Wednesday, August 26, 2020

جريدة الراية: النظام المصري يشرعن تجارة المخدرات والسلاح والدعارة

 

جريدة الراية: النظام المصري يشرعن تجارة المخدرات والسلاح والدعارة

 

  7 من محرم 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 26 آب/أغسطس 2020مـ

في سابقة جديدة من نوعها أعلنت مؤخرا مصلحة الضرائب المصرية على لسان رئيس إدارتها المركزية سعيد فؤاد، تطبيق قانون ضريبة الدخل على تجار المخدرات والسلاح والدعارة في حال القبض عليهم. وبكل شموخ وفخر شرح المسؤول الحكومي الكيفية التي سيحاسب بها تجار الأعمال غير المشروعة في حال اعتراف التاجر بمزاولة النشاط منذ مدة معينة، وكيف سيتم أخذ ضريبة منه على هذه المدة التي عمل بها، بل وأكثر من ذلك يقول السيد المسؤول: "إننا سنناقش التاجر لنعرف بكم تاجَر وكم كسب؛ وبناء على إقراره سنحدد قيمة الضريبة". وهذا في حد ذاته يعتبر تقنيناً لبيع المخدرات والسلاح وممارسة الدعارة وإن ادعى النظام خلاف ذلك، وهو إيحاء للمخالفين المتاجرين في الأمور غير المشروعة بأن الدولة على استعداد لتقبل أنشطتهم؛ لأجل الحصول على ضرائب تُقدر بمليارات الجنيهات لتمويل عجز الموازنة المتزايد.

إذا كان النظام في حاجة إلى المال وزيادة مداخيل الدولة من خلال فرض ضريبة على المال الحرام، فهذا مبرر لا يمكن قبوله لأن القانون يتيح للنظام إمكانية مصادرة أموال الخارجين على القانون كلها وليس فقط تحصيل جزء منها من خلال الضريبة، مما يؤكد على أن القصد الأساسي من هذه الخطوة هو شرعنة تجارة المخدرات والسلاح والدعارة، ويبدو أن هذا ما يسعى له النظام. فالنظام يقوم بمصادرة أموال من يتهمهم بالقيام بأعمال إرهابية أو بتمويل الإرهاب، ولم يلجأ لفرض ضريبة دخل على أموالهم كما يفعل الآن مع تجار المخدرات والسلاح والدعارة.

لا غرابة أن يصدر هكذا قرار من نظام أبعد ما يكون عن أحكام الإسلام، بل هو يحارب الإسلام ويشرعن للفساد والمحسوبية قانونا، ويدور كل المسؤولين فيه في حلقة مفرغة، فمهما كانت خبرتهم عظيمة في اختصاصاتهم، فالمعالجات التي ينشدونها لا تهدف إلا للجباية وتحصيل المال بأي طريقة، وما دامت معالجاتهم غير منبثقة من عقيدة الأمة، فهي معالجات فاشلة لدولة فاشلة.

إن هذا القرار بفرض ضريبة على المحرمات ما هو إلا نتيجة حالة الضياع والتخبط التي تعيشها مصر في ظل نظام السيسي الذي يرتكز على مشاريع استثمارية موهومة وقروض ربوية كغطاء لنهب المال العام، فلا تلك المشاريع ولا هذه القروض حققت زيادة في الإنتاج بشكل مباشر أو غير مباشر، ولا قامت بتوفير البنى التحتية الجاذبة للاستثمار، ولا أقامت مشاريع لتأهيل العمالة المحلية أو تجويد التعليم أو تمويل البحث العلمي، بل تسببت في رهن البلاد والعباد للغرب الكافر من خلال إملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين. وتشريع هكذا ضريبة لا يمكن أن يكون نهج دولة تحترم نفسها، بل هو نهج جماعات المافيا، فلا عجب أن نجد النظام وقد انقلب على كل القيم والأخلاق والأعراف، ولا عجب أن تتفنن هذه العصابة الحاكمة في تقنين الجرائم والمحرمات ما دامت تدفع الإتاوات المسماة في عرفهم بالضرائب.

إن جل ما يقوم به نظام السيسي على المستوى التشريعي والتنفيذي وكل ما سوف نراه في قابل الأيام، هو نتاج البعد عن أحكام الشريعة الغراء، وتبني النظام الرأسمالي العفن، فضلا عن ثلاثية (الاستبداد والفساد والتبعية). هذه الرأسمالية وتلك العلل الثلاث هي الجذور التي تحتاج من أبناء الكنانة العمل الجاد على خلعها من جذورها وبأشخاصها. وقد بات من الملاحظ أن النظام يبحث عن أموال من أي مكان وبأي طريقة حتى لو كانت غير مشروعة لتثبيت كرسي حكمه المعوج، وهو ما يؤكد أننا أمام عصابة أو شبه دولة كما وصف السيسي نفسه نظامه الحاكم، فهو يحلم في ليله وصباحه بالأموال، وقد عبر عن أمنياته أن يستطيع توفير مائة مليار دولار حتى (يركنها على جنب)! وقد أسس صندوق (تحيا مصر) الذي فرض من خلاله إتاوات على رجال الأعمال بالإكراه، رغم تعثر مشاريعهم وتعثر الحالة الاقتصادية في البلاد بشكل عام، كما أنشأ (صندوق مصر السيادي) وهو صندوق لا يخضع لأي عمليات رقابة مالية أو برلمانية حسب قانون تأسيسه، ويهدف لبيع أصول الدولة لتسديد قيمة الديون المتراكمة التي تسبب فيها النظام ويدفع فاتورتها الشعب المسكين.

لم تكن الضرائب السابقة على المخدرات والدعارة والسلاح هي الوحيدة التي لجأ إليها النظام لملء صناديقه النهمة للأموال، بل إنه فرض عبر قوانين وقرارات جديدة العديد من الرسوم والضرائب الجديدة التي تثقل كاهل الناس ولم تراع الظروف التي تمر بها مصر في ظل جائحة كورونا.

وبرغم أننا نعلم أن هذا النظام كغيره من أنظمة الكفر والظلم في بلاد المسلمين لا يتحرى الحلال والحرام في معاملاته، ولا يلتفت لذلك ولا يعيره اهتماما، فهو قد أطلق أبواقه لتهاجم الإسلام وأحكامه بحجة الحرب على الإرهاب، بل وولغ في دماء الناس واستهان بحرماتهم وألقى بمن يعارضه في المعتقلات والسجون، واستعان ببعض المشايخ في دار الإفتاء والأزهر ليبيحوا ما حرم الله في فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان! وبرغم ذلك فإننا لن نتوقف عن تبيان الحكم الشرعي في كل تصرفاته ليتبين الناس أن هكذا نظام لا يمكن السكوت عليه، وأنه لا بد من العمل الجاد المخلص لخلع هذا النظام المجرم من جذوره وإقامة نظام الإسلام الممثل في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

بقلم: الأستاذ حامد عبد العزيز

جريدة الراية:  لا زالت النساء المسلمات يعانين في آسيا الصغرى قرغيزستان نموذجاً

 

جريدة الراية:  لا زالت النساء المسلمات يعانين في آسيا الصغرى قرغيزستان نموذجاً

 

  7 من محرم 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 26 آب/أغسطس 2020مـ

قرغيزستان دولة تقع في آسيا الوسطى، وهي ذات تضاريس جبلية تحدها كازاخستان شمالا، وأوزبيكستان من الغرب والجنوب الغربي، وطاجيكستان من الجنوب الشرقي والصين شرقا. عاصمتها وأكبر مدنها هي مدينة بيشكك. ويشكل القرغيز غالبية سكان البلاد البالغ عددهم ستة ملايين نسمة، ويليهم أقليات كبيرة من الأوزبيك والروس.

عُرفت هذه المنطقة عند المسلمين بوادي فرغانة، الذي يشغل وسط قرغيزيا حالياً، وقد وصل الإسلام هذا الإقليم بعد أن فتح المسلمون خرسان، وقام العديد من التجار بنشر الإسلام في منطقة فرغانة.

تتبع قرغيزيا الآن الإدارة الدينية لوسط آسيا وكازاخستان، ومقرها مدينة طشقند، ويتعلم القرغيز اللغة الروسية إلى جانب لغتهم الوطنية التي تكتب بحروف روسية، وكانت لغة تكتب بحروف عربية قبل التحول إلى الحروف اللاتينية، والقرغيزية لهجة تترية تنتمي إلى أصول تركية. وقد تلاشت المدارس الإسلامية بقرغيزيا ونقص عدد المساجد إلى 23 مسجداً في ظل الحكم الروسي، وعند انهيار الاتحاد السوفيتي، أصبحت قرغيزيا جمهورية مستقلة. ويقدر عدد المسلمين فيها حوالي 88% من جملة السكان في 2011. ورغم هذه الأغلبية المسلمة فإن دستورها الذي أقر في أيار/مايو 1993 ينص على أنها دولة علمانية، وذلك تماشياً مع القلق الذي كانت تشعر به حكومة الجمهورية السوفيتية السابقة إزاء المظاهر الدينية والجماعات الإسلامية.

