Tuesday, January 31, 2017

جواب سؤال: الجواب الشافي للذين يقولون اننا لسنا ملزمين بطريقة الرسول عليه الصلاة والسلام في الوصول الى الحكم و بناء دولة.

جواب سؤال: الجواب الشافي للذين يقولون اننا لسنا ملزمين بطريقة الرسول عليه الصلاة والسلام في الوصول الى الحكم و بناء دولة.

السؤال: (السلام عليكم... شيخنا.. هل من الممكن اعطائي رداً شافياً على الذين يقولون اننا لسنا ملزمين بطريقة الرسول عليه الصلاة والسلام في الوصول الى الحكم و بناء دولة...)
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
باختصار الرد الشافي هكذا:
اسأل الذي يقول إننا غير ملزمين بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الوصول إلى الحكم:
قل له إذا أردت أن تتوضأ، فعن أي أدلة تبحث لتعرف الوضوء؟ ألست تبحث عن أدلة الوضوء؟ أو تبحث عن أدلة الحج مثلاً؟ فإنه سيقول بل يبحث عن أدلة الوضوء...
ثم اسأله وإذا أردت أن تعرف أحكام الصيام، ألست تبحث عن أدلة الصيام؟ أو تبحث عن أدلة الجهاد لتعرف كيف تصوم؟ إنه سيجيب بل أبحث عن أدلة الصيام لأعرف أحكام الصيام.
ثم اسأله إذا أردت أن تعرف أحكام الصلاة، ألست تبحث عن أدلة الصلاة؟ أو تبحث عن أدلة الزكاة؟ سيجيب بل يبحث عن أدلة الصلاة.
وهكذا عن أي مسألة يريد أن يعرف أحكامها، فإنه سيبحث عن أدلتها في الشرع.
والآن، اسأله عن معرفة كيفية إقامة الدولة، أليس يبحث عن الأدلة الشرعية الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية إقامة الدولة؟ وليس يبحث عن أدلة الجهاد مثلاً، أو الصلاة، أو الزكاة... بل يبحث عن أدلة إقامة الدولة، والرسول صلى الله عليه وسلم أقام الدولة مرة واحدة بطريقة طلب النصرة في مرحلة التفاعل. وإذن فإن طريقة إقامة الدولة هي طلب النصرة.
والسؤال الآن هو هل طلب النصرة فرض، أو مندوب، أو مباح...؟ فإن كان طلب النصرة فرضا فنكون ملزمين بهذه الطريقة في إقامة الدولة، وبدراسة هذا الموضوع نجد ما يلي:
إن طلب النصرة فرض، والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يغير هذه الطريقة رغم المشقة التي صادفته في طلبها، فقد طلبها من ثقيف فردوه رداً سيئاً وأدموا قدميه صلى الله عليه وسلم... ولم يغيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طريقة أخرى، بل استمر صلى الله عليه وسلم في طلب النصرة من القبائل فطلبها من بني شيبان، ومن بني عامر...إلخ طلبها بضع عشرة مرة، ولم يستجيبوا، ومع ذلك لم يغيرها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى طريقة أخرى رغم المشقة فيها، وفي الأصول فإن تكرار الطلب مع المشقة قرينة على أن هذا الطلب فرض.
أي أن طلب النصرة فرض... وأنه هو الطريقة الوحيدة التي اتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة، واستمر عليها إلى أن أكرمه الله بالأنصار فبايعوه العقبة الثانية، ومن ثم هاجر إلى المدينة وأقام الدولة.
هذا باختصار لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أما المكابرون فحجتهم داحضة لأن الواحد منهم يقر بالبحث عن أدلة الوضوء لكي يتوضأ، ويقر بالبحث عن أدلة الصيام ليصوم، ويقر بالبحث عن أدلة الصلاة ليصلي... ولا يبحث عن أدلة لغير العمل الذي يريد القيام به، والواجب عليه إن كان عاقلاً أن يقر بالبحث عن أدلة قيام الدولة إذا أراد أن يقيم دولة، وليس هناك أدلة بيَّنها الرسول صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله إلا طلب النصرة التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم في أواخر مرحلة التفاعل... وهذه الطريقة فرض.
هذا باختصار هو الرد الشافي والكافي على وجوب الطريقة التي نسير عليها في إقامة الدولة.
وفي الختام فإني أقرئك السلام، وأسأل الله سبحانه أن يفتح على يديك أبواب الخير.
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة
02جمادى الأولى 1438هـ
الموافق 30/01/2017م

