Saturday, November 28, 2015

بيان صحفي: التعاون مع روسيا أمر خطير

بيان صحفي: التعاون مع روسيا أمر خطير

(
مترجم)
 بعد هروب بعض المسلمين من السجن في بيشكيك، بدأت الشرطة بحملة واسعة النطاق بحثا عن الهاربين. كان ارتكاب هذه الجريمة فرصة تستغلها الحكومة، ووسائل الإعلام المحلية والخبراء من أجل القيام بهجوم إعلامي واسع ضد الإسلام والمسلمين.
بدأت حكومة قرغيزستان بالتحضير لإجراءات خطيرة جدا ضد الإسلام والمسلمين بعد ضغوطات روسية شديدة في هذا الاتجاه. ومثل هذا الأمر حصل عام 2001، في ذلك الوقت كان باكييف هو رئيس قرغيزستان، وقد استطاع تعزيز سلطته في البلاد ومن ثم بدأ بانتهاج إجراءات قمعية ضد المسلمين. وخلال ذلك الوقت تمت تصفية رفيق قاري جسديا من قبل الحكومة. بعدها أثار مادوماروف (وكان حينها نائب رئيس الوزراء) اضطرابات في مدينة نوكات في عطلة عيد الفطر. وكان يومها الرئيس الحالي أتامباييف وقادة الحكومة الحالية في المعارضة فأعربوا عن استيائهم من أفعال الحكومة تلك، وقالوا حينها: "كيف يمكن للحكومة أن تسجن هؤلاء الناس ليس لسبب إلا أنهم قالوا الله أكبر؟"
مع بداية عام 2015 قامت الحكومة باعتقال راشود قاري كمالوف، وهو نجل رفيق كمالوف وإمام مسجد "السرخسي"، ولا يزال في السجن حتى يومنا هذا. كانت محاكمة راشود قاري شبيهة جدا بالمحاكمات التي عقدت في فترة حكم حكومة باكييف. وإلى جانب هذا حاولت الحكومة في شمال قرغيزستان القيام بأعمال استفزازية بغية استدراج المسلمين وإلصاق التهم إليهم. ولتحقيق ذلك قامت بقتل بعض الناس وادّعت أنهم إرهابيون، كما اعتقلت الشرطة آخرين. ومؤخرا انتشر بأن تسعة أشخاص فروا من السجن وقد قتلوا ثلاثة من العاملين فيه وجرح واحد توفي لاحقا في المستشفى.
وفي كل مرة بعد هكذا أحداث تعتقل الحكومة العديد من المسلمين أو تضطهدهم بطرق مختلفة، فالافتراء على مسلم واحد هو اضطهاد لآلاف المسلمين.
في وقت سابق اعتقل دانيار ناريمباييف الذي كان رئيس الإدارة لرئيس قرغيزستان. وهو متهم بابتزاز أموال. كل القضايا الجنائية بحق ناريمباييف سيتم إغلاقها ولن يُحمَّل الرئيس ولا أعضاء إدارته أية مسؤولية ولا حتى أخلاقية. يعتقل العديد من النواب ورؤساء البرلمانات وممثلين عن قوات الأمن وأعضاء من النيابة العامة وقضاة في مسرح الجريمة، والجميع يعرف ذلك، لكن لا الحكومة ولا الإعلام ولا الخبراء يشنون حينها هجوما إعلاميا ضد هؤلاء المجرمين.
 لماذا نثق بهذه الدائرة من المفسدين وافتراءاتهم وادعاءاتهم على الإسلام والمسلمين؟ كيف يمكن للحكومة أن تعمم التهمة لتشمل الإسلام والمسلمين بسبب جرائم ارتكبها بعض المسلمين؟ لماذا لا نعلن عدم الثقة في الحكومة وممثليها بسبب جرائمهم التي يمارسونها عندما يقوم بعضهم على سبيل المثال بالتصريح على العلن بأنه من الضروري القضاء على المسلمين الذين يتخذون من الإسلام منهجا وأساسا لحياتهم؟
إن أعمال الحكومة هذه تتشابه ومبادئ الحركات القومية، فهذه الحركات تعتبر بأنه إذا ما ارتكب واحد من قومه جريمة، فإن كل من هو تابع لذات القومية يصبح مسؤولا بدوره عنها. ونهج روسيا في تعاملها مع الإسلام والمسلمين قائم على أساس القومية.
إن حكومة قرغيزستان تتبع تعليمات نظام بوتين كما أنها حاولت تنفيذ جرائم لإلصاقها بالمسلمين. ولن نكون أخطأنا إذا ما قلنا إن هذه الأعمال المفتعلة تأتي للتمهيد لقبول قانون ينص على تشديد العقوبات ضد الإرهاب والتطرف.
لا شك بأن حكومة قرغيزستان تقع تحت ضغط من روسيا. لذلك فإننا نريد أن نحذر حكومة هذه البلاد وغيرها فنقول: انتظروا قليلا! ستنهار روسيا قريبا إن شاء الله. بل إن الحقيقة أنها بدأت بالانهيار فعليا. ويحاول بوتين إخفاء هزيمته عبر خوضه للحروب. خذ وقتك! فإذا ما كنتم ستقفون مع روسيا صفا واحدا في حربها على الإسلام والمسلمين فإن النتائج ستكون وبالا عليكم.
إننا في حزب التحرير في قرغيزستان ندعو الحكومة إلى أن ترفض أن تكون سهما في الحرب على الإسلام والمسلمين. فنظرتكم على سبيل المثال التي تعتبرون فيها مجرمين بناء على قيام البعض بجرائم لا تختلف كثيرا عن "فتوى التكفير" التي ينتهجها تنظيم الدولة، والذي يطلق على كل جندي وصف "كافر" بناء على ما يقوم به بعض أفراد الجيش. إن روسيا الآن في وضع صعب، وفي أية لحظة قد تترككم في صراعات أهلية دون دعم أو سند. وإن مساندتكم لروسيا ستجعل منكم هدفا لهجمات مجاهدي أفغانستان كما لو أنكم جزء من روسيا.
 آمالكم وأفعالكم بأنكم بتقديمكم الدعم لروسيا ستحدثون تقدما في البلاد، لن تؤدي إلا إلى نتائج وخيمة.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في قرغيزستان
التاريخ الهجري      08 من صـفر 1437
التاريخ الميلادي    2015/11/20م

No comments:

Post a Comment