Wednesday, September 28, 2022

جريدة الراية: قضية فلسطين بريئة من خطاب عباس

 

جريدة الراية: قضية فلسطين بريئة من خطاب عباس

ومن مصالحة نظام الأسد المجرم!!

 

  2 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 28 أيلول/سبتمبر 2022مـ

لا تكاد الأحداث تتوقف في الأرض المباركة، خاصة في ظل جرائم كيان يهود المستمرة؛ من قتل واعتقال وتدنيس للمسجد الأقصى وهدم ومصادرة للأراضي وبناء للمستوطنات، ما يجعل القضية حاضرة على المشهد لا تغيب، وأمام تلك الحالة التي تستوجب الوعي السياسي والمواقف الشرعية التي تخدم القضية وتحرك الأمة لإنهاء تلك العذابات، تختار السلطة المضي في طريق التنازل والخيانة والانبطاح والتمسك بحلم بات يراود رجالات السلطة، وهو أن يقبل كيان يهود بالجلوس معهم على طاولة المفاوضات مجددا لبحث السلام المزعوم والدولة الموعودة، عله يقبل بذلك! وفي المقابل تختار الفصائل خذلان الأمة التي منحتها الثقة والتأييد ورفعت من مكانتها وأفردت لها منزلة خاصة، فتغمض حركة حماس عينيها عن جرائم بشار الأسد التي فاقت الوصف وتسببت بملايين الشهداء والمعتقلين والمفقودين في سجون متوحشة لا تحتمل النفس السوية السماع عما فيها من تعذيب وقهر من أناس خرجوا منها بأعجوبة أحياء، إضافة إلى براميل متفجرة تسببت في تهجير شعب من أرضه فأصبحوا بين غريق في البحر ومضطهد في بلاد الغرب ومظلوم في دول الجوار، تتجاوز عقلية ونفسية حماس التي ترفع شعار الإسلام كل ذلك، وتعلن المصالحة مع نظام الأسد وذلك رغم التحذيرات الكثيرة لها من الإقدام على ذلك من جهات مختلفة في الأمة وحريصة عليها! وأمام تلك المواقف من السلطة والفصائل بحجة القضية ومصلحتها كان لا بد من تبرئة القضية من ذلك.

لم تكن قضية فلسطين في يوم من الأيام قضية مجهولة العلاج ليتم تسول الحلول لها من على منابر الأمم المتحدة بطريقة التسول السياسي الذي تترفع عنه بعض حركات التمرد في جمهوريات الموز وأفريقيا، ولم تكن قضية فلسطين في يوم من الأيام قضية مجلس الأمن والدول الكبرى ومؤسساتها ليطلب منهم الحل، كيف الحال وهم أصل المصيبة والاحتلال؟! ولم تكن قضية فلسطين في يوم من الأيام مصدر تشريع تبيح الحرام وتحرم الحلال، بل هي تخضع للحكم الشرعي ولا تتجاوزه، ولم تكن مصلحتها في لحظة من اللحظات على حساب آهات الأمة ودمائها وبلادها بل هي جزء من جرح لا يتجزأ ودماء زكية لا تتميز بعضها عن بعض.

إن خطاب رئيس السلطة الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يظهر حالة الإفلاس السياسي الذي وصلت له السلطة واقترابها من حالة اليأس من تنفيذ مشروع الدولتين وقرارات الأمم المتحدة، وهذا كان واضحا من كلام عباس وظاهرا على ملامح وجهه، ولم يبق إلا أن يُقبّل عباس وزمرته أقدام أمريكا والغرب وكيان يهود لإعطائهم بقعة أرض تقام عليها دولة، وهذا كان صنيع أيديهم وعصارة إنجازاتهم بواسطة مظلتهم السياسية وأداتهم التصفوية، منظمة التحرير، التي اختارت السلام والمفاوضات والاعتراف بكيان يهود وإعطاءه كل ما يريد والانصياع له والتنازل عن الثوابت شيئاً فشيئاً أمام رغباته، حتى اعتمد كيان يهود مع المنظمة والسلطة سياسة "كلما ضغطت أكثر أخذت أكثر"، حتى حقق معظم ما يريد دون أن يعطي شيئا للمنظمة والسلطة حتى وصلنا للأحداث الأخيرة، حيث وجدت السلطة آليات كيان يهود تسرح وتمرح في الضفة وتمارس سيادتها بشكل مباشر من اعتقال وتفتيش وإغلاق. وأيضاً وجدت قادته يتواصلون مع الناس بشكل مباشر لترتيب دخول العمال وخروجهم دون الحاجة لما يعرف بالارتباط ووساطة السلطة، وكذلك لم تعد السلطة تطيق مواكبة إصدار بيانات رسمية لإدانة مشاريع الاستيطان في الضفة لكثرتها، وأصبح وضعها حرجا بفعل التنسيق الأمني وما يتطلبه من جرائم تغضب أهل فلسطين! وبعد كل ذلك ما زالت المنظمة والسلطة متمسكة بطريق المفاوضات ومشروع الدولتين وتستنجد بالمؤسسات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة وتأمل خيراً في كيان يهود، في مشهد عجيب غريب من التناقض كان ظاهراً في خطاب عباس، كمنتحر يصف سماً تجرعه ويكاد يفتك به وبعد ذلك يقول لعل العلاج في الجرعة الثانية أو ربما الثالثة!!

وعلى الطرف المقابل كانت الفصائل خارج إطار المنظمة، وخاصة حركة حماس، مشغولة باللقاءات السياسية والمصالحات الودية مع الأنظمة الظالمة، فكان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية مشغولاً بالتنقل بين روسيا العدو اللدود للإسلام والمسلمين، وبين الأنظمة الخائنة في بلاد المسلمين؛ ليعلن أبرز إنجازاته الأخيرة، وهي المصالحة مع نظام الأسد ليسير على خطا منظمة التحرير في صفع الأمة وخذلان ثقتها التي تعطيها بكل صدق وإخلاص لكل من ترى أنه يذود عن أرضها ومسرى نبيها ﷺ، فأعطتها سابقاً لفصائل المنظمة واحتضنتها ومن ثم صفعوها فلفظتهم، ومن ثم لطيب أصلها ونقاء مشاعرها أعادت الكرة وأعطتها للحركات التي تحمل شعار الإسلام، فكانت الصفعة أقوى وذلك بدل أن تصون تلك الحركات هذه المكانة الرفيعة وتوظفها لخدمة القضية، بل إنها لم تكتف بذلك بل اختارت الدفاع عن موقفها والتعالي على الأمة وعلى من أنكر عليها ذلك المنكر، وكما كانت تفعل منظمة التحرير عند كل اعتراض ترفع فيتو مصلحة القضية من وجهة نظرها، وهكذا كان الحال عند حماس؛ تبرير بحجة مصلحة القضية التي هي بريئة من هذا الاتهام الباطل الذي سيق للتغطية على مخالفة شرعية واضحة وتيه سياسي خطير!

إن قضية فلسطين على مكانتها وأهميتها تبقى واحدة من قضايا المسلمين المتعددة والكثيرة، ولها أحكامها الشرعية الواضحة والمعلومة من الدين بالضرورة، ولا مصلحة للقضية في تلك التحركات السياسية التصفوية من المنظمة، ولا في تلك المتلونة من الفصائل، ولا في الارتماء في أحضان الأنظمة العميلة والجلوس على موائد الدول الكبرى، ولا بالركون للظالمين والمجتمع الدولي ومؤسساته الاستعمارية، وإنما مصلحة القضية هي كما حددها الشرع ووفق أحكامه، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً﴾، وهي العمل على تحرير هذه الأرض وفق الحكم الشرعي الذي يوجب على أهل فلسطين الاستنصار، ويوجب على المسلمين وجيوشهم نصرتهم، وبين الاستنصار والنصرة عمل سياسي دؤوب لتحقيق ذلك بإسقاط الأنظمة التي تحول بين الأمة وقضيتها ورباط وثبات وخير كثير في جهاد المخلصين من أبناء فلسطين، أما البحث عن دويلة وسلطة وزعامة ورئاسة على أرض محتلة والركض خلف مكانة ووجود بين أنظمة خائنة ومنظومة دولية فاسدة فهو تيه وضياع وتضييع للقضية.

بقلم: د. إبراهيم التميمي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)

جريدة الراية : متى تنتهي معاناة مسلمي الإيغور؟!

 

جريدة الراية : متى تنتهي معاناة مسلمي الإيغور؟!

 

   2 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 28 أيلول/سبتمبر 2022مـ

أحكي لكم اليوم عن إحدى المناطق المملوءة بأبشع الجرائم والمجازر، التي تتم فيها إبادة جماعية، ويعاني أهلها أشد أشكال التعذيب النفسي والجسدي التي لا يمكن أن يتصورها العقل، وقد أصبحت تماما سجنا مفتوحا رغم أنه يعيش فيها أكثر من عشرين مليون مسلم، بعبارة صحيحة منطقة فيها الإنسانية مدفونة. من مجرد هذه المعلومات القليلة يمكن أن تتصور أن ما نتحدث عنه هو تركستان الشرقية. نعم، لست مخطئا، هي تركستان الشرقية المعروفة بمأساة أهلها على يد السلطات الصينية الكافرة. حتى لو كان ما يجري فيها من المعاناة يُعرض عبر وسائل التواصل الإلكترونية حينا بعد حين، ولكن تعذيب المسلمين الإيغور الذين يعيشون هناك لم يتوقف على الإطلاق. حتى تنوعت الأساليب وتطورت بشكل يكاد لا يخطر على البال. ربما تسمع أن الأبناء في تركستان الشرقية يقتلون أو يؤخذون إلى معسكرات الأطفال باسم الروضات لمشروع "تصيينهم"، والنساء يغتصبن ويجبرن على القيام بأعمال سيئة وتنتزع منهن أرحامهن، وكل المسلمين هناك يحرمون من تأدية العبادات والشعائر الإسلامية، حتى من قول "السلام عليكم" عند اللقاء... باختصار هي منطقة يجري فيها قتل ممنهج بأساليب تكاد لا تحصى أنواعها ولا توصف بشاعتها.

تستغل الصين الشيوعية كل فرصة لتحقيق أهدافها، وفي هذه المرة أيضا تتبع إجراءات القتل البطيء للمسلمين الإيغور بحجة مكافحة مرض كورونا. فمنذ أكثر من أربعين يوما أصبح كل إقليم تركستان الشرقية منطقة مغلقة؛ مدخل القرية والزقاق وأبواب العمارات والمجمعات السكنية في المدينة ملحّمة بالحديد ولا يمكن فتحها إلا بواسطة حداد، فخروج أي إنسان من بيته مستحيل. عندما صدر قرار "الحجر الصحي على مدينة غولجا" مثلا، منعت الحكومة الصينية سكان المدينة من الذهاب إلى أي مكان، يعني يجب عليهم أن يبقوا حيثما كانوا؛ سواء في الطريق أو في المرعى أو في المنزل، ولا يجوز لهم أن ينتقلوا إلى أي مكان آخر، حتى العودة إلى منازلهم. ويهددون بأنهم إذا لم يتبعوا القواعد يعتقلون، وإذا حاولوا الخروج وعصوا أوامر الضباط أو توجيهاتهم يضربون بالرصاص فورا، وقد حرم سكانها من الأكل والشرب والأدوية والمستلزمات الضرورية منذ عشرين يوما. ومن جراء تلك التضييقات المبالغ فيها، بعبارة أخرى من مشروع القضاء على المسلمين الإيغور، يموت كثير من الأولاد والشيوخ والنساء، وحتى الأطفال الرضع يموتون من الجوع في بيوتهم، وأما بقيتهم فيتأوهون ويشتكون من آلام الجوع. صعدت الصرخات المبكية إلى السماء. تصرخ الأمهات بسبب عدم تحملهن بكاء أولادهن قائلات "أنا إنسان! يكاد يموت أولادي!"، يعطي الخادمون لبعضهم المأكولات التي لا تأكلها حتى الحيوانات! هذه فقط إحدى عمليات السلطات الصينية لإبادة مسلمي الإيغور!

