Wednesday, June 30, 2021

جريدة الراية: حزب التحرير هو الذي يعمل لإقامة الخلافة بحقها

 جريدة الراية: حزب التحرير هو الذي يعمل لإقامة الخلافة بحقها

 

19 من ذي القعدة 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 30 حزيران/يونيو 2021مـ

ليس حزب التحرير هو الذي حدد الطريقة الشرعية لإقامة الخلافة، بل الشرع هو الذي حددها، وسيرة رسول الله تنطق بذلك. وقد سبق إقامة الدولة طلب الرسول النصرة من أصحاب القوة والمنعة، واستمر في طلبها منهم حتى يسَّر الله سبحانه الأنصار له فبايعوه بيعة العقبة الثانية، وبعد أن كان مصعب رضي الله عنه قد نجح في مهمته التي كلفه بها رسول الله في المدينة المنورة، وأوجد فيها رأياً عاماً للإسلام، فتعانق الرأيُ العام مع بيعة الأنصار، ومن ثم أقام الدولة في المدينة ببيعةٍ نقية صافية، واستقبال حار من أهل المدينة المنورة.

ولا بد هنا من الإشارة إلى قضية بالغة الأهمية وهي أنه سبحانه عندما يطلب منّا القيام بعمل على وجه محدد لتحقيق نتيجة معينة، فلا يرد احتمال أن لا ينتج العمل ما وضع لأجله، لذلك كان التزام الطريقة الشرعية في إقامة الدولة الإسلامية على الوجه الذي عينه الشارع سينتج عنه لا محالة قيامها، فالنصر المقطوع به والنصر الموعود به، لا سبيل إليه إلا من خلال هذه الطريقة الشرعية.

لذلك فإن أعمال الكتلة التي طلب الشارع القيام بها بحسب ما قام به رسول الله في مكة لإقامة الدولة الإسلامية، مع تجاوب الناس بالرأي العام المنبثق عن الوعي العام، وتجاوب أهل القوة والمنعة مع الكتلة، كل ذلك مجتمعا يصح تسميته سبباً، ولا ينطبق ذلك على أجزائها منفصلة بعضها عن بعض، فالتثقيف وحده ليس سبباً وطلب النصرة وحده ليس سبباً، والرأي العام وحده ليس سبباً، وإنما مجموع الأعمال يكون سبباً، ويصح أن يطلق عليه أنه سبب، لأن تلك الأعمال كلها التي قام بها رسول الله في مكة نتج عنها إقامة الدولة في المدينة، وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن نصرته لنبيه في إقامة الدولة بالمدينة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا﴾.

وقد دلّت النصوص الشرعية على أنه لا بد من تحقيق شروط معينة مع السبب ليتحقق النصر، وانتفاء موانع تحول دون تحققه، فوعد الله سبحانه بالنصر والتمكين ليس وعدا مفتوحا غير محدد، بحيث يطلبه من ليس أهلا له، وباستعراض هذه النصوص يظهر لنا محددات هذا الوعد الرباني ومن هم أحق به وأهله. فالوعد مقصور بعد الأنبياء على عباد الله المؤمنين السائرين على طريق الأنبياء في إنفاذ ما أمر الله به، وإعلاء دينه، وهذا واضح في كل الآيات؛ فقد حصر سبحانه وعده بعد المرسلين للمؤمنين فقط، قال تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾، ومن هذه الشروط التأهل للقيام بدين الله وشرعه بعد النصر. وقال تعالى في إيضاح صفة من يستحق النصر: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور﴾، فمن ليس أهلا لتولي هذه المسئولية ليس أهلا للنصر، لأن النصر لحظة فاصلة تزول بها الموانع التي تحول بين المؤمنين وبين تحكيم دينهم والعمل به، فلذلك وجب أن يكونوا مؤهلين لحمل هذا العبء، وظاهر أن صفة أولئك الذين وعد الله بنصرهم هي تأهلهم لإقامة دين الله على وجهه المأمور به، فمن لم تتحقق فيه الأهلية والكفاية لإقامة دين الله لم يتحقق فيه الوصف المطلوب حتى يتمه.

جاء في ظلال القرآن في تفسير هذة الآية: (وللنصر تكاليفه وأعباؤه حين يتأذن الله به بعد استيفاء أسبابه وأداء ثمنه، وتهيؤ الجو حوله لاستقباله واستبقائه، فوعد الله المؤكد الوثيق المتحقق الذي لا يتخلف هو أن ينصر من ينصره. فمن هم هؤلاء الذين ينصرون الله، فيستحقون نصر الله، القوي العزيز الذي لا يهزم من يتولاه؟ إنهم هؤلاء الذين ينصرون الله، إذ ينصرون نهجه الذي أراده للناس في الحياة، معتزين بالله وحده دون سواه، وهؤلاء هم الذين يعدهم الله بالنصر على وجه التحقيق واليقين. فهو النصر القائم على أسبابه ومقتضياته؛ المشروط بتكاليفه وأعبائه. إنه النصر الذي يؤدي إلى تحقيق المنهج الإلهي في الحياة؛ من انتصار الحق والعدل، وهو نصر له سببه، وله ثمنه، وله تكاليفه، وله شروطه. فلا يعطى لأحد جزافا أو محاباة ولا يبقى لأحد لا يحقق غايته ومقتضاه..)

وحزب التحرير وهو يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بالطريقة الشرعية، فهو يعمل منذ نشأته للإعداد لاستحقاقات الكيان التنفيذي والكيفية التي سيصار بها إلى تنفيذ أحكام الإسلام على الواقع منذ اللحظة الأولى لإقامة هذا الكيان؛ لذلك كانت دعوته على بصيرة من الشرع من أول يوم، وكانت منضبطةً بما جاء به الوحي من عند الله، وتقتفي أثرَ رسول الله .

إن دولة الخلافة التي يعمل لها حزبُ التحرير، إنما هي الخلافة الحقة غير المشوَّهة ولا المشبوهة، والتي تقوم على موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، أي الدولة التي تُعلي كلمةَ الله حقيقةً وتطبق الإسلام تطبيقاً حقيقياً يُنهي نفوذ الغربِ في بلاد المسلمين، ويمنع دخوله في الأمة مجدداً. هي الدولة التي ستجسد وحدةَ المسلمين وتُحسن الرعايةَ وتعيد للأمة عزتها ورفعتها، هي الدولة التي تُذل الكفرَ وأعوانه وتُعز الإسلامَ وأهله.

ومن ذلك جدِّية الحزب ووعيه على مجريات الأحداث السياسية في العالم، وعملُه في الأمة على أعلى مستوى في مصارعة ما يتناقض مع الإسلام، وإدراكُه لأحوال شعوب العالم ودوافع دوله في الصراع العالمي على المصالح والنفوذ، وللأساليب والألاعيب على المستوى الدولي فيما تقوم به الدول الفاعلة عالمياً، تماماً كما كان عليه رسول الله وصحابتـُه بوصفهم قادة سياسيين عظاماً، ورجالَ دعوةٍ ودولة بارعين. وهو ما جعله يكتسب خبرة سياسية واسعة في هذا الشأن، حتى صارت ميزته الصدق مع الأمة والنصح لها والجدية والوعي السياسي، وبات يمتلك اليومَ رجالاً من الطراز الأول في مجال رعاية شؤون الناس والقيام بمهمات تسيير الدول، فكان حقّاً أن يُرى فيه الجدارةُ والأهلية لتحقيق شروط النصر على يديه بإذن الله في قيادة الأمةِ صوب مكانتها اللائقة بها في المعترك الدولي، وفي حمل رسالة الهدى إلى العالم بكل قوة وتحدٍّ.

والحزب يريد للأمة أن تعلم أنه أعد دستوراً جاهزاً للتطبيق في مجالات الحياة كافة، في الاجتماع والاقتصاد والحكم والإدارة والتعليم والسياسة الداخلية والخارجية، ومواده مستنبطة من القرآن والسنة، وأن الدولة التي يتأهب الحزب لإقامتها قد جهز لها بالفعل بتفصيلاتها.

ويريد الحزب أن يلفت نظر الأمة أنه في تمام الجهوزية، وأنه قد أعد للأمر عدته بإذن الله، وأنه معروف عنه عراقته في السياسة الدولية وأحابيلها، ووعيه السياسي ومتابعته الحثيثة للدول الفاعلة في الموقف الدولي، فلطالما كشف مستور مؤامرات الدول وخصوصاً في بلاد المسلمين وتنفيذ حكام المسلمين، وهذا يطمئن أن الخلافة سيقودها، إن شاء الله تعالى، رجال حاذقون في السياسة ماهرون في التعامل مع كل القضايا السياسية الخارجية والداخلية منها.

فإننا مطمئنون لنصر الله سبحانه وتعالى، ونؤكّد أننا نلتزم طريقة رسول الله في إقامة الخلافة، وأننا لم نتنكب الطريق، ونسير عليه بحذافيره، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بنصره الذي وعدنا به، وبشرنا به رسوله ، فنقيمها خلافةً راشدةً على منهاج النبوة.

