Tuesday, April 30, 2013

" رضا بلحاج"" حزب التحرير" لـ"التونسية": دولة الخلافة ليست للإخافة أو للخرافة..و حقيقة اغتيال "بلعيــد" موضـوع مقايضــــة

" رضا بلحاج"" حزب التحرير" لـ"التونسية": دولة الخلافة ليست للإخافة أو للخرافة..و حقيقة اغتيال "بلعيــد" موضـوع مقايضــــة

في تونس وصل الإسلاميون ولم يصــل الإسلام.. والعمامة لا تصنــع الإمامــــة
نحن ضدّ مسودّة الدستور لأنه غير إسلامــــي
لن نشارك في الانتخابات لأننا نرفض أن نكون شهود زور
حاورته: ريم بوقرّة
(تنويه: صياغة النص للصحفي وليست للاستاذ رضا بالحاج)
هو حزب يؤمن بالخلافة وتوظيف الشريعة الإسلامية في كل التشاريع خاصة منها الدستور. لا يؤمن بحدود سايس بيكو ولا بمفهوم الدولة الواحدة ويسعى إلى ترسيخ مفهوم الأمة الواحدة، «حزب التحرير» الذي عرف في تونس من خلال راية التوحيد السوداء يثير العديد من التساؤلات لا سيما انه حزب نشط سياسيا وله رأي في كل ما يدور بالبلاد والبلاد العربية بما أن قواعده ممتدة في جميع بلدان العالم الإسلامي وله طرح خاص به في جميع المسائل. ولاستجلاء نظرة هذا الحزب في مسائل السياسة التونسية والدستور ومدّ وجزر الحراك الاجتماعي والسياسي من اغتيال بلعيد الى السلفيين وتحييد المساجد وعلاقتهم بالسلطة وحركة النهضة والعديد من المسائل الأخرى كان لـ«التونسية» هذا الحوار مع رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم الحزب.
كيف تقدم لنا «حزب التحرير»؟
ـ «حزب التحرير» حزب سياسي مبدؤه الإسلام، معروف في العالم العربي والإسلامي له هوية فكرية وسياسية ثابتة وهي بصمة تميزه في الوسط الإسلامي والسياسي بصفة عامة ويتبنى بديلا إسلاميا مفصلا ألا وهو نظام الحكم ونظام إقتصادي واجتماعي لا يؤجله كما يفعل البعض. حزب التحرير يتبنى ما يكفيه بكل وضوح ولب هذا التبني هي الدولة الإسلامية بمفهوم دولة الخلافة. وهي دولة مميزة غاية التميز لأنها مأخوذة من أحكام شرعية مستنبطة ليست تجسيدا أو تمثيلا للتاريخ بل هي على منهاج النبوة والمعنى أن الحزب قام بعمل فكري وفقهي قوي واستنبط من مجموع الأدلة ما يكفيه لإقامة دولة عالمية مميزاتها السيادة للشرع والسلطة بيد الأمة بحيث أنها تنتخب من يحكمها وتقوم بكل الأعمال السياسية من خلال مجلس الشورى أو من خلال إقامة أحزاب . وفي تصورها كاملة الأركان والأجزاء وهي ليست مجرد أفكار عامة وإنما قواعد و أجهزة تفي بمتطلبات دولة لتحقيق ما نسميه الرعاية والكفاية والرفاه.
الخلافة هي من ثوابت الإسلام ولا يمكن لأي أحد دارس للإسلام وصادق مع نفسه أن يغيرها أو ينكرها لأنها ثابتة بالدليل من خلال القرآن والسنة أولا وثانيا من يقف ضدها يجد نفسه يتضاد مع النبوة لأن النبي (ص) قال «ثم تكون الخلافة على منهاج النبوة» ومن ثمة يجد نفسه أمام إشكالية منهجية هو يعيشها ولسنا نحن وهي انه سيأتي ببديل عن الدولة الإسلامية سيكون مهتزا وغير مؤصل في عقيدة وحضارة ووجدان الأمة. إذن الدولة المناسبة حسب القرآن والسنة واللازمة والواجبة هي دولة الخلافة. ولكن ولمزيد التأكيد للخصوم الذين يريدون التشويه أن دولة الخلافة ليست للإخافة آو للخرافة.
ما هو رأي الحزب في الديمقراطية؟
ـ بالنسبة لنا هي منهج كامل ليس فقط للحكم بل هي نظرة للحياة بحيث أنها قامت على إنسان لا يملك في ذمته وحيا ويصرف شؤونه بأقصى درجات عبقريته وهو أن يضع نظاما من عنده بأسلوب التمثيل وبالتالي يصبح الإنسان سيد نفسه ويضع القوانين كما يشاء ويغيرها كما يشاء. أما وفي ذمتنا نبوة ووحي فإنها تلغي هذه المنهجية لأن الوحي حدد لنا منهجا كاملا للحياة نحن نتقيد به ولذلك نجد أنفسنا نعرف الديمقراطية على أنها طراز خاص نشأ في الغرب في غياب اعتماد الدين جملة وتفصيلا بل ما سموه فصل الدين عن الحياة ونحن بالمقابل لنا منهجنا وهو الانبثاق من عقيدة المسلمين والأحكام الشرعية اللازمة للتطبيق.
