Tuesday, November 29, 2022

جريدة الراية: الخلافة وحدها هي التي تقضي على الخطاب العنصري

 

جريدة الراية: الخلافة وحدها هي التي تقضي على الخطاب العنصري

 

  6 من جمادى الأولى 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022مـ

أقام الرسول ﷺ الدولة الأولى في المدينة المنورة على أساس عقيدة الإسلام العظيم، وبعد التحاقه بالرفيق الأعلى، جاء الخلفاء الراشدون ومن بعدهم من الخلفاء؛ فتتابعت الفتوحات في عهدهم؛ ففتحت العراق وفتحت بلاد فارس وبلاد الشام، كما فتحت مصر وشمال أفريقيا والسند وخوارزم وسمرقند والأندلس، وكانت هذه الأقطار المتعددة متباينة القوميات واللغات والدين والتقاليد والعادات والقوانين والثقافة، وكانت مختلفة العقلية والنفسية؛ لذلك كانت عملية صهرها بعضها ببعض وتكوين أمة واحدة منها، موحدة الدين واللغة والثقافة أمرا عسيراً وشاقاً، ويعتبر النجاح فيها شيئا غير عادي، فما لبثت الدولة الإسلامية سوى سنوات قليلة حتى صهرت هذه الكيانات والأعراق والقبائل في بوتقة الإسلام وجعلت منهم أمة واحدة تربطها رابطة الإسلام، موحدة الفكر والشعور والنظام.

وبعد هدم الخلافة سنة 1924م استطاع الغرب الكافر أن يقضي على وحدة المسلمين ويستبدل بكيانهم الجامع دويلات وطنية وظيفية حارسة لمصالحه. هذه الدويلات أثارت النعرات القبلية والجهوية بين المسلمين وأبعدتهم عن رابطة الإسلام واستبدلت بها رابطة الوطن ورابطة القبيلة، كما أبعدت أحكام رب العالمين في حل النزاعات بين الناس واستعاضت عنها بأحكام الغرب الكافر مثل فكرة (الحواكير) في السودان، وهي مشتقة من الحكر وتعني الحيازة والتملك، وتاريخ الحواكير في السودان قديم منذ عهد السلطان موسى بن سليمان (1637-1682) في دارفور، وقد أصدر هذا السلطان أمرا باحتكار الأراضي للسلطنة ثم توزيعها على القبائل والعلماء وغيرهم من الشخصيات، ثم جاء الاستعمار البريطاني وجعل منها نظاما إداريا قسم على أساسه الديار، ورسم بينها حدوداً موضحة في الخرائط الحديثة، وحصر قيادة الديار واستخدام مواردها واحتكار ثرواتها على قبائل معينة، بوصفها الكبرى، وإهمال القبائل الأخرى الصغيرة كما هو حاصل اليوم في دارفور وكردفان وغيرهما، بل جعل للقبائل الكبيرة سلطاناً سياسياً وإدارياً على القبائل الصغيرة، وصار الاستعمار البريطاني يتعامل مع زعيم القبيلة (الناظر)، وهو الشخص المعين لإدارة الحواكير، وبناء عليه أعطته الإدارة البريطانية سلطات قانونية وإدارية ومالية؛ فله الحق في تطبيق القانون على جميع القبائل، كما له الحق في توزيع الأراضي حسب رؤيته، وبعد حقبة الاستعمار سارت الحكومات الوطنية على سياسة المستعمر الخبيثة نفسها، فأصبحت النزاعات على ملكية الأراضي تتكاثر، وبخاصة بعد صدور قانون الأراضي غير المسجلة الذي خول الحكومة استعمال القوة من أجل حماية الأراضي بوصفها مملوكة للدولة.

إن الصراع القبلي الدائر في مناطق النيل الأزرق وكردفان ودارفور، الذي ظل يتجدد بين الفينة والأخرى وحصد المئات من الأرواح البريئة وهجر الآلاف من قراهم ومناطقهم وبسببه أحرقت الديار ونهبت الأموال واغتصبت النساء وشاهد الناس الفظائع في القتل والانتقام مثل حرق الجثث وتقطيع الأوصال، كل هذه الانتهاكات والجرائم بسبب فكرة تملك الأرض عن طريق الحواكير، إضافة إلى النعرات القبلية الخبيثة التي غرسها الاستعمار في بلادنا وما زال يرعاها ويسقيها ويسعى إلى قطف ثمارها المرة بتمزيق ما تبقى من السودان.

إن الإسلام وضع معالجات واضحة فيما يتعلق بالقبيلة وبكيفية تملك الأرض؛ أما القبيلة فقد جعلها الإسلام للتعارف وليس للتفاضل والتفاخر، وحرم إخراجها من دائرة التعارف إلى دائرة التباغض والتناحر والتقاتل، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾، ولم يكتف الإسلام بذلك بل جعل من يدعو بدعوى الجاهلية فهو من أهل النار. قال ﷺ: «وَمَنْ دَعَا بِدَعْوى الْجَاهِلِيَّةِ، فَهُوَ مِنْ جُثَى جَهَنَّمَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى؟ قَالَ: وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ».

أما فيما يتعلق بأحكام الأرض فقد شرع الإسلام أحكاما خاصة بها؛ فجعل الأرض تملك بالشراء وبالإرث والهبة والإحياء والتحجير والإقطاع، أما الملك بالشراء والإرث والهبة فظاهر ومعلوم، وأما الملك بالإحياء فإن كل أرض ميتة إذا أحياها أحد فهي له، قال ﷺ: «مَنْ أَحْيَا أَرْضاً مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ»، وأما التحجير فهو أن يجعل على حدود الأرض ما يدل على تخصيصها له، كأن يضع حولها حجارة أو سياجا لقوله ﷺ: «مَنْ أَحَاطَ حَائِطاً عَلَى أَرْضٍ فَهِيَ لَهُ»، فالإحياء والتحجير تملك الأرض بهما، ولا تحتاج ملكيتها إلى إذن الدولة. أما الإقطاع فهي الأراضي التي تعطيها الدولة للأفراد مجانا دون مقابل، فقد أقطع رسول الله ﷺ أبا بكر وعمر أرضاً.

ثم إن الأرض حين تملك بأي واحدة من هذه الكيفيات، يجبر مالكها على استغلالها. أما ما يسمى بالحواكير فلا وجود له في الإسلام. إن هذه الأحكام الشرعية كفيلة بوضع حد للنزاعات والصراعات القبلية والجهوية، أضف إلى ذلك هيبة الدولة ودورها في التدخل وفصل النزاعات قبل أن تتفاقم وتتطور، فقد رأينا في أكثر من نزاع قبلي في السودان أن دور الدولة غائب تماما والدولة ليست لها هيبة، والحكام متواطئون مع أعداء الأمة في تمزيق البلاد، وما يدل على تواطؤ الحكام أن الصراع القبلي يبدأ بسبب بسيط في شكل شجار بين اثنين من قبيلتين ثم يتطور ويبدأ التحريض والخطاب العنصري البغيض، وتتواجه القبيلتان وتقتتلان والدولة لا تحرك ساكنا، بل تكتفي بإطلاق المناشدات، ثم بعد أن يفني الناس بعضهم بعضا تأتي الحكومة بوصفها وسيطا، وتدعو زعماء القبليتين المتصارعتين لعقد وثيقة صلح دون تطبيق أحكام الإسلام فيما يتعلق بالقصاص والديات، ولا يصمد الصلح سوى أيام قليلة ثم يتجدد القتال مرة أخرى... وهكذا الحال في أقاليم السودان!

ولن يستقيم حال هذه البلاد وأهلها إلا بالرجوع إلى أحكام الإسلام العظيم التي عالجت جميع مشاكل الإنسان بوصفه إنسانا، وجعلت الرابطة بين المسلمين هي العقيدة الإسلامية، ونبذت جميع الروابط الجاهلية النتنة، كما جعلت الحاكم راعياً ومسؤولاً عن أرواح الناس ودمائهم وأعراضهم وأموالهم، فإن ما يحتاجه أهل السودان وجميع المسلمين هو إقامة سلطان الإسلام بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تطبق أحكام الله في الأرض.

بقلم: الأستاذ أحمد أبكر المحامي

 عضو مجلس حزب التحرير في ولاية السودان

جريدة الراية: استعادة قرار الثورة وتجاوز صعوباتها مسؤولية الثلة الواعية

 

جريدة الراية: استعادة قرار الثورة وتجاوز صعوباتها مسؤولية الثلة الواعية

 

  6 من جمادى الأولى 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022مـ

في هذه المرحلة التي تمر بها ثورة الشام، وهي تتلمس طريقها لاستعادة قرارها المسلوب، يجد الساعون في هذا الطريق كثيراً من العقبات، وبعضاً من الصخور المعترضة، فكان لا بد أن نحسن التعامل معها لتجاوزها أو إزالتها، لنكمل المسير على خطا ثابتة، ضمن رؤية واضحة حتى نحقق ثوابتنا وأهدافنا.

ولعل من أهم تلك العقبات التي تزرع اليأس القاتل وتكبل الحركة، ما يستقر في أذهان كثير من الناس أنهم إذا لم يكونوا على أتقى قلب رجل واحد، فلن يكون هناك تغيير، بل إن البعض يمتنع عن مواصلة جهوده واستكمال سيره لأنه يرى أن الكثير من الناس قد انحرف عن الطريق، وينسى هؤلاء أن التنكب عن السير هو أحد أشكال الانحراف عن الطريق.

وبادئ ذي بدء لا بد أن ندرك أن لفظ "الناس" في أساليب العربية يطلق ويراد به كل البشر، ويطلق أيضاً ويراد به أمّة من الأمم بمجموعها، كما يطلق ويراد به فئة من المجتمع دون غيرها، انظر قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ﴾ فتجد أن الآية تتحدث عن فئة من المجتمع تخوّف المؤمنين بفئة أخرى قد جمعت أمرها وحشدت قواها لحربهم.

