Tuesday, June 25, 2019

تمجيد أنظمة الكفر أظلمت قلوبهم

تمجيد أنظمة الكفر أظلمت قلوبهم

الخبر: إن المهاجرين واللاجئين في تركيا ليسوا أكثر من مجرد مسألة انتخابات، وقبل انتخابات 23 حزيران/يونيو، وعد وزير الداخلية سليمان سويلو بأن يستبدل لافتات تركية بجميع لافتات الشركات العربية وترحيل أكثر من 50 ألف مهاجر، وقال إنهم يتعاملون مع مسألة الهجرة أكثر من مسألة الإرهاب والمخدرات؛ وأنهم قبضوا على أكثر من 122 ألف مهاجر غير شرعي هذه السنة. "السوريون سيلتزمون بالقواعد مثلما ألتزم أنا"، و"يجب على الجميع الامتثال لقواعدنا". "سوف نتعامل مع أولئك الذين لا ينتظمون، بما يقتضيه الوضع"، "الجميع سوف يلتزم بالنظام والقواعد" و"نحن لا نسمح بإخلال النظام العام"، وقد استخدم التعابير الاستيعابية وكراهية الأجانب، ومن جهة أخرى، استخدم أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، المعروف بأنه عنصري ومعادٍ للإسلام والسوريين، عبارات مثل: "هناك عائلات مصابة بصدمات، أطفال حزينون. وبالنسبة للحل العاجل للمشاكل، سندعم الأطفال والنساء والأسر نفسياً وأخلاقياً في هذه العملية". وبغض النظر عن خطابه، فإنه يهدف أيضاً إلى ترحيل الأجانب، ولا سيما السوريين، في أقرب وقت ممكن.
التعليق:
نحن نعرف هذا النوع من الخطابات جيدا من أوروبا وغيرها من الدول الغربية، ويتصدر تدفق اللاجئين دائماً جدول أعمال الدول الأوروبية، ومطالبتهم بالحلول السياسية في برلماناتهم ووسائل الإعلام وكل فرصة لهم تأخذ أشكالاً أكثرعدوانية، واللسان الذي يستخدمونه لا يكشف فقط عن زيف قيمهم مثل الحرية والمساواة وحقوق الإنسان، بل يولد كراهية الأجانب وكراهية الإسلام بأبعاد قاسية. "إغلاق طرق الهجرة إلى أوروبا"، "الحد من مساعدات الاتحاد الأوروبي للاجئين في أوروبا"، بهذا تتجه السياسة الداخلية والخارجية، التي لها ما يبررها من خلال مفاهيم الاستيعاب، والاندماج، والتوافق. إن شعبية السياسيين، الذين يدعون أنه يجري تعريب أوروبا ونشر الإسلام فيها، وأن "الناس لا تزال عاطلة عن العمل"، في حين إن "الثقافة الأجنبية تهيمن على الثقافة الخاصة"، وهي تنمو يوما تلو الآخر. فهذا الخطاب يناسب الغرب الكافر، فالغرب نفسه هو الذي يتسبب في تشريد الناس من خلال سياسته الاستعمارية القمعية وحروبه، ويتركهم للبؤس من خلال استغلال ثرواتهم، بينما يحتفظ بالإضافة إلى ذلك بإحصاءات عن حساباته المتعلقة بالأرباح والخسائر، وأولئك الذين ساعدوا في النجاح السياسي الأجنبي للغرب هم الحكام والسياسيون الخونة وعديمو الشخصية في البلاد الإسلامية، الذين ينفذون سياسة الغرب الكافر المهينة على أهل البلد والمهاجرين المضطهدين في بلاد الإسلام.

وإلى جانب هذه التهديدات التي وُجّهَت ضد السوريين، يعيش اليوم أكثر من 50 ألف لاجئ (غير شرعي) من أوزبيكستان وطاجيكستان وقرغيزستان في تركيا، وعلى الرغم من أنهم موجودون في تركيا لمدة 7-8 سنوات في المتوسط، فإنهم محرومون من أية حقوق، ولا يستطيعون إرسال أطفالهم إلى المدارس، ولا يمكنهم الاستفادة من الخدمات الصحية ولا يمكنهم العمل، وبالإضافة إلى ذلك، يُحتجز آلاف اللاجئين الأوزبيك والقرغيز والإيغور، بمن فيهم النساء والأطفال، في مراكز الإعادة للوطن في جميع أنحاء تركيا، بعضهم مسجون، وبعضهم الآخر في مراكز الإعادة للوطن، التي صممت للإقامة لفترات قصيرة، لأكثر من سنة. لقد اعتنق النظام التركي سياسة أسياده الاستعماريين لدرجة أنه يتحدث الآن بالكلام نفسه عن أولئك المضطهدين، الذين لجأوا إلى تركيا، كما يفعل في كل قضية أخرى، على الرغم من كونهم جزءاً من الشعب المسلم، فإن قلوبهم أظلمت مع ظلام أنظمة الكفر التي تمجدها، والأسوأ من ذلك هو أن ناخبي حزب العدالة والتنمية لم يظهروا أي رد فعل على هذه العبارات من وزير الداخلية، سليمان سويلو. ومع ذلك، كان المسلمون يهزّون وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإلكتروني عندما ينطق حزب الشعب الجمهوري أو أطراف أخرى بهذه العبارات، من أجل حماية إخوانهم وأخواتهم السوريين.
إنه لمن المؤلم جدا أن نرى كيف يفتح الحكام علينا كل الطرق أمام الكفار للتغلب والسيطرة علينا، على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى بين بوضوح في سورة النساء الآية 141: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ أي أنه سبحانه وتعالى حرم أن يكون للكفار على المؤمنين أي سلطان، لذا يجب على المسلمين أن يفهموا معنى هذه الكلمات بشكل جيد وأن يعجلوا في أمر السياسيين بما هو صحيح وخير وأن يمنعوهم مما هو خاطئ.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زهرة مالك
  22 من شوال 1440هـ   الموافق   الثلاثاء, 25 حزيران/يونيو 2019مـ

No comments:

Post a Comment