لكن الديمقراطية مكنتكم من الوجود على الساحة السياسية ؟
ـ منهجية الديمقراطية دائما عندما تقال يراد استحضار ضدها لدى السامع أو المتكلم وهي الدكتاتورية .حين نرفض المنهج الديمقراطي أبدا لسنا مع الدكتاتورية بل نحن ضدها وهذه هي المسألة لأن القضية في هذه الثنائية التي بها الكثير من التضليل .فالإسلام فيه ما يكفي للانتخابات وإقامة 100 حزب ويزيد و100 مذهب ويزيد وفيه مجلس شورى ينتخب انتخابا صريحا ومباشرا ويحاسب ورأيه ملزم في الكثير من الأشياء. هي حياة سياسية ناضجة وكاملة لكنها ليست على المقياس الغربي. فالغرب خلق منهجيته ووصل بها الآن إلى الأزمة فهناك فكر سياسي في أوروبا وقد جاء في كتاب «مؤسسة الديمقراطية» لـ«جان لوال» كلام عن المأزق الأخلاقي للديمقراطية ولا بد لها أن تعترف أنها لم تنجح وأنها توهم الناس بالحرية لكن في النهاية تضيع لهم حقوقهم وهذه مسألة كبيرة في الفكر السياسي. فلماذا لا نأخذ نحن المسلمون منهجنا من القرآن الذي يحتوي على ما يكفي من التشاريع وإذا وجد تقاطع مع هذا أو ذاك فهذه مسألة أخرى.
هل تقصد حزب «النهضة»؟
ـ الكثير من التيارات و«النهضة» ارتضت أن تسير في هذا النهج صراحة وأصبح الكثيرون يقولون «أين الإسلام؟» فقد وصل الإسلاميون ولم يصل الإسلام. وهذا الأمر الحساس جعل البعض يخرج من الصراع بالبديل الإسلامي. بالنسبة إلينا يشرفنا البديل الإسلامي وأعطيناه ما يكفي من الجدارة بالتفصيل في الكفاح الفكري والسياسي واليوم نرى ثماره فالبديل الإسلامي تعج به كل الساحات في البلاد العربية والإسلامية وآخرها الثورة في سوريا فشعاراتها إسلامية بنسبة تفوق 90 بالمائة وإسلامية صريحة منها دولة الخلافة وحتى مفوض الأمم المتحدة أصبح يتكلم عن هذا ويقول إن الشعب والرأي العام يتحدث عن عكس ما نتحدث عنه نحن. وهذا ما يؤكد أن للمشروع الإسلامي مناصرين ونحن سباقين في رفع رؤوسنا بالطرح الإسلامي ولن نتخلى عنه وفي نفس الوقت لسنا في وضعية التهور ولا ردود الفعل وإنما في تقديم هذا بطريقة إيجابية تقنع وتخلق رأيا عاما لأن الدولة الإسلامية جاءت لتطبق أحكام الإسلام لا فقط جعلها مجرد شعارات.
هل هناك صراع بينكم وبين الإسلاميين الذين وصلوا للسلطة؟
ـ الإختلاف واضح وصريح يلاحظه الجميع لان القاعدة تقول «يعرف الرجال بالحق لا الحق بالرجال» ولذلك وكما قلنا أكثر من مرة «العمامة لا تصنع الإمامة» والصفة لا تصنع الموصوف. فقد تأخذ الصفة مثل صفة عالم أو شيخ مثلا لكن أنت لا تملك من مواصفاتها الكثير. إذن القضية بالنسبة لنا ليست شكلية فاليوم البديل الإسلامي الذي قامت من أجله الصحوة الإسلامية وضحت من اجله عشرات السنين وقدمت تضحيات رهيبة جدا لم يجد ثمرة هذا في الحكم وبالعكس تجد استنكافا منه وترددا ودخولا تحت عناوين خصومهم الليبراليين والعلمانية وحتى اللائكية قالوا تجوز ولا مشكل فيها ولا تخالف الإسلام والمدنية وما إلى ذلك وهذه كلها عناوين امتصت البديل الإسلامي. فالعربيّ عندما يضع مصطلحات تقف وراءها مرجعية كاملة لذلك عندما تدخل تحتها ولا يكون لك بديل في النهاية تستعمر وهذا الملاحظ الآن فكل الناس تشعر بخيبة لأن الطرح الإسلامي غائب في التعبير الرسمي أي في الحكومة والمجلس التأسيسي والرئاسة.
