Wednesday, October 26, 2022

جريدة الراية: أردوغان يدفع ثورة الشام لأحضان بشار

 

جريدة الراية: أردوغان يدفع ثورة الشام لأحضان بشار

 

  30 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 26 تشرين الأول/أكتوبر 2022مـ

أكد رجب طيب أردوغان الخميس 6/10/2022م أنه قد يلتقي مع بشار الأسد عندما يكون الوقت مناسباً وأنه لن يستبعد ذلك. وأضاف أردوغان في مؤتمر صحفي في العاصمة التشيكية براغ على هامش مشاركته في قمة أوروبية موسعة، أن "مثل هذا الاجتماع ليس على جدول الأعمال حالياً، لكن لا يمكنني أن أقول إنه من المستحيل مقابلة الأسد". وتابع قائلا "عندما يحين الوقت المناسب، يمكننا أيضا أن نتجه إلى الاجتماع مع الرئيس السوري".

مثل هذه التصريحات الكثيفة من أركان النظام التركي في هذه المدة القصيرة تعكس حقيقة موقفه الذي بقي فترة طويلة طي الكتمان لأسباب كثيرة، وإن كان يراها البعض انقلاباً حاداً في زاوية الرؤية التركية بالمرحلة القادمة، وعلى عكس ما يتصور الجميع فإنها ليست مفاجئة بل منتظرة منذ فترة، خصوصاً بالنسبة لمن يتابع الدور التركي بدقة منذ انطلاق ثورة الشام المباركة، والخط البياني الذي سارت فيه، ويعرف حقيقته وفي أي فلك يدور.

فالنظام التركي الذي يدور في فلك أمريكا منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم، يعمل كل ما من شأنه خدمة المصالح الأمريكية خارجياً؛ أي أنه لا يتحرك حركة بخصوص سوريا إلا ضمن خطة أمريكا في مواجهة ثورة الشام وإجهاضها، بل لا يسمح لأي من القوى المتدخلة في سوريا أن تعمل منفردة؛ لأن ذلك قد يسبب مشاكل لا تحمد عقباها. وعلى ذلك كان دور تركيا منذ البداية تنفيذ الخطة الأمريكية.

والسؤال هنا: ما هو دور قوى الثورة بعد أن ظهرت حقيقة الدور التركي إلى العلن؟ وما هي الخطة التي يستطيعون فيها رد المكائد التي تحاك لأهل الشام الأحرار لمتابعة الاستمرار في الثورة للوصول لأهدافها وعلى رأسها إسقاط نظام سفاح الشام؟

لقد مرت ثورة الشام بمراحل خطيرة لما لموقع بلاد الشام من أهمية؛ ما دفع أمريكا لتسخير العديد من الدول والأدوات لحرف مسيرة الثورة منذ البداية، والعمل على وأدها؛ ويعود ذلك لأن أهل الثورة عملوا على استعادة قرارهم في تحديد شكل نظام حكمهم، فهذا هو أصل الصراع الذي لم يتوان فيه أعداء الثورة عن الانخراط به واستعمال كافة الأساليب والأدوات لمنع أهل الشام من الوصول إليه، لأنه سيتعمم في العالم ويؤدي إلى تغير شكله وشكل العلاقات الدولية، أي أن المتحكمين بالنظام الدولي وعلى رأسهم أمريكا أدركوا خطورة مطالب الثورة وعلى رأسها "الشعب يريد إسقاط النظام"، فاجتمعوا وتدارسوا كيفية مواجهتها باعتبارها معركة مصيرية.

في المقابل كانت الثورة اليتيمة تحتاج لمن يقودها لتحقيق هدفها المبدئي الذي خرجت لأجله، ولكن من تصدر قيادتها أو من تم تنصيبه كواجهة سياسية لها لم يكن على مستوى الحدث أو كان واجهة مصنعة تنفذ دورها المنوط بها، وأما القيادة العسكرية فقد انقلبت على تطلعات الناس وتاجرت بتضحياتهم وأعطت الشرعية للقيادة السياسية التي صُنعت في دوائر المخابرات الدولية، فكان أن قام القادة العسكريون بجهل أو بعلم بتنفيذ جميع الخطوات السياسية التي أدت إلى إطالة عمر الثورة وتحولوا إلى أدوات في تقييد حركتها وأحياناً في مواجهتها بحجج واهية، وكل ذلك بسبب الدعم المالي والارتباط بالقوى الخارجية ابتداءً بقطر والسعودية وانتهاءً بالنظام التركي الذين لبسوا دور الداعم للثورة.

إن أهداف الثورة كبيرة، وتحتاج قيادة على مستوى أهدافها ووعياً خاصاً في خضم التدخلات الكثيفة والتزاحم على حربها في أبسط الأمور، حتى إن المتابع البسيط أصبح يرى أن تصرفات الحكومات في "المحرر" ومن يدعمها تخدم التوجه العام وهو السير بالثورة نحو هلاكها، وكأن من يدير ملفاتها حتى المعيشية البسيطة هو رأس واحد يتحكم بكل التفاصيل التي تخدم الهدف الاستراتيجي الذي وضعته رأس الشر أمريكا، وهذا كله بسبب عدم إدراك الجميع لأهمية الأعمال السياسية وأهمية وجود القيادة السياسية المخلصة الواعية على المخططات والمستشرفة للمراحل، ليس هذا فحسب بل تضع الخطط والحلول لكل مرحلة فتسير بالناس على هدى وتمنع السقوط في المنزلقات.

إن الواقع الذي وصل له الناس في المناطق المحررة كان مخططاً له بدقة عالية، وشارك في صناعته جميع القوى العسكرية والسياسية، بل كان نتاج أعمالهم وقصر نظرهم وعدم وجود الرؤية السياسية، بالإضافة للتعامل مع الأحداث بردود الأفعال والاختيار دائماً بين السيئ والأسوأ، حتى وصل الحال إلى ما نراه من فقر وجوع وعوز ونزوح وتشرد.

وحتى نخرج مما وصلنا إليه ونتابع مسيرة الثورة ونعيد الناس لبيوتها وقراها ومدنها وأرزاقها، ونُسقط النظام بكافة أركانه ورموزه ودستوره العلماني الذي سمح بقتل الناس وتشريدهم، فإنه يتوجب علينا أن نتحمل المسؤولية الكاملة ونعتبر أن القضية مناطة بنا جميعاً دون استثناء، هذا أولاً، والشيء الثاني المهم هو أن نعلم أن الأعمال السياسية لا تواجه بالأعمال العسكرية بل تواجه بأعمال سياسية، فالدول لم تنل منا وتهزمنا وتشردنا إلا بالأعمال السياسية التي بدأتها بشراء الذمم وتشكيل واجهة عميلة للثورة وربط القوى العسكرية بها وانتهاءً بما يخططونه الآن من مصالحة وعودة لأحضان النظام.

وعلى ذلك يجب الاعتراف بأهمية الأعمال السياسية وجدواها في المواجهة الحتمية، بل هي المنطلق لمن يريد فعلاً الاستمرار بالثورة والوصول بها لأهدافها. وحتى تتم هذه الأعمال لا بد من قيادة سياسية تتبنى مصلحة الثورة ومستعدة لقيادتها والسير بها نحو الهدف؛ وهذه القيادة لها مواصفات معينة يجب اختيارها بدقة، بأن تكون جماعة سياسية ولها مشروع سياسي واضح لا غموض فيه، ويكون معياراً للمحاسبة.

فعلى أهل الشام أن يستعيدوا قرارهم ويختاروا قيادتهم ويتوكلوا على ربهم لتحقيق أهدافهم وثوابت ثورتهم.

بقلم: الأستاذ أحمد معاز

جريدة الراية : ترسيم لبنان للحدود مع كيان يهود شرعنة له ولنهبه غاز شرق المتوسط!

 

جريدة الراية : ترسيم لبنان للحدود مع كيان يهود شرعنة له ولنهبه غاز شرق المتوسط!

 

  30 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 26 تشرين الأول/أكتوبر 2022مـ

أيام قليلة تفصل كيان يهود ولبنان عن إنهاء مراسم التوقيع الرسمي على اتفاقية تسوية الحدود البحرية بينهم في الناقورة، وذلك بعد الموافقة الرسمية من الطرفين وحكوماتهم على مسودة الاقتراح الأمريكي. وجاء هذا الاتفاق المتوقع بعد حالة من الجمود أصابت الملف منذ أكثر من عقد فيما عرف آنذاك بوساطة هوف عام 2011، وقد تحركت الولايات المتحدة هذه المرة بقوة مستثمرة الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان والوضع السياسي في كيان يهود، وضغطت بكل قوة لإنجاز تسوية سريعة بالتزامن مع اقتراب انتخابات كيان يهود واقتراب الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي وكذلك تصاعد الأحداث في أوروبا وتفاقم أزمة الغاز وشلل الإمدادات بعد تعرض خطوط الإمداد الروسية لضربات سياسية وعسكرية، وبالتزامن أيضاً مع انتهاء كيان يهود من التنقيب في حقل كاريش وعزمه بدء عملية استخراج الغاز منه وما رافق ذلك من تهديدات على لسان حزب إيران في لبنان وبالتنسيق مع النظام السياسي الذي يبحث عن مصدر دخل يدعم نظامه المتهاوي بعد الانهيار الاقتصادي الذي ألمّ بالبلد والتحذير من تصعيد عسكري، فما هي حقيقة الخلاف الذي تمت تسويته؟ وما تأثير ذلك على قضية فلسطين والمنطقة وكيف ينظر له؟

كما هو معلوم فإن اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية قسمت بلاد الشام وفق حدود برية وبحرية مرتبطة بها وجعلت تلك الحدود وخاصة البحرية منها مناطق نزاع وخلاف تمت تسويتها لاحقاً ضمن ما بات يعرف بالقانون الدولي ضمن آلية خاصة تشمل التفاوض بين الأطراف المتنازعة، فإذا لم تصل المفاوضات إلى نتيجة أو إذا تعذّرت فيمكن اللجوء إلى التحكيم والقضاء الدولي، حيث تبنّت كل من محكمة العدل الدوليّة ومحكمة التحكيم الدولي طرقاً متعدّدة لتعيين الحدود بين دول متجاورة، وكان أبسطها اعتماد خطّ الوسط أو ما يعرف بـ(medline)، وقد اتخذ النظام اللبناني من تلك الأسس والمرجعيات الغربية منطلقاً له في تسوية الحدود البحرية مع كيان يهود متجاوزاً أن تلك المرجعيات والحدود كانت ولا زالت تمثل إرث الاستعمار في بلادنا ولعنته في تقسيمها وتشتيت شملنا، ومتجاوزاً أن كيان يهود كيان غاصب لا شرعية له لا على بر ولا على بحر لتتم تسوية الحدود معه!