هكذا هي كل الجرائم تتم أمام عيون ملياري مسلم ولا يرتعب الصينيون من غضبهم؛ لأنهم يستمدون جرأتهم من حكام المسلمين الخائنين الذين يؤيدون ممارسات الصين ضد مسلمي تركستان الشرقية أو يغضون الطرف عنها، فهم ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾.

كل ذلك يعكس مدى تخاذل حكام المسلمين، وكذلك يعكس مدى حقارة وإجرام قادة ما يسمى بالعالم الحر. هذا العالم الذي يقيم الدنيا لموت كلب ولكنه لا يحرك ساكناً إزاء موت آلاف الناس بسبب الجوع! والدول الغربية وأمريكا والأمم المتحدة التي تدعي الإنسانية دائما ويدعون أنهم حراس الحرية والإنسانية لم يفعلوا أي شيء لإيقاف جرائم الصين؛ لأنهم لا يتحركون إلا لمنفعتهم، وقد ثبت ذلك مرات عديدة!

لقد ذاقت الأمة آلام غياب الخلافة. فلو أن لهم خليفة كهارون الرشيد الذي كتب لإمبراطور بيزنظة قائلا: "الجواب ما تراه لا ما تسمعه يا ابن الكافرة"، وكالخليفة المعتصم الذي أجاب استغاثة امرأة مسلمة أسيرة مظلومة بجيش عرمرم، وفتح حينئذ عمورية، فهل تستطيع الصين الملحدة حينها أن تسحق إخواننا المسلمين في بلادهم؟! وهل تستطيع أن تجبر النساء المسلمات على القيام بالأعمال السيئة؟ لا، أبدا لن تجرؤ، ونحن لم ننس رد ملك الصين قديما على القائد قتيبة بن مسلم الباهلي. لقد كان المسلمون يعيشون في عزة في ظل دولتهم الإسلامية. واليوم أيضا فإن الطريق الوحيد للنجاة من ظلم الصين إنما هو بإقامة الخلافة الراشدة، وأي طريق غير ذلك لا يعيدنا إلى عزتنا.

إن الإيغور هم شعب متدين، يعتنقون الإسلام منذ قرون عديدة ويتمسكون بدينهم بنواجذهم رغم المعاناة والاعتقالات والتعذيب والاغتصاب من الكفار ولم يستسلموا أبدا. إنهم جزء من الأمة الإسلامية، وإن المعاناة التي تمارس عليهم الآن إنما هي بسبب انتمائهم إلى إسلامهم فقط، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾.

أيها المسلمون الأعزاء: إن نبينا ﷺ قال في وصف المسلمين: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».

فلذلك، أدعوكم جميعا إلى العمل لإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ لأن ذلك هو الطريق الوحيد لنصرة إخواننا المظلومين في جميع أنحاء العالم، فالخلافة هي التي ستخلصهم من ظلم الكفار إلى عدل الإسلام، بعبارة أخرى إلى سعادة الدنيا والآخرة.

بقلم: الأستاذة آسية الإيغورية

جريدة الراية: أردوغان... جعجعة لفلسطين وطحين لكيان يهود!

 

جريدة الراية: أردوغان... جعجعة لفلسطين وطحين لكيان يهود!

 

  2 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 28 أيلول/سبتمبر 2022مـ

أدمن حكام المسلمين وسياسيوهم، لا سيما حاكم تركيا ووزير خارجيته، أدمنوا الكذب وتضليل الرأي العام، وذلك بإطلاق تصريحات جوفاء لا تمت للواقع بصلة، بل إن الواقع يكذبها ويدحضها، فقد صرح ‏وزير خارجية تركيا: "من المهم أن يكون لدينا سفير لدى (إسرائيل) لكي تصل رسائلنا إلى تل أبيب بشكل مباشر وذلك للدفاع عن فلسطين"، وقبله أوردت وكالة الأناضول في 20/4/2022 تصريحاً لأردوغان قال فيه: "إن علاقتنا مع (إسرائيل) للدفاع عن القضية الفلسطينية"، وذلك في كلمة له خلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي، وقال أردوغان: "من الواضح أن سبل الدفاع عن القضية الفلسطينية تمر عبر إقامة علاقة منطقية ومتوازنة مع (إسرائيل)"!!

إن حكام تركيا ليس لهم علاقة بفلسطين وأهلها، إنما هي من باب المتاجرة بقضيتهم لاستعطاف مشاعر الناس، وهذه الحيلة المتكررة أصبحت لا تنطلي على هذه الأمة الكريمة، لا سيما على أهل فلسطين، فالواقع يكذب حديثهم، فقد قال أردوغان في وقت سابق: "إن التقارب بين تركيا و(إسرائيل) يمثل أهمية حيوية بالنسبة للمنطقة بأسرها"، وفقا لوكالات الأنباء التركية، وأضاف "إنه لا يعارض عودة العلاقات التركية (الإسرائيلية) إلى مسارها الطبيعي"، مشيراً إلى أن "تطبيع العلاقات بين البلدين سيكون في صالح المنطقة بأسرها".

فأين فلسطين وقضيتها من تصريح الكذوب أردوغان، الصديق الحميم لهذا الكيان المسخ؟! إنّ تصريحاته الجوفاء هي مجرد دغدغة للمشاعر التي يجيدها باسم نصرة قضية فلسطين. فبعد 3 سنوات من تعيينه رئيساً للوزراء، زار أردوغان عام  2005 كيان يهود وقام بوضع إكليل زهور على قبر ثيودور هرتزل.

ويشير موقع ترك برس إلى هذه العلاقة، من خلال تقريرٍ يشمل تصريحات وزير الطاقة في كيان يهود يوفال شتاينيتز. ويستمر أردوغان باستخدام خطابه الشعبوي بخصوص فلسطين والإسلام لكن علاقاته الاقتصادية متينة مع الاحتلال، وبحسب التقرير، المنشور بتاريخ 27 شباط/فبراير 2016 يقول الوزير: "لم تتأثر العلاقات التجارية بين البلدين رغم بعض الخلافات الدبلوماسية في 2008 و2013، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الطرفين لعام 2009، مليارين و597 مليوناً و163 ألف دولار، وعلى الرغم من التدهور الدبلوماسي للعلاقات المتبادلة بين الطرفين، إلا أنّ حجم التبادل التجاري لعام 2014، بلغ 5 مليارات و832 مليون و180 ألف دولار".

وفي التقرير نفسه قال الوزير: "إنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح بأنه في ظل تدهور الأوضاع السياسية في المنطقة، بشكل حاد لا نظير له، فإن تركيا بحاجة ماسّة إلى التوافق مع (إسرائيل)، لمناقشة المسارات التي يمكن من خلالها إحداث تغييرات إيجابية في المنطقة".

إن أردوغان يرى أنّ كيان يهود دولة مهمة ومستقرة سياسياً مقابل أوضاع متدهورة في المنطقة، ولعل مفتاح مصالحه التجارية هو وبلده، تعود كذلك إلى غاز فلسطين، الذي يعد أفضل ضامنٍ للعلاقات بين الطرفين. ويمكن من خلال تحقيق أعدته دويتشه فيله، باللغة الإنجليزية، ونشر بتاريخ 12 كانون الأول/ديسمبر 2017 متابعة هذا الرأي بوضوح؛ حيث يقول كريستيان باركل، الخبير بالشؤون التركية، ومدير مؤسسة هاينريش بول في تركيا، إنّ "أردوغان يحب تنصيب نفسه بمظهر المنقذ للمسلمين في مواجهة ترامب و(إسرائيل)، غير أنّه يستخدم مهاراته الخطابية في هذا العداء الشكلي، من أجلِ كسب الانتخابات المبكرة التي سوف يقدم عليها قريباً". ويضيف باركل: "ستون بالمئة من الغاز الذي تحتاجه تركيا، تحصل عليه من روسيا، لكنها تريد التحرر من هذه السيطرة خصوصاً بسبب الأوضاع السياسية الأخيرة، ولذلك هي تبحث عن مزودٍ جديد، هو (إسرائيل)". وقالت البرفيسور هاتيس كارهان وهي واحدة من كبار مستشاري الدولة التركية والرئاسة، قالت في التحقيق ذاته: "الاقتصاد لا يفهم سوى لغة الأرقام، وصادرات تركيا إلى (إسرائيل) تجاوزت خلال الأعوام القليلة الماضية حاجز 2,5 مليار دولار، وهو مبلغ مستمر النمو، وهذا يعني، أنّ السوق (الإسرائيلي) من أهم الأسواق لتركيا في العالم".

ثم إن موقع الأبحاث الدولي، بوابة الأبحاث، مدعوماً كذلك بأرقام وزارة الاقتصاد والتجارة التركية، يضع على موقعه الإلكتروني كل ما يتعلق بالتجارة بين أردوغان وكيان يهود؛ حيث تجدر الإشارة إلى أنه في عهد حزب العدالة والتنمية، بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا والدولة التي يصفها أردوغان بأنها "دولة الاحتلال والإرهاب"، بلغ أربعة أضعاف ما كان عليه من قبل!

وتوضح البيانات هذه الوقائع؛ إذ إن حجم التبادل التجاري بين تركيا وكيان يهود في العام 2002 بلغ 1.39 مليار دولار، غير أنه في عام 2014 ارتفع إلى 5.83 مليار دولار. بينما يستمر الرقم في الارتفاع لاحقاً خلال عام 2017، وهو عام خطابات أردوغان النارية ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال. والأرقام تشير إلى أن العلاقات بين تركيا وكيان يهود، في تزايد مطرد، ويبدو واضحاً من حجم واردات وصادرات تركيا من وإلى الكيان المسخ أنّ تركيا تدعم اقتصاد الاحتلال في عهد أردوغان بإشراف حزبه، حيث تبدو العداوة المزعومة رخوة وغير قابلة لأن تكون حقيقية، في ظل ملياراتٍ تظهرها الأرقام من جديد حتى عام 2017م، ومئات المليارات تتبادلها كل من تركيا ودويلة الاحتلال سنوياً؛ فأكثر من ملياري دولار، يبلغ حجم صادرات تركيا لكيان يهود طوال أعوام، وهو مبلغ يضع تركيا إلى جانب أمريكا وألمانيا والصين، الدول الرئيسية التي تملك تبادلاً تجارياً كبيراً مع دويلة الاحتلال.

