Friday, May 1, 2020

حديث الصيام ح 15 ح16

حديث الصيام ح 15 ح16

انبذوا الفُرقة تُنصَروا
أيها المسلمون:
إنَّ الله تعالى أمرَكم أنْ تكونوا أمَّة واحدة، وأَنْ تتصرفوا بناءً على هذا، فتكون دولتُكم واحدةً، هي دولة الخلافة، ويكون نظامكم واحداً، هو النظام الإسلامي، ويكون حالكم كما وصف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «المؤمنون‏ تتكافأ‏ ‏دماؤُهم، وهم يدٌ على من سواهم‏، ‏ويسعى‏ ‏بذمتهم‏ ‏أدناهم‏‏» (رواه أبو داود).
هذا هو أمر الله لكم، أفتعصونه وتطيعون من يسعى لتكريس الحدود بين بلادكم، وتفريق شملكم تحت شعارات تخالف دينكم، وتعصون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي حذّركم أشد التحذير من كل الدعوات الجاهلية بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «ومن دعا دعوى الجاهليَّة فهو‏ ‏جثاء‏ ‏جهنم» قال رجل: "يا رسول الله، وإن صام وصلى؟" قال: «نعم وإن صام وصلى، ولكن تَسَمَّوا باسم الله الذي سمَّاكم عباد الله المسلمين المؤمنين» (رواه أحمد).
فأروا الله أيها المسلمون من أنفسكم كلَّ خير، وانصروه بالتزام أوامره ينصرْكم، وأطيعوه يُجِرْكُم من عذاب أليم.
قال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.
المسارعة في الخيرات
قال الله تعالى: ﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا» رواه مسلم.
وروى البخاري عَن البَرَاءِ قَالَ: «لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَـةَ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْـلَةً تَرْضَاهَا فَوُجِّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ وَصَلَّى مَعَهُ رَجُلٌ الْعَصْرَ ثُمَّ خَرَجَ فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِـنْ الأَنصـارِ فَقَـالَ هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ قَدْ وُجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ فَانْحَرَفُوا وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلاةِ الْعَصْرِ».
والذين يسارعون إلى المغفرة والجنة ويبادرون إلى الأعمال الصالحات فكما وُجدوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي العصور التي تلت، فما زالت الأمة تنجب هؤلاء المسارعين الذين يستجيبون لربهم ويشرون أنفسهم ابتغاء رضوانه، فهلا كنا أحبتي في الله من المسارعين والمبادرين للالتزام بشرع الله.
  8 من رمــضان المبارك 1441هـ   الموافق   الجمعة, 01 أيار/مايو 2020مـ

No comments:

Post a Comment