Saturday, October 26, 2013

خبر وتعليق: أيجوع الشام

خبر وتعليق: أيجوع الشام

الخبر: نقلت الجزيرة الأسبوع الماضي خبر إفتاء بعض العلماء للأهل في سوريا بجواز أكل لحوم القطط والكلاب بسبب الظروف التي يمر بها الشعب السوري.

التعليق: نتناول هذا الخبر من شقين:
الشق الأول: الشق الفقهي، وهو أن العلماء أفتوا بجواز أكل لحوم القطط والكلاب. وهل أكل لحم القطط والكلاب بحاجة لعلماء كي يفتوا بجوازه في ظروف حرب كالتي هي في سوريا اليوم؟! إن هذه الأحكام الشرعية هي معلومة من الدين بالضرورة في جواز أكل لحم الميتة ولحم الخنزير في حالة الضرر المؤدي لهلاك النفس، ولذلك فالعلماء ليسوا بحاجة لأن يشغلوا أنفسهم بمثل هكذا فتاوى يعلمها القاصي والداني والفقيه والعامي من الموحدين من أبناء أمة الإسلام. فهذا حكم معروف ومشهور لدى جمهور الأمة.
وبدل أن ينبري العلماء الأفاضل لمثل هكذا فتاوى - ذوات العيار الثقيل! - كان عليهم أن لا يألوا جهدا لتحريك الساكنين من أبناء الأمة القادرين على نصرة الشام وأهله وتخليصهم من هذا البلاء الذي ابتلي أهل الشام به وأدى بهم إلى أكل لحوم القطط والكلاب. ألا يرى العلماء الأفاضل أن معظم جيوش المسلمين رابضة في ثكناتها ولا تتحرك ولا تلقي بالا لما يحدث في الشام؟! ألا يرى العلماء الكرام أن بعض هذه الجيوش قد زاد الخناق على أهل الشام مؤنة وذخيرة؟ ثم ألا يرى العلماء المفتون حال تلك الملاجئ الباردة وغير الصحية التي ابتلي بها الفارّون من سوريا إلى الدول (الصديقة) في الجوار؟! هل أصيب علماؤنا بالعمى ليصوبوا فتاواهم للجائعين في سوريا بدلاً من توجيه اجتهاداتهم وفتواهم لتلك الجيوش والأنظمة؟!
أما الشق الآخر من تعليقنا، فله علاقة بالشام الجائع أهلها. ويجوع أهل الشام؟! إن من قرأ تاريخ الإسلام يرى بكل جلاء معنى وأهمية دخول الشام في دين الإسلام. الشام دار الدقيق الأبيض والعسل الأصفر، نعم والله إنها كذلك. تلك الدار التي بفتحها دانت الدول والأمصار للإسلام، ومنها تحركت الجيوش لفتح البلدان لا بل القارات. ويجوع أهل الشام؟! أيُفتى في بلد مثل الشام بجواز أكل القطط والكلاب؟! وا مصيبتاه! وا إسلاماه! والله إنها لمصيبة أن يحل في الشام ما حل، ووالله ليس البكاء على الطعام والكساء وإنما على نساء اغتصبن وأطفال يُتِّموا وجاعوا. أيُفتى بأكل القطط والكلاب بالشام وأموال الخليج في بريطانيا تسند البنوك من الانهيار في ظل أزمات المال؟! أيُفتى في الشام بهكذا فتاوى وصفقات المال والسلاح بالمليارات في بلداننا؟! ألم يقوَ ملك السعودية إلا على إيواء الفاسدين أمثاله مثل زين العابدين من تونس؟
والله لقد ضاق صدرُنا بفتاوى هكذا علماء، والله لقد زاد شوقنا لعلماء الإسلام الحقيقيين. إننا في شوق لأمثال العز بن عبد السلام وابن تيمية وسيد قطب. والله إننا في شوق لعلماء تحرك الجيوش بفتاواها وخطبها وحضورها. والله إننا توّاقون لعلماء راشدين يفتون بفتاوى للجيش الأردني والجيش التركي والجيش المصري بالتحرك لنصرة الشام لا التفرج عليها وبفتاوى متعلقة بأكل القطط والكلاب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو مالك
 22 من ذي الحجة 1434
الموافق 2013/10/27م

No comments:

Post a Comment