Friday, February 24, 2017

عن أي حوار تتكلمون؟

عن أي حوار تتكلمون؟

الخبر: دعا مسؤولون ونقابيون، مشاركون في منتدى دولي بالمغرب، الاثنين، إلى الاهتمام بالحوار الاجتماعي باعتباره وسيلة الاستقرار بالمنطقة العربية.
جاء ذلك خلال المنتدى البرلماني الدولي الثاني للعدالة الاجتماعية، الذي ينظمه مجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان المغربي)، تحت شعار "مأسسة الحوار الاجتماعي: مدخل أساسي للتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية"، ويستمر ليومين.
وقال المدير الإقليمي للبلدان العربية بالكنفدرالية الدولية للنقابات، مصطفى التليلي، إن "الحوار الاجتماعي هو الطريق لتأمين (استقرار) الأوضاع داخل الأوطان العربية، خصوصا في ظل ما يحصل بالشرق الأوسط، من غياب الأمن والإرهاب المعولم، الشيء الذي أسفر عن هجرة الملايين خارج أوطانهم".
وأضاف أن "الاستقرار هو أحد مفاتيح التنمية، إذ لا تنمية اقتصادية بدون استقرار سياسي واجتماعي"، وفق مراسل الأناضول. (عن موقع آر هابرلر).
التعليق:
يلمس القارئ للخبر كاملاً أن المشاركين فيه لا يدركون حقيقة ما تعيشه بلاد المسلمين ومنها العربية، ولا يدركون أن سبب ما تعانيه هذه البلاد إنما هو حكامها والأنظمة التي يطبقونها، لا يدركون أنها أنظمة حارسة لمصالح الغرب في بلادنا، ولا يهمها رعاية شؤون الناس، ولا تقوم على العقيدة التي تقوم عليها الأمة، وأن هؤلاء الحكامَ وأنظمتَهم هم السبب في البلاء الذي يعيشه الناس، حكام لا يهمهم إلا مصالح أسيادهم في الغرب أولاً، ومصلحتهم الشخصية هم وحاشيتهم.
إن الأمة الإسلامية بحاجة إلى نظام راشد قائم على عقيدة الأمة، ونظام من جنس الأمة، يطبق على الأمة ما انبثق عن عقيدتها من أحكام شرعية، ويُشيع فيها ما انبثق عنها من مفاهيم ومقاييس وقناعات، لتقوم على أساس الإسلام الذي هو مبدأ الأمة وعقيدتها.
أما الحوار الذي يدعون إليه، فعلى أي أساس سيكون؟ لم نجد واحدا من المتحدثين في المنتدى ذكر الأساس الصحيح للحوار (الاجتماعي) الذي دعا إليه المؤتمر، بل أشاروا إلى بعض نتائجه من تنمية وتقدم اقتصادي، متوهمين أن المشكلة الاقتصادية سببها عدم وجود حوار (اجتماعي)، متناسين أو متغافلين عن أن اقتصاداً في بلاد المسلمين لا يقوم على أساس عقيدة الأمة إنما هو اقتصاد فاسد وفاشل كما هو الواقع، وهم كذلك يغضّون الطرف عن الفساد الذي يسببه الحكامُ ونظامُهم والقائمون عليه، فليس للحوار (الاجتماعي) أدنى تأثير في تنمية الاقتصاد وتقدمه.
فليدرك المتحدثون في المؤتمر، وليدرك الناس في بلاد المسلمين أن قضيتهم المصيرية إنما هي إعادة الإسلام إلى الحياة، ليعودَ التجانس بين الناس وأفكارهم ومشاعرهم والنظام المطبق عليهم، حينئذ تطبق الأمة مبدأها في الحياة، وتحمله إلى الناس رسالة نور وهدى، وهذا لا يكون إلا في دولة خلافة على منهاج النبوة، وهي التي وعَدَ الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وهي التي بشّر بها رسولُه صلى الله عليه وسلم، وإنها لقريبة بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – الأردن
27 من جمادى الأولى 1438هـ   الموافق   الخميس, 23 شباط/فبراير 2017مـ 

No comments:

Post a Comment