Tuesday, May 19, 2020

النكف القبلي في اليمن في خدمة المشروع الغربي!

النكف القبلي في اليمن في خدمة المشروع الغربي!

الخبر: الاثنين الماضي الموافق 27 نيسان/بريل 2020 قتلت مليشيات الحوثي امرأة، تدعى جهاد الأصبحي، بعد اقتحام منزلها في مديرية الطفة، بمحافظة البيضاء، بعد أن حاصرت المنزل بعشرات الأطقم والعربات العسكرية. (موقع مأرب برس)
توعد القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام الشيخ ياسر العواضي اليوم الاثنين المتورطين من المليشيات الحوثية في مقتل الشهيدة جهاد الأصبحي بالقصاص العادل وطرد عناصر المليشيات الانقلابية من محافظة البيضاء. (موقع مأرب برس)
وتداعى، خلال الأيام القليلة الماضية، المئات من مقاتلي القبائل من البيضاء ومأرب وذمار وشبوة وأبين وخولان، ولبت دعوة "النكف القبلي" لمواجهة مليشيا الحوثي الانقلابية في محافظة البيضاء، والثأر لمقتل الشهيدة جهاد الأصبحي. (موقع الميثاق نيوز)
التعليق:
تعتبر عادة النكف القبلي بمثابة إعلان الحرب لدى القبائل في اليمن حيث يوجهها مشايخ وأعيان القبيلة إن تعرضت للظلم سواء من النظام الحاكم أو من قبيلة أخرى، وهدف النكف هو التوصل للحلول ورفع الظلم الواقع ولو أدى ذلك لإشعال فتيل الحرب، وإن المدقق في هذه العادة يجد أهم سبب لها هو غياب دور الدولة في حل المشاكل ورفع الظلم بين الناس، إلا أن عادة النكف هذه لا يخلو منها ارتكاب الظلم والبغي، ونظراً للارتباط المباشر بين حكام المسلمين والغرب الكافر والارتباط بين الحكام والمشايخ فقد جعل من هذه العادة أداة لتنفيذ الأجندة السياسية أكثر منها دفع الظلم عن المظلوم أياً كان.
إن الساسة في اليمن لا يهمهم الاحتكام إلى الإسلام ولا الالتزام بأحكامه، وكل ما يقومون به من عمل دافعهم الوحيد فيه هو مصالحهم ومصالح من ارتبطوا بهم، فقد غابت فيهم النخوة القبلية التي يدّعون أنها لدفع الظلم ومعاقبة الظالم كما أنه ليس فيهم نخوة العقيدة كنخوة المعتصم الذي حرك الجيوش لنصرة امرأة مسلمة، وإن ما تشهده اليوم محافظة البيضاء من دعوة للنكف للأخذ بثأر جهاد الأصبحي هي كسابقتها مجرد تحشيد في خدمة أحد طرفي الصراع وهي هذه المرة في الجانب البريطاني ممثلاً بمشايخ المؤتمر الشعبي بقيادة ياسر العواضي ومن لف لفيفهم للوقوف ضد المشروع الأمريكي المتمثل في مليشيات الحوثي، ولن تتعدى هذا السياق، وحيث إن جماعة الحوثي استخدمت هذه الدعوى لجمع المقاتلين لكنها لم تفلح في كثير من القبائل لعدم وجود الحاضنة الشعبية لها ولكنها نجحت في القليل منها، ولو كانت التحركات لمرضاة الله ونصرة للدين والعرض كما يزعم كل طرف لما سكتوا عن مثيلات هذه الحادثة ولما تغاضوا عن مئات النساء في سجون كلا طرفي الصراع! ولما ارتهنوا للغرب وحلوله للبلاد!
إن الالتزام بالحكم الشرعي هو الأصل والفرض والفصل عند ظهور أي خلاف بين الناس وخصوصا أننا في بلد مسلم حُرم أهله من الحكم بالإسلام بفعل فاعل خبيث ولم يكتفِ بهذا الفعل، بل هو مستمر اليوم في الحيلولة دون عودة الإسلام كنظام حياة للناس.
يا أهلنا في اليمن! إن الغرب الكافر لم يترك لكم حجة لقتال بعضكم بعضا والسيطرة عليكم إلا واستخدمها فبدعوى القبلية يقتلكم كما قتلكم بغيرها، وليس لكم مخرج من كل ما حل بكم سوى العودة لشرع ربكم وتحكيمه في حياتكم فهو الدواء الناجع لجميع مشكلاتكم وقضاياكم، فاستجيبوا لأمر ربكم وحكموا شرعه، وها هو حزب التحرير يمتلك مشروع دولة الخلافة التي حفظت الأعراض والأموال والأنفس وهو يسعى في طريق إقامة الخلافة فكونوا من أنصاره ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي القاضي – ولاية اليمن
  25 من رمــضان المبارك 1441هـ   الموافق   الإثنين, 18 أيار/مايو 2020مـ

No comments:

Post a Comment