Wednesday, July 27, 2016

الولاء للمبدأ ودولته وليس للحزب وقادته؟

الولاء للمبدأ ودولته وليس للحزب وقادته؟

الخبر: أورد موقع egynews.net الإخباري في يوم 25 تموز/يوليو 2016 خبرا جاء فيه: كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان النقاب، اليوم الأحد عن أن عدد المعتقلين في إطار محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد مؤخرا بلغ 13 ألفا و165 شخصا. ونقلت قناة روسيا اليوم الناطقة بالإنجليزية عن أردوغان قوله هذا العدد يشمل 8838 جنديا و2101 من رجالات القضاء والنيابة و1485 من ضباط الشرطة و52 من المسئولين المحليين علاوة على 689 من المدنيين. وتابع أردوغان - في تصريحات صحفية - عدد الجامعات التي تم إغلاقها بلغ 15 جامعة و934 مدرسة و35 مؤسسة صحية و19 نقابة، نظرا لعلاقتها بحركة فتح الله غولن الإرهابية، مع مصادرة جميع أصولها.
التعليق:
بعيدا عمن يقف وراء الانقلاب المغامرة الفاشل وأنه في شكله ومحتواه أكبر من حركة الخدمة أو الكيان الموازي كما يطلق على جماعة أنصار غولن، فإن حجم التصفية داخل مؤسسات الدولة في تركيا؛ العسكرية والتعليمية والخدمية كبير جدا. فتخيلوا معي عدد عائلات وأبناء جحافل الضباط والجنود المعتقلين والمفصولين من عملهم، وكذلك عائلات وأبناء أساتذة الجامعات ورجال القضاء والنيابة وبقية المعتقلين. وتصوروا معي عدد الطلاب الذين ألغيت تراخيص مدارسهم وجامعاتهم ومعاهدهم، وعيشوا حيرتهم هم وذويهم لإيجاد البديل ومنهم من قارب على إنهاء دراسته في شتى المراحل التعليمية للمؤسسات والمدارس والمعاهد التي تم إغلاق أبوابها في وجوه طلابها. الدولة التركية تقوم في هذه الأيام بإيجاد جيش عرمرم من الحانقين الغاضبين عليها وعلى سياستها في مختلف طبقات المجتمع وفئاته، وهي تحسب أنها تحسن صنعا. في أحضان من يمكن لهؤلاء أن يقعوا وكثير منهم يحس بأنه مظلوم وقد أخذ بجريرة غيره وديس تحت الأقدام مع سبق الإصرار والترصد وأمام تصفيق نفر ليس بالقليل من أبناء جلدته؟ - فالرئيس التركي يصف فشل الانقلاب وما سيهيؤه له من إمكانية التخلص من خصومه بأنه هدية من السماء! - قطعا في أحضان أعداء تركيا والمتربصين بها الدوائر. أي رعاية هذه التي يخالطها روح انتقام وتصفية لحلفاء الأمس وأبناء المجتمع الواحد ورعايا الدولة؟ فجماعة غولن ساندت حزب العدالة والتنمية في دورتين انتخابيتين وساهمت في وصوله للسلطة ومحافظته عليها في لعبتهم الديمقراطية تلك.
الفئة الحاكمة في تركيا لا يحركها مبدأ الإسلام العظيم فيما تقوم به الآن، بل ولا يحركها فهم سليم عميق لواقع المجتمعات وكيفية تسييرها. فالشرخ الذي ستوجده حركة التصفية هذه لن يندمل سريعا، فإن تمكن أردوغان من تطهير مؤسسات الدولة آنيا من أتباع غولن، فإن المشاعر التي يحملها هؤلاء لشيخهم وحركته ستظل موجودة في القلوب والأفئدة، كما وإن الإحساس بالغبن لن يزول، فقد صودرت أموال وقطعت أرزاق. وسيخرج من بعد غولن غولن آخر وآخر. إن جمع المسلمين في تركيا على كلمة سواء يكون بجعل ولائهم للإسلام ومبدئه، وذلك بجعلهم يفهمون عقيدتهم وما انبثق عنها من أفكار وحملهم على السعي لجعل هذه الأفكار تسود المجتمع وتشكل الدولة. هذا العمل الذي يقوم به حزب التحرير حيث درس الإسلام وفهمه جيدا، ومن ثم تبنى جملة من الأحكام والأفكار الإسلامية من مصادرها المعتبرة، ويعمل لإيجادها في واقع المجتمع والدولة. فاحتاج ذلك منه ويحتاج للقيام بعملية صهرية شاقة يتفاعل فيها الفكر النقي الصافي مع الفكر الدخيل الهدام. وعندما ينتصر الفكر النقي الصافي قريبا بإذن الله تجتمع الأمة على كلمة سواء ويسود السلم المجتمعي، وتطبق الأمة أحكام ربها وتتفرغ لنشر مبدئها في طول الدنيا وعرضها. ولن توجد ذريعة حينئذ للقيام بانقلاب، فكيف تنقلب الأمة على نفسها ومبدئها؟ فالولاء لمبدأ الإسلام العظيم ودولته، وليس لحركة معينة أو شيخ ورئيس جماعة كائنا من كان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي
23 من شوال 1437هـ   الموافق   الخميس, 28 تموز/يوليو 2016مـ

No comments:

Post a Comment