أصحابها أن يلبسوها لباس الدين ليضحكوا بها على السذج من الناس والبسطاء من أبناء المسلمين. كان ينبغي لشيخ الأزهر أن يبين أن الإسلام يجب أن يعلو بأحكامه ونظامه كل بلاد المسلمين وأن البلاد والعباد لم تعش خيرا منذ أن تآمر الغرب والشرق على هدم الخلافة. ليس في ديننا ما نخجل منه يا شيخ الأزهر فقد حملنا العدل والنور في كل مكان دخلناه، فلماذا تبين عقيدتك على استحياء وخجل؟! ولماذا تظن أن (قبول الآخر) و(محاورة الآخر) على اصطلاحاتكم هو بإمساك العصا من المنتصف؟!

وأخيرا إننا ندرك واقع الأزهر يا شيخ الأزهر، فقد أراد له الحكام في مصر أن يكون مؤسسة دينية على غرار الفاتيكان لا علاقة له بالسياسة إلا بالقدر الذي يستفيد منه الحاكم وليس هذا حال الأزهر فقط وإنما هو حال هيئة كبار العلماء في السعودية ولجان الفتوى وزراء الأوقاف في البلاد الإسلامية، وإننا ندرك دائما ونوجه النصيحة لكم في الأزهر وغيره، وقد قال أحدهم "اتق زلة العالم فإنه يزل بزلته عالم"، فالأمر عظيم والخطب جلل والأمانة في رقابكم، وإن هؤلاء الذين تكتمون عنهم الحق فإنما تعينونهم على باطل وسيتعلقون برقابكم يوم القيامة ويقولون يا رب إن هؤلاء ما صدقونا النصيحة ولا بينوا لنا أمر دينهم بل إنهم رضوا منا ديننا وعقيدتنا.

فاتق الله يا شيخ الأزهر فالأمانة عظيمة!

 

بقلم: الأستاذ خالد الأشقر (أبو المعتز بالله)

جريدة الراية: مُنكرٌ منازعة الأمرِ أَهلَهُ

 جريدة الراية: مُنكرٌ منازعة الأمرِ أَهلَهُ

 

19 من ربيع الثاني 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2021مـ

التبني من أرقى الأفكار وأعظمها إذ يشكل السوار الذي يحفظ ويحمي من الانفراط والتشتت. والإسلام جعل التبني خاصاً بصاحب الصلاحية والشأن سواء أكان خليفة أم أمير جماعة، فهو يتبنى ومن هم تحت إمرته وجب عليهم الطاعة والانقياد. ولما كانت جل أحكام وأفكار الإسلام قابلية الاختلاف فيها واردة ممكنة كان الفصل في هذا الاختلاف لصاحب الشأن والأمر سواء أكان أمير عامة أو أمير خاصة فما يتبناه هو المرجح وهو الملزم للجميع. وفي حالة التبني لا يجوز منازعة صاحب الصلاحية في الأمر، والإسلام حصر المنازعة في حالة واحدة هي رؤية الكفر البواح، مع إعطاء الإسلام حق المناقشة وإبداء الرأي.

ففي مسألة وقضية مقاتلة الذين ارتدوا بعد وفاة الرسول اتخذ صاحب الشأن والأمر خليفة المسلمين أبو بكر الصديق قرار مقاتلة هؤلاء المرتدين وقد اختلف معه في الأمر الفاروق عمر لاختلاف فهم كل منهما عن الآخر في فهم واقع المرتدين، وعمر رضي الله عنه ناقش أبي بكر في المسألة، لكن بعد أن حسم أبو بكر الأمر أطاعه عمر وسار معه في الأمر ولم ينازعه لإدراك الفاروق أن منازعة الأمر أهله حرام، ولا يجوز عصيان أمره وواجب السير تحت إمرته رغم مخالفته في فهمه، فعمر لم يتشنج على رأيه رغم أنه كان يراه صوابا ولم يقل لن أطيعك لأن في ذلك معصية، بل سمع وأطاع وتابع.

وفي قضية أرض السواد في العراق، رأى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب أن لا يُقسّم هذه الأرض على المقاتلين بل يبقيها في يد أهلها يدفعون خراجها فتكون منفعتها للجميع وللأجيال القادمة، وقد عارضه في هذا الفهم العديد من الصحابة الذين رأوا أن الواجب تقسيمها على المقاتلين، ولما حسم عمر الأمر بعد مناقشة المعترضين أطاع هؤلاء الصحابة والتزموا ولم يتمردوا على الخليفة الفاروق بادعاء أن رأيهم هو الصواب ورأي وفهم عمر خطأ وأن هذا يخالف ما كان يقوم به الرسول من تقسيم الأرض المفتوحة على المقاتلين، وذلك إدراكا منهم لمفهوم التبني ولمفاهيم الطاعة والانقياد ووحدة الأمة، ولم يُروَ عن أحد من هؤلاء الصحابة أنه قال للخليفة عليك أن تأخذ برأيي لأنه الصواب وإلا لا أطيعك وأنا حِلٌّ من بيعتك لأنك تفعل حراما وإذا أطعتك وقعت في الإثم!

