Wednesday, October 26, 2022

جريدة الراية: حكام وسياسيون في السودان على خطا الغرب الكافر شبراً بشبر!

 

جريدة الراية: حكام وسياسيون في السودان على خطا الغرب الكافر شبراً بشبر!

 

  30 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 26 تشرين الأول/أكتوبر 2022مـ

أوردت صحيفة الاتحاد تقريراً في 23 أيلول/سبتمبر 2022م جاء فيه: تعهد رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق عبد الفتاح البرهان خلال كلمته التي ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتحول الديمقراطي في بلاده عبر إجراء انتخابات شفافة. وقال البرهان خلال كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ77: "ملتزمون بالعمل على تحقيق السلام وتعزيز الانتقال السلمي وصولاً للتحول الديمقراطي عبر انتخابات نزيهة وشفافة". وأضاف: "قررنا انسحاب المؤسسة العسكرية من الحوار والسلطة لإتاحة المجال للقوى المدنية لتشكيل حكومة".

لقد خضع مفهوم التحول الديمقراطي لمحاولات معمقة للتأسيس له في بلاد المسلمين ويرى أصحابه أن عملية التحول هي فترة انتقالية تمتد بين مرحلة تقويض دعائم نظام سياسي سابق وتأسيس نظام سياسي لاحق، كما يرون أن هذه التحولات تتحدد ببدء عملية تحلل النظام السلطوي، ومن ناحية أخرى بإرساء شكل من أشكال الديمقراطية أو عودة شكل من أشكال النظام السلطوي أو ظهور بديل ثوري، أو نظام هجين أو تنحدر بالكامل نحو الفوضوية. أما التحول إلى الديمقراطية فيعرفه شميتر بأنه: "عملية تطبيق القواعد الديمقراطية سواء في مؤسسات لم تطبق من قبل أو امتداد هذه القواعد لتشمل أفراداً أو موضوعات لم تشملهم من قبل، إذن هي عمليات وإجراءات يتم اتخاذها للتحول من نظام غير ديمقراطي إلى نظام ديمقراطي مستقر"، ويعرفها روستو بأنها: "عملية اتخاذ قرار يساهم فيها ثلاث قوى ذات دوافع مختلفة، وهي النظام والمعارضة الداخلية والقوى الخارجية، ويحاول كل طرف إضعاف الأطراف الأخرى وتتحدد النتيجة النهائية لاحقا للطرف المتغير في هذا الصراع". كما يمكن الإشارة إلى أن التحول الديمقراطي هو: "مجموعة من المراحل المتميزة تبدأ بزوال النظم السلطوية يتبعها ظهور ديمقراطيات حديثة تسعى لترسيخ نظمها، وتعكس هذه العملية إعادة توزيع القوة بحيث يتضاءل نصيب الدولة منها لصالح مؤسسات المجتمع المدني بما يضمن نوعا من التوازن بين كل من الدولة والمجتمع، بما يعني بلورة مراكز عديدة للقوى وقبول الجدل السياسي".

أصبح مصطلح التحول الديمقراطي علكة في أفواه حكام وسياسيي السودان وأصبح أغلبهم يتشدقون به. قال برمة ناصر رئيس حزب الأمة كما أورد موقع نبض السودان في 10/9/2022 ما يلي: "جزم رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، بأنّ علاقتهم الجيّدة مع الجميع من عسكر ومدنيين تجعلهم الأقرب إلى حلّ الأزمة السياسية في البلاد. وكشف برمة بحسب صحيفة الحراك السياسي الصادرة، السبت، عن امتلاك الأمة القومي رؤية للحلّ.. وقال بأنّ هذه الرؤية تمّ طرحها على القوى السياسية المؤمنة بالتحوّل الديمقراطي من أقصى اليمين إلى اليسار". وكذلك نشر موقع slmanet في 11/09/2022م تقريراً بعنوان: "قوى الحرية والتغيير: نعمل من أجل التحول الديمقراطي واستقرار البلاد"، في ندوة قوى الحرية والتغيير الخميس الأول من أيلول/سبتمبر، أكد المتحدثون أن موقفهم من الانقلاب واضح، والتحول الديمقراطي هو الطريق الوحيد لدولة سودانية مدنية.

