Wednesday, May 27, 2020

رسائل رمضانية: الرسالة الثالثة والثلاثون

رسائل رمضانية: الرسالة الثالثة والثلاثون

هداية البشرية منوطة بأمة الإسلام
الحَمدُ للهِ الذي فَتحَ أبوَابَ الجِنَانِ لِعبَادِهِ الصَّائمينْ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشرَفِ الأنبيَاءِ وَالمُرسَلينْ، المَبعُوثِ رَحْمَةً لِلعَالمينْ، وَآلهِ وَصَحبهِ الطيِّبينَ الطَّاهرينْ، وَمَنْ تبِعَهُ وَسَارَ عَلى دَربهِ وَاهتدَى بهَديهِ وَاستَنَّ بسُنَّتهِ، وَدَعَا بدَعوَتهِ إلى يَومِ الدِّينْ.
أحبتنا الكرام: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد: إليكم الرسالة الثالثة والثلاثين من "الرسائل الرمضانية من هدي القرآن والسنة النبوية"، وهي بعنوان: "هداية البشرية منوطة بأمة الإسلام".
إخوةَ الإيمانِ: أيها الصائمون:
أنتهز حلول شهرِ رمضان المبارك، شهرِ الجهاد والمجاهدة، شهرِ الصبر والمُصابرة، شهرٍ أولُه رحمة، وأوسطُه مغفرة، وآخرُه عتقٌ من النَّار. وأتوجَّه إلى أمتي الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بهذه الرِّسالة عسى أن تلقى آذاناً صاغية، وقلوباً واعية، فهي من قبيل الذكرى، فإنَّ الذكرى تنفعُ المؤمنين.
أمتي أيتها الأمة العزيزة، أنتِ خيرُ أمةٍ أخرجتْ للناس، ما دُمتِ آمرةً بالمعروف، ناهيةً عن المنكر، مُستمسكةً بمنهج الله، الذي أَرسلَ به خيرَ رُسل الله، محمدَ بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، فأنتِ أكرمَك الله برسالةِ الأنبياء بعدَ الرسول الخاتم، صلى الله عليه وسلم، هذه الرِّسالة هي أشرفُ الرِّسالات، وهذا المنهجُ عليهِ مَدارُ السعادةِ والعزةِ والفلاح في الدَّارين الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: [كنتم خيرَ أمةٍ أخرجتْ للناس تأمرونَ بالمعروفِ وتنهَونَ عَن المُنكر وتؤمنون بالله]. (آل عمران110)
فهدايةُ البشريةِ منوطةٌ بكِ بعدَ انقضاءِ عهدِ الرُّسلِ بالتحاق خاتمهم صلى الله عليه وسلم بالرَّفيق الأعلى بَعدَ أنْ بلَّغ الرِّسالة، وأدَّى الأمانة، ونّصحّ الأمة، وأقامّ الدَّولة، وّجاهَدَ في اللهِ حقَّ جهادِه حتى أتاهُ اليقين، وَتَرَكَنا على المَحَجَّةِ البيضاء، ليلُها كنهارها لا يَزيغُ عنها إلا هالك، ولا يتنكَّبها إلاَّ ضالٌّ.
لقد هَدى الله به بَعدَ الضَّلالة عُيوناً عُمياً، وآذاناً صُماً، وقلوباً غُلفاً، وَتَرَك لنا مِنهَاجاً كامِلاً شامِلاً لكلِّ مَناحي الحياة، منَ الدَّولةِ حتى السِّواك، عليهِ مَدار السَّعادة والفلاح، والعزِّ والتَّمكين في الدُّنيا والآخرة، وتركُهُ والإعراضُ عنهُ يُورثُ الشَّقاءَ والذُّلَّ والصَّغارَ في الدُّنيا، والعَذابَ الشَّديدَ، والخلودَ في نَار جهنَّم في الآخرة، قال تعالى: [وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى]. (طه 125)  
فإلى العَملِ الجَادِّ المُنتج المُبرئ للذمَّة، المُرضي لربِّنا، ندعُوكم أيُّها المُسلمون، إلى العَملِ مَعَ حزبِ التحرير، لاستئنافِ الحَياة الإسلامية بإقامَةِ دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النُّبوة، تحقيقاً لوعدِ ربِّنا جلَّ وعلا القائل في محكم كتابه الكريم: [وَعَدَ اللهُ الذينَ آمنُوا منكم وعملوا الصَّالحاتِ ليستخلفنَّهم في الأرضِ كمَا استخلَفَ الذينَ من قبلهم وليمكننَّ لهُم دينَهمُ الذي ارتضَى لهم وليبدلنَّهم من بَعدِ خوفهم أمناً يعبُدونني لا يُشركُونَ بي شَيئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعدَ ذَلكَ فأولئكَ هُمُ الفاسقون]. (النور 55) وتحقيقاً لبُشرَى رَسُولِنا سيِّدِ المُرسَلين في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مُسندِه عن حذيفةَ بنِ اليَمَانِ رضيَ اللهُ عَنهُ عَن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثمَّ تكونُ خلافةٌ على مِنهاج النُّبوة». فالبدار البدار، والعملَ العملَ استجابةً لوعدِ الله عزَّ وجلَّ، ولبُشرى رسُولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ]. (الأنفال24). فالعملَ العملَ قبلَ حلُول الأجل وانقطاع الأمل!
اللهُمَّ أقـِرَّ أعْيُنَنَا بـِقيَامِ دَولةِ الخِلافَة، وَاجْعلْنـَا مِنْ جُنُودِهَا الأوفِياء المُخلِصينْ.
وَالسَّلامُ عَليكـُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتهُ.
  5 من شوال 1441هـ   الموافق   الأربعاء, 27 أيار/مايو 2020مـ

No comments:

Post a Comment