Monday, December 31, 2012

خبر وتعليق: الأكثرية الساحقة من الشعب المصري رفضت الدستور الجديد وأرادت دستورا إسلاميا

خبر وتعليق: الأكثرية الساحقة من الشعب المصري رفضت الدستور الجديد وأرادت دستورا إسلاميا

الخبر:
في 25/12/2012 وقع الرئيس المصري محمد مرسي على مرسوم إنفاذ الدستور الجديد بعدما حظي بالموافقة عليه بالأكثرية من الأقلية المشاركة حيث قاطعت الأكثرية من الشعب بنسبة الثلثين هذا الاستفتاء، بعد ذلك أعلنت أمريكا موقفها منه على لسان متحدث في وزارة خارجيتها باتريك فنتريل الذي قال: " إن مرسي بصفته رئيسا انتخب ديمقراطيا في مصر، من واجبه التصرف بطريقة تقر بالحاجة الملحة لوضع حد للانقسامات وبناء الثقة وتعزيز الدعم للعملية السياسية ". وأضاف: " لطالما دعمت (أمريكا) المبدأ القائم على أن الديمقراطية تتطلب أكثر من مجرد الغالبية، إنها تحتم حماية الحق في بناء مؤسسات تجعلها راسخة ودائمة ". (صفحة الحرة الأمريكية 25/12/2012).

التعليق: من كل ذلك تظهر الحقائق التالية:
1. رئيس اللجنة العليا للانتخابات في مصر سمير أبو المعاطي قال: " إن الدستور المصري الجديد حصل على تأييد 63,8% من أصوات الناخبين الذين شاركوا في الاستفتاء مقابل 36,2% قالوا: لا ". وأوضح أن "نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت 32,9% أي حوالي 17 مليون شخص من أصل 51 مليون لهم حق الانتخابات". يدل ذلك على أن الأكثرية في مصر لا تعطي أهمية لهذا الدستور ولا تثق به ولا بواضعيه، وأنه سوف لا يغير من واقعهم السيء، وإلا لقام الناس وهرعوا للتصويت عليه، فيعتبر هذا الدستور فاشلا وسيثبت فشله من مجرد البدء في تطبيقه.
2. الأكثرية من الناس لم تثق في كون هذا الدستور دستورا إسلاميا، وإلا لقاموا بدعمه وتأييده بكل قواهم من دون استفتاء. فالأكثرية الموافقة بنسبة 63,8% من الثلث المشارك (32,9%) في الاستفتاء وافقت على ذلك بعدما صور لها أن هذا الدستور هو إسلامي أو أنه يمهد لمجيء الإسلام، مما يدل على أن الأكثرية الساحقة تريد دستورا إسلاميا، فلو كان عند المسوقين والمروجين للدستور الجديد إرادة صادقة لإقامة شرع الله في الأرض وجعلوا ذلك قضيتهم المصيرية لقاموا وطرحوا الدستور الإسلامي المنبثق من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والقياس الشرعي كما طرحه حزب التحرير.
3. الأقلية التي عارضت الدستور لم تعارضه على أنه إسلامي، حتى إن محمد البرادعي أحد قادة المعارضة قال في فيديو مصور في 20/12/2012: " نحن نقول لا للدستور لأننا عايزين الشريعة ". وقال قبل ذلك: " إن رعاية مصالح الخلق هو جزء من شرع الله ". (صفحة المصريون 9/11/2012) مما يدل على أن أمثال البرادعي لا يستطيعون أن يعارضوا دستورا إسلاميا لو وضع بحق، وحمدين صباحي أحد قادة المعارضة قال:" ما الذي يمنع مرسي من تطبيق الشريعة وهو الآن في يده السلطة التشريعية " وقال: " لو فعل مرسي ذلك أقسم بالله العظيم سأصدر بيانا أؤيد فيه قرار الرئيس ". (صفحة المصريون 11/12/2012).
4. إنه يفهم من خلال تصريحات المتحدث باسم خارجية أمريكا أنها وصية على النظام المصري وتدعمه برئاسة عملائها الجدد وأنها كانت وراء وضع الدستور المصري الجديد، فاهتمت أمريكا من أول يوم بأمر الدستور وناقشت أمره مع مرسي في زيارة وزيرة خارجيتها كلينتون للقاهرة في 21/11/2012 كما أعلن
فأرادته دستورا يبقي على الأسس والمواد السيادية فيه على أساس الكفر من نظام جمهوري وديمقراطية وسيادة للشعب لا للشرع وحريات عامة على أن يجري تذييله بشيء من الإسلام حتى تتمكن من خداع طائفة من المسلمين وبذلك ترسخ نظام الكفر، وهو في الأساس لا يختلف عن دستور عام 1971 الذي وضعه عميلها المقتول أنور السادات كما إنه لا يختلف عن دستور عميلها الأول عبدالناصر في هذه الأسس والمواد السيادية الذي أعلن النظام الجمهوري وأقسم مرسي بالله العظيم على المحافظة عليه.
5. من كل ذلك يتبين أن الذين عملوا على التسويق والترويج للدستور الجديد لم يخضعوا لمطالب الشعب وإنما خضعوا لمطالب أمريكا رهبة منها خائفين من أنها سوف تسقطهم إذا أتوا بدستور إسلامي لقلة وعيهم وإدراكهم أن أمريكا أعجز عن أن تحميهم عندما يثور الشعب ويحاسبهم حسابا عسيرا عما اقترفوه من إقرارهم لدستور كفر سيسبب البلاء والظلم للناس، ولم تستطع أن تحمي عملاءها من حسني مبارك وأضرابه من الشعب عندما ثار، وهم قد خضعوا لها طمعا في رضاها حتى تبقيهم جالسين على كراسي الحكم ظانين أن القوة كلها لأمريكا متناسين أن القوة لله جميعا وأنه هو الذي يمنح الشعب القوة للثورة على الظلم والإتيان بالدستور الإسلامي الذي يقيم العدل ويزيل الظلم ويحقق السعادة للناس في الدارين. ولكن حسابهم الأعظم عند الله رب العالمين القاهر لأمريكا ولكل المعتدين الذين سوف يحاسبهم الله حسابا عسيرا لأنهم خالفوا أمره وتعدوا حدوده بتسويقهم وترويجهم لهذا الدستور الجديد، ولن تنفعهم يومئذ التبريرات الزائفة ولا الحجج الواهية ولا الادعاءات الباطلة والشعب المصري بأكثريته الساحقة سيكون عليهم شاهدا صادقا.

أسعد منصور
18 من صـفر 1434
الموافق 2013/01/01م

الحصار التركي للثورة السورية

الحصار التركي للثورة السورية

pdf كتبه: عصام الشيخ غانم، الجمعة 14صفر الخير 1434هـ الموافق 28 كانون الأول/ديسمبر 2012م