وقد قدم النظام اللبناني عام 2010 تلك الحدود التي يطالب بها ضمن ما عرف بخط 23 الذي ظهر فيه حرصه على عدم إغضاب كيان يهود، فجعل الحدود تمر بمحاذاة حقل كاريش وجَعل جزءاً من حقل قانا ضمن حدود كيان يهود، وهو ما تسبب في حالة من الحرج للنظام فما كان منه إلا أن تراجع وقدم إحداثيات جديدة عام 2011 بمساعدة هيئة المسح البحري البريطانية، وأضاف إلى الخط السابق 1430كم2 وهو ما عرف بخط 29 ويضم كامل حقل قانا وجزءاً من حقل كاريش، وفي المقابل قدم كيان يهود إحداثيات عرفت بخط 1 تجعل تقريباً 2290كم2 شمال خط 29 ضمن حدوده بما فيها حقل كاريش ومعظم حقل قانا، وتوقفت المباحثات عند ذلك النزاع ووضع خط هوف شمال خط 23 بشكل منحاز لكيان يهود كحل مؤقت، حتى جاء الاقتراح الأمريكي الجديد بإشراف من كبير مستشاري أمن الطاقة في وزارة الخارجية عاموس هوكشتاين، وبمقترح ظهر فيه العزم على إنهاء الملف ضمن تقسيم يعتمد خط 23 أساساً للترسيم وبجعل حقل كاريش بالكامل لكيان يهود وحقل قانا بالكامل للبنان مع صيغة إرضاء لكيان يهود على جزء من الحقل يوجد جنوب الخط 23، وتم اعتماد هذه التسوية كصيغة لحل الخلاف القائم مع تفاعل إيجابي من النظام اللبناني وكيان يهود طمعاً في التطبيع الكامل مُستَقبلاً، وتجاوزاً لمعيقات استخراج الغاز والابتعاد عن أي نزاع عسكري على ثروة سال عليها لعاب زعماء مليشيا إيران والنظام اللبناني.

وقد نجحت الوساطة الأمريكية، بل هي الراعي والموجه وليست الوسيط، في إتمام هذه التسوية، واستطاعت حكومة يائير لبيد تجاوز تحركات نتنياهو وجماعات اليمين؛ حيث ردت محكمة العدل العليا الالتماسات التي قدمتها منظمات يمينية لإصدار أمر احترازي بوقف إجراءات المصادقة على الاتفاق، واعتبرت المحكمة أن هذا الاتفاق لا يندرج تحت قانون عام ٢٠١٤ (المتعلق بالتنازل عن الأراضي السيادية) وبالتالي لا يلزم إخضاع هذه التسوية للتصويت في الكنيست والحصول على أغلبية ٨٠ عضواً من أصل ١٢٠ أو أغلبية ٦٥ عضواً مع إجراء استفتاء شعبي، وهو ما كان يهدد بعرقلة الاتفاق، وبالتالي يمكن القول إن التسوية تم إنجازها ولم يتبق إلا بروتوكول التوقيع الرسمي في الناقورة، ومن ثم إطلاق العنان للعلاقات الاقتصادية والسياسية بين كيان يهود والنظام اللبناني على خطا الإمارات والبحرين والسودان والمغرب... في مشهد خياني باتت جميع الأنظمة تتسابق عليه!!

إن هذه التسوية باطلة، بل إن النزاع من أساسه باطل، فالنزاع مع كيان يهود لم يكن في يوم من الأيام من منطلق حدود سايكس بيكو الاستعمارية، وإنما من منطلق إسلامي، والصراع معه صراع وجود وليس صراع حدود بحرية وبرية، وهذه التسويات الحدودية فوق أنها ترسيخ لحدود الاستعمار كما هو حاصل مع سوريا وكل بلاد المسلمين، فهي إقرار بشرعية كيان يهود وأحقية وجوده في المنطقة واحتلاله للأرض المباركة، وهي تمكنه من ثروات هائلة في شرق المتوسط بات يتنعم بها ويستخرجها ويصدرها إلى أوروبا بمساعدة النظام المصري الخائن، فيجني المال، إضافة إلى أنه يساعد أمريكا في إدارة سياستها المتعلقة بتوفير الغاز لأوروبا وربما يتحول إلى شريان رئيسي لها مستقبلاً في ظل تحطم الجسور مع روسيا وفي ظل الكميات الهائلة المكتشفة والتي باتت تقدر وفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي بـ34.5 تريليون متر مكعب من الغاز في حوض بلاد الشام لوحده و1.7 مليار برميل من النفط القابل للاستخراج، وكيان يهود يسيطر على الجزء الأكبر منها (حوالي 11 حقلاً إلى الآن منها حقول تقدر الكميات الموجودة فيها 17 تريليون متر مكعب)، وهذا يوجب على أمة الإسلام الوقوف عند هذه الحقائق لترى أنها لم تفقد فلسطين والسيادة فقط، بل تفقد ثروات حباها الله بها بينما تقاسي الفقر والجوع وشظف العيش، وأن عليها القيام بعمل سياسي واعٍ لإسقاط تلك الأنظمة وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتحرير فلسطين وشرق المتوسط وثرواته من هيمنة يهود والدول الكبرى.

بقلم: د. إبراهيم التميمي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)

جريدة الراية: قانون حماية الطفل سهام موجهة لصدور أبنائنا!

 

جريدة الراية: قانون حماية الطفل سهام موجهة لصدور أبنائنا!

 

  30 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 26 تشرين الأول/أكتوبر 2022مـ

يخاطب الله الناس كل الناس في سورة الحجرات بقوله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، يخاطبهم بهذه الحقيقة القرآنية التي لم يخطر على بال بشر أنها ستكون محل جدال؛ لأنها فطرة لا يعاندها سويّ، فلا يوجد في البشر غير جنسين هما الذكر والأنثى، وعلى بديهية هذه الحقيقة إلا أن شياطين الإنس يجهدون في محاربتها ومعاندة الفطرة، ليعبثوا بعقول أبنائنا وشبابنا، ويجعلوا الشذوذ شيئا طبيعيا، وحرية تحمى بالقوانين والأنظمة، وبقوة الأجهزة الأمنية وسطوة الطغاة الذين نصبهم الكافر المستعمر حراساً على مصالحه وأدوات لتنفيذ خططه في بلادنا!

يأتي ذلك كله في محاولة من الدول الاستعمارية للسيطرة على الأمم والشعوب ومنها الأمة الإسلامية التي تشكل لهم مصدر الخطر، فهي الوحيدة التي تستطيع أن تقف في وجه باطل الدول الاستعمارية والغرب المجرم، بما تحمله من مبدأ عصي على التطويع.

فالغرب المستعمر لا يرى في العالم غير الثروات، ويقترف المذابح والمجازر ويلوح بالأسلحة النووية وقتل الملايين من أجل مصالحه، فلا قيمة عنده للدماء والأعراض ولا يلوح في خياله إلا القيمة المادية التي تقوم عليها حضارته، وهذا الغرب المنحرف عن جادة الحق والفطرة السليمة صنع في بلادنا أنظمة وحكاماً ودولا وضع عليها حراسا يحرسون مصالحه، وهؤلاء الطغاة الذين يحمون هذه الدول المنشأة على مزاج الغرب المادي المنحرف لا يألون جهدا في تنفيذ خططه على الأمة.

أمة كريمة كابدت وما زالت تكابد تلك الخطط وذاقت مرارتها على جميع المستويات؛ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي، فضاعت البلاد، وفرطت السلطة الفلسطينية في أوسلو وغيرها من الاتفاقيات بجل الأرض المباركة، وتنازل حكام المسلمين عن سيادة الأمة وسلطانها، فعجت بلاد المسلمين بقواعد عسكرية للغرب، تخرج منها جيوشهم ومقاتلاتهم لتقصف المسلمين وتسحق مدنهم، حتى وصل بالغرب أن يحتل أرضنا ويستبيح ثرواتنا، بل ويغير مناهجنا التعليمية ويغزونا بثقافته العقيمة الشاذة.

شذوذ اصطدم بأمة عظيمة يخرج منها دوما من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويقاوم هذا الاستعمار، سواء ماديا، أو يقف في وجه أفكاره وثقافته ومعتقداته ويرفض أن يصبح علمانيا.

وقد أيقن الغرب أن من يصنع المقاومة له ويخرج هذا الجيل هو الأسرة، الأب والأم الخيرون الذين فلتوا من إطباق منظومة الاستعمار عليهم، يربون أبناءهم على لا إله إلا الله محمد رسول الله، وعلى كلمة حرام التي تضع خطوطا حمراء لأبنائهم وتحصنهم أمام الهجمة الغربية؛ لينتج بذلك جيل يقاوم هذه المنظومة العالمية، فكان لا بد للغرب المستعمر من توجيه سهامه إلى هذه الأسرة، ولا بد من نزع ولاية الأب والأم عن الأطفال، حتى يستطيع والمنظومة الشيطانية أن تربيهم حسب كما تريد بنزع هؤلاء الأطفال من الأسرة وإبعادهم عن تأثير الأب والأم عليهم.

فالغرب المستعمر يعتقد أنه بسيطرته على المناهج ووسائل الإعلام ومواقع التواصل والمخيمات الصيفية والنشاطات اللامنهجية في المدارس يستطيع أن يكون المربي الحقيقي للأطفال والمهيمن الأول على عقولهم، وحتى تكتمل دائرة السيطرة لا بد من نزع سلطة الآباء على أطفالهم... ولهذا ابتكروا قانون حماية الطفل والأسرة.

حماية الطفل ممن؟! هل حماية الطفل من كيان يهود؟! من المستوطنين؟! أم حماية أطفال المسلمين من طائرات الحلف الصليبي التي قصفتهم في الموصل وحلب وأفغانستان والعراق؟! أم حمايتهم من الطغاة والجلادين ومن أقبية السجون؟!

طبعا لا، فالحماية المقصودة فعليا هي حمايتهم من تأثير الآباء والأمهات الخيرين عليهم.

فالقانون المنبثق أساسا من اتفاقية الطفل العالمية ومن اتفاقية سيداو التي تريد صياغة المجتمع بأهواء وثقافة الغرب، والذي أقدمت السلطة الفلسطينية على نشر اللوائح التنفيذية له قبل أيام، يعني أن الطفل له الحرية في اعتقاده وخصوصيته وتحديد نوعه الاجتماعي أي حريته في الشذوذ واختيار جنسه بناء على ميوله فيختار أن يكون ذكرا أو أنثى بغض النظر عن تكوينه البيولوجي، والسلطة وأجهزتها أمام هذه الخيارات الشاذة يقع عليها دور تقديم الحماية.

الحماية من سلطة الأب والأم والأسرة في تحديد خيارات الأطفال وبذلك تجعل العلاقة بين الأب وبنته والأب وابنه علاقة توتر وعداء وليست علاقة تربية طاعة، فالمنظومة الفاسدة التي تطبقها السلطة وغيرها من الأنظمة الحاكمة في بلادنا تغرس في الأبناء من خلال المناهج والدورات والنشاطات اللامنهجية والمخيمات الصيفية أنهم أحرار فيما يعتقدون، أحرار في نوعهم الاجتماعي، أحرار في خصوصيتهم، ومن يتعدى على حريتهم يجب أن يعاقب، فحديث المصطفى ﷺ: «مُرُوا أَبنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيهَا لِعَشْرِ سِنِينَ، وَفرِّقُوا بينهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» يعتبر في عرف ذلك القانون اعتداء على حريتهم، واضربوهم عليها يعتبر عنفا، وفرقوا بينهم في المضاجع تدخلا في الخصوصية يعاقب عليه ذلك القانون.

والواقع يشير إلى خطورة الهجمة على أبنائنا فهم يتعرضون لعاصفة هوجاء توجههم باتجاه العلمانية والثورة على الإسلام والمعتقدات والثقافة الإسلامية من خلال منظومة كاملة من المناهج والنشاطات اللامنهجية في المدارس والمخيمات الصيفية ووسائل الإعلام ومواقع التواصل، ومن خلال المنح الدراسية التي يؤخذ فيها فلذات أكبادنا ليعيشوا في أسر في أمريكا أو أوروبا بعيدة كل البعد عن الإسلام لمدة معينة ليخرج لك الطفل بهذه الثقافة.

