Thursday, October 31, 2013

بيان صحفي: تلفيق قضية جنائية لإلدر الدينوف حامل رسالة الحزب إلى حكام روسيا!

بيان صحفي: تلفيق قضية جنائية لإلدر الدينوف حامل رسالة الحزب إلى حكام روسيا!

يوم الجمعة الموافق 27/09/2013م قام إلدر شيخ الدينوف وهو أحد أعضاء حزب التحرير، وهو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، قام بالتوجه إلى مبنى الكرملين بقازان حاملا رسالة موجهة إلى حكام روسيا احتجاجا على السياسة العدائية التي ينتهجها النظام الروسي ضد الإسلام والمسلمين.
وقد تضمنت الرسالة التي حملها الأخ إلدر للكرملين تذمر المسلمين في روسيا إزاء السياسات العدائية التي يتبعها نظام روسيا الاتحادية ضدهم، من منع للخمار (غطاء الرأس) في المؤسسات التعليمية، ومنع الكتب الإسلامية بما فيها القرآن الكريم، وقتل المسلمين، والاعتداء على المسلمات من قبل الشرطة. وردا منهم على الحقائق التي تضمنتها الرسالة وبدلا من مواجهة الحجة بالحجة قاموا يوم الجمعة 25/10/2013م بتلفيق قضية جنائية ضد الأخ إلدر شيخ الدينوف.
في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 اعتقل إلدر لأول مرة بتهمة الدعوة إلى الإسلام. وفي العام نفسه قامت السلطات الروسية بحملة مداهمة وتفتيش لبيوت المسلمين واعتقالات واسعة شملت كل أنحاء روسيا طالت المئات من المسلمين. وقد مكث إلدر حينها في السجن خمسة أشهر على ذمة التحقيق ومن ثم تم الحكم عليه بالإقامة الجبرية في منزله لمدة سنتين. وكان قد تعرض أثناء مكوثه في السجن للضرب المبرح والتعذيب الشديد وكانوا يتعمدون احتقاره وإذلاله. ولكن هذا كله لم يؤثر فيه ولم يفت في عضده بل على العكس من ذلك فقد زادته المحنة همة ونشاطا وتمسكا بأفكاره وبحمله للدعوة حتى وهو في داخل السجن.
وبعد إطلاق سراحه استمر في الدعوة إلى الإسلام ولم يعقه عن ذلك عائق. وفي العام 2005 اعتقل إلدر مرة أخرى ولم يصدر أي حكم في حقه إلا في العام 2007 حيث حكم عليه مرة أخرى بالسجن لمدة سنتين. ولم تذهب هذه الفترة من عمر إلدر سدى، حيث استثمرها في الدعوة للإسلام؛ فجمع حوله أشخاصًا جددًا وضمَّهم إلى صفوف الداعين إلى الإسلام مثل الشيخ ألدورو. ومضت السنتان ولم يشعر بهما هذا البطل لأنه أمضاهما متقربا إلى الله عاملا على نشر دعوته بين السجناء.
وفي العام 2010 اعتقل إلدر للمرة الثالثة لأن حكام روسيا عز عليهم أن يعيش إلدر حرا طليقا وقد قضت مضاجعهم كلمة الحق التي يصدح بها ليل نهار حيثما حل أو ارتحل فاعتقلوه وحكموا عليه بالسجن لمدة عامين أيضا. مضى الوقت سريعا؛ لأن إلدر كان يعتبر السجن ساحة أخرى من ساحات الدعوة للإسلام العظيم. وفي كانون الأول/ديسمبر 2012 خرج إلدر من السجن.
وفي 10 تشرين الأول/أكتوبر 2013 قامت السلطات الروسية بمداهمة وتفتيش بيوت المسلمين في مدينة قازان وكان بينهم بيت إلدر شيخ الدينوف حيث تم اعتقاله من جديد بحسب المادة 282 من القانون الجنائي الروسي. وفي 25 تشرين الأول/أكتوبر 2013 تمت مناقشة قضية إدارية ضد إلدر، ثم تم إغلاق الملف.
لقد أصبح واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار أن السلطات الروسية تنشر ثقافة الكره تجاه أبناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم وخاصة حملة الدعوة الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
لقد قامت السلطات في الكرملين بسياسة عشوائية تجاه شعبها وعجزت عن ضبط أمورها، وعند اتضاح عجزها لجأت لاستخدام القوة على مبدأ الحق للأقوى والقوي يأكل الضعيف.
إننا نبشر كل المسلمين في روسيا الاتحادية وخاصة حملة الدعوة الإسلامية بوعد الله تعالى:
 ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) [النور: الآية 55]
 المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
التاريخ الهجري      26 من ذي الحجة 1434
التاريخ الميلادي      2013/10/31م