ذكرت قناة الجزيرة القطرية بالأمس خبر منع السلطات التركية لقافلة المعونات الإنسانية إلى سوريا التي يتقدمها مئة عربي ومسلم من دخول أراضيها عبر الحدود اليونانية، تلك القافلة التي تحمل 40 سيارة إسعاف ومواداً طبية، وكان ذلك المنع التركي بذريعة عدم حصول هذه القافلة على التصريح. وقبل أيام قليلة أيضاً ذكرت الفضائيات العربية أن تركيا رفضت إدخال الطحين إلى سوريا عبر معبر يسيطر عليه الثوار، وقد اشترطت لذلك انسحاب جبهة النصرة وأحرار الشام من ذلك المعبر في الوقت الذي يعاني فيه الشعب السوري أزمة شديدة في الخبز، هذا ويترافق ذلك مع تعمُّد النظام السوري المجرم قصف المخابز الآلية المركزية موقعاً أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى.
وتشكو تركيا من أزمة لجوء المواطنين السوريين الهاربين من جحيم القصف الجنوني في سوريا، حيث بلغ عدد اللاجئين السوريين إليها قرابة الـ150 ألفاً، وقد بدأت بالأمس 200 منظمة غير حكومية تركية في حملة الغذاء والغطاء لتوفير مقومات الحياة الدنيا للاجئين السوريين في تركيا، ما يطرح سؤالاً كبيراً: وهل هذا العدد غير الكبير من اللاجئين تعجز عن القيام بأعبائه خزينة الدولة في تركيا؟ وأين هو الاقتصاد الأردوغاني الذي تتغنى به الحركات الإسلامية "المعتدلة" في العالم العربي؟
ومن جهة أخرى فقد كان رئيس وزراء تركيا أردوغان ووزير خارجيته أغلو من أوائل القادة في العالم الإسلامي الذين وجهوا التحذيرات الساخنة للأسد منذ بداية الثورة، حتى ظنَّ كثيرون بأن تركيا ربما تتدخل عسكرياً لنجدة شعب سوريا من نظام الأسد المجرم، فارتفعت شعبية أردوغان في الداخل السوري والمحيط العربي والإسلامي على أثر النبرة العالية للخطاب ضد بشار أسد، ومع الزمن تكشف للثوار في سوريا وللعالم بأن هذه الجعجعة لم ينتج عنها أي طحين، بل إن المظاهرات المؤيدة لسوريا داخل الشعب التركي قد تساءلت: ما بال أردوغان يرعد كثيراً ولا يمطر؟
فهل هذه حوادث معزولة؟ أم إنها سياسة حصار مدروسة تنتهجها تركيا ضد الثورة السورية؟
كان إسقاط النظام السوري للطائرة التركية في المياه الدولية في البحر المتوسط فرصة أمل الثوار منها أن توفر لتركيا سبباً قوياً للتدخل، وكان ذلك في الوقت الذي تطرح فيه القوى الدولية فكرة المنطقة العازلة في الشمال، بعد أن وقف النظام الدولي بقيادة أمريكا في موقف بالغ الحرج من عدم فعل شيء أمام المجازر المروعة التي يرتكبها النظام السوري ضد الشعب. لكن آمال الثوار في سوريا سرعان ما تبخرت، ولم تتدخل تركيا على الرغم من الأخبار الاستفزازية التي بثتها الصحف بأن جيش الأسد قد اعتقل الطيار التركي حياً وقتله وألقاه في البحر.
وأخذت الأحداث حول الثورة السورية تتسارع بتسارع محموم لأعمال القتل الفظيعة التي يرتكبها نظام الإجرام في سوريا، فأعلنت قطر والسعودية عن ضرورة تسليح الثوار السوريين، ووصلت بالفعل بعض شحنات السلاح إلى تركيا، ليقف الثوار مذهولين من منع السلطات التركية إدخال هذه الشحنات إلى سوريا، وهكذا لم تستفد الثورة على الأرض من الجعجعات الأردوغانية. وحفظاً لماء الوجه فقد قامت تركيا بإنزال طائرة سورية قادمة من موسكو لتفتشيها وحجز شحنات السلاح الروسي من على متنها، في رسالة للثوار في سوريا بأن تركيا تقوم بشيء ما ضد الأسد.
وعلى الرغم من قصف جيش الأسد لقرى تركية موقعاً أعداداً من القتلى والجرحى شمال حلب، وفي أكثر من مرة، اكتفى نظام أردوغان برمي بعض القذائف داخل سوريا فقط دون أن يكون ذلك كافياً لحفظ ماء وجهه أمام العائلات التركية الثكلى في القرى التركية المنكوبة، ناهيك عن قتل آمال الثوار في سوريا بإمكانية نجدة الجار القوي المسلم من بطش الأسد وزمرته.
كان الموقف التركي عصياً على الفهم لدى قطاع واسع من الشعب العربي الذي عوًل كثيراً على "إسلامية" أردوغان وتغنى بإنجازاته، ورأى فيه قيادة ملهمةً لباقي الحركات الإسلامية. لكن شريحة من المخلصين الواعين في المنطقة الإسلامية كانت على يقين من عقم الاعتماد على النظام التركي، وأن نبرته تسير علواً وانخفاضاً بالتناغم التام والتنسيق المحكم مع المسؤولين الأمريكيين، وأنه يستحيل فهم المواقف التركية دون النظر في المواقف الأمريكية مما يجري في سوريا.
لكن، وعندما طلبت تركيا ذات الجيش الجبار مساعدة الناتو ضد هجمات محتملة للنظام السوري، ذلك النظام الذي بلغ درجةً من الضعف بحيث لا يستطيع دفع الثوار بأسلحتهم الخفيفة عن مراكز المدن السورية لا سيما حمص وحلب ومدن كثيرة أخرى بعد سيطرة الثوار على الأرياف، وبدأ الجيش الأمريكي بنصب صواريخ باتريوت المتطورة تحت ذريعة حماية تركيا، واستقدمت وحدات ألمانية في إطار الناتو لنصب بطاريات صواريخ باتريوت أخرى، أخذت لعبة أردوغان في سوريا نهايتها.
وهنا بدأت مؤامرات تركيا ضد الثورة السورية تنفضح بشكل سافر لا ينكرها إلا أعمى. فدون الدخول في التفاصيل التي أصبح السوريون يفهمونها بدقة فإن مبادرة الأخضر الإبراهيمي الأخيرة وهو المبعوث للأمم المتحدة أي مبعوث أمريكا، وهو كذلك مبعوث الجامعة العربية، أي مبعوث أمريكا كذلك، ومتى كانت الجامعة العربية تخرج عن إرادة أمريكا؟ ومتى كان للأمم المتحدة سياسة غير أمريكية؟ نعم، هذا المبعوث الأمريكي يطرح الآن مبادرة يستشف منها الإبقاء على الأسد للعام 2014م، وإذا ما فشل ذلك برفض الداخل السوري لذلك، فإنه سيعدله إلى بعض شخصيات نظام الإجرام مثل فاروق الشرع، وكأنه بعيد عن إجرام الأسد عبر ما يزيد عن 40 عاماً، وبالمجمل فإن السياسة الأمريكية من خلال خطة الإبراهيمي تريد الحفاظ على النظام السوري الحالي ببشار أو بدون بشار، وإدخال تعديلات على النظام تفرضها ظروف الثورة السورية، وقد بات هذا الموقف الأمريكي واضحاً وضوح الشمس، حتى إن قادة المعارضة الخارجية قد استغربوا من نقاش أمريكا معهم في تونس ضرورة الحفاظ على بنية أجهزة الأمن السورية كما هي الآن، تحت ذرائع واهية مثل، منع إبادة العلويين، ومن أجل هذه الذريعة تريد أمريكا الإبقاء على الضباط العلويين في أعلى هرم البنية الأمنية لسوريا القادمة.
والمراقب الواعي لحقيقة المواقف التركية كان يرى وخلال شهور الثورة السورية الطوال أن تلك المواقف لم تخرج عن كونها مرآة تعكس المواقف الأمريكية، فقد فكرت أمريكا بتلزيم سوريا لتركيا الجارة لمنع الدول الأخرى من التدخل في صياغة سوريا ما بعد الثورة، فكانت الجعجعات العالية من أردوغان وأوغلو ضد الأعمال الوحشية التي يقوم بها النظام السوري، وكانت حمى الاتصال حول سوريا من قبل المسؤولين الأتراك حتى مع النظام السوري، وذكرت الأنباء وقتها بأن عنوان التحركات التركية هو إيجاد حكومة في سوريا تكون فيها رئاسة الوزراء للاخوان المسلمون وتبقى الدولة بقيادة الرئيس بشار الأسد وكذلك طبعاً الأجهزة الأمنية، وكان من قرائن ذلك الزيارات بل والاقامة من قيادات الإخوان المسلمين في الخارج إلى تركيا وفي تركيا، ومن أجل اعلان الجهوزية فقد أعلن مرشد الإخوان البيانوني من تركيا وثيقة العهد التي تعهد فيها بنبذ الاسلام تحت عنوان "الدولة المدنية التعددية" وتعهد بعدم المساس بالطائفة العلوية النبيلة، وكانت هذه الوثيقة ملزمة لكل الإخوان المسلمين.
أصيبت هذا الخطة الأمريكية التي تنفذها تركيا بالنكسة أمام ثقة أمريكا التي تجددت بأن نظام بشار قادر على الصمود في وجه الثورة، وبالتالي لا داعي لاستعجال هذا البديل التجميلي في سوريا، وليس هذا فحسب، فقد كانت أمريكا تشك في خطتها هذه أمام اصرار الشعب السوري على المضي في الثورة حتى إسقاط الأسد. وعند هذه النكسة طلبت تركيا من الإخوان المسلمين الانخراط في المجلس الوطني السوري فشكلوا ما يقارب من نصفه، في إطار خطة أمريكية جديدة، فأظهر الاعلام أزلام المعارضة على أنهم قادة الثورة السورية. وهنا برزت تركيا من جديد، لكن كداعم للمجلس الوطني السوري، فكان حضور الاجتماعات والمؤتمرات لهذا المجلس بدعوات لأزلام المعارضة توجه من الحكومتين التركية والقطرية. فكانت تركيا هي الواجهة للسياسة الأمريكية في الاتصالات مع المعارضة، التي كانت تتصل بها أمريكا مباشرة أيضاً، وفي المقابل كانت قطر واجهة السياسة الإنجليزية في الاتصالات مع المعارضة السورية.
كانت ثورة الشعب السوري أعلى صوتاً وأرسخ قدماً وأقوى من كل المؤامرات الدولية لاختطافها بعملاء جدد للغرب، فقد برزت الانشقاقات العسكرية بشكل ملفت عن جيش الأسد، وأخذ هؤلاء المنشقون يحملون السلاح لحماية المتظاهرين السلميين من شبيحة النظام، وتوسع ذلك، ففهمت أمريكا ومعها أوروبا عقم المضي في خطة "المجلس الوطني السوري"، وإذا أضيف إلى ذلك شدة المنازعات بين أعضاء المجلس والتي مصدرها اختلاف تبعيتهم للدول الأوروبية لأمريكا وتناقض السياسات الأوروبية الأمريكية من حيث المصالح والنفوذ، فكان كل طرف يتنافس سياسياً وبالأموال القذرة لبناء عملاء له داخل المجلس الوطني ليقفوا في وجه خصومه، فإن الخطة الأمريكية تجاه "المجلس الوطني السوري" قد فشلت فشلاً ذريعاً، لكن دون أن تدفنها أمريكا، وبالتالي تركيا، فاستمرت تركيا بالحفاظ على الاتصال مع هؤلاء العملاء الجدد، بيد أن دوائر الاستخبارات الأمريكية قد أنتجت خطة جديدة لتركيا يجب تنفيذها بسرعة على أمل الإمساك بخيوط الثورة السورية المبتعدة عن أي نفوذ أجنبي، وكانت هذه الخطة تحت عنوان "الجيش الحر".