تسير الكتلة وتُحفظ بوحدة الرأي المتبنى من صاحب الأمر وبعدم منازعة الأمر أهله، فإذا حصل أن اجتهد أحد من أبناء الكتلة وتوصل لفهم يخالف رأى الأمير كان عليه مناقشة الأمر مع صاحب الأمر، وإذا حسم صاحب الصلاحية ما يتبناه بعد المناقشة كان واجبا على الشاب الطاعة والقبول ولا تجوز منازعته بحجج واهية كالقول رأيه خطأ وعليه أن يأخذ برأيي لأنه صواب وإذا لم يأخذ برأيي فلا أطيعه في هذا لأن طاعته منكر وحرام، أو القول إن رأي الأمير يخالف القطعي أو لم يقل به العلماء المعتبرون...إلخ.

إن صاحب أمر التبني سواء أكان خليفة أم أمير كتلة لا تجوز منازعته أو الخروج عليه أو العمل والسعي لإجباره على التنازل عما يراه من صواب والأخذ برأي من هم تحت مسؤوليته «مَنْ خَلَعَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ». إن الطاعة والقبول والانقياد للأمير وما يتبنى واجب ويحفظ وحدة الجماعة، والتنازع منكر عظيم يمزق الشمل ويجلب الخراب، وشتان بين من يكون له سهم في العمار ومن يكون له سهم في الخراب، وشتان بين من يجعل الطاعة والانقياد سجية من سجاياه وبين من يحمل لواء التمرد والعصيان!

إن من أسوأ الأمور في هذا المضمار أن من يرى فهماً وأمراً مناقضاً لما يراه صاحب الأمر والشأن والتبني أن يعمل وفق سياسة خاطئة ومُنكرة وذميمة تتمثل في إما أن يأخذ صاحب الشأن برأيي أو أترك طاعته والعمل تحت إمرته ومسؤوليته! فهذه سياسة استعلاء وغرور تجلب على صاحبها الوزر والبوار. فيا أخي كما ترى رأيك صوابا يرى صاحب الأمر والشأن رأيه صوابا، والإسلام جعل الفصل في الأمر لصاحب الشأن. فمن هنا وجب التنازل عن رأيك واتباع رأي صاحب الأمر حفظا للوحدة وسير العمل، هكذا أوجب علينا الإسلام.

إن سمو ورقي النفسية جعلت عمر بن الخطاب يتنازل عن رأيه في قضية المرتدين اتباعا لرأي أبي بكر الصدّيق، وسمو ورقي نفسية بلال جعلته يتنازل عن رأيه وينقاد لرأي الخليفة الفاروق في مسألة أرض السواد في العراق. إن النفس الراقية والمميزة هي التي تتنازل عن فهمها للنصوص الشرعية وللواقع طاعة وانقياداً لصاحب الأمر ولفهمه ولتبنيه سواء أكان خليفة أم أمير جماعة، ففي ذلك النجاة وفي الإصرار على الرأي المخالف لرأي صاحب الشأن والأمر الضياع والهلاك.

نسأل الله أن يحفظنا ويثبتنا جميعا وأن يحفظ وحدة الكتلة وأن لا نكون من العصاة والناكثين، وأن يعجّل لنا بالنصر والتغيير فنبايع خليفة راشدياً يحكمنا بشرع الله وسنة رسوله ونكون له طائعين.

بقلم: الأستاذ عطية الجبارين - الأرض المباركة (فلسطين)

جريدة الراية: السلطة الفلسطينية تكثف السياحة السياسية

 جريدة الراية: السلطة الفلسطينية تكثف السياحة السياسية

للتغطية على فشلها وإفلاسها السياسي

 

19 من ربيع الثاني 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2021مـ

تعتبر الزيارات الخارجية للسياسيين والدبلوماسيين جزءاً من العمل السياسي والسياسة الخارجية للدول، وعادة ما تكون هذه الزيارات واللقاءات للتباحث في قضايا سياسية مشتركة بين الدول أو عقد اتفاقيات سياسية أو حل خلافات أو تسوية نزاعات أو لعرض المساعدة أو التهديد والإخضاع للدول الأخرى، وهذا يكون عند الحديث عن الوضع الطبيعي وفي حال كانت الزيارات من وإلى دول تمتلك قرارها السياسي وترسم بنفسها سياستها الخارجية، أما في حال إذا كانت الزيارات إلى الدول العميلة، وهي التي تتبع غيرها في سياستها الخارجية، أو كانت من تلك الدول التابعة إلى الدولة المحركة لها، كما هو حال حكومات بلاد المسلمين مع أمريكا ومع بريطانيا، فإن هذه الزيارات تكون فقط للإملاءات وإن زينت وغلفت بالتباحث والنقاش والتشاور، فكل ذلك يكون بغرض الإملاء الأفضل بما يحفظ مصالح الدولة المحركة دون النظر إلى مصلحة تلك الدول، وتكون هذه الزيارات من أحط الأعمال السياسية وأدناها، وعند الحديث عن زيارات رجالات السلطة الفلسطينية إلى الخارج منذ عقود نجد أنها أسوأ من ذلك إذ هي زيارات من سلطة حكم ذاتي لا تمتلك من الحكم شيئا سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، إن قيل تجاوزاً أنه موجود، وهي زيارات لاستجداء مشروع الدولتين الذي يمنح الأعداء ثلثي البلاد ويمكن السلطة من دولة منقوصة السيادة على ما تبقى.