وفي قرغيزستان، مثلها مثل بقية الجمهوريات في آسيا الوسطى، يتعرض المسلمون للاضطهاد والظلم والملاحقة، حيث تحاول السلطات الحاليّة كبح الإسلام من خلال فرض قيود على الحريات الدينية والشخصية - أبرزها حظر الأحزاب السياسية القائمة على أساس ديني - واعتقال المعارضين لهذه السياسات في إطار حملتها على ما أسمته "التطرف الديني". وكذلك فإن حظر الحجاب في المدارس جعل النساء المسلمات يتركن التقيد بالأحكام الشرعية بحجة التقدم والحضارة، خاصة أنها أقل تأثرا بالعولمة من جاراتها مثل أوزبيكستان مثلا.

فكما نرى فللنساء نصيب في تلك الحرب، حيث حورب اللباس الشرعي. وكما ادعى رئيس قرغيزستان ألمازبيك أتامباييف، بمداخلته في الجدل الوطني الدائر حول الهوية الثقافية أن من تلبس اللباس الإسلامي هي مشروع إرهابية، حيث قال: "يمكن للنساء أن يتطرفن ليُصبحن إرهابيات إذا ارتدين زياً إسلامياً". وهاجم خلال حديثه في مؤتمر صحفي من ينتقدون في بلاده النساء اللاتي يرتدين ملابس سافرة.

وحيث إن حزب التحرير يُعتبر منظمة متطرفة محظورة في جمهورية قرغيزستان مثل بقية جمهوريات آسيا الوسطى ودول أخرى في العالم، فإن نصيب حملة الدعوة من هذه الملاحقة والاضطهاد كبير. فهم يتعرضون باستمرار للمضايقات الأمنية ويخضعون للتحقيقات والاعتقالات وتفتيش المنازل والمراقبة... والنساء هناك كذلك ملاحقات، ويُعتقلن وتُلفق أحيانا لهن القضايا لمجرد أنهن أعضاء في الحزب.

ففي شباط/فبراير 2016 ألقت الشرطة القبض على 20 سيدة في مدينة كاراسو في منطقة أوش في قرغيزستان بسبب الاشتباه بعلاقتهن بحزب التحرير؛ ما دفع شباب الحزب لتنظيم حملة للاستسلام الطوعي للسلطات الأمنية وهم مقيدو الأيدي لإحراج السلطات رافعين شعار: "نرفض العيش وفق طريقة الحياة هذه؛ أبعدوا أياديكم القذرة عن أخواتنا المسلمات! اعتقلونا! أوقفوا تعذيب المسلمين بتهمة انتمائهم لحزب التحرير".

وكذلك قامت السلطات بسجن العشرات من النساء ولفترات طويلة، بتهمة العضوية في حزب التحرير. ففي بيشكيك، حكم على امرأة بالسجن لثماني سنوات على الرغم من أن لديها ابنة معاقة تقوم على رعايتها. وسجنت أخرى بين يديها طفل رضيع لم يبلغ من العمر عاما واحدا، فقط لمجرد الاشتباه بأنهما عضوتان في حزب التحرير. وفي مرة أخرى ألقت السلطات القبض على امرأة حامل، وأثناء التحقيق، قام محقق مجرم بضربها على بطنها عمدا مما تسبب في إجهاضها، لأن الحمل يمكن أن ينقذها من السجن!

وفي السابع والعشرين من شهر حزيران الماضي اعتقلت السلطات القرغيزية ست نساء في إقليم نارين للاشتباه بانتمائهن لحزب التحرير، وهو كما أسلفنا حزب محظور هناك ويُعامل على أنه منظمة متطرفة. وتمت مداهمة بيت كن موجودات فيه، وتمت مصادرة كتب وأجهزة لوحية وأجهزة كمبيوتر ومذكرات وبطاقات هواتف.

ومن الجدير بالذكر أن عدداً من هؤلاء النساء المعتقلات أمهات لأطفال صغار، وكذلك بنات يقمن برعاية آبائهن أو أمهاتهن المسنّين، مما يشكل ورقة ضغط عليهن من الحكومة الغاشمة.

فأي ذنب ارتكبته تلك النساء ليزج بهن في السجن هكذا بلا رحمة بهن أو بأطفالهن أو بآبائهن وأمهاتهن المسنين؟! وأين منظمات حقوق المرأة والطفل ومدّعو حرية التعبير والحرية الشخصية عن هذا الاضطهاد والظلم؟! تهمتهن كتب وكمبيوترات ومذكرات!! ألا بئست الحكومات التي تعمل ضد الإسلام وأهله.

ولكن نقول لهؤلاء الظلمة وغيرهم في كل مكان، مهلاً فإن يوم الحساب قريب بإذن الله سبحانه، فدولة الظلم ساعة والحقُّ باقٍ إلى يوم الدين رغم أنوف الحاقدين الصليبيين، وصبراً يا حملة الدعوة في كل مكان، فالكرب شديد والظلمة حالكة، ولكن الفجر تلوح بوارقه. وإن أشد ساعات الليل حلكة ما قبل الفجر، وإنه بإذن الله قريب. فالظالمون موجودون في كل مكان يترقبون حملة الدعوة لتعذيبهم وملاحقتهم كل بأسلوبه وطريقته، داخل السجون وخارجها، في البيوت والجامعات وأماكن العمل، يضيقون عليهم التزامهم بأحكام الله ولا يفرقون بين الرجال والنساء.

نسأل الله لهم ولهن ولنا الصبر والثبات على طريق الحق، فمن حمل الدعوة يعرف تبعاتها وأمانتها وعليه القيام بها بما يرضي الله سبحانه وتعالى. وندعوه جل وعلا أن يرينا في هؤلاء الحكام وأسيادهم يوماً يشفي به صدورنا، إن ذلك على الله يسير.

بقلم: الأستاذة مسلمة الشامي (أم صهيب)

جريدة الراية:  مع هرولة الدول العربية إلى التطبيع مع كيان يهود هل نعيش زمن انتكاس أم انكشاف؟

 

جريدة الراية:  مع هرولة الدول العربية إلى التطبيع مع كيان يهود هل نعيش زمن انتكاس أم انكشاف؟

 

  7 من محرم 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 26 آب/أغسطس 2020مـ

إن إعلان تطبيع الإمارات العلاقات مع كيان يهود، ثم الحديث عن وجود دول عربية أخرى ستحذو حذوها قريباً، أصاب المسلمين عامة والعرب منهم خاصة بنكد عظيم، كما أصابهم حين وقع السادات اتفاقية "كامب ديفيد" المشؤومة، ولاحقاً أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية، ثم وادي عربة مع الأردن.

فبطبيعة الحال هذه الخطوات لا تنسجم مع فكر الأمة وعقيدتها وهمّها ومزاجها، فالشعور بالأسى تجاه تصرفات حكامها مع أعدائها أمر طبيعي يعكس هذا التناقض بينها وبين حكامها. إلا أن على الأمة أن تدرك أن هذه العلاقات الظاهرة بين حكامها وكيان يهود ليست وليدة ليلة وضحاها، بل كان منها ما هو مستتر وما هو معلوم، بل إن هذه العلاقات والاتصالات بدأت بين يهود والحكام قبل إقامة كيان يهود، وهذا ما فضحته الوثائق الكثيرة حول هذه العلاقات منذ وقت مبكر مع بداية التآمر لاغتصاب فلسطين، بل إن فلسطين لم تُغتصب إلا بسبب هذه الخيانات الناتجة عن تلك العلاقات والاتصالات التي كانت مخفية في بادئ الأمر، ومع دخول الدول العربية مرحلة الانقلابات العسكرية كان كل انقلاب يفضح تلك العلاقات ويجعل منها مبرراً لانقلابه، ثم لتكتشف الأمة أن هذه الأنظمة الجديدة أسوأ من التي سبقتها في التآمر على فلسطين لتصفية قضيتها، ثم لتطفو على السطح من جديد تلك العلاقات مع كيان يهود، ففي السنين الأخيرة قبل الإعلان عن تطبيع العلاقات بشكل رسمي مع كيان يهود كثرت اللقاءات في المنتديات العالمية وفتح مكاتب تمثيلية ثم تبادل زيارات علنية، سيما ما يتعلق بالإمارات تحديداً حيث شارك وزير البنى التحتية لكيان يهود في "مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" في أبو ظبي مطلع العام ٢٠١٠، وكان قد سبق ذلك أن فُتِح ليهود مكتب تجاري في إمارة دبي، وهذا الأمر ينسحب على دول كقطر والبحرين وعُمان ومؤخراً السودان.