طلبت أمريكا من تركيا أن تؤوي قادة سوريين عسكريين لبناء قيادة للحراك العسكري في الثورة السورية، وبدأ رياض الأسعد الاتصالات لقيادة كتائب الجيش الحر، وأمام بعض الشكوك الأمريكية بشخصية رياض الأسعد، فقد دعمت العقيد مصطفى الشيخ فأعلن نفسه زعيماً لما أسماه المجلس الأعلى لقيادة الجيش الحر في سوريا، وكان هذا الإعلان من تركيا. وقد رعت تركيا بدقة وعناية كافة الاتصالات التي يجريها مصطفى الشيخ ورياض الأسعد مع قادة الكتائب السورية التي صارت تظهر تباعاً على ساحة العمل العسكري السوري. وهنا بدأت موجة هجرة الضباط المنشقين إلى الشمال أي إلى تركيا، فكانت تركيا قد أوكل اليها مسألة بناء قيادة لهذا الحراك العسكري للثورة السورية. ومع قليل من الزمن تبين أن هؤلاء الضباط يعقدون في تركيا اجتماعات مع ضباط المخابرات المركزية الأمريكية ويخضعون إلى ما يشبه الفحص الأمني في تركيا لبيان مدى صلاحيتهم لهذه المهمة الأمريكية التي تنفذ في تركيا وبأيدي تركية أيضاً.
وهنا دخلت تركيا في مرحلة العمل السري لأخذ القيادة العسكرية في الثورة السورية خدمةً للمصالح الأمريكية فيها، وخفت مع ذلك جعجعة أردوغان الإعلامية، وكان التركيز في هذه المرحلة هو محاولة اللحاق بتطورات الثورة السورية المتسارعة وبناء قيادة عسكرية لها يكون ولاؤها لأمريكا مباشرة أو عبر الولاء لتركيا،واستمرت هذه الخطة قرابة العام، وهي ترتطم بصخرة صلبة في الثورة السورية. فبكل المقاييس والمعايير لم تكن الثورة السورية شبيهةً بأي من ثورات الربيع العربي التي سهل على الغرب النفوذ اليها والتحكم بها، وذلك لعدة أسباب لسنا بصددها. ومن الناحية العسكرية كانت كتائب الثورة السورية كثيرة بحيث استعصى معها العمل التركي، وأما الضباط المنشقون أو الذين طلب منهم الانشقاق لهذه الغاية والذين تجاوبوا مع الدعوات الأمريكية والتركية فقد فشلوا في الإمساك بقيادة الكتائب العسكرية على الأرض، وبقيت تلك الكتائب والألوية عصية على أمريكا وتركيا، بل تولد رأي عام شديد ضدهم في الداخل السوري، ففي الوقت الذي كان فيه الشعب السوري يرى بصيص أمل في إمكانية أن ينقذه الضباط المنشقون من هجمات الأسد العسكرية ضد الثورة وضد الاحتجاجات السلمية، كان هؤلاء الضباط الذين سرعان ما تعارف عليهم السوريون باسم "ضباط الخارج" غارقون في المداولات الأمريكية التركية في فنادق خمس نجوم لإضفاء صورة مدنية ديمقراطية أي غير اسلامية على الثورة في سوريا، بل إن مصطفى الشيخ قد حذر مراراً من تأخر الدعم الخارجي عن العسكريين المنشقين وأن ذلك التأخير ينتج على الأرض تطرفاً إسلامياً. وعندما اتضحت هذه الصورة فقد تنصلت الكتائب العسكرية على أرض سوريا من هؤلاء الضباط الذين أعلنتهم تركيا قيادة للجيش السوري الحر. وهنا اشتدت أزمة الاستعصاء في الثورة السورية على صانعي القرار في أمريكا، وبرز فشل المساعي التركية على صعيد الحراك العسكري في الثورة السورية، فانتقلت تركيا إلى عداء مباشر للثوار السوريين.
وقد تمثل هذا العداء في رفض التعامل مع نقاط الحدود التي يسيطر عليها الثوار لا سيما إذا كانت الكتائب التي تشغل تلك النقاط الحدودية تابعة لتلك المجموعات التي رفضت الاتصالات التركية ورفضت دعواتها للسير في المشروع الأمريكي الذي ينفذه أردوغان.
وأمام الحالة الإسلامية في الثورة السورية وتزايد انخراط الجماعات المسلحة في الثورة لتحقيق أهداف إسلامية في دولة ما بعد بشار، تقزم الدور التركي بحيث لم يعد المراقب يجد فرقاً بينه وبين الدور الأردني الذي يستضيف قوات نخبة أمريكية تحت ذريعة التعامل مع الأسلحة الكيماوية في سوريا، وانكشف عوار خطير في المواقف الدولية التي لا تعتبر سيطرة بشار أسد على الأسلحة الكيماوية خطراً، وإنما ترى كل الخطر من احتمال سيطرة الجماعات المقاتلة عليها، فالأردن يستضيف قوات أمريكية ضد الثورة السورية، و(اسرائيل) تقوم بأعمال محمومة من اتصالات وإرسال طائرات استطلاع فوق سوريا للتأكد من استمرار سيطرة بشار الأمينة على السلاح الكيماوي وعدم وقوعها في أيدي ثوار سوريا، وتركيا تستضيف الناتو الذي يعزز من وجوده الدفاعي بالباتريوت ضد الثورة السورية.
ولا يمكن أن تنطلي على أي عاقل أن خطط الناتو هي ضد الأسد، فهو في أشد حالاته ضعفاً، ولا يشكل خطراً على الإطلاق على تركيا، والجيش التركي بالتأكيد قادر وبجدارة على التعامل مع أي أخطار جزئية قد يشكلها الأسد على تركيا حسب ما تروجه وسائل إعلام التدليس، بمعنى أن تركيا والناتو على أراضي تركيا، هم جزء من خطة أمريكية كما ينفذ جزء منها عبر الأردن، والآخر عبر (اسرائيل)، فهي تنفذ في تركيا أيضاً ضد الثورة السورية التي غلبت عليها وبشكل أكيد الحالة الإسلامية، وقد امتد فيها تأثير حزب التحرير إلى خروج الشعب السوري منادياً بإعادة الخلافة الإسلامية بشكل علني وقد رفع في مظاهراته رايات رسول الله، وتقلصت بشكل حاد في تلك المظاهرات رايات الاستعمار التي يروج لها المجلس الوطني بما فيه من إخوان مسلمين وكذلك الائتلاف الوطني الجديد.
وأمام هذه السلسة من الفشل في المؤامرات الأمريكية والدولية التي انخرطت فيها تركيا وغير تركيا خدمةً للكفار، فقد طوت أمريكا بعد الانتخابات الرئاسية فيها صفحات مشاريعها الفاشلة وأعلنت العداء للمجلس الوطني السوري الذي وصفته كلينتون بأنه لا يمثل السوريين، وأعلنت أمريكا بعصبية ظهرت على سفيرها "فورد" أنه لا يوجد أي خطة للحل في سوريا إلا خطة وحيدة رسمتها هي وأطلقت عليها اسم خطة "رياض سيف" للإيهام بأنها سورية المنبع، والتي بموجبها تم قبر المجلس الوطني وإنشاء بديل له سمته "الائتلاف الوطني السوري" في الدوحة وأظهرت عليه مسحة "إسلامية" بإعطاء قيادته لإمام الجامع الأموي الشيخ معاذ الخطيب حتى توهم للسورين الثائرين بأن هذا الائتلاف الجديد يستجيب لتطلعات ثورتهم الإسلامية، وأخذت تدفع بكل قوة من أجل أن يكون هذه هو الطريق الوحيد لسوريا القادمة، حل سياسي مع النظام ببشار أو بدونه، وأن المعارضة السورية أي الطرف المقابل للنظام السوري هو الائتلاف الوطني السوري بغض النظر عن رأي السوريين فيه، وأسكتت كافة أصوات عملائها وعملاء الإنجليز والفرنسيين في المجلس الوطني، وأعلنت هذا الائتلاف السوري البلسم الشافي للمعارضة السورية وأنه الممثل الشرعي للشعب السوري غصباً عن السوريين، وهي تحاول الآن عبر خطط الإبراهيمي وعبر دور أكبر سياسي وعسكري لروسيا، وعبر فتح الطريق دولياً أمام إرسال قوات دولية إلى سوريا لدعم الائتلاف ضد الجماعات المسلحة الإسلامية بعد أن أعلنت أمريكا بعض تلك الجماعات "جماعات إرهابية"، بغض النظر عن رأي السوريين في كل ذلك، وقد هدد الإبراهيمي من دمشق في زيارته الأخيرة بأن يلجأ إلى مجلس الأمن لتنفيذ خطته بالقوة، أي أنه واثق من موافقة روسيا على هذا الحل الأمريكي الذي يعطي روسيا دوراً مهماً في حل الأزمة السورية، وغني عن التعريف ما في معنى اللجوء إلى مجلس الأمن للحل من فرضه على الثوار في سوريا.
وهذا الحل ليس المقصود بفرضه بشار أسد، فهو يبحث عن سبيل النجاه بنفسه، ونفوذه على الأرض ينحسر ساعة بعد ساعة، إذن فالمقصود هو فرضه على الجماعات الإسلامية المسلحة التي أعلنت أنها ستقيم الخلافة الإسلامية في سوريا ما بعد بشار أسد، وبما أن تلك الجماعات قد أعلنت ذلك علناً والتنسيق العلني مع حزب التحرير، فإن تلك الجماعات ولا شك واثقة من قدرتها على ذلك، وأمريكا تضع في سبيل ذلك كل العقبات، بما فيها منع تركيا للطحين عن الشعب الثائر في سوريا، ونصب صواريخ الباتريوت في تركيا، وعبر سماح تركيا بمرور سفن أسطول البحر الأسود الحربية الروسية التي تكاثرت بشكل ملفت عبر مضيق البوسفور لتهديد الثورة السورية على سواحل سوريا.
وأمام هذا اليأس الأمريكي من الولوج إلى الثورة في سوريا، وفشلها الذريع في الإمساك بقيادتها الشعبية والعسكرية، فقد كانت خطتها الجديدة وما تحمل في طياتها من لاعبين أكبر من تركيا، مثل الإبراهيمي ومجلس الأمن والقوات الروسية، لكل ذلك انزوت تركيا أردوغان عن ساحة البروز في الأزمة السورية، وصار دورها كما تخطط له أمريكا يندرج فقط كأحد اللاعبين في الحل، فمثلها مثل الأردن، ومثل (اسرائيل) ومثل روسيا في تنفيذ الحل الأمريكي الذي أخذ يتسارع من أجل إخماد الثورة السورية.
وإذا كنا نجزم بأن الثورة السورية التي أفشلت كل الخطط الأمريكية التي جرى تنفيذها عبر تركيا وغير تركيا، فإننا نكاد نجزم بأنها أي الثورة السورية قادرة على إفشال المخطط الجديد رغم الزخم الكبير الذي تسير به أمريكا وأدواتها ومنها تركيا، ونجزم بأن ثورة الشام سينتج عنها بعونه تعإلى عملاق الإسلام دولة عالمية تعمل على حل مشاكل سوريا والمسلمين وفق أحكام الشرع الحنيف. نعم، رغم كل ذلك فإننا نود أن نوجه نصيحة لمن يسمون ـ"حركات الإسلام المعتدل" مفادها أن الثورة السورية قد أسقطت القناع الذي كان يغطي وجه أردوغان، وأن المسلم يجب عليه أن يفكر ويتصرف لا سيما في الفترة الحالية فترة الخير الكثير للإسلام والمسلمين، يجب أن يتصرف وفق أحكام ربه، لا وفق ثقةٍ جوفاء في زعماء لا يقدمون ولا يؤخرون لأمتهم مثل أردوغان، وهم في سلك العمالة للأمريكان مثلهم مثل كل الزعامات التي يعمل الربيع العربي على تنظيفها، وأن العلاقة الجديدة التي يرسيها رئيس مصر مع الأمريكان هي تلك القديمة التي كان قد أرساها مبارك معهم، وأن هذا المسعى مذموم من ربنا ومذموم شعبياً، وقد آن الأوان لكل ذي عقل يقرأ التطورات على الأرض أن يعمل للتغيير، تغييراً حقيقياً تفهمه الشعوب من خلال صلابة ثوراتها كما هو حاصل الآن في الثورة السورية، قبل أن تصبح تلك الجماعات المسماة بـ"المعتدلة" جزءًا من الماضي، وتضمحل مع اضمحلال النظام الجبري القائم، فمن يطالب بإصلاح هذا النظام الجبري هو جزء منه، وأحكام الإسلام توجب الثورة كلياً، وخير أمة الإسلام يزداد بشكل مضطرد، وأعلاه في الشام التي وصفها رسولنا محمد عليه السلام بأنها "عقر دار الاسلام"، وأن ولادة دولة الخلافة العملاقة أمر مرتقب بإذن الله تعإلى بين عشيةٍ أو ضحاها.وما ذلك عليه بعزيز. 

