Sunday, October 27, 2013

خبر وتعليق: أحرام علي بلابله الدوح

خبر وتعليق: أحرام علي بلابله الدوح

بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق: أحرام علي بلابله الدوح .... حلال للطير من كل جنس ؟
الخبر: قال رئيس جامعة الأزهر في تصريحات لمراسل الأناضول الأربعاء 24-10: إن قرار منع السياسة في الحرم الجامعي يتضمن "منع الطلاب والأساتذة من ممارسة الأنشطة السياسية والحزبية داخل الحرم الجامعي، سواء عبر التظاهرات أو المؤتمرات أو توزيع المنشورات"، مشيرا إلى أنه من حق الطلاب أن يعبروا عن رأيهم، فيما يتعلق بشئون الجامعة والعملية الطلابية. وكان العبد قال في تصريحات صحفية قبل أيام إن من بين شروط سكن الطلاب في المدينة الجامعية بالأزهر هذا العام، عدم المشاركة في مظاهرات سياسية داخل حرم المدينة وأن من يخالف ذلك من الطلاب يعرض نفسه للفصل من المدينة.
التعليق:
1- وكأني بهذا القرار أستذكر قول أمير الشعراء:
أحرام علي بلابله الدوح .... حلال للطير من كل جنس ؟
وذلك عندما عارض شوقي الاحتلال الإنكليزي بعد عزل الخديو إسماعيل فقام المحتل بنفيه سنة 1914م إلى أسبانيا، فأنشد ذلك البيت يعاتب فيه الاحتلال الذى جعل مصر مقراً لكل غريب، وفي الوقت ذاته يحرم على أهل البلد، فمن غير المفهوم تحريم العمل السياسي وحتى الحزبي على فئة من فئات المجتمع، ناهيك أن تكون تلك الفئة من المثقفين في الأمة، كأساتذة الجامعة أو الطلبة، التي ربما يكون قطاع لا بأس منهم من دارسي العلوم السياسية والقانونية في الجامعة، في حين يباح ذلك العمل السياسي والحزبي لقطاعات من الأمة أقل شأنا وثقافة.
2- ولو عدنا إلى بيت شعر أمير الشعراء لأدركنا أن الأمر تعدى ما قصده أحمد شوقي، إذ بهذا القرار أصبح حرام على صغار بلابلة الدوح، حلال لكباره، فكيف يسمح شيخ الأزهر أحمد الطيب لنفسه أن يشارك قائد الانقلاب الفريق السيسي بيانه الانقلابي، بل ويلقي كلمة في هذا الموقف، أليس هذا عملا ونشاطا سياسيا؟ فكيف يبيحه لنفسه ويحرمه على أساتذة وطلبة جامعته؟!
3- لوكان نص القرار مثلا "منع الطلاب والأساتذة من ممارسة الأنشطة السياسية والحزبية-المناهضة للسلطة الانقلابية القائمة اليوم -داخل الحرم الجامعي، سواء عبر التظاهرات أو المؤتمرات أو توزيع المنشورات" لكان الشيخ صادقا في كلامه، فما ماراسه هو من نصرة للانقلابيين يكون حينئذ مطابقاً لقراره.
4- أن تكون العقوبة لمن يمارس العمل السياسي والحزبي داخل جامعة الأزهر هو الحرمان من السكن الجامعي، فهذا يعد أمرًا غير مسبوق في جامعة عريقة كجامعة الأزهر كانت منطلقا لمظاهرات ومؤتمرات وتوزيع منشورات في أيام كانت مفصلية في حياة الأمة كالتصدي للاحتلال الفرنسي، والتصدي لكل أنواع الظلم الذي مارسه الحكام تجاه الشعب المصري سواء أيام النظام الملكي أو الجمهوري. كما أنه أمر غير مقبول لأنه يحرم الطالب من أبسط حقوقه، وهي حق السكن في المدينة الجامعية، لا لجرم قد ارتكبه، وإنما لمجرد تعبيره عن رأي سياسي يتبناه، ولو نص القرار على سلب هذا الحق من الطالب لو قام بأي عمل تخريبي داخل حرم الجامعة لكان مقبولا.
5- هذا القرار المرتبك يُضم لقرارات نظام ما بعد الانقلاب المرتبكة والمتخوفة كقرار الضبطية القضائية، وقانون منع التظاهر وقرارات مراقبة المساجد وما يتم تجهيزه من قانون الإرهاب الذي سيكون بديلا عن قانون الطواريء الذي سينتهي منتصف الشهر القادم، وهي كلها وغيرها لن ترهب الناس أو تمنعهم من التعبير عن رفضهم لهذا النظام الذي يؤسس لنفسه على جماجم الناس، فقد انكسر حاجز الخوف لدى الناس ولن يرضوا أبدا بالقمع والظلم.
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر
27-10-2013

No comments:

Post a Comment