فكيف الحال والزيارات أصبحت تحصل وكيان يهود يفرض الوقائع اليومية التي تجعل من ذلك الحلم المشوه بشبه دولة يصبح أقل من ذلك وأشبه بكابوس مزعج - مجموعة كنتونات مكتظة ومزدحمة بالسكان يحيط بها الاستيطان إحاطة الماء بجزر متناثرة صغيرة مُقَطعة الترابط والأوصال -! عندها لا يقال عن تلك الزيارات إنها تحركات سياسية بل تصبح أقرب لنزهات سياحية بغطاء سياسي هرباً من الفشل والإفلاس السياسي حيث ينعم القائمون بها بفنادق ومطاعم ومنتزهات وبعض اللقاءات الصحفية والصور والإعلام والبروتوكولات الرسمية التي تشعرهم أنهم مشروع حكام دولة فيفرحون بها ويجدون فيها الستار الذي يغطي فشلهم ونقصهم وعجزهم وذلهم أمام كيان أو أمام سفراء وقناصل ومبعوثي الأسياد إن هم قصروا أو أخطأوا في تنفيذ بعض الإملاءات والسياسات.

فمثلاً بينما كان رئيس حكومة السلطة منتشياً في قمة المناخ في غلاسكو في لندن وهو يستمع للحديث عن التلوث البيئي والاحتباس الحراري وكيفية الوصول لمرحلة الحياد الكربوني وقضية مناجم الفحم الحجري في الصين والطاقة المتجددة في أوروبا والطاقة النووية السلمية، ربما ليناقش ذلك في جلسته الحكومية بعد عودته! كان كيان يهود مع مشاركته في القمة يفرض الوقائع على الأرض ويصادق على آلاف الوحدات الاستيطانية، وبينما كان رئيس السلطة في حضرة بابا الفاتيكان يتحدث عن السلام كان المستوطنون بالمئات يقتحمون المسجد الأقصى وبلدية الاحتلال تهدم منازل المقدسيين وتعمل على تهجيرهم.

إن الوقائع التي يفرضها كيان يهود ليست مجرد كلام عابر بل هي في حقيقتها تظهر أنه يستعد للإطباق على معظم الضفة والقدس والسيطرة على المسجد الأقصى وحصر أي تسوية سياسية مستقبلية لتكون ضمن كنتونات الضفة وغزة، فقد صادق خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر فقط على آلاف الوحدات الاستيطانية منها ثلاثة آلاف وحدة دفعة واحدة بتاريخ 27/10/2021 ومن ثم أعلنت بلدية الاحتلال بالقدس عن مخطط جديد للبناء في مستوطنة غيلو، يقضي بإقامة 800 وحدة استيطانية، هذا بالإضافة إلى قرار نقل 7667 دونـمـاً مـن الأراضي شرق أريحا من أملاك خزينة المملكة الأردنية الهاشمية إلى الإدارة المدنية لتوسيع الاستيطان في منطقة تعتبر حلقة الوصل بين شمال وجنوب الغور في قرار اعتبر الأخطر منذ عقود، وكذلك العديد من القرارات التي لا يتسع المقام لذكرها هنا. أما بخصوص المسجد الأقصى فالاقتحامات باتت شبه يومية وبشكل غير مسبوق حيث وصل عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى منذ السادس من أيلول إلى اليوم أكثر من 9000 مستوطن.

إن هذه الجولات السياحية التي تكلف مئات آلاف الدولارات من قوت الناس ولقمة عيشهم - التي باتت صعبة وغالية الثمن - إن قُرأت ضمن الوقائع التي يفرضها كيان يهود فهي نوع من العبث والتسلية والسياحة وهي إمعان في تضييع قضية فلسطين ولا دليل أكبر على فشل تلك الجولات في التأثير على كيان يهود حتى ضمن سقف قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي من فشل مجلس الأمن بإصدار قرار يدين الاستيطان وذلك في جلسته الأخيرة التي انعقدت بتاريخ 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 في صفعة جديدة للسلطة واستجداءاتها بعد جولاتها الأخيرة.

إن الحال الذي وصلت له منظمة التحرير والسلطة من التدحرج بالقضية وجمع المال والتنزه والاستجمام على حساب الناس ولقمة عيشهم يظهر مدى الطعنة التي تلقاها كل من قبل بتقزيم القضية وجعلها قضية فلسطينية وَقَبل أن تكون منظمة التحرير هي الممثل للقضية ورضي أن يكون حلها بالتنازل والمفاوضات واللجوء إلى أمريكا ومشروع الدولتين، ويظهر كذلك أن الموقف السياسي الواعي والشرعي هو أن قضية فلسطين كانت منذ اليوم الأول وستبقى قضية إسلامية وقضية أرض مغتصبة يجب العمل على تحريك الأمة الإسلامية وجيوشها لتحريرها كما حررتها سابقاً من الصليبيين والتتار، وأن الواجب على السياسيين بذل الوسع لتحطيم وإسقاط الأنظمة العميلة التي تحول بين الأمة وقضيتها وأن يتم تحذير الأمة بكل مكوناتها من الارتماء في أحضان تلك الأنظمة ورفض أي تحركات لإعادة تدوير المنظمة وإحيائها سواء بشعارات وطنية أو بلباس إسلامي أو نضالي كما صرح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بتاريخ 4/11/2021 حيث قال "إن الحركة جاهزة فوراً للدخول في ما وصفها بعملية حقيقية لإعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية وبناء قيادة موحدة للفلسطينيين...".