بيان صحفي: الظلم والفساد عقيدة الغرب الكافر ونظامه الديمقراطي الآثم

بيان صحفي: الظلم والفساد عقيدة الغرب الكافر ونظامه الديمقراطي الآثم

تداعت الجماهير في محافظة الأنبار ومدن أخرى من البلاد للتظاهر ضد ممارسات "حكومة المالكي" وسياساتها المثيرة للجدل، والتي انقدحت شرارتها على إثر اعتقال قوات الأمن حراسَ وحماياتِ وزير المالية، ثمَّ لم يلبث أن اتسع نطاق التظاهرة، والذي تركز في ثلاث محافظات: الأنبار ونينوى وصلاح الدين، فضلاً عمّا تداولته بعض وكالات الأنباء عن وفود من بغداد وواسط وبابل وذي قار، ليبلغ مئات الألوف من العراقيين الغاضبين، جاء في مقدمتهم علماء دين وشيوخ عشائر ورجال قانون، وعلى الرغم من هذا التنوع فإنَّ مطالب المتظاهرين لم تكد تخرج عن الآتي:
1- إطلاق سراح المعتقلين منذ سنين، والنساء منهم على وجه الخصوص.
2- إلغاء سياسة التهميش والإقصاء.
3- إلغاء المادة (4) إرهاب التي باتت سيفاً مسلطاً على رقاب الناس.
4- إيقاف حملات الدهم والاعتقالات العشوائية بفعل المخبر السري.
5- إلغاء قانون المساءلة والعدالة سيء الصيت.
أيُّها أهل في العراق:
إن خروجكم وتظاهركم من أجل مطالب مشروعة كهذه، وإصراركم على مواصلة الاعتصام لحين تحققها، لدليل عافية ومؤشر على سريان الحياة في عروقكم وعقولكم؛ ذلك أنها من أولويات الرعاية الحسنة لشؤونكم ممن نُصبوا حكاماً عليكم! وهو إنما ينبع من تعاليم شرع الله تعالى الذي تتشرفون بالانتساب إليه.. كما في قول ربكم عزَّ وجلَّ:(( فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ))، ولكن لتعلموا أنَّ سبب شقاءكم وسوء أحوالكم يرجع إلى ما يسمى "بالعملية السياسية" التي أقامها الغزاة الكافرون عندما دنّسُوا أرض العراق الطاهرة؛ ذلك أنها قامت على عقيدة (فصل الدين عن الحياة) التي انبثق عنها نظامهم الديمقراطي العفن، الذي جعل من "نواب الشعب" آلهة تقضي في الحلال والحرام رغم أنَّ الفساد أضحى طبعاً لهم، والأهواء تحركهم.. فضلُّوا وأضلُّوا، وجرُّوا البلاد إلى مهاوي الفشل والتناحر.. مصداقاً لقول الله جلَّ وعلا: (( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ))، تلك العقيدة البغيضة المناقضة لعقيدتكم السمحاء الناصعة: عقيدة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) القاضية بتحكيم شريعة الإسلام التي جاءت في كتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
أيُّها المسلمون في العراق:
نحن من أمة عظيمة مباركة، جعلها الله سبحانه خير الأمم، لما اختصت به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مقياسها في الحياة الحلال والحرام، وغايتها نوال رضوان الله.. فليرتفع سقف مطالبكم للإصرار على تطبيق شرع الله تعالى في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واحذروا النزول عند تحقيق مصالح آنية، وفتات يد السياسيين المغلولة، بل جِدُّوا واجتهدوا في العمل مع المخلصين ليصل الإسلام إلى الحكم في ظل نظام خلافة راشدة على منهاج النبوة، فتُرضُوا ربكم وتُخزُوا عدوَّكم وتذوقوا العزة الحقيقية، (( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً )).