هل يعني هذا أن «النهضة» خانت المبادئ الإسلامية؟
ـ هي اختارت طريقها لكنني أؤكد أن أبناء الصحوة الإسلامية الذين يمثلون أتباع «النهضة» العاديين والذين خرجوا من السجون حديثا والذين ضحوا يشعرون أن هناك مسافة بينهم وبين طموحهم وما يرونه اليوم .فالصحوة الإسلامية سياق عام والتعبير الحزبي لـ«النهضة» أو غيرها غير قادر حتى على الإحاطة بأتباعها فكريا وإيديولوجيا ولذلك غاب الطرح التعبوي.
لو كنتم في السلطة ماذا ستفعلون؟ وكيف ستحكمون؟
هناك فرص مهدورة تجعل الأمور تتعقد وبالعكس السلطة بصدد تكبير الأزمات في الوقت الذي كان من المفروض أن تذلل الصعاب وكما قال الشاعر «الغلط إذا تركته تعدد وإذا أدركته تبدد». كانت هناك إمكانية تأسيس والعنوان من الأول مرحلة تأسيس وطرحوا مسألة الدستور لكنهم منذ البداية صرحوا أن الدستور خارج الشريعة وهذا تحد لمشاعر الناس وكان هذا جرحا عميقا في وجدان الناس والشريعة الإسلامية أشرف من أن توضع هذا الموضع ويقال عنها فتنة وهذا يعتبر خطأ منهجيا. وهناك ممكنات أخرى فبالإمكان أن نتعامل مع منطقة بجانبنا بها ثورة «عزيزة» وهي ليبيا ونستوفي ممكنات الوحدة او حتى أعمال واتفاقات قوية تفتح لنا آفاقا اقتصادية. فاليوم ذكر أن 112 مليار دولار تتداول خارج الحسابات الرسمية وذلك بالتهريب وكان من الممكن استيعابها عن طريق قرارات سياسية جريئة تبعد عنا صندوق النقد الدولي واستحقاقاته الكارثية. إذن لا توجد أعمال سياسية باتجاه الغاية والتي من الممكن ان تكون صعبة ولا تدركها لكنك تسير باتجاهها .و هذا الأمر لم يلاحظه الرأي العام بل أكثر من هذا لم يتحدثوا أصلا في البديل الإسلامي. وعندما قاموا باستشارة حول الدستور تحت إشراف الأمم المتحدة وجابوا المدن قالوا ان الدستور سوف يكون إسلاميا وهذا موثق عندنا وجاء أيضا على لسان الحبيب خضر لكنها كانت استشارات شكلية فقط لرفع اللوم. فإذا كان حزب التحرير في الحكم فإنه سيأخذ الأمور بجد فالحكم جده جد وهزله جد.
لماذا اتهمت بتجنيد الشباب للذهاب إلى سوريا ؟
ـ أولا أنا لم أذكر بإسمي وإنما وقع إقحام رقم هاتفي المعروف لدى الجميع مع اسم وعنوان مجهولين وكانت عملية دس وفيها درجة عالية من الخبث ولم يتجرأ من قام بهذا العمل الدنيء على ذكر اسمي أو صورتي لإحداث الإرباك. لكني أقول إن «حزب التحرير» عندما يقوم بعمل يقوم به مجاهرا ويتحمل مسؤوليته كاملة. فعندما دخلت أمريكا إلى العراق قمنا بحملة نشرات في تلك الفترة واعتبرنا التدخل عدوانا على الأمة رغم أننا ضد صدام حسين وضد نظام «البعث». قوة «حزب التحرير» في أنه يتبنى ما يقول ويفعل... الالتفاف والالتواء لا نعرفه. إذن نحن نؤيد الثورة في سوريا في حدها الأول باعتبارها ردا لعدوان وظلم من الحاكم كما تم في تونس ومصر وفي حدها الثاني والمميز عن الثورات السابقة وهي أنها إسلامية. ميدانيا الذين يقدمون الشهداء يوميا وبدرجة عالية من الذكاء والنضال هم أبناء الصحوة الإسلامية ومعروفون ويدعون إلى دولة إسلامية بطراز خاص وهذا يعرفه القاصي والداني.إذن بهذين المعنيين هناك التزام مع سوريا وهو التزام مبدئي وآخر أخلاقي. فاليوم نتكلم على 120 ألف قتيل في سوريا وهو رقم مهول بالإضافة إلى مليوني مشرد ومن الجانب الأخلاقي عيب على إنسان يأتي ضده بقطع النظر عمّا وقع ميدانيا.
الثورة في سوريا متروكة للأسف دوليا وكل ما يقال مزايدات وتصريحات. وإقليميا هناك تآمر على سوريا فالخليجيون وغيرهم لم يعجبهم العنوان الإسلامي وباسم الثورة يدخلون المرتزقة لتفكيك الثورة ويدربونهم في الأردن المتورطة تورطا رهيبا ويوصلونهم الى دمشق .هناك مؤامرة ومن هذا الباب أتت صرخة إخواننا لإعانتهم بالمال ولوجستيا وإعلاميا... يبقى السلاح وهو أمر غير سهل ويخضع للإرادة الدولية. عمليا أكثر من 65 بالمائة من جيش بشار انشق إذن بشار يحارب جيشه وشعبه. هذا الجيش المنشق استولى على مقرات عسكرية بها سلاح رهيب جدا وكفاهم الله مسالة التسلح من الخارج مع وجود إمكانية التهريب من لبنان وما إلى غير ذلك. وصفوت الزيات يقول ان السلاح بقي سلاحا دفاعيا ولم يصل بعد إلى سلاح هجومي.