ثقافة ينبغي علينا أن نبذل وسعنا ونجتهد في تحصين أبنائنا منها وتعليمهم الثقافة الإسلامية التي تحفظهم من هذه الهجمة الشرسة عليهم وعلينا. وبغير تلك الجهود لا يستطيع أحد أن يسيطر على نتائج تلك المنظمومة الخبيثة، فهذا ما يقدمه الغرب لنا وهذا ما تريده السلطة أن ينفذ في بلادنا، ويتحتم علينا كمسلمين الوقوف أمام هذه الهجمة والعمل على إسقاط هذا القانون وغيره من القوانين الإجرامية في عمل متواصل متكاتف يشمل الأمة كلها لاجتثاث كل نفوذ للغرب المستعمر وأدواتهم وقوانينهم في بلادنا للوصول لإقامة الخلافة الراشدة التي تطبق الإسلام علينا وعلى فلذات أكبادنا ليتلألأ في الأمة أبطال كخالد وصلاح الدين يعيدون للأمة مجدها وعزتها ومكانتها كخير أمة أخرجت للناس.

بقلم: الدكتور مصعب أبو عرقوب

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)

جريدة الراية: حكام وسياسيون في السودان على خطا الغرب الكافر شبراً بشبر!

 

جريدة الراية: حكام وسياسيون في السودان على خطا الغرب الكافر شبراً بشبر!

 

  30 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 26 تشرين الأول/أكتوبر 2022مـ

أوردت صحيفة الاتحاد تقريراً في 23 أيلول/سبتمبر 2022م جاء فيه: تعهد رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق عبد الفتاح البرهان خلال كلمته التي ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتحول الديمقراطي في بلاده عبر إجراء انتخابات شفافة. وقال البرهان خلال كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ77: "ملتزمون بالعمل على تحقيق السلام وتعزيز الانتقال السلمي وصولاً للتحول الديمقراطي عبر انتخابات نزيهة وشفافة". وأضاف: "قررنا انسحاب المؤسسة العسكرية من الحوار والسلطة لإتاحة المجال للقوى المدنية لتشكيل حكومة".

لقد خضع مفهوم التحول الديمقراطي لمحاولات معمقة للتأسيس له في بلاد المسلمين ويرى أصحابه أن عملية التحول هي فترة انتقالية تمتد بين مرحلة تقويض دعائم نظام سياسي سابق وتأسيس نظام سياسي لاحق، كما يرون أن هذه التحولات تتحدد ببدء عملية تحلل النظام السلطوي، ومن ناحية أخرى بإرساء شكل من أشكال الديمقراطية أو عودة شكل من أشكال النظام السلطوي أو ظهور بديل ثوري، أو نظام هجين أو تنحدر بالكامل نحو الفوضوية. أما التحول إلى الديمقراطية فيعرفه شميتر بأنه: "عملية تطبيق القواعد الديمقراطية سواء في مؤسسات لم تطبق من قبل أو امتداد هذه القواعد لتشمل أفراداً أو موضوعات لم تشملهم من قبل، إذن هي عمليات وإجراءات يتم اتخاذها للتحول من نظام غير ديمقراطي إلى نظام ديمقراطي مستقر"، ويعرفها روستو بأنها: "عملية اتخاذ قرار يساهم فيها ثلاث قوى ذات دوافع مختلفة، وهي النظام والمعارضة الداخلية والقوى الخارجية، ويحاول كل طرف إضعاف الأطراف الأخرى وتتحدد النتيجة النهائية لاحقا للطرف المتغير في هذا الصراع". كما يمكن الإشارة إلى أن التحول الديمقراطي هو: "مجموعة من المراحل المتميزة تبدأ بزوال النظم السلطوية يتبعها ظهور ديمقراطيات حديثة تسعى لترسيخ نظمها، وتعكس هذه العملية إعادة توزيع القوة بحيث يتضاءل نصيب الدولة منها لصالح مؤسسات المجتمع المدني بما يضمن نوعا من التوازن بين كل من الدولة والمجتمع، بما يعني بلورة مراكز عديدة للقوى وقبول الجدل السياسي".

أصبح مصطلح التحول الديمقراطي علكة في أفواه حكام وسياسيي السودان وأصبح أغلبهم يتشدقون به. قال برمة ناصر رئيس حزب الأمة كما أورد موقع نبض السودان في 10/9/2022 ما يلي: "جزم رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، بأنّ علاقتهم الجيّدة مع الجميع من عسكر ومدنيين تجعلهم الأقرب إلى حلّ الأزمة السياسية في البلاد. وكشف برمة بحسب صحيفة الحراك السياسي الصادرة، السبت، عن امتلاك الأمة القومي رؤية للحلّ.. وقال بأنّ هذه الرؤية تمّ طرحها على القوى السياسية المؤمنة بالتحوّل الديمقراطي من أقصى اليمين إلى اليسار". وكذلك نشر موقع slmanet في 11/09/2022م تقريراً بعنوان: "قوى الحرية والتغيير: نعمل من أجل التحول الديمقراطي واستقرار البلاد"، في ندوة قوى الحرية والتغيير الخميس الأول من أيلول/سبتمبر، أكد المتحدثون أن موقفهم من الانقلاب واضح، والتحول الديمقراطي هو الطريق الوحيد لدولة سودانية مدنية.

وقال المهندس صديق الصادق المهدي القيادي بحزب الأمة القومي: "إن طبيعة الصراع في السودان بين القوى الشمولية التي تريد التسلط والتحكم في إرادة السودانيين مع القوى المدنية التي تريد التحول الديمقراطي.. وأشار إلى أن الخطة الأمريكية في أفريقيا جنوب الصحراء تعمل على التحول الديمقراطي، والأمن والاستقرار". بينما قال ياسر عرمان القيادي في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير إن الحرية والتغيير ليست مع تفكيك القوات المسلحة، بل تقف مع بناء قوات مسلحة وإصلاحها، باعتبارها قوات مسلحة صديقة للشعب، تعمل على حماية الوطن، والحريات والنظام الديمقراطي. وأشار إلى مناقشة ملف العلاقات الخارجية، مع ضرورة قيامها بعمل خارجي، والإصرار على بناء الحكم المدني الديمقراطي في مقدمة الأجندة العالمية، وهي مع العملية السياسية التي تحقق أهداف ثورة ديسمبر.

فلا غرابة أن يتكلم هؤلاء العملاء عبيد الاستعمار من حكام وساسة بمثل هذا فهم على خطا أسيادهم شبرا بشبر وذراعاً بذراع، فهذا ما اتفق عليه أسيادهم وهم مجرد ببغاوات يرددون ما يقوله السيد، فقد أورد موقع تاس في 26/10/2021م: "أعلنت المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربارا وودوارد أن مجلس الأمن الدولي يجب أن يبحث كيفية دعم الانتقال الديمقراطي في السودان. وقالت للصحفيين قبل اجتماع المجلس حول السودان يوم الثلاثاء، إن "مجلس الأمن كان قد أعلن بوضوح في وقت سابق عن دعمنا للاتفاقات الدستورية والانتقال الديمقراطي". وتابعت: "هدف المناقشات اليوم النظر في كيفية التقدم بذلك وتحديد القضايا التوافقية بيننا".

وأيضا أورد موقع رصد نيوز في 27/09/2022م، قول غودفري: "المفتاح الذي يفتح الباب أمام تعاون أكبر بين الحكومتين الأمريكية والسودانية هو تشكيل حكومة جديدة بقيادة مدنية وإطار انتقالي يعيد الانتقال الديمقراطي في السودان". وصرح أيضا كما أوردت الإندبندنت في 5/9/2022م "التقى السفير الأمريكي في السودان وفداً من تحالف قوى الحرية والتغيير، وبحسب بيان نشره التحالف عبر صفحته على فيسبوك، فإن غودفري أكد دعم بلاده التحول المدني الديمقراطي في البلاد".

إن النظام الديمقراطي نظام كفر يحرم أخذه أو تطبيقه أو الدعوة إليه، فهو يؤسس الحياة على أساس عقيدة فصل الدين عن الحياة، ويجعل التشريع للبشر ويحارب أحكام الله سبحانه ويمنع تطبيقها في الدولة والمجتمع. فقد أوجب الإسلام الحكم بشرع الله سبحانه قال تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ﴾.

فيا أهل السودان: تسلحوا بالوعي على مخططات الكافرين عبر عملائهم الحكام والسياسيين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا الأمة بسيرهم في ركاب الكافرين الذين يسعون ليل نهار لطمس أحكام الإسلام وتطبيق نظامهم العلماني الذي أفقر البلاد والعباد، فلتكونوا شوكة في حلاقيمهم ولا تنطلين عليكم أكاذيبهم فنحن منذ هدم دولتنا الخلافة نكتوي بالنظام العلماني، فقد آن لنا أن نقول كلمتنا ونرفض ديمقراطيتهم ذلك النظام المهترئ ونطالب بالنظام الذي ارتضاه لنا رب العالمين وأسسه نبينا الكريم ﷺ.

بقلم: الأستاذ عبد الخالق عبدون علي

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

جريدة الراية: خيرات بلاد المسلمين في خدمة هيمنة أمريكا

 

جريدة الراية: خيرات بلاد المسلمين في خدمة هيمنة أمريكا

 

  30 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 26 تشرين الأول/أكتوبر 2022مـ

أثار قرار منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بلس الذي جاء في ختام اجتماعهم يوم الأربعاء 5/10/2022 خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتباراً من بداية تشرين الثاني/نوفمبر القادم، أثار العديد من التصريحات والغضب في أمريكا، والعديد من الدول الأوروبية لما سيؤدي من نتائج في رفع الأسعار واستمرار التضخم خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة حاجة الدول المستوردة للطاقة.

وللوقوف على أبعاد هذا القرار وتداعياته وما هو متوقع منه لا بد من ربطه بالأحداث الجارية في روسيا وحربها في أوكرانيا، والغرض الذي من أجله تم جر روسيا لهذا المستنقع، فالتخفيض ثم الانقطاع لإمدادات الغاز الروسية لأوروبا بحجة العقوبات التي فرضت على روسيا، ثم عمليات التفجير المتعمد لخطوط الإمداد الروسية لأوروبا (السيل الشمالي 1 و2) كما أشارت العديد من المصادر، ليأتي هذا القرار متابعا لسلسلة من الإجراءات التي تخدم التطلعات الأمريكية في إبقاء هيمنتها على العالم وبقاء استعمارها للشعوب وتسيير الدول في تحقيق مصالحها على عكس ما أظهره الرئيس الأمريكي وبعض أعضاء الكونجرس من الامتعاض والشجب والتنديد بحجة أن نتائجه تصب في مصلحة روسيا بارتفاع أسعار النفط.