إذاً لا شك أن إعلان تطبيع العلاقات بين الإمارات وكيان يهود اليوم والحديث عن خطوات مماثلة من دول عربية أخرى يأتي في سياق زمني مختلف نتيجةَ تغيّر أسلوب أمريكا في التعاطي مع أزمة فلسطين سيّما ما يسمى بعملية السلام في الشرق الأوسط، حيث كانت توجهات الإدارات الأمريكية السابقة توقيع اتفاق سلام بشكل جماعي من طرف العرب مع كيان يهود يتبعه تطبيع العلاقات، وذلك من باب الضغط عليه للسير في خطتها، وما تمنّع الحكام آنذاك عن إعلان علاقات وتطبيع مع كيان يهود إلا مخافة مخالفة إرادة أمريكا، بينما اليوم ترامب وصهره كوشنير قد غيرا الأسلوب بالشكل وبعض المضمون المعهودين في التعامل مع ما يسمى بالصراع (العربي-الإسرائيلي).

وبالعودة إلى السؤال هل نعيش زمن انتكاس أم انكشاف؟ فإن الجواب طبعاً أنه انكشافٌ وليس انتكاساً، فلا شيء جديد في علاقات الحكام مع كيان يهود، ولا جديد في مستوى العداء بين الأمة الإسلامية والمحتلين الغاصبين، بمن فيهم شعوب تلك الدول المهرولة، الجديد فقط هو إظهار هذه العلاقة بالشكل الفاحش كما نراه!

فما الذي يجعل الحكام في هذه الفترة الذين لا يقلون عمالة وخيانة عن حكام الفترة الماضية؛ ما الذي يجعلهم اليوم يجاهرون بهذا الفحش؟!

الجواب هو أن هؤلاء الحكام ومن خلفهم أسيادهم أمريكا والغرب ويهود يظنون أن الأمة تعيش حالةً من اليأس والإحباط والانكسار، سيّما بعد ضرب حَراكها والالتفاف على ثوراتها في مصر وسوريا وليبيا واليمن والجزائر والسودان، وإدخال هذه الثورات في نفق مظلم بغية تيئيس المسلمين من التغيير الجذري، كما ويظن أعداء الأمة أن الصراع الطائفي الذي أذكوه مع إيران وبالتآمر معها سيجعل المسلمين يرتمون في حضنهم وإن كان ذلك على حساب القبول بالاعتراف بكيان يهود وتطبيع العلاقات معه.

إن هذا الظن ظنٌ خائب، فالمسلمون مأمورون بإبقاء حالة العداء قائمةً مع عدوهم، فالله عزّ وجلّ يقول: ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [سورة المجادلة: 22] وكذلك يقول: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [سورة فاطر: 6]

لا أقول إن ما يفعله هؤلاء الحكام أمر جيّد، بل حيث إن العلاقات كانت قائمة بالأصل، فإنّ ما يظهره الحكام من ولاء لأعداء الأمة اليوم بهذا الشكل الفاقع ليزيل الغشاوة عن أعين كثيرين من أبناء الأمة الذين ظلوا يظنون بحكامهم الخونة بعضاً من حسن النية، إذ افتضح أمرهم بأيديهم وانكشف دورهم الذي هو أشدّ وطأة من يهود أنفسهم.

هذه الكلمات لربما لا تضيف كثيراً لكثيرٍ من المسلمين، إلا أن الغاية منها رؤية الوجه المعاكس للصورة والحالة النفسية التي أرادها الكفار للمسلمين، فلا تأسوا أيها المسلمون على أنفسكم مما تشاهدونه، فما زال الإسلام ينبض في عروقكم فلا تُهزموا نفسياً وتستكينوا، بل إنّ ما يجري عسى أن يكون دافعاً لشحذ الهمم والعمل على خلع حكام الدياثة الذين لا يستحيون من الله ورسوله والمؤمنين، فالبوصلة في بلادنا باتت واضحة، فمهما تطرقتم لأي مشكلة أو قضية من قضايا المسلمين ومنها تحرير فلسطين أو تحرير الإنسان من جور الاستعمار أو النهضة الحقيقية، فكلها تشير إلى اتجاهٍ واحد، ألا وهو إسقاط هؤلاء الأنذال... فاعملوا مع المخلصين للتخلص منهم وبيعة أمير واحد تقاتلون من ورائه وتتقون به، يحكم بشرع الله الرحمن وهدي نبيه.

إن هؤلاء الحكام قد يئسوا من رحمة الله ونسوا لقاءه، ويريدون منكم أن تيأسوا من رحمته كذلك! عَنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِي رضي ألله عنه أنَّ النَّبيَّ قَال: «لِكُلِّ غَادِرٍ لِواءٌ عِندَ اسْتِه يَوْمَ القِيامةِ، يُرْفَعُ لَهُ بِقَدْرِ غَدْرِهِ، ألَا وَلا غَادر أعْظمُ غَدْراً مِنْ أمِيرِ عامَّةٍ» رواه مسلم.

بقلم: الأستاذ عبد الله المخلص

جريدة الراية:  طبيعة الحل السياسي الأمريكي توجب إسقاطه وتستلزم التبرؤ منه

 

جريدة الراية:  طبيعة الحل السياسي الأمريكي توجب إسقاطه وتستلزم التبرؤ منه

 

  7 من محرم 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 26 آب/أغسطس 2020مـ

بعد مضي تسع سنوات على ثورة الشام، بات الحديث عن الحل السياسي مطروقاً بشدّة، وتكاد تُجمع عليه القوى الدولية المتدخلة في الشأن السوري، بل حتى إن النظام المجرم والمعارضة العلمانية يطالبون بتطبيقه، وتنفيذ بنوده، فما هو هذا الحل؟ وهل بات يحقق مصالح الجميع؟ وما هو البديل؟

إن المتابع لقضية الثورة في الشام يجد أن أول تدخل دولي فيها كان عبر عقد مؤتمر جنيف في صيف 2012، حيث وُضعت بنود الحل السياسي الذي اختارته أمريكا ليكون علاجاً للوضع القائم في سوريا، وأهم ما في بنوده هو الحفاظ على مؤسستي الجيش والأمن، رغم كل الجرائم التي ارتكبتها هذه الأجهزة قبل وأثناء الثورة، وكذلك فمن بنوده محاربة (الإرهاب)، الذي يهدف إلى صرف توجه الثورة من هدف إسقاط نظام الإجرام إلى محاربة (الإرهاب) الذي ستجعله سيفا مصلتاً على رقاب فصائل الثورة وذريعة تحارب بها كل من يخرج عن توجهات أمريكا، ومن أهم بنوده أيضاً تشكيل حكومة انتقالية مشتركة بين النظام القاتل ومعارضته العلمانية التي صُنعت في أروقة المخابرات الدولية.

وإذا ما تابعنا كل المؤتمرات واللقاءات وحتى التدخلات العسكرية الدولية في الشام نجدها كلها تؤكد أنها تقوم بذلك لأجل تحقيق الحل السياسي الأمريكي، فمثلاً نجد روسيا عندما تدخلت في سوريا عام 2015م قال بوتين: "إن الحل الوحيد للأزمة في سوريا يمر بتعزيز فعالية المؤسسات الحكومية، ودعمها لمكافحة الإرهاب، وذلك بالتزامن مع متطلباتها بإجراء إصلاحات وتشجيع المعارضة العقلانية للدخول في حوار بناء". وفي كل الاجتماعات المتكررة بين تركيا وروسيا وإيران يتفقون على مفاوضات سياسية ووقف موسع لإطلاق النار في سوريا، من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة القائمة في سوريا.

إن الحقيقة التي طالما أكدنا عليها هي أن أمريكا هي من رسمت الحل السياسي وحددت بنوده وكانت الدول الأخرى تأخذ دورها في تنفيذ هذا الحل والدفع لتحقيقه، ورغم عدم إنجازه حتى الآن إلا أنه في كل مرحلة تتم تهيئة الأجواء والظروف لقبول تطبيقه؛ فبين الفينة والأخرى نسمع عن اللجنة الدستورية وعملها، واجتماعاتها، ثم تنطفئ بعد حين، لتخرج علينا هيئة المفاوضات العليا وتحدثنا عن مفاوضاتها مع النظام، ثم ما تلبث أن تتوقف، وهكذا دواليك... نجد أن هذه الأعمال يُراد منها تهيئة الأجواء لجعل الرأي العام يتقبل فكرة التفاوض مع النظام والجلوس معه على طاولة واحدة.

إننا يجب أن ندرك أن الحل السياسي الذي تسعى له أمريكا والذي أرست أسسه في جنيف، وأخذت تمهد له في المؤتمرات المختلفة اللاحقة يهدف إلى المحافظة على النظام المجرم وتثبيت أركانه، ومن أجله سمحت أمريكا لروسيا أن تتدخل وتدافع عن نظام أسد المجرم، ومن أجله أدخلت تركيا وإيران وعقدت المفاوضات والمؤتمرات التي أفضت إلى ما نحن عليه اليوم من انحسار شديد لمناطق الثورة في الشمال، وتسليم المناطق الواسعة لنظام الإجرام رغم ضعفه.