ولا يمكن تجاوز ما تكشفه الأرقام عن الارتفاع المطرد نسبياً في حجم الدعم التركي لاقتصاد الاحتلال؛ حيث تنطلق تركيا من واقعية اقتصادية وسياسية في دعم الكيان الذي يصرخ أردوغان في المحافل العربية والدولية باسمه متهماً إياه بالإرهاب، غير أنه، وهو رئيس تركيا المنتخب، وبائع الأوهام للمسلمين وأهل تركيا، يتصدر هو ونظامه، قائمة الدول الداعمة اقتصادياً لهذا الكيان المسخ!

إن ما يفعله أردوغان عمليا هو عكس ما يقوله؛ فهو يقوي هذا الكيان المسخ في فلسطين ويمده بأسباب الحياة وينافق المسلمين. وإننا نقول له وأمثاله من ربائب يهود، إن هذه الحال لن تدوم طويلاً، فهناك إعصار قادم سيكنس كراسيكم المعوجة قوائمها، وهو دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة القائمة قريبا إن شاء الله، والتي ستقتلع كيان يهود، وتطهر أرض الإسراء والمعراج من دنسهم ورجسهم، تحقيقاً لبشرى نبينا ﷺ القائل: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».

بقلم: الأستاذ عبد الخالق عبدون علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

جريدة الراية: استعادة قرار ثورة الشام المباركة شعبياً

 

جريدة الراية: استعادة قرار ثورة الشام المباركة شعبياً

أولى الخطوات بالاتجاه الصحيح

 

  2 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 28 أيلول/سبتمبر 2022مـ

نقلت وكالة رويترز، عن أربعة مصادر أن رئيس المخابرات التركية حقان فيدان عقد في دمشق اجتماعات عدة مع نظيره السوري علي مملوك خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقالت مصادر الوكالة: "إن فيدان ومملوك التقيا مؤخرا هذا الأسبوع في العاصمة السورية، وإن الاتصالات التركية السورية أحرزت الكثير من التقدم، دون الخوض في تفاصيل". فيما قالت صحيفة صباح التركية المقربة من الحكومة، "إن حقان ناقش مع علي مملوك في دمشق، خارطة طريق للعودة الآمنة للسوريين"، وأضافت الصحيفة "أن تركيا ربطت انسحابها بالعودة الآمنة للاجئين واستكمال العملية الدستورية وإجراء انتخابات حرة وتجديد اتفاقية أضنة بشأن مكافحة الإرهاب".

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد أبدى حرصه الشديد على النظام السوري وانتقد مطالباته الداعية إلى انسحاب القوات التركية من الشمال السوري، على اعتبار أن الانسحاب يضر بتركيا والنظام السوري على حد سواء. وجاء ذلك ضمن لقاء جمع أوغلو، بمراسلي الدبلوماسية في الوزارة. واعتبره طرحاً "غير واقعي". وقال أوغلو: "إذا انسحبنا من تلك الأراضي اليوم فلن يحكمها النظام، وستهيمن عليها التنظيمات الإرهابية، هذا الأمر خطر علينا، وخطر على النظام أيضاً، يعني أنهُ خطر على سوريا كلها". وأوضح أوغلو أنه "تناول هذه القضية خلال لقائه مع وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، في العاصمة الصربية بلغراد في تشرين الأول من العام الماضي". وأشار أوغلو خلال رده على أسئلة أحد المراسلين إلى أن "النظام الأسدي سمح لـ"إرهابيين" من المناطق التي كان يحاصرها سابقاً بالذهاب إلى إدلب".

اعتبار أهلنا في الشام ممن هجّرهم النظام الدموي إلى إدلب إرهابيين هو آخر ما أتحفتنا به قريحة المسؤولين في النظام التركي، وكشف عما يدور في رؤوسهم في المرحلة المقبلة بشأن الثوار الأحرار، وعن الأعمال الدنيئة التي سيقوم بها النظام التركي للوصول إلى إنهاء ثورة الشام والقضاء على ثوارها، وإعادة تعويم النظام المجرم في سوريا، وهذا بالتحديد ليس مستغرباً على النظام التركي الذي كان خادماً وفياً للقرار الأمريكي بمواجهة الثورة ومنع وصولها لأهدافها في إسقاط النظام.

خطوات تطبيع النظام التركي مع النظام السوري المتسارعة والمتلاحقة؛ أمنياً وسياسياً، والتي أصبحت مكشوفة وعلنية، تؤكد على دور النظام التركي الوظيفي في المواجهة الناعمة لثورة أهل الشام والتي تستهدف إعادتهم إلى أحضان النظام رغبةً أو كرهاً، بينما تقوم الحكومات والفصائل بتنفيذ دورهم بزيادة التضييق على أهلنا في الشمال المحرر؛ تجويعاً عبر فرض الضرائب والمكوس وتبذير إمكانيات الثورة، وإرهاباً بالسجون والمعتقلات لكل حرٍ رافضٍ لمصالحة نظام طاغية الشام وللموافقة على العودة "الطوعية" ليس من تركيا وحسب، بل العودة للنظام وإعلان التوبة وطلب المغفرة منه! وهذا بإذن الله لن يكون وسيكون للثورة رأي آخر تسمع به الدنيا.

حقائق دامغة لا تحتاج لتفسير ويجب على الأمة ألا تتفاجأ من هذه المواقف التركية الأخيرة، بل هي خير كبير للثورة وثوارها بعد أن نزع النظام التركي قناعه الأخير؛ وهي واضحة من البداية لأصحاب الألباب، ومعلوم بأنه سيأتي الوقت الذي تخرج هذه الأعمال السياسية بين الضامن والداعم التركي وبين النظام السوري المجرم إلى العلن، لأن العداء بين هذه الأنظمة هو ضمن المسموح دولياً لتمرير المؤامرات على الشعوب التي تسعى لاسترداد قرارها وسلطانها كما هو الحال في ثورة الشام التي خرج أهلها ينشدون التحرر من حالة الاستبداد والاستعباد التي فرضها عليهم النظام العميل.

لقد ورّطت أمريكا تركيا بالتدخل في سوريا لحماية عميلها من السقوط، بعد فشل إيران وروسيا في كسر شوكة أهل الشام والقضاء على ثورتهم، رغم الدعم المفتوح للمليشيات والعصابات المستوردة، وكان الدور التركي أخطر الأدوار الخارجية المؤثرة على خط سير ثورة الشام، من حيث وثوق أهلها به وبادعاءاته الكاذبة في نصرة أهل الشام ومساعدتهم على إسقاط النظام.

كنا ولا زلنا نحذر منذ انطلاق الثورة المباركة في الشام من الدور المريب للنظام التركي لمعرفتنا السابقة بحقيقته وحقيقة مهمته التي أناطتها أمريكا به في سوريا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن، ما هو العمل بعد انكشاف هذا الدور الذي يطالب صراحة بالمصالحة مع النظام المجرم؟ وما هو دور أهل الشام الصادقين بعد أن أصبح كل شيء واضحا؟ أينتظرون فتح السفارات وتطبيع العلاقات، أم ينتظرون تسليمهم للجلاد بالقوة؟! وهل يستقيم أن تضيع كل هذه التضحيات التي قدموها على مدار أكثر من عشر سنوات من أجل أن ينفّذ النظام التركي مهمته الأمريكية في إجهاض ثورتهم؟!

لقد انطلقت ثورة الشام شعبيةً وحققت الانتصارات وكادت تسقط النظام المجرم، وحاولت الدول جميعها بالمقابل احتواءها وتصنيع رأس لها يخدم مخططات الدول المتآمرة ويحقق مصالحها، فتم صرف الأموال الهائلة لشراء الذمم لحرف الثورة عن تحقيق أهدافها باستعادة الأمة لسلطانها المغتصب وقرارها المسلوب، فكانت ثورة الشام المعبّر الفعلي عن تطلعات الأمة الإسلامية نحو التحرر من الهيمنة الغربية على بلادنا، فكان لا بد لأهل الشام من العمل على استعادة سلطانهم بدايةً، عبر الخروج بمواقف مشرفة تقول للنظام التركي إننا أصحاب القضية ونحن أصحاب القرار ولن نصالح الطاغية المجرم، وأننا خرجنا لإسقاط نظامه بكل أركانه ورموزه ودستوره، ومن ثم متابعة التحرك على المستوى الشعبي بكل أشكاله لتأكيد انتزاع القرار السياسي للثورة من النظام التركي.

لذلك فإن الواجب علينا أن نصحح ما وقعنا به من أخطاء، ومنها قبول القيادات السياسية التي صنعتها دوائر المخابرات الدولية وتم سوقها لبيع التضحيات التي قدمها أهل الشام.

وهذا لن يكون إلا باتخاذ خطوات عملية للقضاء على دور المتآمرين والمتسلقين والمتخاذلين الذين يعملون لتمرير المؤامرات الخارجية وتنفيذها على الأرض، فالخروج الطيب لأهلنا يوم الثاني عشر من آب رداً على تصريحات جاويش أوغلو حول المصالحة مع النظام وما تلاها من حراكات ومظاهرات يجب ألا تتوقف، بل يجب أن تتطور وتتبلور، وهذا لن يكون إلا باتباع قيادة سياسية واعية وصادقة ومخلصة لثورة أهل الشام بعيداً عن كل ما صنعته الدول من تكتلات ومنصات سياسية تدّعي تمثيل الثورة السورية أو جزء منها لأنها في حقيقتها لا تمثل أهل الشام بل تمثل مصالح أعدائها الذين يسعون لتركيعها للإرادة الدولية وإيقاف عملية التغيير الحقيقي الذي بدأه أهل الشام.

إن انتصار ثورة الشام المباركة ليس مرتبطاً فقط بالقوة العسكرية، ففي معركة الحق والباطل ليست القيمة لحجم القوة المادية فقط، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ﴾، أي ما وقع بيدنا من قوة سياسية وفكرية وثقافية ولاحقاً من قوة عسكرية مباركة مرتبطة بالله وحده تقاتل في سبيله وتبتغي رضوانه؛ الذي لا يتحقق إلا بالتجرد التام له في تحقيق ما يريد منا من تحقيق كامل العبودية له، والتي لن تتحقق إلا عندما يكون الدين كله لله، أي بإقامة نظامه العادل في الأرض مرة أخرى بعد أن زال من واقع الحياة بسقوط الخلافة.

إن انتصار ثورة الشام المباركة ليس بإسقاط النظام العلماني واستبدال نظام علماني آخر به وليس بإسقاط طاغية عميل واستبدال طاغية آخر به؛ وإنما بإسقاط النظام العلماني بكافة أركانه ورموزه ودستوره، وإقامة نظام الإسلام بكافة أركانه ورجال دولته ودستوره المستمد من وحي الله سبحانه وتعالى في الكتاب والسنة، وعلى ذلك يجب علينا نحن أهل الشام التوبة والعودة إلى الله سبحانه ناصر المستضعفين والصاحب الوحيد للنصر ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ الذي ينزله على عباده المتقين الذين يبتغون الفوز في الدنيا والآخرة وما ذلك على الله بعزيز.