بقلم: د. أحمد حسونة

جريدة الراية: سلامة المنهج لا منهج السلامة

 جريدة الراية: سلامة المنهج لا منهج السلامة

 

19 من ذي القعدة 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 30 حزيران/يونيو 2021مـ

يقول رسول الله : «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأُمُورِ وأَشْرَافَهَا، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا».

وإن من أعظم المعالي التي تتصف بها أمة الإسلام هي الثبات على الحق وسلامة المنهج.

فالقائد لا يداجي ولا يحابي ولا يداهن، وأمة الإسلام هي الأمة القائدة، أو التي يفترض أن تكون كذلك، وبالتالي فلا تخاذل ولا تفاهات ولا تذبذب ولا تلون.

وفي زمن المحن والشدائد تجد الكثير من المسلمين من يبحث عن منهج السلامة ويحاول أن يبرر ذلك بادعاءات شرعية، بينما القلة القليلة هم من أتباع سلامة المنهج، وشتان بين هؤلاء وأولئك.

فأصحاب سلامة المنهج كالقمم الرواسي، وأولئك كالزئبق المتماهي.

ولعلك تجد أكثر أولئك المميعة هم من مشرعني المصلحة والمفسدة التابعة لأهوائهم والذين يلوون أعناق النصوص ويحمّلونها ما لا تحتمل والذين يتنازلون عن الثوابت بحجة حقن الدماء حينا والبعد عن المخاطر أحيانا، مع أن المسلّم به أن من أراد التمكين فسيختبر إن كان أهلا لذلك أم لا، قال عز من قائل: ﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾.

وقد سئل الشافعي رحمه الله أيهما خير للمرء أن يمكّن أو يبتلى؟ فقال: لا يمكّن حتى يبتلى.

وفي القوانين الإلهية الثابتة أن العاقبة للمتقين والنصر حليف الثابتين الصابرين والعطر سيرة العاملين لنصرة الدين بينما المتزلفون والمميعة وأهل الأهواء من أصحاب منهج السلامة لا يصلون لمبتغاهم ولا يرتضيهم الباطل الذي يسايرونه وربما يكون أول المضحين بهم.

وقد قال أبو بكر رضي الله عنه: "احرصوا على الموت توهب لكم الحياة".

ولعل الأمثلة على من آثر سلامة المنهج على منهج السلامة شاهدة في التاريخ وهي عند الأنبياء على وجه الخصوص أجلى وأبين.

فهذا إبراهيم عليه السلام كان من الممكن أن يتجنب استفزاز قومه الغلاظ وألا يستعلن بدعوته حفاظا على حياته خاصة وأنه في ريعان شبابه ويكتفي بوعظهم وإقناعهم فيسلَم بذلك ويبقى مقيما بينهم ولا يرمى في النار ولا يضطر لقطع الفيافي والقفار مهاجرا ولقومه هاجرا.

لقد ثبت إبراهيم عليه السلام وانتصرت دعوته لأنه اختار الثبات منهج الحق فاستحق أن يكون خليل الله وأن يخلد ذكره في العالمين ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾.

إن صحة المنهج لا توصل فقط لانتصار الدعوة وتمكينها وانتشارها وهيمنتها على ما سواها بل توصل للنجاة والفوز يوم الدين.

وهذا موسى عليه السلام سلك طريقا مملوءة بالصراع مع الباطل وأهله من طغاة الأرض في زمانه فرعون وهامان وجنودهما وحاشيتهما فما توانى ولا انكسرت عزيمته وصبر على المكاره وصبّر من اتبعه ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ فمضى في معركته إلى منتهاها حتى إذا ما هلك فرعون وجنوده استعد لمرحلة أخرى من الجهاد ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾.

وهذا رسولنا الكريم ثبت وصبر ولم يتنازل مع ضخامة العروض التي قدمت له بل كان في دعوته سافرا متحديا، وانتصرت دعوته بإقامة دولة الإسلام في المدينة المنورة. وها هو يقول في الحديبية: «فَمَاذَا تَظُنُّ قُرَيْشٌ، وَاللَّهِ إِنِّي لَا أَزَالُ أُجَاهِدُهُمْ عَلَى الَّذِي بَعَثَنِي اللَّهُ لَهُ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ لَهُ، أَوْ تَنْفَرِدَ هَذِهِ السَّالِفَةُ».

وأما اليوم وقد أكرمنا الله بثورة مباركة في الشام فقد ظهر من القوم من حديثي الأسنان من ألبس الحق ثوب الباطل والباطل ثوب الحق، متخذا السلامة منهجا يبرر تخاذله ويغري الآخرين بها، والتنازل طريقا فسوّق للمال السياسي القذر وشرعن الهدن والمفاوضات ورهن إمكانيات الثورة لأعدائها وأفتى بقتال كل من لا يضمن ركونه، حتى وصل بهم الحال لإدخال الصليب وأعوانه إلى بلاد المسلمين، وحمى دورياتهم، واستحوذ على الأموال، ونهب وسلب وشرعن المكوس والضرائب والقائمة تطول.

كل ذلك بدعوى الاستضعاف وبحجة عدم المقدرة، وبدعوى المصلحة الباطلة، وما ذلك إلا لكسر عزيمة أهل الشام، وهزيمة ثورتهم كرمى لعيون أعداء الدين وتغطية لتخاذلهم.

وراح بعضهم يخطب ود الغرب الكافر، وعلى رأسهم أمريكا حامية نظام الإجرام، وراح يلتقي بهم وينسق معهم. كل ذلك بحجة الحفاظ على ما تبقى من "محرر"، مع أنهم هم من باع وتاجر بكل ما سبق، ويسعون اليوم لهزيمة ما تبقّى.

بينما تجد في الطرف المقابل، يعتقل ويضيق عليه ويحارب، من آثر سلامة المنهج، بل يصفونه بالتشدد والجمود، يريدون منه أن يسير سيرهم، ويبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، بل حتى إنهم يعيّرونه بثباته وكأنه سبة ومذمة!

ولكن في نهاية المطاف الحق أبلج والباطل لجلج ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ﴾. وليعلم المميعة أنهم لن يُرضوا أسيادهم ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾. وأن الباطل إلى زوال وأن الثورة تكون بمن صدق، ولا تزال تغربل الناس حتى يحصل التمايز بين الصادقين وأصحاب الدعاوى الباطلة، وحتى تعبر ثورة الشام بإذن الله إلى بر الأمان واصلة لغايتها بالصادقين، وإن النصر صبر ساعة.

إن ثورة خرجت تنادي (هي لله هي لله) لن تكون إلا لله وهي بإذن الله بكفالته ورعايته، وسنة التمحيص لتكون خالصة لله قائمة، وقد شهدنا على مر زمنها سقوط الكثير من أهل الباطل والزيغ والأهواء وما هي إلا مدة قصيرة حتى نشهد بزوغ فجر الإسلام بخلافة راشدة على منهاج النبوة، وعد الله وبشرى رسوله . نسأل الله أن يثبتنا على المنهج السليم القويم وأن يستعملنا ولا يستبدلنا إنه ولي ذلك والقادر عليه والعاقبة للمتقين.

بقلم: الأستاذ سالم عامر (أبو عبيدة)

جريدة الراية: أمريكا وسياسة احتواء الصين، إلى أين وصلت؟

 جريدة الراية: أمريكا وسياسة احتواء الصين، إلى أين وصلت؟

 

19 من ذي القعدة 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 30 حزيران/يونيو 2021مـ

إن من أساليب أمريكا أن تعمل على ضرب الدولة المعادية أو المنافسة لها بالقوة العسكرية للقضاء عليها أو لإخضاعها وتلجأ إلى الأساليب السياسية والاقتصادية ضمن ما يسمى بسياسة الاحتواء. فقد أشعلت حرب فيتنام لضرب الصين ومنعها من السيطرة على جنوب شرق آسيا. فعندما رأت أنها قد تكبدت خسائر كبيرة وأنها في مأزق بدأت باتباع سياسة الاحتواء لها، فبدأت اتصالاتها عن طريق وزير خارجيتها كيسنجر ومن ثم أدخلتها في مجلس الأمن كعضو دائم عام 1971، وعقبها زيارة الرئيس الأمريكي نيكسون عام 1972، وبعد موت زعيمها ماو وتولي الحكم دينغ سياو بينغ عام 1979 والذي اتبع سياسة الانفتاح والإصلاح حصلت اتفاقات بين الطرفين بأن اعترفت أمريكا بالصين الواحدة وذلك بضم تايوان إليها بالتقاربات الاقتصادية والسياسية، وأعطت للصين الأولوية في التعامل التجاري. فدخلت الشركات الأمريكية الصين وارتفع الفائض التجاري لصالح الصين، ولم تر أمريكا في ذلك غضاضة، وفي الوقت نفسه بدأت تركز على قضايا حقوق الإنسان ونشر الحريات والديمقراطية والأفكار الغربية فشجعت المطالبين بذلك فقامت الصين بسحقهم كما حصل في ميدان بكين عام 1989. ورغم ذلك لم توقف إعطاء الأولوية للصين في التعامل التجاري حتى تستمر في سياسة الاحتواء.