فكما هو معلوم أن منظمة أوبك بلس تشكلت عام 2019 بعد أن قامت أمريكا بدفع السعودية حينها للتقارب مع روسيا وإغرائها بصفقات سلاح لتنضم إلى مجموعة أوبك والمشَكّلة مسبقاً من 13 دولة ليتم التوافق على ميثاق أوبك بلس في فينّا 2/7/2019 بانضمام 10 دول أخرى لتصبح 23 دولة على رأسها السعودية وروسيا، وكان الهدف في ذلك الوقت التحكم في إنتاج النفط وبأسعاره دعماً لمنتجي النفط الأمريكي، وعليه لا يمكن تصور قرار لهذه المنظمة لا يخدم مصلحة أمريكا وتطلعاتها في إبقاء هيمنتها على العالم ومنع انعتاق دول الاتحاد الأوروبي من تحت عباءتها، واستمراراً في تحقيق ما أرادته من جرها روسيا للمستنقع الأوكراني لاستنزافها وإضعافها ومنع تقاربها مع الصين، فبمجرد صدور القرار أصدر الرئيس الأمريكي أمراً باستخدام 10 ملايين برميل من الاحتياطي الاستراتيجي والذي يبلغ 727 مليون برميل تقريباً بالإضافة لكمية مقاربة لذلك كمخزون للشركات الخاصة العاملة بالطاقة في أمريكا، بالإضافة للأحاديث التي بينت إمكانية رفع العقوبات الأمريكية عن فنزويلا والسماح لشركة شيفرون الأمريكية بالعمل هناك في حقول النفط وذلك للسيطرة على ارتفاع الأسعار المتوقع للطاقة في أمريكا، علماً أن مستوى التضخم في أمريكا وصل لما يزيد عن 8% والأسعار مرتفعة، وقد حاولت الحكومة الأمريكية كبح التضخم من خلال رفع أسعار الربا مرات عدة ولم تفلح في ذلك، مؤكداً الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها، ليأتي هذا القرار ليُعطي فرصة للرئيس الأمريكي للتهرب من المسؤولية عن هذه الارتفاعات.

أما عن احتمالية تأثير هذا الارتفاع في الأسعار على الناخب الأمريكي خصوصاً أن أمريكا مقبلة على انتخابات الكونجرس النصفية ما يقلل من فرص الحزب الديمقراطي الحاكم الحالي للفوز بها، وذهاب النصيب الأكبر للحزب الجمهوري، فهذا الاحتمال وإن كان ممكناً إلا أن النظر في انتخابات الكونجرس النصفية في أمريكا يجد أن حزب الرئيس الأمريكي الحاكم عادة يخسر هذه الانتخابات لصالح الحزب الآخر دون أن تتأثر سياسة أمريكا العالمية.

لذلك نرى أن ما صدر عن الرئيس الأمريكي أو بعض أعضاء الكونجرس ما هو إلا ذر للرماد في العيون، ويؤكده ما صرح به وزير خارجية أمريكا بالقول "نحن والسعودية لدينا العديد من المصالح المشتركة"، ما يؤكد أن هذا القرار لا يخرج من تحت العباءة الأمريكية.

أما عن القائلين بأن هذا التخفيض والمقدر بمليوني برميل يومياً (علماً أن التخفيض الفعلي المتوقع هو مليون برميل وذلك لأن بعض الدول المنتجة للنفط لا تنتج فعلاً الحصة المخصصة لها لمشاكل تقنية) سيعمل على ارتفاع أسعار النفط والغاز، ما يساعد روسيا على تغطية تكاليف حربها على أوكرانيا، فإن هذا القول لا يصمد أمام حقيقة أن روسيا وبعد العقوبات التي فرضها عليها الغرب اضطرت لبيع نفطها للصين والهند بأسعار متدنية جداً لم يجرؤ حتى الرئيس الروسي بالإفصاح عنها، ما يعني أنه وإن حدث ارتفاع للأسعار فلن تكون روسيا مستفيدة منها.

وبذلك تتضح أبعاد هذا القرار ليأتي مكملاً لما سبقه من أحداث أوصلت دول الاتحاد الأوروبي لأزمات لا تنتهي من ارتفاع نسبة التضخم لما يفوق 10% تقريباً وارتفاع للأسعار وزيادة نسبة البطالة وزيادة الإغلاقات، وارتفاع أثمان الطاقة التي وصلت لخمسة أضعاف ما كانت تحصل عليه من روسيا، والذي دفع وزير الاقتصاد الألماني لاتهام أمريكا بإنهاك الاقتصاد الأوروبي ببيعها الغاز بأثمان مرتفعة جداً دون أن تقيم وزناً لعلاقة الصداقة بينهم، وليدفع بالعملة الأوروبية (اليورو) للانخفاض بشكل دراماتيكي ليصل إلى ما دون الدولار، ويعمل على زيادة الاحتجاجات التي خرجت في أكثر من مدينة أوروبية تطالب برفع العقوبات عن روسيا، ويُنبئ بإعلان إفلاس لبعض الدول الأوروبية وتفكك عقده، محققاً لأمريكا إبقاء هيمنتها على دوله وجرها لخدمتها في إبقاء هيمنتها العالمية واستخدامها في عمليات احتوائها للصين وإبقاء استنزاف روسيا بل ولإعادتها دولة لا وزن لها عالمياً.

لقد استطاعت أمريكا باستخدامها النفط (السلعة الاستراتيجية العالمية) كسلاح فعّال في متابعة تحقيق أهدافها التي سعت لها من جر روسيا للمستنقع الأوكراني والتي منها إنهاء أي تطلع لدول الاتحاد الأوروبي من الانفكاك من تحت عباءتها وإبقاؤها في خدمة تطلعاتها في احتواء الصين وإبقاء هيمنتها دون أن تقيم وزناً لبشر ولا حجر. فما دامت مصالحها تتحقق فليذهب الجميع للجحيم.

هذه هي أمريكا، وهذا هو النظام الرأسمالي لا يهمه إلا مصالح أفراده فقط حتى لو كانت على حساب شعوب العالم المكتوية بارتفاع نسبة الفقر، وزيادة عدد الجوعى، فلتُسفك الدماء، ولتُدمر المدن خدمة لإبقائها متربعة على عرش استعمار الدول والشعوب، يساعدها في ذلك حكام رويبضات نصبتهم لاستنزاف كنوز الشعوب الإسلامية من خيرات وشباب.

نظام لا يهتم بنشر الطمأنينة والعدل بقدر همه نهب البلاد والعباد، على عكس النظام الإسلامي الذي ما وصل أرضاً إلا سادها الاستقرار والاطمئنان والعدل.

لذلك ندعو شعوب العالم عامة والشعوب الإسلامية خاصة للعمل الجاد لإنهاء ظلمة هذا النظام والمطالبة بنظام الإسلام الذي ينشر العدل والطمأنينة أينما حل، وما ذلك على اللّٰه بعزيز.

بقلم: د. عبد الله ناصر ولاية الأردن

جريدة الراية: مصر الكنانة والمؤامرات المتعددة لإجهاض العمل الإسلامي!! ح5

 

جريدة الراية: مصر الكنانة والمؤامرات المتعددة لإجهاض العمل الإسلامي!! ح5

 

  30 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 26 تشرين الأول/أكتوبر 2022مـ

ما زلنا نتحدث عن الأساليب والوسائل الماكرة التي تتبعها الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا بمساعدة السياسيين المتنفذين في الحكم في مصر الكنانة؛ لتطويق عملية الانفجار والتغيير على أساس الإسلام، ووصلنا النقطة الخامسة وهي:

5- زيادة التقارب مع كيان يهود وزيادة قواعد الغرب: فقد بادر الغرب منذ سنوات طويلة لإيجاد ركائز معينة له في بلاد المسلمين تحول دونها ودون عودتها مرة أخرى لتاريخها أيام حكم الإسلام. فحاول في بداية الأمر استعمارها عسكريا، لكنه فشل فشلاً ذريعا في هذا الأمر فاستعاض عن ذلك بأمور عديدة أخرى؛ منها العملاء السياسيون، ومنها إنشاء كيان يهود في قلب البلاد الإسلامية؛ ليكون قاعدة متقدمة له في التصدي لأية عملية تغيير تحدث، وليكون كذلك قاعدة عسكرية متقدمة تتدخل سريعا في حال حدوث أي تغيير ضد عملائه السياسيين. وقد عمدت الأنظمة العربية المحيطة بكيان يهود إلى أعمال كثيرة لتقوية هذا الكيان، ومدّه بأسباب البقاء والاستمرارية؛ منها التقارب معه عبر معاهدات سلام، ومن هذه الدول مصر، حيث كانت من أوائل الدول التي أعلنت صراحة عن عقد اتفاقية سلام سنة 1978 مع كيان يهود، وكان من أحد أهدافها الدفاع المشترك عن مصالح الغرب، والوقوف المشترك لأية عملية تغيير وأعقب هذه الاتفاقية إقامة قواعد عسكرية أمريكية في سيناء، ونزع كل أنواع الأسلحة منها، إلا ما يلزم لحرب الجماعات الإسلامية. ولعل الحوادث الأخيرة التي قام بها النظام، وسمح له يهود بزيادة أعداد الجنود المصريين داخل سيناء من أجل ملاحقة الجماعات الإسلامية، أكبر برهان على التقارب والتنسيق المشترك لحرب ومنع أية عملية تغيير تحدث في مصر.

6- تقريب بعض الجماعات الإسلامية السلفية، مثل ما يسمى بحزب النور السلفي؛ لتضليل الناس عن الواقع الصحيح؛ أي لتجميل صورة النظام في نظر الناس من جهة، وللتغطية الشرعية بطريقة مضللة على جرائم النظام التي يقوم بها هنا وهناك ضد العمل الإسلامي المخلص الصحيح. فقد أورد موقع الجزيرة نت تصريحا لرئيس حزب النور السلفي بتاريخ 28/1/2018، جاء فيه: "يعلن حزب النور تأييده للرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية... واعتبر مخيون أن السيسي هو أقدر من يقوم بهذه المهام الجسيمة خلال السنوات الأربع المقبلة، مشيرا خصوصا إلى تحسين الوضع الاقتصادي، ومكافحة الإرهاب، وترسيخ المرجعية العليا للشريعة الإسلامية في جميع نواحي الحياة". ومثل هذا الأمر ما تقوم به مشيخة الأزهر وبعض التابعين للنظام ممن يسمون علماء.

7- التضييق على الناس عن طريق الوظائف والامتيازات: وهذا ديدن جميع الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية. فأغلب الذين لا يوالون الأنظمة، لا ينالون وظائف حكومية وذلك كورقة ضغط على المعارضة. فقد أورد موقع (الراكوبة لأخبار السودان ومصر) بتاريخ 14/8/2011: "وتأتي مطالبات الإسلاميين بعد سنوات طويلة مما يقولون إنها محاولة قام بها النظام السابق طوال 30 عاما؛ لتجريدهم من كل شيء والتنكيل بأسرهم وحرمانهم من الوظائف القيادية في الحكومة، والهيئات والمؤسسات والجامعات... وأعرب عمر علي 21 عاما، عضو الجماعة الإسلامية، عن تخوفه من استمرار نفس فكر النظام السابق، في حرمان كل من يطلق لحيته، وينتمي لأي تيار إسلامي من أي عمل سواء حكومي أو خاص. وقال لـ"الشرق الأوسط": "إن الشباب الذين ينتمون لتيارات إسلامية مُنعوا في الماضي من الالتحاق بالكليات الخاصة بالجيش والشرطة، ومنعوا من التعيين في الوظائف الحكومية"، لافتاً: إلى أنه يخاف الذهاب لإجراء الاختبارات في الكليات العسكرية، حتى لا يجد من يرفضه، على الرغم من نجاحه في الاختبارات، لمجرد انتمائه الديني. من جانبه، أكد محمد نور، المتحدث الإعلامي باسم حزب النور قائلا: إننا طالبنا وما زلنا نطالب بإلغاء مثل هذا التمييز ضد التيار الإسلامي، متسائلاً: لماذا يتم عزل التيار الإسلامي، واستبعاده من المشاركة في بناء الوطن، سواء في الحكومة أو العمل كمستشارين في الوزارات المختلفة؟!"

