Tuesday, April 30, 2013

الملحمة الكبرى

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
نشر موقع المصريون هذا المقال المميز للدكتور ياسر صابر، والمقال عن ثورة الشام المباركة وتتجلى فيه مفاهيم وحدة الأمة الإسلامية فجزاه الله خيرا الكاتب وجزاهم الله خيرا القائمون على الموقع على النشر، فما أحوج الأمة لهذه المقالات التي تكسر قيود الوطنيات المنتنة والمقالات التي توصف واقع الثورة السورية المباركة بشكل دقيق وفيه وعي سياسي عالي وإلتزام بقضايا الأمة الإسلامية :

الملحمة الكبرى
لقد فشلت كل محاولات أمريكا لسرقة ثورة الشام المباركة، كما فشلت أيضًا كل محاولاتها لشق الصف واختراق الثوار، وأيضًا خاب أملها فى إحتواء المقاتلين أو بعض منهم عن طريق المساعدات العسكرية الخليجية، وكانت آخر خيبة تصاب بها أمريكا متمثلة فى لفظ أهل الشام للائتلاف الوطنى الذى شكلته أمريكا بقيادة معاذ الخطيب.
لقد جن جنون أمريكا والغرب من التقدم الكبير الذى يحرزه الثوار على الأرض، والذى غنموا على أثره أسلحة هائلة جعلت فى إمكانهم حسم الصراع دون الإلتفات إلى أى مساعدات خارجية، بالإضافة إلى الوعى الذى تحلى به الثوار والذى ظهر جليًا فى مطالبهم وأهدافهم التى لم تكتف بإسقاط النظام على غرار الثورات التى سبقتها، بل بإقامة دولة الإسلام على أرض الشام. ومما أفقد أمريكا عقلها، هو وعى ثوار الشام على مخططاتها، وبأنها هى التى تقف خلف نظام الأسد المجرم فى إبادته لشعبه، وظهر هذا جليًا حين اختار الثوار لإحدى جمعهم عنوانًا واضحًا "أمريكا ألم يشبع حقدك من دمائنا". أمام هذه المعطيات أدرك الغرب بقيادة أمريكا أن ثورة الشام فى طريقها للانتصار، بإزالة النظام العلمانى وإقامة دولة الإسلام، مما يعنى القضاء على المشروع الاستعماري الرأسمالي للأبد.
إن العقلية التى تفكر بها أمريكا اليوم هى نفسها العقلية التى سولت لكفار مكة قتل رسول الله (ص) يوم هجرته، لذلك فهى قد حسمت أمرها على المواجهة العسكرية بعد أن فقدت أملها فى القضاء على ثورة الشام، للحيلولة دون عودة الإسلام متمثلًا فى دولته التى بدأها سيد ولد آدم فى المدينة وقضى عليها الغرب على يد عميله أتاتورك، وينادى بها الآن أبطال الشام، والشواهد على ذلك كثيرة فقد قام البرلمان التركى قبل شهرين بإعطاء تفويض للحكومة بالتدخل فى سورية، تبع ذلك قيام حلف الناتو هذا الشهر بالموافقة على نشر صوارخ باتريوت على الحدود السورية التركية، ونشر 1000 جندى من ألمانيا وهولندا وأمريكا فى كل من "كهرمان ماراس"، "أضنة" و"غازى عنتاب"، بالإضافة إلى وصول عناصر عسكرية أمريكية سرًا إلى الأردن، ثم دندنة أمريكا وأوروبا بشأن الأسلحة الكيماوية، ووضع جبهة النصرة على قوائم الإرهاب الأمريكية، وأخيرًا وليس آخر تحرك سفن حربية روسية تجاه السواحل السورية وإجراء مناورات هناك، فكل هذه الشواهد تؤكد أن أمريكا حسمت أمرها بالتدخل العسكرى فى سورية ليس من أجل الدفاع عن شعبها، بل من أجل الحيلولة دون أن يقطف أهل الثورة ثمرة تضحياتهم، بإقامة نظام الإسلام الذى يمثلهم.
إن قيام الغرب بمثل هذا العمل يعتبر مغامرة غير محسوبة، ولكنهم يرون أنها الإجراء الأخير للحيلولة دون قيام دولة الإسلام التى ستسحب البساط من تحت أرجل الغرب وتوجه الضربة القاضية لحضارة الشر الرأسمالية التى أنهكت شعوب العالم قاطبة بما فيها الشعوب الغربية نفسها.
إن إقدام الغرب على الدخول فى موقعة عسكرية على أرض الشام بنفسه بعد فشل عملائه، هو عمل موجه إلى الأمة كلها، لذلك لايجوز لأحد أن ينظر إليه على أنه خاص بأهل الشام، بل هو تعدٍ على الأمة قاطبة. وستكون الملحمة التى شاء الله أن تدخلها الأمة على غير ميعاد، تمامًا كبدر الأولى يوم الفرقان "لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ". ولهذه الملحمة يجب أن تستعد الأمة بكل أطيافها، فلايجوز لأحد التقاعس عن نصرة أهل الشام بكل ماأوتى من قوة، بل يجب على الجميع أن يكون مكانهم فسطاط المؤمنين المدافعين عن الأمة العاملين لإعلاء شأنها بإقامة دولة الإسلام.
قال رسول الله (ص) "يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين، بأرض يقال لها الغوطة، فيها مدينة يقال لها دمشق، خير منازل المسلمين يومئذ" أخرجه الحاكم

No comments:

Post a Comment