Saturday, March 26, 2016

دموع موغيريني: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾

دموع موغيريني: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾

الخبر: قبل اختصار مؤتمر صحفي في الأردن، يوم الثلاثاء، انهمرت دموع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي (فيديريكا موغيريني) عقب تعليقها على تفجيرات بروكسل التي وصفتها بأنها "يوم حزين جدًا لأوروبا".

التعليق: ليست موغيريني الوحيدة هي التي ذرفت الدموع على ضحايا حادثة بروكسل، فكثير هم من فعلوا ذلك، وسواء أكانت تلك الدموع حقيقية أم مصطنعة، فإن المجرم الحقيقي هو من تسبب في هذه الأحداث، والقادة السياسيون الأوروبيون والغربيون، ومنهم موغيريني، مسئولون بشكل أو بآخر عن تلك الجرائم. أما بالنسبة لنا نحن المسلمين، فإننا نعلم بأن هذه العمليات لا تخدم الإسلام ولا المسلمين ولا قضاياهم العادلة، هذا علاوة على أن استهداف المدنيين الآمنين لا يجوز شرعًا، لذلك يظل القائمون على تلك الجرائم ودوافعهم محل شك ونظر!
 فإن قلنا بأن بعض "الإسلاميين" هم من قاموا بها، فإن مرد ذلك هو معادة الغرب للإسلام والمسلمين، واضطهاده الوحشي لهم، وشنّه الحملة الصليبية تلو الأخرى ضدهم، وتفنن الغرب في أساليب تلك الحملات، الأمنية والعسكرية والفكرية والإعلامية... وغيرها، حتى بات المسلمون - ومنهم الذين يعيشون في الغرب - متهمين بالإرهاب والتخلف، وهم أكثر الجاليات رقيًا ونجاحًا واستقامة، حتى ضمن القوانين الوضعية الغربية والأعراف التي يجمع عليها الغربيون. لذلك فإنه إن سلمنا جدلًا بأن منفذي تلك العمليات هم مسلمون، فذلك بسبب الاضطهاد والملاحقات التي يواجهونها في الغرب من دون وجه حق، مما أوجد حالة من الشعور بالظلم، وهو ما يدفع عادة إلى الانتقام.
أما إن اتفقنا مع بعض المحللين والمراقبين، بأن السياسيين وصانعي القرار والأجهزة الأمنية الغربية هم من يقفون وراء تلك الهجمات الإرهابية، وهو الأقرب للصواب، فإن ذلك يُعزى لكون صنّاع السياسة ممن يعملون كمرتزقة عند الرأسماليين في الغرب يدركون تمامًا أن نظامهم الرأسمالي باطل وقد بان بطلانه حتى لأهله الغربيين؛ خصوصًا بعد أن وصلت شعوب العالم، وعلى رأسها الشعوب الغربية، لمستوى سحيق من الفساد وعدم الأمن على مختلف الصعد، وخصوصًا على الصعيد الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي، وصانعو السياسة الغربيون - ومنهم المفكرون - يدركون تمامًا أن الإسلام هو البديل الحضاري الوحيد للرأسمالية، كما نوّه لذلك توماس هنتغنتون والكثيرون غيره. لذلك حذا الغربيون حذو الساسة الأمريكان الذين كانوا يقفون وراء هجمات الحادي عشر من أيلول، حتى يبرروا لأنفسهم أعمالهم الإجرامية بحق المسلمين في أفغانستان والعراق، وكذلك الأمر بالنسبة لأوروبا التي تتوجس من تعاظم انتشار الإسلام فيها على حساب مبدئها العفن، فكان لزامًا عليها افتعال تلك الهجمات أو الوقوف خلفها، والتي تنفّر الناس - ومنهم الأوروبيون - من الإسلام، وهو ما يعرف عندهم بسياسة "الإسلام فوبيا"، هذا إضافة إلى تبرير أعمالهم الإجرامية بحق المسلمين في سوريا وأهلها من اللاجئين الذين يموتون على شطآن أوروبا.
نعم، إن قتل الأبرياء جريمة بشعة، والأبشع من ذلك صدّ الشعوب عن الاهتداء لدين ربها، الإسلام العظيم، وإصرار الغرب على نظامه الكافر الباطل، وعدم تبنّيه النظام الإسلامي والتحول إليه، والأشد من ذلك فتن المسلمين عن دينهم باضطهادهم، وإجبارهم على التنكر لدينهم العظيم.
 ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
 بلال المهاجر – باكستان
17 من جمادى الثانية 1437هـ   الموافق   السبت, 26 آذار/مارس 2016مـ

No comments:

Post a Comment