Sunday, May 17, 2020

بيان صحفي: نظام الأزمات يستمر في غيه ويبشر بالأسوأ

بيان صحفي: نظام الأزمات يستمر في غيه ويبشر بالأسوأ

تعيش تونس اليوم في بحر من الأزمات، فما تنفك أزمةٌ حتى تظهر أخرى: جوع، وفقر، وحرمان، وتسلط، وفساد، ومديونية، ومصائب عظمى، وأمراضٌ فتاكة، سببتها الرأسمالية البشعة التي دمرت البلاد وقضت على العباد، وجعلت التغيير الجذري مطلبا شعبيا اقتضاه العقل والنقل.
بالمقابل يستمر حكامنا في تضليل الناس وإيهامهم بأن التغيير قادم، حيث أكد رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ في حوار خاص لقناة "فرانس 24" يوم الثلاثاء 12 أيار/مايو 2020، أن حكومته "جاءت من أجل تغيير النهج الخاطئ الذي تسلكه البلاد"، وأن هدفها "القضاء على الفقر وإنقاذ الاقتصاد وتغييره"، وأنها ستتوجه في شهر حزيران/يونيو إلى البرلمان لتقييم الوضع "وإعادة انطلاق الاقتصاد وإنعاشه قبل الذهاب إلى الإصلاحات الكبرى"، دون أن يفوته التحذير من الوضع الاقتصادي الذي "سيكون أسوأ من ذي قبل بعد كورونا" حسب قوله.
وإنا لنتساءل هل التجاء رئيس الحكومة لسياسة الاقتراض من صندوق النقد والبنك الدوليين والاتحاد الأوروبي يعد تغييرا أم هو استمرار للنهج الخاطئ الذي أغرق البلاد في بحر لجي من الديون المتراكمة؟ وهل إنعاش الاقتصاد سيكون باقتطاع جزء من مال الأجراء وإعطائها للأغنياء، أم سيكون بضخ أوراق نقدية في السوق (تضخم) وسرقة مدخرات الناس؟ وهل الإصلاحات الكبرى ستشمل استرداد الثروات المنهوبة وبعث المشاريع الطموحة كالتصنيع والزراعات الاستراتيجية، أم هي استكمال ما تبقى من إملاءات صندوق النقد الدولي التي نفذ بعضها رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد؟ وهل ترشيحك لرئاسة الحكومة من طرف هذا الأخير ومَن خلفه من الدوائر الاستعمارية يندرج ضمن استكمال ما بدأه من تسليم ما تبقى من مقدرات البلاد للقوى الغربية؟
أيها الأهل في بلد الخضراء:
إن هذه الحكومة لا تملك أمرها، فهي لم تجرؤ على القول إن الأزمة هي في النظام الرأسمالي نفسه، وأن الواجب اجتثاثه من قواعده وأسسه، والبحث عن حل صحيح على أنقاضه، ما دام ترقيعه لا يجدي نفعاً، حيث اتسع الخرق على الراتق، ولكنها استمرت في التضليل مع تبشيركم بالأسوأ، وإن حزب التحرير يقدم لكم نظاما ينبثق من عقيدتكم الإسلامية، قادرا على توفير الحياة الاقتصادية العادلة الخالية من الأزمات في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، وهو يجدد دعوته خاصة لأهل الفكر والرأي بأن يلتفتوا لهذا البديل الحضاري، بدل البحث عن تعديلات لما هو قائم!
قال تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية تونس
التاريخ الهجري            20 من رمــضان المبارك 1441هـ     رقم الإصدار: 1441 / 35
التاريخ الميلادي            الأربعاء, 13 أيار/مايو 2020 م

No comments:

Post a Comment