مقالة: التدرج في تطبيق الإسلام

مقالة: التدرج في تطبيق الإسلام

كثر الحديث وخاصة في السنوات الثلاث الماضية عن التدرج وأنواعه وما يجوز منه وما لا يجوز، إلا أني سأتناوله هنا من جانبين اثنين فقط. الجانب الأول يتعلق بالناحية الشرعية لفكرة التدرج في تطبيق أحكام الإسلام أو بعض منها. والجانب الثاني يتعلق بأحد مبررات التدرج وهو عدم جاهزية الأمة لأن تحكم بالإسلام.
أما الجانب الأول المتعلق بالناحية الشرعية لفكرة التدرج في تطبيق أحكام الإسلام أو بعض منها، فإنه من المعلوم بأن هناك فرقا بين التدرج في نزول الأحكام الإسلامية وبين التدرج في تطبيقها والذي هو موضوعنا. فصحيح أن القرآن الكريم لم ينزل دفعة واحدة، ولكن الإلتزام بما نزل كان فورا دون تدرج وهذا هو بيت القصيد، والشواهد على ذلك كثيرة جدا منها:
ما رواه البخاري عن تحويل القبلة، أن رجلا ممن صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله قِبَل مكة، فداروا كما هم قِبَل البيت.
استجابة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الفورية لترك الخمر عند سماعه لقوله تعالى (فهل أنتم منتهون).
إن التدرج في تطبيق أحكام الإسلام أو بعض منها يعني تطبيق بعض أحكام الكفر إلى حين تطبيق الإسلام كاملا، وهذا حرام شرعا، قال تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، وفي آية أخرى (فأولئك هم الظالمون)، وفي أية أخرى (فأولئك هم الفاسقون)، وقال تعالى (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْك)، وقال صلى الله عليه وسلم (من عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)، ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتدرج في تطبيق أحكام الإسلام في المدينة المنورة رغم وجود عدد كبير من المنافقين الذين كانوا يبدون إسلامهم ويخفون كفرهم، ومعلوم كذلك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لم يتدرج في تطبيق الإسلام حيث لم يسمح لمانعي الزكاة بعدم دفعها، ومعلوم أيضا أن الفاتحين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده لم يتدرجوا في تطبيق الإسلام في البلاد المفتوحة كالشام أو مصر حيث لم يسمحوا بالخمر أو الربا مثلا رغم أن أهلها حديثي العهد بالإسلام.
ولا يقال بجواز الحكم بالكفر استدلالا بعمل سيدنا يوسف عليه السلام بزعم البعض، بحجة أن شرع من قبلنا شرع لنا. لا يقال ذلك لأن يوسف عليه السلام نبي معصوم يستحيل أن يحكم بالكفر، خاصة وقد قال الله تعالى على لسانه (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ). وأما شرع من قبلنا، فإن القاعدة الشرعية عند الأصوليين الذي يأخذون بهذه القاعدة هي أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يخالف شرعنا، وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة في وجوب الحكم بالإسلام وحرمة الحكم بغير ما أنزل الله أو التحاكم إلى الطاغوت، وعليه لا تنطبق هذه القاعدة الشرعية هنا ولو من باب التسليم بأن شرع من قبلنا يُجيز الحكم بالكفر.
أما ما يروى عن عمر بن عبد العزيز مثلا بأنه قال لابنه "لا تعجلْ يا بني، فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في الثالثة، وإني أخشى أن أحمل الناس على الحق جملة، فيدفعوه جملة، ويكون من ذا فتنة"، فلا يجوز الاستدلال بهذه الرواية في التدرج في تطبيق أحكام الإسلام للأسباب التالية:
إن الأحكام الشرعية تؤخذ من النصوص الشرعية (القرآن والسنة)، ولا تؤخذ من روايات التاريخ.
تتحدث هذه الرواية عن التروي في رد المظالم والحقوق، وليس في تطبيق الإسلام، لأن الإسلام كان مطبقا أصلا، فلا يقول أحد بأن الحكم قبل عمر بن عبد العزيز كان غير إسلامي، لنقول بأن عمر بن عبد العزيز قد تدرج في تطبيق الإسلام.
أن هذه الرواية لا سند لها، ومثلها مثل الحكايا والقصص
وجود رواية أخرى مخالفة للرواية أعلاه تقول بأن عمر بن عبد العزيز أراد رد بعض المظالم بعد العصر وكان الوقت وقت قيلولة، فرد عليه ابنه: وهل تضمن أن تعيش إلى العصر.