المكتب الإعلامي لـحزب التحرير في ولاية العراق
التاريخ الهجري 16 من صـفر 1434 رقم الإصدار: 34/1
التاريخ الميلادي 2012/12/30م

لئن صمت الحكام عن إهانة النبي فالمسلمون والخلافة سينتقمون من المجرمين

لئن صمت الحكام عن إهانة النبي فالمسلمون والخلافة سينتقمون من المجرمين
أعلنت مجلة (تشارلي ابدو) الفرنسية اعتزامها إصدار عدد خاص يتناول حياة النبي محمد عليه السلام بشكل ساخر ويتضمن نشر صور جديدة مسيئة له.
ليست سلوكيات فردية، بل هي سياسة دول حاقدة تريد إيجاد حالة استقطاب لشعوبها ضد الإسلام والمسلمين بعد فشل مبدئها المدوي عقدياً واقتصاديا واجتماعياً وإنسانياً، وللحيلولة دون إقبال تلك الشعوب على اعتناق الإسلام في ظل اكتوائهم بلظى الرأسمالية.
لئن صمتت الأنظمة العملية للغرب عن هذه الجرائم فالمسلمون لن يصمتوا، والخلافة القائمة قريباً ستنتقم من المجرمين الحاقدين وأذنابهم.
31-12-2012

Sunday, December 30, 2012

حزب التحرير للعربي وعمرو وطأتما فلسطين صاغرين تحت حراب المحتل وجئتما مسوقين للمفاوضات الخيانية

حزب التحرير للعربي وعمرو وطأتما فلسطين صاغرين تحت حراب المحتل وجئتما مسوقين للمفاوضات الخيانية

نشر بتاريخ: الأحد، 30 كانون1/ديسمبر 2012
في تعليق صحفي مصور، اعتبر علاء أبو صالح، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين، زيارة كل من أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو زيارة تطبيعية منكرة.
وقال أبو صالح، لقد وطأتما أرض فلسطين صاغرين وكان الواجب عليكما أن تدخلاها فاتحين، كان جديرا بالرئيس المصري أن يرسل جيشا لتحرير فلسطين بدل أن يرسل وزير خارجيته للبحث في استئناف المفاوضات، وكان جديرا بأمين الجامعة العربية أن يحرض الجيوش على التحرك لتحرير فلسطين. واستدرك أبو صالح معتبراً أن مواقف العزة بعيدة عن هؤلاء الحكام وعن جامعة أنشئت لتنفيذ المخططات الاستعمارية وضد مصالح المسلمين، وأن المسلمين خبروا مواقف هذه الجامعة وتآمرها في الثورة السورية وفي قضية فلسطين.
وطالب أبو صالح المسلمين أن يتجاوزوا هؤلاء الحكام الأقنان وجامعة المعاقين وأن يغذوا السير لاسقاطها وإقامة الخلافة على أنقاض الأنظمة لتسير في جيش عرمرم لتحرير فلسطين، فأهل فلسطين يتطلعون للفاتحين لا للحكام الصاغرين.

وفد من شباب حزب التحرير في مدينة غزة يقدم واجب العزاء لأحد شهداء ثورة الشام

وفد من شباب حزب التحرير في مدينة غزة يقدم واجب العزاء لأحد شهداء ثورة الشام

قام شباب حزب التحرير بمدينة غزة بتقديم واجب العزاء لأحد شهداء ثورة الشام وهو الشهيد بإذنه تعالى محمد قنيطة، والذي استشهد وهو يقارع نظام بشار المجرم على أرض الشام نصرة لإخوانه لتلتقي بذلك دماء الشام بدماء فلسطين الشام.
وقد ألقى الأستاذ أبو السعيد كلمة في تلك المناسبة، تضمنت فيها مكانة الشام في الإسلام وهنأ أهلها بصبرهم وتضحياتهم بل و شعاراتهم التي أعلنوا فيها مسيرتهم نحو القدس وغزة بعد القضاء على النظام مما جعل تلك الثورة محل أمل المسلمين في نجاحها، كما حث فيها الكتائب المقاتلة على العمل حثيثا لإعطاء البيعة والميثاق على تحكيم الإسلام وإقامة الخلافة بعد إسقاط ذلك النظام المجرم. 

خبر وتعليق: العراق وغضبة المجروح

خبر وتعليق: العراق وغضبة المجروح

وكالات أنباء :الرمادي تتظاهر ضد حكومة المالكي.
في الأنبار وبالذات الفلوجة تتواصل الاحتجاجات وبأعداد كبيرة.

التعليق :
كباقي الثورات التي اجتاحت دولاً كثيرة في المنطقة بدأ الحراك في العراق بمطالب تترواح بين العزة والكرامة وضد الظلم والاستبداد وإطلاق المساجين والاستهداف الطائفي.
حكومة المالكي الأمريكية الولاء، الطائفية الصبغة والتوجه، والمنخرطة في المشروع الإيراني في المنطقة، لن يكون ردّها أفضل من ردود أمثالها من الطواغيت.
سوف تكابر وتتهم، وتتحدث عن مؤامرة خارجية ودعاة فتنة طائفية وغير ذلك، ثمَّ قد لا تلبث طويلاً حتى تستخدم الرصاص الحيّ.
على المخلصين أن يسعوْا بكل جهدهم ومن الآن لقيادة تحرّك العراق في الاتجاه الصحيح لتكون رديفاً لثورة الشام وداعماً لها، لتحقيق مشروع الأمة في إعادة الخلافة وتحرير الأمة وتوحيدها.
لتكن غضبة العراق المجروح في وجه أمريكا وعملائها لله ولإعلاء كلمته، وردِّ الصاعِ لهما صاعين.
أبو أنس - أستراليا
17 من صـفر 1434
الموافق 2012/12/31م

بيان صحفي: زيارة وزيرة خارجية باكستان إلى السعودية مع اقتراب سقوط الطاغية السوري بمثابة رقصة مذبوح للطغاة

بيان صحفي: زيارة وزيرة خارجية باكستان إلى السعودية مع اقتراب سقوط الطاغية السوري بمثابة رقصة مذبوح للطغاة

"
مترجم"
ستقوم وزيرة خارجية باكستان بلقاء وزير الخارجية السعودي في الأول من كانون الثاني/ يناير 2013 للتآمر على قضية سوريا، وستعقد وزيرة الخارجية هذا الاجتماع وهي في طريقها إلى نيويورك بمناسبة تولي باكستان دورها في رئاسة مجلس الأمن في الأمم المتحدة، في الوقت الذي أصبحت فيه سوريا القضية الدولية الأولى.
إنّ هذا التحرك المحموم لوزيرة الخارجية هو لخدمة سادة حكام باكستان (الأمريكان)، فقد طاش سهم المستعمرين جراء رفض المسلمين في سوريا لأي تدخل غربي، ورفضهم لعملاء الغرب والأفكار الغربية والديمقراطية، وأرهبهم رفض المسلمين الركوع لغير الله سبحانه وتعالى والمطالبة بالحكم بالإسلام، وارتفاع صوت الدعوة إلى الخلافة على الساحة، فأصبح الأمريكيون يخشون من قيام دولة الخلافة قريبا في سوريا، وهم مرعوبون من اتساعها إلى باقي البلدان الإسلامية، فهم يعرفون بأنّ دولة الخلافة هي دولة واحدة لجميع المسلمين والخليفة هو الحاكم الوحيد لجميع المسلمين.
وحتى الآن، فقد ساعد الحكام في باكستان الطاغية بشار من خلال التعتيم الإعلامي على حقيقة الواقع في سوريا، بما في ذلك حظر أشرطة الفيديو المنتجة عن سوريا من قبل المسلمين وهم يتظاهرون ويدعون للخلافة، وقد دعم حكام باكستان موقف الغرب في حرمان المتطوعين للجهاد من الذهاب إلى سوريا. وخوفا من قوة الدعوة إلى الخلافة التي اجتاحت باكستان، قام حكام باكستان باضطهاد ضباط القوات المسلحة الباكستانية الذين يدعمون الحكم بالإسلام، وملاحقة السياسيين من دعاة الخلافة. وهذه الخيانة متوقعة من كياني وزرداري وأتباعهما الذين يعملون ضد الإسلام والمسلمين، في حين يوفرون ملاذات آمنة للإرهابيين الأمريكيين من مثل "ريموند ديفيس" في جميع أنحاء باكستان، ويغدقون العطايا لكل من ينضم إليهم في الغدر، ويشاركهم في الحملات الإعلامية لدعم حرب أميركا!
إنّ النضال من أجل الخلافة في الشام هو نضال الأمة بأكملها ضد الاستعمار الغربي في هذا الوقت الحاسم، واستنفار الحكام الخونة هو دليل على قرب مواجهة مصيرهم، بجرّهم على وجوههم إلى محاكم الخلافة لمحاسبتهم على خياناتهم، ونحن نؤكد لهم أنّه لن ينفعهم استنفارهم، لأنه سيكون وبالا عليهم يوم القيامة، وما استنفارهم إلا رقصة المذبوح، فالأمة الإسلامية ستنتصر بعون من الله سبحانه وتعالى.
((يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُون هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ))

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان
التاريخ الهجري           17 من صـفر 1434
التاريخ الميلادي           2012/12/30م

بيان صحفي : الرصاص لن ينقذهم... المسلمون ينبذون حسينة وخالدة والنظام الديمقراطي ويطالبون بالخلافة