بقلم: الدكتور إبراهيم التميمي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)

جريدة الراية: ما وراء توتير العلاقات بين الجزائر والمغرب؟! جـ2

 جريدة الراية: ما وراء توتير العلاقات بين الجزائر والمغرب؟! جـ2

 

19 من ربيع الثاني 1443هـ   الموافق   الأربعاء, 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2021مـ

أما الأزمة اليوم فوَصْلُها بقضيتها الأم فالخلفية والجغرافيا هي قضية الصحراء، بعد الذي استجد عليها بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق ترامب الاعتراف بمغربية الصحراء ومباركة بريطانية حيث وُصف القرار الأمريكي بـ"جيد للغاية" و"مشجع للغاية"، وقد سبق الاعتراف الأمريكي تغلغل بريطاني في الصحراء عبر شركاتها ومشاريعها واستثماراتها، كان أبرزها مشروع "إكس لانكس" للطاقة الشمسية والريحية بقيمة 18 مليار جنيه إسترليني وهو الأضخم من نوعه عالميا لربط الصحراء المغربية بالجزيرة البريطانية عبر الكابل المار في أعماق البحر.

وهكذا وجدت بريطانيا في الاعتراف الأمريكي فرصتها للتحول من سياسة الاحتواء إلى التصفية التامة لورقة البوليساريو وطي ملف الصحراء نهائيا. وبناء عليه بدأت الأدوات في نهج سياسة تصفية الملف بتصفية ورقة البوليساريو أي اقتلاع الشوكة الأمريكية.

فكانت السياسة التي رسمتها بريطانيا للمغرب داخل أفريقيا خدمة لاستعمارها، والتي من تفاصيلها نزع الشرعية والصفة التمثيلية للبوليساريو مع حشد الدعم والتأييد لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء كحل نهائي دون تقرير المصير أي دون الانفصال على المغرب، وقد ظهرت نتائجها عبر افتتاح 34 قنصلية وممثلية دبلوماسية بالصحراء.

أما بالنسبة للجزائر فتصفية الملف كان من مقدماتها تصعيد التوتر مع المغرب لانتزاع المبادرة من جبهة البوليساريو التي كانت أعلنت العودة لحمل السلاح ضد المغرب وتنصلت من اتفاق وقف إطلاق النار بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وبالتالي شل حركتها وتحويل الملف من ملف المغرب البوليساريو إلى ملف المغرب والجزائر، أي يصبح الملف ورقة سياسية تمسك بخيوطها كلية بريطانيا وتحدد المسار والهدف لقطع الطريق على أمريكا.

هذا عن السياق العام، أما التفاصيل للأحداث والوقائع الجارية فتفهم بحسب سياقها وظرفها. فقد اندلعت الأزمة الحالية المصطنعة بُعيد الاعتراف الأمريكي واتخذت لها ذرائع من برنامج التجسس لكيان يهود وتصريح ممثل المغرب، أعلن بعدها وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب مع استمرار البعثتين القنصليتين في عملهما بالوتيرة نفسها، أما عن الظرف والسياق لتقديم ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة عمر هلال ورقة إلى حركة عدم الانحياز يدعوها لمعالجة ما وصفه بتصفية الاستعمار في منطقة القبائل، ففضلا عن طبيعة الجهة التي سُلمت لها تلك الورقة اليتيمة التي لم يكن لها أي سابقة وهي حركة عدم الانحياز التي لم يعد لها أي أثر في السياسة الدولية، فالظرف كان ظرف حراك أهل الجزائر وامتداد اليد الفرنسية إليه عبر حركة "ماك" المرتبطة بفرنسا قلبا وقالبا وتسعى لفصل منطقة القبائل عن الجزائر، فكان تصريح ممثل المغرب لدى الأمم المتحدة بمثابة إدانة لحركة "ماك" وإلباسها التهمة كاملة حيث صنفها النظام الجزائري كحركة إرهابية تتلقى الدعم من كيان يهود عبر المغرب ثم اتهمها بالحرائق الضخمة لشرق الجزائر، أي أن النظام المغربي أسدى لنظيره الجزائري خدمة لقطع اليد الفرنسية التي امتدت لحراك أهل الجزائر.