وقامت بتعزيز التعاون الاستراتيجي العسكري والسياسي معها على عهد أوباما الذي زار الصين عام 2009 وأعلن ترحيبه بالدور العالمي للصين. وذلك لإنجاح سياسة الاحتواء بأن يصبح هناك تنسيق وتعاون في هذه المجالات لجعل الصين تحت الرقابة والسيطرة وجعلها تسير مع أمريكا. وعندما استمرت الصين في تعزيز وجودها في بحري الصين الجنوبي والشرقي وفي تطوير أسلحتها توقف هذا التنسيق ففشلت هذه المحاولة. وقد أعلنت أمريكا عام 2013 عن سياسة آسيا - المحيط الهادئ بأن تنقل 60% من قوتها البحرية نحو هذه المنطقة. وقد أعلنت الصين عام 2013 عن خطة الحزام والطريق لبناء شبكة اتصالات برية وبحرية تربطها بدول آسيا وأوروبا وأفريقيا.

ومع مجيء ترامب بدأت أمريكا تفكر في أسلوب جديد فأعلنت الحرب التجارية على الصين عام 2018، وفرضت رسوما جمركية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار لردم الهوة في الفائض التجاري بينهما، فردت الصين بفرض رسوم على البضائع الأمريكية بقيمة 60 مليار دولار. وعادت أمريكا للتركيز على قضايا الصين الداخلية واستغلالها مثل قضية مسلمي الإيغور الذين تضطهدهم الصين، واحتجاجات هونغ كونغ عامي 2019-2020 ضد قانون تسليم المطلوبين وعرقلة انضمام تايوان للصين.

ومع مجيء بايدن في بداية هذا العام ولم تمر ثلاثة أسابيع على تسلمه مقاليد الحكم حتى بدأت أمريكا بإظهار التشدد تجاه الصين ونصب العداء لها فصرح يوم 2021/2/10 قائلا "إذا لم نتحرك، فالصينيون سيأكلون غداءنا" ووضعت ما يسمى وثيقة "التوجيه الاستراتيجي المؤقت لاستراتيجية الأمن القومي" في 20 صفحة ركزت فيها على الصين، وأقل من ذلك على روسيا. وورد فيها "يجب علينا أن نتأهب لحقيقة أن توزيع السلطة في جميع أنحاء العالم يتغير مما يخلق تهديدات جديدة"، وذكرت الوثيقة أن "الصين على وجه الخصوص أصبحت وبسرعة أكثر حزما وتصميما وهي المنافس الوحيد القادر على الجمع بين القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية وتحدي النظام الدولي المنفتح والمستقر". ولهذا بدأت أمريكا بإنشاء تكتلات جديدة أو تجديد تكتلاتها القديمة مثل تكتل كواد الذي يجمع أمريكا واليابان وأستراليا والهند للوقوف في وجه التهديدات وخطط التوسع الصينية في مناطق المحيطين الهندي والهادئ، فعقد الرئيس الأمريكي مع زعماء هذا التكتل مؤتمرا افتراضيا يوم 2021/3/12. ومن ثم قام وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان بزيارة هذه الدول لتعزيز هذا التكتل. ومن ثم أعلنت أمريكا عن عقد مؤتمر الحوار مع الصين في ألاسكا يوم 2021/3/18 والذي توج بفشل أمريكي. واتخذت الصين في المؤتمر موقفا حازما من التدخلات الأمريكية في الشؤون الصينية الداخلية وشنت هجوما شديدا على أمريكا متهمة إياها بانتهاك حقوق الإنسان في داخلها وخارجها ومحاولة فرض هيمنتها على الدول الأخرى وابتزازها. وكان ذلك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي لم تستطع أمريكا اختصارها أو إغلاقها أمام وسائل الإعلام. وقد بدأت تثير موضوع الخطر الشيوعي الصيني والاختلاف الثقافي واختلاف القيم مع الصين حتى تحولها إلى صراع حضارات ومبادئ حتى تتمكن من قيادة العالم الرأسمالي في مواجهة الصين ومحاصرتها. وبدأت بالضغط على دول أوروبا لتجعلها تخفف من تعاملاتها مع الصين وتلغي بعض الاتفاقيات التجارية والتبادل التكنولوجي مثلما فعلت العام الماضي بأن ضغطت على بريطانيا لتلغي مشاركة هواوي في شبكة الجيل الخامس، وهي تمارس ضغوطها على الدول الأوروبية الأخرى بالتقرب إليها وبإغرائها بالمشاركة معها. وبدأ بايدن جولته إلى أوروبا يوم 2021/6/9 بدءا من بريطانيا، ولحضور قمة الدول السبع في كورنال ببريطانيا والتي بدأت يوم 2021/6/11 وتستمر ثلاثة أيام لتثبت أمريكا قيادتها للعالم الغربي وتبقي أوروبا تحت هيمنتها، ومن المنتظر أن يتعرض بايدن إلى مخاطر الصين على الغرب ويعمل على تكتيل أوروبا خلف أمريكا في مواجهة الصين بالإضافة إلى روسيا، وإن كان هو سيجتمع مع الرئيس الروسي بوتين يوم 2021/6/16 في جنيف في محاولة لاستخدام روسيا في مواجهة الصين.

ولهذا فقد انتهت سياسة الاحتواء وبدأت سياسة المواجهة وكسر العظم بأساليب مختلفة في محاولة للحد من قدرات الصين ومحاولتها فرض هيمنتها على منطقتها وخاصة في بحر الصين الجنوبي. والصين في سياستها على عهد شي جين بينغ تريد مواصلة سياسة الانفتاح والإصلاح وتطوير علاقاتها مع الدول الأخرى وخاصة بخطة "الحزام والطريق" لتفرض لها وجودا وتأثيرا في تلك الدول بتوريطها بالديون ومن ثم بتشغيل المشاريع التي تقيمها لعشرات السنين، فهي تستخدم أساليب استعمارية، وهي تنفق الكثير على ذلك وعلى تطوير أسلحتها، وتتحاشى التصادم مع أمريكا والغرب، بل تريد أن تتوافق معهما من دون التنازل عن أهدافها.

وكلا الطرفين الصين وأمريكا والغرب كله وروسيا معهم، لا خير فيهم للبشرية، بل فيهم شر مستطير، فلا بد من إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتخليص العالم من شرورهم ونهبهم لثروات الشعوب ومص دمائها وفرض الهيمنة عليها.

بقلم: الأستاذ أسعد منصور

جريدة الراية: النظام المصري لا يتورع عن سفك الدماء وبعض أرباب الدم يرتمون في أحضانه!

 جريدة الراية: النظام المصري لا يتورع عن سفك الدماء وبعض أرباب الدم يرتمون في أحضانه!

 

قال مسؤول قضائي مصري إن محكمة النقض المصرية أيدت أحكاما بالإعدام بحق 12 شخصا بينهم قيادات لجماعة "الإخوان المسلمون" المحظورة في مصر ضمن قضية اعتصام رابعة العدوية التي يعود تاريخها إلى عام 2013، وقال المسؤول إن "محكمة النقض أيدت اليوم إعدام 12 متهما من بينهم صفوت حجازي، ومحمد البلتاجي وعصام العريان وعبد الرحمن البر"، مشيرا إلى انقضاء الدعوة بالنسبة للعريان لوفاته. كما "قررت تخفيف العقوبة لـ31 متهما من الإعدام إلى السجن مؤبد" (فرانس 2021/6/14)

صراع النظام المصري ورأسه هو صراع وجود مع الإسلام بوصفه عقيدة سياسية واختزلوا كل الحركات الإسلامية وكل العاملين للإسلام بل وحتى معارضيهم في صورة الإخوان في محاولات مستمرة لإرهاب العاملين لتطبيق الإسلام وتخويف الناس منهم ومن العمل معهم أو حتى من مجرد مخالطتهم، فصارت أحكام الإعدام في مصر وكأنها فصلت خصيصا للإسلاميين بوصفهم منتمين لجماعة الإخوان المحظورة وبوصفهم جزءاً من ثورة لم تكتمل فعلّق الثائرون فيها على أعواد المشانق.

