Saturday, July 23, 2016

خلفية منح الجنسية التركية للاجئي سوريا

خلفية منح الجنسية التركية للاجئي سوريا

(مترجم)
الخبر: بعد إعلان رجب أردوغان خلال مأدبة إفطار في كيليس عن منح الجنسية إلى لاجئي سوريا الراغبين في أن يحملوا التابعية التركية، أصبح الموضوع مفتوحًا للنقاش في تركيا والاتحاد الأوروبي. (المصدر: وكالات الأنباء).
التعليق:
إن تصريحات أردوغان بخصوص الجنسية للاجئين ما زال على جدول الأعمال لغاية الآن. إن المجتمع في تركيا مقسومٌ إلى قسمين حول الموضوع، فمن جانب هناك حزب العدالة والتنمية وأردوغان، مدعومين بالإعلام والناخبين، ومن جانب آخر هناك الأحزاب المعارضة وناخبوهم. وقبل توضيح الموضوع يجب أن نذكر الآتي: بدايةً، لقد حصلت عدة تطورات سياسية مهمة في تركيا بعد زيارة أردوغان الأخيرة إلى الولايات المتحدة ويمكن تلخيصها بما يلي:
لقد أجبر أردوغان رئيس الوزراء السابق داوود أوغلو على الاستقالة وعيّن مكانه بن علي يلدريم.
لقد غيّر بن علي يلدريم نهج السياسة التركية الخارجية من "سياسة – صفر مشاكل مع الجيران" إلى "زيارة الصداقة وتقليل النزاعات".
وبناءً على هذا النهج، كانت هناك إعادة التطبيع مع كيان يهود المجرم وإعادة العلاقات مع روسيا الكافرة بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية المقاتلة.
بالإضافة لهذا، هناك تصريحات لمسؤولين حكوميين وخصوصًا بن علي يلدريم شخصيًا عن إعادة العلاقات مع نظام الأسد السفّاح. وأيضًا تصريحات حول حكومة انتقالية لمدة ستة أشهر تشمل بشّار الأسد...
تصريحات عن إعادة العلاقات مع مصر.
وأخيرًا تقديم حق الحصول على التابعية للاجئي سوريا المسلمين في تركيا.
هذا النوع من الحركات والتغيّرات في السياسة الخارجية من قبل حزب العدالة والتنمية وخصوصًا الرئيس أردوغان يكشف حقيقة... وهي عجز أمريكا في سوريا. إن هذه الخطوة لحزب العدالة والتنمية وأردوغان لا يمكن تقييمها بمعزل عن أمريكا. ونخص بالذكر تغيير موقف أردوغان في السياسة الخارجية يمكن تفسيره فقط بالأوامر الأمريكية له ولحكومته.
وبالرغم من البعد الاقتصادي للاتفاقيات مع روسيا وكيان يهود، إلاّ أن الحقيقة هي أن التركيز الأساسي هو على سوريا. إنهاء الأزمة مع روسيا، بالإضافة إلى الحاجة إلى فتح صفحة جديدة مع مصر، جميع ذلك مرتبط بالسياسة الأمريكية في المنطقة وخصوصًا في سوريا والشرق الأوسط بشكل عام. وبالتالي فإنّ هذا يوضّح أن الولايات المتحدة قد وضعت خطّة جديدة للعمل في سوريا. ومن هنا فالهدف جعل لتركيا دورًا سياسيًا أكبر في الملف السوري وتوكيلها للقيام بمهمة جديدة في هذا الخصوص. وهذا بسبب أنّه بالإضافة إلى أمريكا، فإن روسيا وإيران وقعتا في ورطة وانتكاسة في سوريا. ويبدو مستحيلاً عليهم مواصلة الحرب هناك وتحملها. ويجب أيضًا تقييم الهجمات الأخيرة في اسطنبول وبغداد والسعودية من نفس المنطلق. ولهذا فإن أمريكا تحاول بكل وسيلة الهروب من المأزق السوري. ولهذا من الممكن تفسير منح التابعية للاجئي سوريا من وجهة النظر هذه. وبهذا الخصوص، أكّد بن علي يلدريم على عدم منح الجنسية لمن يعكّرون صفو السلام في تركيا ولمن هم متورطون بالإرهاب. وبالطبع فهذا من الصعب التأكد منه. بالإضافة لهذا، فمهما حاولت الحكومة توضيح لمن تمنح التابعية، فهناك ضبابية حول الموضوع.
لمن ستمنح حق التابعية؟؟ هل هؤلاء الأشخاص مرتبطون بأي شكل مع النظام السوري أو المعارضة؟ وهل ستكون لهم أي مشاركات في خطة أمريكا لحكومة انتقالية في سوريا؟ وهل هؤلاء الأشخاص محسوبون كأنهم أصوات انتخابية احتياطية لتمرير الاستفتاء المقترح للرئيس أردوغان في خطته لتغيير النظام ليصبح رئاسيا والدستور التركي؟ وبالطبع يمكن صياغة العديد من الأسئلة على هذا النحو. لذا فإن جميع هذه الأسئلة يجب أن يجاب عليها من قبل الحكومة. وبناءً على ذلك، تقييم خطوات الحكومة في السياسة الخارجية بمعزل عن أمريكا أو سوريا يعني الابتعاد عن النظرة الكلية للمشهد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز شيلك
19 من شوال 1437هـ   الموافق   الأحد, 24 تموز/يوليو 2016مـ

No comments:

Post a Comment