بيان صحفي: وثبّتت أمريكا عملاءها في إيران بصنع نصرٍ مزيفٍ لهم هو
عنوان المرحلة القادمة لعمالتهم
بعد مسرحيةٍ هزليةٍ استمرت أشهرا ثم خُتمت بجلسات ماراثونية زعم أطرافها أنها كانت صعبة جداً، خرج المتفاوضون في فينا مرددين صيحات النصر والابتهاج واصفين ما توصلوا إليه مع إيران حول مشكلة النووي الإيراني بأنه حدث تاريخي، مع أن "المكتوب كان واضحاً من عنوانه" فما كان متوقعاً قد تم، وما الجلسات إلا لذر الرماد في العيون بل كان واضحاً فيها أنها مفاوضات أمريكية أوروبية أكثر منها مفاوضات مع إيران، حيث إن إيران لم تكن بأحرص من أمريكا على موقفها بأن تخرج إيران في صورة القوي المنتصر.
وهكذا أصبح "الشيطان الأكبر" هو "الصديق الأكبر"،
وهذا يعني نقلة نوعية في طبيعة علاقة "السفاح" التي كانت قائمة بين
النظامين الإيراني والأمريكي منذ ما قبل عهد أوباما، ولسنا بصدد تكرار ما سبق أن
بيناه أكثر من مرة عن تنفيذ حكام إيران للسياسة الأمريكية في أفغانستان والعراق
وسوريا ولبنان واليمن.
الجديد الآن أنه أصبح بإمكان حكام إيران المجاهرة بدورهم الخياني تحت
ستارة "النصر الإلهي" المزعوم حيث يروج الإعلام الإيراني لهزيمة مدوية
"للاستكبار العالمي". أما عامة الناس في إيران فلن يتوقفوا كثيرا عند
فضيحة أن حكام إيران أقروا أخيرا بأن ثورة الشعب الإيراني على الدكتاتور السابق
الشاه رضا بهلوي كانت خطأ تاريخيا. فالشاه الذي كان غارقاً لأذنيه في العمالة
لبريطانيا اتهم كذبا بأنه كان عميلا لأمريكا، وتحت شعار "الموت لأمريكا"
و"الشيطان الأكبر" تمت تغطية حقيقة أن أمريكا كانت وراء العمل على
إسقاطه والإتيان بنظام خميني. فعامة الناس في إيران، بعد أن كفروا بالشعارات
الفارغة لثورة الخميني، إنما يهمهم مصالحهم المادية اليومية بعد ما عانوه من شظف
العيش بسبب العقوبات الغربية وفي ظل صرف مقدرات البلاد على خدمة السياسة الأمريكية
في المنطقة والقاضية بمنع إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، والعمل على إيجاد
سلسلة صراعات وحروب تدخلها المنطقة ولا تخرج منها إلا محطمة مدمرة.
فالاتفاق النووي جاء ليعلن للعالم عن "شرعنة" علاقة السفاح
التي قيدت حركة أمريكا وكبّلت حكام إيران نتيجة الضغوطات والعقوبات الأوروبية
المتواصلة التي حاولت تقزيم الخطر الإيراني لمنع إيران من تهديد النفوذ الأوروبي
في المنطقة التي لطالما اعتبرتها أوروبا حديقتها الخلفية. ومن المتوقع بعد رفع
العقوبات وضخ أكثر من 150 مليار دولار في الخزانة الإيرانية أن تزداد شهية حكام
إيران ليصبحوا الآمر الناهي في الملفات والقضايا المحلية تحت بركة "الشيطان
الأكبر".
وكما قام نيكسون من قبل بزيارة للصين فيبدو أن أوباما يعتزم زيارة
طهران ليكرس "زواج المتعة" الجديد فلا يتحرج قادة إيران من الانطلاق
بقوة أكبر في قمع مسعى الأمة للانفكاك من الهيمنة الغربية، وما نراه في سوريا أبلغ
شاهد على الدور القذر لحكام إيران.
أيها المسلمون: إن الواجب بعدما تبين
لكم خطورة هذه السياسة العالمية التي تنتهجها الإدارة الأمريكية وأتباعها في
المنطقة الإسلامية أن تقفوا جميعاً وفي كل بلاد المسلمين بوجه العملاء والخونة من
روحاني إلى بشار إلى العبادي إلى السيسي إلى حزب إيران في لبنان وقفة رجل واحد
لإجهاض مخططاتهم التي يهدفون بها لإفناء الأمة - بكل أطيافها - وتطلعاتها بالوحدة
والانعتاق منهم. فالمخطط الأمريكي كان وما زال هو ضرب المسلمين ببعضهم، وبأموالهم
وأسلحتهم ينفذون مآربها. فهل هناك أذن واعية أو قلب يقظ يسمع ويعمل؟
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ
إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
التاريخ
الهجري 02 من شوال 1436
التاريخ
الميلادي 2015/07/18م
No comments:
Post a Comment