بقلم: الأستاذ أحمد معاز

جريدة الراية: سلطة دايتون حارسة لدولة الاحتلال

 

جريدة الراية: سلطة دايتون حارسة لدولة الاحتلال

 

  2 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 28 أيلول/سبتمبر 2022مـ

بعد أن اتهم وزير الشئون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ في الثامن من الشهر الجاري، الاحتلال "بإضعاف السلطة الفلسطينية عبر الاقتحامات اليومية للمناطق الفلسطينية ويأتي بعدها ليتبجح ويقول إنّ السلطة ضعيفة وعاجزة عن بسط سيطرتها على مناطقها".

وشدّد في تصريحات لموقع "والا" العبري على أنّ السلطة لا يمكنها أن تقبل بواقع تقتحم فيه قوات الاحتلال الأراضي الفلسطينية كل ليلة وبعدها تطلب من السلطة العمل في النهار ضد المسلحين موضحا، أنّه عرض على سلطات الاحتلال "التوقف عن اقتحام المناطق الفلسطينية كفترة اختبار لمدة 4 أشهر؛ سعياً لتهدئة الأوضاع، إلا أنّ الاحتلال رفض العرض". واتهم الشيخ سلطات الاحتلال "بخنق السلطة الفلسطينية اقتصادياً"، "يأتون بعدها بادعاءات بأنّ السلطة ضعيفة وغير قادرة على السيطرة على الأوضاع".

وبعد أن ترددت الأنباء عن لقاء سري جمع قيادات في السلطة مع قيادات من الاحتلال برعاية أمريكية، قامت أجهزة أمن السلطة، مساء الاثنين 19/09/2022، باعتقال مصعب اشتية من مدينة نابلس المحتلة برفقة اثنين آخرين من وسط مدينة نابلس، ومصعب اشتية هو أسير محرر ومطارد لقوات الاحتلال، التي هددت والده بتصفيته أكثر من مرة. وهو ما أثار حفيظة الناس بشكل قوي استنكارا وشجبا ومظاهرات وصلت إلى مرحلة المواجهات الميدانية كالتي اعتاد عليها أهل فلسطين مع قوات يهود، حيث رشق الناس سيارات الأجهزة الأمنية بالحجارة وكل ما طالته أيديهم من أدوات، وقابلت السلطة المواجهات بالرصاص الحي والغاز ونشر القناصة والاعتقالات. وهو ما أعاد المشهد جليا في أذهان الناس المعهود من عقود؛ مشهد قوات الاحتلال، فنطق الواقع والمشهد معبراً عن حقيقة السلطة وغاية إيجادها في فلسطين.

إذ إن السلطة باعتقالها أحد المجاهدين المطاردين للاحتلال، والذين يحظون بمكانة رفيعة في قلوب أهل فلسطين لما يمثله من روح النضال والكفاح في وجه الغاصب الغاشم، واعتقاله دون سابق إنذار أو حديث عن مخالفات أو أكاذيب حول تهم قد تبرر بها السلطة عملية الاعتقال، مثلما تفعل مع المعارضين والمخالفين لها واعتقالهم اعتقالا سياسيا بتهم ملفقة وافتراءات قانونية، شكل هذا الاعتقال هزة عنيفة ومؤشرا كبيرا على مدى جرأة ووقاحة السلطة في خدمة الاحتلال وتحقيق غاياته. فتجلى لدى الناس كيف أن السلطة تلعب دور جهاز أمني وذراع ضارب تبطش به قوات الاحتلال من تعجز عنه أو يشق عليها ملاحقته.

وخاصة أن هذه الحادثة أتت بعد تصريح حسين الشيخ المذكور أعلاه والذي لم يستنكر أو يرفض أن تقوم السلطة بأداء دورها كجهاز أمني لدى الاحتلال، ولكنه رفض أن يكون ذلك بالتزامن مع تنفيذ قوات الاحتلال بنفسها عمليات إضافية شكلت إحراجا للسلطة، وطالب بمهلة لإثبات كفاءة السلطة في تحقيق ما تعجز عنه قوات الاحتلال!

فالسلطة كما هو معلوم لم تنكر يوما دورها في التنسيق الأمني، بل إن كبيرها وصفه بـ"المقدس"، والأجهزة الأمنية إنما أعاد الجنرال الأمريكي دايتون بناءها على عقيدة الولاء للكيان الغاصب وقتل الأخ والأب إن جاءت أوامر القيادة بذلك، وهو ما رسخته الوقائع وممارسات الأجهزة الأمنية يوما بعد يوم، إذ لم تتوان السلطة يوما عن ملاحقة المطلوبين لدى الاحتلال، بل تؤدي دورا تكامليا مع قوات الاحتلال، بحيث بات من يُعتقل لدى السلطة أو الاحتلال، يعتقل لدى الطرف الآخر إما بعد أو قبل، لاستكمال عمليات التحقيق أو العقوبات.

وكذلك تخاذل قوات السلطة والأجهزة الأمنية عن توفير أدنى درجة من درجات الأمان للناس أمام اقتحامات أو اعتقالات أو عدوان قوات الاحتلال أو المستوطنين، بل إن المشهود أن الأجهزة الأمنية تُخلي المناطق التي تقتحمها قوات الاحتلال أو المستوطنون بالكامل من عناصرها وتبقي الناس في مواجهة مصيرهم وحدهم أمام طغيان العدو الغاشم.

فالصورة الواقعية المرسومة لممارسات الأجهزة الأمنية وتصريحات قادة السلطة هي صورة الذراع الأمني للاحتلال والحارس لدولته. وإذا ما أضيف إلى ذلك دور السلطة في ممارسة ورعاية مشاريع الإفساد الممنهج عبر المؤسسات والوزارات والإعلام ومناهج التعليم والجمعيات المشبوهة، حيث أصبحت السلطة إما فاعلا رئيسا في عمليات إفساد الناس والأبناء والنساء والأسر، أو مسهّلة وراعية للمفسدين وأصحاب الأجندة الغربية الخبيثة، وكذلك دورها في تجويع الناس وتركيعهم من خلال التضييق عليهم في لقمة عيشهم وإثقال كاهلهم بالضرائب كماً ونوعا، أفقيا وعموديا، ومشاهدة الناس كم أصبح دور السلطة بارزا في تكديس رأس المال بأيدي قادتها ورموزها وحاشيتهم وعائلاتهم ومن يليهم، على حساب الفقراء وعامة الناس، حتى أصبحت قيادات السلطة والمنظمة تتعامل مع مشروع السلطة كمشروع استثماري رابح ناجح يستأهل الاستماتة في المضي قدما فيه تحت أي ظرف كان.

كل ذلك مجتمعا يجعل من السلطة شجرة غرقد خبيثة لا نفع فيها ولا خير إلا ليهود، بل تضاف إلى سجل التحديات التي تواجه الناس في الأرض المباركة فلسطين، ويؤكد على الحقيقة الراسخة التي أكدنا عليها منذ بدايات السلطة بأنها ذراع أمني للاحتلال وطريق لإضفاء الشرعية عليه ودرجة في سلّم تصفية القضية لصالح الاحتلال الغاشم.

بقلم: المهندس باهر صالح

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)

جريدة الراية: مصر الكنانة والمؤامرات المتعددة لإجهاض العمل الإسلامي!! ح2

 

جريدة الراية: مصر الكنانة والمؤامرات المتعددة لإجهاض العمل الإسلامي!! ح2

 

  2 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 28 أيلول/سبتمبر 2022مـ

تحدثنا في الحلقة الماضية عن فضائل مصر الكنانة، وعن تاريخها المشرف عبر العصور، وعن ذكرها وأهلها بالخير في أحاديث المصطفى ﷺ. ووصلنا إلى موضوع العلم والعلماء في تاريخ مصر عبر القرون المتتابعة وفي زماننا الذي نعيشه.

فقد زخرت مصر الكنانة بالعلماء الأفذاذ، عبر التاريخ الإسلامي الطويل منذ الفتح وحتى يومنا هذا، وقد كانت قبلة العلم والعلماء؛ حيث كانت من الحواضن الأربع التي اشتهرت باحتضان العلم والعلماء في تاريخ المسلمين الوضاء؛ وهي العراق ومصر والشام والأندلس. وكان لبعض العلماء رأيان في مذاهب الفقه؛ نتيجة توسّع علمهم في أرض الكنانة وهما: مذهب مصر ومذهب العراق، كما حصل مع الإمام الشافعي رحمه الله. وقد تعدد العلماء في مصر في جميع المجالات؛ في الطب والبصريات والفلك والفقه والحديث والتفسير، واللغة وغير ذلك. وقد صنف أحد علماء مصر في القرن الخامس الهجري كتابا جمع فيه علماء مصر، وصنفهم حسب الأحرف الهجائية، وجمع فيه المئات من العلماء على مرّ التاريخ الإسلامي في مصر، والكتاب هو "تاريخ علماء أهل مصر" لابن الطحّان حيي بن علي بن محمد بن إبراهيم الحضرمي المتوفى سنة 416هـ. لقد اشتهر من هؤلاء العلماء الإمام الشافعي، وهو من جمع بين المعقول والمنقول في الفقه، وألف كتابا في أصول الفقه سماه "الرسالة"؛ حيث عاش معظم وقته في مصر، وتعدّد تلاميذه هناك واشتهر مذهبه؛ وأشهر علماء المذهب هم من مصر، أمثال: البويطي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي، والمزني أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى، والربيع بن سليمان المرادي، وأبو حفص حرملة بن عبد الله التجيبي. وكان من علماء مصر في الطبيعيات والعلوم المدنية: ابن الهيثم عالم البصريات المشهور، وأشهر كتبه كتاب "المناظر"؛ حيث كان أساساً في علم الفيزياء والبصريات لمن جاء بعده. وابن منظور محمد بن مكرم بن علي بن منظور؛ عالم اللغة ومؤلف كتاب "لسان العرب"؛ وهو أوسع معاجم اللغة العربية. والإمام السيوطي من علماء التفسير؛ حيث جمع في أسلوبه بين المأثور (الرواية) والدراية. ومن علماء الحديث الإمام العسقلاني؛ حيث ولد بمصر وتوفي فيها؛ وهو أشهر من شرَح صحيح البخاري.

ومن العلماء الأفذاذ في العصر الحديث هناك العشرات ممن ساهموا في الثروة الفكرية العلمية في كل المجالات؛ الدينية والعلمية المدنية، وفي حركات التغيير والنهضة وغير ذلك. ومن هؤلاء العلماء: الشيخ مصطفى صادق عبد الرزاق الرافعي، وهو صاحب الكتابات النقدية المشهورة وله الكتاب المشهور "تحت راية القرآن"، وكتاب "تاريخ آداب العرب". وعباس محمود العقاد، وهو أديب وشاعر، وله مؤلفات عديدة منها "الإسلام والحضارة الإنسانية"، و"الإنسان في القرآن"، و"التفكير فريضة إسلامية". وسيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي؛ وهو مؤلف كتاب "في ظلال القرآن"، وهو من الرجال الذين عملوا على التغيير على الظلم والظالمين، وأعدم بسبب مواقفه الصلبة. ومنهم في مجالات العلوم المدنية: فاروق الباز عالم الفضاء المشهور، وزغلول النجار عالم طبقات الأرض، ومجدي يعقوب أخصائي جراحات القلب والرئتين وهو من أشهر أطباء العالم، وأحمد زويل الكيميائي الشهير، وسميرة موسى عالمة الذرة المصرية؛ التي قتلتها المخابرات الأمريكية عندما رفضت البقاء هناك.

