Tuesday, May 28, 2019

وحدة الأمة وتماسكها فقط من تقدر على تحجيم وحدة الكفار

وحدة الأمة وتماسكها فقط من تقدر على تحجيم وحدة الكفار

الخبر: حظرت النمسا ارتداء الحجاب في المدارس الابتدائية، وقد وصلت الحرب التي لا تنتهي في فرنسا ضد الحجاب إلى امتدادها لمنع الأمهات اللواتي يرتدين الحجاب الإسلامي من مرافقة الأطفال في الرحلات المدرسية، وتناقش ألمانيا حاليا قانونا لحظر التلاميذ من الصيام خلال شهر رمضان المبارك، وعلينا أن نذكر أن عدد التلاميذ في ألمانيا والنمسا، الذين يجبرهم مدرسوهم غير المسلمين وزملاؤهم وآباؤهم على كسر صيامهم، قد ازداد خلال السنوات الأخيرة وبخاصة هذا العام، وهذه الهجمات والتهميش والإذلال الذي يتعرض له التلاميذ المسلمون تتم بموجب القانون وبصورة غير رسمية، وبطريقة واضحة ومنهجية للغاية. (وكالات الأنباء)
التعليق:
إن معركة الغرب الكافر لم تكن أبدا الحجاب أو الصوم، بل إن الكفار في جميع أنحاء العالم متحدون لمحاربة الإسلام، ومع كل هذا فإن الكفار جبناء، وبسبب هذا الجبن فإنهم يخشون حتى الاعتراف بمحاربتهم الإسلام، وبالتالي يسعون إلى إخفاء هدفهم الحقيقي من خلال هذه القوانين التافهة وفرض الحظر، لأنهم يعرفون جيدا أن اللحظة التي يصرحون بها بوضوح "بعدائهم للإسلام" بدلا من حظر الحجاب والصيام، فإن الأمة كلها ستستيقظ وتنهض في آن واحد.
ليس ظلم الكفار من يشكل الخطر الحقيقي على المسلمين، حتى لو رفضت جميع القوى الكافرة بشكل مشترك حق المسلم في الوجود، ليس فقط من خلال حظر الحجاب أو الصيام، بل وحتى الأسماء الإسلامية، فإنه لا يزال ليس التهديد والخطر الحقيقيين الذي يواجهه المسلمون، والخطر الحقيقي ينشأ عندما يبدأ بعض دعاة حقوق الإنسان والحريات التي يمكن استبدالها والديمقراطية في الدفاع عن حقوق المسلمين، إنهم لا يدافعون عن حقوق المسلمين. إنهم يكافحون من أجل الدفاع عن المثل الجوفاء اليتيمة الخاصة بهم، إلى جانب ذلك لا الحجاب ولا الصوم ولا الصلاة ولا أي حكم إسلامي هو "حق" المسلمين، بل هو أمر من رب العالمين فرضه على المسلمين، والمسلمون لا يطالبون بأي حقوق من أي شخص من أجل تنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى، على العكس من ذلك، فإن إقامة أي من أوامر الله بالنسبة لكل مسلم هو شرف وفخر وسعادة، هذه ليست حقوقاً، بل مسألة حياة أو موت.
وهذا ما يشكل التهديد الحقيقي، واحد أو اثنان من البشر الديمقراطيين والعلمانيين ومحبي الحرية ومحبي حقوق الإنسان، ولا سيما غير المسلمين، الذين ليس لهم مكان مضمون في هذا العالم، لا في بلدهم، ولا حتى في جوارهم، ولكنهم يحاولون التحدث بالنيابة عن المسلمين والإسلام، لا يمكنهم أبدا استرضاء نفوسنا أو إعطاؤنا الأمل، أولئك المصفقون في الصفوف الأمامية والذين يشجعون تصفيقهم، هم رجال الشرطة المسلمون والضباط العسكريين، الذين اضطروا إلى حماية أرواح وأصول المسلمين، ومن خلال استخدامهم لهؤلاء البؤساء فإنهم يهدفون إلى إلزام المسلمين بالآمال والأحلام الجوفاء، وكل ذلك وفقا لمطالب السادة الكفار الغربيين، وهم يسعون إلى إبقاء الأمة الإسلامية نائمة من خلال تهويدات حماية حجاب المرأة المسلمة وحقوقها، وما شابه ذلك.
غير أن هناك قوه واحدة فقط لتحجيم وحدة الكفار لحجمها الطبيعي، وهي بالطبع وحدة المسلمين، وعنوان ونظام هذه الوحدة يسمى الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، لذلك هل نحن حقا نعتمد على شخص ما أو شيء ما وجوده وعدم وجوده سيان؟ أم أننا سنحتكم بإحكام إلى أوامر الله سبحانه وتعالى من أجل تجسيد الإسلام وإحياء المسلمين؟
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زهرة مالك
  23 من رمــضان المبارك 1440هـ   الموافق   الثلاثاء, 28 أيار/مايو 2019مـ

No comments:

Post a Comment