Tuesday, October 29, 2013

مع الحديث الشريف: باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضه

مع الحديث الشريف: باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضه

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجه "بتصرف"، في " باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضه ".
حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا سفيان بن عيينة في بيته، أنا سألته عن سالم أبي النضر ثم مر في الحديث قال: أو زيد بن أسلم عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه".
قوله (لا ألفين) صيغة المتكلم المؤكدة بالنون الثقيلة من ألفيت الشيء وجدته ظاهره نهي النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - نفسه عن أن يجدهم على هذه الحالة، والمراد نهيهم عن أن يكونوا على هذه الحالة فإنهم إذا كانوا عليها يجدهم - صلوات الله وسلامه عليه - عليها. وقوله: يأتيه الأمر الجملة حال والأمر بمعنى الشأن فيعم الأمر والنهي فوافق البيان بقوله: مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول إعراضا عنه: لا أدري هذا الأمر، ( ما وجدنا) ما موصولة مبتدأ خبره اتبعناه أي وليس هذا منه فلا نتبعه، ويحتمل أن تكون ما نافية والجملة كالتأكيد لقوله: لا أدري وجملة (اتبعناه) حال أي وقد اتبعنا كتاب الله فلا نتبع غيره.
إن اتباع سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم- هو اتباع لما أمر الله سبحانه به، قال تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، وقال تعالى: "وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا".
إن ما وقع فيه المسلمون اليوم من تفريط بالكتاب والسنة لأمر عظيم وكبير عند رب العالمين، وما يلاحظ على مسلمي هذا الزمان وعلمائهم على وجه الخصوص أنهم يستخفّون بأحكام الله، وبأقوال وأفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وما هذه الفقرة التي نقدمها بعنوان: "مع الحديث الشريف" إلا لنبين للأمة ما قاله وفعله عليه الصلاة والسلام كي تلتزمَ به كما تلتزمُ بآيات القرآن الكريم سواء بسواء. يقول رب العزة سبحانه:
" أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون".
أيها العلماء:
يا من توقعون عن الله حين تتكلمون وتُفتون، كم من مرة خاطبكم الرسول- صلى الله عليه وسلم- بقوله: إذا بُويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما"؟ أم لم تعرفوا نبيكم فأنتم له مُنكرون؟ كم من مرة خاطبكم الرسول- صلى الله عليه وسلم- بقوله: " من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، حاكماَ في عباد الله بالإثم والعدوان، ولم يغيّر عليه بقول أو فعل، كان حقا على الله أن يدخله مدخله"؟ وأنتم ترون جميع حكامكم يحكمونكم بغير ما أنزل الله، بدساتير الحكم الوضعية من إنتاج بريطانيا وفرنسا، ترونهم يقتلون ويظلمون ويعيثون في الأرض فسادا ولا تحركون ساكنا، بل توافقونهم على ما يفعلون، أم لم تعرفوا نبيكم فأنتم له مُنكرون؟ كم من مرة خاطبكم الرسول- صلى الله عليه وسلم- بقوله: " ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"، فرفضتم وقلتم: ثم تكون مدنية، ثم تكون ديمقراطية، ثم تكون علمانية على منهاج الحضارة الغربية، مع أن الوقت وقتها وأنتم تعيشون مرحلة أفول الحكم الجبري، وتقفون على أبواب الخلافة ولكن لا لتفتحوها؛ بل لتوصدوها إن فُتحت على أيد غيركم، أم لم تعرفوا نبيكم فأنتم له مُنكرون؟
أيها العلماء:
ألم يُحذركم رسولكم الكريم - صلى الله عليه وسلم- من مخالفة أمره؟ ألم يصلكم نبأ الصحابة الذين خالفوا أمرا واحدا من أوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم-في معركة أحد؟ ألم يدفع الرسول والصحابة ثمن هذه المخالفة؟ فكيف بكم وقد خالفتم جلَّ أوامره وادعيتم أنكم متمسكون بالإسلام وتعاليمه.
ألم تقولوا لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه؟ أليست السنة النبوية من عند الله كما القرآن؟ أليست مفصلة وموضحة ومقيدة ومخصصة له؟ ما لكم كيف تحكمون؟ أم لم تعرفوا نبيكم فأنتم له مُنكرون؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
 25 من ذي الحجة 1434
الموافق 2013/10/30م

No comments:

Post a Comment