وقد عاش كثير من العلماء في مصر؛ سواء من عاش منهم قديما ورحلوا في طلب العلم من حواضر البلاد الإسلامية كالشام والعراق والأندلس، أو من درسوا في مصر في العصر الحديث، وكانوا من دعاة النهضة للبلاد الإسلامية؛ مثل العالم الجليل محمد بن إبراهيم النبهاني؛ المشهور بتقي الدين النبهاني الذي عاش فترة علمه الأولى في مصر متنقلا بين الأزهرية الثانوية، وبين الأزهر الشريف، وبين دار العلوم، حوالي سبع سنوات من الاستقاء من ينابيع العلم والعلماء المشهورين في ذلك الوقت.

لقد كان لمصر حظ وافر في الثورة ضد الاستعمار الغربي في العصر الحديث في بدايات القرن الثامن عشر، أي في عهد الغزو الفرنسي بقيادة نابليون، ثم الغزو الإنجليزي من بعده. ثم كان لها أيضا تاريخ مشرف في الوقوف ضد الاستعمار في بدايات القرن العشرين وأواسطه؛ بعد أن مزّق المستعمرون بلاد الإسلام مباشرة بعد هدم الخلافة سنة 1924م، فقد وقعت مصر تحت الاستعمار الفرنسي في عهد حملة نابليون سنة 1798م، والحملة البريطانية سنة 1822م. وقد برزت قيادات منافحة عنها ضد الاستعمارين الفرنسي والإنجليزي؛ منهم علماء الأزهر عام 1798م الذين ثاروا ضد الاحتلال الفرنسي، وأعدمهم الفرنسيون في ساحة القلعة؛ وكان منهم الشيخ سليمان الجوسقي شيخ طائفة العميان، والشيخ أحمد الشرقاوي، والشيخ عبد الوهاب الشبراوي، والشيخ يوسف المصيلحي، والشيخ إسماعيل البراوي، وكان من علماء الأزهر وطلابه: الشيخ سليمان الحلبي الذي قتل القائد الفرنسي كليبر. وتتابع الأمر كذلك ضد الاستعمار الإنجليزي بعد الاستعمار الفرنسي، فكانت ثورة 1919 العارمة ضد الاحتلال الإنجليزي، واستمرت حتى سنة 1922 وكان للأزهر دور بارز فيها.

لقد واجهت مصر مؤامرات عديدة بعد احتلال يهود لفلسطين، وكان من هذه المؤامرات حروب عدة، حصلت فيها مؤامرات على الجيش المصري؛ منها حرب سنة 1948 مع الجيوش المشتركة ضد العصابات اليهودية تحت حماية الإنجليز، وكانت مقدمة لإعلان قيام كيان يهود، والاعتراف به عالميا، والعدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 واشتركت فيه كل من فرنسا وبريطانيا وكيان يهود، ثم حرب سنة 1967، حيث احتل يهود جزءاً كبيرا من سيناء، وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان. ووجه يهود للجيش المصري ضربات مدمرة خاصة سلاح الطيران. ثم كانت حرب سنة 1973 والتي حول فيها الاستعمار وأدواته النصر الذي حققه الجيش المصري في البداية إلى هزيمة؛ كمقدمة للدخول في عملية مصالحة بين مصر وكيان يهود. وقد كانت معاهدة كامب ديفيد سنة 1973 تتويجاً لهذه المؤامرات المتسلسلة على الجيش المصري وعلى مصر بشكل عام. واستمرت المؤامرة بسلخ أجزاء من مصر، وضمها لكيان يهود الغاصب.

لقد نظر الغرب إلى مصر نظرة خاصة تختلف عن باقي البلاد الإسلامية، ووضعوا لها خططا بعيدة المدى، تستهدف دينها، والجماعات الإسلامية، وتستهدف تجويع وتدمير أهل مصر، والسيطرة على ثرواتهم ومقدراتهم. وازدادت الحملة على مصر بعد ثورة عام 2011؛ والتي كانت هبة جماهيرية غاضبة ضد أدوات الاستعمار، وضد الظلم وضد حملات التغريب عن الإسلام. ومما فاجأ الغرب وجعله يحسب الحسابات، ويضع الدراسات والخطط لأرض الكنانة ما حصل في ميدان التحرير سنة 2012؛ عندما احتشد الناس، ونادوا بتطبيق الشريعة، وكادت الأمور تنفلت من أدوات الاستعمار، وتتجه الثورة اتجاها صحيحا لولا ما حصل من تضليل ومؤامرة كبرى، وما جرى من قمع رهيب للمسلمين بعد ذلك.

إن الغرب اليوم ينظر بخطورة بالغة إلى ما يجري من تحولات على أرض الكنانة، ومن اتساع دائرة الفقر، ودائرة الظلم بالسجون والتعذيب والقهر. ويمكن تشخيص الوضع اليوم في أرض الكنانة بالأمور التالية:

يتبع...

بقلم: الأستاذ حمد طبيب بيت المقدس

جريدة الراية: أمريكا تُشعل حرائق جانبية حول روسيا

 

جريدة الراية: أمريكا تُشعل حرائق جانبية حول روسيا

 

  2 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 28 أيلول/سبتمبر 2022مـ

تعمل أمريكا على إحاطة روسيا بحزام من الحرائق الجانبية بغية إرهاقها وإغراقها في المزيد من المستنقعات السياسية التي تستنزف طاقاتها، ومن أجل تبديد قوتها، وتخفيض منزلتها، وذلك لحملها على الخضوع للمزيد من هيمنة أمريكا، ولجعلها دولة إقليمية خادمة لمصالحها.

فأمريكا وبعد إغراق روسيا في حرب استنزاف طويلة مرهقة في أوكرانيا، أُجبرت روسيا معها على اللجوء إلى اتخاذ إجراء ممقوت جماهيرياً، وهو قرار التعبئة الجزئية لتجنيد 300 ألف جندي إضافي لمنع تدهور المنظومة العسكرية المتهالكة للجيش الروسي المنهك بسبب الحرب في أوكرانيا، فأمريكا تُريد بعد هذا الإغراق أنْ تُشغل روسيا أيضاً في معالجة حروب جانبية مفتعلة لزيادة إرهاقها، وأخذ مناطق نفوذها منها.

فأذربيجان وبدعم تركي وغطاء أمريكي أشعلت فتيل حرب جديدة مع أرمينيا بعد احتواء روسيا لها العام الماضي، وجاءت نانسي بيلوسي أواسط شهر أيلول الجاري إلى يريفان العاصمة الأرمينية لتحرض الأرمن على الأذريين، ولتطلق من هناك تصريحات استفزازية ضد الأتراك بسبب مذابح الأرمن المزعومة قبل أكثر من مائة عام.

فأمريكا من جهة وتركيا من جهة أخرى تقومان بدقّ طبول الحرب بين الدولتين، وتثيران غبارها كلما انطفأت، وتلقيان على روسيا مهمة رجل الإطفاء الشاقة.

وتحرج أرمينيا روسيا بطلبها الدفاع عنها أمام ما تسميه بالعدوان الأذري عليها وفقاً لاتفاقية الدفاع المشترك بينهما، فترفض روسيا الطلب وتكتفي بالتأكيد على تثبيت وقف الهدنة الهش السابق بين البلدين بالطرق السلمية، بينما ترفض التدخل العسكري للدفاع عن أرمينيا لعجزها في هذه الظروف الحالكة عن القيام بذلك.

ثمّ يقوم وزير خارجية أمريكا بلينكن بجمع وزيري خارجيتي أرمينيا وأذربيجان على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، ويقوم بتمثيل دور المصلح بين الطرفين، بينما هو في الواقع يصب الزيت على النار، ويشعل أوار الحرب بينهما.

وثمة حريق آخر تم إشعاله حول روسيا في آسيا الوسطى وهو وقوع اشتباكات عنيفة بين قرغيزيا وطاجيكستان بسبب خلافات حدودية قديمة ومعروفة في وادي فرغانة لم تتمكّن روسيا من حلّها حلاً جذرياً وسقط فيها عشرات القتلى من الطرفين.

ولا شك أنّ لأمريكا أصابع في هذه الاشتباكات المفاجئة في هذا التوقيت بالذات، فهي لا تفتأ تتصل بقيادتي الدولتين من وراء ظهر روسيا، وتطلب منهما بإلحاح بناء قواعد عسكرية أمريكية على أراضيهما بعد خروجها من أفغانستان.

وعجزت قمّة شنغهاي التي تقودها روسيا والصين والتي عُقدت في مدينة سمرقند في أوزبيكستان عن وضع أي تصور لحل أية مشكلة حقيقية، وكانت فقط منبراً للخطابات الجوفاء عن التعددية القطبية، بينما أخفقت في الاتفاق على أي حل عملي يتعلق بالنزاعات المستجدة.

وهكذا تعبث أمريكا بالدول التي تتعاون معها، ولا تلقي بالاً إلا لمصالحها، ولن تجد من يردعها في هذا العالم، ويقطع أطرافها، إلا دولة الإسلام القائمة قريبا بإذن الله والتي ستضع حداً لعنجهيتها وعبثيتها.

بقلم: الأستاذ أحمد الخطواني

جريدة الراية: متفرقات الراية – العدد 410

 

جريدة الراية: متفرقات الراية العدد 410

 

  2 من ربيع الاول 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 28 أيلول/سبتمبر 2022مـ

إن النظرة التي تبهرنا في تعامل بعض الدول الأخرى مع الكوارث بكفاية وجاهزية عاليتَيْ المستوى، ليست حلماً بعيد المنال، بل فرضه عيشنا في دويلات هزيلة جزأها المستعمر الكافر ونصب عليها أنظمة تجعل معيشتنا ضنكا، رغم ما حبانا الله به من عقول وثروات، ولكنه متحقق فوري بأفضل من ذلك بمجرد قيام دولة الخلافة الراشدة، وبسرعة في الإنجاز والكفاية في التعامل مع هذه الحوادث، فإلى العمل لإقامتها ندعوكم أيها المسلمون.

===

في رحاب دستور دولة الخلافة الأمن الصحي والرعاية الصحية في دولة الخلافة

بقلم: الأستاذ محمد صالح

إن الطب من المصالح والمرافق التي لا يستغني عنها الناس، فالنبي ﷺ أمر المسلمين بالتداوي، وأعلمهم أن الله ما أنزل داء إلا وأنزل له شفاء وعلاجا، وفي هذا حثٌّ للإنسانِ على السعي للتداوي، وتحصيل البُرْء بإذن الله الذي خلق في الدواء خاصية الشفاء. قال ﷺ: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» أخرجه مسلم، وفي رواية: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنَزِّلْ دَاءً إِلا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً، إِلا الْمَوْتَ وَالْهَرَمَ» أخرجه الترمذي.

