Monday, August 17, 2020

نفائس الثمرات

 

نفائس الثمرات: يا من لا يتعظ بأبيه ولا بابنه
يا من لا يتعظ بأبيه ولا بابنه، يا مؤثراً للفاني على جودة ذهنه، يا متعوضا عن فرح ساعة بطول حزنه، يا مسخطاً للخالق لأجل المخلوق ضلالاً لإفنه، أما لك عبرة فيمن ضعضع مشيد ركنه، أما رأيت راحلاً عن الدنيا يوم ظعنه، أما تصرفت في ماله أكف غيره من غير إذنه، أما انصرف الأحباب عن قبره حين دفنه، أما خلا بمسكنه في ضيق سجنه، تنبه والله من وسنه لقرع سنه، ولقي في وطنه ما لم يخطر على ظنه، يا ذلة مقتول هواه يا خسران عبد بطنه.

فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب/ الجزء الخامس

 

نفائس الثمرات: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ
قال تعالى: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [الحشر: 19].
وإذا نسي العبد نفسه أعرض عن مصالحها، ونسيها، واشتغل عنها، فهلكت وفسدت ولا بد؛ كمن له زرع، أو بستان، أو ماشية، أو غير ذلك؛ مما صلاحه وفلاحه بتعاهده والقيام عليه، فأهمله، ونسيه، واشتغل عنه بغيره، وضيَّع مصالحه؛ فإنه يفسد ولا بُدَّ.
هذا مع إمكان قيام غيره مقامه فيه؛ فكيف الظن بفساد نفسه وهلاكها وشقائها إذا أهملها، ونسيها، واشتغل عن مصالحها، وعطَّل مراعاتها، وترك القيام عليها بما يصلحها؟! فما شئت من فساد وهلاك وخيبة وحرمان.
فوائد الذكر الطيب من الوابل الصيب

 

نفائس الثمرات: طُوبَى لِمَنْ نَظَرَ فِي عَيْبِهِ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنِ ابْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: «طُوبَى لِمَنْ نَظَرَ فِي عَيْبِهِ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ، طُوبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ مِنْ غَيْرِ مَسْكَنَةٍ وَرَحِمَ أَهْلَ الذُّلِّ وَالْمَسْكَنَةِ وَتَصَدَّقَ بِمَالٍ جُمِعَ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ وَجَالَسَ أَهْلَ الْعِلْمِ وَالْحِلْمِ وَالْحِكْمَةِ، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ وَلَمْ يَتَعَدَّهَا إِلَى الْبِدْعَةِ».
الزهد/ لأحمد بن حنبل

 

نفائس الثمرات: ثنتان تُقسيان القلب
قال ابن مفلح: ذكر ابن عبد البر وغيره أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب يوماً فقال: إياكم والبطنة، فإنها مكسلةٌ عن الصلاة، مؤذية للجسم، وعليكم بالقصد في قوتكم، فإنه أبعد من الأشَرِ، وأصحُّ للبدن، وأقوى على العبادة، وإن امرءاً لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه. وقال عليٌّ رضي الله عنه: المعدةُ حوض البدن، والعروق واردة عليها وصادرة عنها، فإذا صحت صدرت العروق عنها بالصحة، وإذا سقمت صدرت العروق عنها بالسقم. وقال الفضيل بن عياض: ثنتان تُقسيان القلب: كثرة الكلام وكثرة الأكل.

 

نفائس الثمرات: يستدل على تقوى الرجل بثلاثة أشياء
يستدل على تقوى الرجل بثلاثة أشياء:
(1) حسن التوكل فيما لم ينل
(2) وحسن الرضا فيما قد نال
(3) وحسن الصبر على ما قد مضى
وقال خالد بن شوذب: شهدت الحسن، وأتاه فرقد السبخي وعليه جبة صوف، فأخذ الحسن بتلابيبه ثم قال: يا فرقد! – مرتين أو ثلاثا – إن التقوى ليس في هذا الكساء، إنما التقوى ما وقر في القلب وصدقه العمل.
فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب/ الجزء الخامس

 

نفائس الثمرات: قل للمذنبين تأملوا العواقب
قل للمذنبين تأملوا العواقب، الآثام تبقى وتفنى الأطايب، والذنوب تحصى وما يغفل الكاتب، والسهم مفوق والرامي صائب، واللذات وإن نيلت فبعدها المصائب، فليتدبر العاقل وليحضر الغائب.
يا مشغولاً بذنوبك، يا مغموراً بعيوبك، يا غافلا عن مطلوبك، كيف نسيت قبيح مكتوبك، لا بد عن سؤالك عن مطعومك ومشروبك، ألا تتفكر في فراقك لمحبوبك ألا تتذكر النعش قبل ركوبك.

فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب/ الجزء الخامس

 

نفائس الثمرات: من أخص صفات الزهد الفقه
ومن أخص صفات الزهد الفقه، فإنه لا يصلح زهد إلا بفقه، لأن الفقه ميزانٌ صحيح ومقياسٌ دقيقٌ معتبر يطَّلع الإنسان من خلاله على حقيقة الزهد وحقيقة الدنيا فيرغب عنها وحقيقة الآخرة فيرغب فيها فيرزقه الله تعالى التوفيق والسداد، ويعصمه من الشطط، ولأنه إذا لم يتفقه في دين الله تعالى لربما فعل أشياء ظناً منه أنها من الزهد وليس الأمر كذلك، لجهله، ثم إنه وبفقه الأحكام سيُصححُ عمله الذي سيلقى به ربه ولا سبيل له إلى تصحيح عمله الذي سيلقى به ربه إلا عن طريق الفقه.
أخرج الحافظ أبو نعيمٍ في حلية الأولياء عن سفيان ابن عيينة: لا تصلح عبادة إلا بزهد، ولا يصلح زهد إلا بفقه، ولا يصلح فقه إلا بصبر.
فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب/ الجزء الخامس

 

نفائس الثمرات: إِنِّ الْقُلُوبَ تَمُوتُ وَتَحْيَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ الْمُؤْتَمَنِ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: «إِنِّ الْقُلُوبَ تَمُوتُ وَتَحْيَا فَإِذَا هِيَ مَاتَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَى الْفَرَائِضِ فَإِذَا هِيَ أُحْيِيَتْ فَأَدِّبُوهَا بِالتَّطَوُّعِ».
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ كَثِيرًا مَا يُرَدِّدُ هَذَيْنِ الْحَرْفَيْنِ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ».
الزهد/ لأحمد بن حنبل

 

نفائس الثمرات: مثل ضربه الله تعالى
قال تعالى: (أَيَوَدّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنّةٌ مّن نّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلّ الثّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرّيّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلّكُمْ تَتَفَكّرُونَ) [البقرة: 266] إنه مثل ضربه الله للذي يعمل أعمالاً كثيرة.. صدقات وغيرها ولكنه يرائي..، يوم القيامة يأتي في غمرة الأهوال وهو محتاج إلى كل حسنة فيرى أعماله التي عملها في الدنيا وأمامه النار من تلقاء وجهه والشمس دانية من رأسه وفي العرق والصراط مضروب على جهنم ولا ينجو إلا بعمل صالح فجعل الله أعماله كلها هباءً منثوراً في وقت هو أحوج ما يكون إلى الحسنات فكيف يكون إحباطه وذله وخيبة أمله في ذلك الوقت!!
فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب/ الجزء الخامس

 

نفائس الثمرات: من يوصف بالمعرفة
قال ابن القيم رحمه الله: لا يوصف بالمعرفة إلا من كان عالماً بالله وبالطريق الموصل إلى الله، وبآفاتها وقواطعها، وله حال مع الله تشهد له بالمعرفة. فالعارف هو من عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، ثم صدق الله في معاملته، ثم أخلص له في قصده ونيته.

فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب/ الجزء الخامس

 

نفائس الثمرات: مَنْ خَافَ أَدْلَجَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي، يَذْكُرُ قَالَ: كَانَ كُرْدُوسُ يَقُصُّ عَلَيْنَا فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ، فَيَقُولُ: " إِنَّ الْجَنَّةَ لَا تُنَالُ إِلَّا بِعَمَلٍ لَهَا، أَخْلِصُوا الرَّغْبَةَ بِالرَّهْبَةِ وَدُومُوا عَلَى صَالِحِ الْأَعْمَالِ وَالْقَوْا اللَّهَ بِقُلُوبٍ سَلِيمَةٍ وَأَعْمَالٍ صَادِقَةٍ، وَيَكْثُرُ أَنْ يَقُولَ: مَنْ خَافَ أَدْلَجَ مَنْ خَافَ أَدْلَجَ".
الزهد/ لأحمد بن حنبل