أما الجانب الثاني المتعلق بعدم جاهزية الأمة لأن تُحكم بالإسلام، فإن كانت المسألة مسألة جهل الأمة ببعض أحكام الإسلام فإن أفضل الطرق لإفهام الناس إسلامهم هو بتطبيقه عمليا عليهم ليلمسوه في حياتهم اليومية. أما إن كانت المسألة مسألة رضا الأمة بأن تُحكم بالإسلام، فإن تطبيق الإسلام يجب أن لا يكون بناء على رضا الناس، بل يجب أن يكون امتثالا لله فحسب، مثل ذلك كمثل من يطيع والديه امتثالا لأوامر الله وبين من يطيعهما امتثالا لأوامر أستاذه في المدرسة أو شيخه في المسجد أو رفيقه في الحي مثلا. أما إن كانت المسألة مسألة جاهزية الأمة بأن تُحكم بالإسلام، فالأمة التي شبهها صلى الله عليه وسلم بالمطر لا يُدرى أوله خير أم آخره والتي نهانا صلى الله عليه وسلم عن نعتها سلبا لقوله (من قال هلك الناس فهو أهلكُهُم) فهي جاهزة اليوم لأن تُحكم بالإسلام، والشواهد على ذلك كثيرة منها:
- فوز الإسلاميين في كل الانتخبات التي جرت في بلاد المسلمين( تركيا، ومصر، وتونس، والمغرب، وحتى غزة).
أن الأمة الإسلامية بمجموعها قد تركت أفكار الاشتراكية والشيوعية والقومية والناصرية وغيرها، وأصبح الإسلام هو مركز تنبهها
تمسك المسلمين بإسلامهم في أوزباكستان والعراق وتونس وسوريا مثلا، رغم أنهم حُكموا بالحديد والنار لعقود لإبعادهم عن دينهم
خروج الناس بمليونيات نصرة للشريعة كما في مصر وتونس
فشل مليونية الدولة المدنية ومقاطعة أهلنا في مصر لها
إقبال الناس على الشهادة كما في سوريا وليبيا وغيرهما
خروج الناس بهتافات مؤثرة مثل (على الجنة رايحين، شهداء بالملايين )، وجمعة "الله معنا"، وجمعة "لن نركع إلا لله" كما في سوريا
خروج الناس في مسيرات في كثير من بلاد المسلمين تقول للحاكم يا ظالم بعد صمت دام عقود
صدور تقارير كثيرة كالتقرير الذي نقله موقع إسلام أونلاين بقلم نصر فريد بأن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة "جالوب" الأمريكية أظهر أن أكثر من 90% من الشعب المصري يؤيد تحكيم الشريعة الإسلامية، وأن حوالي ثلثي المصريين يطالبون بجعل الشريعة المصدر الوحيد للتشريع. وكذلك تقرير ميريلاند الذي أوضح أن المسلمين في باكستان وإندونيسيا والمغرب ومصر يؤيدون تحكيم الشريعة الإسلامية، حيث كان السؤال الذي كان حوله التقرير بكل وضوح: هل تفضل العيش في دولة خلافة تطبق الشريعة أم في نظام ديمقراطي؟ فكانت الإجابات على النحو التالي:
76% من المغرب يفضلون العيش في دولة خلافة تطبق الشريعة
74% من مصر كذلك
79% من باكستان كذلك
53% من اندونيسيا كذلك
فكيف بعد كل ذلك نقول بأن أمة الإسلام غير جاهزة لأن تُحكم بالإسلام؟!
وما سلوك بعض المسلمين السلبي الذي قد يظن البعض أنه مؤشر على عدم جاهزية الأمة لأن تُحكم بالإسلام، فإن أغلبه من إفرازات الأنظمة الحالية المطبقة علينا، ولا يستقيم الظل والعود أعوج، فإذا ما زالت تلك الأنظمة واستُبدلت بأنظمة الإسلام زال الأثر.
وأما ما نشاهده هذه الأيام بما يسمى بالثورات المضادة فهي عائدة إلى أيدي الغرب وأدواته الحريصة على حرف الثورات عن مسارها الصحيح، وعائدة أيضا إلى إدراك الناس أن الإسلام لم يصل إلى الحكم، فالناس قد انتخبوا (الإسلاميين) ليطبقوا الإسلام، لا ليستمروا في نفس نهج من ثاروا عليه، فاستمروا في وضع أيديهم بأيدي أمريكا، وأخذ القروض من أدوات الإستعمار، ومغازلة كيان يهود وغير ذلك...
فعلى من أراد أن يكون من العاملين لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي بشر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بها، أن يكون على مستوى هذه الخلافة، فيترك فكرة التدرج في تطبيق الإسلام، ويعمل، تأسيا بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء الدولة، على إنضاج الرأي العام على الإسلام أكثر وأكثر، وفي الوقت نفسه يطرق باب أهل القوة والمنعة من ضباط الجيش وشيوخ القبائل وغيرهم، إلى أن تلتحم الدعوة مع المنعة فتقوم الدولة، وعندها تقطع الدولة أيدي الغرب العابثة، وتُسرع في تطبيق الإسلام كاملا وبشكل جذري ليلمس العالم أجمع ثمار تطبيق الإسلام وحسن رعايته.
كتبها: أبو عيسى
26 من ذي الحجة 1434
الموافق 2013/10/31م