والصحة والتطبيب، من الحاجات الأساسية للأمة، وتوفيرهما للرعية من الواجبات التي تجب على دولة الخلافة، عملاً بقوله ﷺ: «الإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» صحيح البخاري. والأمن الصحي من مسؤولية الرعاية؛ ولذلك وجب على الدولة توفيره للناس. عن جابر رضي الله عنه قال: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ طَبِيباً، فَقَطَعَ مِنْهُ عِرْقاً ثُمَّ كَوَاهُ عَلَيْهِ» أخرجه مسلم، وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: "مَرِضْتُ فِي زَمَانِ عُمَرَ بِنَ الْخَطَّابِ مَرَضاً شَدِيداً فَدَعَا لِي عُمَرُ طَبِيباً فَحَمَانِي حَتَّى كُنْتُ أَمُصُّ النَّوَاةَ مِنْ شِدَّةِ الْحِمْيَةِ" أخرجه الحاكم في المستدرك.

فالواجب على دولة الخلافة أن توفر التداوي والاستشفاء (الطب) مجاناً؛ لأنه من النفقات الواجبة على بيت المال على وجه المصلحة والإرفاق دون بدل؛ ولذلك كان عليها أن توفر جميع الخدمات الصحية دون بدل.

ومع وجوب الرعاية الصحية على الدولة، فلا يُمنع استئجار الأطباء، ودفع الأجرة لهم، ولا يُمنع كذلك بيع الأدوية؛ لأن المداواة مباحة، وهي منفعة يمكن للمستأجر استيفاؤها، فينطبق عليها تعريف الإجارة، ولم يرد نهي عنها، وفوق ذلك أن أنس بن مالك قال: «احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ، وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ» صحيح البخاري، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «احْتَجَمَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أُجْرَةً، وَلَوْ كَانَ سُحْتاً لَمْ يُعْطِهِ» أخرجه أحمد. وقد كانت الحجامة في ذلك الوقت من الأدوية التي يُتطبب بها، فدل أخذ الأجرة عليها على جواز تأجير الطبيب. ومثل أجرة الطبيب بيع الأدوية؛ لأنها شيء مباح يشمله عموم قوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ﴾ [البقرة: 275]، وكذلك لم يرد نص بتحريم بيع الدواء.

وتوفير الرعاية الصحية، كان واضحا في عهده ﷺ، وعهد الخلفاء الراشدين من بعده، بالمعاقين والعَجَزَة والمصابين، حتى إنه ﷺ، كان يقف مع هؤلاء وأمثالهم ويقضي حاجاتهم، ويشفق عليهم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ، فَقَالَتْ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً"، فَقَالَ: «يَا أُمَّ فُلانٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ» أخرجه مسلم.

وتحقيق الأمن الصحي من خلال الرعاية الصحية في دولة الخلافة، جاء واضحا في المادة ١٦٤، من مشروع دستور دولة الخلافة، الذي أعدّه حزب التحرير: "توفر الدولة جميع الخدمات الصحية مجاناً للجميع، ولكنها لا تمنع استئجار الأطباء ولا بيع الأدوية". (مشروع دستور دولة الخلافة).

===

حزب التحرير/ ولاية تركيا

وقفات احتجاجية "قطعاً لن نتخلى عن تركستان الشرقية!"

يواصل النظام الصيني ارتكاب المجازر والفظائع في تركستان الشرقية التي احتلها منذ عقود دون أي تباطؤ، حيث يستخدم هذا النظام الوحشي الذي سجن الملايين من مسلمي الإيغور في معسكرات اعتقال تحت مسمى (التعليم)، يواصل التعذيب كسلاح لثني مسلمي تركستان الشرقية عن إسلامهم بتشجيع وتواطؤ من العملاء السفهاء حكام المسلمين. هذه المرة ترتكب الصين الشيوعية جريمة جديدة ضد مسلمي الإيغور في تركستان الشرقية وخاصة في مدينة غولكا حيث سجنتهم في منازلهم لأشهر عدة وأبوابهم موصدة عليهم من الخارج بذريعة منع انتشار وباء كورونا، حيث أظهرت لقطات فيديو من المنطقة أن العديد من الأشخاص الذين لم يُسمح لهم بتلبية احتياجاتهم الأساسية، وخاصة الغذاء والدواء، يواجهون المجاعة، وبعض الأشخاص الذين أغمي على أطفالهم بسبب نقص الطعام ويموتون في بيوتهم!

إزاء ذلك كله نظم حزب التحرير في ولاية تركيا يوم الجمعة، 20 صفر الخير 1444هـ الموافق 16 أيلول/سبتمبر 2022م، وقفتين احتجاجيتين؛ واحدة في مسجد محمد الفاتح في مدينة إسطنبول وأخرى في مسجد حجي بيرام في مدينة أنقرة نصرةً لإخواننا المسلمين في تركستان الشرقية ضد الفظائع التي يرتكبها النظام الصيني المجرم، ودعوة للحكام في تركيا على وجه الخصوص وسائر الحكام في بلاد المسلمين على وجه العموم ليكفوا عن صمتهم وليتحركوا نصرة لمسلمي تركستان الشرقية.

===

وفد من حزب التحرير/ ولاية السودان

يلتقي شيخ السجادة القادرية العركية بطيبة

قام وفد من حزب التحرير/ ولاية السودان بإمارة الأستاذ ناصر رضا، رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية السودان، يرافقه الأساتذة: عبد الله حسين، منسق لجنة الاتصالات المركزية، وعبد القادر عبد الرحمن، عضو لجنة الاتصالات، والنذير مختار، وشارق يوسف البربري، وأحمد بحر، ورحمة المولى حاج، وآدم عمر، أعضاء حزب التحرير، بزيارة الشيخ الريح ابن الشيخ عبد الله بمسيده بطيبة الشيخ عبد الباقي بالجزيرة، الأربعاء 21/9/2022م، حيث تناول اللقاء الوضع السياسي بالبلاد وحالة التردي والصراع، وتنازع المبادرات التي تقدم من أطراف وترفضها أطراف أخرى، تحت تأثير السفارات الأجنبية تكشف عن حالة الصراع بين الأطراف السياسية من المدنيين والعسكريين التي تغذيها سفارات أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات، وأن كل الذي يجري لا يمثل قضايا أهل البلاد.

وأن الحل يكمن في اجتماع أهل السودان منطلقين من عقيدتهم الإسلامية، في ظل نظام الخلافة. وفي نهاية اللقاء شكر الشيخ الريح وفد حزب التحرير على هذه الزيارة وهذا الحديث الراقي وحمل هم أهل السودان، وقال سمعنا كلاماً جيداً، وأكد أنهم كسجادة مع قضايا أهل البلاد وأن يكون حلها وفق الكتاب والسنة. وقد قابل أهل السجادة وفد حزب التحرير بالحفاوة والتقدير والإكرام، جزاهم الله خيراً.

===

تجار الحروب وأمراؤها في سوريا هم المستفيدون من فتح المعابر مع طاغية الشام

أكد رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا الأستاذ أحمد عبد الوهاب: أن المستفيد الوحيد من فتح المعابر مع طاغية الشام هم تجار الحروب، فهم فضلا عن إعطاء الشرعية لطاغية الشام، وإمداده بشريان الحياة، يقومون بتوجيه جميع الأموال التي تدخل إلى ما يسمى المناطق المحررة لتصب في جيوبهم آخر المطاف، وتتم سرقتها بطرق مختلفة، على شكل ضرائب ومكوس ومخالفات واحتكار التجارة بجميع المواد الأساسية منها والكمالية والتحكم بسعرها، والضحية هم عامة الناس الذين يزدادون فقرا، بينما يزداد تجار الحروب غنى، وهذا أحد الأسباب التي تدفعهم لممارسة جميع أنواع البطش والتسلط للمحافظة على الوضع الراهن، والصراع على مناطق النفوذ، فهم المستفيد الوحيد وليذهب الباقي إلى الجحيم!

===

كتلة الوعي في جامعة بوليتكنك فلسطين تنظم فعاليات حول اتفاقية أوسلو

في ذكرى اتفاقية أوسلو، نظمت كتلة الوعي - الإطار الطلابي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين - في جامعة بوليتكنك فلسطين نشاطات عدة، منها:

توزيع ورقة على الطلبة بعنوان (اتفاقية أوسلو... بين البداية والنهاية)، ذكَّرت خلالها بكل بساطة بواقع هذه الاتفاقية وما آلت إليه أرض فلسطين المباركة بعد الاعتراف بشرعية الاحتلال مقابل كيلومترات نقيم عليها دولة بلا سيادة ولا سلطان وبدون سيطرة برية أو جوية أو بحرية.

وبناءً على ذلك ذكَرَتْ كتلة الوعي بعض الحقائق حول الاتفاقية مثل: (اتفاقية أوسلو هي التي جعلت الاحتلال مجانيا بدون تكاليف وجعلت السلطة تسعى لوضع حد لعذابات يهود)! و(اتفاقية أوسلو هي تقديم شهادة حسن سير وسلوك للمحتل من خلال التنسيق الأمني المقدس)! و(اتفاقية أوسلو تعني أن ننسى كل المجازر والاعتقالات وتضحيات الشهداء والأسرى مقابل تنمية اقتصادية وتسهيلات وتصاريح ...الخ)!

كما كتبت كتلة الوعي بعض العبارات على الألواح داخل المحاضرات، وعلَّقت ورفعت بوسترات تُنكر على كل من يسعى لتطبيق الاتفاقية على أرض الواقع.

===

إدارة فيسبوك تساوق الاحتلال والاستعمار

بحجبها حسابات حزب التحرير وشبابه في فلسطين

أقدمت إدارة فيسبوك على تقييد صفحة المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين وصفحة نداءات من بيت المقدس وعدد آخر من الصفحات والحسابات التي تدعو المسلمين للتمسك بدينهم والانحياز لأمتهم.

إن هذه الصفحات والحسابات هي منابر من نور، فهي تدعو الناس للهدى وتنشر الوعي وتدعو الأمة لرفض المخططات الاستعمارية الشريرة التي تهدف لنشر الفساد وإبعاد الناس عن دينهم، ليتمكن كيان يهود من تنفيذ مخططاته وتثبيت مستوطناته وتقسيم الأقصى بل وهدمه إن استطاع، ولتبقى الأمة تحت نير الاستعمار الغربي، وليحول دون انعتاقها من ربقة الاستعمار واستعادة خلافتها التي تنشر الخير والنور وتقضي على الظلام والفساد والشذوذ.

إن هذه التصرفات ليست غريبة على مؤسسات يملكها رأسماليون هم جزء رئيس في صراع الغرب مع الأمة الإسلامية، لكن ذلك كله ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الاستعمار فإننا نؤكد أن ذلك لن يحول بين الأمة والتفافها حول أبنائها العاملين المخلصين لنهضتها، ولن يحجب نور الله مهما سعى الكافرون وأعوانهم لإطفائه، وسينفقون أموالهم وستكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون.