أما إغلاق المجال الجوي الجزائري في وجه الطيران المغربي فهو فرع عن الصفعة التي وجهتها بريطانيا إلى فرنسا بعد مغامرتها في تونس، فقد أوعزت بريطانيا للجزائر إغلاق الأجواء أمام الطيران العسكري الفرنسي المتجه إلى مالي والساحل في إطار عملية "برخان" العسكرية الفرنسية التي تعاني أصلا من مشاكل جمة، ما جعل إغلاق الأجواء ضربة موجعة. وجاء بيان الرئاسة الجزائرية أن "قرار الإغلاق جاء لتصحيح خطأ استراتيجي"، وكان إغلاق الأجواء أمام الطيران المغربي هو في حقيقته قطع لطريق الإمدادات عن الفرنسيين في محاولة استغلالهم لخطوط الطيران المغربي للإمداد والتموين.

أما القرار الذي أصدره الرئيس عبد المجيد تبون بعدم تجديد عقد استغلال خط أنبوب الغاز الذي يزود إسبانيا مرورا بالمغرب والاقتصار على الخط البحري لأنبوب الغاز ميدغاز الذي وضع في الخدمة عام 2011، علما أن عقد العمل المبرم بين الجزائر والمغرب لنقل الغاز قد انتهت مدته في منتصف ليل 21 تشرين الأول/أكتوبر 2021. فمتى عُلم أن خيارات التصدير الأخرى لدى الجزائر مكلفة سواء أنبوب الخط البحري أو تقنية الغاز الطبيعي المسال والشحن عبر السفن، فالذي يفسر هذا الإجراء هي السياسة الاستعمارية البريطانية، فيُقرأ ويفهم في سياق ما يحدث على الساحة المغربية من تعاظم كَلَبِ المستعمر البريطاني وتغوله في السيطرة على ثروات البلد، فقد تسارعت وتيرة الاتفاقيات والعقود والاستثمارات والتنقيب والاستغلال في قطاعي الطاقة والمعادن بالمغرب، وقد بدأ التسويق لغاز حقل تندرارة شرق المغرب والذي تستغله الشركة البريطانية ساوند إنيرجي وقد أعلنت أنها وقعت عقد بيع لغاز الحقل في 29 تموز/يوليو 2021 مدته 10 سنوات مع شركة أفريقيا غاز (مديرها العام الوزير الأول المغربي أخنوش من دائرة القصر الضيقة)، ثم هناك حقل الغاز الموجود في منطقة لكسوس ساحل العرائش والذي يفوق احتياطه 2.2 تريليون قدم مكعب من الغاز والذي تستغله شركة شاريوت البريطانية، كما أعلنت شركة أوروبا أويل أند غاز البريطانية عن اكتشاف احتياطات ضخمة من الغاز بسواحل أكادير جنوب المغرب. ما يعني أن عدم تجديد عقد خط أنبوب الغاز الذي انتهت مدته هو خدمة للمستعمر البريطاني لتسويق نهبه من غاز المغرب وبيعه في الداخل المغربي وخارجه، ثم هي خدمة مسداة من النظام الجزائري لنظيره المغربي في التعمية عن نهب المستعمر البريطاني لثروات المغرب، وإخراج فسخ العقد وعدم تجديده على شكل أزمة حتى لا تُعلم مبرراته وخفاياه والتي ما كانت إلا كَلَبا وتوحشا استعماريا، في الوقت الذي يئن فيه أهل المغرب من قهر الفاقة وغلاء الأسعار وعطالة الشباب وعنوسة النساء وضنك العيش.

هذا عن الظاهر والخفي من الأزمة والخلفية والنسق والظرف فضلا عن تلك الإجراءات الخفية التي يتم اتخاذها لاقتلاع الشوكة الأمريكية كالاستعداد لبدء استغلال منجم غار جبيلات للحديد الواقع قرب مخيم "الداخلة" في تندوف، حيث أمر الرئيس تبون بالشروع في استغلال المنجم شهر تموز/يوليو 2020، ما يضيق الخناق على جبهة البوليساريو ومخيماتها علما أن النظام الجزائري يقيد حركة سكان المخيمات ويقيد عملهم في الداخل الجزائري. ثم كان بيان الجيش لترسيم الحدود مع جبهة البوليساريو بمثابة إعلان أن مخيمات تندوف لم تعد لكم مقرا ومستقرا ما زاد من ضيق الخناق، حتى تقبل الجبهة بالمطروح اليوم على الطاولة مبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب، ثم بعدها صرح النظام الجزائري أنه يقبل بما يقبل به الشعب الصحراوي.

هي السياسة الاستعمارية ما كانت إلا أحابيل شيطان وكيانات الوظيفة الاستعمارية وحكامها خدمه وأعوانه، وفي شؤم صنيعهم وحقارة وظيفتهم الاستعمارية وقبح خيانتهم يُدفع الثمن من مصالح هذه الأمة وقضاياها المصيرية ومن قوت وكد وجهد أبنائها وثروات بلادهم.

يا أهلنا في الجزائر والمغرب: أما آن لكم التخلص من دويلات الضرار وحكامها الخونة الذين يسومونكم سوء العذاب ويقطعون أرحامكم ويسعون في بغضائكم وعداوتكم؟! أما اشتقتم لحياة عزكم يوم كانت خيول أسلافكم تنطلق من مراكش لدك حصون أوروبا انتصارا لدينكم وأمتكم؟! أما اشتقتم لأسطولكم العظيم بإيالة الجزائر يمخر عُباب البحر جولة وصولة باسم الله مجراه ومرساه؟! أما آن لكم أن تعيدوا سيرتكم الأولى سيرة عزكم ومجدكم وحياة رفعتكم وتستأنفوا ما انقطع باستئناف حياتكم الإسلامية، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة تلم شعثكم وتوحد صفوفكم وتحمي بيضتكم ويعز بها جانبكم وترضون بها ربكم فيرضى عنكم؟! ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾.