وإذا كان هذا واقع الحل السياسي - الذي بأحسن صوره سيعيد تشكيل نظام الإجرام من جديد بأسماء جديدة - فإن الواجب على أبناء ثورة الشام رفضه وعدم السير فيه، بل والعمل على إفشاله وإبطال هذا المكر العظيم، فهو إن تم تطبيقه ففيه إنهاء للثورة وتضييع لتضحياتها الجسام... وحتى يتم رفض هذا الحل لا بد من تبني بديل له، ومشروع واضح نسعى لتحقيقه متمسكين بأهداف الثورة التي خرجنا من أجلها، لنسير على بصيرة نعرف الخطوات العملية التي يجب على الثورة أن تسير بها حتى تتخلص من النظام المجرم ومن كل داعميه وأسياده.

إن الخيار الوحيد للبديل الصحيح يجب أن يكون من خارج هذه المنظومة الدولية لأنه ثبت تورطها في التآمر على الشام وأهلها، فلا بد من النظر بعيداً عن الدول القائمة في العالم اليوم، فهي إما قد شاركت في الحرب علينا أو تخاذلت عن نصرتنا أو ادّعت صداقتنا فطعنتنا في ظهورنا وقادتنا إلى هلاكنا.

ناهيك عن أن الثورة قد جربت التعلق بحبال هذه الدول فجنت الويلات وخاب الرجاء فيهم جميعاً.

وبهذا يكون البديل الوحيد هو اللجوء إلى الله قولا وعملاً، بعد قطع الحبائل مع غيره، لا بد من توثيق العروة والتمسك بحبل الله المتين، والاعتصام به يكون بتنفيذ أوامره بالتبرؤ من كل ارتباط مشبوه، ورفض كل مؤتمر يضيّع الجهود والتضحيات، ثم عقد العزم على توحيد الصف والتوكل على الله والانقياد لمن ثبت صدقه، واستقامت سيرته، ويكون ذلك مع تبني المشروع الذي يحقق مرضاة رب العالمين ويرفع الظلم عن المسلمين، ويحقق فوزهم وعزهم "مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة " كما بشر بها رسول الله عندما قال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

بقلم: الأستاذ منير ناصر

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

جريدة الراية:  في ذكرى الهجرة النبوية العطرة

 

جريدة الراية:  في ذكرى الهجرة النبوية العطرة

﴿وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾

 

  7 من محرم 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 26 آب/أغسطس 2020مـ

ما أشبه اليوم بالأمس ونحن نعيش الذكرى الـ 1442، وقد اجتمعت دول الكفر بقضها وقضيضها؛ لإطفاء نور الله عز وجل، ومنع هذا النور من الظهور مرة أخرى بين الناس، تماما كما فعل كفار مكة من قبل... فها هي أمريكا؛ تجيش دول العالم ومؤسساتها، وتجيش عملاءها من حكام المسلمين؛ في حرب شرسة تستهدف القيم الإسلامية، والأخلاق السامية في بلاد المسلمين، وترسم الخطط والأساليب الماكرة لوأد ثورات الأمة ضد عملاء الاستعمار.

إن الأساليب التي تتبعها دول الكفر هذه الأيام وعلى رأسها أمريكا لوأد مشروع الأمة الإسلامية الحضاري كثيرة ومتعددة، وهي تستهدف العقيدة والأفكار والأحكام، وتستهدف المقدرات والثروات والبلاد والعباد، وتستهدف كرامة الأمة وكبرياءها. وترسم في الوقت نفسه الخطط؛ من أجل طمس هويتها الحضارية، ولتذوب في ثنايا الدول الكافرة، دون تميّز ولا هوية... ومن هذه الأساليب والخطط الشيطانية الكافرة:

1- استخدام العملاء السياسيين، في تضليل الأمة؛ مرة بالقومية، ومرة بالوطنية، ومرة باسم الدين... وقد ضُلّلت الأمة مراتٍ كثيرة، وما زالت من هؤلاء الحكام المجرمين؛ ضللها جمال عبد الناصر في الخمسينات من القرن الماضي بالقومية العربية؛ فقتل باسم القومية خيرة علماء الأمة؛ أمثال سيد قطب، وعبد القادر عودة رحمهما الله، وغيرهما الكثير من العلماء، ووضع الآلاف في السجون سنوات طويلة، وأرسل الجيش المصري إلى اليمن باسم القومية فقُتل الكثير منه في حرب استعمارية أشعلت نارها الدول الكبرى.

واليوم تضلَّل الأمة باسم الدين والغيرة على شعائره، واتخاذ الدين غطاءً لجرائم سياسية وعسكرية كثيرة؛ تستهدف الأمة ودينها وحضارتها ومقدراتها. وهذا الجانب من التضليل يُستخدم فيه التنظيمات العسكرية؛ كما جرى في الشام، والتنظيمات السياسية؛ كما جرى في تونس، ورؤساء الدول؛ كما جرى في السودان وباكستان وتركيا.

2- العمل على دمج المشروع الصهيوني في بلاد المسلمين، بالمشاريع السياسية في المنطقة، وبإقامة العلاقات والتطبيع السياسي عبر ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير؛ وذلك ليكون كيان يهود جزءاً من المنظومة السياسية الموجودة، وللقضاء على فكرة تحرير فلسطين، وإعادة الحق الإسلامي، وليكون هذا المشروع أداة من أدوات الحرب على الإسلام، وقاعدة عسكرية وسياسية في خدمة مشاريع الاستعمار. وقد بدأت بالفعل الدول الكافرة بجلب الحكام إلى هذه المائدة الشيطانية الكافرة؛ ابتداء من كامب ديفيد، مرورا بمدريد وأوسلو ووادي عربة، وليس انتهاء بفعل حكام الإمارات.

3- تجويع الشعوب وتشريدهم في الأرض، وهذا جزء من المشروع العالمي لتشتيت المسلمين، وتمزيق وحدتهم وتركيعهم أمام مخططات الكفر، وليظلوا تبعا للمؤسسات الدولية؛ في القروض الكبيرة؛ التي تستنزف البلاد والعباد لسنوات طويلة، ولتكون أداة استعمارية أخرى تضاف إلى الأدوات السابقة.

4- قتل العلماء البارزين وخاصة في المجال العلمي، والزج بالآلاف منهم في السجون وخاصة السياسيين من دعاة التغيير. وهذا الأمر بارز في أعمال مملكة آل سعود ونظامي مصر السيسي والعراق.

5- الالتفاف على ثورات الأمة، وذلك بالقتل والتهجير، وبالأساليب التضليلية كإدخال بعض الجماعات الإسلامية في الحكومات والبرلمانات...

 فهل نجح الكفار في صرف الأمة عن دينها ومشروعها الحضاري رغم قسوة الحرب وشدتها وتنوعها؟ هل قبل المسلمون المشروع الغربي في دمج يهود في مشاريعهم السياسية؟

إن الله عز وجل يأبى إلا أن تكون كلمته هي العليا، وكلمتهم السفلى... يأبى الله عز وجل إلا أن ينتشر الإسلام؛ في عقر ديارهم في قلب أوروبا وأمريكا؛ فيعلن أكثر من خمسين ألفا في كل عام إسلامهم، ويتبعون الحق وينبذون الرأسمالية الفاسدة، وتتحول الكثير من الكنائس في عقر ديار النصارى إلى مساجد... يأبى الله عز وجل إلا أن تصبح كلمته هي العليا في بلاد المسلمين؛ حيث سقط الحكام من عيون شعوبهم، وأخذوا ينعتونهم بالخيانة والعمالة، ويثورون في وجوههم في ثورات عارمة حاشدة تطالب بإسقاطهم، وتحكيم دين الله عز وجل... يأبى الله عز وجل إلا أن تكون كلمته هي العليا؛ رغم محاولات الحكام المتكررة لطمس الإسلام من حياتهم عبر برامج التخريب والثقافات الفاسدة، فيزداد الشباب المسلم تمسكا بدينه وينبذ أفكار الغرب الساقطة... يأبى الله عز وجل إلا أن تكون كلمته هي العليا، وكلمة الكفار وعملائهم الحكام هي السفلى؛ في دعوتهم للتطبيع مع كيان يهود، فيفشل هؤلاء وهؤلاء في حرف دين الناس نحو اليهود؛ ولم ينجحوا في إيجاد أي سلام أو وئام مع الشعوب؛ حتى إن رئيس وزراء كيان يهود قال في الذكرى الأربعين لاتفاقية كامب ديفيد: (لقد فشلنا فشلا ذريعا في إيجاد السلام مع الشعوب في العالم الإسلامي؛ رغم نجاحنا في إيجاده شكليا مع الحكومات...).