===

عندما تضيق الأرض بأهلها بفعل حكامهم المجرمين!

نشر موقع (فرانس 24، الجمعة، 27 صفر 1444هـ، 23/9/2022م) الخبر التالي: تم العثور على عشرات الجثث، الخميس والجمعة، لمهاجرين غير شرعيين غرق مركبهم بالقرب من مدينة طرطوس الساحلية شمال غرب سوريا، حسبما ذكرت مصادر سورية ولبنانية. وتفيد آخر حصيلة بمقتل 73 شخصا على الأقل في هذه الكارثة.

أكدت مصادر سورية ولبنانية الجمعة أن حصيلة ضحايا كارثة غرق مركب يقلّ مهاجرين غير شرعيين قبالة السواحل السورية ارتفعت إلى 73 قتيلا.

وهي أعلى حصيلة منذ بدء ظاهرة الهجرة غير الشرعية من لبنان الغارق في الأزمات.

وأعلن وزير الصحة السوري حسن الغباش في بيان أن عدد ضحايا غرق المركب بلغ 73 شخصا "في حصيلة غير نهائية"، موضحا أن عدد "من يتلقون العلاج في مشفى الباسل في طرطوس 20 شخصا".

وكان وزير الأشغال والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حمية قد أفاد في وقت سابق عن مقتل 61 شخصا، موضحا أن غالبية الركاب الذين تجاوز عددهم المئة هم من اللبنانيين واللاجئين السوريين.

وكان على متن المركب، وفق التلفزيون السوري الرسمي، ما لا يقل عن 150 شخصا، ما يعني أن العشرات ما زالوا في عداد المفقودين.

===

استجداء العدل والإنصاف من الأعداء سذاجة سياسية أم عمالة وتبعية؟!

بعد أن عملت السلطة ومؤسساتها الإعلامية ورجالاتها على مدار الأسابيع الماضية على الترويج لخطاب قيل عنه إنه خطاب حاسم وناري لرئيس السلطة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإذا بالخطاب "الناري" مليء بالاستجداء والتسول السياسي المخزي لقضية عظيمة، والتأكيد على المضي قدما في العمل على تصفيتها وفق المشروع الاستعماري المسمى بحل الدولتين!

لقد كان بارزا في خطاب عباس الاعتراف بازدواجية المعايير عند المجتمع الدولي وتحكم الدول الكبرى الداعمة لكيان يهود به وبمنظمة الأمم المتحدة واعترافه بعبثية قراراتها، والتي وصلت لمئات القرارات ولم ينفذ منها قرار واحد، وأنها مجرد حبر على ورق؛ ولكن العجيب أنه بعد كل ذلك التهكم والندب واللوم يعود ليؤكد على مطالبة الأمم المتحدة ومنظماتها بإنصاف أهل فلسطين وتنفيذ مشروع الدولتين وتوفير الحماية للناس!

إن حديث عباس عن المطالبة باستئناف المفاوضات مع كيان يهود بشكل سريع والجلوس على الطاولة طلبا للسلام ومطالبتهم بوقف الإجراءات الأحادية في الضفة ولو بشكل مؤقت حيث قال "أوقفوا الإجراءات ولو بشكل مؤقت ونتفاوض وإذا لم ننجح اعملوا ما تريدون"، يظهر مدى تمسكه بوجودها ونهجها وأن الحديث عن قرارات حاسمة وعن وقف التنسيق الأمني والتراجع عن الاتفاقيات الدولية وعلى رأسها اتفاقية أوسلو هو مجرد جعجعات لا طحن فيها.

إن على جيوش المسلمين، وهم يرون هذا الحال من الإجرام بحق أهل فلسطين والمسجد الأقصى، أن يتحركوا من فورهم، فهم أصحاب القضية الذين تتجاهلهم السلطة والأنظمة وتقيدهم الدول الكبرى، وأن يتوحدوا خلف قيادة مخلصة تنهي هذه المؤامرة الدولية التي تمارس على خير أمة وخير بلادها فيحققوا بشرى الرسول ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ».

===

اتفاقية سيدوا حرب على الإسلام والفطرة السوية

إن اتفاقية سيداو هي إعلان حرب صريحة على الإسلام، وهي لإفساد المرأة المسلمة وجعلها تتخلى عن أحكام الإسلام، فهي دعوة لرفض تفريق الشريعة بين دور الرجل والمرأة، وتفرض المساواة المطلقة، وهي دعوة لإلغاء الزواج بحسب الشريعة الإسلامية، واعتماد الزواج المدني العلماني، وتقر بزواج المسلمة من غير المسلم، وتمنع تعدد الزوجات، وتلغي عدة المرأة، وترفض قوامة الرجل على المرأة، وترفض موافقة الولي على الزواج، وتمنع الزواج تحت سن 18 سنة، وتدعو أيضاً إلى الحرية الجنسية المطلقة؛ حيث أجازت زواج المثليين، وتحث سيداو على نشر الثقافة الجنسية بين الأطفال، كما أنها تبيح للمرأة السفر والسكن حيثما شاءت، بغضّ النظر عن موافقة وليّها، وفي هذا فتحُ بابٍ عريض للفساد والانحلال الأخلاقي.

أيها المسلمون: ها قد علمتم اتفاقية سيداو وسوء عواقبها، وإنه لفرض عليكم مواجهتها والتصدي لها، كما أنه فرض عليكم التمسك بأحكام دينكم، وإفشال المخططات الغربية التي ينفذها حكامكم العملاء، والتي تفسد عليكم حياتكم، واعلموا أن العزَّة والرفعة لا تكون إلا بالشريعة الإسلامية تطبقها دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فتصلح ما أفسدته حضارة الغرب وتقوّم ما اعوجّ من فطرة الله التي فطر الناس عليها، وذلك لا يكون إلا في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ولمثل هذا فليعمل العاملون.

===

المصدر: جريدة الراية

Wednesday, September 21, 2022

جريدة الراية: الرائد الذي لا يكذب أهله صاحب المشروع المبلور

 

جريدة الراية: الرائد الذي لا يكذب أهله صاحب المشروع المبلور

هو المؤهّل لقيادة ثورة الشام

 

  25 من صـفر الخير 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 21 أيلول/سبتمبر 2022مـ

إن المتتبع للحراك الأخير بعد تصريحات وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو بوجوب مصالحة نظام الإجرام، يرى أن جموع الثوار هبّت في المناطق المحررة وتعالت الأصوات بكف يد النظام التركي ومنعه من الاستمرار بالتدخل في شؤون ثورة الشام، وكما سمعنا أصواتاً تطالب بإقالة قادة الفصائل وتسليم القيادة لمن يستحقها ولمن يحقق ثوابت الثورة وطموحات أهل الشام من فتح الجبهات والتوجه نحو دمشق لإسقاط النظام وتخليص أهل الشام من معاناة زادت عن أحد عشر عاماً من القتل والتشريد والاعتقال ومرارة العيش.

بعد كل هذا يبرز تساؤل مهم: ما هو البديل عن القيادة المصنعة الحالية للثورة، ومن هو المؤهل لقيادة الثورة إلى بر الأمان؟

ابتداءً فإن القيادة السياسية للثورة أصبح المتحكم بها هو النظام التركي فهو الذي يتحكم بالقرار السياسي والعسكري للثورة في المناطق المحررة سواء في ريف حلب الشمالي حيث سيطرة ما يسمى الجيش الوطني أو في إدلب وريف حلب الغربي حيث سيطرة ما يسمى هيئة تحرير الشام.

وكي نحدد ما هو البديل للقيادة الحالية لا بد أن نحدد صفات القيادة السياسية الصالحة ونبحث عمن تتحقق فيه هذه الصفات حتى يكون مؤهلاً لقيادة المرحلة القادمة. وهذه الصفات هي:

1- أن تكون قيادة فكرية متمثلة عمليا بحزب سياسي يمتلك رؤية واضحة ومشروعاً سياسياً مفصلاً للنظام البديل عن نظام أسد المجرم.

2- أن يكون المشروع السياسي الذي يقدمه هذا الحزب منبثقا من عقيدة الأمة الإسلامية وتراثها الفقهي بحيث يكون دستور الدولة وجميع القوانين التي ستطبقها هي أحكاماً شرعية مستنبطة من الكتاب والسنة وما أرشدا إليه.

3- أن يمتلك هذا الحزب السياسي وعياً سياسياً كبيراً بحيث يتصدى لمؤامرات الدول المعادية للثورة فيكشف خططها، ويقوم بأعمال سياسية لإفشالها فلا تكون الأمة فريسة سهلة للمكائد التي تحاك في دهاليز السياسة الغربية المعادية للإسلام والمسلمين.

4- أن يكون الحزب صاحب قرار مستقل غير مرتبط بأي دولة ولا يعترف بالمنظومة الدولية.

5- أن يكون الحزب ثابتاً على مبدئه لا يحيد عنه ويجب أن يكون لديه تاريخ طويل من النضال والكفاح السياسي في سبيل تحقيق مشروعه الإسلامي.

6- صدقُ الحزب وعدم ثبوت الكذب عليه أو النفاق أو الخديعة لأمته وأن يكون أميناً في حمله لقضايا الأمة بعيداً عن الخيانة والتفريط بحيث يصدق عليه صفة الصادق الأمين تأسياً برسولنا الكريم ﷺ.

7- أن يقبل الحزب محاسبة الناس له في حال حيده عن نهجه وعن ثوابت الثورة أو ارتكابه أي مخالفة تخالف الشرع.

وبالنظر الدقيق لواقع ثورة الشام نرى أن صفات القيادة الصالحة الآنفة الذكر تنطبق على حزب التحرير وأنه الأجدر بتسلم دفة قيادة ثورة الشام بهدف إيصالها لبر الأمان.

فالحزب يمتلك رؤية واضحة ومشروعاً إسلامياً مفصلاً يعرضه على الأمة منذ عقود؛ فالحزب أعد دستوراً للدولة الإسلامية مكوناً من 191 مادة كلها مستنبطة من الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس الشرعي.

كما قدم الحزب تفصيلاً كاملاً لشكل الدولة في عدة مؤلفات سواءً في الأحكام المتعلقة بنظام الحكم وأجهزة الدولة، كما قدم تفاصيل عن النظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي ونظام العقوبات وسياسة التعليم وغيرها من التفاصيل التي تعطي تصوراً واضحاً عن الدولة الإسلامية.

أما الوعي السياسي فإن حزب التحرير يمتلك منه ما يؤهله للتصدي لجميع المؤامرات السياسية التي يقوم بها الغرب الكافر وأدواته، وفيما يخص ثورة الشام فقد ظهر جلياً لكل متابع كيف أن الحزب كشف حجم التآمر الذي طال الثورة بهدف القضاء عليها، فقد كشف الحزب مبكراً دور النظام التركي الخبيث في العمل على احتواء الثورة، وقد صدر بيان عن الحزب في ولاية سوريا بتاريخ 16/9/2011 بعنوان: "انكشاف الدور التركي في سوريا: اختطاف وتسليم الضابط حسين هرموش إلى النظام السوري". كما أدرك الحزب مدى خطورة الأعمال السياسية الغربية في وأد الثورة؛ من مؤتمرات جنيف وفينّا والرياض وسوتشي وأستانة، وقد وضح لأهل الشام أنها أعمال سياسية خبيثة غايتها في النهاية جر الثوار للمصالحة مع النظام المجرم والتفريط بتضحيات أهل الثورة وإعادتهم إلى حظيرة النظام الدولي الداعم الرئيسي لنظام أسد.

كما حذر الحزب من جريمة الاقتتال بين الفصائل وأنه بتحريض الدول المعادية للثورة؛ الغاية منه إضعاف الجبهة الداخلية وإرهاق المقاتلين باقتتالات داخلية بعيداً عن تركيز القتال ضد نظام الإجرام.

وحذر الحزب أيضا من الهدن والمفاوضات مع نظام الإجرام في حين كان البعض يُسوق للهدن بأنها نصر للإسلام والمسلمين كما حصل في هدنة الزبداني - كفريا والفوعة.

كما كشف الحزب خطورة الحل السياسي الأمريكي وأن الدول الفاعلة في الملف السوري من روسيا وإيران وتركيا كلها أدوات تتبادل الأدوار لتنفيذ هذا الحل الخبيث الذي يهدف للقضاء على الثورة وإعادة أهل الشام إلى حظيرة النظام المجرم.

أما استقلالية قرار حزب التحرير وعدم ارتباطه بالدول فهذا الأمر يشهد له القاصي والداني وقد منع الحزب عن نفسه أي شكل من أشكال الدعم المالي المشبوه منعاً للتأثير على قراره.

أما بالنسبة للثبات على المبدأ فكان الحزب جبلاً شامخاً أمام كل الضغوطات التي تعرض لها فقد طاله الأذى والتضييق من الفصائل والمتنفذين في المناطق المحررة وتعرض شبابه للاعتقال بهدف ثنيهم عن دعوتهم ولتقديم التنازلات إرضاء للسلطة القائمة ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل والحمد لله، وثبت الحزب وشبابه على الحق الذي يرونه وهذا ما أكسبه تقديراً من الحاضنة الشعبية، في حين رأينا كثيراً من الفصائل أو الجهات التي تدعي الثورية تتبدل وتتلون حسب الواقع ما جعلها تفرط بقضية الثورة وتسير ضمن المخطط الأمريكي لفرض الحل السياسي وإنهاء الثورة.

أما صدق الحزب وأمانته فإن المتتبع لجميع بياناته ومواقفه منذ تأسيسه عام 1953م حتى اليوم، فيرى أنه كان دائما يَصْدُق أمته ولا يغشها أو يخدعها كما هو حال من تصدر مشهد الثورة من معارضة مصنّعة وعميلة ودول مارست الخداع على مدى سنوات وتكشَّف واقعها اليوم لأبسط الناس.

أما الصفة الأخيرة للقيادة الصالحة فهي أن تقبل مبدأ المحاسبة وأن تسمع لمن ينتقدها أو يحاسبها، فالحزب يوجب على الأمة أن تحاسبه إن حاد عن مشروعه أو خالف الشرع في أي من أعماله أو تصريحاته، وهذا يضمن حسن سير القيادة حتى تحقيق النصر إن شاء الله، كما تدرك الأمة من خلال المحاسبة المستمرة بأنها صاحبة السلطان تعطيه لمن يستحق القيادة وتنزعه ممن هو ليس أهلاً لها عندما يُفرط برعاية شؤون الأمة وتحقيق مصالحها.

وأما بالنسبة للقيادة العسكرية فعلى أصحاب الشأن أن يختاروا من الصادقين منهم من يرونه أهلا لذلك ليسيروا مع حاضنتهم وقيادتهم السياسية على هدى وبصيرة نحو تحقيق ثوابت ثورة الشام، وعلى رأسها إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام بعد قطع يد العابثين والمتآمرين.

بقلم: الأستاذ أحمد الصوراني

جريدة الراية: تحرير فلسطين قرار سياسي مؤجل

 

جريدة الراية: تحرير فلسطين قرار سياسي مؤجل

 

  25 من صـفر الخير 1444هـ   الموافق   الأربعاء, 21 أيلول/سبتمبر 2022مـ

تناقلت وسائل الإعلام أن مصر تُحذّر كيان يهود: "الوضع في الضفة يخرج عن السيطرة وستواجهون انفجاراً، ومخاوف من اشتعال انتفاضة ثالثة"، كما حذر المسؤولون المصريون من أنّه إذا استمر الوضع في الضفة على ما هو عليه، فإنّ كيان يهود سيواجه انفجاراً وفوضى في الأراضي الفلسطينية.

لفهم هذه التصريحات التي تفوح منها رائحة الخيانة عبر الحرص على كيان يهود، وقراءتها القراءة السياسية الدقيقة، لا بد من توصيف النظام المصري. إن أي دولة في العالم يجب أن تقوم على خدمة مبدأ معين أو على خدمة مصالحها على الأقل، أو تسخير مبدئها لخدمة مصالحها، لكن النظام المصري كغيره من الأنظمة في بلادنا الإسلامية لا يخدم مبدأ الأمة ولا يسخر طاقاتها ومواردها لخدمته، فهو لا يطبق الإسلام في الداخل ولا يحمله بالدعوة والجهاد للخارج، بل يطبق الرأسمالية التي فرضها المستعمرون على بلادنا بعد هدمهم الخلافة عبر دول أنشئت وأنظمة صممت لتخدم مصالحهم، فالنظام المصري قائم أساسا على خدمة مصالح المستعمرين وتسخير كل طاقات أهل مصر من أجل تنفيذ خططهم ومؤامراتهم على الأمة، وهنا تكمن المصيبة التي عمت آثارها الكارثية على قضايا الأمة الإسلامية.

إن النظام المصري عميل لأمريكا وقد رهن سياسة مصر الداخلية والخارجية لها فهو لا يخرج عن طوعها قيد أنملة، وذلك جلي بشكل دقيق يطال كل تفاصيل الحكم والسياسة والرعاية في مصر أفقيا وعموديا؛ من المناهج الدراسية والاقتصاد، مرورا بالعلاقات الدولية والإقليمية، فالنظام المصري ينفذ حرفيا مخططات أمريكا في أرض الكنانة.

وقضية الأرض المباركة ليست استثناء في هذا السياق، والتصريحات الدورية لقادته تجسد هذه الحالة الكارثية للنظام المصري، فهذه التصريحات تعبر عن الواقع الحقيقي لهذا النظام؛ بأنه أداة تنفيذية في أيدي المستعمرين ينطلق في تصريحاته وأعماله السياسية من هذا المنطلق، فهو ينفذ الرؤية الأمريكية في الحل ويبدي حرصه على كيان يهود وعلى تثبيت أركانه عبر إعطاء جل الأرض المباركة ليهود ضمن مشروع أمريكا (حل الدولتين).

ذلك الحل الذي تفرضه أمريكا لتثبيت كيان يهود كقاعدة متقدمة في حربها على الأمة الإسلامية مقابل كيان أمني هزيل يقوم بحراسة كيان يهود، فتبعية وعمالة النظام المصري لأمريكا ودوره الوظيفي في خدمة مصالحها وتنفيذ مخططاتها تحكم علاقاته سواء بكيان يهود أو بالفصائل الفلسطينية التي يسعى دوما لكبح جماحها وفرض التهدئة لغسل أيدي يهود من دماء المسلمين والحرص على عدم (تفجير الأوضاع) وتثبيط الأمة الإسلامية عن تحرير فلسطين.

وتحرير فلسطين هدف كبير لأمة عظمية لا يمكن لكيان أنشأه المستعمرون على مقاسهم ويتفانى في خدمة مصالحهم أن يحظى بشرف تحقيقه، وعلاقة الأمة الإسلامية بهذا النظام تحددها الأحكام الشرعية والواقع السياسي الموجود، فالواقع السياسي هو أن الأمة الإسلامية في واد والنظام المصري وأمثاله في واد آخر، والإجراء الشرعي تجاههم هو اقتلاعهم، وإقامة كيان سياسي له إرادة سياسية تنفذ فيه إرادة الأمة بتحرير الأرض المباركة، واستعادة سلطان الأمة.

وعلى أهل فلسطين بشكل عام أن ينظروا إلى النظام المصري من هذا المنظور الشرعي وأنه جزء من المشكلة وليس جزءاً من الحل، وعلى الفصائل الفلسطينية خاصة أن تدرك هذه الحقائق الشرعية والسياسية وأن لا ترتمي في أحضان النظام المصري العميل لأمريكا، فمن يصافح النظام المصري ويرتمي في أحضانه يرتمي فعليا في أحضان أمريكا، ويسعى لتثبيت رؤيتها وتنفيذ خططها في تثبيت كيان يهود، وفي جعله كيانا طبيعيا في المنطقة.

فتحرير الأرض المباركة نتيجة حتمية للصراع وهو قرار مؤجل من النظام المصري، فالنظام المصري وجيش مصر على وجه الخصوص يستطيع أن يحرر فلسطين في ساعة من نهار، وعبر محطات تاريخية كثيرة منذ إنشاء كيان يهود كان الجيش المصري على بعد خطوات من تحرير الأرض المباركة، والذي منعه من ذلك خيانة الحكام وعدم وجود قرار سياسي بالتحرير، ما يجعل النظام المصري شريكاً فعلياً في المؤامرة على الأرض المباركة بعدم تفعيل تحرير فلسطين مع قدرته على ذلك، فتأجيل قرار تحرير فلسطين يعني أن المأساة اليومية لأهل فلسطين سوف تستمر والقتل وهدم البيوت واقتحامات المسجد الأقصى سوف يستمر، وهذه مصيبة، أليس كذلك؟!

لكن المصيبة الأكبر أن هذا ليس القرار الوحيد المؤجل، بل نهضة الأمة الإسلامية هو قرار سياسي مؤجل، ورفعة أهل مصر هو قرار سياسي مؤجل، وسيادة الأمة وانعتاقها من المستعمرين واستعادة ثرواتها وقبل ذلك كله تحكيم شرع ربها في دولة جامعة للمسلمين.. قرار سياسي مؤجل.

إن أهل القوة والمنعة وقادة الجند المخلصين في مصر مطالبون شرعا بتكرار ما قامت به جيوش مصر والقائد البطل المظفر قطز عندما قاد جيوش مصر فكسر ظهر المغول في معركة عين جالوت وحرر الأرض المباركة، فهذا القرار المؤجل لتحرير فلسطين يمكن تفعيله في ساعة من نهار، ويمكن للجيوش المصرية أن تتحرك وتنهي كيان يهود وتقتلعه من جذوره وترفع رايات الإسلام على مسرى الرسول ﷺ، بل إن أهلنا في مصر وقواهم الحية وجيشهم العظيم قادرون على استعادة عظمة الأمة الإسلامية ومجدها إن هم اقتلعوا هذا النظام العميل للغرب واستعادوا القرار السياسي وسلطان الأمة بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

بقلم: الدكتور مصعب أبو عرقوب

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير الأرض المباركة (فلسطين)