خبر وتعليق: هزيمة إرادة أمريكا الاستعمارية أمام إرادة الثورة السورية

خبر وتعليق: هزيمة إرادة أمريكا الاستعمارية أمام إرادة الثورة السورية

الخبر: في 26/10/2013 طالب الإبراهيمي الذي أعطيت له صفة مندوب الأمم المتحدة فيما يتعلق بسوريا، طالب بتأجيل مؤتمر جنيف2 إلى شهر كانون الثاني/يناير 2014 بعدما أعلن نبيل العربي الأمين العام للجامعة أن هذا المؤتمر سيعقد في الشهر القادم بتاريخ 23-24 تشرين الثاني/نوفمبر وكان قدري جميل نائب رئيس وزراء النظام السوري من قبله قد أعلن عن هذا التاريخ. وقامت أمريكا وعقدت اجتماع ما تطلق عليه أصدقاء سوريا في لندن في 22/10/2013 للتحضير لهذا المؤتمر. وقام روبرت فورد السفير الأمريكي في سوريا بالاجتماع مع مسؤولي الائتلاف السوري لتهيئتهم لهذا المؤتمر.

التعليق: إننا نرى أن أمريكا قد حشدت كل قواها وأدواتها لعقد مؤتمر جنيف2 فلم تستطع أن تعقده. وسابقا قد أعلنت أنه سيعقد في نهاية شهر أيار/مايو الماضي فلم تتمكن، وصار يجري الحديث كل شهر على أنه سيعقد في الشهر القادم، وهكذا حتى اليوم حين أعلن عميلها الإبراهيمي عن طلبه بتأجيل عقده إلى بداية السنة القادمة بعدما تقرر عقده في 23-24 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر. فهذا يدل على الفشل الذريع لأمريكا في تمكنها من مجرد عقد مؤتمر ناهيك عن قدرتها على إنجاحه أو إنجاح مقرراته حتى تتمكن من تنفيذ مشاريعها المتعلقة بسوريا والقاضية بالمحافظة على النظام السوري، ولكن بصورة معدلة، وهي تشكيل حكومة انتقالية من رجال النظام ومع المعارضة التي تقبل بالمشاريع الأمريكية التي تتمثل بإبقاء نفوذها مبسوطا على سوريا وإبقاء النظام العلماني قائما فيها حتى تحول دون عودة نظام الخلافة الراشدة.
إن الذي يفشل أمريكا الدولة الأولى في العالم التي تخافها كل الدول ويفشل مشاريعها ويجعلها في حالة تردد واضطراب لا تدري كيف ستتصرف فتتراجع في كل مرة عن تهديداتها وعن وعودها، إن الذي يفشلهم هم الثوار الصادقون في سوريا حين رفضوا هذا المؤتمر ورفضوا عملاءها من مجلس وطني وائتلاف وطني وقيادة أركان وغير ذلك، فاضطر كثير من عملائها هؤلاء إلى أن يتراجعوا عن الموافقة على حضور المؤتمر عندما شعروا أنهم لا يمثلون أحدا، وأن مصيرهم الخزي أمام الشعب وأمام الثوار وأنهم سيسقطون.
