Sunday, July 24, 2016

صراع النفوذ بين أمريكا وبريطانيا في اليمن

صراع النفوذ بين أمريكا وبريطانيا في اليمن

الخبر: أوردت قناة سكاي نيوز عربية الفضائية يوم الأربعاء 20 تموز/يوليو الجاري خبراً عن اجتماع بين وزراء خارجية بريطانيا وأمريكا قالت فيه "اجتمع وزراء خارجية بريطانيا والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، الأربعاء، في لندن، لبحث الأزمة اليمنية. واتفق الوزراء على دقة المرحلة التي يمر فيها اليمن، وأكدوا على الدعم الدولي الكبير للوصول إلى سلام في اليمن. وأشاروا إلى أن "السلام يبدأ من انسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء والمدن الرئيسية"، وإلى ضرورة أن يعي أهل اليمن أهمية الفرصة السانحة في الكويت "التي قد لا تتكرر".
وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية إدوين صامويل إن هدف الاجتماع كان التنسيق بين السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا، بشأن الخطوات الأساسية التي يجب القيام بها لتسوية هذا الصراع. وأضاف صامويل في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية": "كل الأطراف يتفقون على الحل السياسي لا العسكري للأزمة". وحسب المتحدث، وضع الاجتماع ثلاثة شروط لإنهاء الأزمة اليمنية، هي انسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء والمناطق الحدودية مع السعودية، والإفراج عن السجناء السياسيين من كل الجهات، وتشكيل حكومة انتقالية تمثل كل الأطراف اليمنية. وقال صامويل إن "الأطراف اليمنية يجب أن يتفاوضوا على ترتيب تنفيذ هذه الإجراءات". يشار إلى أن الحوثيين يشترطون تشكيل حكومة قبل انسحابهم من المناطق التي يسيطرون عليها وإلقاء السلاح، فيما تتمسك الحكومة الشرعية بتنفيذ الانسحاب والإفراج عن المعتقلين قبل تشكيل الحكومة.
التعليق:
لقد كشف هذا اللقاء أن أمريكا وبريطانيا بشحمهما ولحمهما هما الطرفان الدوليان المتصارعان الآن في اليمن. وأن أمريكا التي نددت هي وأذيالها "الأمم المتحدة وحلف الناتو" بمحاولة الانقلاب الفاشلة على أردوغان وحكومة يلدريم في تركيا يوم السبت 2016/07/16م، تغض الطرف قرابة عامين كاملين عن انقلاب الحوثيين المماثل في 2014/09/21م الذي قاده مبعوثها إلى اليمن جمال بن عمر وسماه "اتفاق السلم والشراكة" على رأس نظام الحكم في اليمن عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح التوافقية. ثم زادت أمريكا أن أرسلت إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوثاً جديداً إلى اليمن الذي يسعى الآن في مفاوضات الكويت التي انطلقت في 2016/04/21م لتشكيل حكومة ائتلافية من طرفي التفاوض لخلع ثوب الانقلاب عن الحوثيين وإلباسهم ثوب الشرعية لحكم اليمن، بعد فشل المفاوضات التي بدأها في مدينة بيل السويسرية منتصف شهر كانون أول/ديسمبر 2015م، وأخفى حينها إسماعيل ولد الشيخ أحمد جنسية السفراء الغربيين الذين كانوا حاضرين في مدينة بيل بالقرب من قاعة المفاوضات واستعان بهم للتدخل لإقناع الجالسين على جهتي طاولة المفاوضات.
إن تشكيل حكومة ائتلافية مع الحوثيين يرفضه الإنجليز، وبدا واضحاً من خلال رفض عبد ربه منصور هادي أنه لن يسمح للأمم المتحدة بفرض قرارات بتشكيل حكومة ائتلافية مع الحوثيين يوم الأحد 10 تموز/ يوليو الجاري خلال زيارته لمدينة مأرب التي تعني سيطرة قواته عليها حرمان الحوثيين من مواردها النفطية.
وأما وزراء الخارجية الآخرين الحاضرين للاجتماع من نظامي آل سعود وآل نهيان فهما الإقليميان اللذان يساندان أمريكا وبريطانيا، "فسلمان بن عبد العزيز ووزير خارجيته الجبير" يقفان مع أمريكا إلى جانب الحوثيين وجزء من الحراك الجنوبي التابع لأمريكا، والإمارات تقف مع بريطانيا إلى جانب عبد ربه منصور هادي وعلي صالح وجزء من الحراك الجنوبي إلى جانب السلاطين للإنجليز.
إن أمريكا تقوم الآن بتنفيذ خططها على الأرض لتفتيت اليمن من خلال وجود جنودها وتمهيدها لإرسال قوات دولية إلى أرض اليمن للفصل بين القوات المتحاربة على طول خط التماس بين شطري اليمن سابقاً "شمال وجنوب"، فيما تستعد بريطانيا بإبقاء عملائها صالح وحزبه والقريبين منه من غير الحوثيين في الشمال وجزء من الحراك التابع لها إلى جانب السلاطين في عهد احتلالها للجنوب.
إن القوى الرأسمالية الاستعمارية "أمريكا وبريطانيا" هي المتصارعة على اليمن وهي من تقسمه وتتقاسمه بينها.
إن اليمن جزء من الأمة الإسلامية التي هي اليوم في حاجة إلى الانضواء تحت كيان سياسي واحد تحت راية العقاب في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتطبق الإسلام وتحمل الخير إلى العالم بعد أن ملأته الدول الرأسمالية الاستعمارية شراً مستطيراً يتطاير في شتى أنحائه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – اليمن
20 من شوال 1437هـ   الموافق   الإثنين, 25 تموز/يوليو 2016مـ

No comments:

Post a Comment