 

نفائس الثمرات: من هُدِيَ في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "من هُدِيَ في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه، هُدِيَ هناك إلى الصراط المستقيم الموصل إلى جنته دار ثوابه، وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم، وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على ذاك الصراط، ولينظر العبد الشبهات والشهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم؛ فإنها الكلاليب التي بجنتي ذاك الصراط تخطه وتعوقه عن المرور عليه فإن كثرت هنا، وقويت فكذلك هي هناك: (وما ربك بظلام للعبيد)".
فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب/ الجزء الخامس

 

نفائس الثمرات: لا خير في لذة من بعدها النار
كم أكبَّت المعاصي رؤوساً على مناخرها في الجحيم، وأسلمتهم إلى مقاساة العذاب الأليم، وجرعتهم بين أطباق النار كؤوس الحميم، وكم أخرجت من شاء الله من العلم والدين كخروج الشعرة من العجين، وكم أزالت من نعمة، وأحلَّت من نقمة، وكم أنزلت من معْقل عزِّهِ عزيزاً فإذا هو في الأذلين، ووضعت من شريف رفيع القدر والمنصب فإذا هو في أسفل سافلين.
فيا من يريد دوام العيش على البقاء، دم على الإخلاص والنقاء وإياك والمعاصي فالعاصي في شقاء، والمعاصي تذل الإنسان وتخرس اللسان وتغير الحال المستقيم وتحل الاعوجاج مكان التقويم.
أورد الخرائطي رحمه الله تعالى في اعتلال القلوب أن سفيان الثوري كان كثيرا ما يتمثل بهذين البيتين:
تفنى اللذاذة ممن نال صفـوتها من الحرام ويبقى الوزر والعار
تبقى عواقب سـوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار
فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب/ الجزء الخامس

 

نفائس الثمرات: كن صاحب الاستقامة لا طالب الكرامة
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين: «المطلوب من العبد الاستقامة وهي السداد فإن لم يقدر عليها فالمقاربة» فإن نزل عنها: فالتفريط والإضاعة
قال بعض العارفين: كن صاحب الاستقامة لا طالب الكرامة فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة وربك يطالبك بالاستقامة.
فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب/ الجزء الخامس

 

نفائس الثمرات: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَخْسَرَ الثَّلَاثَةِ نَصِيبًا فَافْعَلْ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ الْحَسَنُ لِأَصْحَابِهِ: «يَا ابْنَ آدَمَ إِلَى مَتَى يَا أَهْلَاهُ غَدُّونِي يَا أَهْلَاهُ عَشُّونِي يُوشَكُ وَاللَّهِ يُغَدَّى بِكَ يُوشَكُ وَاللَّهِ يُرَاحُ بِكَ، أَمَا هُوَ إِلَّا أَكْلًا وَبَلْعًا وَشَرْطًا شَرْطًا أَحْمَقُ إِنَّمَا تَجْمَعُ مَالَكَ لِامْرَأَةٍ تَذْهَبُ بِهِ إِلَى زَوْجِهَا، أَوْ رَجُلٍ يَذْهَبُ بِهِ إِلَى زَوْجَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَخْسَرَ الثَّلَاثَةِ نَصِيبًا فَافْعَلْ»

الزهد/ لأحمد بن حنبل

 

نفائس الثمرات: خير الكلام

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ يَقُولُ: «لَا خَيْرَ فِي كَلَامٍ إِلَّا فِي تَهْلِيلِ اللَّهِ وَتَحْمِيدِ اللَّهِ وَتَكْبِيرِ اللَّهِ وَتَسْبِيحِ اللَّهِ وَسُؤَالِكَ مِنَ الْخَيْرِ وَتُعَوُّذِكَ مِنَ الشَّرِّ وَأَمْرِكَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيِكَ عَنِ الْمُنْكَرِ وقِرَاءَتِكَ الْقُرْآنَ».