كل ذلك يدل على أن أهل البلد بإرادتهم الصادقة قادرون على إفشال المشاريع الاستعمارية وعلى كسر الإرادة الأمريكية بل تحطيمها، وأن أمريكا لا تتمكن أن تفرض إرادتها إذا رفضوها وأنها لا تتمكن من فرضها إلا في أربع حالات: إما بالقوة العسكرية والتدخل العسكري المباشر وقد فعلته في أفغانستان والعراق والصومال وقد قاومها الناس وألحقوا بها هزائم عسكرية مؤلمة، وما زالت تبحث في أفغانستان عمن يفاوضها من الثوار أو المجاهدين لتحافظ على نفوذها هناك، وإما بواسطة شراء الذمم الرخيصة من طلاب السلطة والمال والجاه ليتعاونوا معها ويسهلوا لها تنفيذ مشاريعها، وإما بإخافة أصحاب الإرادات الضعيفة التي لا تصمد تجاه الضغوطات والتهديدات فتتنازل لأمريكا وتسهل لها ما تريد، وإما بخداع الناس عندما تقول لهم أو تبث بينهم مقولة أن هذه مرحلة مؤقتة وفيما بعد ستفعلون ما تريدون، وأن الأمور لا تتحقق مرة واحدة وإنما يلزم التدرج حتى تصلوا إلى هدفكم النهائي.
فلو رفضت الجماعات في مصر التدخل الأمريكي ورفضت المعاهدات التي عقدتها مثل كامب ديفيد ورفضت النظام العلماني وأصرت على إقامة نظام الخلافة لما استطاعت أمريكا أن تنجح في أن تلعب في الشأن المصري كما حصل فتدعم واحدا ومن ثم تتخلى عنه وتجعله يسقط، ومن ثم تدعم غيره وهكذا حتى تتمكن من السيطرة على الوضع وحصول استقرار لنفوذها بواسطة أناس يرتبطون بها مقابل أن يكونوا حكاما على شاكلة مبارك ومن سبقه ومن لحقه. وهذا ينطبق على تونس وعلى ليبيا وعلى اليمن.
إن ثوار سوريا الصادقين أعطوا درسا للعالم وليس للمسلمين فقط بأن لا أمريكا ولا غيرها من الدول الكبرى تقدر على أن تفعل شيئا أمام إرادتهم إذا صدقوا الله وصبروا وثبتوا حتى يأتي الله بنصره الذي سيأتي بإذنه تعالى عاجلا أم آجلا، وبذلك تتجلى إرادتهم الشعبية الصادقة بتحقيق هدفهم بإقامة الخلافة، وستبقى أمريكا تؤجل جنيفها2 حتى تيأس وتترك العملاء وتضطر إلى اللجوء إلى الثوار لتتفاوض معهم مباشرة كما اضطرت إلى ذلك في أفغانستان. ولكن عندما يرفضها الثوار ويقولون لها ارجعي واعتزلي وراء الأطلسي فإنه لا مقام ولا مكان لك اليوم في بلاد الشام ولا في بلاد الإسلام ونحن أصحاب البلاد نقرر بأنفسنا ما نريده من نظام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور
 26 من ذي الحجة 1434
الموافق 2013/10/31م