كانت هذه المقدمة البسيطة لتبيان أن ما يشكل في أذهان البعض حول ضرورة تحرّك الناس واستعادة قرارهم، وحزم أمرهم، وترتيب صفوفهم، ليس المقصود من هذا الخطاب كل الناس، بل المقصود والمستهدف منه هو الفئة الفاعلة في المجتمع، الفئة الصالحة التي ترفض الفساد وأشكاله ورموزه، هذه الفئة التي ندعوها ونؤكد عليها أن تتحول إلى فئة مُصلحة تسعى للتغيير الحقيقي.

انظر إلى قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾ فكيف يستقيم أن يكون كل أهلها مصلحين، فإن كونهم مصلحين يقتضي أن يكون هناك فئة منهم مفسدين، كيف لا ونحن نقرأ عن أرقى مجتمع عرفته البشرية وهو المجتمع الذي بناه رسول الله ﷺ في المدينة المنورة، فوُجد فيه المنافقون الذين كانوا الفئة المفسدة في المجتمع، إلا أن الفئة المصلحة كانت لها السيادة، فكانت لهم بالمرصاد، كلما أرادوا فتنة أو أذية منعوهم منها، حتى لو كانت بلبوس الإسلام، كما حصل في هدم مسجد الضرار الذي حاول المنافقون بناءه ابتغاء الفتنة.

وهذا التوصيف ينطبق على مجتمعاتنا في البلاد الإسلامية اليوم، إلا أن الفئة المفسدة قد تسلطت على الناس، وسلبت قرار الأمة، وتقتات على نهب خيراتها، وتقمع كل محاولات الإصلاح والتغيير، ونجد أن هذا التوصيف باتت معالمه تتضح في ثورة الشام، حيث إن أهل الثورة هم المعنيون باستعادة قرارهم، وعليهم يقع عبء التغيير، فعليهم أن لا ينتظروا أن يستجيب لهم القادة المرتبطون، بل يجب أن يرسموا مسارهم بعيداً عنهم، وليعلموا أن المطلوب لحصول النصر هو اعتصامهم هم بحبل الله، وليس اجتماع الفاسد والمصلح على صيغة مشتركة، فهذا ما كان يروق لقريش عندما عرضت على رسول الله ﷺ أن تعبد إلهه عاماً ويعبد آلهتهم عاماً، وذلك كحل مشترك واجتماع على حل وسط، فما كان من رسول الله ﷺ إلا أن يفاصلهم في هذا، فنزل قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾.

وإن سير الفئة المصلحة في الأمة نحو إسقاط الفئة المفسدة، يجب أن يكون سيراً على خطا رسول الله ﷺ، ويجب اتباع الطريقة التي استخدمها ﷺ والالتزام بها تمام الالتزام، فالمواجهة مع الباطل والمفاصلة مع المفسدين يجب أن تكون نبراس مبتغي العزة، لأن قيامهم بواجب التغيير هو الذي يرفع الإثم عنهم ويحقق الفوز والفلاح لهم ولباقي الأمة، وإن التنكب والتقاعس تحت مبررات وجود الفساد وانتشاره، ما هو إلا وسوسة الشياطين، وإلا فإن عذاب الله آت على الساكتين الخانعين، ففي صحيح الترمذي من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ».

بقلم: الأستاذ منير ناصر

جريدة الراية: أهكذا ينطق من يريدون تحرير الأقصى؟!

 

جريدة الراية: أهكذا ينطق من يريدون تحرير الأقصى؟!

 

  6 من جمادى الأولى 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022مـ

نظم مجلس الشورى يوم الأربعاء 02 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في صنعاء فعالية خطابية للذكرى 105 لوعد بلفور، حضرها عضو المجلس السياسي الأعلى محمد صالح النعيمي، الذي قال في كلمة بالمناسبة وعنونتها له صحيفة الثورة في 2022/11/03م "موقف اليمن ثابت تجاه القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في بناء دولتهم المستقلة".

لقد تماشى الحوثيون مع حدود سايكس بيكو المصطنعة بتجزئة البلاد الإسلامية إلى أنظمة حكم هزيلة، وجعل تقديم بريطانيا وعد بلفور لليهود بتوطينهم في أرض الإسراء، بعد أن عجزوا عن شرائها بالمال من السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، وتمكين بريطانيا لهم من اغتصاب الأرض المباركة بعد هدمها الخلافة العثمانية وإنشاء كيان يهود فيها. جعل الحوثيون أرض الإسراء قضية خاصة وحصرية بأهل فلسطين، لا شأن لغيرهم من المسلمين بها، ورضوا بتجزئة البلاد الإسلامية إلى دويلات هزيلة، وهم أنفسهم نظام حاكم خلف سابقيه في الحكم. كذلك جعل الحوثيون للفلسطينيين حقاً في بناء دولتهم! أي دولة تلك؟ الدولة التي ضمن حل الدولتين إلى جانب كيان يهود بحسب الرؤية الأمريكية. إن الحديث عن القانون الدولي والشرعية الدولية هو الداء العضال في قضايا المسلمين، فتلك الشرعية الدولية هي التي أقرت حقاً ليهود في أرض الإسراء، وهي التي منحت كيانهم الاعتراف بـهم ضمن القانون الدولي.

لقد ذهب النعيمي في كلمته إلى تقاسم رغيف الخبز مع الفلسطينيين، في حضور نائب رئيس الوزراء للدفاع والأمن جلال الرويشان، ومساعد وزير الدفاع علي الكحلاني، ومسؤول الملف الفلسطيني للحوثيين حسن الحمران، بدلاً من الحديث عن إعداد القوة لقتال غاصبي الأرض المباركة، حيث قال "مبيناً أن ذلك الموقف يتجلى في تأكيدات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى في عدد من المناسبات أن الشعب اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني وعلى استعداد لتقاسم رغيف الخبز معه". إذن فيما جاء ذكره للمقاومة في حديثه، وقد ألقى بالعنوان الحقيقي لاغتصاب الأرض المباركة وهو الإسلام والمسلمين، وحصرها في قضية فلسطينية؟ أما اتفاق الجزائر بين السلطة وحماس والفصائل، الذي أكد عليه النعيمي، فقد جاء ليسير مع السياسة الأمريكية في خُطَا حل الدولتين، وهو مصالحة سياسية ومحاصصة بين الفصائل على غرار العراق ولبنان.

التزييف والتضليل استمرا من جانب منظمي فعالية ذكرى وعد بلفور بحديث رئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس عن "إعلان وعد بلفور باليوم الأسود في تاريخ الشعب الفلسطيني والأمة العربية برمتها، كونه مكن من غرس الكيان الصهيوني في قلب الأمة".

لقد حُدِّدَ لمجلس الشورى عنوان ذرائعي هو "كي لا ننسى وعد بلفور المشؤوم"، ما يعبر عن استكانة وتسليم بوعد بلفور، ورضاً بالأمر الواقع. الحوثيون هم من بدأ تنظيم فعالية سنوية لذكرى وعد بلفور، حيث لم تكن تنظم في عهد علي صالح، وفيها يشتم إحياء فعالية وعد بلفور واستمرارية تنظيمه سنويا في 11/2 من كل عام بتحويلها إلى مناسبة احتفالية فقط، أكثر من إعداد المسلمين لتطهير أرض الإسراء من دنس يهود، وعودتها إلى سلطان المسلمين تحت راية العُقاب. هذا هو الخطاب الرسمي للحوثيين للخارج ممثلاً بكلمة عضو المجلس السياسي الأعلى النعيمي، أما خطاب الاستهلاك المحلي والأتباع ففي كلمة مسؤول الملف الفلسطيني حسن الحمران!

ومما هو محزن ومفزع تناغم من حضروا الفعالية من الفصائل الفلسطينية واتفاقها في الرؤية مع الحوثيين، فها هي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تقول في بيان لها بمناسبة ذكرى وعد بلفور، نقلته صحيفة الثورة: "فلسطين بكل ترابها ومقدساتها خالص للشعب الفلسطيني ولا تقبل القسمة أو التجزئة"، وكذلك الجبهة الديمقراطية التي قال ممثلها في اليمن خالد خليفة "لا حل للقضية الفلسطينية إلا بالاستجابة التامة للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني".

وما زلتم تضحكون على المطبعين مع كيان يهود وتسخرون من الجوار الخليجي، وعلى صفقة القرن وأصحابها، إنكم مثلهم! و"المقاومة" بالأمس تجري لقاءات ومفاوضات مع الكيان الغاصب لفلسطين لتمنحه الشرعية بترسيم الحدود البحرية معه، وتعتبر ذلك انتصاراً تاريخياً!

في الأخير نقول إن تحرير الأرض المباركة والمسجد الأقصى ليست سوى شعار تتزين به الأنظمة الحاكمة في البلاد الإسلامية ليس إلا، ويعبر عن تواطئهم وخذلانهم لقضية المسلمين في استعادة تلك الأرض إلى يد المسلمين، بعد أن دنسها يهود الغاصبون، ولا يعبر عن إرادة حقيقية لتلك الأنظمة في إجلاء الغاصبين عنها.

أما من سيعيد مسرى رسولنا ﷺ فهي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. قال تعالى: ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً﴾، كما بين رسولنا ﷺ كيفية إعادتها حيث قال: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى  يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ». أخرجه مسلم.

بقلم: المهندس شفيق خميس ولاية اليمن

جريدة الراية: حق تقرير المصير فكرة استعمارية لتمزيق البلاد

 

جريدة الراية: حق تقرير المصير فكرة استعمارية لتمزيق البلاد

 

  6 من جمادى الأولى 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022مـ

في يوم الأربعاء 2022/11/9م، أعلن المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة في شرق السودان بياناً احتوى على سبع نقاط، منها: "سابعاً: ولأن الحقوق تنتزع ولأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، رفضا لمماطلة الخرطوم في تنفيذ مطالب شعبنا وإصرارها على إقصاء شعبنا وعملا بالحق المكفول لكل شعوب العالم في تقرير المصير فإن المجلس الأعلى للبجا - الأمانة السياسية تعلن أن مجلس البجا هو السلطة السيادية المعترف بها لدى شعب الإقليم، والمفوضة رسميا من هذا الشعب في عقد اجتماعي مشهود في سنكات، ونعلن أن الهيئة العليا للمجلس هي البرلمان التشريعي العرفي للإقليم وأن اللجنة السيادية لتقرير المصير بلجانها المتخصصة هي الحكومة الوزارية التنفيذية المؤقتة للإقليم، وأن الملكية العرفية للأرض هي أساس ملكية الأرض في الإقليم إلى حين قيام سلطة تداولية دائمة، عليه نعلن عدم اعترافنا بحكومة الخرطوم، ولا بأي سلطة أو مؤسسة أو إدارة مركزية أخرى تضع يدها على مواردنا وثرواتنا وحرياتنا الطبيعية، قبل التوصل إلى اتفاق بين سلطة الإقليم وحكومة السودان".

