Tuesday, June 25, 2019

هل هناك حرب وشيكة بين أمريكا وإيران؟

هل هناك حرب وشيكة بين أمريكا وإيران؟

الخبر: مواجهة بين أمريكا وإيران...
التعليق:
طبول الحرب الأمريكية تضرب بصوت عال وواضح وهذه المرة إيران في مفترق طرق. إن تعزيزها العسكري في منطقة الخليج يشير إلى أن المواجهة المحتملة وشيكة الحدوث. نشرت أمريكا بالفعل سفناً حربية وطائرات في منطقة الخليج، وأمرت بمغادرة "الموظفين غير الطارئين" من العراق، مشيرة إلى معلومات استخبارية حول تهديد محتمل للقوات الأمريكية من إيران. وتلقي باللائمة على التفجيرات التي وقعت في ناقلات النفط والهجمات بطائرات بدون طيار على المنشآت السعودية الحيوية وهجمات الصواريخ في العراق. والآن أثارت إيران من خلال الطيران فوق المجال الجوي الإيراني بطائرة تابعة للبحرية الأمريكية RQ-4A Global Hawk، والتي أسقطها الحرس الثوري الإيراني.
على الرغم من أن أمريكا منخرطة بشكل ملحوظ في خطاب المواجهة والتحدي، إلا أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين تظهر صورة أخرى. النغمة العامة للبيانات المتعلقة بإيران أكثر توازناً، وتهدف إلى تخفيف التوترات بدلاً من تصعيد الموقف. فقد أعرب كلاهما في مناسبات عدة أنهما لا يسعيان للدخول في حرب. أيضا، إطلاق إيران النار على طائرة بدون طيار تابعة للبحرية الأمريكية كان وفقا لهذا القالب. الرئيس دونالد ترامب، لم يسحب فقط أمره بالانتقام، بل قلل من أهمية إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار من إيران بقوله: "لدي شعور بأنه كان خطأ ارتكبه شخص ما لم يكن يجب أن يفعل ذلك". و"أجد صعوبة في تصديق أن الأمر كان مقصوداً".
أيضا، فإن حجم التصادم العسكري الحالي في المنطقة يؤكد هذه السياسة المضطربة. ببساطة لأنها في شكلها الحالي ليست مناسبة على الإطلاق لحرب مواجهة مع إيران.
إذا خدشنا أكثر قليلاً على سطح العلاقة بين أمريكا وإيران، خاصةً في نصف القرن الماضي وتجاوزنا رمي الطين ذهاباً وإياباً، يمكننا أن نرى دولتين لم تخوضا حرباً بينهما على الرغم من قوة خطاب الحرب، بينما احتلت أمريكا الدول المجاورة لإيران من شرقها وغربها. علاوة على ذلك، كان احتلال أفغانستان والعراق المجاورين ممكناً تماماً بسبب تعاون إيران مع المحتل حيث استخدمت مواردها لصالح أمريكا. ومؤخراً، عندما كان نظام الطاغية بشار الأسد على وشك الانهيار، رفعت أمريكا العقوبات المفروضة عليها وأعطت الضوء الأخضر لإيران لنشر قواتها العسكرية من أجل إنقاذ نظام الأسد المتهالك ضد المسلمين.
لذا، فإن حرب المواجهة مع إيران، بالنظر إلى ما ذكر أعلاه، لا تبدو معقولة، وإذا حدثت ضربة عسكرية، فستكون لأهداف استراتيجية محددة.
السبب الرئيسي وراء هذه العلاقة والسياسة "نباح المرء أسوأ من العض" بين أمريكا وإيران هو خلق فزاعة للمنطقة وخارجها.
بالنسبة للمنطقة، تبقي أمريكا النزاع السني الشيعي حيا. حيث تمثل إيران صورة تهديد من أجل تشكيل تحالف أمريكي عربي بما في ذلك كيان يهود ضدها، بهدف تطبيع وجوده في المنطقة وتحويل تركيز احتلال يهود والعدوان نحو صراع طائفي في المنطقة مع إيران. ولا ننسى، تشكيل قوة إقليمية مباشرة ضد دولة الخلافة القادمة في المنطقة.
بالنسبة للعالم الغربي، تستخدم أمريكا طموح إيران النووي وإنتاج يورانيوم منخفض التخصيب كتهديد. انسحب ترامب بشكل أحادي من الصفقة النووية الإيرانية، خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، التي تم التوصل إليها بين أمريكا وإيران وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا والاتحاد الأوروبي في تموز/يوليو 2015. وانتقدها ترامب ووصفها بأنها "كارثية" و"أحادية الجانب" وأنها "سوف تسبب الفوضى داخل الشرق الأوسط وما وراءه". ثم فرض عقوبات على المعاملات المالية المتعلقة بالدولار الأمريكي وقطاع السيارات الإيراني وشراء الطائرات التجارية والمعادن بما فيها الذهب وقطاع النفط الإيراني والبنك المركزي. كانت هذه العقوبات تهدف إلى فرض "أقصى قدر من الضغط الاقتصادي" على إيران لإجبارها على إبرام اتفاق نووي جديد مع أمريكا بشروط ترامب دون أعضاء خطة العمل الشاملة المشتركة. حتى يمكن أن يستبعد أعضاء خطة العمل الشاملة المشتركة من فوائد الصفقة النووية الجديدة ويمهد الفرص الحصرية للشركات الأمريكية في السوق الإيرانية.
بالنسبة للسياسة الداخلية، يستخدم ترامب التهديد الإيراني، كوسيلة للتراجع عن محاولات الكونغرس لعرقلة مبيعات الأسلحة إلى السعودية.
وأخيراً، ستستفيد أمريكا بشكل كبير من الصراع مع إيران وفنزويلا، وكلاهما مصدر كبير للنفط. لقد فرضت عليهم عقوبات على تصدير النفط، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط في جميع أنحاء العالم. في حين ستواصل أمريكا شراء نفطها الرخيص من خونة منطقة الخليج وتنتج نفط الصخر الزيتي الخاص بها محليا حتى تكون مصدرا مهما للنفط إلى العالم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
  22 من شوال 1440هـ   الموافق   الثلاثاء, 25 حزيران/يونيو 2019مـ

No comments:

Post a Comment