Saturday, July 30, 2016

ترمب أو كلينتون – أيّهما أهون الشرّين؟

ترمب أو كلينتون – أيّهما أهون الشرّين؟

(مترجم)
الخبر: العدّ التنازلي قد بدأ حيث إن السباق نحو الرئاسة الأمريكية قد احتدم وبقي دونالد ترمب عن الحزب الجمهوري وهيلاري كلينتون عن الحزب الجمهوري الديمقراطي.
التعليق:
التصويت هو أن تعطي شخصًا ما ثقتك وإيمانك الثابت، وهو توكيلك له للقيام بالأعمال نيابة عنك، وهو صوتك في الكلمات التي تقال. لذا فعندما يعطى ذلك الشخص الثقة من خلال صندوق الاقتراع يصبح الناخب في المقابل مسؤولاً، مثل المنتخَب، عن الأفعال التي تنفّذ ويستحق أن يقف أمام المحاسبة بسبب سماحه لذلك الشخص بتنفيذ تلك الأفعال والأعمال باسمه. وفي الوقت نفسه يجب أن يكون الشخص المسؤول تحت نطاق المحاسبة في جميع الأوقات إذا ما اقترف خطأ أو أساء السلوك.
وهذا يقودنا إلى الحدث الأبرز الحالي في انتخابات الرئاسة الأمريكية. يجري السباق الرئيسي الآن بين ترمب وكلينتون، وبالتدقيق في كلا المرشحين، فإن كليهما يَعِد بتقديم الحلول للمشاكل الأمريكية داخل البلاد واتّخاذ مواقف صلبة في السياسة الخارجية خصوصًا تجاه البلدان الإسلامية. ويواجه رعايا أمريكا المسلمون مشكلة الوقوع في مصيدة الضغط المجتمعي من أجل التصويت في هذه الانتخابات – بما أنه حقّ دستوريّ وفيه إسماع لصوتك في السباق الرئاسي.
استجداء أصوات المسلمين بواسطة المتحدثين والمنظرين المسلمين وإثارة مشاعرهم حول مسؤولياتهم المجتمعية وواجباتهم المدنية للتصويت بغض النظر إذا ما كان المسلم في أمريكا يؤيد كليًا هذا المرشّح أو ذاك، كل ذلك يتمّ بناءً على قاعدة أهون أو أقلّ الشرّين. أو أنّهم لا ينتخبون لا لهذا ولا ذاك حيث إنّ كلا المرشّحين لن يجلب لهم إلاّ الضرر والأذى وسيعمل فقط لتحقيق مصالحه الشخصية ومصالح اللّوبي الداعم بغض النّظر إذا ما كانوا يسبّبون الأذى للشعب الأمريكي، بشكل مفتوح أو سريّ، أو أنهم يسبّبون الكوارث خارج البلاد، وبالتركيز على وجهة نظر المسلمين، ما هو الخير لهم – ما هي مصلحتهم، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن كل جريمة مزعومة يقوم بها مسلم، ولو كان بالاسم، ينشر اسمه ويفضح ويتّهم ويهاجم قبل ظهور أي دليل موثوق به، وتتهم وتشجب جذوره الإسلامية، وليس هذا فقط، ولكن يجبر الجالية الإسلامية على المشاركة، وكل من يعارض التدّخل الأمريكي في بلاد المسلمين يكون عرضةً للاتّهام بالتعاطف مع الإرهاب. إن كلا المرشّحين يهاجمان صراحةً المسلمين ويتعهدون بسياسة خارجية أقوى ضد المسلمين وبلادهم.
هل حقًا سيختلف الأمر إذا كان الفائز جمهوريًا أو ديمقراطيًا، ترمب أو كلينتون؛ إذا ما نظرنا فقط إلى الفترات الرئاسية الأربع الماضية واستعرضنا عنف السياسة الخارجية لديها، فإننا قد رأينا ما قام به الحزبان ضد المسلمين داخل أمريكا أو سياستهما الخارجية ضد البلدان الإسلامية.
إن الخضوع لهذا التفكير الضّيق أن هذه هي الطريقة والسماح لنفسك أن تُستغل يؤدي فقط إلى تحقيق الأذى للجاليات المسلمة. إن المرشّحين يستغلان ورقة الإسلام و"الحرب على الإرهاب" كقاعدة لحملتهم الانتخابية، حيث إنّهما ثابتان مع أمن كيان يهود واحتلاله لفلسطين وقتل أهلها وإبقاء الحرب على العراق وأفغانستان والاستمرار في دعم نظام الأسد في سوريا للقيام بالمزيد من الجرائم والمجازر.
يواجه المسلمون في أمريكا ضغطًا كبيرًا من المجتمع نفسه ومن المنظمات الأخرى من أجل تجميع أصواتهم ودفعها للتصويت في الانتخابات لإحداث التغيير محليًا أو خارجيًا في القضايا التي تهمّهم بالأساس. ويجبر المسلمون على التصويت لأحد المرشّحين، ولكن هل توجد طريقة أخرى للمسلمين، يجب أن يكون السؤال: لماذا يجب أن أرشّح شخصًا سوف يجلب الأذى والضرر بالنيابة عنّي؟.
فلننظر إلى الفترات الرئاسية السابقة ونرى من من الرؤساء الأمريكيين لم يقم بأعمال ضد المسلمين في داخل أمريكا أو خارجها؟ لقد ارتكب أوباما أعمالاً إجرامية أكثر من بوش من خلال الضربات الجويّة للطائرات بدون طيّار على باكستان وأفغانستان أو إقامة السّجون السّرية في البلدان الأجنبية، لقد فاقت حملته على (الإرهاب) ما قام به بوش في استغلال أحداث 11/9 وتخريب العراق وتحويله إلى دمار وفساد أو إقامته لمعتقل غوانتانامو وأبوه من قبله في جرائمه الحاقدة، أو بيل كلينتون وحربه في الصّومال. هذا غيض من فيض جرائمهم ضد المسلمين وكراهيتهم للإسلام.
إن جميع هؤلاء الرؤساء السابقين والرئيس القادم يقومون بجرائمهم ضد الإنسانية بذريعة الحرب على الإرهاب المزعوم.
من لم يركب في عربة كراهية الإسلام من أجل تبرير الجرائم العظمى ضد الإنسانية في بلاد المسلمين وفي الولايات المتحدة. ابتداءً من فحص الولاء للشريعة المقترح، إلى التجسس على المساجد والمؤسسات الإسلامية وإلى قوانين هجرة أكثر صرامة؟.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر
26 من شوال 1437هـ   الموافق   الأحد, 31 تموز/يوليو 2016مـ

No comments:

Post a Comment