هذا البيان الذي أحدث ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية، وعلى وسائل التواصل بين مؤيد لفكرة ما يسمى حق تقرير المصير والانفصال، وبين رافض لها ليصرح بعدها الرئيس السابق لمجلس البجا الناظر ترك ويقول إن هذا البيان لا يمثلهم، ما جعل الناس يتساءلون حول مدى انقسام قادة مجلس البجا حول فكرة حق تقرير المصير. لذلك أجرت صحيفة السوداني حوارا بتاريخ 2022/11/13، مع عبد الله أوبشار مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا، جاء فيه: "أكد أن حق تقرير المصير لشرق السودان لا يمكن التنازل عنه إطلاقا وقال إن أمانات المجلس أعلنت هذا الأمر لأنه أحد مقررات مؤتمر سنكات، ولا يعبر عن أقلية كما يدعي الرئيس السابق للمجلس الناظر محمد الأمين ترك، وقال أنا قرأت مقررات مؤتمر سنكات وكان ترك بجانبي ولم يرفض هذا الأمر" ما يدل على أنهم متفقون على المناداة بما يسمى حق تقرير المصير لكنهم يختلفون إما في التوقيت أو من باب توزيع الأدوار، ليكون بالونة اختبار للرأي العام، وهذا ما يفسره ما صرح به ترك نفسه قبل أشهر حين قال: "سنعلن حق تقرير مصير شرق السودان في حال عدم تنفيذ مخرجات مؤتمر سنكات" (الانتباهة 2022/07/31).

إذاً قادة مجلس البجا على اختلافاتهم متفقون على فكرة تقرير المصير، ليس هذا فحسب بل الحكومة أيضاً تشترك معهم في إقرار هذا الحق المزعوم، وليس أدل على ذلك من حضور حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة لمؤتمر سنكات في تشرين الأول/أكتوبر 2020 الذي يعتبرونه مرجعية الآن كونه تضمن المناداة بحق تقرير المصير لشرق السودان، وكذلك صمت الدولة عن كل من ينادي بهذه الفكرة جهارا نهارا، ما يدل على تواطؤ الحكومة وهذه الزعامات على تمزيق البلاد.

وفي السياق نفسه، نادى متحدثون في تظاهرة أبناء جبال النوبة للقصر الجمهوري باللجوء لحق تقرير المصير إذا لم تقم الدولة بحمايتهم مما يحدث من قتل في مناطق لقاوة وغيرها بجنوب كردفان. أما قادة الحركات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان (الحركة الشعبية شمال) فمنذ وقت بعيد ظلوا ينادون بحق تقرير المصير.

لذلك فالخطة الأمريكية الرامية لتمزيق ما تبقى من السودان تسير أسوة بما فعلته بفصل جنوب السودان عن طريق عملائها في حكومة الإنقاذ والحركة الشعبية، عن طريق تضمين حق تقرير المصير في اتفاقية نيفاشا في العام 2005 التي فصلت جنوب السودان في 2011 لتنشئ أمريكا دولة فاشلة في الجنوب، وتسعى الآن لإنشاء المزيد من الدول في السودان كما صرح بذلك الرئيس المخلوع عمر البشير في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 في روسيا حين قال: "إن أمريكا تريد تمزيق السودان إلى خمس دول وإن جنوب السودان انفصل تحت الضغط والتآمر الأمريكي".

والخطة الأمريكية باقية وتسير على قدم وساق مع تغيير في وجوه بعض الأدوات المستخدمة في تنفيذ هذه الجريمة الكبرى، فأصبحت الأدوات الجديدة هي زعماء بعض العشائر وحركات مسلحة وحكومة عميلة تسير على خطا الحكومة السابقة، بل أكثر وقاحة وبسرعة، لذلك كانت اتفاقية جوبا للسلام في 2020 تؤسس لمثل هذه الأفكار الشيطانية حيث جعلوا خمسة مسارات في حكم ذاتي لهذه المناطق لتكون الخطوة قبل الأخيرة للتمزيق.

إن فكرة حق تقرير المصير ينادي بها العملاء تحت غطاء التهميش والظلم للمناطق المختلفة وهي كلمة حق أريد بها باطل، إذ الحقيقة هي أن النظام الرأسمالي الذي يحكم السودان هو نظام ظالم مدمر للبلاد ومفقر للعباد، لذلك وقع الظلم على الجميع مع بعض التفاوت في درجاته بين المدن والأرياف من حيث وجود بعض الخدمات لا من حيث تمكين الناس من الانتفاع بها.

والحقيقة هي أن الظلم يعالج بالعدل وليس بتمزيق البلاد، وأن العدل يحتاج إلى نظام قائم على مبدأ صحيح، وهذا لا يكون إلا بتطبيق الإسلام مكان النظام العلماني الذي يحكم السودان منذ دخول المستعمر الإنجليزي وحتى اليوم على اختلاف الحكومات مدنية كانت أو عسكرية. لذلك فلو أن هذه الزعامات والحركات المسلحة التي تنادي بحق تقرير المصير كان عندها تصور لنظام حكم يعدل بين الناس من الإسلام فلتطرحه الآن ليعالج مشاكل أهل البلاد، وإلا فبماذا ستحكمون حتى لو فصلتم هذا الإقليم أو ذاك؟ وجنوب السودان خير مثال لدولة فاشلة نادى مؤسسوها بالانفصال بحجة الظلم فأصبح الظالم من أهل الجنوب بدل أن كان من أهل الشمال لأنهم عملاء يحكمون بالنظام العلماني نفسه الذي دمر البلاد.

إن الكافر المستعمر تغيظه وحدة المسلمين وقوتهم فيسعى دائماً لتفريقهم وإضعافهم كيف لا وبريطانيا قد هدمت الخلافة التي كانت توحد المسلمين وتقاسمت مع فرنسا بلادهم وفق اتفاقية سايكس بيكو إلى أكثر من خمسين دويلة هزيلة يحكمها عملاء يأتمرون بأمر هؤلاء المستعمرين. والآن أمريكا تسعى لتمزيق ما تبقى من هذه الدويلات على أسس عرقية أو طائفية كما هو الحال في العراق وليبيا واليمن، وها هي تسعى لتمزيق ما تبقى من السودان على أسس عرقية وجهوية.

يا أهل السودان، ليس هناك حل لكل قضايانا إلا بتطبيق الإسلام كاملا كما أنزل على محمد ﷺ، فحكم به وحكم به خلفاؤه الراشدون من بعده، وسارت عليه الأمة قرونا، فساد العدل بهذا الإسلام، فلا مكان فيه لظلم في أي منطقة داخل الدولة الإسلامية ليكون ذريعة لحمل السلاح، والتمويل الخارجي تحت دعاوى التهميش، ويكون الإسلام مانعاً لطغيان روابط الجاهلية من قبلية وجهوية ووطنية، فينصهر الناس في بوتقة الإسلام كما انصهر من قبل بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي وأبو بكر العربي رضي الله عنهم أجمعين، فأصبحوا إخوانا بهذا الدين ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ وحينها يُقطَع دابر العنصرية، وتحمى الأمة، وتمنع عدوها من التدخل في شؤونها، بل تعاقب كل من تسول له نفسه التعدي على وحدة البلاد، حيث حرم الإسلام ذلك وجعل عقوبته القتل إن لم يتراجع، قال ﷺ: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ»، حينها يعود العدل والوحدة والتآلف لأهل السودان، وكل بلاد المسلمين ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً﴾.

بقلم: د. محمد عبد الرحمن ولاية السودان

جريدة الراية: ابتلاءات وبشريات بين يدي وعد الله بالنصر ح5

 

جريدة الراية: ابتلاءات وبشريات بين يدي وعد الله بالنصر ح5

 

  6 من جمادى الأولى 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022مـ

لقد بشَّر الله تعالى عباده المؤمنين بالنصر والتمكين إن هم التزموا أوامره وحققوا شروطه للنصر، وهذه البشريات جلية وواضحة منها ما جاءت به النصوص الشرعية ومنها ما أكدته الوقائع والأحداث خاصة في هذا الزمان الذي نعيشه كثيرة:

من بشريات الوحي لأمة الإسلام بالنصر والتمكين:

1- الوعد بعلو المكانة والظفر على الأعداء، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾. فهذه تطمين وتثبيت من الله تعالى لعباده المؤمنين، أنهم منصورون مهما طال الزمن أو قصر، وأنه معهم بالنصر والتأييد، وحذرهم من الخضوع والذلة والاستسلام للأعداء، قال تعالى: ﴿فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾. قال الإمام ابن كثير: في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ﴾. "فيه بشارة عظيمة بالنصر والظفر على الأعداء".

2- أكد الله تعالى للمسلمين أن دينهم سيعلو على كافة الأديان في هذا العالم، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.

3- بشرى النبِّي ﷺ للأمة بأن دينها سيبلغ ما بلغ الليل والنهار

روى مسلم عن أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا».

4- وعد الله لعباده بالاستخلاف والتمكين والأمن

وهذا الوعد قد تحقق للمسلمين وسيظل الوعد متحققاً طالما أن المسلمين ملتزمون بنهج الله وبالتقيد بأمره ونهيه، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

5- وفي الآيات ذاتها طمأن الله تعالى المسلمين، بأن الكفار غير معجزين في الأرض مهما بلغت قوتهم، قال تعالى: ﴿لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾.