بيان صحفي : الرصاص لن ينقذهم... المسلمون ينبذون حسينة وخالدة والنظام الديمقراطي ويطالبون بالخلافة

"
مترجم"
أمرت حكومة حسينة الشرطة بإطلاق الرصاص المطاطي على المتظاهرين، وقد أصيب شخص واحد في صدره واعتقل العشرات من المسلمين، وذلك لتفريق المئات من الذين شاركوا في المسيرة التي نظّمها حزب التحرير اليوم خارج النادي الصحافي الوطني في دكا، حيث نظّم الحزب مسيرة للتعبير عن رفض الشعب لحسينة وخالدة، عملاء الولايات المتحدة والهند والنظام الديمقراطي، وهو النظام الذي يقوم بتفريخ مثل هؤلاء العملاء، وقد ردد المشاركون في المسيرة شعارات مثل "حسينة وخالدة مرفوضتان" و "العملاء مرفوضون" و "الديمقراطية مرفوضة" و "الشعب يريد الخلافة".
بعد سماع مؤسسي النظام الكافر لهذه الشعارات ارتعدت فرائصهم فلجأوا إلى استخدام القوة بوحشية، كوسيلة لحماية هذا النظام، وهذه الوسيلة هي بالضبط مثل وسائل سادة هذا النظام، الولايات المتحدة وبريطانيا والهند، من الذين يطلقون العنان للعنف ضد المدنيين الأبرياء العزل لتحقيق أهدافهم الشريرة في جميع أنحاء العالم.
لقد أدرك نظام الحكم الكافر أنه على الرغم من ظلمه، فإن دعوة الخلافة قد وصلت إلى قلوب وعقول الناس، وقد وصلت إلى نقطة لا رجعة عنها، لذلك فإن النظام يتصرف بطرق يائسة لإسكات الشعب، ونحن في حزب التحرير نؤكد للنظام بأنه لن ينجح، بل على العكس من ذلك فإن ظلمه سيعزز من عزيمة الشعب، وسيزيد من جهود العاملين لتحقيق سقوط هذا النظام بعون من الله سبحانه وتعالى، وسيتم إقامة دولة الخلافة قريباً بإذن الله سبحانه وتعالى، التي ستحاسب حراس هذا النظام بأشد العقاب.
((الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ))
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية بنغلادش
التاريخ الهجري                15 من صـفر 1434
التاريخ الميلادي               2012/12/29م

حصاد السنة

نساء الشام تاج فوق الرؤوس


الله أكبر

حتمية المصالحة مع دولة الخلافة الخامسة رسالة جون شيا إلى الرئيس أوباما

حتمية المصالحة مع دولة الخلافة الخامسة رسالة جون شيا إلى الرئيس أوباما


"جاي تولسون" هو أحد الكتَّاب الأمريكيين البارزين في شؤون الثَّقافة والفكر والدين، يكتب حاليًّا في مجلة
U.S. News & World Report. كان رئيسًا لتحرير The Wilson Quarterly وكتب في عدة صحف ومجلات أخرى، أبرزها "الواشنطن بوست" و "وول ستريت جورنال".
تخرَّج في جامعة برنستون، وألَّف كتابين، وحصل على جائزتَين بصفته أحد الكتَّاب البارزين في الدراسات الأدبيَّة.
في الثاني من يناير من عام 2008 كتب "تولسون" مقالاً، حاوَلَ فيه الوقوف على الدَّافع وراءَ جهود العديد من الإسلاميِّين المعاصرين لاستعادة هذه المؤسَّسة الإسلاميَّة القديمة، التي ألغاها "كمال أتاتورك" في عام 1924م، وأعلن بعدها تركيا دولةً علمانيَّة حديثة، هذه المؤسسة هي "دولة الخلافة الإسلامية".
"الخلافة" كما يراها "تولسون" ببساطة هي: "نظام لقيادة دينيَّة - سياسيَّة يرجع جذورُه إلى الخليفة الأوَّل للنَّبي محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - في أوائل القرن السَّابع الميلادي".
يقول "تولسون": "إنَّ التَّنظيمات الجهاديَّة تكرِّر دومًا أنَّ هدفها الأساس هو استِعادة الخلافة الإسلاميَّة، والواقع أنَّ هذه التنظيمات الجهاديَّة ليست هي الوحيدة على السَّاحة الَّتي تسعى لتحقيق هذا الهدف، هناك تنظيمات أُخرى عديدة، ولكنَّها تنظيمات سلميَّة يغلب على بعضها الطَّابع الفكري وليس الجهادي".
يرى "تولسون" أنَّ الغرب قد أساء فهْم فكرة "الخلافة" واعتبرها مفهومًا غامضًا مهدِّدًا له، في حين أنَّها عميقة الجذور في الذَّاكرة الثقافيَّة للعالم الإسلامي، ووجدت في أشكال مختلفة على مدى ألف وثلاثمائة عام تقريبًا، وامتدت سلطة الخلافة عبر ثلاث قارات من هذه البلاد، التي تُعْرَف الآن بباكستان إلى منطقة الشَّرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى ما يعرف الآن بأسبانيا والبرتغال، كما أنَّ معظم تاريخ المسلمين كان تحت ظلّ دولة الخلافة، وما يؤكد ذلك هو أن هذه الاستبيانات التي أُجْرِيت على شعوب أرْبع دول إسلاميَّة، كشفت أنَّ ثلُثي هذه الشعوب يؤيِّدون توحيد البلاد الإسلاميَّة في دولة واحدة أو خلافة واحدة.
تساءل "تومسون": ماذا تعني "الخلافة" بالنسبة لمناصريها وأعدائها، سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين؟ وهل تتضمَّن هذه الخلافة برنامجًا سياسيًّا صالحًا للتَّطبيق؟ أم أنَّها مجرد مصطلح بلاغي من النَّاحية السياسية، مريح من النَّاحية النفسيَّة؟ أم أنَّها صرخة حرب تحشد وراءَها كلَّ هؤلاء الذين يبحثون عن القوَّة للإسلام، أو يسعون إلى مجرد إحداث تغيير؟