ماهي مصادر تمويلكم؟
ـ «حزب التحرير» تمويله ذاتي وهذه قوته ولا يدخل تحت تمويل رجال الأعمال ولا رجال السياسة لأن المال سلطان وقوة. لدينا شبابنا الخيّرون الذين يملكون درجة عالية من التطوع في كل المناسبات.إذن هناك طاقة للتبرع بالإضافة إلى الإلتزامات الحزبية.
ماهو رأيكم في مسألة الجهاد ؟
ـ أي إنسان واع وراشد يريد القيام بعمل سواء الجهاد أو ما يعبر عنه بـ«دفع الصائل» تطوعا فلا تستطيع منعه لان هناك منطق أمة.
لكن هناك من يتحدث عن أموال تدفع لاستقطاب الشباب إلى سوريا، فكيف يكون جهادا بالمعنى المتعارف عليه والركن الأساسي ألا وهو موافقة الوالدين مفقودا؟
ـ أولا منطق الإجارة غير موجود فهذا العمل يتطلب إرادة وشجاعة وشهادة ومفهوم الموت... وليس بالبساطة التي يصورونها. ثانيا من أين سيأتون بالأموال التي يتحدثون عنها فهم لا يجدون السلاح حتى يجندون الناس وتسند لهم أموال. لكن الأصل أن من يريد الجهاد لا بد له أن يذهب وأهله راضون فأمران لا يغفران للشهيد ألا وهما الدين والوالدان. لكن هناك مبالغة في المقابل وأحيانا هناك انتحال أمومة كما شاهدنا مؤخرا في التلفاز كما ان هناك من قالوا أنهم يتشرفون بجهاد أبنائهم في سوريا. لكن الخطر في بعض الشبكات المخابرتية فمن يخرج لا يعرف من سيؤمنه فهناك من خرج بنية الجهاد وجد نفسه على سبيل المثال في الأردن يدرب ليقوم بأعمال قذرة في سوريا. أما ان يذهب إنسان بكامل إرادته ومقتنع فلا تستطيع المزايدة عليه فغيفارا ذهب لمحاربة الظلم في غير بلاده وهو يساري. فإذا هناك ثغرات لا بد من تأطيرها لكن دون المزايدة عليها.
ماهو موقف حزب التحرير من اغتيال شكري بلعيد؟ وهل تتهمون جهة معينة باغتياله؟
ـ كنا سباقين في صبيحة الإغتيال في إصدار بيان مفاده أن هذا الأمر في سياقه فوق العادي وبالتالي فهو عمل أقرب إلى المخابراتي من العمل الجنائي العادي وحتى شبه الرواية التي قدمت في ما بعد فارغة ولا تليق. إذن أهم شيء في المسالة هو الإختراق فأولا هناك نفس أزهقت وثانيا لم تبين الجهة الأصلية التي قامت بالعمل فما وقع اليوم يمكن أن يقع غدا. يعني منطق الماء المعكر غير مقبول والمهم في تأمين البلد إذا كنت بالفعل تؤمن أن الحكم أمانة لا بد من حل هذه الشفرة ويبدو أن الحقيقة موضوع مقايضة بين الجهات التي قامت بالإغتيال والسلطة. ونحن لنا مظنة في جهة أجنبية بالإستنتاج السياسي ولن اذكرها. وهي قامت بهذا الإختراق المرعب. ونحن أيضا أمام أمر آخر لا يقل خطورة وقع مع محمد لسعد عبيد النقابي المنشق حيث تعرض لتسمم في صفائح الدم والأطباء قالوا أن الأمر غير عادي ولا بد له من العلاج في الخارج. هي نقطة استفهام وتعجب. هنا أقول أن رعاية شؤون الأمة والبلد تقتضي أن يحيط الحاكم بكل الأمور وإن لم يحط بأمر فليتحمل مسؤوليته. فالسلطة إذا علمت مصيبة وإن لم تعلم مصيبة. وإذا علمت وأصبحت تقايض بالمعلومة هي اجبن من التصريح بها لأنها تخشى الجهة التي أتت الفعل. اليوم أنا اطرح أسئلة إلى الآن لم يقع تفكيك أية خلية مخابراتية في البلاد, أين الحس الامني الذي سيؤمن الثورة لأن لها خصوم وأعداء .أحس ان هناك قلبا ميتا يتيح لنا طرح كل الأسئلة الحارقة ونأمل ألاّ تبقى عالقة.