6- من ينصر الله فإن اللهَ ناصرُه: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

7- حملة الدعوة العاملون لنصرة دين الله سبحانه لا يضرهم خذلان المتخاذلين

عن مُعَاوِيَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ». صحيح البخاري. وفي رواية مسلم عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ».

8- بشرى فتوحات الإسلام في مدن في بلاد الكفر لم يصلها الفتح الإسلامي حتى اليوم

عن عَبْد اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه، قال: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ نَكْتُبُ إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً» يَعْنِى قُسْطَنْطِينِيَّةَ. رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره.. ولم تفتح رومية (روما) حتى اليوم.

وبشريات الواقع كثيرة منها:

1- انكشاف الأقنعة وتمايز الصفوف وأصبح أهل الحق وحملته معروفين يشار إليهم بالبنان:

فقد تميز الحق وأهله، عن الباطل وشيعته، وهذا عينه الذي صرحت به الآيات. قال تعالى: ﴿مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾. فاستأسد دعاة العلمانية والحريات الغربية، فظهرت إلى العلن الجماعات الإلحادية والمنظمات النسوية ففتحت لهم وسائل الإعلام فأصبحوا يتقيأون حقدهم على الإسلام، والأمة تراقب وتميز والله يفضح ويركم هذا الباطل.

2- تصريحات قادة الدول الاستعمارية ضد الإسلام أيقظت الأمة وكشفت حقيقة الحرب ضد الإسلام.

3- انهيار حاجز الخوف من بطش الحكام وأجهزة أمنهم في البلاد الإسلامية:

ضرب شباب الأمة الإسلامية أروع الأمثلة في الثبات أمام البطش خلال ثورات الربيع العربي، بغض النظر عن حرفها على يد الكفار والحكام والسياسيين لغير الوجهة الصحيحة التي تحقق التغيير الجذري.

4- كشف عمالة حكام البلاد الإسلامية وفضح مؤامراتهم ضد الأمة:

خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإلكتروني التي استفاد منها حملة الدعوة العاملون لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة حتى أصبح من الصعب على الحكام وأعوانهم تلوين الحقائق وتضليل الناس.

5- العلماء بين الثبات على الحق، أو السقوط

ابتُلي كثير من العلماء خلال حرب الدول الاستعمارية على الإسلام وأهله، بالوقوف مع أعوانهم من حكام المسلمين؛ فقد أصبح التميز واضحاً بين علماء الأنظمة، وبين العلماء الربانيين الذين نسأل الله سبحانه لنا ولهم الثبات.

6- فشل النظام الديمقراطي العلماني عن تقديم معالجات وحلول لمشاكل البشرية والأمثلة كثيرة

7- عجز الوطنية كفكرة وحكوماتها عن الحفاظ على البلاد وعن رعاية شؤون العباد:

فها هم الوطنيون في السودان حكومة ومعارضة قد بصموا بالعشرة على فصل الجنوب وتمزيق بلادهم

8- فشل حركات ما يُسمى بالإسلام المعتدل التي تؤمن باللعبة الديمقراطية:

أخفقت في تقديم معالجات لمشاكل الناس، وقدمت للمسلمين إسلاماً مشوهاً يرضى بأحكام الكفر، يحابي الغرب، ويداهن الظالمين، كما في حكم البشير والحركة الإسلامية في السودان، وحركة النهضة في تونس، وحركة حماس في قطاع غزة والإخوان في مصر...إلخ.

9- أشواق المسلمين لتطبيق الإسلام: ظهر ذلك في رفع شعارات الإسلام من الشباب المسلم في ثورات الربيع العربي.

10- من البشريات الإحساس بوحدة الأمة ووحدة قضاياها:

فقد ثارت الأمة ضد الظلم الذي صنعته الأنظمة الوطنية صنيعة المستعمر بعد هدم الخلافة، كما في تونس ومصر وليبيا واليمن والشام والسودان والمغرب والجزائر...إلخ، وإن شاء الله سيظل غليان الأمة حتى يكرمها الله سبحانه بدولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

يتبع...

بقلم: الأستاذ محمد جامع (أبو أيمن)

 مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

جريدة الراية: العاملون لإقامة الخلافة وتمكين الدين لهم فرحتان

 

جريدة الراية: العاملون لإقامة الخلافة وتمكين الدين لهم فرحتان

 

   6 من جمادى الأولى 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022مـ

صحيح أن حامل الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة، يعاني في طريقه لتحقيق قصده، فحكام ظلمة جائرون له بالمرصاد فلا يسلم من المعتقلات جراء جهره وصدعه بكلمة الحق في وجوههم وعمله لهدم كراسيهم معوجة القوائم، وأيضا من علماء السوء الذين يزينون للحكام وأهل الباطل باطلهم والمضبوعين بالثقافة الغربية الذين جندهم الكافر المستعمر لحمل فكرته وتشويه صورة الإسلام، فهم يعملون بكل قوة لخدمة أسيادهم حتى تعم أفكاره ويعتنقها الناس.

فحامل الدعوة يجابه كل هذه الأصناف متسلحا بثقافته الحزبية والإسلامية، يكافح هنا وهناك بكل قوة وإصرار، باذلا وقته بل ونفسه لإعلاء كلمة الحق وتتويج هذا الجهد بإقامة سلطان الإسلام. ولنا في رسول الله ﷺ أسوة حسنة فعندما علم الكفار بهجرته ﷺ وأنه ذاهب إلى يثرب لإقامة سلطان الإسلام جن جنونهم فتفاكروا في دار الندوة كيف يتخلصون منه ﷺ حتى لا تقوم له قائمة، فبعد التشاور وصلوا إلى أن يجمعوا من كل قبيلة فتى جلدا فيضربونه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل، فخاب ظنهم وبطل عملهم ومكرهم عندما أخبره ربه جل جلاله بمكر وفعل قريش فنجا منهم، ولكن هل سكتوا بعد فشلهم هذا وخروج النبي ﷺ؟ لا، بل أعدوا ورصدوا مكافأة كبيرة قدرها مائة من الإبل لمن يأتي به ﷺ.

والشباب العاملون اليوم أيضا لم يسلموا من الابتلاءات في سبيل التمكين لدين الله عز وجل وإعلاء راية العقاب حتى ترفرف في كل الدنيا فضربوا وعذبوا وهجروا، ومنهم من قضى نحبه تحت التعذيب.

ولأن الغرب الكافر المستعمر يعلم علم اليقين أن إقامة الخلافة تعني نهايته، فقد هب لمحاولة منعها، وتصريحاتهم التي صرحوا بها مرارا وتكرارا لهي خير دليل على رعبهم من قيامها، فهذا هنري كيسنجر في خطاب ألقاه في الهند بتاريخ السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 2004م في مؤتمر هندوسات تايمز الثاني للقادة، قال: "إن التهديدات ليست آتية من الإرهاب كالذي شهدناه في 11 أيلول/سبتمبر، ولكن التهديد الأكبر آت من الإسلام الأصولي المتطرف الذي يعمل على تقويض الإسلام المعتدل المناقض لما يراه الأصوليون في مسألة الخلافة الإسلامية"، وقال أيضاً: "إن العدو الرئيسي لنا هو الشريحة الأصولية الناشطة في الإسلام التي تريد في آن واحد قلب المجتمعات الإسلامية المعتدلة وكل المجتمعات الأخرى التي تعتبرها عائقاً أمام إقامة الخلافة".

ورغم كل هذه العوائق يعمل حامل الدعوة غير آبه بشيء حتى يأذن الله بنصره ويكلل جهود هؤلاء الفتية بإقامة الخلافة، فيفرح مستبشرا بتحقيق وعد الله له وهو يرى أحكام الإسلام التي كانت معطلة تنفذ في أرض الواقع ويصبح الإسلام دستورا ينظم حياة الناس وتعود العزة والكرامة للمؤمنين ويحمل الإسلام العظيم إلى الناس لإخراجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام.

ويفرح عندما يعود الأمن والأمان والعيش الكريم، ويعود المسلمون أمة واحدة لها مكانتها وهيبتها قائدة للعالم بأسره تأمر فتطاع.

والفرحة الثانية عندما يلقى ربه ثابتا على الحق غير مبدل، فيثاب الثواب الجزيل جنات تجري من تحتها الأنهار جزاء بما كانوا يعملون، قال رسول الله ﷺ: «بَدَأَ الإِسْلَامُ غَرِيباً ثُمَّ يَعُودُ غَرِيباً كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ" قيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ». نعم أصلحتم حين فسد الناس، ناديتم بتطبيق أحكام الإسلام في ظل دولته الخلافة، وحذرتم الناس من فساد الأنظمة الوضعية الفاسدة المفسدة.

ويفرحوا بما أعد الله لهم بمقعدهم وقربهم من المولى جل جلاله، عن أبي مالكٍ الأشعري، قالَ رسول الله ﷺ: «إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ، وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ بِقُرْبِهِمْ وَمَقْعدِهِمْ مِنَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ثمَّ قال: «هُمْ عِبَادٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، مِنْ بُلْدَانٍ شَتَّى، وَقَبَائِلَ شَتَّى مِنْ شُعُوبِ الْقَبَائِلِ، لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ يَتَوَاصَلُونَ بِهَا، وَلَا دُنْيَا يَتَبَاذَلُونَ بِهَا، يَتَحَابُّونَ بِرُوحِ اللَّهِ، يَجْعَلُ اللَّهُ وُجُوهَهُمْ نُوراً، وَيَجْعَلُ لَهُمْ مَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤٍ قُدَّامَ الرَّحْمَنِ، يَفْزَعُ النَّاسُ وَلَا يَفْزَعُونَ، وَيَخَافُ النَّاسُ وَلَا يَخَافُونَ».

﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾

بقلم: الأستاذ عبد الخالق عبدون علي

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

جريدة الراية: أحزاب كيان يهود ملة الكفر واحدة

 

جريدة الراية: أحزاب كيان يهود ملة الكفر واحدة

 

  6 من جمادى الأولى 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022مـ

شاعت في الآونة الأخيرة بعيد الانتخابات في كيان يهود، وقبلها، أن فوز اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو سيقضي على عملية السلام برمتها، وأن فوزه سيكون كارثة على دول الجوار، وعلى السلطة الفلسطينية، وكأن سلفه لبيد أو بينيت لو فازوا بزعامة اليسار وشكلوا حكومة فإنهم كانوا سيعطون الفلسطينيين أو غيرهم أي شيء! وأمام هذا الغباء السياسي للأنظمة ومن يسير خلفها نؤكد المفاهيم التالية:

أولاً: إن القرآن قد ختم يهود بختم هو أقرب للسكة في النقد، فضرب عليهم من الصفات ما لا يستطيعون الفكاك أو التخلص منه، ومن ذلك أن الذلة ستبقى تلازمهم حتى لو علوا مرة أو مرتين وظهرت عليهم أسباب القوة ومعالم السيطرة، فإن ذلك لن يكون إلا حالة طارئة سرعان ما ستزول عنهم، وكذلك ضرب الله عليهم صفة البخل والشح فقال فيهم: ﴿أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً﴾ لذلك تراهم يفاوضون خصومهم ولا يريدون إعطاء أي شيء من الأرض ولو كان شبرا.

ثانياً: إن الانتخابات الأخيرة وتصدر الأصولية الدينية للمشهد السياسي الذي يسمونه اليمين المتطرف، (الليكود والجماعات الدينية المتطرفة) شاهد على أن يهود هم على حالة عداء دائم مع المسلمين، من خيبر وبني قينقاع وبني قريظة إلى الليكود والعمل وميرتس، فليس في الكيان الغاصب معتدل ومتطرف ولا يسار ويمين وإنما كلهم مجرمون يتنافسون على قتل المسلمين، ويعتبرون ذلك ورقة انتخابية، وليس أدل على ذلك من أن لبيد رئيس الوزراء (اليساري المعتدل) وقبيل الانتخابات الأخيرة قد أوغل في دماء أهلنا في نابلس وجنين وغيرها، وقتل واعتقل العشرات والمئات عله يقصي اليمين بزعامة الليكود ويستطيع تشكيل الحكومة.

ثالثاً: إن يهود حتى يوم أن كانوا مستضعفين في المدينة لم يكن عهد لهم ولا ذمة، فيهود بني قريظة نقضوا عهدهم مع النبي ﷺ في غزوة الأحزاب بعد أن أعطوا العهود والمواثيق على عدم نصرة المشركين، بعد أن ظنوا أن النصر سيكون حليف قريش.

رابعاً: إن التآمر على قضية فلسطين بدأ منذ نهايات القرن التاسع عشر الهجري، مع نشوء الحركة الصهيونية وبتنسيق مع حكام الضرار وبتواطؤ دول العالم جميعاً، فروسيا وبريطانيا، وأمريكا بعد ذلك دافعت ودعمت واحتضنت وسلحت، وساعدها في ذلك ثلة من العملاء، فالتخطيط جرى مبكراً وبتدبير كانت بريطانيا هي العقل المفكر فيه ثم ما لبثت أن توجت مؤامراتها باتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور، ولم يكن ليكتب لها النجاح لولا حفنة من العملاء ساعدوها فيما تريد، وتم بالتالي تسليم الجزء الأكبر من فلسطين ليهود.

خامساً: إن إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في منتصف ستينات القرن المنصرم، جاء بتواطؤ دولي للإجهاز على ما تبقى من أرض فلسطين، ثم جاء الاعتراف في منتصف السبعينات بمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والناطقة باسمه، حتى إذا جرى بالتالي التنازل عنها ليهود فسيقال بأن من تنازل عن فلسطين هم أصحاب القضية الأصلاء، مع أن من أنشأها يدرك أن فلسطين لا يمثلها التجار والسماسرة.

سادساً: إن التآمر ما زال مستمرا على فلسطين وأهلها، وإن ما يسمى المصالحة التي جرت قبل أسابيع قليلة في الجزائر بين حماس وفتح، ونفخ الروح في منظمة التفريط بعد أن كادت تموت هو دليل على ذلك.

سابعاً: إن كيان يهود لا يعتبر أن له نداً في بلاد المسلمين، وبالتالي فهو يتصرف من قبيل الإرادة المنفردة منذ بن غوريون وآبا إيبان وروتشيلد، ويقرر أنه ليس ملزماً بالتنازل عن أي شبر من الأرض التي اغتصبها، فهو لا يرى من يهدد وجوده أو يفكر في قتاله، حيث إن الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين تعمل على مساعدته بالبقاء.

ثامناً: إن الغباء الممنهج الذي جعل البعض يتخوف من فوز اليمين ويستبشر باليسار هو جهل بالسياسة وحرف مقصود لاتجاه البوصلة عن مسارها الصحيح، وقد أتقن يهود لعبة الانتخابات بذكاء شديد، فكلما عاهد أحدهم عهداً نبذه من خلفه بحجة أن الحكومة التي شكلها حكومة ائتلاف، جرى تجميعها من أحزاب وجماعات وكتل، وهو أي رئيس الحكومة لا يملك أي حل، فتراهم كلما تم الضغط عليهم حلوا الحكومة وتداعوا إلى انتخابات جديدة، وها هي حكومة كيانهم الأخيرة سيشكلها نتنياهو، وقد بدأت أبواق اليمين من كتاب وصحفيين وأحزاب يتسابقون في التصريحات التي تطالب بإخراج الفلسطينيين وقتلهم والتضييق عليهم، حتى في مناطق الـ48، فها هو المرشح ليكون وزيرا في حكومة نتنياهو يتحدث بفم ملآن على أن بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان أخطأ لما أبقى الفلسطينيين بل إنه رفض أن تلد زوجته بجانب امرأة فلسطينية بالمشفى نفسه، وغولدشتاين صاحب مجزرة الخليل أوائل التسعينات مثلهم هؤلاء وقدوتهم، وما زالوا يعلقون صورته ويفخرون بفعله.

تاسعاً: إن مشكلة فلسطين ومشكلة العراق واليمن وأفغانستان وكل بلاد المسلمين، لا حل لها إلا بأن يعود المسلمون سادة الدنيا، فيحرروا ما اغتصب من أرضهم ويوحدوا بلادهم في ظل دولة عظيمة هي دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ويقود خليفتها جيوش الرحمة لترفع الإصر والأغلال عن الناس التي أوجدها النظام الرأسمالي وتعود الرحمة لتعم الأرض كلها... إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.

بقلم: الأستاذ أبو المعتز بالله الأشقر

جريدة الراية : الإسلام تم واكتمل قبل ولادة الرأسمالية فمن يحتاج إلى من؟

 

جريدة الراية : الإسلام تم واكتمل قبل ولادة الرأسمالية فمن يحتاج إلى من؟

 

  6 من جمادى الأولى 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022مـ

إن الباحث المدقق في أمر الإسلام والرأسمالية يجد نفسه أمام حقائق لا تقبل النقض أو التأويل أو الإغفال، وجماع تلكم الحقائق أن الإسلام قد ولد قبل أن تولد الرأسمالية بألفية من السنين كاملة، وعاش معظم سكان العالم القديم والمتوسط وبعض الحديث في ظل حكم الإسلام دون أن يقف سياسي مفكر ليقول إننا بحاجة إلى تعديل نظام الحكم هذا، أو أي شيء من جزئيات أنظمته. ونَعِم الذين عاشوا في ظل حكم الإسلام بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي على نحو غير مسبوق، وازدهرت العلوم الإنسانية والطبيعية ووضعت أسسها وأركانها على أيدي المسلمين، وأهم من ذلك كله فإن مستوى الجرائم قد كان دوماً منخفضاً إلى حده الأدنى، ما دفع كثيراً من الناس خارج المجتمع الإسلامي للدخول في دين الله أفواجا، وعندما كان يضطر المسلمون لمغادرة بلد ما فإن أهله الذين عرفوا معنى العيش في ظل حكم الإسلام كانوا يخرجون عن بكرة أبيهم متمسكين بالمسلمين وفي بعض الأحيان كانوا يقاتلون الغزاة من أقوامهم وبني جلدتهم إلى جانب المسلمين.

وقد اقتضت حكمة الله أن تثور الشعوب الأوروبية ضد نظام الكنيسة النصراني، ولكنهم وقعوا في خطأ قاتل ملخصه أنهم رفضوا نظام الكنيسة لقصوره عن تلبية احتياجاتهم الدينية والدنيوية معا، واستبدلوا به نظاماً من عند أنفسهم يلبي احتياجاتهم الدنيوية فقط وفصلوا الدين عن الحياة. وكان الأجدر بهم أن يبحثوا عن نظام يحقق لهم السعادة في الدارين مما له صلة بالسماء يكون أفضل وأشمل من النصرانية. ولما لم يهتدوا إلى الإسلام كدين ونظام حياة أراده الله الذي أنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس، فإنهم ساروا في بناء أنظمة حياتهم خبط عشواء، وصارت عندهم كراهية لشيء اسمه الدين، وأفرغوا سمومهم بعد أن تمكنوا في الإسلام والمسلمين لاعتبارات مصلحية ونفعية، إضافة إلى الكراهية التقليدية للإسلام والمسلمين التي خلفتها الحروب الصليبية التي فاقت المائة حرب.

وهناك شواهد كثيرة من القرآن الكريم تثبت وتعزز هذه الفكرة، ومنها قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾، وقوله سبحانه: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾، وقوله: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾.