بقلم: الأستاذ مناجي محمد

جريدة الراية: متفرقات إخبارية العدد 366 : 24-11-2021

 جريدة الراية: متفرقات إخبارية  العدد 366 : 24-11-2021

 

 

إن أنظمة الضرار التي فرضتها علينا الدول الاستعمارية بالبطش والمكر والمال هي أنظمة وظيفية تصنع الأزمات، وإن المشاكل الخانقة التي تعيشها أمتنا لن يحلها إلا رجال دولة حقيقيون يحملون فكراً راقياً؛ مبنياً على عقيدة الأمة، يرعون شؤون الرعية بأحكام رب العالمين، فيسخِّرون ثروات بلاد المسلمين الظاهرة والباطنة لخدمتها، إنهم رجال دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ فهي الضمانة الوحيدة لحل المشكلات، وعلاج الأزمات، والنهضة والارتقاء.

===

وقفة لحزب التحرير/ فلسطين تحذر من مخطط خبيث لضرب الخليل

حذر حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين من مخطط خبيث لضرب الخليل باستغلال الخلافات العائلية والمشاعر العصبية وعبر التستر بالغطاء العشائري، واعتبر السلطة متواطئة مع هذه المخططات عبر توفيرها الغطاء للمعتدين ومطلقي النيران وعدم ملاحقتهم أو اعتقالهم رغم معرفتها هويتهم.

جاء ذلك في وقفة جماهيرية نظمها الحزب عصر السبت 20/11/2021 في الخليل رغم الظروف الجوية الصعبة، شارك فيها الآلاف، وألقيت فيها كلمات تمثل الحزب وأخرى للعشائر ولرئيس بلدية الخليل ولرئيس الغرفة التجارية.

واعتبر الحزب في كلمته التي ألقاها الدكتور إبراهيم التميمي، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين، أن أعمال القتل والحرق والتخريب والترويع هي أعمال محرمة وهي من العصبية الجاهلية، وعلى العائلات أن تنكرها وتتبرأ منها وأن ترفع الغطاء عن مرتكبيها.

مؤكداً "أن هذه الأعمال توظف وتغذى لمخططات أكبر من العشائر وخلافاتها، ونحن نقول هذا الكلام ونعني كل حرف فيه، لذلك نحذر العائلات أشد التحذير من أولئك الذين يستغلون مشاعر العصبية بين أبناء العائلات لدفعهم إلى انتهاك الحرمات والوقوع في الدم الحرام، وجعلهم مطية لكوارث على المدينة لا يتصورونها ولا يدركون حجم خطرها وعظم خبثها وشرها، ونقول للعائلات إن هناك من يتخذون من الغطاء العائلي وسيلة لهم لتمزيق العائلات وكسر شوكتها وتنفيذ مخططات تُملى عليهم، وهؤلاء يستغلون بشكل قذر وبشع المخالفات الشرعية والجرائم التي يقع فيها بعض الأفراد في العائلات لجعلهم يسيرون في تلك المخططات من حيث لا يشعرون".

ووجه الحزب اتهامه للسلطة بالتواطؤ، حيث تساءل، هل السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية جادة في إنهاء حالة الفلتان هذه أم أنها توفر الغطاء للمجرمين؟!

وأكد التميمي أن مواقف أهل الخليل القوية والصادعة بالحق هي التي أغاظت الأعداء، فلأهل الخليل مواقف مشهود لها في قضية وقف تميم ومنع تمليكها للمسكوب وبالتالي منع تسريبها للمستوطنين، وفي الدفاع عن أموال العمال ومنع سرقتها تحت مسمى (الضمان الاجتماعي)، وفي الوقوف في وجه المفسدين المروجين لاتفاقية سيداو وأخواتها.

وختم التميمي كلمته بتذكير الناس بتقوى الله عز وجل وترك دعوى الجاهلية والتمسك برابطة الأخوة الإسلامية، ودعا الحضور للمسارعة لإقامة حكم الله حتى ينهوا ما أصابهم ويفرحوا بنصر الله.

وألقى رئيس بلدية الخليل الشيخ تيسير أبو سنينة كلمة أكد فيها أن أهل الخليل يريدون الأمن، وطالب الجميع بالقيام بواجبهم من أجل تحقيق ذلك، ودعا إلى ضبط النفس وحفظ الدماء والحفاظ على السلم الأهلي.