 يأبى الله عز وجلّ إلا أن يُتم نوره، وأن يمكن لأمة الإسلام في الأرض؛ رغم كل الحرب التي يديرونها ضدها. فهذه الأمة هي تماما كالذهب الخالص تزداد لمعانا كلما حميت عليها النيران، وتسقط منها الشوائب التي من غير جنسها، وتزيدها الأحداث صلابة وتصميما. فقد مدح الله عز وجل هذه الأمة فقال: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراًّ لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [آل عمران: 110]. ووصفها رسوله فقال: «مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ» رواه الترمذي.

إن السنوات القادمة هي سنوات الخير وتحقق الوعد الرباني والبشارة النبوية؛ بانهدام الكفر، وعودة الإسلام ودولة الإسلام، وعزة الإسلام؛ لينتشر هذا الدين في كل الأرض كما وعد الحق تعالى بقوله: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالهدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 33]، ولتتحقق بشارة المصطفى ؛ بفتح ثاني المدينتين روما مهد الفاتيكان، وتتحقق بشارته بانتشار دين الله في كل الأرض؛ حيث قال: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ» رواه الإمام أحمد...

نسأله تعالى أن يكون هذا العام الهجري الجديد؛ فاتحة خير عليها بظهور النور الإلهي على الظلم والظلام.

بقلم: الأستاذ حمد طبيب – بيت المقدس

جريدة الراية: انفجار بيروت نذير للأمة الإسلامية

 

جريدة الراية: انفجار بيروت نذير للأمة الإسلامية

 

  7 من محرم 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 26 آب/أغسطس 2020مـ

لقد شاء الله أن يكون الحكم في لبنان أمثولة يصعب على الأمة الإسلامية أن تتجاهلها، أمثولة صارخة على شر هذا الطراز من الحكم بغير ما أنزل الله. فلقد نزع الله التوفيق من الحكام الرويبضات العملاء في لبنان، حتى جرى بهم الإخفاق مجرى الغرائب والعجائب، فأوردوا الناس خلال العام المنصرم سلسلة من المهالك المتوالية التي وصلت حد القضاء على البلد وأهله، وليس آخرها كارثة انفجار بيروت الآثم. فلقد تغاضى هؤلاء المجرمون عن وجود آلاف الأطنان من المواد المتفجرة على ثغر من ثغور العاصمة وبقرب مركز الحكم الذي يقطنون هم فيه! فلما انفجرت "شبه القنبلة النووية" صعقت المدينة بفاجعة من الموت والدمار لم تر مثلها من قبل.

قتل المئات وجرح الآلاف، ودمرت أحياء بكاملها، ودخل الخراب أكثر بيوت المدينة، وكان من حصيلة ما أوقعته الفاجعة، أن دخل دمارها إلى قبة مجلس النواب، وخلَّع عصفها أبواب القصر الحكومي، فكاد حكام السوء أن يقتلوا حتى أنفسهم بفسادهم.

لقد شاء الله أن تكون صاعقة بيروت على رؤوس الأشهاد، فسبق دخانها دمارها، مما جعل الناس يتلقون صدمتها وهم إليها ينظرون، فوثقتها كاميرات الشهود حتى يشهدها معهم العالم كله وفي مقدمته الأمة الإسلامية.

وبيروت بالنسبة للأمة الإسلامية هي حاضرة من حواضرها منذ ما يقارب 1400 عام. فبقدر ما تلفت هذه المدينة أنظار العالم أصبحت أيضا اليوم وجهاً من وجوه الأمة الإسلامية وحالة من حالات المرض التي تعتريها، لذلك كانت صاعقة بيروت صفعة على الوجه، وهزة لنخوة هذا الجيل من المسلمين.

فإلى متى سيترك أمر المسلمين هكذا بلا رعاية؟ فساد لبنان فاق جميع المقاييس؛ لم يترك الحكام الرويبضات والعملاء شيئا من أمور الناس إلا وأفسدوه، فحرم الله بأيديهم أهل لبنان كل ما ظنوا أنه ينفعهم:

فمن ظن أن الحكم الجماعي هو خير من حكم خليفة واحد، فانظروا حال لبنان أيام الخلافة واليوم بعد هدم الخلافة!

ومن ظن أن الربا خير من التجارة والصناعة والزراعة، فانظروا اليوم ماذا فعلت البنوك بأموال أهل لبنان!

ومن ظن أن اغتصاب أراضي الناس ومساكنهم ثم إعمارها سيجلب على المدينة الازدهار، فانظروا كيف أصبح وسط بيروت!

ومن ظن أن الطائفية خير من الحكم بالإسلام، فانظروا كيف أن النعرات الطائفية تهدد السلم الأهلي في كل حين!

ومن ظن أن العلاقة الزبائنية حالة حتمية بين الزعيم والشعب فانظروا كيف أصبح البلد يديره المخفقون والفاشلون!

ومن ظن أن سلطة الأمن المطلقة، حتى وإن ظلمت، أمر لا بد منه، فانظروا إلى كم من شباب هذا البلد ظلم أو قتل تحت التعذيب!

ومن ظن أن الغرب الكافر أرقّ قلباً على أهل لبنان من الخلافة، فانظروا كيف يتمزق البلد بنزاع النفوذ الدولي في كل حين!

ومن ظن أن دخول نفوذ الغرب الكافر المستعمر إلى بلاد المسلمين يعصمها من الأخطار، فانظروا كيف أن هذا البلد لا سيادة له!

ومن ظن أن دفع الرشوة الصغيرة أمر لا ضرر فيه، فانظروا كيف يعطل المرتشون مصالح الناس في هذا البلد!

ومن ظن أن حرية الفواحش خير من عفة الإسلام، فانظروا إلى الفواحش كيف تكاد تعيدنا إلى عهد قوم لوط عليه السلام!

ومن ظن أن التشريع الديقراطي خير من التشريع الرباني، فانظروا كيف تُفصَّل القوانين على مقاس مصالح الحكام وشركائهم...!

أيها المسلمون:

ألا يكفي 100 عام منذ هدم الخلافة ونحن نرى البركة تنزع من بلادنا ومن معيشتنا، حتى ندرك أن غضب الله ما زال ينزل فينا؟ قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.

ألا تكفيكم "صاعقة انفجار بيروت"، لتذكركم بأن حياتكم خارج نظام الإسلام وتحت رعاية الرويبضات ستجلب عليكم الويلات؟ وأن الله قادر على أن يذهب بكل ما عرشتم كأنه هباء منثور؟ قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ﴾.

يا خير أمة أخرجت للناس:

قال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه في أول خطبة له بعد توليه الخلافة: "...لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء".

وعليه لا بد لكم أن تتوقفوا وتتفكروا فيما حصل في بيروت؛ فبالرغم من أنه قد أصابكم ما هو أكبر منه في الشام واليمن والعراق وفلسطين وغيرها، إلا أن ما حصل في بيروت يذكرنا بما جاء في سورة فصلت إذ قال تعالى: ﴿كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُون * بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ * إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّه﴾.

بقلم: المهندس صلاح الدين عضاضة

 مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

جريدة الراية: كشمير بحاجة لتحريرها وليس لخريطة سياسية جديدة

 

جريدة الراية: كشمير بحاجة لتحريرها وليس لخريطة سياسية جديدة

 

  7 من محرم 1442هـ   الموافق   الأربعاء, 26 آب/أغسطس 2020مـ

كشف رئيس وزراء باكستان عمران خان، عن "خريطة سياسية جديدة" لباكستان تشمل كشمير المحتلة، وذلك قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الأولى لقرار الهند بإلغاء الحكم شبه الذاتي لكشمير المحتلة. ومنذ ضم رئيس وزراء الهند مودي لكشمير في الخامس من آب/أغسطس 2019، تعرض النظام الباكستاني، بشقيه المدني والعسكري، لضغوط كبيرة من الرأي العام في باكستان للرد على اعتداءات الدولة الهندوسية بالمثل. وقد حاول النظام الرد على الضغط الشعبي، من خلال القيام بتحركات رمزية مثل إحياء ذكرى الخامس من آب/أغسطس، واعتباره يوم تعدٍ، يتضمن حملة علاقات عامة حول كشمير، تسلط الضوء على محنة المسلمين في كشمير، وخفض العلاقات الدبلوماسية مع الدولة الهندوسية، ودعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الضغط على الهند فيما يتعلق بكشمير، ومطالبة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإجراء استفتاء في كشمير لمنح المسلمين هناك فرصة حقهم في الاختيار بين الانضمام إلى الهند أو باكستان، وهو الحل المعروض منذ التقسيم غير المكتمل لشبه القارة الهندية.