وقد تزامن ظهور الرأسمالية وتمكنها في الأرض مع ضعف متسارع لدولة الخلافة، أدى في النهاية إلى هدمها قبل قرن من الزمان، وسقطت بذلك هيبة المسلمين، وفقدوا أرضهم كاملة، وغاض حكم الله من الأرض، وقسمت الغنائم بين المنتصرين في الحرب العالمية الأولى وهما بريطانيا وفرنسا. ودخلت على خط السياسة العالمية أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية، وإذا بها وحش مفترس، فاقت وحشيتها حليفاتها الأوروبية، بل ساروا معها في وحشيتها صابين جام غضبهم على المسلمين، وفرضوا عليهم ثقافة المنتصر على المنكسر، وأجبروا العالم بالقوة العسكرية والنفوذ الإعلامي على اتباع طرائق عيشهم، بكل ما فيها من كفر ورذيلة.

ولما أحسّ الغرب الحاقد بواقع الأمة الإسلامية وبواقع قوة الإسلام في الصراع وعدم إمكانية هزيمة الإسلام والمسلمين، صارت الهجمات تترى عليهم من كل حدب وصوب، وركزوا على الأسر والأعراض من خلال اتفاقية سيداو وأشباهها، وفرض مفاهيمها كقوانين نافذة على المستضعفين ومنهم المسلمون، مثل قوانين حماية الأسرة والمرأة والطفل، وباقي قوانين الحريات الشخصية والجندرية وغير ذلك ساعين لإخضاع المسلمين لهم أكثر وأكثر من خلال إنتاج جيل كامل عبر صياغة سامة ينقاد بسهولة إلى المبدأ الرأسمالي وإلى النظام الدولي.

والسؤال الآن للقائمين على اتفاقية سيداو وأشباهها والمدافعين عنهم بعد كل تلك الحقائق التي تتعلق بالإسلام والأمة الإسلامية والدولة وحقائق الغرب وإجرامه وغاياته والرأسمالية وجشاعتها نسأل: هل الإسلام كامل أم ناقص حتى تُكملوا نقصه بهذه الاتفاقيات؟ والجواب: حاشا وكلا لخالق الكون والإنسان والحياة أن يترك عباده هملاً، بل أرسل إليهم نظاماً يضبط فكرهم وفهمهم وشعورهم وإحساسهم وميولهم وذوقهم وغاياتهم وما تنعقد عليه قلوبهم، باعتبارهم كائنات مكلفة ومحاسبة، وضع لهم نظاماً كاملاً جامعاً مانعا، لا يحتاج إلى رأسماليتهم الباطلة، أمّا الإسلام فقد اكتمل واجتمع قبل ولادة الرأسمالية، فالرأسماليون وغيرهم هم الذين يحتاجون إلى الإسلام وليس العكس.

ولذلك كله، فإن الحل الوحيد للبشرية هو إعادة نظام الحكم الإسلامي من خلال إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وهي التي تتولى حمل الإسلام إلى العالم أجمع لإخراج الناس من ظلمات الرأسمالية وجورها إلى نور الإسلام وعدله، وقد بشرنا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه بذلك في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾

بقلم: الأستاذة رولا إبراهيم

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 419

 

جريدة الراية: متفرقات الراية العدد 419

 

  6 من جمادى الأولى 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022مـ

إن العيش الكريم والأمن والأمان، وشيوع الأخلاق الفاضلة، والشرف والعز، كل ذلك لا يتحقق إلا بتطبيق ما أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، ﴿لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾، وإن الأمة الإسلامية يكمن فيها الخير كله بدينها وشرع ربها.

===

زيادة تونس لأسعار المحروقات لصالح من؟!

على إثر إعلان الحكومة التونسية، الترفيع في أسعار بعض المحروقات ابتداء من الخميس 2022/11/24م، وفي حين تُعدّ هذه الزيادة في أسعار المحروقات هي الخامسة خلال العام الحالي، ليرتفع بذلك إجمالي الزيادات هذا العام في سعر الوقود إلى حوالي 20%، فقد أصدر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس بيانا صحفيا، بيّن فيه النقاط التالية:

أولا: إنه مما لا شك فيه، أن وظيفة هؤلاء الحكام، في ظل الدولة الوظيفية القائمة في بلادنا، هي الانصياع لأوامر صندوق النقد الدولي، هذه الأوامر تتضمن رفع الدعم عن السلع، وربط سعر العملة بقيمة الدولار، وخفض الإنفاق الحكومي، الذي يعني عدم إنفاق الدولة على رعاية شؤون الناس في التعليم والعلاج وغيرهما.

ثانيا: إن هذه الزيادة سوف ترتفع بسببها أجرة المواصلات والنقل، وبالتالي زيادة الأسعار والغلاء على الناس في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وفي ظل رواتب متدنية لا تفي بثمن القوت الضروري ناهيك عن المسكن والملبس والتطبيب والتعليم، وتشغل الناس بالبحث عن لقمة العيش.

ثالثا: إن حكومة الرئيس سعيّد، حكومة فاشلة وعاجزة عن إدارة شئون البلاد والعباد، وأكبر همها هو تنفيذ إملاءات الغرب المستعمر، ومؤسساته المالية، وتقديم ثروات البلاد، ومصالح العباد، قرابين ومهراً لصندوق النقد الدولي، تتوسل بذلك للاستمرار في كرسي الحكم المعوجة قوائمه.

رابعا: إن سبب فشل هذه الحكومة؛ هو فقدانها للبوصلة وتطبيقها لنظام الجبايات، النظام الرأسمالي، وإعادة تكرار المعالجات نفسها التي تجلب الضنك والشقاء، وتخليها عن نظام الرعاية، نظام الإسلام العظيم.

خامسا: إن هذه السياسة هي سياسة ظلم وإفقار وتجويع وإرهاق للناس، وسببها فقط فساد الحكام وفساد النظام الرأسمالي الذي يحكم به الحكام. إن الأنظمة المطبقة في بلدنا وفي بقية بلاد المسلمين هي أنظمة رأسمالية علمانية تفصل الدين عن الدولة، وهي أنظمة سنها البشر حسب أهوائهم وشهواتهم، ولذلك سوف تؤدي حتما إلى الشقاء والحرمان. ونحن نذكّر الحكام بقول رسول الله ﷺ: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ» رواه مسلم.

وأضاف البيان الصحفي: وعليه فإننا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية تونس: نستنكر بشدّة خطّة هذه الحكومة الفاشلة التي تسير في طريق الارتهان وبيع البلد، الذي سلكته الحكومات السابقة؛ وذلك لأن هذه الخطة، بالإضافة لكونها تمكيناً للاستعمار وأدواته المالية في بلادنا، فإنها إمعان في إذلال أهل تونس وحرمانهم من ثرواتهم الطبيعية لصالح الشركات الأجنبيّة الناهبة لخيراتهم.

وتابع: ونوجه نصحنا إلى أهلنا في تونس: بأن الحل لما نحن فيه من ضنك عيش وتبعية مقيتة للغرب الكافر المستعمر معلوم غير مجهول؛ وهو نبذ المبدأ الرأسمالي ونظامه الاقتصادي والمالي، ورفض الاستجابة للضغوط الدولية ومؤسساتها المالية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي، ورفض المساعدات الدولية وقروض بنوكها، وبالمقابل تفعيل المشروع الحضاري الإسلامي لتستشرفوا حياة جديدة آمنة مطمئنة خالية من الأزمات الاقتصادية والمالية، في ظل عدالة النظام الاقتصادي الإسلامي، فالإسلام وضع نظاماً ربانياً يحول دون سيطرة أي طبقة في المجتمع على سائر الناس.

وختم البيان الصحفي مذكرا ومحذرا بقوله تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.

===

الخلافة هي التي تحمي الثروات وتحافظ على الحقوق

إنها دولة الإسلام العظيم التي تحافظ على ثروات الناس وتؤدي إليهم حقوقهم بلا فضل ولا منّة، دولة ترعى وتعطي وتمنح ولا تتربح من رعاياها بل تطعم جائعهم وتكسو عاريهم وتكفل صغيرهم وكبيرهم، وإنها لنظرة بسيطة لما يقدمه الإسلام من معالجات تبين قوته كنظام وقدرته على النهوض بالبلاد العباد، فيكفينا مثلا اعتماده الذهب والفضة كقاعدة للنقود ما يجعل لها قيمة ذاتية ويقضي على أي احتمالات للتضخم، كما وضع الملكية العامة وفرق بينها وبين الملكية الخاصة وملكية الدولة وجعلها تشمل كل الموارد الدائمية ومنع الدولة من التصرف في منابعها بالبيع أو الإقطاع أو الهبة أو منح حق الامتياز، وإنما أوجب عليها أن تنتج الثروة من منابع تلك الموارد بنفسها أو بمن تستأجره لذلك مقابل أجرة محددة وتعيد توزيع الثروة الناتجة عن هذه الموارد على الناس جميعا على حد سواء لا فرق بين غني وفقير ولا بين مسلم وذمي، فكلهم رعايا لدولة الإسلام ونظرتها لهم واحدة. وهذا غيض من فيض ما نسعى في حزب التحرير لإيجاده وتطبيقه في واقع الحياة، إننا نريد دولة نحيا بها وتحيا بنا ونعيش فيها وتعيش فينا، دولة تطبق الإسلام علينا وتحمله بنا للعالم بالدعوة والجهاد رسالة هدى ونور تخرج الناس من ظلمات الرأسمالية إلى نور الإسلام.

===

كتلة الوعي تناقش مع الطلبة مونديال قطر

 قامت كتلة الوعي في جامعات بيرزيت والبوليتكنك والخليل بتوزيع نشرة على الطلبة بعنوان "هل تنتصر الأمة بكأس العالم لكرة القدم؟" بمناسبة تنظيم دورة كأس العالم 2022 في قطر.

تقدمت الكتلة في نشرتها بسؤال للطلبة: هل تتنصر الأمة بكأس العالم في ظل هذه الهالة الإعلامية وتضخيم الحدث وكأنه انتصار لأمة الإسلام، في الوقت الذي تعيش فيه أمة الإسلام أوضاعا اقتصادية وسياسية وإنسانية مزرية وضياعاً للأرض وقتلاً وتشريداً واقتحامات للمسجد الأقصى؟!