وبعد هذا الاستعراض لأهم الأمور في محاولات الغرب تطويق العمل الإسلامي، ومحاربته بكل السبل لإجهاضه، ومنعه من الوصول إلى غايته وهدفه الصحيح نقول: إن الغرب قد حاول بعد هدم الخلافة وخلال فترة الاستعمار التي أعقبت ذلك تغييب شعب مصر عن واقعه الحقيقي، وتضليله ومحو الإسلام من ذاكرته، لكنه فشل فشلا ذريعا؛ حيث بدأت الثورات ضد الاستعمار الفرنسي ثم الإنجليزي، ثم انطلقت حركات عدة  تدعو للتغيير على أساس الإسلام. واليوم يزداد هذا الفشل أمام التوجه العام نحو الإسلام، رغم كل حملات التجهيل والتضليل. لقد حاولوا ربط مصر بمعاهدات سموها السلام مع كيان يهود، ولكن بعد أربعين عاما وقف رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو أمام الكنيست ليعلن فشل كل معاهدات السلام مع المحيط العربي؛ حيث قال في الذكرى الأربعين لتوقيع معاهدة كامب ديفيد: "لقد نجحنا في توقيع معاهدات سلام مع الحكومات لكننا فشلنا في إيجاد السلام مع الشعوب".

إن فشل الغرب قديما وحديثا في تطويع شعب الكنانة وإخضاعه لمخططات الغرب ليذكرنا بحقائق عديدة تتعلق بمصر الكنانة، وأبنائها وتاريخها منها:

1- مصر كانت وستعود بإذن الله بوابة الفتح لإعادة مجد أمة الإسلام، وهي تتهيأ لهذا الأمر العظيم رغم الكيد والمكر الكبيرين.

2- لقد كانت مصر السبب في وحدة الأمة في وقت التمزق والتردي والذل والهوان.

3- أهل مصر يحبون الإسلام، ويخلصون له ويضحون من أجله على مر العصور، وبرز منها قادة عظام، وعلماء أفذاذ خاصة في زمن العز بن عبد السلام والظاهر بيبرس وقطز والأشرف خليل بن قلاوون وغيرهم الكثير. وبرز منها قادة عظام في الثورات التي انطلقت من الأزهر الشريف، وقادة التغيير على مر العصور.

4- أرض مصر فيها طاقات كبيرة في المال والرجال والثروات، وفي موقعها الحساس في البلاد الإسلامية.

5- مصر كانت وما زالت امتداداً تاريخياً ومعنوياً لأرض الشام، وبوابة الفتح للشمال الأفريقي ولبيت المقدس، وستعود بإذن الله كما كانت.

وفي الختام نقول بأن مصر كانت وستبقى كنانة الله في الأرض، وكنانة أمة الإسلام بالرجال القادة الغيورين على الإسلام والمسلمين. وستبقى رحما وعونا وغوثا كما عهدها المسلمون على مر التاريخ، وكما وصفها الرسول الأكرم ﷺ. وسوف تعود مصر بوابة الفتح والوحدة لأمة الإسلام من جديد لتنطلق منها السهام النافذة لأعداء هذه الأمة ولتحرر بيت المقدس مرة ثالثة كما حررتها من الصليبيين والمغول. فنسأله تعالى أن ذلك قريبا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

بقلم: الأستاذ حمد طبيب بيت المقدس

جريدة الراية : ملامح الدستور في الإسلام

 

جريدة الراية : ملامح الدستور في الإسلام

 

  30 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 26 تشرين الأول/أكتوبر 2022مـ

لما هزم المسلمون في الحرب العالمية الأولى وهدمت بريطانيا بمعاونة عميلها مصطفى كمال دولة الخلافة العثمانية، ونفذ معاهدة لوزان التي كانت في 24 تموز/يوليو 1923م في فندق بوريفاج بلاس بسويسرا وكانت أطراف المعاهدة القوى الاستعمارية المنتصرة بعد الحرب (بريطانيا وفرنسا وإيطاليا) والدولة العثمانية، اشترط وزير خارجية بريطانيا جورج كروزون أربعة شروط لتقبل دولته الاعتراف باستقلال تركيا وهي:

1- إلغاء الخلافة إلغاء تاما

2- طرد الخليفة خارج الحدود

3- مصادرة أمواله

4- إعلان علمانية الدولة

ومنذ ذلك التاريخ أجهزت الدول الاستعمارية الصليبية الحاقدة على بلاد المسلمين، وأنشأت عليها هذه الدويلات القطرية الوطنية المنبتة، التي لا تستطيع أن تواجه التحديات، بل أنتجت المشاكل وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني.

فنهض حزب التحرير بعد دراسة عميقة لحال الأمة وما وصلت إليه بغياب الإسلام عن حياتها، فوضع تصورا لاستعادة شجرة الإسلام (الدولة الإسلامية).

نذكر بعضاً من مواد مشروع دستور دولة الخلافة، وندعو كل السياسيين والمفكرين وقادة الأحزاب والجماعات الإسلامية والطرق الصوفية أن يدرسوا هذا الدستور وهو بعيد عن تأثير الحضارة الغربية والدول الاستعمارية والسفارات.

 أحكام عامة:

·    العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة، بحيث لا يتأتى وجود شيء في كيانها أو جهازها أو محاسبتها أو كل ما يتعلق بها، إلا بجعل العقيدة الإسلامية أساسا له. وهي في الوقت نفسه أساس الدستور والقوانين الشرعية بحيث لا يسمح بوجود شيء مما له علاقة بأي منهما إلا إذا كان منبثقا عن العقيدة الإسلامية.

·    تنفذ الدولة الشرع الإسلامي على جميع الذين يحملون التابعية الإسلامية سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين على الوجه التالي:

أ- تنفذ على المسلمين جميع أحكام الإسلام دون استثناء

ب- يترك غير المسلمين وما يعتقدون وما يعبدون ضمن النظام العام

ج- يعامل غير المسلمين في أمور المطعومات والملبوسات حسب أديانهم ضمن ما تجيزه الأحكام الشرعية

د- تفصل أمور الزواج والطلاق بين غير المسلمين حسب أديانهم، وتفصل بينهم وبين المسلمين حسب أحكام الإسلام

هـ- تنفذ الدولة باقي الأحكام الشرعية وسائر أمور الشريعة الإسلامية من معاملات وعقوبات وبينات ونظم حكم واقتصاد وغير ذلك على الجميع

اللغة العربية هي وحدها لغة الإسلام وهي وحدها اللغة التي تستعملها الدولة

حمل الدعوة الإسلامية هو العمل الأصلي للدولة

نظام الحكم

نظام الحكم هو نظام وحدة وليس نظاما اتحاديا

يكون الحكم مركزيا والإدارة لا مركزية

الحكام أربعة هم: الخليفة، معاون التفويض، والوالي، والعامل، ومن في حكمهم. أما من عداهم فلا يعتبرون حكاما، وإنما هم موظفون.

للمسلمين الحق في إقامة أحزاب سياسية لمحاسبة الحكام، أو الوصول للحكم عن طريق الأمة على شرط أن يكون أساسها العقيدة الإسلامية، وأن تكون الأحكام التي تتبناها أحكاما شرعية. ولا يحتاج إنشاء الحزب لأي ترخيص، ويمنع أي تكتل يقوم على غير أساس الإسلام.

·    يقوم نظام الحكم على أربع قواعد هي:

1- السيادة للشرع لا للشعب

2- السلطان للأمة

3- نصب خليفة واحد فرض على المسلمين

4- للخليفة وحده حق تبني الأحكام الشرعية فهو الذي يسن الدستور وسائر القوانين

أمير الجهاد (الجهاد)

تتولى دائرة الحربية جميع الشؤون المتعلقة بالقوات المسلحة من جيش وشرطة ومعدات ومهمات وعتاد وما شاكل ذلك. ومن كليات عسكرية، وبعثات عسكرية، وكل ما يلزم من الثقافة الإسلامية، والثقافة العامة للجيش، وكل ما يتعلق بالحرب والإعداد لها، ورئيس هذه الدائرة يسمى (أمير الجهاد)

الخليفة هو قائد الجيش، وهو الذي يعين رئيس الأركان، وهو الذي يعين لكل لواء أميرا ولكل فرقة قائدا. أما باقي رتب الجيش فيعينهم قواده وأمراء ألويته. وأما تعيين الشخص في الأركان فيكون حسب درجة ثقافته الحربية ويعينه رئيس الأركان

مجلس الأمة

الأشخاص الذين يمثلون المسلمين في الرأي ليرجع إليهم الخليفة هم مجلس الأمة، والأشخاص الذين يمثلون أهل الولايات هم مجلس الولايات ويجوز لغير المسلمين أن يكونوا في مجلس الأمة من أجل الشكوى من ظلم الحكام، أو من إساءة تطبيق الإسلام عليهم.

 النظام الاجتماعي

الأصل في المرأة أنها أم وربة بيت وعرض يجب أن يصان

الأصل أن ينفصل الرجال عن النساء ولا يجتمعون إلا لحاجة يقرها الشرع، ويقر الاجتماع من أجلها كالحج والبيع

لا يجوز أن تتولى المرأة الحكم، فلا تكون خليفة ولا معاونا ولا واليا ولا عاملا ولا تباشر أي عمل يعتبر من الحكم، وكذلك لا تكون قاضي قضاة، ولا قاضيا في محكمة المظالم، ولا أمير الجهاد

تمنع الخلوة بغير محرم، ويمنع التبرج وكشف العورة أمام الأجانب

يمنع كل من الرجل والمرأة من مباشرة أي عمل فيه خطر على الأخلاق، أو فساد في المجتمع

النظام الاقتصادي

سياسة الاقتصاد هي النظرة إلى ما يجب أن يكون عليه المجتمع عند النظرة إلى إشباع الحاجات فيجعل ما يجب أن يكون عليه المجتمع أساسا لإشباع الحاجات

المشكلة الاقتصادية هي توزيع الأموال والمنافع على جميع أفراد الرعية وتمكينهم من الانتفاع بها بتمكينهم من حيازتها ومن السعي لها.

يجب أن يضمن إشباع جميع الحاجات الأساسية لجميع الأفراد فردا فردا إشباعا كليا. وأن يضمن تمكين كل فرد منهم من إشباع الحاجات الكمالية على أرفع مستوى مستطاع.

الملكية العامة هي إذن الشارع للجماعة بالاشتراك في الانتفاع بالعين

سياسة التعليم

يجب أن يكون الأساس الذي يقوم عليه منهج التعليم هو العقيدة الإسلامية، فتوضع مواد الدراسة وطرق التدريس جميعها على الوجه الذي لا يحدث أي خروج في التعليم عن هذا الأساس

سياسة التعليم هي تكوين العقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية، فتوضع جميع مواد الدراسة التي يراد تدريسها على أساس هذه السياسة

الغاية من التعليم هي إيجاد الشخصية الإسلامية وتزويد الناس بالعلوم والمعارف المتعلقة بشؤون الحياة، فتجعل طرق التعليم على الوجه الذي يحقق هذه الغاية وتمنع كل طريقة تؤدي لغير هذه الغاية

تهيئ الدولة المكتبات والمختبرات وسائر وسائل المعرفة في غير المدارس والجامعات لتمكين الذين يرغبون في مواصلة الأبحاث في شتى المعارف من فقه وحديث وتفسير، ومن فكر وطب وهندسة وكيمياء، واختراعات واكتشافات وغير ذلك، حتى يوجد في الأمة حشد من المجتهدين والمبدعين والمخترعين.