نفائس الثمرات: قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ

نفائس الثمرات: قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ
عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، مُؤَذِّنِ الْبَرَاجِمِ قَالَ: كُنَّا نُجَالِسُ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْمَعْ عَلَى الْهُدَى أَمْرَنَا، وَاجْعَلِ التَّقْوَى زَادَنَا، وَاجْعَلِ الْجَنَّةَ مَآبَنَا، وَارْزُقْنَا شُكْرًا يُرْضِيكَ عَنَّا، وَوَرَعًا يَحْجُزُنَا عَنْ مَعَاصِيكَ، وَخُلُقًا نَعِيشُ بِهِ فِي النَّاسِ، وَعَقْلًا تَنْفَعُنَا بِهِ» . فَكَانَ إِذَا ذَكَرَ الْعَقْلَ يَأْخُذُنِي مِنْهُ الضَّحِكُ، فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ: «يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ، لِأَيٍّ شَيْءٍ تَضْحَكُ؟ إِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ عِنْدَهُ كَذَا وَيَكُونُ عِنْدَهُ كَذَا فَلَا يَكُونُ لَهُ عَقْلٌ فَلَا يَكُونُ لَهُ شَيْءٌ».
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: «قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ».
العقل وفضله لابن أبي الدنيا
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
4 من جمادى الأولى 1438هـ   الموافق   الأربعاء, 01 شباط/فبراير 2017مـ