هذا هو حال أنصاف الثورات التي تبقي على النظام وتقتلع رأسه فقط، يعلق الثائرون على أعواد المشانق ويصبح الخونة أبطالا ورموزا ويجنون كل ثمار الثورة التي تلقى كلها بين يدي السادة في الغرب، هذا ما حدث في مصر وما شهدناه منذ البدء وما حذرنا منه مرارا وتكرارا من اليوم الأول، فمجرد قبول الجلوس مع عسكر أمريكا وقبول إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية واستفتاءات على دساتير وتعديلات في ظلهم هو ما أعاد لهم شرعية أفقدتهم إياها الثورة ومكنتهم فيما بعد من إعادة تنظيم صفوفهم وترتيب أوراقهم لإعادة إنتاج النظام من جديد وبشكل أبشع من سابقه يضمن عدم تكرار ما حدث، ولعل هذا ما أشار إليه السيسي في أحد لقاءاته عام 2018 عندما قال "احذروا الكلام اللي كان اتعمل من سبع تمن سنين مش هيتكرر تاني في مصر" بمعنى أنه لن تكون هناك ثورة جديدة، وترجم هذا تعامله مع كل الحركات الإسلامية في مصر كونها هي وحدها القادرة على الحشد والتي تملك القدرة على التغيير ولديها مشروع حضاري وهو دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حتى وإن لم تعه جميع الحركات إلا أن قاسما مشتركا بينها يجعل وصولها لهذا المشروع الحضاري حتميا وهو نظرتها جميعا لوجوب تطبيق الشريعة وبشكل كامل ووجود حزب التحرير يقدم هذا المشروع الحضاري للأمة وبشكله الصحيح فكانت ضرباته وملاحقاته لكل الإسلاميين يقتل ويعتقل ويحاكم ويعدم...

فما يحدث في مصر عبرٌ وعظات لكل الثائرين ولكل المنتمين للحركات الإسلامية وخاصة إخواننا في حركة الإخوان وحماس تحديدا بعد ارتمائهم في أحضان السيسي وقبوله وسيطا للتفاوض مع كيان يهود وقبول إشرافه على الهدنة مع الكيان وقبول وجود رجاله لإعمار غزة وبناء ما هدمه فيها يهود، وكأنهم بحاجة لأموال ملوثة بدماء إخوانهم قتلى رابعة والنهضة وما سبقها وما تلاها حتى من تتدلى جثثهم من أعواد المشانق وآخرهم قادة يقفون في طابور الإعدام ينتظرون دورهم في صعود المنصة لتلون دماءهم أموال السيسي لإعمار غزة، إن إعمار غزة بدماء القتلة خيانة، وقبول وساطة القتلة خيانة، فضلا عن خيانة قبول التفاوض مع الكيان الغاصب أصلا.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

بقلم: الأستاذ سعيد فضل

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

جريدة الراية: الأمن حاجة أساسية لن يوفرها إلا الخلافة على منهاج النبوة

 جريدة الراية: الأمن حاجة أساسية لن يوفرها إلا الخلافة على منهاج النبوة

 

19 من ذي القعدة 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 30 حزيران/يونيو 2021مـ

نقل موقعا التواصل الإلكتروني (فيسبوك وتويتر) الكثير من الفيديوهات التي تعرّض فيها عدد من الناس للاعتداء الجسدي واللفظي وقذف سياراتهم بالحجارة وتهشيمها، بجانب نهب أموالهم وهواتفهم النقالة، على يد مجموعات تحمل أسلحة بيضاء تنتشر وسط المتظاهرين، في غياب تام للأجهزة النظامية.

لقد أبرزت هذه الأحداث المؤسفة الإحساس المتزايد لدى الناس بالأزمة التي تواجه البلاد، وفي مقدمتها الأمن والأمان، اللذان يعتبران من أساسيات الحياة. وكان أكثر ما لفت الأنظار فئات في أعمار الأطفال الذين كانوا يغلقون الشوارع والذين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة، حيث قذفوا العديد من الناس وسياراتهم بالحجارة.

وقد كان حديث رئيس الوزراء مخيباً للآمال، وهو عاجز عن تقديم حلول للمشاكل، وهو يتحدث عما آلت إليه الأمور من أجواء تنذر بالفوضى وإدخال البلاد في حالة من الهشاشة الأمنية وأن البلاد مهددة بالدخول في حالة تشظٍّ وانقسام بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وتحول الأمر من تحركات للتغيير إلى سلب ونهب وترويع للناس وقتل وتعدٍّ على النساء بصورة غير مسبوقة، ودعا الثوار للمشاركة في استتباب الأمن لأن أعوان النظام البائد هم وراء الأحداث المؤسفة يلازم ذلك تشظي مكونات الثورة، فلو بحثنا عن كلمة مفيدة واحدة في هذا الخطاب ما وجدناها، ولا عذر لمن يجلس على كراسي السلطة ويحدّث الناس عن فقد الأمن والأمان بسبب مؤامرات النظام البائد ويدعو الناس الغلابة للمشاركة في حفظ الأمن، فما دوره هو إذن؟!

كشفت هذه الأيام بُعد هذه الحكومة عن معاناة الشعب، وأنها تتحكَّم بها عقلية النظام البائد، وأنها لا تختلف عن حكام العمالة في شيء، فلا يهمهم ما يعانيه الشعب من فقر وجوع وعدم الأمن، وذكَّرت الناس أكثر أنها تشكَّلت بإرادة دولية ورعاية إقليمية هيَّأت لها التمويل اللازم والدعاية المضلِّلة، ورسمت لها الأهداف المشبوهة، فبدا بشكل واضح أنها لا تمثِّل الثائرين بشيء وضاعت تضحيات الناس سدى، وقد انكشف المستور وبات الشخص ينظر إليها على أنها جزء من المؤامرة، فالظاهر للعيان، والذي لا يحتاج إلى دليل ولا برهان، أن الحكومة غير قادرة على توفير الأمن والأمان لرعاياها، كما أن حياة الناس ليست هي الأساس لديها، ودمهم يهون عليها، فالدولة مشغولة بأوهام مؤامرات للنظام السابق الذي لو كان به رمق من حياة ما ترك الحكم.

إن الإسلام أوجب الرعاية على الدولة، فهي مسؤولة عن رعاياها، يقول النبي : «فَالإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» فيجب على الدولة أن توفر الحاجات الأساسية لكل فرد، وهي: المأكل والملبس والمسكن.

وكذلك واجب على الدولة توفير الحاجات الأساسية للجماعة وهي: الأمن والصحة والتعليم، فالأمن على رأس الأولويات، يقول النبي : «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» (صححه النسائي). فتوفير الأمن من أهم واجبات الحاكم في الإسلام، وها هو رسول الله يضرب أروع المثل في حفظ الحاكم لأمن رعاياه، جاء في صحيح البخاري: "ولَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ لَيْلَةً، فَخَرَجُوا نَحْوَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ وَقَدْ اسْتَبْرَأَ الخَبَرَ (أي تبيَّنه)، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وَهُوَ يَقُولُ: «لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا»" ثُمَّ قَالَ: «وَجَدْنَاهُ بَحْراً» أَوْ قَالَ: «إِنَّهُ لَبَحْرٌ»"، مما يدلُّ على حرص الراعي على أمن رعيته. ولكن بعد أن هُدمت دولة الإسلام - دولة الخلافة - أصبحت الأمة بلا أمن ولا أمان، بل أصبح المسلمون كالأيتام على موائد اللئام، وما أرخص الإنسان في بلادنا اليوم! فلا قيمة لنا في ظل أنظمة وضعية، وقوانين بلا هُوِّية ولا مرجعية، ولا خير في ديمقراطية هالكة متهالكة، لا تنبع من عقيدتنا، ولا تحفظ لنا كرامتنا ولا دماءنا!

إن سر قوة هذه الأمة، ومكمن عزّها، ومنبع مجدها، هو في دينها وعقيدتها، ومدى التزامها بمبدئها. ولن يعود الأمن والاستقرار ما لم نَعُد إلى ديننا، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾، فإذا امتثل الناس لشرع الله، وطبقوا أحكامه، وأقاموا دولته دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ضمنوا الأمن التام على أموالهم وأعراضهم ودمائهم.

بقلم: الأستاذة غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

جريدة الراية: ما وراء بناء الإمارات قاعدة عسكرية في جزيرة ميون

 جريدة الراية: ما وراء بناء الإمارات قاعدة عسكرية في جزيرة ميون

 

19 من ذي القعدة 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 30 حزيران/يونيو 2021مـ

كشفت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية الثلاثاء 25 أيار/مايو 2021، أن الإمارات تقوم بتشييد قاعدة جوية سرية في جزيرة ميون البركانية قبالة اليمن، حيث تقع القاعدة في واحدة من نقاط الاختناق البحرية المهمة في العالم لكل ممرات الطاقة والشحن التجاري، بالتحديد عند مضيق باب المندب، يأتي كشف وكالة أسوشيتد برس الأمريكية ليظهر مدى حدة الصراع الأنجلو أمريكي على اليمن وبخاصة على المناطق ذات المواقع الجغرافية المهمة.

يمتلك اليمن ما يزيد عن 180 جزيرة، وأهمها جزيرة كمران وزقر وحنيش الكبرى وحنيش الصغرى في البحر الأحمر، وجزر سقطرى وعبد الكوري ودرسة وسمحة في البحر العربي، وجزيرة ميون وتسمى كذلك جزيرة بريم هي جزيرة بركانية في مدخل مضيق باب المندب بحيث تعتبر نقطة التقاء بين البحر الأحمر وبحر العرب، وتبلغ مساحتها 13 كيلومتراً مربعاً وترتفع إلى منسوب 65 مترا، وإدارياً تعتبر إحدى الجزر التابعة لمديرية ذباب "باب المندب" بمحافظة تعز ويبلغ تعداد سكانها حوالي 250 نسمة، وتملك بشاطئها الجنوبي الغربي ميناء بحرياً ومن الجهة الشمالية مطاراً.