يجيب "تولسون" عن السؤال قائلاً: "إنَّ معظم الدَّارسين والمحلِّلين يروْن أنَّ السبب الأخير هو الصَّحيح، لكنَّهم يتَّفقون في نفس الوقت على أنَّ الجدل حول "الخلافة" يكمن في هذه الأزْمة الحالية التي يعيشها العالم الإسلامى وقياداته، وما يزيد في تعقيد هذه الأزْمة هو نظرة الكثيرين من المسلمين - والإسلاميِّين منهم بصفة خاصة - إلى أنَّ السلطتَين الدينيَّة والسياسيَّة لا تنفصلان في الإسلام".
يقول "تمارا سون" أستاذ الدراسات الدينيَّة بكلية "وليام وماري": "إنَّ فكرة استعادة دولة الخلافة تعود إلى فترة كِفاح المسلمين ضدَّ الاستِعمار أثناء الحقبة الاستعماريَّة وما بعدها، وهي تعكس عدم رضا المسلمين عن سياسات ما بعد هذه الحقبة.
رأى العديد من المثقَّفين المسلمين في أواخر القرْن التَّاسع عشر وأوائل القرن العشْرين أنَّه لا سبيل لإصلاح بلادِ الإسلام إلاَّ إذا كانت الشَّريعة الإسلاميَّة هي المصدر الأساس للتوجيه السياسي والاجتماعي؛ ذلك لأنَّها هي التي ستحرِّر بلادهم من المؤسَّسات والقوانين الأوروبية المفروضة عليهم.
كان "حسن البنا" من هؤلاء المثقَّفين الَّذين حاولوا استعادة الوحدة الروحية والسياسيَّة، التي كانت على عهد الخلفاء الرَّاشدين الأربعة بعد وفاة الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم.
تابع الإسلاميُّون تأسيس "حسن البنا" لحركة الإخْوان المسلمين التي ركَّزت على المشروعات والمؤسَّسات ذات الطابع الخيري، وسعْيها لتحقيق العدالة الاجتماعيَّة، ولكن داخل رحم البناء السياسى القائم، أدرك الإسلاميُّون أنَّ حركة "حسن البنا" لم تعْطِ "الخلافة" إلاَّ حيِّزًا محْدودًا من اهتماماتِها.
عايش الإسلاميّون فترة فشَل الدَّعوة إلى "القوميَّة العربية"، ورفض "عبد الناصر" تطْبيق الشَّريعة، ثم انقلابه على حركة الإخوان التي رأى فيها تهديدًا لسلطته.
يقول "جون فول" أستاذ التاريخ بجامعة "جورج تاون": "في وسط هذا الزخم برزتْ فكرة الجهاد العالمى بعد فشَل الفكر القومي وحربه ضدَّ الإسلاميين، وهنا عادت فكرة "الخلافة" إلى الظهور".
تتَّفق بعض التنظيمات السلميَّة الدَّاعية إلى الخلافة - كما يرى "تولسون" - مع هذا الطَّرح الجهادي جزئيًّا، لكنَّها ترى أنَّ هذه التنظيمات الجهاديَّة ما فكَّرتْ أبدًا فيما وراء دولة الخلافة، وأنَّها – أي: التنظيمات السلميَّة - هي الَّتي اضطلعتْ بهذه المهمَّة، وحددت لنفسها برنامجا خاصًّا، وصاغت دستورًا مؤقَّتًا لدولة خلافة حديثة، ينوب الخليفة في هذا الدستور عن الأمَّة في السلطان وفي تنفيذ الشَّرع، هذا الخليفة هو الدَّولة، وهو الَّذي يملك جميع الصلاحيَّات التي تكون للدَّولة، وهو الذي يجعل الأحكام الشَّرعية حين يتبنَّاها نافذة، فتصبح قوانين يَجب طاعتها، ولا يجوز مخالفتها، وهو المسؤول عن سياسة الدَّولة الداخليَّة والخارجيَّة معًا، وهو الذي يتولَّى قيادة الجيش، وله حق إعلان الحرب، وعقد الصلح، والهدنة، وسائر المعاهدات.
نجحت هذه التَّنظيمات السلميَّة في تأسيس تصور إيديولوجى نشرت قواعده في العديد من المواقع الإلكترونيَّة، وعقدت العديد من المؤتَمرات التي بلغ مَن حضروها أكثر من مائة ألف، كما يربو أعداد أتباعها عن ملْيون شخص موزَّعين في أربعين دولة، وقد أدركت العديد من الدُّول خطر هذه التَّنظيمات السلميَّة فحظرت أنشِطَتها، وألْقت القبض على العديد من أعضائها، وأخضعت الكثيرين منهم للتَّحقيق.
ورغْم هذا النجاح الَّذي حقَّقته هذه التَّنظيمات السلمية، فإنَّها قد تعرَّضت لانتِقادات حادَّة، أبرزُها: أنَّها تتمسك بالجوانب الفكريَّة على حساب الجوانب الجهاديَّة، وتميل إلى النَّزعة الاعتزاليَّة بتقْديم العقل على النَّقل، ولا تبالي في الوقت الحالي بالفروق الجوهريَّة بين السنَّة والشّيعة، كما تمتدِح الثورة الخمينيَّة، ويرى المحلِّلون الغربيُّون أنَّ هذه التنظيمات السلمية ليست إلاَّ مجرَّد ملاذ لليوتوبيّين المحبطين الباحثين عن بدائل للرَّأسْماليَّة والديموقراطيَّة الليبراليَّة.
قد تكون هذه الانتِقادات سببًا مباشِرًا في اعتقاد "زينو باران" مدير برنامج "مؤسَّسة هاديسون" بأنَّه من الممكِن أن تكون هذه التنظيمات بمثابة معمل تفريخ قد يصبُّ في النهاية في التَّنظيمات الجهاديَّة.
Jay Toson , Caliph Wanted why an old Islamic institution resonates with many Muslims today, January 2, 2008www.muslimbridges.org/index.php?. ...
هذا التوازي غير المتوازن في خطر كلٍّ من التَّنظيمات السلميَّة والجهاديَّة الداعية إلى الخلافة، دفع كتَّابًا آخرين إلى التَّركيز على أكثر هذه التنظيمات خطرًا في المرْحلة الحالية، وهي التنظيمات الجهادية، وحاولوا اقتِراح حلول لمواجهة ما أسموه بـ "فكرة دولة الخلافة".
في الحادي عشَر من الشهر الجاري ( يناير) عام 2010 كتب "جون شيا" الصحفي الأمريكي البارز، ورئيس تحرير مجلة
American Reporter بالمجلد السادس عشر برقم 3851 - مقالاً بعنوان: "الحرب ضدَّ الخلافة"، تضمَّن المقال رسالة موجهة إلى الرَّئيس "أوباما" تتعلَّق بما أسماه "دولة الخلافة الخامسة".
بدأ "شيا" مقاله بالإشارة إلى اجتماع الرئيس "أوباما" بِمُستشاريه من أعلى القيادات العسكريَّة والمدنيَّة لمناقشة مسألة إرْسال قوَّات إضافيَّة إلى أفغانستان، يقول "شيا":
"بعد عدَّة شهور من التروّي أصْدر الرَّئيس أوامرَه بانتِشار ثلاثين ألف جندي إضافي في أفغانستان، والآن ماذا عساي أن أقول والجنود في طريقِهم فعلاً إلى هناك؟! أفغانستان، هذه البلاد التي أصبحت بعد ما يقرُب من عقد من الزَّمان رهانًا لكسْر العظام في اللُّعبة الَّتي يلعَبُها الجهاديون.