وألقى الحاج عبد الوهاب غيث كلمة نيابة عن العشائر، وجه فيها ثلاث رسائل: الأولى إلى أهل الخليل وعائلاتها وعشائرها حيث دعاهم إلى الترابط وحفظ الأخوة والود والاحترام فيما بينهم كما كانوا عبر مئات السنين، ودعاهم ألا يكونوا جزءا من حرق البلد وخرابها وتهجير أهلها. والثانية إلى أصحاب المناصب والمتنفذين، إلى الهامات والقامات الذين يقولون إنهم بحجم الوطن، حيث دعاهم إلى النزول من بروجهم العاجية، وتساءل متى يتحركون؟! والثالثة إلى السلطة الفلسطينية وحكومتها، حيث وجه لها سؤالا واضحا؛ من المسئول عن أمن الناس وممتلكاتهم؟ وما دوركم في هذا البلد، هل هو فقط جباية أموال الضرائب وتنفيذ المشاريع المطلوبة منكم؟ ولماذا هذه الأموال وأين تذهب؟ وطالب الحكومة بأجوبة واضحة.

وألقى رئيس الغرفة التجارية عبده إدريس كلمة دعا فيها للوقوف ضد الفلتان ودعا الجميع للقيام بواجبه لحماية البلد ومنع تدهور الأوضاع لما لا يحمد عقباه.

===

القدس بين التهجير القسري والصمود

يواجه حوالي 70 فلسطينياً، نصفهم تقريباً من الأطفال، خطر التهجير القسري في حي الطور بالقدس في انتظار قرار محكمة كيان يهود بشأن مصير بنايتهم السكنية التي يقطنون فيها، قبل هدم المبنى لعدم حصولهم على تصريح بناء، وإزاء ذلك قال بيان صحفي أصدره القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: إن سلطات الاحتلال تمارس نظام تخطيط مقيّد يجعل من المستحيل فعلياً على الفلسطينيين الحصول على تصاريح البناء، وذلك في إطار تفريغ المدينة المباركة من أهلها. وأضاف البيان: يحصل هذا تحت سمع وبصر كل المتخاذلين المنافقين المتباكين على القدس وأهلها، وأولهم سلطة العار التي تقف عاجزة ذليلة، خانعة عمياء طرشاء عن نداءات النسوة والأطفال المهددين برميهم في العراء، وهي التي أصبحت ذراع الاحتلال الخبيث ضد فلسطين وأهلها. وختم البيان مخاطبا أهل فلسطين: تعلمون أنه لن تحميكم قرارات أمم متحدة ولا محاكم دولية ولا منظمات حقوقية ولا رويبضات ارتضوا الخيانة والتخاذل، وتعلمون أنه لن يحميكم إلا دولة تحكم بالإسلام وتقطع دابر الأعداء والمتآمرين جميعاً. وهذا اليوم قادم قريبا بإذن الله مهما خيم الظلم والظلام.

===

خلاصنا وعزنا لن يكونا إلا بتطبيق شرع ربنا وإقامة حكم ديننا

أكّد حزب التحرير/ ولاية سوريا في نشرة أصدرها الثلاثاء 16/11/2021م أنّ أهم مكائد الغرب الكافر وأدواته ضد ثورة الشام؛ كانت اصطناع قيادات سياسية وعسكرية هي الأداة الداخلية لتنفيذ المخططات الخارجية. فغابت الثوابت، وتلاشت الأهداف، ولم نعد نسمع بمن يتحدث عن إسقاط النظام، ولا عن وجوب الحكم بالإسلام، وبدأ حديث الدول المتآمرة، عن لجنة دستورية، اختارت لها أمريكا بنفسها مزيجاً متجانساً من ممثلي نظام الإجرام ومعارضته العلمانية. فكانت لجنة دستورية لتعديل الدستور الوضعي الذي كان يحكمنا به سفاح دمشق. وقالت النشرة: لم نخرج في ثورتنا من أجل تعديلات دستورية، بل ضد نظام الكفر والطغيان، ولنُحكم بشرع ربنا. وأضافت مخاطبة أهل الشام: نضع بين أيديكم مشروع دستور إسلامي منبثق من عقيدتنا الإسلامية، وندعو الصادقين لتحمل مسؤولياتهم أمام ربهم، وأمام أمتهم، فيعملوا معنا من أجل تحكيم شرع ربنا، ورفض كل الدساتير الوضعية. والتمييز بين أصحاب الشعارات البراقة التي ما يلبثون أن ينقلبوا عليها، وبين أصحاب المبدأ الحق، الذين لا يتخلّون عنه مهما قست الظروف. وعلى أساس المشروع الواضح والمفصل نستطيع حينها أن نحاسب على بصيرة كل من ضلّ فتاهت به الدروب، وإلا لن يكون السير إلا خبط عشواء، كما هو حالنا مع قادة ثورتنا منذ عشر سنين. وعليه: نضع بين أيديكم اليوم مشروع دستور دولة الخلافة، حيث السيادة للشرع، والسلطان للأمة، في دولة العدل والرعاية بأحكام الإسلام، لا دولة البطش والظلم والاستبداد، في ظل أحكام وضعية أو نزوات استبدادية تسلطية. وختمت النشرة بالقول: لنذكر أن خلاصنا وعزنا لن يكون إلا بتطبيق شرع ربنا، وإقامة حكم ديننا، في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة. وإنها لقائمة بوعد ربنا سبحانه وبشرى نبينا صلوات الله وسلامه عليه. فاستجيبوا لربكم وكونوا معنا من العاملين لها.