توكل بريطانيا صاحبة النفوذ العريق في اليمن عملاءها في الإمارات للقيام بمثل هكذا أعمال في محاولة للتشبث والحفاظ على ما تبقى لنفوذها في سواحل البحر الأحمر والممرات المائية المهمة فيه، ففي الوقت الذي أحست فيه بالخطر الحقيقي على نفوذها خاصة بعد مقتل عميلها المخضرم علي صالح على يد الحوثيين، دفعت بالإمارات للسيطرة على الساحل الغربي لليمن خشية سقوطه بيد أمريكا حتى إنها كادت تستعيده كاملاً حيث تمكنت من الوصول إلى مدينة الحديدة، ولولا تدخل أمريكا لإيقافها خوفاً على عملائها الحوثيين من أن يفقدوا ميناء الحديدة فكان أن توقف التقدم عبر اتفاق ستوكهولم في السويد في 13 كانون الأول/ديسمبر 2018م تحت مبررات إنسانية!!

إن إنشاء الإمارات لقاعدتها العسكرية في جزيرة ميون ما هو إلا استنساخ لسيناريو استيلائها على جزيرة سقطرى علماً بأن موقع جزيرة ميون أكثر أهمية فهي تربط البحر الأحمر بالبحر العربي وتشرف أيضاً على باب المندب أهم المضايق المائية على مستوى العالم والذي يكتسب أهمية استراتيجية من موقعه المميز لإشرافه على خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية التي تربط القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا، حيث تمر فيه نحو 21 ألف سفينة عملاقة سنوياً، وبواقع 57 سفينة حاملة نفط يومياً، حسب إحصاءات وزارة التجارة في صنعاء قبل سنوات، وتُقدر كمية النفط العابرة في المضيق بـ3.3 مليون برميل يومياً، كما يُعَدّ المضيق طريق التجارة الرئيسي بين الشرق والغرب، وهو يتكامل بشكل كامل مع قناة السويس، فإذا توقفت الملاحة فيه توقفت قناة السويس، والعكس صحيح، يبلغ طول المدرج العسكري الذي بني داخل القاعدة 1800 متر، وهو ما يمكِّن الإمارات من السيطرة العسكرية على المضيق والمنطقة المجاورة للجزيرة، وتعتبر القاعدة نقطة انطلاق لأي عمليات عسكرية في البحر الأحمر وشرق أفريقيا، فلا يقتصر تأثير القاعدة المباشر على اليمن فحسب بل إن الإمارات تستطيع من هذه الجزيرة تشكيل تهديد للنفوذ الأمريكي المتصاعد عبر تركيا في الصومال.

يتضح جلياً أن الاستيلاء على جزيرة ميون يعني السيطرة على النشاطات الاقتصادية والعسكرية بالمضيق، وهذا مكَّن الجزيرة من امتلاك أهمية جيوستراتيجية كبيرة على مر التاريخ، وجعلها مطمعاً للدول الكبرى التي تمتلك مصالح بالمنطقة، فقد احتلها البرتغاليون عام 1513م، إلا أنهم لم يبقوا فيها بسبب طردهم على يد الدولة العثمانية، واحتلتها فرنسا عام 1738م، وفي سنة 1799م احتلتها شركة الهند الشرقية البريطانية لفترة قصيرة تمهيداً لاحتلال مصر، ثم أعادت بريطانيا احتلالها سنة 1857م وربطتها بمستعمرة عدن، لتشهد عصرها الذهبي مع افتتاح قناة السويس عام 1869م كمحطة لتموين السفن بالفحم، وفي أثناء الحرب العالمية الأولى حاولت الدولة العثمانية استعادتها، إلا أنها لم تستطع نتيجة لضعفها في ذلك الحين.

وتعتمد الإمارات ومن ورائها بريطانيا في الجنوب والساحل الغربي على المجلس الانتقالي وطارق صالح وقواته التي قامت بتشكيلها له، ففي مقابلة لطارق صالح أجراها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية في 9 نيسان/أبريل 2021م، صرح عن طبيعة علاقته مع الإمارات قائلاً "هي علاقة شراكة.. نحن والإمارات وضعنا أسساً لهذا التحالف، هذه الأهداف الرئيسية استعادة الدولة وعودة المؤسسات والحكومة الشرعية"، وفي حديثه عن اتفاق ستوكهولم قال "كنّا نتمنى أن يحقق اتفاق ستوكهولم شيئاً لليمنيين.. ولكن لم يحقق شيئاً سوى أنه (أوقف) هذه المعركة لتحرير الحديدة" وهذا يبين أن توقف تقدم قواته كان مفروضاً عليه كما بينا سابقاً.

أي أن أدوار عملاء بريطانيا في جنوب اليمن تصب في السياق نفسه حيث لم يعد خافياً خدمة المجلس الانتقالي لبريطانيا، فقد صرح طارق صالح عن طبيعة علاقته مع المجلس الانتقالي الجنوبي في المقابلة نفسها "نقدم لهم الشكر لأنهم في البداية كانوا معنا وساعدونا على إنشاء النواة الأولى للمقاومة.. المجلس وقف معنا، ولن ننسى لهم هذا الجميل".

ولا بد من الإشارة إلى تباين المواقف بين الحوثيين وحكومة هادي وإن ظهرت أنها واحدة تجاه بعض أعمال الإمارات في اليمن كموقف الطرفين الرافض لإنشاء الإمارات قاعدة عسكرية في جزيرة ميون، فحقيقة موقف الحوثيين من الإمارات هو العداء كونها أداة بريطانية تعرقل أعمال أمريكا في اليمن، أما حكومة هادي فنتيجة لوقوعها في الأسر والتحكم السعودي فمن مصلحة بريطانيا أن تظهر أنها على خلاف مع أعمال الإمارات لضمان عدم تنفيذ أجندات السعودية ومن ورائها أمريكا في الجنوب بعد أن تقلص نفوذ بريطانيا في الشمال.

وأخيرا نوجه النداء لأهلنا في اليمن أنه لا خير لكم فيمن يقتلونكم ليل نهار خدمة للكافر المستعمر، وإن الخير كل الخير في العمل مع المخلصين لأمتهم الواعين على واقع الأمة وألاعيب أعدائها، وهم بإذن الله قادرون على إبطال تلك الألاعيب وإيقافها عند قيام دولة الخلافة على منهاج النبوة، فكما هم واعون عليها اليوم قبل قيام دولة الخلافة فهم أحق بأن يقطعوا يد الكافر المستعمر عند قيامها، ولا يبقى عليكم إلا أن تمدوا أيديكم لإخوانكم في حزب التحرير وأن تعملوا معهم لعز الدنيا والفلاح في الآخرة. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

بقلم: المهندس هشام باعباد – ولاية اليمن

جريدة الراية: التوتر السياسي بين المغرب وإسبانيا والخلفية الاستعمارية جـ1

 جريدة الراية: التوتر السياسي بين المغرب وإسبانيا والخلفية الاستعمارية جـ1

 

19 من ذي القعدة 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 30 حزيران/يونيو 2021مـ

إن وراء الأكمة ما وراءها، إن هناك دسائس وخفايا استعمارية تظهر بعض أطرافها وتختفي أخرى، إلا أن الحقيقة الفاضحة التي تعلو الأكمة هي أن بلاد المسلمين من مشرقها إلى مغربها ساحة للتكالب والتطاحن الاستعماري، ثمنها يُدفع من دماء أبنائها وثروات بلدانهم.

وما كانت بلاد المغرب الأقصى استثناء، فكل أزماتنا مردها إلى لغم من ألغام الاستعمار ودسيسة من دسائسه، وما كان التوتر السياسي الأخير بين المغرب وإسبانيا إلا من ملحقات تلك الدسائس والسياسات الاستعمارية للبلاد الإسلامية.

فقد لاحت الأزمة السياسية بين المغرب وإسبانيا في الأفق، على خلفية استقبال الأخيرة لإبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو على أراضيها، ونشبت الأزمة واحتدت واتخذت الخلافات أبعادا كثيرة حيث تم إلغاء اجتماعات دورية بين البلدين بخصوص ملفات مشتركة، وهددت الرباط بأنها لن تكون شرطيا على حدود أحد، في إشارة منها إلى عدم منع الهجرة إلى إسبانيا ما يفسر تدفق الآلاف من أهل المغرب نحو سبتة المحتلة، كما قامت الرباط باستدعاء سفيرتها لدى مدريد وصرح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن السفيرة "لن تعود ما دامت أسباب الأزمة قائمة".