وقال المهندس صديق الصادق المهدي القيادي بحزب الأمة القومي: "إن طبيعة الصراع في السودان بين القوى الشمولية التي تريد التسلط والتحكم في إرادة السودانيين مع القوى المدنية التي تريد التحول الديمقراطي.. وأشار إلى أن الخطة الأمريكية في أفريقيا جنوب الصحراء تعمل على التحول الديمقراطي، والأمن والاستقرار". بينما قال ياسر عرمان القيادي في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير إن الحرية والتغيير ليست مع تفكيك القوات المسلحة، بل تقف مع بناء قوات مسلحة وإصلاحها، باعتبارها قوات مسلحة صديقة للشعب، تعمل على حماية الوطن، والحريات والنظام الديمقراطي. وأشار إلى مناقشة ملف العلاقات الخارجية، مع ضرورة قيامها بعمل خارجي، والإصرار على بناء الحكم المدني الديمقراطي في مقدمة الأجندة العالمية، وهي مع العملية السياسية التي تحقق أهداف ثورة ديسمبر.

فلا غرابة أن يتكلم هؤلاء العملاء عبيد الاستعمار من حكام وساسة بمثل هذا فهم على خطا أسيادهم شبرا بشبر وذراعاً بذراع، فهذا ما اتفق عليه أسيادهم وهم مجرد ببغاوات يرددون ما يقوله السيد، فقد أورد موقع تاس في 26/10/2021م: "أعلنت المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربارا وودوارد أن مجلس الأمن الدولي يجب أن يبحث كيفية دعم الانتقال الديمقراطي في السودان. وقالت للصحفيين قبل اجتماع المجلس حول السودان يوم الثلاثاء، إن "مجلس الأمن كان قد أعلن بوضوح في وقت سابق عن دعمنا للاتفاقات الدستورية والانتقال الديمقراطي". وتابعت: "هدف المناقشات اليوم النظر في كيفية التقدم بذلك وتحديد القضايا التوافقية بيننا".

وأيضا أورد موقع رصد نيوز في 27/09/2022م، قول غودفري: "المفتاح الذي يفتح الباب أمام تعاون أكبر بين الحكومتين الأمريكية والسودانية هو تشكيل حكومة جديدة بقيادة مدنية وإطار انتقالي يعيد الانتقال الديمقراطي في السودان". وصرح أيضا كما أوردت الإندبندنت في 5/9/2022م "التقى السفير الأمريكي في السودان وفداً من تحالف قوى الحرية والتغيير، وبحسب بيان نشره التحالف عبر صفحته على فيسبوك، فإن غودفري أكد دعم بلاده التحول المدني الديمقراطي في البلاد".

إن النظام الديمقراطي نظام كفر يحرم أخذه أو تطبيقه أو الدعوة إليه، فهو يؤسس الحياة على أساس عقيدة فصل الدين عن الحياة، ويجعل التشريع للبشر ويحارب أحكام الله سبحانه ويمنع تطبيقها في الدولة والمجتمع. فقد أوجب الإسلام الحكم بشرع الله سبحانه قال تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ﴾.

فيا أهل السودان: تسلحوا بالوعي على مخططات الكافرين عبر عملائهم الحكام والسياسيين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا الأمة بسيرهم في ركاب الكافرين الذين يسعون ليل نهار لطمس أحكام الإسلام وتطبيق نظامهم العلماني الذي أفقر البلاد والعباد، فلتكونوا شوكة في حلاقيمهم ولا تنطلين عليكم أكاذيبهم فنحن منذ هدم دولتنا الخلافة نكتوي بالنظام العلماني، فقد آن لنا أن نقول كلمتنا ونرفض ديمقراطيتهم ذلك النظام المهترئ ونطالب بالنظام الذي ارتضاه لنا رب العالمين وأسسه نبينا الكريم ﷺ.

بقلم: الأستاذ عبد الخالق عبدون علي

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

No comments:

Post a Comment