السياسة الخارجية

السياسة هي رعاية شؤون الأمة داخليا وخارجياً، وتكون من الدولة والأمة. فالدولة هي التي تباشر هذه الرعاية عمليا، والأمة هي التي تحاسب بها الدولة.

لا يجوز لأي فرد أو حزب أو كتلة أو جماعة أن تكون لهم علاقة بأية دولة من الدول الأجنبية مطلقا. والعلاقة بالدول محصورة بالدولة وحدها، لأن لها وحدها حق رعاية شؤون الأمة عمليا. وعلى الأمة والتكتلات أن تحاسب الدولة على هذه العلاقة الخارجية.

حمل الدعوة الإسلامية هو المحور الذي تدور حوله السياسة الخارجية وعلى أساسها تبنى علاقة الدولة بجميع الدول.

تمنع منعا باتا المعاهدات العسكرية، وما هو من جنسها أو ملحق بها كالمعاهدات السياسية، واتفاقيات تأجير القواعد والمطارات. ويجوز عقد معاهدات حسن جوار، والمعاهدات الاقتصادية، والتجارية، والمالية، والثقافية، ومعاهدات الهدنة.

المنظمات التي تقوم على غير أساس الإسلام، أو تطبق أحكاما غير أحكام الإسلام، لا يجوز للدولة أن تشترك فيها، وذلك مثل المنظمات الدولية كهيئة الأمم، ومحكمة العدل الدولية، وصندوق النقد والبنك الدوليين. وكالمنظمات الإقليمية مثل الجامعة العربية.

بقلم: الأستاذ عبد الله حسين (أبو محمد الفاتح)

منسق لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية السودان

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 414

 

جريدة الراية: متفرقات الراية العدد 414

 

  30 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 26 تشرين الأول/أكتوبر 2022مـ

لو أرادت السعودية ومعها دويلات النفط الخليجية أن تتحكم بأسواق النفط تسويقاً وتسعيراً لفعلت ذلك لمصلحتها ومصلحة شعوبها إلا أن هؤلاء الحكام العملاء لا يخطر ببالهم مثل هذه الأفكار، فقد تشربوا العمالة والخضوع للأجنبي وتشربوا عداء الإسلام وأهله، ولن يجعل نفطَ المسلمين سلاحاً بأيديهم لا بأيدي أعدائهم إلا دولةُ الخلافة القادمة قريباً بإذن الله. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

===

التطبيع مع السفاح بشار جريمةٌ ليس لها مبرر

(فرانس24، الأربعاء، 23 ربيع الأول 1444هـ، 19/10/2022م) أكدت حركة حماس الفلسطينية من دمشق الأربعاء (الماضي) استئناف علاقتها مع السلطات السورية، إثر لقاء وصفته بـ"التاريخي" مع الرئيس السوري بشار الأسد، بعد قطيعة بدأت إثر اندلاع النزاع واستمرت أكثر من عشر سنوات.

والتقى رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة خليل الحية الأسد، ضمن وفد ضم عددا من مسؤولي الفصائل الفلسطينية، في أول لقاء يجمع بين الطرفين منذ بدء النزاع في سوريا.

وقال الحية خلال مؤتمر صحافي إثر اللقاء "نعتقد أنه يوم مجيد ويوم مهم، نستأنف فيه حضورنا إلى سوريا العزيزة ونستأنف فيه العمل المشترك.. مع سوريا". وأضاف "نعتبره لقاء تاريخيا وانطلاقة جديدة متجددة للعمل الفلسطيني السوري المشترك".

الراية: إن التطبيع مع نظام الأسد يعني التطبيع مع نظام مجرم سفاح، فتك بالمسلمين وما زال، وحارب الإسلام وما زال، وهجر الملايين وما زال، واستباح الحرمات وهتك الأعراض وما زال، ووالى الكافر المستعمر وخدم الأعداء وما زال، ودمر البلاد وأفقر العباد وما زال، فهو حديث عن تطبيع مع نظام تكتمل فيه صفات الإجرام والإفساد، نظام عدو لله ولرسوله وللمؤمنين، نظام ما زال يعلنها مدوية بأنه بعثي علماني لا علاقة له بالإسلام ولا بنظام حكمه، نظام ما زال معلنا الحرب على الله ورسوله؛ بحكمه بالكفر ومحاربته لكل دعوة تنادي بالإسلام وبحكم الإسلام، نظام ما زال سلماً على يهود وبرداً وسلاماً على جنود الاحتلال المغتصبين لفلسطين وللجولان، نظام يوالي أمريكا رأس الشيطان في العالم ويجاهر بموالاته لروسيا صاحبة التاريخ والحاضر الأسودين في محاربة الإسلام والمسلمين، فأي مصلحة يمكن أن تتحقق من موالاة نظام كهذا أو التقارب معه؟!

إن الله قد أرسل محمداً ﷺ رسولاً وبعث معه شريعة فيها بيان لكل صغيرة وكبيرة يحتاجها البشر لتنظيم حياتهم وضبطها، ولم يرسلها لتكون شيئا جميلا ثانويا في حياة الإنسان، ولم يتركه سبحانه ليحل ويحرم ويصوب ويخطئ ما يراه وفق هواه، بل قد جعل الانحراف ولو كان يسيرا عن شرعه ضلالا وخسرانا مبينا، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، وتوعد من يحيد عن شرعه بالضنك والعذاب فقال سبحانه: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.

والله سبحانه وتعالى قد حرم موالاة الظالمين والركون أو الميل إليهم ولو ميلا يسيرا، فقال: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾. ونظام بشار هو من أشد الظالمين وأعظمهم جرما، فأي مصلحة قد يراها العقل ليقدمها على شرع الله ودستوره؟!

ثم إن الله قد فرض علينا هدم أنظمة الحكم القائمة في البلاد الإسلامية وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بدلا منها، فأي مصالحة قد تفضي إلى هذا الواجب؟!

إن الواجب على المسلمين، أفرادا وجماعات العمل بكل قوتهم وطاقاتهم لإزالة أنظمة الضرار والاستعمار في البلاد الإسلامية وتنصيب خليفة يحكمهم بكتاب الله وسنة نبيه، وهذا لا يكون إلا وفق طريقة المصطفى ﷺ التي لم يقبل فيها تدرجا أو تعايشا أو تفاوضا مع الكفر وأنظمته!

===

الأجهزة الأمنية وجهاز الاستخبارات العسكرية للسلطة الفلسطينية

يوفرون الغطاء للمجرمين من عناصرهم

في سابقة خطيرة، وجريمة منكرة مكتملة الأركان، قامت يوم السبت 15/10/2022 مجموعة من الشبيحة في رام الله ممن يرتبطون بالأجهزة الأمنية؛ ما بين موظف وأبنائه ومقرب، معروفين بالاسم والصفة؛ بالاعتداء على عدد من شباب حزب التحرير بالسكاكين والهراوات أمام مسجد سعد بن معاذ، ومحاولة دهس أحد الشباب، وإصابة آخر بجروح عدة في جسمه ورأسه بالسكاكين، فضلا عن تكسير سيارة آخر، وتهديدهم الصريح بالقتل وإطلاق النار، وكل ذلك ممزوج بجريمة شتم الذات الإلهية والكلام البذيء الذي لا يليق إلا بالبلطجية والفسقة.

وأكد بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين: "إن قيام جهاز الاستخبارات العسكرية بتوفير الغطاء لأحد عناصره، الذي قُدمت فيه شكوى عند الاستخبارات العسكرية قبل يومين بسبب تهديده لأحد شباب الحزب بالقتل، هي جريمة من أعظم الجرائم، ولولا تواطؤ عناصر في الاستخبارات العسكرية لما تجرّأ هذا المجرم وأبناؤه على تنفيذ تهديدهم في اليوم التالي".

وتابع البيان: "إن السلطة هي من تتحمل تبعات هذه الجريمة، فأسماء من قاموا بالعدوان معروفة لديها وأدلة إثبات جريمتهم قائمة بالشهود والفيديوهات، وهذه الجريمة تعبر عن الحالة التي تردت إليها عناصر الأجهزة الأمنية التي دربها الجنرال دايتون وأسماها بـ(الفلسطيني الجديد!)، ذلك الفلسطيني الذي يعادي أهل فلسطين ودعاة الإسلام ويفاخر بموالاة الاحتلال وخدمته".

وختم البيان: "وإن السلطة وأجهزتها الأمنية هي المسؤولة عن جرائم عناصرها، وإن هذا العدوان له ما بعده، وهذا موقوف على أداء السلطة تجاه هؤلاء المجرمين، فإما أن تؤكد أنها المسؤولة عن جريمتهم، أو تكف أيديهم وتعاقب من قاموا بهذه الجريمة".

===

اعتقالُ السلطات الحوثية لشباب حزب التحرير جريمة سيُسألون عنها أمام العزيز الجبار

أقدمت السلطات الحوثية مغرب يوم الخميس 13/10/2022م على اعتقال الأستاذ محمد مسعد الورافي (57 سنة) أحد شباب حزب التحرير؛ وذلك من مسجد الحكمة بمحافظة إب إثر إلقائه خاطرة شرح فيها مشروع دستور دولة الخلافة التي بشر بها رسول الله ﷺ عندما قال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

وتساءل بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن: "فهل أصبحت دعوة المسلمين لاستئناف الحياة الإسلامية والتحرر من عبودية الغرب وأنظمته وعملائه جريمة يستحق فاعلها السجن يا من تدّعون المسيرة القرآنية؟!".

وأضاف: "إن الأستاذ القدير محمد مسعد الورافي معروف بين الناس في مدينة إب بدعوته وعمله مع حزب التحرير، وهو أحد حملة الدعوة الذين نذروا أنفسهم لهذا الأمر والذين يصلون ليلهم بنهارهم للعمل على توحيد الأمة الإسلامية وإقامة حكم الله في الأرض باستئناف الحياة الإسلامية رغم كيد الظالمين، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

وانتهى البيان إلى القول: "لقد تجردت تلك السلطات من أي قيم وأخلاق بإقدامها على اعتقال الأستاذ محمد مسعد الورافي في بيت من بيوت الله التي الأصل أن من دخلها كان آمنا، وكذلك لم يشفع له مرضه وإعاقته وكبر سنه عندهم، إضافةً إلى أنه كان يعطي خاطرة بعد صلاة المغرب يبين ويشرح للناس فيها مشروع دستور دولة الخلافة. فمن العار والإثم والجُرم أن يُعتقل حملة دعوة الإسلام، فبأي عذر ستقابلون أيها المجرمون رب العزة غداً، يوم لا ينفع مال ولا بنون؟! فبعملكم هذا قد أعلنتم الحرب على الله وعلى دينه وحملة دعوته!".

===

انتخاب رئيس للعراق وتشكيل الحكومة لا ينهي معاناة أهل العراق

تمكن مجلس النواب العراقي، في جلسته الثانية يوم الجمعة 14/10/2022م من انتخاب المرشح عبد اللطيف رشيد لرئاسة البلاد، والذي قام بتكليف محمد السوداني مرشح "الإطار التنسيقي للقوى الشيعية" لتشكيل الحكومة المقبلة. وفي هذا الصدد أكد بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق: "أنه لم يجدّ جديد، فما زلنا نرى الشخصيات نفسها المسيطرة على المشهد السياسي منذ العام 2003، ممن أوغلوا في الفساد وقتل الأبرياء وسرقة ثروات البلد".