لقد رفضت الغالبية الساحقة في باكستان كل هذه الإجراءات الرمزية. فالمسلمون في باكستان واعون سياسياً، وقد أثّرت موجة الصحوة الإسلامية التي اجتاحت البلاد الإسلامية بقوة على أهل باكستان. وينظر المجتمع في باكستان الآن إلى معظم اهتماماته وقضاياه من منظور الفكر الإسلامي، باحثاً عن حلول من الإسلام، لا من خارجه. كما أن ما يفاقم مشكلة حكام باكستان الخونة هو المكانة الخاصة والحب العميق الذي يكنّه المسلمون في باكستان لكشمير، كما يتألم الكثيرون في باكستان لآلام كشمير ومعاناة أهلها. وقد أراق المسلمون الدماء في باكستان من أجل كشمير، وكانوا فرحين بأبنائهم المجاهدين في كشمير في تسعينات القرن الماضي، وكان جهادهم مصدر فخر واعتزاز. لذلك كانت فكرة تحرير كشمير بالجهاد في سبيل الله عميقة الجذور في المجتمع في باكستان. ومنذ ضم مودي لكشمير، رفض أهل باكستان بشدة تقاعس الحكومة الباكستانية بشأن كشمير، ودعت شخصيات بارزة في باكستان، بشكل علني إلى استخدام القوة العسكرية لتحرير كشمير.

كما أن لقضية كشمير أهمية ومكانة خاصة للقوات المسلحة الباكستانية، التي تعتبر الهند عدواً مشركاً لدودا دائما للأمة التي تؤمن بالتوحيد. وقد تبلور هذا العداء منذ عقود؛ منذ بدء الصراع العسكري حول كشمير. وهكذا، فإن كشمير هي قضية أراض إسلامية واقعة تحت الاحتلال، بقدر ما هي قضية هيبة واعتزاز للجنود الباكستانيين. وقد أدى ضم مودي لكشمير في الخامس من أغسطس/آب 2019 وتقاعس نظام باجوا/ عمران ورفضه الصريح للرد عسكرياً على استفزازات الدولة الهندوسية، إلى إثارة غضب عارم بين صفوف القوات المسلحة الباكستانية، التي شعرت بالإهانة من العدو الذي تحتقره. وهذا الغضب لم يتلاش مما يخيف النظام الباكستاني الذي يواصل محاولاته لإيجاد طرق جديدة لخداع المسلمين في باكستان وخداع قواتهم المسلحة تجاه قضية كشمير.

إنّ الخريطة السياسية الجديدة التي نشرها النظام الباكستاني هي مجرد محاولة جديدة من هذا القبيل، لتقديم نفسه على أنه مدافع عن قضية كشمير، حين شاهد الغضب والإهانة اللذين شعرت بهما الهند عندما مرر البرلمان النيبالي خريطة توضّح المناطق الحدودية المتنازع عليها مع الهند باعتبارها ملكاً لها، فتبنى النظام الباكستاني الفكرة نفسها من نيبال، على أمل أن يُظهر ذلك جديته بشأن قضية كشمير، من أجل حماية نفسه من الغضب العام. ولكن تصرفات الحكومة النيبالية أحدثت اضطرابات إقليمية لأنه ينظر إلى نيبال تقليدياً على أنها بلد أضعف من أن يقف في وجه الهند، وكانت دائماً تسير على الخط الهندي. لذلك، عندما تحدّت الحكومة النيبالية بدعم صيني الحكومة الهندية سياسياً من خلال إصدار خريطة سياسية جديدة، اعتبر ذلك انفصال نيبال عن الخط الهندي وتحديا للهند نيابة عن الصين. وعُدّ ذلك على أنه حدث مهم، لأن الصين ونيبال والهند تشترك في الحدود المتنازع عليها، وإعلان نيبال عن تلك الخارطة يعني أنها تسعى للحصول على الدعم الصيني لحماية مصالحها الخاصة. ومن ناحية أخرى، تعتبر باكستان قوة إقليمية يُنظر إليها تاريخياً على أنها مساوية للهند، فهي بلد مسلح نووياً وفيه جيش قوي، وله تاريخ من الاشتباكات العسكرية مع الدولة الهندوسية. وهكذا، فإنه عندما نشر النظام الباكستاني خريطة سياسية لباكستان تظهر كشمير المحتلة كجزء من باكستان، بينما أعلن بوضوح أنه لن يستخدم القوة العسكرية لتحقيق هذه الخريطة السياسية، أصبح النظام الباكستاني أضحوكة. لقد كان موضوعاً للسخرية والازدراء والنقد العام بسبب استخدامه لمزيد من الحيل والإجراءات الشكلية، التي ليس لها تأثير على أرض الواقع أو على توازن القوى الإقليمية، وقد بات المشهد السياسي والمجتمعي واضحاً في باكستان حول ما يجب عمله بشأن حل قضية كشمير، وهو أن تعلن القوات المسلحة الباكستانية الجهاد في سبيل الله.

إن نشر النظام الباكستاني للخريطة السياسية الجديدة، ورفض المسلمين في باكستان لها، دليل آخر على أن الفراغ السياسي بين الناس في باكستان والحكام الحاليين بلغ ذروته. والمسلمون في باكستان يحبون الإسلام ويريدون أن يحكموا بالشريعة الإسلامية، يريدون أن يروا دولة الإسلام، الخلافة على منهاج النبوة، قائمة على أرضهم، تحكمهم بما أنزله الله، وتحل مشاكلهم بالإسلام، وتحشد قواتنا المسلحة لتحرير كشمير وفلسطين...

بقلم: المهندس معز الدين – باكستان

جريدة الراية: الجولة الإخبارية: 26-8-2020

 

جريدة الراية: الجولة الإخبارية: 26-8-2020

 

إن استسلام حكام المسلمين لأعداء الأمة، وخذلانهم الطويل لقضية الأرض المباركة فلسطين وكافة قضايا المسلمين، ثم ختام كل ذلك بالتطبيع مع كيان يهود الغاصب؛ لا يعني أبدا أن الهزيمة اكتملت أو أن التاريخ هنا توقف، بل يعني فقط أن هؤلاء الحكام قد وصلوا إلى الدرك الأسفل من الخيانة، وأنهم قد استعجلوا بأنفسهم آيات الله وسننه في أمثالهم، وأما الأمة الإسلامية فهي صاعدة بإذن الله إلى سلم المجد، وأعداؤها إلى زوال.

===

 (كن واقعيا)! ماذا يراد بها؟

تتردد على ألسنة كثير من المسلمين العاديين وأبناء الحركات الإسلامية قادة وأفراداً عبارة "كن واقعيا"! وهي تعني عند من يرددها ويروج لها الخضوع للأمر الواقع والقبول بالوضع القائم وعدم العمل والسعي لتغييره مهما كان فساد هذا الواقع ظاهراً للعيان.

وحين تدعو أحدهم إلى السعي للنهوض والعمل لإيجاد واقع جديد يتوجب علينا العمل له نحن المسلمين لنغير هذا الواقع السيئ الذي نعيشه، وحياة الضنك التي نرزح تحتها، وفوق ذلك نضع بين يديه مشروعاً سياسيا منبثقا من عقيدتنا العظيمة ينتشلنا من هذا الفساد المُطْبق في كل الأصعدة وفي جميع نواحي الحياة، يردّ عليك بكل برود، بل بكل ظلامية وجمود بعبارة (كن واقعيا)! أي ابق على حالك التي أنت عليها، واركن إلى واقعك الذي أنت عليه ودعك من عنت ومشقات العمل للتغيير الجذري النهضوي؛ وإن أردت التغيير لا محالة فابحث لك عن حل تقدر عليه من واقعك الذي تعيشه، تماشى مع واقعك يا أخي وجنب نفسك وأهلك وشعبك وبلدك مزيدا من المعاناة والعذاب، ومزيدا من سفك الدماء والتضحيات!

(كن واقعيا)! عبارة تخالف ما كان عليه رسول الله وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين، إذ عمل على تغيير واقع الكفر والفساد الذي كان يعيشه الناس إلى واقع إسلامي ينهض ويرتقي بهم وفق شرع الله سبحانه وتعالى فيسعدوا ويعزوا به، ويرضى عنه ربهم سبحانه وتعالى ﴿أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾، ورغم العروض والحلول التي قدمتها قريش لرسول الله ، ورغم اتباعها أساليب الترهيب والترغيب، إلا أنه صلاة الله وسلامه عليه أبى إلا تغيير ذلك الواقع الفاسد بحسب أوامر الله تعالى، والتحول به إلى طراز عيش فريد من نوعه يرضي رب العالمين، فأكرمه الله تعالى بإقامة دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة، التي سرعان ما غيرت وجه الأرض بأحكام الإسلام وسلطانه.

(كن واقعيا)! عبارة يراد منها تخذيلك وإحباطك، وأن تجعلك تقبل بالفساد والإفساد، وكل ما لا يرضى عنه ربك تبارك وتعالى.

