Saturday, November 28, 2015

خبر وتعليق: العنف الحقيقي من الاحتلال وليس من أحكام الإسلام

خبر وتعليق: العنف الحقيقي من الاحتلال وليس من أحكام الإسلام

الخبر: وكالات أنباء - فلسطين: تحت شعار "إنهاء الاحتلال... إنهاءً للعنف" أطلقت وزارة شؤون المرأة الفلسطينية منذ أيام فعالياتها بالحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة والتي كانت تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر والتي ستستمر لمدة 16 يوما، وسيتخللها فعاليات ونشاطات توعوية مختصة بآليات الخطاب الجندري. وقد طالب الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، بضرورة تدخل المجتمع الدولي ممثلا بهيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها، لوضع حد لانتهاكات يهود التي تؤثر وتخلف آثارا مأساوية مباشرة على حياة المرأة واستقرارها وأمنها".

التعليق: ما زال موضوع العنف ضد المرأة في فلسطين والبلاد الإسلامية يؤرق بال دعاة حقوق المرأة بشكل في ظاهره الحرص عليها وعلى حقوقها وفي باطنه عكس ذلك، في ظاهره وقف هذا العنف وفي باطنه إدخال مفاهيم غربية بعيدة عن الدين والقيم والعادات.. في ظاهره الدفاع عن المرأة ضد عدوان يهود وفي باطنه خذلان لها وضعف.. فحسب الخبر فقد طالب الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بضرورة التدخل الدولي لوضع حد لانتهاكات يهود بحقها.. يلجئون للخصم يريدونه حكما وقاضيا عادلا لهم!! أي استغباء للعقول هذا!! فهل أنصف المجتمع الدولي فلسطين وقضية فلسطين! ألم يكونوا هم من أتوا بيهود ليستحلّوا الأرض والعرض والشجر والحجر!! هل ستكون نتيجة دماء الشهداء الزكية التي سالت وأنات الثكالى واليتامى والجرحى حل الدولتين أو تقسيم البلد الواحد فوق ما هو مقسم والذي يريده مثل هؤلاء!!
إن الاتفاقيات الخاصة بالمرأة لا تساوي الحبر الذي كتبت به لأن الواقع مختلف عنها، فأين حرية المرأة وحقوقها فيما جاء في الإعلان العالمي لمناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة 1993 والذي كان من ضمن تعريفه للعنف بأنه "يشمل التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات سواء حدث في إطار الحياة العامة أو الخاصة"! فلم نسمع أو نر احتجاجا أو مطالبة بوقف هذا العدوان على المرأة خلال الأحداث الأخيرة من أي من تلك المنظمات النسوية التي شاهدت ورأت كما رأى العالم كله النساء المرابطات وهنّ يُضربن وتمارس ضدهن سياسة الذل والإهانة بأشكالها، وحتى منعهن من دخول الأقصى ووضع قائمة سوداء بأسمائهن، وحتى اعتقالهن من بيوتهن! وشاهدت قتل النساء والفتيات والأطفال بدم بارد وبحجج واهية وادعاءات كاذبة! أم أن هذا الصمت المخزي لأن هؤلاء الضحايا هن مسلمات ملتزمات ومطالبهن تنبع من العقيدة الإسلامية؟! أم أن هذه الفعاليات يريد بها اتحاد المرأة الفلسطينية وغيرها من مؤسسات المرأة المنتشرة أن يغطي على أهدافه الحقيقية؟! من مثل الحديث عن مشروع قانون جديد يهدف إلى إعادة قراءة التشريعات الفلسطينية ودراستها من منظر النوع الاجتماعي، الأمر الذي يسهم في تحقيق العدالة القانونية الفضلى فيما يتعلق بقضايا المرأة كما يطالبون، وخصوصاً التي تتعلق بالمساواة بينها وبين الرجل، والذي وضح من خلال الحديث عن النشاطات التوعوية المختصة بآليات الخطاب الجندري مثل ضرورة الاستمرار في العمل على تعديل قانون الأحوال الشخصية وتحديداً المطالبة برفع سن الزواج، الأمر الذي يحمي المرأة من مجموعة الانتهاكات التي ستترتب على الزواج المبكر، في حقوق التعليم وتقرير المصير والاستقلال الاقتصادي، وهي جميعها تقود إلى العنف. وهذا كله ما صرحت به القائمات على هذه الفعاليات خلال هذه الحملة..
لقد رأينا المرأة في فلسطين خلال الأحداث الأخيرة صابرة مؤمنة محتسبة تعي أنها قدمت أعزاءها من ابن أو زوج أو أخ فداء للأقصى وفداء للعقيدة الإسلامية، وقد ظهر هذا جليا في كلامهن وصبرهن ووضوح الواقع أمامهن. بأنه لا تغيير ولا أمان واطمئنان إلا بوجود الإسلام.. لم نسمع إحداهن تطالب بحماية دولية ولم تسأل العون من مؤسسة أو منظمة نسوية، وهذا يبشر بخير والحمد لله، فرغم انتشار المئات من تلك المؤسسات وعملهم الدؤوب وإنفاقهم بسخاء على البرامج التي تخدم الغرب وأفكاره ومفاهيمه إلا أن هذه الأحداث أظهرت ضعفا في هذا التأثير. فطوبى لكنّ يا أمهات الشهداء وأخواتهم وزوجاتهم وبناتهم..
ونقول للمؤسسات التي حضَّرت فعاليات لمدة 16 يوما: اجعلي هذه الفعاليات توجَّه فعلا لفضح يهود وتنكيلهم بالنساء والأطفال وتبيان العنف الحقيقي ضدهم، وابتعدي عن تنفيذ أجندات من يمولونكم لمصلحتهم ضد الإسلام والمسلمين..
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي
17 من صـفر 1437
الموافق 2015/11/29م

No comments:

Post a Comment