أنت تتهم السلطة بتورطها في اغتيال بلعيد؟
ـ هي متورطة بعلمها أو بغير علمها وأكثر من هذا فالمسألة يكتنفها الغموض فهم قدموا لنا الإغتيال من أقوال وأفعال تدل على درجة عالية من الحرفية وهو ما يفضح جانب المخابرات في المسألة ثم «التخريجة» التي أتوا بها لا تثبت أن من قدم هو القاتل الرئيسي وحتى وإن كان فإن المخابرات عندما تريد القتل تستطيع أن تجند حتى احد أفراد العائلة بينه وبين الضحية خلاف. يكفينا من الغباء السياسي.
ماهو رأيك في مسودة الدستور وكل ما يقال عنه ؟
ـ الدستور هو أم القوانين وبالتالي له صبغة منهجية ومنه تتفرع القوانين وبالتالي الأصل فيه أن تكون انبثاقاته من العقيدة الإسلامية بمعنى لا يعقل لأمة إسلامية في ذمتها مسؤولية عقائدية وأسبقية حضارية وهي أنها اكبر مدونة تشريعية في التاريخ البشري أن يترك كل هذا ويقول إنه سيبدأ من درجة الصفر ويقول سنكتب دستورا توافقيا أو يستأنس بالتجارب الغربية. لذلك منهجيا نحن ضد هذا الدستور باعتباره غير إسلامي. وهناك حرص شديد على تلغيم مواد الدستور بألفاظ تترك العديد من الثغرات وهذه المعركة القانونية المعروفة، فالبعض يريدها لمزيد من العلمانية في ما بعد والتي تمس المواقع الحساسة على غرار تثبيت كلمة المساواة بين المرأة والرجل في الدستور ويترتب عنه مخالفة التشريع وما سيترتب عنه من صراع أسري, هذا ويتهم البعض الإسلاميين أنهم يريدون زرع بعض الفخاخ التي يمكن أن تؤول وأؤكد أنها غير موجودة وإن وجدت فهي ضعيفة جدا. والأخطر أن هناك جهات دولية تفرض أشياء تجعلك تحت الوصاية الغربية.
أين تصنفون حزب التحرير؟هل انتم في شق المعارضة ؟
ـ نحن نصنف أنفسنا ضمن المفاجأة الإسلامية ومع البديل الحضاري الذي يتخلق في الحياة السياسية ويوشك ان يولد .و هناك عنوان جديد لم يحسب له احد حسابا في الحياة السياسية ألا وهو الثورة. إذن هناك مجال للبناء والرؤية والاستشراف وهذا ممكن والأمة لن تتركه.سيبقى كل شيء مفتوحا والعناوين ممكنة. اليوم وبفضل ما سيقع في سوريا وبإذن الله ستنجح الثورة والذي سيفتك سوريا سيفتك كل المنطقة وإن شاء الله لصالح الأمة والمسلمين. كل هذا سيعطي ممكنات جديدة ونحن نحاول قيادة هذه المرحلة بتقديم البديل الإسلامي وهو ممكن وممكن جدا.
هل ستشاركون في الانتخابات ؟
لن نشارك ولماذا نفعل؟... لن نكون شهداء زور.هم لم يتحدثوا معنا أصلا ومنذ قال راشد الغنوشي لا للشريعة مضوا في نهج بعيد عن الطرح الإسلامي. عندما يؤمنون الطرح الإسلامي سنشارك في الإنتخابات.
29/04/2013
صور: شرف الدين

الملحمة الكبرى

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
نشر موقع المصريون هذا المقال المميز للدكتور ياسر صابر، والمقال عن ثورة الشام المباركة وتتجلى فيه مفاهيم وحدة الأمة الإسلامية فجزاه الله خيرا الكاتب وجزاهم الله خيرا القائمون على الموقع على النشر، فما أحوج الأمة لهذه المقالات التي تكسر قيود الوطنيات المنتنة والمقالات التي توصف واقع الثورة السورية المباركة بشكل دقيق وفيه وعي سياسي عالي وإلتزام بقضايا الأمة الإسلامية :

الملحمة الكبرى
لقد فشلت كل محاولات أمريكا لسرقة ثورة الشام المباركة، كما فشلت أيضًا كل محاولاتها لشق الصف واختراق الثوار، وأيضًا خاب أملها فى إحتواء المقاتلين أو بعض منهم عن طريق المساعدات العسكرية الخليجية، وكانت آخر خيبة تصاب بها أمريكا متمثلة فى لفظ أهل الشام للائتلاف الوطنى الذى شكلته أمريكا بقيادة معاذ الخطيب.