الزهد/ لأحمد بن حنبل

 

نفائس الثمرات: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَخْرُبُ صُدُورُهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ عَنْ جَعْفَرٍ، يَعْنِي صَاحِبَ الْأَنْمَاطِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَخْرُبُ صُدُورُهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ وَلَا يَجِدُونَ لَهُ حَلَاوَةً وَلَا لَذَاذَةً إِنْ قَصَّرُوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ قَالُوا: إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَإِنْ عَمِلُوا بِمَا نُهُوا عَنْهُ قَالُوا: سَيَغْفِرُ لَنَا إِنَّا لَمْ نُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا، أَمْرُهُمْ كُلُّهُ طَمَعٌ لَيْسَ مَعَهُ صِدْقٌ يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أَفْضَلُهُمْ فِي دِينِهِ الْمُدَاهِنُ".
الزهد/ لأحمد بن حنبل

 

نفائس الثمرات: لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله

ذكر البيهقي عن عائشة عن النبي أنه قال: «ما من ساعة تَمُرُّ بابن آدم لا يذكر الله تعالى فيها إلا تحسَّر عليها يوم القيامة»

وذُكِرَ عن معاذٍ بن جبل يرفعه أيضًا: «ليس تَحَسُّرُ أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله – عز وجل - فيها»

وعن معاذٍ بن جبل قال: سألت رسول الله : أي الأعمال أحبُّ إلى الله – عز وجل؟ قال: «أن تموت ولسانُك رطبٌ من ذكر الله عز وجل»

وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل.

فوائد الذكر الطيب من الوابل الصيب

 

نفائس الثمرات: يا بُنَيَّ إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، بِحِفْظِهِ، حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَ: حَضَرَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ الْمَوْتُ فَقَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا فَإِنَّكَ إِلَّا تَحْفَظْهَا مِنِّي خَلِيقٌ أَنْ لَا تَحْفَظَهَا مِنْ غَيْرِي اتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ خَيْرًا مِنْكَ أَمْسِ، وَغَدًا خَيْرًا مِنْكَ الْيَوْمَ فَافْعَلْ وَإِيَّاكَ وَالطَّمَعَ فَإِنَّهُ فَقْرٌ حَاضِرٌ وَعَلَيْكَ بِالْإِيَاسِ فَإِنَّكَ لَا تَيْأَسْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا أَغْنَاكَ اللَّهُ عَنْهُ وَإِيَّاكَ وَكُلَّ شَيْءٍ يُعْتَذَرُ مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا يُعْتَذَرُ مِنْ خَيْرٍ وَإِذَا عَثَرَ عَاثِرٌ مِنْ بَنِي آدَمَ فَاحْمَدِ اللَّهَ أَنْ لَا تَكُونَهُ فَإِذَا قُمْتَ إِلَى صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ الْمُوَدِّعِ وَأَنْتَ تَرَى أَنَّكَ لَا تُصَلِّي بَعْدَهَا أَبَدًا.
الزهد/ لأحمد بن حنبل

 

نفائس الثمرات: إِنَّ لِلَّهِ فِي الْأَرْضِ آنِيَةٌ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الْأَرْضِ آنِيَةٌ وَأَحَبُّ آنِيَةِ اللَّهِ إِلَيْهِ مَا رَقَّ مِنْهَا وَصَفَا، وَآنِيَةُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ قُلُوبُ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ».
الزهد/ لأحمد بن حنبل

 

نفائس الثمرات: إِنَّ لِلْخَيْرِ أَهْلاً وَلِلشَّرِّ أَهْلاً
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "ابْنَ آدَمَ تُبْصِرُ الْقَذَى فِي عَيْنِ أَخِيكَ وَتَدَعُ الْجِذْلَ مُعْتَرِضاً فِي عَيْنِكَ، وَقَالَ: إِنَّ لِلْخَيْرِ أَهْلاً وَلِلشَّرِّ أَهْلاً، مَنْ تَرَكَ شَيْئاً كُفِيَهُ قَالَ: أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ الَّذِينَ يُحَبِّبُونَ اللَّهَ إِلَى عِبَادِهِ وَيَعْمَلُونَ فِي الْأَرْضِ نُصْحاً وَقَالَ: يُحْشَرُ الْأُمَرَاءُ وَالْأَغْنِيَاءُ فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّكُمْ كُنْتُمْ حُكَّامَ الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلَ الْغِنَى قِبَلَكُمْ طَلَبَتِي".

الزهد/ لأحمد بن حنبل

No comments:

Post a Comment