(كن واقعيا)! أي اجلس في بيتك ولا تعمل على تغيير الواقع الفاسد الذي تئن تحت وطأة ظلم سدنته وتسلطهم وجبروتهم.

(كن واقعيا)! يعني أن تقبل بالحلول السياسية التي يسوقها لك الغرب الكافر المستعمر وفي مقدمته أمريكا الصليبية رأس الكفر وأمّ الإرهاب؛ لتصفية قضيتك، وإجهاض ثورتك، ونهب ثروتك، وسلب إرادتك، فتبقى تابعا لهم.

فكيف يكون واقعيا بهذا المعنى؛ ذلك الذي خرج في ثورة على نظام مجرم ظالم، نظام تابع ذليل للغرب الكافر المستعمر؟!

كيف يكون واقعيا بهذا المعنى؛ ذلك الذي ضحى بالنفس والنفيس في سبيل إسقاط ذلك النظام بكل أركانه ورموزه؟!

قل كلا، تبا لواقعيتكم، ولسوف أعمل جاهدا لتغيير هذا الواقع بإسقاط أنظمة الذل والعمالة القائمة في بلاد المسلمين، ولأسعينّ بكل طاقتي مع الساعين المخلصين؛ لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض. قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً﴾.

===

المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير – القسم النسائي

حملة "كفى ترويعاً للمسلمات التقيات في قرغيزستان!"

في 27 حزيران/يونيو 2020م، اعتقلت لجنة الدولة للأمن القومي في قرغيزستان 8 مسلمات مسالمات في مدينة نارين للاشتباه في انتمائهن إلى حزب التحرير. إن العديد من النساء اللاتي ألقي القبض عليهن أمهات لأطفال صغار أو مسؤولات عن رعاية آبائهن المسنين. وقد فتشت قوات الأمن النساء المسلمات بطريقة مخزية ومهينة وأبقتهن في البرد والجوع لمدة 6 إلى 12 ساعة في مركز الاحتجاز.

إن هذه الاعتقالات هي جزء من الحرب التي يشنها النظام القرغيزي العلماني القمعي ضد الإسلام تحت ستار خادع هو مكافحة الإرهاب والخضوع لتوجيهات أسياده في الحكومات الروسية والغربية، وفي محاولته اليائسة لمحاربة إحياء الإسلام داخل بلاده وإقامة نظام الله سبحانه وتعالى (الخلافة).

إن هذه الجرائم ضد نساء قرغيزستان المسلمات التقيات لا يمكن أن تمرّ دون مساءلة وأن يتم إخفاؤها عن العالم، وقد أطلق القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير هذه الحملة المهمّة للدعوة إلى الإفراج الفوري عن هؤلاء النساء المسلمات البريئات من زنازين قرغيزستان ووضع حد لاستمرار اضطهاد وترهيب النظام القرغيزي المستبد لبنات الأمة الإسلامية الشريفات. يقول النبي : «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ».

===

هل أزعجت دعوة حزب التحرير لرفض حل أمريكا السياسي

قيادةَ هيئة تحرير الشام؟ ولصالح من تعتقل شبابه؟!

في إطار الحملة التي أطلقها حزب التحرير في ولاية سوريا يوم الخميس الماضي، بعنوان: "لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة". نظم شباب حزب التحرير في مدينة إدلب، السبت، وقفة بعنوان: "الحل السياسي الأمريكي جريمة بحق الثورة"، كما نظموا يوم الثلاثاء وقفة بعنوان: "دستورنا القرآن" في قرية دير حسان بريف إدلب الشمالي. وأكدت اللافتات المرفوعة على أن من يرتجي حلا من الغرب الكافر كمن يرتجي من الشوك العنب! وكذلك نظموا الجمعة، سلسلة وقفات في كل من مدينة الأتارب بريف حلب، وبلدتي كللي وتل الكرامة وقرية عين شيب بريف إدلب. وعلى هامش هذه الحملة، التي ما زالت مستمرة، اعتقلت أمنية هيئة تحرير الشام خمسة من شباب حزب التحرير في مدينة إدلب الخميس، أثناء وضعهم لملصقات ترفض الحل السياسي الأمريكي وتحذر منه؛ في وقت سمحت بإقامة معرض عرض رسومات لذوات أرواح محرمة شرعا؛ منها لامرأة تظهر ثديها وهي ترضع طفلها! وإزاء ذلك قال رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا الأستاذ أحمد عبد الوهاب: لقد بلغ طغيان أمنيات هيئة تحرير الشام مبلغا عظيما؛ جعلها تستخف بأحكام الله عز وجل، فلم تترك موبقة من الموبقات إلا وفعلتها؛ ابتداء من قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق؛ مرورا بحماية الدوريات الروسية؛ وليس انتهاء باعتقال حملة الدعوة الذين يرفضون الحل السياسي الأمريكي؛ ويدعون لحل يرضي الله عز وجل؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة؛ وتساءل عبد الوهاب: هل أزعجت دعوة حزب التحرير لرفض الحل السياسي الأمريكي قيادة هيئة تحرير الشام؟ ولصالح من هذه الاعتقالات؟! وهل غرّها حِلم الله عز وجل عليها وحلم الأمة؟!

===

حزب التحرير/ ولاية السودان مخاطبة جماهيرية "السعي وراء الغرب مفسدة الدنيا والآخرة"

نظم حزب التحرير/ ولاية السودان بمحلية القضارف مخاطبة جماهيرية يوم الجمعة 14/08/2020م بعنوان "السعي وراء الغرب مفسدة الدنيا والآخرة"، عقب صلاة الجمعة من جوار المسجد العتيق وأمام ميدان الحرية بسوق القضارف؛ حيث خاطب المهندس البشير أحمد البشير الحضور مبينا حرص كل الحكومات المتعاقبة على إرضاء الغرب وتنفيذ مخططاته على حساب معاش الناس وعقيدتهم. فها هي الحكومة الحالية تمعن في الانصياع للغرب الكافر عبر الاستجابة لروشتة صندوق النقد الدولي بتعديل الموازنة العامة ويتم بموجبه رفع الدعم عن المحروقات بنسبة 75٪ وعن الكهرباء بنسبة 41٪ وكذلك تعويم العملة مما سيؤدي إلى زيادة الأسعار ويسهل نهب ثروات البلاد عبر مواد خام زهيدة الأسعار.

كما تناول أمثلة من تنازلات الحكام في بلاد المسلمين مثل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي وقصة تنازله في الإفراج عن الممرضات البلغاريات وتقديم المتهمين في حادثة لوكربي، وكذلك تنازلات البشير حتى تنازل عن جنوب السودان.

فكان الرابط بين هؤلاء الحكام هو إخلاصهم للغرب الكافر على حساب شعوبهم فلم يشفع لهم عند أسيادهم ولم يكسبهم رضا شعوبهم، بل خسروا الدنيا والآخرة بمحاربتهم لله ورسوله!

وفي الختام بين المتحدث أن المخرج الوحيد هو إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، التي توقف هذه التبعية العمياء للغرب الكافر، وتطبق شرع الله فنفوز في الدنيا والآخرة.

هذا وقد شهدت المخاطبة حضورا وتفاعلا ممتازين، حيث هتف الحضور بالتكبير والتهليل، بل وطالب بعضهم بأن تتم مثل هذه المخاطبات عندهم في الأحياء والقرى، وقالوا هذا كلام طيب ويجب أن يسمعه الجميع.

===

عشائر ووجهاء عرب السواحرة يرفضون قانون حماية الأسرة

اجتمع الثلاثاء الموافق 18/08/2020م عشائر ووجهاء عرب السواحرة في ديوان آل سلامة شقيرات رفضا لقانون حماية الأسرة الذي تسعى السلطة الفلسطينية لإقراره بعد عرضه على مجلس الوزراء الفلسطيني.

وقد افتتح عريف الاجتماع اللقاء بآيات من الذكر الحكيم، وبين بعض جوانب القانون المجحف بحق الأسرة المسلمة. ومن ثم أعطيت الكلمة لأصحاب الديوان من آل سلامة شقيرات فرحب أبو جهاد شقيرات بالحضور قائلاً: إن هذا الديوان بيت لجميع الناس، وشدد على أن هذا القانون هو تدمير للأسرة المسلمة وأنه مرفوض رفضا تاما، وأن الإسلام هو من يمثلنا وهو وحده الذي نأخذ منه التشريع وما عداه من اتفاقيات وقوانين تخالف الإسلام مرفوضة.

ثم تحدث الشيخ عصام عميرة وبين ثقل العشائر والناس في الوقوف في وجه كل من يريد أن يدمر الأسرة المسلمة، وأن العشائر في فلسطين لن تسكت على هذا القانون وأمثاله من القوانين التي تريد سلخ المسلمين عن دينهم، ومؤكدا أن العشائر والناس قادرون على الوقوف في وجه أي نظام.