العقدة الكبرى والعقد الصغرى ح5

العقدة الكبرى والعقد الصغرى ح5

ومما يجبُ لفتُ النظرِ إليه هنا وجودُ مظاهرَ غريزية متناقضة عند الإنسان، وليس في هذه المظاهر المتناقضة ميزة لأحد المتناقضين على الأخر تجعله الأولى بالإشباع، فيقعُ الإنسانُ في حيرةٍ من أمرِه، أيشبعُ هذا المظهرَ فيهدئه ويسكنه، ويتركُ الآخرَ ينغّصُ عليه عيشَه؟ أم يتركُ الاثنين فلا يشبعهما فيستمر قلقه ويتضاعف وتزدادُ حيرتُه؟ وهو كذلك لا يستطيع أن يشبعهما معاً في الموقف المثيرِ الواحد، فماذا يفعل؟
ومن أمثلة هذه المظاهر المتناقضة الأثرةُ والإيثار، والشحّ والكرم، وغيرها، فلا بد من المفهوم الصحيح للإشباع، وهذا المفهوم لا يكونُ صحيحاً إلا إذا انبثق عن الحلّ الصحيح للعقدة الكبرى انبثاقاً صحيحاً.
ولكن الغالب على الناس أنهم يهربون من هذا السؤال بجواب لسؤال آخر، وليس لهذا السؤال: وماذا بعد؟ فبعد أن يحقق المرء هدفاً كان يسعى إليه، كالنجاح في الثانوية العامة مثلاً، فإنه يجيب أن ما بعده هو الجامعة، وبعد الدرجة الجامعية الأولى عندما يثور عليه السؤال مرة أخرى، تكون إجابته بمتابعة الدراسة أو البحث عن عمل، فيسعى للحصول على عمل يحقق له أعلى مستوى من العيش، وبعد الحصول عليه وبعد أن يطمئن للحصول عليه، يثور عليه السؤال مرة أخرى، فيكون الجواب: البيت... الزواج... الأولاد، ثم تربية الأولاد، ثم تعليمهم أفضل تعليم، وتنشتهم أفضل تنشئة، وبأعلى مستوى ممكن من الحياة، وهكذا فلا تنتهي طموحات الإنسان إلا بالموت، انظر إلى قول الله تعالى في سورة الحجر: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)، فهل خلق الإنسان لأجل هذا؟ أم أن كلّ ما سبق من آمال للإنسان إنما هي تحصيل حاصل؟ تتحقق لكل إنسان، سواء أجعل الآخرةَ هدفَه وغايتَه، أم جعلَ الدنيا غايتَهُ وهدفَه؟
انظر بم وصف الله سبحانه وتعالى الكفار، في سورة محمد: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ)، فهذا يعني أن هناك أكلاً غير أكل الأنعام، وتمتعاً غير تمتَع الأنعام، فليست المسألة مسألة إشباع حاجة عضوية، أو إشباع مظهر من مظاهر الغرائز، بل المسألة مسألة إشباع على هيئة معينة وكيفية معينة، وإلا فإن الإشباع لا يتحقق، يتحقق في حالة واحدة فقط من حالات الإشباع، أن يشبع على هيئة معينة، ويربط هذا الإشباع بحل العقدة الكبرى، ويتمثل الغايةَ من الإشباع على هذه الهيئة، فحينئذ لا تنشأ عقد صغرى عند الإنسان. ولهذا القول تفصيل.
وندخل هنا إلى مسألة أخرى، وهي مسألة مادية الإنسان، فالإنسان مادة فقط.
وكل ما يقع حسه عليه مادة فقط، ولكن هناك أمراً آخر، وهو كون هذه المادة سواء التي هي حوله، أو التي تكوّن جسمه منها، مخلوقةٌ لخالق، هو الله عز وجل، وهنا تتشكل صلةٌ بين هذه المواد وبين الخالق سبحانه وتعالى، صلة الخلق، وهذه الصلة هي الروح، ولكن من الذي يدرك هذه الصلة؟ يدركها المؤمن بالله سبحانه خالقاً لهذا الكون، فمن أدركها صار عنده روح، وهذه الناحية في الأشياء هي الناحية الروحية، إدراك الصلة بالخالق سبحانه.
وهذا الإدراك مطلوب من الإنسان في كل عمل من أعماله، مطلوب منه أن يسيّر أعماله بحسب ما أمر الله سبحانه وتعالى، فيفعل حين يفعل الفعل بحسب مقياس الفكرة الكلية (حل العقدة الكبرى) من جهة حكمه الشرعي، ويتعامل مع الأشياء في هذا الكون على أنها مخلوقة للخالق سبحانه، وأنه سخرها له لينتفع بها بحسب أمر الله تعالى ونهيه، ولذلك فإنه عندما يقوم بإشباع حاجة من حاجاته، أو مظهر من مظاهر غرائزه يدرك هذه الصلة، فيسير إشباعه بحسب مقياس الحكم الشرعي، وهنا تنشأ عنده الناحية الروحية، الصلة بالخالق سبحانه وتعالى، ويتم التسيير بحسب نظرته للسعادة من أنها إرضاء الله تعالى، ومن حيث نظرته للحياة وتصويره لها الذي أخذه من الفكرة الكلية (حل العقدة الكبرى) فيحقق القيمة المرجوة من الفعل، والمثل الأعلى الذي يسير بحسبه، في هذه الحالة، وفي هذه الحالة فقط لا يثور عليه سؤال: وماذا بعد؟ أو: وبعدين؟ فيكون قد تخلص من العقدة الصغرى المتعلقة بهذا المظهر الغريزي، أو الحاجة العضوية.
وعليه يتحقق القول: وإعطاء الفكرة الكلية عن هذه الأشياء [الكون والإنسان والحياة] هو حل العقدة الكبرى عند الإنسان . ومتى حلت هذه العقدة حلت باقي العقد
كتبها لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أبو محمد – خليفة محمد - الأردن
4 من جمادى الأولى 1438هـ   الموافق   الأربعاء, 01 شباط/فبراير 2017مـ