===

كتلة الوعي في جامعتي الخليل وبوليتكنك توضح للطلاب حقيقة فكرة المساواة

وزعت كتلة الوعي - الإطار الطلابي لحزب التحرير - في جامعتي الخليل وبوليتكنك ورقة حول حاجة المرأة إلى عدل الإسلام وليس إلى فكرة (المساواة) المستوردة من الغرب.

أكَّدت خلالها كتلة الوعي للطلاب بأن من يقف وراء هذه الفكرة هو الغرب، وأنها جاءت كردة فعل على الظلم الذي يمارسه الغرب على المرأة، وتعبيراً عن سخط ونقمة تجاه النظام الفاسد الذي ينظم علاقة الرجل بالمرأة.

كما أكَّدت على وجود عمل مقصود للتضليل، وذلك من خلال جعل (المساواة) والعدل مفهوماً واحداً، وهو ما ساعد في إكسابها تأييداً، لأن الناس بطبيعتهم يحبون العدل وينفرون من الظلم.

وذكَّرت كتلة الوعي الطلاب بفشل الغرب في الحفاظ على حقوق المرأة وإهمال رعاية شؤونها بصفتها إنسانة، وتركيزه على دورها في التنافس مع الرجل وتولي المناصب في العمل والمساواة بالراتب.

وتساءلت مستنكرة، هل من الإنصاف مطالبة المرأة بالقيام بالمهام التي يقوم بها الرجل بسبب الأوضاع الاقتصادية الضيقة، بالإضافة إلى القيام بأعباء المنزل وتربية الأبناء؟

وبيَّنت أن الإسلام أقام نظامه الاجتماعي على أساس يضمن تماسك الجماعة والمجتمع، ويُوفر للمرأة والرجل السعادة الحقيقية اللائقة بكرامة الإنسان.

وعلَّقت كتلة الوعي في جامعة بوليتكنك بوسترات كُتبت عليها عبارات تُبيِّن عدل الإسلام ورفعه لمكانة المرأة، وظلم الرأسمالية للمرأة وهضمه لحقوقها.

===

السلطة تعتقل مربيا فاضلا يعلم طلابه الانتماء لراية رسول الله

أقدم جهاز الأمن الوقائي لسلطة (التنسيق الأمني) ظهر الأربعاء الماضي على اختطاف الأستاذ الفاضل حسين أبو الحج من مكان عمله في مدرسة ذكور الصديق الأساسية ببلدة حوسان غربي بيت لحم من أمام طلابه، بتهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى وحدة المسلمين تحت راية رسول الله بدلا من الفرقة تحت أعلام العصبية والاستعمار، وهو الذي اعتبرته السلطة جريمة لأنه يهدد مشروعها الاستثماري، المسمى بالوطني.

والخميس عُرض الأستاذ حسين على المحكمة وقرر قاضي الصلح تمديد اعتقاله لخمسة أيام بدلا من مكافأته على تعليم أولادنا حب الإسلام وراية التوحيد ونبذ الفرقة والعصبية ورايات الاستعمار.

هذا وقد أدان المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين، بأشد العبارات وقاحة السلطة وجرأتها على اعتقال المربي الفاضل لقيامه بأداء واجبه تجاه أبنائنا وفلذات أكبادنا وتعليمهم معاني الوحدة والانتماء للأمة وللإسلام، وطالب السلطة بالإفراج الفوري عن الأستاذ الفاضل.

===

إن سبب البؤس والذل اللذين نغرق بهما هو عصيان الله سبحانه وتعالى ورسوله

قالت نشرة صادرة عن المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية باكستان: طالما ظل حكام المسلمين يربطون اقتصادنا بالاقتصاد الأمريكي، بحراسة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فإننا لن نرى أي نهاية للبؤس والذل الذي تعيشون فيه، طالما بقينا مثقلين من الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله، وأضافت النشرة: إن سبب البؤس والذل هو عصيان الله سبحانه وتعالى ورسوله ، وسيتوقف هذا البؤس والذل بعودتنا إلى الحكم بما أنزل الله. وإن حزب التحرير/ ولاية باكستان يدعوكم للعمل من أجل إقامة الخلافة على منهاج النبوة، فلبوا النداء. وخاطبت النشرة ضباط القوات المسلحة الباكستانية بالقول: إن حكام المسلمين يغرقوننا في البؤس الاقتصادي والذل أمام أعدائنا، وسيظلون على هذا النهج طالما أنكم تسمحون لهم بذلك، وأنتم الذين منّ الله عليهم بالقوة لاستخدامها فيما يرضي الله، وقد ورد في السنة المطهّرة أن رسول الله قد طلب النصرة من أهل القوة والمنعة أمثالكم، لإقامة حكم الإسلام. فتذكروا الأنصار رضوان الله عليهم في بيعة العقبة الثانية، وتذكروا زعيم الأنصار، سعد بن معاذ، الذي اهتز عرش الرحمن لوفاته. لذلك فإن حزب التحرير/ ولاية باكستان يطالبكم بإعطاء النصرة لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، فهل أنتم مجيبون؟!

===

المصدر: جريدة الراية