ثم دخلت الأزمة بين المغرب وإسبانيا منعرجا جديدا بعد إصدار البرلمان الأوروبي قراره بشأن الأزمة الخميس 10 حزيران/يونيو 2021 أعلن فيه "رفضه استخدام المغرب للمراقبة الحدودية والهجرة وخصوصا القُصَّر غير المُرافَقين كآلية ضغط ضد الاتحاد الأوروبي"، في رسالة للرباط مفادها أن التوتر المغربي الإسباني قد تم نقله من مستوى ثنائي بين دولتين إلى مستوى بين المغرب والاتحاد الأوروبي.

ثم أعلنت بعدها مصادر إسبانية أن المغرب أوقف مفاوضات تجديد امتياز خط أنابيب الغاز من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب، الذي تستفيد منه المجموعة الإسبانية "ناتورجي أنرجي"، حيث ينتهي عقد الامتياز في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل حسب جريدة "إل موندو" الإسبانية، ثم تلاها قرار الرباط استثناء الموانئ الإسبانية من عبور الجالية المهاجرة. وما زالت كرة الثلج تتدحرج وتكبر.

هذا عن الطرف الظاهر من الدسيسة، أما الطرف الخفي وهو الأهم فهي الخلفية الاستعمارية والصراع الاستعماري الحاد خلال هذا العقد بين أمريكا وأوروبا على غرب البلاد الإسلامية تحديدا وأفريقيا عموما. فقد كان قرار إدارة ترامب الاعتراف بمغربية الصحراء بتاريخ 2020/12/10، حيث أكد أن أمريكا تعتقد أن "قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خيارا واقعيا لحل النزاع وأن حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن"، كان هذا الاعتراف الأمريكي هو القشة التي قصمت ظهر الاستعمار الأوروبي، فقد فهمت أوروبا أنه اختراق تام للمنطقة من طرف المستعمر الأمريكي، وأنه تهديد جاد لاستعمارها، فضلا عن إدراك الأوروبيين التام أن أمريكا جادة في تصفية الاستعمار الأوروبي ووأد أي تنافس ناعم وإنهاء المسألة الاستعمارية الأوروبية بالكامل للتفرغ للصين.

فقد عرفت بلاد المغرب الإسلامي محاولات أمريكية سابقة لانتزاعها من المستعمر الأوروبي وضمها للاستعمار الأمريكي وكذلك محاولات شتى لاختراقها، وقضية الصحراء كانت أداة من أدوات الاختراق الأمريكية، ثم كان الظرف الدولي والتحول في الموقف الدولي الذي تلا سقوط الاتحاد السوفياتي فأصبحت أفريقيا كلها في دائرة الاستراتيجية الاستعمارية الأمريكية، ثم كان الربيع العربي فاستغلت أمريكا الظرف وتدخلت بكل ثقلها السياسي والاستخباراتي والعسكري، وحركت ذراعها العسكرية (الناتو) صوب ليبيا، فنفذت إلى أحد أهم معاقل الاستعمار الأوروبي وتحديدا البريطاني، وهنا احتدم واحتد الصراع الاستعماري الأمريكي الأوروبي على غرب البلاد الإسلامية.

وكانت الساحة الليبية وقضية الصحراء أبرز مظاهر هذا الصراع، وقد كان ملف الصحراء بيد الإدارة الأمريكية أداة من أدوات الصراع مع أوروبا توظيفا واستغلالا واختراقا، حتى كانت الإدارة الجمهورية بقيادة ترامب وأسلوبها المستحدث في اختراق المنطقة، عبر وجودها المباشر والمكثف سياسيا واقتصاديا وعسكريا في الصحراء المغربية بوابة الساحل وأفريقيا وبابا مشرعا على بلاد المغرب الإسلامي.

سياسيا عبر قنصليتها التي ستدير الملفات الاستعمارية الحارقة في بلاد المغرب والساحل وجنوب الساحل، واقتصاديا عبر شركاتها الاستعمارية التي ستشرف على نهب ثروات تلك الأرض البكر من فوسفات وغاز وبترول ومعادن ومناجم نادرة، وعسكريا عبر إيجاد مرتكز لقيادتها العسكرية في أفريقيا "أفريكوم"، ما ترجمته مناورات "الأسد الأفريقي" الأخيرة بالمغرب، تحت "أفريكوم" والتي انطلقت الاثنين 7 حزيران/يونيو 2021 واستمرت حتى 18 منه، وحجمها غير المسبوق حيث تضاعف عدد الجنود المشاركين من 5000 إلى 10000 جندي، ودارت التدريبات في مختلف مناطق المغرب طانطان، أكادير، تافراوت، بن جرير، تيفيت والقنيطرة أي جنوب ووسط وشمال البلاد، وشملت التدريبات البرية والجوية والبحرية وتداريب على التطهير البيولوجي والإشعاعي والنووي والكيميائي. وما كانت تلك المناورات إلا جزءا من ذلك التكتيك الاستعماري لاختراق المنطقة ورصد جغرافيتها ومجتمعاتها.

وقد برز بشكل جلي الخلاف الحاد بين أوروبا وأمريكا إثر اعتراف إدارة ترامب بسيادة المغرب على الصحراء، حيث تزعمت هذا الخلاف ألمانيا، وعارضت بشدة الاعتراف الأمريكي، ثم بادرت بالدعوة لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي وكانت حينها عضوا غير دائم فيه، لاستصدار قرار ضد الاعتراف الأمريكي. ثم أكدت الخارجية الألمانية موقفها من قضية الصحراء في مؤتمر صحفي في 7 أيار/مايو 2021 وقالت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية ماريا أديبار بأن "موقفنا من قضية الصحراء الغربية ثابت ولن يتغير" مضيفة "أوضحنا سابقا بأننا لم نستوعب قرار ترامب بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية". تلا ذلك توتر العلاقات بين المغرب وألمانيا، حيث استدعت الرباط سفيرتها في ألمانيا للتشاور حول الموقف الألماني، وقررت الرباط تعليق كل اتصالاتها بالسفارة الألمانية ومؤسسات التعاون والتبادل الألمانية في المغرب.

كما دانت روسيا قرار ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف قوله "هذا انتهاك للقانون الدولي". ورفضت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانسا غونزاليس اعتراف ترامب بالصحراء الغربية كجزء من الأراضي المغربية. كما رفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف الأمريكي، وفي تغريدة لمسؤول الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل "الاتحاد الأوروبي يدعم موقف الأمم المتحدة فيما يتعلق بملف الصحراء الغربية" وأضاف "يدعم الاتحاد الأوروبي جهود الأمين العام للأمم المتحدة بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".

بقلم: الأستاذ مناجي محمد

الجولة الإخبارية 30-06-2021

 الجولة الإخبارية 30-06-2021

 

أيها المسلمون: هلا أريتم هؤلاء الحكام العملاء موقفاً يرضي الله ورسوله ، موقفاً تحققون به براءة ذمتكم يوم الحشر العظيم، فتصفعوا هؤلاء الحكام بصحائف خيانتهم السوداء على وجوههم الكالحة ليعلموا؛ عبيد الكفار، أننا عبيد لرب السماوات والأرض، نبرأ إلى الله من خيانتهم، ونصل الليل بالنهار، لنرد سلطاننا المغتصب، ونبايع خليفة للمسلمين؛ يطهر البلاد من عملاء الغرب الكافر وخياناتهم، لنعود خير أمة أخرجت للناس؟ ولن يكون ذلك إلا باستجابة المخلصين من أهل القوة والمنعة لعقيدتكم؛ مصداقاً لطريقة رسول الله الشرعية، ألا فليعلموا أن مسؤوليتهم عظيمة، فليقوموا لطاعة الله وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.

===

طريق العزة

لا بد للأمة وقد بدأت تفيق من غفلتها ومن سباتها الذي حل بها منذ أن قام الغرب الكافر بهدم دولتها وغزوها في جميع نواحي الحياة سياسيا وفكريا وثقافيا، ليضمن استحالة عودتها إلى سابق عزها ومجدها وتفوقها كونها تمثل أحد أطراف الصراع الأزلي بين مبدأ الحق الذي تعتنقه ومبدأ الباطل الذي يتبناه أعداؤها.

لا بد لها أن تدرك جيدا أن عزها الذي تهفو للعودة إليه من خلال حركات التغيير والثورات التي تقوم بها لن تؤتي أكلها إلا إذا قامت بتحديد هدفها وكيفية الوصول إليه، وتحديد من يقودها ويوجهها وفق مشروع واضح وصحيح يكون بمثابة دستور بينها وبين القيادة، ويكون لها الحق الكامل والقدرة التامة على نصح القيادة ومحاسبتها في حال وجود أي خلل أو انحراف عن الطريق الموصل لتحقيق الهدف المنشود، إضافة إلى ذلك على الأمة أن تعرف من هم أعداؤها المتربصون بها، الذين يمكرون بها ويضعون العراقيل أمامها لمنعها من تحقيق هدفها، ومن أخطر تلك العراقيل هو العمل على منع اجتماعها والتفافها حول قيادة سياسية واعية مخلصة من أبنائها الواعين على مكر العدو ومخططاته.