لقد جن جنون أمريكا والغرب من التقدم الكبير الذى يحرزه الثوار على الأرض، والذى غنموا على أثره أسلحة هائلة جعلت فى إمكانهم حسم الصراع دون الإلتفات إلى أى مساعدات خارجية، بالإضافة إلى الوعى الذى تحلى به الثوار والذى ظهر جليًا فى مطالبهم وأهدافهم التى لم تكتف بإسقاط النظام على غرار الثورات التى سبقتها، بل بإقامة دولة الإسلام على أرض الشام. ومما أفقد أمريكا عقلها، هو وعى ثوار الشام على مخططاتها، وبأنها هى التى تقف خلف نظام الأسد المجرم فى إبادته لشعبه، وظهر هذا جليًا حين اختار الثوار لإحدى جمعهم عنوانًا واضحًا "أمريكا ألم يشبع حقدك من دمائنا". أمام هذه المعطيات أدرك الغرب بقيادة أمريكا أن ثورة الشام فى طريقها للانتصار، بإزالة النظام العلمانى وإقامة دولة الإسلام، مما يعنى القضاء على المشروع الاستعماري الرأسمالي للأبد.
إن العقلية التى تفكر بها أمريكا اليوم هى نفسها العقلية التى سولت لكفار مكة قتل رسول الله (ص) يوم هجرته، لذلك فهى قد حسمت أمرها على المواجهة العسكرية بعد أن فقدت أملها فى القضاء على ثورة الشام، للحيلولة دون عودة الإسلام متمثلًا فى دولته التى بدأها سيد ولد آدم فى المدينة وقضى عليها الغرب على يد عميله أتاتورك، وينادى بها الآن أبطال الشام، والشواهد على ذلك كثيرة فقد قام البرلمان التركى قبل شهرين بإعطاء تفويض للحكومة بالتدخل فى سورية، تبع ذلك قيام حلف الناتو هذا الشهر بالموافقة على نشر صوارخ باتريوت على الحدود السورية التركية، ونشر 1000 جندى من ألمانيا وهولندا وأمريكا فى كل من "كهرمان ماراس"، "أضنة" و"غازى عنتاب"، بالإضافة إلى وصول عناصر عسكرية أمريكية سرًا إلى الأردن، ثم دندنة أمريكا وأوروبا بشأن الأسلحة الكيماوية، ووضع جبهة النصرة على قوائم الإرهاب الأمريكية، وأخيرًا وليس آخر تحرك سفن حربية روسية تجاه السواحل السورية وإجراء مناورات هناك، فكل هذه الشواهد تؤكد أن أمريكا حسمت أمرها بالتدخل العسكرى فى سورية ليس من أجل الدفاع عن شعبها، بل من أجل الحيلولة دون أن يقطف أهل الثورة ثمرة تضحياتهم، بإقامة نظام الإسلام الذى يمثلهم.
إن قيام الغرب بمثل هذا العمل يعتبر مغامرة غير محسوبة، ولكنهم يرون أنها الإجراء الأخير للحيلولة دون قيام دولة الإسلام التى ستسحب البساط من تحت أرجل الغرب وتوجه الضربة القاضية لحضارة الشر الرأسمالية التى أنهكت شعوب العالم قاطبة بما فيها الشعوب الغربية نفسها.
إن إقدام الغرب على الدخول فى موقعة عسكرية على أرض الشام بنفسه بعد فشل عملائه، هو عمل موجه إلى الأمة كلها، لذلك لايجوز لأحد أن ينظر إليه على أنه خاص بأهل الشام، بل هو تعدٍ على الأمة قاطبة. وستكون الملحمة التى شاء الله أن تدخلها الأمة على غير ميعاد، تمامًا كبدر الأولى يوم الفرقان "لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ". ولهذه الملحمة يجب أن تستعد الأمة بكل أطيافها، فلايجوز لأحد التقاعس عن نصرة أهل الشام بكل ماأوتى من قوة، بل يجب على الجميع أن يكون مكانهم فسطاط المؤمنين المدافعين عن الأمة العاملين لإعلاء شأنها بإقامة دولة الإسلام.
قال رسول الله (ص) "يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين، بأرض يقال لها الغوطة، فيها مدينة يقال لها دمشق، خير منازل المسلمين يومئذ" أخرجه الحاكم

حكام العرب العملاء يواصلون مساعيهم لتصفية قضية فلسطين بالسلام المذل

حكام العرب العملاء يواصلون مساعيهم لتصفية قضية فلسطين بالسلام المذل
رحب يهود بتأكيد رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد، قبول الجامعة العربية بفكرة تبادل الأراضي بين "إسرائيل" والفلسطينيين من أجل إنهاء النزاع على أساس مبدأ "دولتين لشعبين"، تفصل بينهما حدود 1967.
من الواضح أنّ الغرب وعملاءه الحكام يبذلون جهودا كبيرة من أجل تصفية قضية فلسطين وذلك سعيا منهم لترسيخ كيان يهود وتهدئة المنطقة وتمرير مخططات الغرب لتأخير الحتمي القادم، وهو دولة الخلافة التي باتوا يرونها قاب قوسين أو أدنى وخاصة في الشام، ولكن الله غالب على أمره وسيبوء هؤلاء بالخزي والعار.
