Monday, October 30, 2017

الخلافة تاج الفروض التي يقام بها الإسلام يا فضيلة المفتي

الخلافة تاج الفروض التي يقام بها الإسلام يا فضيلة المفتي
وقوانين مصر ودستورها يخالفان الإسلام
 
الخبر: نقلت اليوم السابع في 2017/10/24م، عن مفتي مصر خلال الندوة التي تعقدها كلية الدعوة بجامعة الأزهر، بالتعاون مع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بعنوان "تطبيق الشريعة في مصر بين الحقائق والأوهام"، قوله: "العقيدة صحيحة، نقولها نحن ونربي الناس عليها، لكن أمر الخلافة هل من صلب الإيمان؟ أم أنه وسيلة فقهية لإدارة شؤون الأمة؟ مفتي الجمهورية الأسبق الشيخ محمد بخيت قال عام 1926 إن أمر الخلافة الإسلامية من الأمور الفقهية الفرعية وليس من أصول الدين ولا العقائد، وهو ما يخالف كلام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، علينا أن نطمئن لأن القوانين المعمول بها في مصر مطابقة للشريعة، ولم نشهد قانونا بإلغاء الصلاة والحج والزكاة"، منتقدا ما يُثار من أحاديث حول اصطدام بعض القوانين مع الشريعة الإسلامية.
التعليق:
الغرب ترتعد فرائصه كلما ذكرت الخلافة يتذكر كيف كانت جيوشها تسير شرقا وغربا في الماضي وكيف كانت تقف حائلا بينه وبين ثروات الشعوب التي يرتع فيها الآن نهبا وسلبا في غيابها عن الوجود، الغرب الذي يخشى هذه الدولة التي كانت تسمى في أضعف عصورها بالباب العالي والذي كاد لها حتى تمكن من إسقاطها يخشى عودتها ويجند كل طاقاته وطاقات عملائه في سبيل منع أو تأخير قيامها.
وما يقوله فضيلة المفتي عن الخلافة ليس إلا هراء من هراء سادته في الغرب، فالخلافة التي يعرف ونعرف هي الطريقة التي بينتها السنة كطريقة لتطبيق الإسلام وأجمع الصحابة عليها وعاشوا في ظلها وظلت هي النظام الذي يحكم به المسلمون ما يزيد على ثلاثة عشر قرنا من الزمان تطبق عليهم الإسلام في الداخل وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد، فالخلافة التي يتقول علينا فضيلة المفتي بأنها رأي فقهي موحياً لكونها وسيلة من الوسائل المباحة لإدارة شئون البلاد رغم كونها ليست وسيلة وإنما هي الطريقة الشرعية والوحيدة لحمل الإسلام وتطبيقه فهي الدولة التي نصت عليها ودلت النصوص الشرعية من قول النبي ﷺ«ثم تكون خلافة راشدة... ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» وهي التي عبر عنها إمام الحرمين أبو المعالي الجويني بقوله عن الخلافة أو الإمامة أنها (رياسة تامة، وزعامة عامة، تتعلق بالخاصة والعامة، في مهمات الدين والدنيا)، وهي كما دلت النصوص رئاسة عامة للمسلمين جميعا، وانعقد الإجماع على وجوب إقامة الخلافة في الإسلام، وهي واجبة على الكفاية، نقل ذلك الماوردي وابن حزم والجويني والقرطبي وغيرهم، يقول ابن حزم في الفصل: "اتفق جميع أهل السنة وجميع المرجئة وجميع الشيعة وجميع الخوارج على وجوب الإمامة وأن الأمة واجب عليها الانقياد لإمام عادل يقيم فيهم أحكام الله ويسوسهم بأحكام الشريعة التي أتى بها رسول الله ﷺ"، ودرج على هذا الفقهاء بلا نزاع، وثبت دليل الوجوب بالنقل ثم العقل.
هذا عن الخلافة التي يقول عنها المفتي أنها رأي فقهي، أما القوانين المصرية التي يدعي أنها مطابقة للشريعة فقول لا نعرف من أين أتى به ولا يقوله إلا جاهل بالشريعة، فيكفينا من هذه القوانين أنها من وضع البشر وأنها وضعت محل تخيير واستفتاء حتى تكون أحكاما مخالفة للشرع بخلاف ما فيها وما في دستورها من مواد تقول صراحة إن مصر تحكم بالديمقراطية وتجعل السيادة للشعب لا للشرع، فعن أي شريعة يحدثنا فضيلة المفتي والسيادة في ديننا للشرع والشعب لا يخير بل يلزم الشعب والحاكم باتباع أحكام الشرع ولا خيار لهم في ذلك ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾، هذا بخلاف أن الإسلام لا تطبق أحكامه في نظام ديمقراطي بل في ظل الخلافة التي تتقول علينا أنها رأي فقهي يا فضيلة المفتي، وبخلاف ما يتضمنه القانون الذي يطبق في مصر من مخالفات جسام آخرها ما استحدثه الرئيس المصري برفع سن الزواج إلى 21 عاماً مشجعا بذلك على تفشي الفحش في أرض الكنانة.
أيها العلماء والشيوخ في أرض الكنانة! إن الإسلام الذي تعلمون لا يطبق إلا في دولة خلافة على منهاج النبوة تطبقه على الناس وتحمله إلى العالم بالدعوة والجهاد، والعمل لإقامتها هو واجبكم قبل غيركم فأنتم أهل العلم وحراس العقيدة وقادة الناس إلى ما فيه خير دينهم ودنياهم، فكونوا كما أراد الله لكم وكما تتوقع الأمة منكم هداة لها تقودونها لخيرها في الدنيا والآخرة ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها فتبيعوا دينكم بدنيا الحكام وتكونوا أداة تطوع الشعب لهم وتؤخر النصر الذي وعد الله به، واعلموا أن الخلافة قائمة لا محالة بكم أو بغيركم فكونوا أنتم من جنودها وحملة رايتها يكن الفوز نصيبكم ويربح بيعكم.
يا أهل مصر الكنانة! لا تسمعوا لعلماء باعوا دينهم بدنيا غيرهم فخاب فألهم وخسر بيعهم وبارت تجارتهم ومآلهم خسران مبين، واسمعوا لمن تبع دينكم وعمل لخيركم وقام منكم مقام الرائد الذي لم ولن يكذبكم، اسمعوا لإخوانكم في حزب التحرير واحملوا معهم حملكم الذي ارتضاه لكم ربكم والذي يعيد لكم السيادة والسؤدد ويحقق العدل الذي ترجون في خلافة على منهاج النبوة تطبق الإسلام على الناس وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد تطبيقا يرى الناس فيه الإسلام واقعا عمليا فيدخلون في دين الله أفواجا، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، اللهم اجعله قريبا واجعلنا من جنوده وشهوده.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
  11 من صـفر الخير 1439هـ   الموافق   الثلاثاء, 31 تشرين الأول/أكتوبر 2017مـ

No comments:

Post a Comment