وأضاف البيان: "مع صمت زعيم التيار الصدري الذي كان رافضاً تولي محمد السوداني رئاسة الوزراء؛ لذلك فنحن أمام سيناريوهات ثلاثة: إمَّا إرضاء الصدر مقابل الحصول على مقاعد وزارية رئيسية، أو التصعيد وعودة أنصاره إلى الشارع، أو ذهابه مع كتل أخرى إلى المعارضة التي ستضعف دور الحكومة، وصولاً إلى انتخابات مبكرة أخرى".

وختم البيان مخاطبا المسلمين في العراق بالقول: "إنَّ معاناتكم ومآسيكم لا ينهيها تشكيل حكومة من أي طرف كان، طالما يجثم على صدوركم هذا النظام الديمقراطي الفاسد، وطالما يحكمكم دستور صاغه المحتل الذي سلط على رقابكم هذه الحثالة من السياسيين الذين لا يرقبون فيكم إلاًّ ولا ذمَّة. فاتركوهم يتصارعون على السلطة، وشدوا عزيمتكم وأجمِعوا أمركم للعمل على التغيير الجذري، وقلع النظام الفاسد وأسياده وأذنابه، وإقامة النظام المنبثق من عقيدتكم، والذي فيه عزكم وشرفكم؛ نظام الخلافة على منهاج النبوة".

===

﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾

(الجزيرة نت، الأربعاء، 23 ربيع الأول 1444هـ، 19/10/2022م) صرّح مسؤول السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل الخميس الماضي بأن أوروبا "حديقة"، وبقية العالم "أدغال"، وحذر من أن تغزو "الأدغال" تلك "الحديقة".

وقال إن "أوروبا حديقة، لقد بنينا حديقة، أفضل مزيج من الحرية السياسية والرخاء الاقتصادي والترابط الاجتماعي استطاعت البشرية أن تبنيه، لكن بقية العالم ليس حديقة تماما، بقية العالم.. أغلب بقية العالم هو أدغال".

الراية: رغم أن بوريل هذا قد أصدر بياناً يعتذر فيه عن تصريحاته، وقال إنها أُخرجت من سياقها وأسيء فهمها؛ إلا أنه عبر حقيقة عن مكنون نفسه، بل ومكنون العقلية الغربية (الرجل الأبيض) وأنهم أفضل وأرقى من غيرهم من البشر، وأن من ليس من جنسهم يجب أن يكون خادما لهم، والأدلة على ذلك كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر: إبادتهم لسكان أمريكا الأصليين عندما غزوها، واختطاف عشرات الآلاف من أهل أفريقيا واستخدامهم كعبيد، والتفرقة العنصرية الموجودة في دولهم وبين شعوبهم، واستعمار أفريقيا ونهب ثرواتها ومقدراتها، واحتلال بلاد المسلمين وكذلك نهب خيراتها وسلب مقدراتها، والتفرقة الواضحة بين لاجئي أوكرانيا (البيض) وبين غيرهم من المهاجرين، والدوس بنعالهم على قيمهم من حرية فكر ورأي وحرية شخصية عندما يتعلق ذلك بالمسلمين وقيمهم.

علاوة على ذلك فإن ما أسماه بوريل التماسك (الاجتماعي) يكاد يكون معدوما في أوروبا، حيث أغلب العائلات فيها متفككة، وشعوبها يكره بعضها بعضا، ولهذا فهم لم يستطيعوا أن يقيموا اتحادا قويا بل هو هش متصدع ولم يستطع أن يحقق الوحدة السياسية بين بلدانه.

===

السياسة الاقتصادية في الإسلام بينت مكمن الدّاء ووضعت له الدواء

لقد بيّن الإسلام السياسة الاقتصادية فوضع الإصبع على مكمن الدّاء في المجتمع فعالجه، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ﴾، فسنّ أحكاما تحول دون تركز المال في يد فئة قليلة في المجتمع، وضمن الحاجات الأساسية من مسكن ومأكل وملبس لكل فرد من أفراد الرعية، كما ضمن الحاجات الأساسية للرعية كالتطبيب والتعليم والأمن، وفرض الله سبحانه وتعالى زكاة المال وحرّم الرّبا وكنز المال؛ لدفع الأغنياء إلى استثمار أموالهم في مشاريع اقتصادية، لتدور عجلة رأس المال دورتها الطبيعية فتوجد مالاً حقيقياً وتحول دون حدوث أزمات اقتصادية كالتضخم والبطالة. كما جعل الإسلام الثروات الباطنيّة من غاز وبترول وفوسفات ومعادن وغيرها ملكيّة عامّة لجميع المسلمين وفق ما جاء في خطاب رسول الله ﷺ: «النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْمَاءِ، وَالْكَلَأِ، وَالنَّارِ» وغيره من النصوص الشرعية، ولم يجعل للخليفة حقّ تمليك رقبة الملكية العامة؛ فمنع بذلك أن يسطوَ أحد كائنا من كان على أموال النّاس التي جعلها الله لهم خالصة، فضلا عن أن تُعطى امتيازات لشركات النّهب الاستعماريّة ويحرم منها أهلنا، وسن الإسلام أحكام إعمار الأرض وإحياء الموات لتنمية البلاد والعباد.

===

المصدر: جريدة الراية

Tuesday, October 18, 2022

جريدة الراية: جواب سؤال: ما وراء تخفيض السعودية الكبير لإنتاج النفط؟

 

جريدة الراية: جواب سؤال: ما وراء تخفيض السعودية الكبير لإنتاج النفط؟

 

  23 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 19 تشرين الأول/أكتوبر 2022مـ

السؤال: لماذا قامت السعودية وهي عميلة لأمريكا، بالتعاون مع روسيا في منظمة "أوبك بلس" لتخفيض النفط بكمية كبيرة الأمر الذي يؤدي إلى رفع أسعاره على عكس ما تريده أمريكا؟ ثم إن أمريكا قد غضبت من ذلك فأعلنت إعادة تقييم علاقاتها مع السعودية: (تعهد بايدن بأن يكون لذلك "تداعيات" على السعودية لوقوفها إلى جانب روسيا في دعم التخفيضات من خلال إجراءات ترمي إلى إعادة تقييم العلاقة بين واشنطن والرياض... فرانس24، نشر في 16/10/2022)، فما تفسير كل هذه التحركات علماً بأن السعودية وحاكمها الفعلي ابن سلمان عميل لأمريكا؟ وما المتوقع من ذلك؟

الجواب: لا بد في البداية من الإقرار بأن ما قامت به السعودية ولحقتها دولة الإمارات داخل منظمة "أوبك بلس" بالتوافق مع روسيا لتخفيض كبير للنفط المعروض في السوق بواقع مليوني برميل يومياً هو قرار صادم لبايدن ومعه أوروبا، إذ إن هذه الدول تبذل جهوداً جبارة للاستغناء عن موارد الطاقة الروسية، وهي بالتالي بحاجة ماسة إلى رؤية مزيد من موارد الطاقة غير الروسية في الأسواق العالمية لئلا ينعكس نقص تلك الموارد على الأسعار التي أصبحت باهظة فعلاً خاصة في أوروبا.. وحتى تتسنى معرفة أهداف السعودية من تلك الخطوة لا بد من معرفة حقيقة المناخ الدولي المحيط بتلك الخطوة:

أولاً: أزمة الطاقة في أوروبا

1- (أقر الاتحاد الأوروبي قبل أشهر حزمة عقوبات سادسة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا تضمنت حظر واردات النفط من موسكو بدءاً من شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، وبالفعل، تراجعت واردات الاتحاد الأوروبي من النفط الخام الروسي إلى 1.7 مليون برميل يومياً في أغسطس الماضي، وذلك مقابل 2.6 مليون برميل يومياً في يناير/كانون الثاني.. إندبندنت عربية، 12/9/2022). وهذا الحظر الأوروبي يشمل واردات النفط الروسية القادمة عبر البحر ولا يشمل تلك القادمة عبر بعض الأنابيب، ولإظهار المساعدة لأوروبا فإن الولايات المتحدة قد قامت فعلاً بتعويض نصف كميات النفط الروسية التي تخلى الاتحاد الأوروبي عنها سابقاً (قبل الحزمة السادسة من العقوبات).

2- ومن زاوية أخرى فإن أوروبا تحديداً تعاني من أزمة طاقة متفاقمة وترتفع فيها أسعار الغاز والكهرباء بشكل مضاعف، وهذه الحال ناتجة عن شدة اعتماد أوروبا قبل حرب أوكرانيا على موارد الطاقة الروسية، وإذا كانت أسعار الغاز الطبيعي تختلف بأربعة أضعاف هذه الأيام بين أوروبا وأمريكا فإن هذا لا ينطبق على النفط، فأسعار النفط شبه موحدة عالمياً فيما أسعار الغاز مختلفة تبعاً لوجود أنابيب النقل أو محطات معالجة الغاز المسال. بمعنى أن الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية على روسيا ستؤدي إلى نقص المعروض في أوروبا بمقدار 1.4 مليون برميل نفط، وهذه كمية كبيرة يتوقع أن تؤدي إلى رفع إضافي لأسعار النفط، فإذا أضيف لذلك قرار منظمة "أوبك بلس" لتخفيض كميات النفط عالمياً بمقدار 2 مليون برميل يومياً فإن الأسعار ستصبح باهظة.

ثانياً: روسيا وتأثير ذلك عليها:

1- فيما تحاول أمريكا والدول الأوروبية محاصرة الاقتصاد الروسي وحرمانه من المال فإن هذه الدول تود رؤية الكثير من النفط معروضاً في الأسواق العالمية لتقليل عائدات روسيا منه، إلا أن قرار منظمة "أوبك بلس" الأخير يجعل ذلك المعروض قليلاً ما يؤدي إلى نقص المعروض وارتفاع الأسعار واستفادة روسيا مالياً، وهذا ما لا تريده تلك الدول. صحيح أن أمريكا لها أهداف بعيدة المدى وتتمثل في قطع صلات أوروبا بروسيا، أي استبدال سلاسل توريد الطاقة، إلا أن خنق موسكو مالياً يعتبر هدفاً أمريكياً كبيراً أيضاً، لذلك يستغرب أن تعمل السعودية ضد هذا الهدف الأمريكي.

2- ومن باب تلك الأهداف الأمريكية والأوروبية فإن هذه الدول تناقش وبشكل حثيث فرض سقف لسعر النفط الروسي، وكذلك الغاز. وذلك أن تلك الدول قد شاهدت بأن روسيا التي انحسرت مواردها من الطاقة عن الأسواق الأوروبية بفعل العقوبات قد نجحت في فتح أسواق جديدة لنفطها في الهند والصين وبلدان آسيوية أخرى، ورغم السعر المخفض الذي تبيع به روسيا نفطها لتلك البلدان إلا أن ارتفاع أسعار النفط عالمياً على وقع العقوبات المفروضة على روسيا قد سمح لروسيا بتعويض ذلك الفرق، بمعنى أن المردود المالي للخزينة الروسية من النفط لم يتغير مقارنة بفترة ما قبل الحرب على أوكرانيا بسبب ارتفاع سعر النفط عالمياً، لكل ذلك جاءت فكرة فرض سقف لسعر النفط الروسي لحصر المردود المالي لموسكو فيما يبقى معروض النفط كافياً في الأسواق العالمية فتبقى الأسعار معقولة في نظر تلك الدول. وفرض سقف لسعر النفط الروسي لا يزال قيد التخطيط ولم تتجرأ الدول الأوروبية وأمريكا على فرضه نظراً لانعكاساته على الأسعار العالمية عندما تحجم روسيا عن توريد النفط لتلك الدول التي تفرض سقفاً لسعر نفطها.