30/4/2013

سلسلة حلقات لماذا حزب التحرير ح1 ح2

سلسلة حلقات لماذا حزب التحرير ح1

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، أحييكم بتحية الإسلام احبتنا الكرام، مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، وحضور قاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير بتحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لماذا حزب التحرير؟
ظهر حزب التحرير في منتصف القرن الماضي، القرن العشرين، يحمل دعوة للناس جديدة، يحيي فكرة نسيها الناس وبعضهم تناساها، ظهر حزب التحرير على يد الشيخ المؤسس أبي إبراهيم، الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله وأحسن إليه ورفع درجته، وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
في أوائل خمسينيات القرن الماضي، في منتصف القرن العشرين ظهر حزب التحرير، بعدما كانت دياجير الجهل تخيم على الأمة الإسلامية، لا تكاد تجد في القرية أو البلد أو المدينة عالماً واعياً مخلصاً مدركاً لأحكام الإسلام، مدركاً لواقع الأمة الإسلامية، قادراً على تنزيل أحكام الإسلام وأفكاره على الواقع، في هذا الظرف الذي كانت فيه أمريكا هي الدولة الأولى في العالم وتنافسها روسيا في هذا الموقف الدولي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ببضع سنوات؛ كان العالم يتخبط في هذا الوقت، ظهر حزب التحرير، ظهر الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله بكتلة سماها حزب التحرير، ليحرر أمة الإسلام من استعمار جثم على صدرها بضعة عقود من الزمن، بعدما تمكن رأس الكفر بريطانيا من هدم دولة الخلافة الإسلامية، بمساعدة من خونة العرب والأتراك، الذين ثاروا على الدولة الإسلامية، دولة الخلافة الإسلامية، ظهر حزب التحرير بقيادة الشيخ تقي الدين النبهاني أبي إبراهيم رحمه الله تعالى وأحسن إليه.
ربما في ذلك الوقت لم يدرك أكثر الناس أهمية حزب التحرير، وربما أيضا بعدها بعقود لم يدرك أكثر الناس أهمية حزب التحرير، هذه الأيام؛ أيام الربيع العربي، التي يسمونها الربيع العربي، بدأ كثير من الناس يدركون أهمية حزب التحرير، ويدركون أنه الرائد الذي لا يكذب أهله، ويدركون المعاناة التي عاناها حزب التحرير لستة عقود مضت، وهو يحاول تفهيم الأمة دينها ومبدأها وعقيدتها، حزب التحرير بقيادة الشيخ تقي الدين النبهاني أولاً، ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى، فخلفه الشيخ أبو يوسف عبد القديم زلوم، رحمه الله وأحسن إليه، وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، خلفه في قيادة حزب التحرير، وقام بأدوار كبيرة عظيمة خلال إمارته حزبَ التحرير، ثم تلاه بعد ذلك العالم الجليل أبو ياسين، عطاء بن خليل أبو الرشتة، منذ عام 2003 ميلادية، في الألفية الثالثة، في القرن الحادي والعشرين، قاد أبو ياسين، العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، حزب التحرير، وضرب جذوره في العالم، بل بسط أجنحته على قارات العالم الخمس.
هذا حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله، حزب التحرير الواعي على الواقع، الواعي على الإسلام، الواعي سياسياً، حزب التحرير المخلص، الذي اتخذ العقيدة الإسلامية أساساً لفكره وشعوره ومقاييسه وقناعاته، وأساساً لعمله. حزب التحرير الواعي المخلص الذي ثبت على فكرته منذ أول يوم وجد فيه على يد مؤسسه تقي الدين النبهاني رحمه الله، ومروراً بأبي يوسف عبد القديم زلوم رحمه الله، وحالياً بقيادة أبي ياسين الشيخ العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، بسط أجنحته على العالم بوعيه وإخلاصه.
كانت هذه أيها الكرام مقدمة لسلسلة حلقات نقدمها لكم إن شاء الله بعنوان:
لماذا حزب التحرير
حزب التحرير كما قلنا أول ما نشأ، نشأ في دياجير الجهل والظلام بعد غياب عقود عن حكم الإسلام، وبعد قرون من انحطاط مرت به الأمة الإسلامية وجد حزب التحرير.
