Monday, November 30, 2015

هل ستوقع الولايات المتحدة الأمريكية يا ترى على ما سيُلزمها في "كوب 21"؟؟

هل ستوقع الولايات المتحدة الأمريكية يا ترى على ما سيُلزمها في "كوب 21"؟؟

الخبر:‏ تبدأ اليوم في مدينة "لوبورجيه" شمال باريس فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الـ 21 للمناخ أو "كوب 21"، ‏والتي تنطلق في الثلاثين من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي وتستمر حتى الحادي عشر من كانون الأول/ديسمبر ‏المقبل، ويهدف المؤتمر حسب زعمهم "إلى التوصل إلى اتفاقية ملزمة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري".‏
ومن المقرر أن يشارك في الاجتماعات أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة على رأسهم قادة البلدان الأكثر ‏إنتاجا لانبعاثات الغازات الدفيئة المتسببة في الاحتباس الحراري وهم الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس ‏الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي والرئيس الروسي فيلاديمير بوتين.‏

التعليق:‏ لقد أضحت قضية الاحتباس الحراري في السنوات الأخيرة قضية شائكة وخطيرة لارتباطها الوثيق بمسألة ‏بقاء الجنس البشري على وجه البسيطة وأمنه واستقراره من عدمه؛ ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في ظل ارتفاع تلك ‏الظاهرة الناتجة عن زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة وعلى رأسها غاز ثاني أكسيد الكربون، والتي تسببت في ‏ارتفاع الحرارة العالمية بمعدل درجة مئوية واحدة منذ العصر ما قبل الصناعي، وارتفاع مستوى المحيطات ‏بمعدل 20 سنتيمتراً منذ عام 1900، أيضا ساهمت في ازدياد الكوارث المناخية كالأعاصير والعواصف ‏والفيضانات الكاسحة وتسارع ذوبان الجليد.‏
ورغم خطورة هذه المشكلة وتداعياتها نجد رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية التي تنتج هي والصين فقط ‏‏46 في المائة من الغازات السامة يدلل بوضوح على كون مصالحها عندها فوق كل شي وأنها لا تكترث ‏بالتهديدات التي تواجه العالم. فقد رفضت الأخيرة في بادئ الأمر التوقيع على "بروتوكول كيوتو" عام 1997 ‏الذي يُعنى بتقليص انبعاثات تلك الغازات بتعلة تأثيره السلبي على اقتصادها ومن المتوقع اليوم أيضا عدم قبولها ‏باتفاقية ملزمة لها تتمخض عن مؤتمر باريس، فقد صرح كيري لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية قائلا "لن ‏تكون معاهدة بالتأكيد.. لن تكون هناك أهداف لخفض (انبعاثات الغازات) ملزمة قانونيا كما كان الأمر بالنسبة ‏لكيوتو".‏
إذن المرجح أن يكون حضور الولايات المتحدة الأمريكية في "كوب 21" حضورا شكليا، وقد تكتفي ‏بالمساهمة في تمويل صندوق المناخ دون التوقيع على ما يلزمها كما فعلت مع كيوتو؛ مما سيجعل ما يتمخض عنه ‏المؤتمر شبيها بما سبقه من مؤتمرات المناخ وسيُترك الباب مفتوحا على مصراعيه للمشكلة لتزداد تفاقما وتنذر ‏بكل سوء!!‏
نقول: لقد باتت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية مكشوفة ومعلومة للقاصي والداني؛ فالمصلحية هي ما ‏تسير أفعالها وتجعل لسان حالها يقول "أنا والطوفان من بعدي" مما يؤكد أنها ليست الدولة الصالحة لقيادة العالم ‏نحو بر الأمان وأنها اليوم تجره جرّا نحو الخراب والدمار. فمن يقدر على وضع حد لها وجميع الدول المشاركة ‏معها في المؤتمر تحركها المنفعة؟؟ ومن يريحنا من عبث الرأسمالية وشرورها سوى الخلافة الراشدة على منهاج ‏النبوة القادمة قريبا بإذن الله، والتي من أولوياتها المحافظة على أمانة ربها "الأرض وأهلها"؟
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي - تونس
 18 من صـفر 1437
الموافق 2015/11/30م

No comments:

Post a Comment