المشكلة هي أنَّ الرئيس ومستشاروه لا يُريدون الاعتِراف بأنَّ هذه اللعبة تأخُذ الآن منحًى جديدًا، إنَّهم لا يريدون الاعتِراف بأنَّ الجهاديين لا يسعَون إلى غزو البلاد الإسلاميَّة؛ وذلك لأنَّ لهم فيها قاعدة عريضة تنظُر إليهم وإلى قيادتِهم على أنَّهم يمثِّلون القيادة الروحيَّة في الإسلام، إنَّهم يسعَون بدلاً من ذلك إلى بناء "دولة الخلافة الخامسة" الَّتي ينضوي الإسلام جَميعه تحت حكمها، "الخليفة" في هذه الدَّولة هو الإمام، وهو القائد الروحي والحكومي، وكلّ المسلمين يقرُّون له بذلك.
ماذا يعني هذا بالنسبة للرئيس؟ إنَّه يعني أنَّ الجنود الجدد، والجنود القدامى يُواجهون عدوًّا جديدًا، وهو أكثر الأعداء مخافة، وأضيف: إنَّه عدو لا يُقهر، ذلك ببساطة لأنَّه مجرَّد "فكرة".
إنَّ هذه التنظيمات الجهادية لا تهدف إلى تحقيق فتوحات تكسب بها أرضًا، إنَّما تهدف إلى تحويل العلمانيِّين والمسلمين المعْتدلين إلى "إسلام" لم يُمارسوه من قبل، إنَّه الإسلام الَّذي يلتزم فيه المسلِمون بالتفسيرات الصَّارمة للقرآن، وهو الإسلام الذي تبنَّته المئات من التَّنظيمات الإسلاميَّة المشابهة المنتشِرة عبر العالم الإسلامي، خاصَّة بعد الهجوم النَّاجح على الولايات المتَّحدة في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
إنَّ "الخلافة" كفِكْرة تتطلَّب إنجازَ انتِصارات عسكريَّة من شأنها أن تُحقِّق إجماعًا بين المسلمين العاديِّين، يجعلُهم يتبنَّون فكر هذه التنظيمات، سواء من ناحية الشَّكل الذي تريده للإسلام، أو قبول القيادة الجديدة التي تقود هذه التَّنظيمات والتي تحقق هذه الانتِصارات، إنَّ تحوَّل عددٍ كافٍ من المسلِمين العاديِّين إلى هذا الفكر وهذه القيادة يعنى أنَّ "اتِّجاه الريح" ضدَّ الأمريكيِّين بدأ في التغيُّر.
إنَّ تصوري للسيناريو الخاصّ بهذا التغير سيَكون على النَّحو التالي: "ستفقد الحكومات القوميَّة في بلاد الشَّرق الأوسط شرعيَّتها الضَّعيفة، ولن تعُود الأوامر تصْدر من عواصم هذه الحكومات، إنَّما ستصدر من هناك، من هذه المنْحدرات الجبليَّة التي يختبئ فيها قادة التَّنظيمات الجهاديَّة، وقد يكون أهم تغيُّر هنا هو تحوُّل الشّيعة من قم إلى طهران إلى أتباعٍ لقيادة التَّنظيمات السنيَّة، ولا يعني هذا أنَّ آيات الله وقياداتهم في إيران - بما فيهم الرَّئيس الإيراني - سوف يفقدون نفوذَهم بين الشيعة، أو أنَّ سلطاتهم ستتأثر، ولكنَّهم سيجدون أنفُسَهم في وضع يحتِّم عليهم الخضوع لهذا الفهْم السني للشَّريعة الذي سيفرضه قادة التَّنظيمات الجهاديَّة.
أمَّا هؤلاء الزُّعماء الذين يصرّون على المقاومة، فإنَّه ما أن يعلن قيام دولة الخلافة الخامسة، ستتجاهلُهم قيادة هذه الدَّولة في بداية الأمر، وستعْمل على تَحويلهم إلى منهجها، وإن لم يفعلوا فإنَّ مصيرَهم سيكون إمَّا السجن أو القتل[1].
لم تكن أوَّل إشارات لدوْلة الخلافة المفترضة سوى تَمريرها لكلمة "الخلافة"، وهذا الأمر لم يُلاحِظْه الكثيرون حينما ظهر على العديد من المواقع الإسلاميَّة الأصوليَّة.
وفي الوقْت الذي كان فيه الغرْب يُتابع إشارات هذه المواقِع كمظهر للصِّراع ضدَّه، كانت هناك انتِصارات أخرى تتحقَّق في ميدان المعركة تمهِّد لميلاد دولة الخلافة.
من غير المحتمل أن تكون الإستراتيجيَّة التي قد تتبعها التَّنظيمات الجهادية قد اتبعت من قبل، فما أن يتَّخذ مائة ألف جندي أمريكي وحلفاؤهم مواقعَهم في أفغانستان، فإنَّ هذه التنظيمات وقياداتها قد تلْجأ إلى استِخْدام سلطتها الرُّوحيَّة ومفرداتها العقديَّة؛ لتحوِّل ملايين المسلمين الَّذين انضمُّوا فعلاً تحت لوائِها إلى جنود يُحاربون أعداء الإسلام.
حينما قدمنا لأفغانستان أوَّل مرَّة رحَّب الأفغان بنا وبحكومتِها التي صنعناها لهم، هذا كان بالأمس، أمَّا في الغد فإنَّ الأمر مختلف بجدّ، ستطْلب المجالس المنتخبة لدوْلة الخلافة حديثًا - الَّتي تسيطر على معظم أنْحاء البلاد - من كل مسلم: أن يضطلِع بدوره في الجهاد ضدَّنا، عندئذ تتغيَّر أوْضاعنا من قوَّات كانت تحْظى بشرف نسبي، إلى قوَّات أسيرة شرَك كبير للغاية، ويضيق عليها هذا الشرك يومًا بعد يوم.
الحقيقة الجليَّة هي أنَّه لا يستطيع أي جيش في العالم، ولا أيَّة قوَّة عسكريَّة - مهما بلغت درجة تسليحها - أن تهزم "فكرة".
يجب أن نقرَّ بأنَّنا لا نستطيع أن نحرق قادة هذه الفِكْرة في كلّ بلاد الشَّرق الأوسط، ولا أن نحرق كتُبَها، أو ننشر أسرارها؛ ذلك لأنَّ هناك إجماعًا بين المسلمين على هذه الفكرة.
إنَّ الشرق الأوسط يواجه اليوم القوَّة الاقتصاديَّة الموحَّدة للدُّول الأوربيَّة، هذا صحيح، لكن عليْنا أن نعرِف أنَّه في الغد سيواجه الغرب القوَّة الموحَّدة لدولة الخلافة الخامسة.
ليسمح لي سيادة الرئيس "أوباما" أن أُبدي إليه بعض الملاحظات الهامَّة.
سيدي الرَّئيس:
إنَّ المعركة بين الإسلام والغرْب معركة حتميَّة لا يمكن تجنُّبها، وهي ذاتُ تاريخ قديم، ولا بدَّ أن نضعَ حدًّا لهذا الصراع، وليس أمامنا إلاَّ أن ندخل في مفاوضات سلام مع الإسلام.
إني أتوقَّع أن يخبرَك البعض بأنَّه من المستبعد تمامًا أن ندخُل في مفاوضات مع عدوّ متخيَّل اسمه "الخلافة الخامسة"، لكنَّه يجِب عليك كقائد عسكري وأنت تصوغ سياستك في التعامل مع الإسلام أن تعترِف بسخافة الادِّعاء بأنَّ الإسلام منقسم على نفسه، وأن تعترف كذلك بأن توحيد بلاد الإسلام تحت إمرة قائد كارزمي أمر محتمل.
إنَّه من المسلَّم به أنَّه يصعب محاربة شبح لا يمكن رؤيته، أو حتَّى الاعتقاد بوجوده، لكنَّ الأشدَّ صعوبةً هو أن تجِد هذا الشَّبح قد أصبح حقيقة واقعة لَم تحسب لها حساباتك، فإذا حدث ذلك - وهو ما تسعى إليه التَّنظيمات الجهاديَّة - سنكون قد وقعنا في شركٍ كبير آخَر، الملايين من المسلمين سيقِفون ضدَّنا، وعندئذ يصعبُ عليْنا التَّراجُع.
إنَّ معظم الأمريكيين يكرهون التَّعايش مع حرب طال أمدُها من أجل ضمان إقامة ديمقراطيَّة حرَّة في أفغانستان، أو من أجل مساندة أنظِمة في باكستان والعراق، ويكره الأمريكيون كذلك فكرة وجُود أمريكي دائم لمنْع احتمال تحقيق التَّنظيمات الجهاديَّة نصرًا حاسمًا عليْنا يُفقدنا نمط الحياة الذي نعيشه، إنَّنا شعب يملك إرادة قويَّة، ويجب ألاَّ ننتظر حتَّى تتحطَّم إرادتنا من قبل عدوٍّ يَملك إرادة أقوى.
إنَّنا نعيش مرحلة تتصارع فيها العاطفة مع الأيديولوجيا؛ لهذا فإنَّ الأمر يتطلَّب منا إحداث توافق مع الإسلام، قبل أن تَسيل شلالات الدِّماء من أجساد الأمريكيِّين، وهذا أمر قد يحدث قريبًا، يجب أن تكون لديْنا الحكمة فلا نضع أنفُسَنا في قلب الحرْب مع دولة الخلافة الخامسة، والأفضل لنا أن نقِف على حدودها، يجب أن نزِنَ أنفُسَنا جيِّدًا، يجب أن نفكِّر بضميرنا الخاص كأمريكيِّين، فليس من الحكمة أن نساند أنظِمة غير ديمقراطيَّة وعالية الفساد ضدَّ دولة الخلافة التي تصوغ سياستَها أصلاً وفق عقيدة تُحارب الفساد والقيادة غير الرَّاشدة، بأكثر ممَّا تحاربه المبادئ اليهوديَّة - المسيحيَّة الَّتي تتَّسم بالتسامح والتَّعاطف مع الخطيئة والمخطئين على السَّواء.
يا سيادة الرئيس:
علينا ألاَّ نخاف من قيام حكومة أمينة أيًّا كانت صفتها، إنَّ الَّذي علينا أن نَخافه هو قيادات تخون مبادئها الأساسيَّة.
إنَّنا مسؤولون يا سيادة الرئيس عن العديد من الصَّفقات التي تعمل على تمكين الفساد في دول الشرق الأوسط، وعن العديد من الخطوات غير العقلانيَّة التي اتَّخذناها لضمان بقاء الحكومات الفاسدة، إنَّه بإمكانِنا أن ننسحب من صراعٍ ظاهر الملامح بدلاً من أن ندخُل في حربٍ ضدَّ جيش غير منظور، وبمعنى أصحّ: ضد "فكرة"، إنَّنا إذا لم نعترِف بهذه الحقيقة، فعليْنا أن نتوقَّع هزيمة أو انسحابًا حتميًّا، عليْنا أن نعرف: مَن هذا الذي نحاربه؟ وما الذي نحارب من أجله؟ إنَّه عدو متسلح بدينه يُهاجِمُنا يومًا بعد يوم، هل نحن نحارب من أجل السَّيطرة على أراض ومقاطعات، أو نحارب فكرة حانَ وقتُها الآن تملؤها رغبة في الانتِقام منَّا؛ لقتلنا مئات الآلاف من الأرواح البريئة؟
الحقيقة هي أنَّنا نحارب الآنَ في أفغانستان أكبر بلاد العالم في تِجارة الهيروين، لصالح حكومة مِن أشدِّ حكومات العالم فسادًا، لقد انسحبْنا من العراق في وقتٍ بدأتْ فيه المصالحة الوطنيَّة تجني ثمارها، ورغْم ذلك تتصاعدُ الهجمات ضدَّ الجنود والمدنيِّين، ومع الأسف فإنَّ الحكومات الَّتي شكَّلْناها هناك هي ذاتها تُعتَبَر شكلاً جديدًا من الحكومات التي تسْعى إلى تأْخير وتَحطيم أُسُس الديمقراطيَّة الحرَّة.
إنَّنا لا نستطيع أن نملي مستقبل السياسة على الشرق الأوسط، أو نرسم سياستَنا لكي نضْمن فقط بقاء أنظمة بعينها، أو لضمان استِمرار إمدادنا بمصدر واحد، إنَّ مستقبلنا يكمن في التِّجارة مع عالم ينعم بالسَّلام، تتوافر فيه الوظائف لشعْبِنا، ويحدث فيه التقدُّم في التكنولوجيا والاختراعات، هذا هو الَّذي يصنع الفارق، دعنا نُحارب من أجل ذلك، وليس من أجل حكومات شيْطانيَّة.
سيدي الرئيس:
أشكرك لاستماعك إليَّ، وأنا فخور بأنِّي أعطيتُك صوتي في انتخابات الرِّئاسة الأخيرة".
JOE SHEA , THE WAR AGAINST THE CALIPHATE ,American Reporter Vol. 16, No. 3,857 - - January 19, 2010.
هذا هو نصّ رسالة "جو شيا" إلى الرئيس "أوباما" كما جاء في مقالته عن "الحرب ضدَّ الخلافة".