فلنعرف إذن لماذا حزب التحرير؟

لماذا حزب التحرير ح2
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن اهتدى بهديه بإحسان وعلى بصيرة وإلى يوم الدين. أما بعد، فبتحية الإسلام أحييكم مستمعينا الكرام، مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، وحضورنا الأفاضل، حضور قاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ونلتقي بكم مع حلقة جديدة من حلقات: لماذا حزب التحرير؟
حزب التحرير حزب تقي نقي، قام على الفكرة الإسلامية وجعلها أساساً لتكتله، ومقياساً لأعماله، وقاعدة لأفكاره ومفاهيمه، حزب التحرير لا يقبل في عضويته إلا التقي النقي، شباب حزب التحرير وشاباته يجعلون التقوى أساساً لأعمالهم وأقوالهم، معتمدين على الدليل يدورون معه حيث دار، يدورون مع الحكم الشرعي أينما دار، لا يرون المصلحة إلا فيما اقتضاه الحكم الشرعي، ولو كان على حساب دنياهم، ولو على حساب أهليهم وأولادهم، ولو على حساب أنفسهم، ولو على حساب وظائفهم وأعمالهم الدنيوية. كثير منهم قضى شطر عمره في غياهب السجون في سبيل حمل الدعوة كما حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يحيدون عنها قيد شعرة، والآخرون منهم عاشوا مشردين عن بيوتهم وأولادهم وأهليهم، وكثير منهم قضى نحبه ثباتاً على هذه الدعوة تحت التعذيب في غياهب السجون، غير الذين أعدمهم حكام مرحلة الحكم الجبري في بلاد المسلمين، إنهم يبتغون بذلك وجه الله تعالى ورضوانه، والفوز بجنته، أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما فعل صحابته الكرام رضي الله عنه، فمنهم من قضى نحبه في سبيل حمل دعوة الإسلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده، ومنهم من عُذّب، ومنهم من شُرِّدَ، ومنهم من جُرّد من ماله ودنياه، رضي الله عنهم أجمعين.
حزب التحرير التقي النقي، أنشأه التقي النقي تقي الدين النبهاني رحمه الله، ولا نزكي على الله أحداً، عاش كثيراً من أيام عمره في سجون الظالمين، وما بقي من أيامه عاشها مشرداً بعيداً عن أهله وولده، كل ذلك لتستمر هذه الدعوة لتبلغ شأوها ومنتهاها.
لقد قال رحمه الله كلماته المشهورات رداً على كلوب باشا: كسرات خبز يابسات خير لي من الدنيا وما فيها. رحمه الله تعالى وأحسن إليه.
وبعد انتقاله للرفيق الأعلى تسلم مقاليد الأمور في حزب التحرير التقي النقي عبد القديم زلوم رحمه الله، ولا نزكي على الله أحدا، رفيق الشيخ تقي الدين النبهاني في حمل الدعوة والتضحية في سبيلها، من اعتقال وسجن وتشريد حتى أخريات أيام عمره رحمه الله، إنه العالم الجليل المجتهد أبو يوسف عبد القديم زلوم.
وبعد انتقاله للرفيق الأعلى تسلم مقاليد الأمور في حزب التحرير التقي النقي العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، ولا نزكي على الله أحداً، الذي قضى من حياته في سجون الظالمين أكثر مما قضاه خارجها؛ في الأردن والسعودية والعراق وليبيا، كل ذلك في سبيل حمل هذه الدعوة.
لم يكن للدنيا في قلبه مكان، لاستيلاء هذه الدعوة الخالصة لله تعالى على قلبه وجنانه، عمر قلبه بالله تعالى وبمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتجلت التقوى في كل عمل من أعماله، وفي كل قول من أقواله، وما شهدنا إلا بما علمنا، ولا نزكي على الله أحدا.
ومع دراساته الهندسية، درس الإسلام بعلومه المختلفة من منبعه الصافي حتى صار مجتهداً، وله في ذلك المؤلفات الكثيرة، قضى ما مضى من عمره المديد بإذن الله، مؤثراً الآخرة على الدنيا، متمثلاً سيرة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسيرة صحبه الكرام، والخلفاء الراشدين المهديين من بعده.
نسأل الله تعالى أن يمكن لأمة الإسلام على يديه، وأن ينصر به هذا الدين، ويعيد سيرة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلا يرضى أن تعثر بغلة في طريق من طرق بلاد الإسلام الشاسعة. نسأل الله تعالى أن ينصر حزب التحرير فيقيم دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فيقيم العدل في الأرض، فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً، ويرفع الضيم والظلم والاستعباد الذي خلفه المبدأ الرأسمالي في جنبات الأرض، ويحقق السعادة للبشر أجمعين بحكم الإسلام، وبحكم الله تعالى في الأرض، ويحقق العزة والكرامة لأمة الإسلام، إنه حزب التحرير، الحزب التقي النقي، الذي جعل التقوى أساساً لكل شيء في أعماله وأقواله، وسلوكه وتصرفاته، حزب التحرير الذي جعل التقوى أساساً ونبراساً سيجعلها كذلك في الحكم بما أنزل الله، وفي رعاية شؤون الناس.
نسأل الله تعالى مرة أخرى أن يمكن له في الأرض، وأن يمكن لأميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، ليعيد سيرة الخلفاء الراشدين المهديين بإذن الله سبحانه وتعالى.
إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.
قدمنا لكم من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، حلقة من حلقات:
لماذا حزب التحرير؟
هذا أبو محمد خليفة يحييكم، وإلى اللقاء في حلقة قادمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
وقاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير.
 20 من جمادى الثانية 1434 الموافق 2013/04/30م