ثالثاً: انتخابات الكونغرس الأمريكي

1- تنعقد في 8/11/2022 انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي ويأمل الحزب الجمهوري، حزب الرئيس السابق دونالد ترامب، بالفوز في هذه الانتخابات والسيطرة على مجلسي الكونغرس؛ النواب والشيوخ.. وهذه الانتخابات مهمة لأن نتائجها تعد مؤشراً على انتخابات 2024 الرئاسية التي يخطط الحزب الجمهوري فيها للعودة للحكم، وفي ظروف الانقسام الحاد الذي تعاني منه أمريكا وتنقسم بين الحزب الديمقراطي وشركات التكنولوجيا الداعمة له وبين الحزب الجمهوري وشركات النفط الداعمة له فإن لقرار منظمة "أوبك بلس" أبعاداً عميقة ذات علاقة بهذه الانتخابات، وهذا مربط الفرس في قرار السعودية بدعم خفض المنظمة للإنتاج.

2- أما مربط الفرس هذا فهو هذه الفترة الحرجة جداً لأمريكا، أي قبل شهر من انتخاباتها: (وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أعلن تحالف البلدان المصدرة للنفط "أوبك+" خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا بداية من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بنحو 10 بالمئة، قبل أن تتراجع قليلا الأسبوع الجاري. الأناضول، 12/10/2022). وهذه النتيحة الحتمية لقرار "أوبك بلس"، أي ارتفاع الأسعار، هي المقصود من دعم السعودية للقرار، وذلك أن أسعار المحروقات في أمريكا حساسة للناخب الأمريكي وأن ارتفاعها يغير من مزاج ذلك الناخب فيبعده عن الرئيس بايدن وحزبه الديمقراطي ويدفعه لانتخاب مرشحي الحزب الجمهوري. ومما يشير إلى ذلك أن أمريكا كانت تتصل بالسعودية ودول الخليج حتى يتم تأجيل قرار "أوبك بلس" شهراً واحداً، أي لما بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، (قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن السعودية رفضت الاستجابة لمناشدات مسؤولين أمريكيين تأجيل قرار خفض إنتاج النفط ضمن مجموعة "أوبك بلاس". وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة على المحادثات إن المسؤولين الأمريكيين، قبل أيام من اتخاذ القرار في الخامس من أكتوبر، اتصلوا بنظرائهم في المملكة وغيرها من دول الخليج المنتجة للنفط للمطالبة بإرجاء القرار شهرا آخر لكنهم رفضوا. وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن المسؤولين الأمريكيين شنوا حملة ضغط مكثفة لإقناع السعودية بتأجيل خططها، وأجرى مسؤولو البيت الأبيض مكالمات عدة مع ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، وتحدثت وزيرة الخزانة، جانيت يلين، إلى وزير المالية السعودي، وفقا للصحيفة... الحرة، 11/10/2022). وبهذا يتبين بأن قرار خفض إنتاج النفط المذكور شديد الحساسية للحزب الديمقراطي وإدارة بايدن قبيل الانتخابات وأن تلك الإدارة حاولت تأجيله لكنها لم تفلح!

3- وبكل هذا يتضح بأن السعودية ومن وراء دعمها الحاسم لقرار "أوبك بلس" خفض إنتاج النفط بمقدار كبير للغاية (2 مليون برميل يومياً) لا تخطط لدعم خزينة روسيا التي يعاديها الغرب، ولا تخطط لتعميق أزمة الطاقة في أوروبا، فهي أعجز أن تقف ضد أوروبا إلا إذا طلب منها أسيادها في واشنطن ذلك، ويتضح كذلك بأن السعودية إنما تخطط مع أسيادها في أمريكا حتى ترفع من أسهم الحزب الجمهوري، حزب ترامب، وهذا وإن كان يشير إلى تردي الحياة السياسية في أمريكا على وقع الانقسام إلا أن هذا التردي يصبح مريعاً بحيث يعمل حزب بالتعاون مع جهات خارجية لضرب مصالح الحزب الآخر حتى وإن كان الحزب الآخر حاكماً!

4- أبدت إدارة بايدن حنقها وأظهرت غضبها من السعودية وقرارها، (وقال بايدن في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، مساء الثلاثاء، إن هناك "بعض العواقب لما فعلوه (السعوديون) مع روسيا". وأضاف: "لن أخوض في ما أفكر فيه وما يدور في ذهني، ولكن سيكون هناك عواقب". وأشار بايدن أن "الوقت قد حان لواشنطن لإعادة التفكير في علاقتها بالمملكة (السعودية)". الأناضول، 12/10/2022). وكذلك (قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيبر، إن الرئيس جو بايدن كان واضحا منذ بداية إدارته بشأن الحاجة إلى علاقات مختلفة مع السعودية. وأضافت المتحدثة أن واشنطن تراجع العلاقات مع السعودية وستتابع ما يحدث خلال الأسابيع المقبلة في ظل التشاور مع الكونغرس. وأضافت أن قرار "أوبك بلس" يُظهر أن السعودية تتحالف مع روسيا فيما يتعلق بسياسات الطاقة. الجزيرة نت، 12/10/2022).

رابعاً: أما ما هو المتوقع، فيبدو على النحو التالي:

1- إن خفض منظمة "أوبك بلس" لمليوني برميل من النفط يومياً هو قرار ضاغط بقوة على المعروض النفطي. وحتى قبل هذا القرار فإن إدارة بايدن كانت قد اتخذت قراراً بسحب مليون برميل من المخزون الاستراتيجي الأمريكي لمدة ستة أشهر، وذلك لمواجهة ارتفاع أسعار المحروقات في الولايات المتحدة حتى لا تتضرر إدارة بايدن في انتخابات الكونغرس ولمواجهة روسيا، (أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن إطلاق غير مسبوق للنفط من الاحتياطيات الأمريكية، واتخذ خطوات لمعاقبة شركات النفط لعدم زيادة الإنتاج من الإيجارات غير المستخدمة على الأراضي الفيدرالية، بحسب البيت الأبيض. وقال البيت الأبيض: "بعد التشاور مع الحلفاء والشركاء، سيعلن الرئيس عن أكبر تحرير لاحتياطيات النفط في التاريخ، ويضع مليون برميل إضافي في السوق يومياً في المتوسط ​​- كل يوم - للأشهر الستة المقبلة.". سي إن إن عربية، 31/3/2022).

3- وبهذا كله يتضح كيف يقوم الرئيس الأمريكي بمحاولة تهدئة أسواق المحروقات المحلية قبل انتخابات الكونغرس في الوقت الذي ترفض السعودية طلبات بايدن لزيادة الإنتاج، ثم ها هي أخيراً وقبل شهر واحد من انتخابات الكونغرس تقوم بدعم قرار "أوبك بلس" بخفض كبير لإنتاج النفط، بل إن السعودية قامت بما هو أكثر من ذلك، فقد ضاعفت كميات النفط التي تستوردها من روسيا،...، وتظهر بيانات "ريفينيتيف إيكون" للتتبع (أن السعودية استوردت 647 ألف طن من النفط، ما يعادل حوالي 48 ألف برميل يوميا من النفط الروسي، تسلمتها عبر موانئ روسية وإستونية خلال أشهر إبريل حتى يونيو، وهي تشكل ضعف الكمية التي كانت قد استوردتها من النفط الروسي خلال الفترة ذاتها من 2021. الحرة، 15/7/2022). وهذا دليل على تآمر كبير تقوم به السعودية بالتوافق مع شركات النفط الأمريكية والحزب الجمهوري الأمريكي على مناكفة سياسة الرئيس

بايدن إزاء روسيا وإزاء أسعار النفط العالمية.

وإذا أضيف إلى كل ذلك الاتصالات التي يقوم بها أركان من إدارة ترامب السابقة مع السعودية مثل جاريد كوشنر فإنه يتضح أن السعودية تنسق سياستها النفطية مع الحزب الجمهوري الأمريكي وخاصة جماعة الرئيس السابق ترامب ومع شركات النفط الأمريكية الموالية للحزب الجمهوري، وهذه الشركات هي صاحبة اليد الطولى في نفط السعودية.

4- ولا شك بأن هذه السياسة السعودية ستعرضها في مقبل الأيام لضغوط من إدارة بايدن التي أعلنت بأنها بصدد مراجعة علاقاتها مع السعودية بعد قرار "أوبك بلس" بخفض كبير للإنتاج، بل إن مسؤولي إدارة بايدن أصبحوا يربطون بين السعودية وروسيا: (أكد الرئيس الأمريكي بايدن، أنه "ستكون هناك عواقب" على السعودية بسبب قرارها في إطار تحالف أوبك بلاس النفطي خفض حصص الإنتاج، وأكد أن الوقت قد حان "لإعادة التفكير" في العلاقة مع السعودية، بينما أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، أن الرئيس أمر بإجراء "إعادة تقييم" للعلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، (الحرة، 12/10/2022). وكذلك هاجم السناتور الديمقراطي المتنفذ، بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السعودية، (معتبرا أن الرياض "تدعم بشكل فعال روسيا في غزوها الوحشي لأوكرانيا". وقال السناتور، ريتشارد دوربين، من ولاية إلينوي، صباح الثلاثاء، إن "السعودية تريد بوضوح أن تفوز روسيا في الحرب في أوكرانيا". وأضاف لشبكة CNN "دعونا نكون صريحين للغاية حول هذا الموضوع، إن بوتين والمملكة العربية السعودية ضد الولايات المتحدة"، مؤكدا أن "السعودية ليست حليفا جديرا بالثقة". (الحرة، 12/10/2022). ومما لا شك به أن السعودية لا تقوم بهذه الأعمال من أجل مصلحة روسيا، إذ إنها كانت قد ألقت بثقل كبير ضد المصالح الروسية سنة 2020 أثناء إدارة ترامب من أجل حمل روسيا وإجبارها وقتها على خفض الإنتاج (كما جاء في جواب السؤال "أزمة النفط وتداعياتها" الموافق 29/4/2020)، لذلك فأن يخطر ببال أحد بأن السعودية تناصر روسيا ضد أمريكا فإن هذا خيال لا مكان له عند حكام السعودية عملاء أمريكا.

خامساً: هذه هي حقيقة السياسة النفطية الحالية للسعودية والتي تتعارض وبشكل صارخ مع رغبات إدارة بايدن إلا أنها تتوافق مع رغبات الحزب الجمهوري الأمريكي وشركات النفط الأمريكية الداعمة له والتي تريد من زاوية أن ترفع الأسعار لأنها مستفيدة من ذلك، ومن زاوية أهم تريد إسقاط أنصار الرئيس بايدن الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس النصفية المقبلة على أمل أن يسيطر الحزب الجمهوري على غرفتي الكونغرس، فيسهل ذلك لهم العودة للرئاسة أيضاً سنة 2024.

ولو أرادت السعودية ومعها دويلات النفط الخليجية أن تتحكم بأسواق النفط تسويقاً وتسعيراً لفعلت ذلك لمصلحتها ومصلحة شعوبها إلا أن هؤلاء الحكام العملاء لا يخطر ببالهم مثل هذه الأفكار، فقد تشربوا العمالة والخضوع للأجنبي وتشربوا عداء الإسلام وأهله، ولن يجعل نفطَ المسلمين سلاحاً بأيديهم لا بأيدي أعدائهم إلا دولةُ الخلافة القادمة قريباً بإذن الله. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

في الحادي والعشرين من ربيع أول 1444هـ

17/10/2022م

المصدر: جريدة الراية