إن الأمة قد حددت هدفها وهو الحياة الكريمة في ظل نظام ينبثق من عقيدتها يحكمها بما أنزل الله، وتحقيق هذا الهدف يتطلب العمل مع العاملين المخلصين وتحت قيادة صاحب المشروع وحامل دعوته؛ ألا وهو حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله تلتف حوله وتناصره على اعتباره صاحب مشروع رباني مستنبط من الكتاب والسنة، حزب التحرير الذي اتخذ من رسول الله قدوة وأسوة حسنة وتبنى طريقته في إيجاد كتلته وخوضه الصراع الفكري والكفاح السياسي وطلب النصرة من أهل القوة والمنعة، هذه هي الطريقة المنتجة لإقامة دولة للمسلمين توحدهم تحت راية العقاب وتحررهم من أعدائهم وتخلع عملاء الغرب الكافر والدول الرأسمالية المتسلطة.

يجب أن لا يغيب عن أذهان الأمة أن أمريكا هي راعية الإرهاب الأولى وصانعة رجالاته وصاحبة مؤسسات الأزمات في العالم فهي الرأس الشيطاني المدبر للحرب ضد الإسلام والمسلمين واستعباد الشعوب، ففي مطبخها السياسي يتم تحضير السموم والمؤامرات التي تفتك بالبشرية جمعاء بجميع ألوانها وانتماءاتها وخاصة المسلمين.

ومما يجب الإشارة إليه أن تأثير أمريكا يكون ضعيفا في مناطق الصراع والأزمات لولا وجود العملاء والمأجورين والمرتزقة من الحكام ورؤساء العصابات والجماعات الذين تصنعهم وتستخدمهم كأدوات رخيصة لتحكم سيطرتها على شعوب تلك المناطق.

ومن هنا نقول إن خلع تلك الأدوات يرد كيد أمريكا والغرب إلى نحورهم، وهذا يتطلب عملا جادا من الأمة وتحملا لواجبها الشرعي في مواجهتهم والتصدي لهم ولمؤامراتهم، وذلك كما أسلفنا بالعمل الجاد مع حزب التحرير وتحت قيادته لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ومبايعة خليفة تقاتل من ورائه وتتقي به، خليفة يرعى شؤونها ويقود الجيوش لتحرير بلادها المحتلة، ويوجهها لنشر الإسلام إلى العالم قاطبة، وحمله رسالة هدى ونور للبشرية جمعاء بالدعوة والجهاد، وبذلك نعود كما كنا خير أمة أخرجت للناس، ونخرج البشرية من ظلم الرأسمالية وأنظمتها الوضعية، إلى عدل الإسلام وأنظمته الربانية، وإن ذلك لكائن قريبا بإذن الله تبارك وتعالى.

===

تصريح خاص لأهل الشام ولوسائل الإعلام بكافة أشكالها

قام بعض الصبية الحاقدين على حزب التحرير بتزوير قناة على التيلغرام تحمل اسم حزب التحرير- ولاية سوريا، بعد عجزهم عن مقارعة الحجة بالحجة وبعد إفلاسهم في مواجهة مشروع الخلافة السياسي، لينشروا في تلك القنوات شرورهم وحقدهم على الحزب بأسلوب مليء بالكذب والافتراء والسخرية والاستهزاء ناهيك عن التزوير وعدم الإحساس بالمسؤولية، مخالفين بذلك كل الأحكام الشرعية التي تنهى عن ذلك كله وتحرمه.

وإزاء هذا التصرف الخسيس، قال رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا الأستاذ أحمد عبد الوهاب في بيان صحفي أصدره السبت، 2021/06/19م: إننا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا؛ نبين لأهلنا في الشام خاصة ولوسائل الإعلام بكافة أشكالها بشكل عام أن قنواتنا على مواقع ووسائل التواصل (الاجتماعي) تحمل اسم المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا بما فيها قناته على التيلغرام، وسنرفق روابطها، وكل ما عدا الروابط المرفقة فهو موقع مزور يهدف إلى تشويه صورة حزب التحرير ولصق الافتراءات به بأساليب رخيصة مفضوحة، ومعروف من يقف وراءها، وإن مكاتب حزب التحرير الإعلامية منتشرة في معظم دول العالم ويسهل التواصل معها عبر مواقعها الإلكترونية ومعرّفاتها الرسمية المعروفة للجميع، لكل من يريد التثبت والتبين من أي مسألة.

الموقع الرسمي: http://www.tahrir-syria.info/

تيلغرام: https://t.me/tahrersy

تويتر: https://twitter.com/AttahrirSyria

فيسبوك: https://www.facebook.com/Tahrer.syr/

يوتيوب: https://youtube.com/channel/UCOy90DvIHcKgjxzsoJOSdTA

===

حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين ينظم وقفتين حاشدتين رفضا لجرائم السلطة وقمعها السياسي

وسط حشود كبيرة وهتافات غاضبة، نظم حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين وقفتين حاشدتين رفضا لممارسات السلطة وأجهزتها الأمنية القمعية في كل من الخليل ورام الله.

جاءت هاتان الوقفتان بعد جريمة اغتيال الناشط السياسي نزار بنات وصفقة اللقاحات المشبوهة. وقد تحدث في الحشود عضوا المكتب الإعلامي في الأرض المباركة؛ المهندس باهر صالح والدكتور إبراهيم التميمي.

أكد المتحدثان موقف الحزب الذي اعتبر اغتيال الناشط نزار بنات جريمة منكرة يندى لها جبين كل مسلم وحر.

ودعوا أهل فلسطين إلى نبذ السلطة ومؤسساتها ومؤسسات المجتمع الدولي الآثمة بل الشريكة والمتواطئة، وحذرا من اللجوء إليها أو التعلق بحبالها، فما هي ألا ركائز وأدوات الحكام والاستعمار في بلاد المسلمين. وحذرا كذلك من الاستعانة بالمستعمرين الذين يعطون أهل فلسطين من طرف اللسان حلاوة ويبطنون كرههم وكره فلسطين وكل الأحرار، فالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والقنصل البريطاني والأمريكي، كلهم يجمعهم كره فلسطين وأهلها والمسلمين، وإن كانت تفرقهم المصالح.

كما دعا المتحدثان أهل فلسطين إلى أن يعولوا، بعد الله سبحانه وتعالى، على أنفسهم وصوتهم وكلمتهم وصدعهم بالحق ومحاسبتهم للسلطة والوقوف في وجه كل جرائمها، فأهل فلسطين هم بيضة القبان وأصحاب الأرض والقرار.

وحذرا أهل فلسطين من الخوف أو الارتكاس فهذا ما تعول عليه السلطة ومن خلفها، مؤكدان أن أهل الأرض المباركة هم خيرة أرض الله، وعلى صخرة ثباتهم ومواقفهم ستتحطم كل المؤامرات، وأن ثباتهم وصدعهم بالحق ووقوفهم في وجوه الظالمين والخائنين هو الذي سيفتح لهم أبواب النصر والفرج، سائلين الله أن يكرم الأمة قريباً بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة تقيم بها الدين وتذيق بها الظالمين ما كانوا يكسبون.

===

حزب التحرير/ ولاية تونس وفد للسفارة الباكستانية للمطالبة بالإفراج عن نفيد بوت

قام وفد من حزب التحرير/ ولاية تونس، بتسليم السفارة الباكستانية في تونس بياناً صحفياً لحزب التحرير، يتضمن دعوة لإنهاء الاختفاء القسري للناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان المهندس نفيد بوت، الذي تم اختطافه منذ أكثر من تسع سنوات على يد المخابرات الباكستانية ولا يعرف مصيره إلى اليوم. وقد نظم شباب حزب التحرير وقفة أمام السفارة الباكستانية بتونس، ألقى أثناءها رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس كلمة عرّفت بالمهندس نفيد بوت وبالأسباب المباشرة التي أدت لاعتقاله، ثم وجه دعوة للضباط المخلصين في القوات المسلحة الباكستانية، وللبعثات الدبلوماسية الباكستانية للضغط على المعنيين بالأمر في حكومتهم، من أجل إطلاق سراح المهندس نفيد بوت، كما دعا القوى الحية في الأمة الإسلامية وبخاصة الإعلاميين منهم للانضمام للحملة التي أطلقها حزب التحرير من أجل الإفراج عن نفيد بوت حتى يعود لأهله وأبنائه.