كما نوهت الكتلة أن رياضة كرة القدم لم تعد مجرد رياضة جسدية بل أصبحت أداة فاعلة لإبعاد الناس عن قضاياهم الكبرى، وإبعاد المسلمين عن الخوض في السياسة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإبعادهم عن نقد الحكام والأنظمة.

ونوهت أيضا إلى أن هذه المسابقات ما هي إلا وسيلة لإضاعة المال والوقت والجهد وإشغال الشباب بسفاسف الأمور وتفاهتها وصرفهم عن العمل الحقيقي لتغيير الواقع بتشويه الهوية الإسلامية لديهم والعمل على طمسها.

واختتمت النشرة بسؤال للطلبة: (فاختاروا يا شباب أمتنا أي انتماء تريدون ولأي انتصار تتطلعون؟). هذا وكان تفاعل الطلبة مع أفكار النشرة إيجابيا جدا.

===

أردوغان يهتك ستر الحياء فلم يعد في وجهه دم!

نشر موقع (العربي الجديد، 23 ربيع الآخر 1444هـ، 2022/11/17م) خبرا جاء فيه: "قالت الرئاسة التركية، اليوم الخميس، إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ رئيس الوزراء (الإسرائيلي) السابق بنيامين نتنياهو، الذي تصدر حزبه نتائج الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، بأنه من المهم الحفاظ على العلاقات على أساس الاحترام المتبادل.

وفي اتصال هاتفي، قال أردوغان لنتنياهو إنه يشعر بالحزن إزاء "الأحداث التي وقعت قبل يومين في الضفة الغربية"، فيما قدم نتنياهو التعازي في ضحايا التفجير الذي وقع في إسطنبول يوم الأحد".

الراية: عقب على هذه الأنباء تعليق صحفي نشره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين على مواقعه، وجاء فيه: بلا أدنى حياء أو خجل يمضي أردوغان صاحب الجعجعات الطوال والخطابات الفارغة، في تطبيعه مع كيان يهود حتى في أصعب الأوقات وأشدها وحشية على فلسطين وأهلها، ففي الوقت الذي تزداد فيه غطرسة الاحتلال وقادته، ويمعن صباحا ومساء في قتل أهل فلسطين، وتدنيس مقدساتها، بل ويهدد بالمزيد والمزيد دون مواربة أو خفاء، في الوقت نفسه يسارع أردوغان الخطا نحو التطبيع معه. بل وصلت به الوقاحة أن يعزي قادة الاحتلال بقتلاهم الذين أصابتهم أيادي الأبطال العزل من أهل فلسطين انتقاما وثأرا لفلسطين وللأقصى!

 وتساءل التعليق متعجبا، فما هذه الوقاحة يا أردوغان؟!

 أتعزي الاحتلال بقتلاه بدل أن تعزي أهل فلسطين بالشهداء والأبطال الذين يقتلهم يوميا؟!

 أتعزي الاحتلال بقتلاه بدل أن تحرك جيوشك لتدك حصونه وتحرر المسجد الأقصى الأسير؟!

أتعزي الاحتلال بدل أن تفرح لما يفرح به كل مؤمن ومخلص؟!

وخلص التعليق إلى القول: ليس جديدا واقع أردوغان هذا، ولكنها الأيام تبدي للناس ما كانوا يجهلونه، أما من أدرك حقيقتك من اليوم الأول فلا جديد لديه، بل هذه الممارسات هي التي تعكس واقعك على حقيقته، وتفضح ما كان مستورا عن أعين البسطاء، وما تلك الجعجعات القديمة إلا تمثيل اقتضته المرحلة التي أرادها أسياد أردوغان.

===

هل ترجون يا أهل تونس من هذا النظام إلا مزيداً من تثبيت للاستعمار في أرضكم؟!

أكد بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس: أنه في حين تواجَه المسيرة السلمية لأهلنا في جرجيس بالقمع والشتم والغاز المسيل للدموع والاستعمال المفرط للقبضة الأمنية، وفي حين تختنق صفاقس وساكنوها بروائح القمامة المنتشرة في كل أرجائها في ظل غياب تام للحكومة والسلطة المحلية، يستقبل قيس سعيّد في مدينة جربة ضيوف القمة الفرنكفونية، وعلى رأسهم رئيس فرنسا الحاقدة والمحاربة للإسلام ورسوله؛ يستقبلهم بالورود والسجاد الأحمر والعناق المطول والابتسامة العريضة، وهذا ليس بغريب على من لمّع ولطّف صورة الاستعمار والاحتلال المباشر واعتبره حماية. وأضاف البيان الصحفي: نعم هكذا اختار قيس سعيّد أن يواصل درب من سبقوه في حكم البلاد قبل الثورة وبعدها، اختار أن يهرول ويحث الخُطا نحو إرضاء الغرب المستعمر وحكامه، بينما اختار العصا الغليظة والقبضة الأمنية لشعبه. عجز تام في إدارة الأزمات وفشل واضح في إيجاد المعالجات لمشاكل الناس وما تعانيه من ضنك العيش، عجز يخفي إفلاس النظام الرأسمالي العلماني الحاكم في البلاد.

وختم البيان بالقول: ها قد بانت الصورة، وإن كانت من قبل معلومة، سجاد أحمر للاستعمار وغاز سام لأمهات ألقى النظام بأبنائهن في ظلمات البحار، فماذا ترجون من هذا النظام إلا مزيدَ تأبيد وتثبيت وتوطيد للاستعمار؟!

===

الترويج لفكرة المصالحة مع أسد خطر محدق بأهل الشام فكيف يواجهونه؟!

وفقا لنشرة أخبار الجمعة 2022/11/25م من إذاعة حزب التحرير في ولاية سوريا؛ أكد المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا: إن فكرة المصالحة مع النظام المجرم التي يروج لها النظام التركي ويعمل لتحقيقها، تعرقلت في هذه المرحلة بسبب الرأي العام المضاد لها، والتحرك الشعبي الذي أبرز تمسك الناس بثورتهم وثوابتها. واستدرك أن هذا الوعي إن لم يكلل بعمل جماعي لن يفشل مخططات المتآمرين ولن يصمد أمام تتابع كيدهم للقضاء على ثورة الشام. وأن النظام التركي وقادة المنظومة الفصائلية ماضون في طريق تسليم الثورة لنظام الإجرام عبر دعواتهم لما يسمى المصالحة، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254. وخلص إلى أن السبيل الصحيح والوحيد للعودة بمركب الثورة إلى الطريق الصحيح وضرب فكرة المصالحة هو التفكير بالعقلية الجماعية والعمل الجماعي، والتحرك شعبياً وجماعيا نحو قطع حبال الداعمين وإسقاط قيادة المنظومة الفصائلية السياسية المتمثلة بالنظام التركي وتبني مشروع سياسي محدد، ينبثق من عقيدتنا، واتخاذ قيادة سياسية وعسكرية مخلصة وواعية، وهي الأهداف المرحلية كي نعيدها سيرتها الأولى ونمضي معاً نحو إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام.

===

أيها المخلصون في جيش الكنانة ندعوكم لخيري الدنيا والآخرة

أيها المخلصون في جيش الكنانة: إنكم وحدكم من يستطيع التغيير، والخير لمصر لا يخرج من بوتقة هذا النظام الذي توالونه بل هو سبب كل داء وأصل كل بلاء، ومن كان يريد الخير لمصر وأهلها فيجب عليه أن يقطع كل حبال تصله بهذا النظام ويحمل معنا مشروع الإسلام، فالنظام مهما أعطاكم إنما يعطيكم سحتاً لن ينفعكم، ووالله إن حقوقكم الحلال من ثروات مصر أكبر بكثير من الفتات الذي يلقى رشوة إليكم لشراء ذممكم وضمان صمتكم وحمايتكم للنظام وخياناته، وما أنتم فيه مهما طال فإلى زوال، وزينة الدنيا ونعيمها مهما طالا وكثرا لا يساويان غمسة واحدة في نار جهنم. لذلك فإنا ندعوكم إلى خيري الدنيا والآخرة، عيش في ظل دولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وعدلها في الدنيا، وجنة عرضها السماوات والأرض في الآخرة، ثمنها قليل، وهو في أيديكم؛ نصرة صادقة مخلصة لله عز وجل تعيدون بها سيرة أنصار الأمس نصرة لله ورسوله ودينه، وإقامة الدولة التي تطبق الإسلام من جديد وتجعل أحكامه واقعا عمليا يراه الناس فيدخلون في دين الله أفواجا.

===

المصدر: جريدة الراية

Sunday, November 27, 2022

اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و(إسرائيل)

 

اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و(إسرائيل)

هو اتفاق تطبيعي وجزء من خطة صياغة أمريكا للمنطقة

 

مجلة الوعي: العدد 435 : السنة السابعة والثلاثون ربيع الآخر 1444هـ تشرين الثاني 2022م

الوصول إلى مسودة الاتفاق:

تقوم الولايات المتحدة بالتوسط منذ عامين بين لبنان و(إسرائيل) للتوصل إلى اتفاق يهدف إلى ترسيم حدودهما البحرية وإزالة العقبات أمام التنقيب عن النفط والغاز. وقد شهدت المفاوضات في الفترة الأخيرة سرعة أملتها الحرب الروسية الأوكرانية، وحاجة السوق عالميًّا إلى استخراج الغاز والنفط من غير تأخير، فتوصلت أمريكا عبر وسيطها آموس هوكشتاين إلى مسودة اتفاق أعلن عنها في 10/10/2022م. وعن هذه المسودة صرح رئيس هيئة الأمن القومي (الإسرائيلي) إيال حولاتا في 11/10/2022م في بيان باللغة العربية فقال: «تمت تلبية جميع مطالبنا والتعديلات التي طلبناها قد قبلت. حافظنا على مصالح إسرائيل الأمنية. نحن في الطريق إلى اتفاق تاريخي» ومن الجانب الآخر، صرح إلياس بو صعب مسؤول ملف المفاوضات عن الجانب اللبناني لرويترز بالقول: «تلقينا المسودة النهائية، ويشعر لبنان بأنها تأخذ في الاعتبار كل متطلباته، ونعتقد أن الطرف الآخر يجب أن يشعر بالمثل، وقال إنه يمكن أن تؤدي قريبًا إلى «اتفاق تاريخي». ويتوقع أن لا يتأخر التوقيع على الاتفاق رسميًّا عن انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، في آخر الشهر العاشر من هذا العام حتى يعتبر من إنجازاته، ولتضمن أمريكا التوقيع عليه.