ومن ثم تحدث السيد إبراهيم الأعرج عن موقف كل مسلم من هكذا قانون ورفضه التام له. ثم تم عرض تسجيل صوتي للمحامية زينب السلفيتي بعثته خصيصا للاجتماع تستنجد بعرب السواحرة للوقوف أمام هذا القانون واتفاقية سيداو وحماية المرأة المسلمة من هذه القوانين التي تشرع الزنا والسفاح، وقالت: أستحلفكم بالله أن تحمونا من هذه الاتفاقية ومن قانون حماية الأسرة (قانون تدمير الأسرة).

ثم تحدث أبو محمد صرور مبينا أن كل العشائر والمسلمين يرفضون سيداو ومخرجاتها وقانون حماية الأسرة، وتبعه جميل زحايكة الذي رفض هذا القانون جملة وتفصيلا ومؤكدا أن عائلات السواحرة ضد هذا القانون. ثم تحدث أبو نضال شقيرات قائلا إن النساء يستنجدن بنا وأقول لهن حياهن الله، وإن هذا القانون مرفوض مرفوض مرفوض...

ثم تحدث أبو همام الأعرج مؤكدا أن الإسلام هو من حمى المرأة وأنصفها وحفظ لها عفتها وطهارتها. واعتبر أبو عمر جعافرة القانون غريباً عن ديننا وعاداتنا، ويجب رفضه على كل الأصعدة وعدم إقراره. ثم تحدث كل من أبو سلطان شويكي وهاني أبو تايه وأشرف هلسة مؤكدين على رفضهم التام والقاطع للقانون. ثم ختم اللقاء بالبيان الختامي لعشائر عرب السواحرة ومن حضر معهم من وجهاء القدس، وتم التوقيع على البيان الختامي الرافض للقانون من كل من حضر الاجتماع.

===

هل انفرطت عقدة مسبحة تطبيع حكام المسلمين مع كيان يهود؟

توقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انضمام النظام السعودي إلى اتفاق نظيريه الوظيفيين اليهودي والإماراتي على تطبيع العلاقات العلنية. وفي مؤتمر صحفي، عقده في البيت الأبيض، وصف ترامب الاتفاق بأنه صفقة جيدة، وقال إن "دولا لا يتوقعها أحد تريد الانضمام إلى الاتفاق"، دون ذكر أسماء أخرى غير السعودية. وفي السياق ذاته، وبعد يوم واحد من حديث المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية (المُقال)؛ حيدر بدوي، عن تطبيع العلاقات مع كيان يهود، نقلت وسائل إعلام عبرية عن وزير الاستخبارات لكيان يهود؛ إيلي كوهين قوله: "على عكس تصريحات وزير الخارجية السوداني، هناك اتصالات مع السودان". هذا وقد أكد بيان صحفي أصدره الخميس، الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان الأستاذ إبراهيم عثمان (أبو خليل) على الحقائق الآتية: أولاً: هنالك مباحثات تجري تحت الطاولة لم يفصح عنها؛ كان أولها اللقاء المشؤوم في أوغندا بين الفريق البرهان ونتنياهو في شباط الماضي. وعدم مناقشة الأمر في وزارة الخارجية لا يعني أنه لا توجد اتصالات بين الجانبين. ثالثاً: إقالة حيدر بدوي، كان ذراً للرماد في العيون، فالرجل ما زال سفيراً بوزارة الخارجية؛ فقط تم تحويله من الإعلام ليصبح رئيساً لقسم التخطيط بالوزارة وهذا يعني أن الأمر متفق عليه، وليس عملاً فردياً من حيدر بدوي. ويبقى التطبيع مع كيان يهود؛ خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.

===

لا فرق بين خيانة الإمارات وخيانة مصر والأردن وخيانتك أيتها السلطة الفلسطينية!

من عجائب السلطة الفلسطينية، أنها لا ترى أية خطورة على قضية فلسطين من تطبيع النظام المصري العميل مع كيان يهود، والذي كان له السبق في فتح أبواب الخيانة على مصراعيها لكل من يريد أن يلجها من حكام المسلمين قبل أربعة عقود، لكنها ترى خيانة الإمارات!

كما أن السلطة التي تعيب على الإمارات جريمتها وخيانتها تناست أن تطبيعها مع هذا الكيان الغاصب وتنسيقها الأمني (المقدس!) معه منذ ربع قرن يُعَدّ مباركة وموافقة لكل من حذا حذوها من المطبعين، بل تناست أنها تجاوزت مرحلة التطبيع ودخلت مرحلة الشراكة السياسية والأمنية والاقتصادية التامة مع المحتل، ويتفاخر رئيسها كلما لاحت له فرصة بلقاءاته مع رئيس الشاباك واتفاقه معه على 99% من القضايا!

إن كانت السلطة رافضة حقا للتطبيع مع كيان يهود وحريصة على فلسطين وأهلها وصاحبة قرار كما تدعي، فلتُلغِ كل الاتفاقيات الخيانية مع يهود، ولتسحب سفراءها من عمان والقاهرة كذلك، ولتوقف كافة أشكال التنسيق مع كيان يهود بالفعل، ولتعلنها مدوية أن فلسطين تستنصر جيوش المحررين، وتلعن حشود الرويبضات المطبعين، ولكن هيهات هيهات فأنى لها ذلك وهي قد خرجت من رحم هذه الاتفاقيات!

===

متظاهرون عراقيون يهدمون مقرات الأحزاب الموالية لإيران

نشر موقع (أورينت، السبت، 3 محرم 1442هـ، 22/08/2020م) الخبر التالي: "هدم متظاهرون عراقيون غاضبون مقرات تابعة لأحزاب طائفية موالية لإيران باستخدام الجرافات جنوب البلاد، اليوم السبت، عقب هجمة مكثفة من عمليات الاغتيال التي طالت عدداً من ناشطي الحراك في المنطقة ذات الغالبية الشيعية.

وبث المحتجون شرائط مصورة توثق هدم مقرات أبرز الأحزاب التي تمولها إيران في مدينة الناصرية، أهمها مقر "حزب الدعوة"، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، و"تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، و"منظمة بدر" التابعة لهادي العامري.

وأشعل انفجار دراجة مفخخة وسط ساحة الاحتجاج في الناصرية، مساء الجمعة، موجة غضب شعبي عارمة، دفعت بأهالي المدينة إلى حرق مقرات مليشيا "عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي، و"منظمة بدر"، لتلحقها بهدم مقرات الأحزاب سالفة الذكر صباح اليوم.

وسبقت عملية هدم مقرات أحزاب إيران أعمال مشابهة في مدينة البصرة ذات الغالبية الشيعية، حيث أضرم متظاهرون النار في "مكتب مجلس النواب" التابع لحكومة بغداد.

وكانت موجة الاحتجاجات الشعبية الجديدة بدأت على إثر عمليات اغتيال مكثفة، أسفرت عن مقتل عدد من ناشطي الحراك المدني، كان آخرها مقتل الناشطة رهام يعقوب رميا بالرصاص في البصرة يوم الأربعاء على يد مجهولين. وقبلها بأيام قتل مسلحون الناشط تحسين أسامة، الذي شارك في مظاهرات تشرين الأول/أكتوبر.

ورداً على ذلك أقال رئيس وزراء حكومة بغداد، مصطفى الكاظمي، قائد شرطة البصرة، رشيد فليح، إلا أن المتظاهرين قالوا إن ذلك ليس كافيا، منددين بعدم اتخاذ الحكومة أي خطوة بشأن مقتل الناشطين. وحملوا لافتات تدعو لمحاسبة قتلة الناشطين".

===

استخذاء جديد للحكومة الانتقالية في السودان

على بلاط دول الغرب الكافر ومنظماتها الاستعمارية

ورد على موقع (روسيا اليوم، السبت، 3 محرم 1442هـ، 22/08/2020م) خبر جاء فيه: "أعلن رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، استعداد حكومته الانتقالية للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لمثول المتهمين بارتكاب جرائم الحرب والإبادة أمام المؤسسة القضائية الدولية.

وأعرب حمدوك، في خطاب ألقاه اليوم السبت بمناسبة مرور عام على توليه مهام منصب رئيس مجلس الوزراء للفترة الانتقالية، عن استعداد حكومته "الكامل للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة من ارتكب جرما في حق الشعب السوداني".

وشدد حمدوك في كلمته التلفزيونية على أن السودان "قطع شوطا كبيرا" لرفع اسمه من قائمة الدول الداعمة للإرهاب.

وتشمل قائمة الساسة السودانيين المطلوبين من المحكمة الجنائية الدولية رئيس البلاد المعزول، عمر البشير، الذي تتهمه المؤسسة القضائية بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية خلال النزاع الذي اندلع في إقليم دارفور في غرب السودان عام 2003 وتسبب بمقتل 300 ألف شخص وبنزوح الملايين".

===

المصدر: جريدة الراية