===

إعدام نزار بنات جريمة نكراء فوق جريمة صفقة اللقاحات الفاسدة

شيّع الآلاف من أهل فلسطين يوم الجمعة جثمان الناشط السياسي نزار بنات، وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الجثمان في مدينة الخليل، قبل أن يتم دفنه في مقبرة الشهداء. وردد المشيعون هتافات منددة بالسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية. وكان بنات قد توفي فجر الخميس على يد عناصر أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وذلك بعد الاعتداء عليه وضربه خلال مداهمة المنزل الذي كان يبيت فيه واقتياده للاعتقال. وفي هذا الصدد أكد حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين: أن هذه الجريمة البشعة هي عملية تصفية لناشط سياسي تناول جرائم السلطة وفسادها بالنقد والمحاسبة، والذي جعل جريمة الإعدام هذه أكثر بشاعة أنها جاءت بعد كلمة للمغدور أنكر فيها على السلطة صفقة لقاحات كورونا الفاسدة مع كيان يهود. ولفت الحزب في نشرة له: أن هذه الجريمة لا تستهدف نزار بشخصه، وإنما تستهدف كل من يحاسب السلطة على جرائمها وتقصيرها ومتاجرتها بأرواح الناس وأعراضهم وأموالهم، وكل من يرفع صوته رفضاً لجرائم السلطة وكشفاً لمجرميها. وخاطبت النشرة أهل الأرض المباركة بالقول: إن السلطة وقادة أجهزتها الأمنية لن تتوقف جرائمهم بحقكم، لأنهم من جنس عدوكم، فمن يفرط بالمقدسات، ويتنازل عن الأرض، وينسق أمنياً مع كيان يهود، هل يتورع عن أي خسيسة؟! وأكدت النشرة أن لجان التحقيق التي تشكلها السلطة، ما هي إلا للضحك على الذقون ولحماية الفاسدين وللبحث عن كبش فداء يغطون به على جرائمهم. وتساءلت النشرة: فهل لجان التحقيق ستحاسب ماجد فرج أو حسين الشيخ أو محمود عباس؟! وهل لجان التحقيق ستضع حداً للفاسدين الذين تعج بهم مؤسسات السلطة وأجهزتها الأمنية؟! وهل ستكشف لجان التحقيق عن جرائم التنسيق الأمني التي أدت لقتل عشرات الشهداء واعتقال المئات من أهل فلسطين؟! وشددت النشرة على: أن السلطة الفلسطينية شجرة خبيثة، وهي امتداد لكيان يهود والأنظمة العميلة في البلاد الإسلامية، ولن يضع حداً لجرائمها إلا وقوفكم في وجهها ورفع صوتكم تجاه جرائمها، فاصدعوا بالحق في وجوه الظالمين والخائنين ولا تخشوا في الله لومة لائم والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

===

تضاعف أسعار الوقود في لبنان سيتفاقم إزاء كل السلع الأساسية سيراً نحو هيمنة المؤسسات الدولية

أكد المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية لبنان أن تضاعف أسعار الوقود في لبنان، سيتفاقم إزاء كل السلع الأساسية، سيراً نحو هيمنة المؤسسات الدولية!! وقال في بيان صحفي: إنَّ السلطة الحاكمة تتبع نهج الترويض والجرعات وصولاً لهدف أسيادها، وبخاصةٍ أمريكا، لا سيما بعد أن صارت شواطئ لبنان تعوم على ثروات غازية ونفطية، ما جعل لبنان محط صراع جديد بين أمريكا وأوروبا، وذكّر البيان أهل لبنان: إن هؤلاء الحكام، هم مجرد موظفين لدى الغرب المستعمر، فلا ترجو منهم خيراً، فهم سائرون في تنفيذ أجندة صندوق النقد الدولي التي تتضمن تعويم العملة، ورفع الدعم عن السلع، وخصخصة شركات القطاع العام. وأردف البيان مخاطبا أهل لبنان: إنَّ أحزاب السلطة أعادت إنتاج حكومة من رحم الفساد عينه، ولن يكون تغيير حقيقي إلا بتحرك مخلصين منكم، يردّون لكم وللأمة سلطانَها المغتصب. لذا ندعوكم للتخلص من هذه الأنظمة الظالمة، حتى تقام دولة العدل والرشد، الخلافة التي تطبق أحكام الإسلام الراقية في السياسة والاقتصاد والاجتماع على كل الناس، بغض النظر عن دينهم وعرقهم، إنها الأحكام الكفيلة بإعادة ضبط بوصلة الحياة، لنبني نهضتنا بإمكانياتنا الكبيرة وثرواتنا الوفيرة، بقيادة المخلصين من ساسة الأمة وأبنائها.

===

تركيا أردوغان تروج للحل الأمريكي لمشكلة قبرص وأوروبا تحاول ثنيها

بحسب موقع (ترك برس، 13 ذو القعدة 1442هـ، 2021/06/24م) شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على ضرورة تسريع عملية الحوار بين الاتحاد الأوروبي وتركيا من أجل تحقيق تقدم في تعاون مشترك قائم على المصالح المشتركة. جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها في البرلمان الألماني قبيل انعقاد القمة الأوروبي يومي 24 و25 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت بوجود 3.7 مليون سوري في تركيا، طالبة من المفوضية تقديم مقترحات ملموسة من أجل مواصلة تمويل الاتفاق المبرم مع تركيا بخصوص الهجرة. وقالت ميركل: "من الواضح أنّ مشاكل الهجرة لا يمكننا حلها إلا مع تركيا وعبر الحوار".

الراية: لقد رأت ألمانيا وفرنسا ضرورة التفاهم مع تركيا كونها ماضية في السير في سياسات أمريكا مما يضر بمصالح أوروبا في شرق المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط كما حصل في ليبيا مؤخرا. وقد أعلن الأوروبيون رفضهم لمشروع حل الدولتين في قبرص الذي يضيع عليهم فرصة السيطرة على قبرص كاملة. وقد بدأت تركيا مؤخرا الترويج لهذا المشروع، وهو مشروع أمريكي يقر سيطرة اليونان على نحو 70% من قبرص والاكتفاء بنحو 30% لدولة قبرصية تركية على حدود عام 1974م، وهذه تعتبر خيانة من نظام تركيا أردوغان، حيث إن قبرص كلها أرض إسلامية فتحها المسلمون على عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد احتلها الصليبيون مع فلسطين فقام المسلمون بتحريرها. وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914م أعلنت بريطانيا سيطرتها على قبرص، ومن ثم منحتها استقلالا شكليا عام 1960م ومكنت اليونانيين من رقاب المسلمين وهجرت الكثيرين منهم، وأقامت فيها قاعدتين عسكريتين ما زالتا قائمتين. أما أمريكا فهي تعمل على إيجاد نفوذ لها في قبرص بواسطة تركيا أردوغان وبالتالي السيطرة على هاتين القاعدتين.

===

من ثمار الحضارة الرأسمالية جرائم الكراهية ضد المسلمين في كندا

نشر موقع (الجزيرة نت، السبت، 8 ذو القعدة 1442هـ، 2021/06/19م) خبرا جاء فيه: "تجددت الوقفات الاحتجاجية في أنحاء كندا، الجمعة، للمطالبة باتخاذ إجراءات عملية تحد من جرائم الكراهية ضد المسلمين، حيث تجمع الآلاف في مدن عدة للتنديد بظاهرة الإسلاموفوبيا، وذلك بعد جريمة دهس عائلة مسلمة في السادس من الشهر الجاري بمدينة لندن في أونتاريو.

وجاء هذا التحرك بمبادرة دعت إليها الجمعية الإسلامية الكندية (MAC)، بالتعاون مع أكثر من 100 مؤسسة إسلامية ومن منظمات المجتمع المدني، وتم تنفيذه في 11 مدينة، ومنها أوتاوا ومونتريال وتورونتو وفانكوفر، وكذلك كالغاري وإدمنتون وكتشنر، إضافة إلى لندن - أونتاريو التي شهدت الجريمة.

ومنذ أسبوعين، تنشط الجالية المسلمة في كندا للتنديد بالجريمة التي دهس فيها شاب متطرف بشاحنته عائلة مسلمة، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة طفل خامس بجراح، حيث شهدت مدينة لندن بعد الجريمة مسيرة حاشدة لمسافة 7 كيلومترات للتنديد بالجريمة، كما أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو أن "هذه المجزرة لم تكن حادثا، بل هجوم إرهابي دافعه الكراهية".

وفي ساحة فيكتوريا بمدينة مونتريال، تجمع المئات أمس الجمعة تحت الأمطار للتنديد بتكرار جرائم الكراهية ضد المسلمين، وتحدث عدة ناشطين على المنصة مطالبين الحكومة بالتحرك.

وعلى هامش الوقفة، قال مدير المعهد الكندي للحضارة الإسلامية في مونتريال إياد أبو حامد للجزيرة نت، إنه يجب التعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا بجدية، حيث سبق أن استنكرت الحكومة هذه الظاهرة ونددت بها، ولكن تكرار الجرائم يعني ضرورة تجريمها قانونيا.

واستنكر أبو حامد وضع المؤسسات الإسلامية تحت المتابعة والتعامل معها بشيء من الريبة، معتبرا أنه يجب التعامل مع هذه المؤسسات على قدم المساواة مع كل المؤسسات الأخرى في البلاد دون تمييز".

===

المصدر: جريدة الراية