(إسرائيل) هي المستفيد الأكبر من هذا الاتفاق

لا شك أن (إسرائيل) هي المستفيد الأكبر من هذا الاتفاق، فقد حصلت على حقل كاريش كاملًا من غير حرب. وهو حقل نفط وغاز طبيعي يحتوي على كميات تجارية، وهو يقع ضمن الخط اللبناني المعروف باسم «الخط 29»، بحسب خرائط الجيش اللبناني العام الماضي أي تابع للبنان؛ ولكن مسؤولي لبنان (ميشال عون ونجيب الميقاتي ونبيه بري) المختلفين على كل شيء وافقوا بالإجماع على اعتباره تابعًا لـ(إسرائيل) وإمضاء المسودة على ذلك؛ ما يدل على أن الأوامر الأمريكية بالموافقة قد أُمليت عليهم ثم إن هذه الفترة من توقيع الاتفاق تعتبر تجاريًّا بالنسبة لـ (إسرائيل) ذهبية لاستخراج النفط والغاز بسبب حاجة أوروبا الماسة إليهما في ظل الحرب الروسية الأوكرانية بينما يحتاج لبنان إلى سنوات حتى يتمكن من استخراج النفط من (حقل قانا) الذي لم تجرِ فيه أي عملية حفر أو تنقيب بعد ، ولا يعرف حتى الآن مدى ما يحتويه من كميات نفط أو غاز.

لولا موافقة حزب إيران لما حصلت الموافقة  على ترسيم الحدود البحرية

 يمكن القول إن حقل كاريش لم تكن (إسرائيل) لتأخذه لولا موافقة حزب إيران على مسوَّدة الاتفاق، وهذا الموقف من حزب إيران قد أراح أمريكا و(إسرائيل)، وجعل الاتفاق ناجزًا. هذا وقد حرص الحزب على إظهار أنه كان يراجع بنود الاتفاق نقطة نقطة، وأنه لولا تهديد حزب الله وصواريخه لما تم الاتفاق على هذا الشكل، وصوَّر حزب إيران هذا الاتفاق بأنه انتصار له وهكذا تصور التنازلات والخيانات على أنها انتصارات!!.

تحوُّل الصراع مع (إسرائيل) من صراع على الوجود إلى صراع على الحدود

وبما أن لبنان يعتبر من البلدان التي هي في حالة حرب إقليمية ضد (إسرائيل)، وهذا الصراع يتصدر حزب إيران مشهده، ويحدد أبجديته، ويحصر خوض الصراع به وحده، ويصوِّر للناس أن صراعه مع (إسرائيل) هو صراع مبدئي، والنصر فيه إلهي، وأنه لا يعترف بـ(إسرائيل)؛ فإذا به يفاجئ الجميع بإعلانه أنه يقف خلف قرارات الدولة اللبنانية. وهو بهذا الموقف يعلن عن تحوُّل موقف حزب إيران من مسألة التطبيع، وتحوُّل طبيعة الصراع مع (إسرائيل) وهذا كله يتوافق مع سياسة أمريكا في المنطقة.

اتفاق الترسيم هو اتفاق تطبيعي

لقد حرصت أمريكا، الممسكة بالوضع اللبناني، على ربط حل بعض مشاكل لبنان بـ(إسرائيل)؛ فقد ربطت من قبل استجرار الغاز والنفط بكل من سوريا والأردن ومصر و(إسرائيل) لتأمين الكهرباء. وربطت حل مشكلة استخراج الغاز والنفط على سبيل مساعدة لبنان للخروج من أزمته الاقتصادية بتسوية النزاع على الحدود البحرية بين لبنان و(إسرائيل) وهو ما توصلت إليه من اتفاق ترسيم االحدود البحرية، وموضوع الترسيم يفتح باب التطبيع بين لبنان و(إسرائيل)، ويغلق باب الصراع. واللافت فيه هو دخول إيران وحزبها، وعلى المكشوف في جريمة التطبيع القذرة هذه ومعلوم أن سياسة التطبيع جعلت عملية السلام تسير عكس ما كانت تسير عليه من قبل؛ إذ كانت محادثات الصلح تبدأ بين (إسرائيل) والجانب الفلسطيني ومن ثم تلحقه الدول العربية، والآن صار على العكس يبدأ مع الدول العربية دولة دولة؛ ليجبَر فيما بعد أهل فلسطين على اللحاق بها والصعود إلى عربتها، وهي خطة ترامب التي أسماها بـ (صفقة القرن) يريدون بذلك فرط قضية فلسطين، وأن لا تبقى تطرح كقضية مركزية، ولا كقضية أمة واحدة، ولا كقضية إسلامية جامعة

اتفاق الترسيم هو جزء من الخطة الأمريكية لصياغة المنطقة

ولمن يتساءل: هل هذا يعني عند إيران أن لا مبرر لسلاح حزبها بعد هذا الاتفاق في لبنان، فإن الجواب هو أن إيران أداة بيد أمريكا وسلاح حزب إيران لم يكن يومًا للقضاء على (إسرائيل) وإنما هو أداة في خدمة السياسة الأمريكية في المنطقة، وكل مواقف حزب إيران ضد (إسرائيل) أو ضد أمريكا لا تعبر عن الحقيقة، وإنما الحقيقة هي أن إيران تابعة في سياستها الخارجية لأمريكا، منذ أيام الخميني، وأن مواقف إيران في المنطقة كل رياحها أمريكية من أفغانستان، إلى العراق، إلى اليمن، إلى سوريا، إلى لبنان، ودور حزب إيران كان رئيسيًا في دعم بقاء الأسد في الحكم. وفي لبنان قام حزب إيران وبتوجيه وبتعاون كامل مع إيران، بوضع يده على لبنان سياسيًّا وعسكريًّا لمصلحة أمريكا، ومنع (إسرائيل) من أن تفرض حلها على لبنان، وهو يساعد، بحسب التوجيهات الإيرانية له، وسواء أكانت قياداته تعلم ذلك أم لا، أمريكا لأن تكون صياغتها للمنطقة، ولبنان جزء منها، هي التي ستنفذ على أرض الواقع؛ فإيران تطمع بأن تكون رأس حربة في الصياغة الأمريكية الجديدة للمنطقة. إذًا فاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و(إسرائيل) هو اتفاق أمريكي ساهم في إنجاحه إيران وحزبها والآن، لو عدنا إلى السؤال فإن جوابه هو أن حزب إيران سيبقى على سلاحه ما دامت الصياغة الأمريكية للمنطقة لم تكتمل بعد، وخاصة الجزء المتعلق بسوريا، وستبقى معه تصريحات حزب إيران المعادية لأمريكا ولـ(إسرائيل)؛ ولكن ليس من أجل القضاء عليها بل من أجل أن تصب في خدمة السياسة الأمريكية في سوريا فيأتي حاكم عليها، إن لم يكن بشارًا، فهو مثيله. والمتوقع أن قضية سوريا لن تحلها أمريكا إلا بعد أن تأتي بحكم عميل خالص لها، يسير كا سار غيره بالتطبيع مع (إسرائيل)، ويكون جزءًا من صياغتها للمنطقة.

ان اتفاق الترسيم هو جزء من الخطة الأمريكية لصياغة المنطقة، لذلك هشَّت وبشَّت له أمريكا، وعلى أعلى المستويات، وأكثر من (إسرائيل) كونه حقق لها الجزء المتعلق بالصياغة الأمريكية للبنان. وهو اتفاق المهم فيه إبرامه حتى تكون التحركات اللاحقة في إطاره، وسيشغل الناس بالوعود الاقتصادية التي ستمتد لخمس سنوات، وهي المدة التي ستستغرقها عملية البدء باستخراج النفط والغاز فيه، وأثناءه سيكمل صندوق النقد الدولي إجراءاته وضغوطه على الناس، والتي ستؤدي في نهايتها إلى القبض على الاقتصاد اللبناني كليًّا ورهن مقدراته وخاصة النفطية وجعلها بيده بحيث يبقى واقعًا تحت سندان ومطرقة سداد الديون لسنوات طويلة

إن الإسلام يحرم الصلح مع يهود ويوجب على المسلمين إعادة فلسطين إلى دار الإسلام، أي الدولة الإسلامية، وما يتم الاتفاق عليه خارج الحكم الشرعي هو باطل ويأخذ حكم المعدوم بنظر الشرع. وإن اتفاق الترسيم هذا، هو كأي اتفاق آخر فُرض على الأمة بألاعيب الديمقراطية والقوانين الدولية، وهو كسائر اتفاقات (إسرائيل) المتعلقة بالقضية الفلسطينية فكلها تعتبر اتفاقات غير معترف بها، ولا قيمة لها عند الأمة. وما يوقعه الحكام فليس بمعبر عن إرادة الأمة بل هو معبر عن إرادة دول الغرب التي ترعى هذه الاتفاقات لمصلحتها وتستعمل أدواتها من الحكام ليأخذ مشروعية استعمارها له والغرب نفسه يعلم تمامًا أن هناك انفصالًا تامًّا بين الأمة وحكامها وما ثورات (الربيع العربي) عنا ببعيد. فالأمة لا يمثلها إلا المخلصون الواعون من أبنائها، ولا تعطي قيادها الحقيقي إلا لهم، والأمة لا تفكر بمجموعها إلا بما يرضي ربها، والتغيير قادم وتزيد سرعته، وكل شيء يشير إلى أن هذا الدين سيعود وسيستلم الحكم وسيحارب اليهود ويقضي على دولتهم ويفتح باب الجهاد على مصراعيه. ولقد جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتؤكد هذا الأمر، وإن غدًا لناظره قريب. قال تعالى: (وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِۦ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ).