Saturday, September 28, 2019

من المستفيد من وراء الهجوم على صناعة النفط في السعودية؟

من المستفيد من وراء الهجوم على صناعة النفط في السعودية؟

الخبر: في الأسبوع الماضي، تعرضت شركة النفط العربية السعودية ومنشآت أرامكو النفطية في بقيق وخريس لهجمات بالطائرات بدون طيار. وقد تسبب هذا في انخفاض إنتاج النفط في السعودية إلى نصف إنتاجها. وقد أدى ذلك إلى نشوب الحرائق وسبب أضراراً كبيرة خفضت الإنتاج الخام لأكبر مصدر للنفط في العالم إلى النصف، وذلك إزاء إلغاء 5.7 مليون من الإصدار اليومي.
التعليق:
السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لم تتمكن السعودية من حماية نفسها من خلال نظامها الدفاعي بمليارات الدولارات؟ وما هي العواقب؟ ومن المستفيد من هذا؟
إن السعودية تعتبر بعد الولايات المتحدة والصين، من أكبر الدول التي تنفق عسكريا في العالم. لديها حتى الآن قوات الدفاع الأفضل تمويلاً والمجهزة تجهيزاً جيداً في الشرق الأوسط. 28٪ من ميزانيتها يذهب للدفاع الجوي، أو حوالي 67،5 مليار دولار يذهب إلى جيشها.
وبالنسبة لنظام دفاعها الجوي فقد وظفت نظام باتريوت الأمريكي (نظام صاروخي أرض-جو) ضد الاتحاد السوفيتي (روسيا فيما بعد) وصنعت سكود (صاروخ باليستي تكتيكي) خلال حرب الخليج عام 1991 ضد العراق. ومنذ ذلك الحين، يعمل هذا النظام على ردع الصواريخ القليلة الموجهة من اليمن. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يحتوي على نظام الدفاع الجوي، النظام الألماني الصنع، للطائرات، وقد اشترى مؤخراً طراز ثاد التابع لشركة لوكهيد مارتن. كما أنه يحتوي على أنظمة رادارات متقدمة مدمجة في نظام "Peace Shield" وهو نظام C3I على أحدث طراز تم تطويره خصيصاً للقوات الجوية السعودية هذا النظام هو أرضية الدفاع الجوي، والاتصالات الذي يجمع بين القوات البرية، والقوات البحرية وقوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، لذا، هل من الممكن التقليل من شأن الهجوم على أرامكو، وذلك بالقول - على غرار بعض المسؤولين الأمريكيين - إن نظام الدفاع الجوي المتقدم هذا غير قادر على التعامل مع الطائرات بدون طيار وبعض الصواريخ؟
خاصة، إذا اعتبرنا أن السعودية لديها خمسة أنظمة فرعية للدفاع الجوي؛ منها المجموعة الخامسة في الظهران؛ في قلب مركز النفط السعودي، أرامكو. وأن معظم القوات الوطنية السعودية منتشرة هنا لحماية البنى التحتية النفطية في المنطقة الشرقية. فهل يعقل أن هذا المكان المحمي جيدا يمكنه بسهولة أن يخترق من طائرتين بدون طيار؟!
أيضا، فعدم الكفاءة، أو السلوك غير المدرك للشخص العسكري الذي يتحكم في البطاريات والرادارات ومراقبتها هو بعيد المنال بسبب طبقات الأمن المتعددة. وخاصة إذا كانت أقصر مسافة بين الحدود اليمنية والظهران حوالي 850 كم. لذلك، وإذا افترضنا أن هذه الطائرات بدون طيار والصواريخ تعبر هذه المسافة برمتها دون أن يلاحظها أحد، فمن الصعب تصديق ذلك.
فحينما استهدف الحوثيون الأماكن القريبة من الحدود اليمنية مثل محافظة نجران وخميس مشيط ومحافظتي جيزان وعسير، اعتُرضت جميع الصواريخ تقريبا. وخاصة بسبب الأمن الزائد بين السعودية والحدود اليمنية.
إن توجيه ضربة صاروخية من إيران، كما أشار الرئيس ترامب ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، واصفين إياه بأنه "عمل حرب" سابق لأوانه وغير معقول، نظراً لحقيقة أن إيران لن تعرض موقعها الضعيف بالفعل للخطر. وأيضاً، فإن المنشآت التي تعرضت للهجوم تقع في الجانب الشرقي من البلد للبحرين وقطر والإمارات والكويت والخليج العربي، ولم يخطر أي منها بأي هجوم صاروخي محتمل قادم من إيران. حتى أكبر أسطول بحري أمريكي خامس ينشط في المنطقة لم يرسل أية إشارات تحذيرية من الصواريخ الموجهة من إيران.
الأمر المثير للاهتمام هو توقيت الضربات الصاروخية؛ فقد حدثت قبل أسبوع من انعقاد اجتماع أرامكو قبل الاكتتاب العام مع المحللين والبنوك (المحلية والدولية) في مقر أرامكو في الظهران. لم يؤد الهجوم إلى إلحاق ضرر بالمنشآت النفطية وتسبب في خفض إنتاج النفط الخام إلى النصف الذي قد يستغرق أسابيع أو حتى شهراً حتى يستقر. كما أثر سلباً على ثقة أرامكو في تأمين منشآت نفطية مما سيؤدي على الأرجح إلى تخفيض قيمة الاكتتاب العام في أرامكو. وهو ما يعود بالنفع على المستثمرين والبنوك الأمريكية المدرجة في البورصة للعب دور كبير في الاكتتاب العام مثل جي بي مورغان وجولدمان ساكس ومورغان ستانلي وإتش إس بي سي.
وفقاً لبعض المحللين، فإن تخفيض قيمة الاكتتاب العام سوف يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط أكثر. وهذا يصب في صالح المنافسة العالمية للطاقة في الولايات المتحدة. ستعوض أسعار النفط المرتفعة استخراج الصخر الزيتي المكلف نسبياً في الولايات المتحدة ومن ثم تصديره. وهذا يشمل كذلك ارتفاع أسعار النفط بعد الهجوم على أرامكو. ولكن أيضاً، فإن تحديد إيران كطرف مذنب من خلال مواصلة وقف تصدير النفط الإيراني يتماشى مع الاستراتيجية الأمريكية الأوسع في المنطقة. لأنه إذا انعدم تصدير النفط الإيراني، فسوف ترتفع أسعار النفط على مستوى العالم.
كرد فعل على "التهديدات"، أعلن الرئيس ترامب نشر المزيد من الأفراد العسكريين في السعودية والولايات المتحدة، وقال وزير الدفاع مارك إسبر في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة ستعمل لتسريع تسليم المعدات العسكرية إلى السعودية شبه الجزيرة العربية والإمارات "لتعزيز قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم". وهذا يعني، المزيد من الحشد العسكري الأمريكي في السعودية والمزيد من بيع المعدات العسكرية الأمريكية. وسيؤدي هذا أيضاً إلى تعزيز التحالف البحري، حيث تقود الولايات المتحدة، مع السعودية والإمارات والبحرين وبريطانيا وأستراليا، لتأمين الممرات المائية وطرق تجارة النفط الرئيسية في المنطقة.
وكما تدعو القيادة الحوثية الآن إلى وقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي وأظهرت استعدادها للتعاون مع الحكومة اليمنية، بعد أن أعلنت مسئوليتها عن الهجوم.
على الرغم من ذلك، وفي هذه المرحلة، لا يمكن الإشارة إلى الجاني الحقيقي. ولكن من الواضح أن الشخص الوحيد الذي يستفيد من هذا الوضع هو الولايات المتحدة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
  29 من محرم 1441هـ   الموافق   السبت, 28 أيلول/سبتمبر 2019مـ

No comments:

Post a Comment