Friday, February 24, 2017

يا أهل الكنانة! ما جرأ هؤلاء على الإسلام إلا تخاذلكم عن نصرته

يا أهل الكنانة! ما جرأ هؤلاء على الإسلام إلا تخاذلكم عن نصرته

استقبل الرئيس المصري الأحد 2017/2/19م، وفداً من رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية، بحضور خالد فوزي رئيس المخابرات العامة، وأشار خلال اللقاء إلى أن مصر مستمرة في حربها ضد (الإرهاب) الذي أصبح يمثل تهديداً خطيراً ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط ولكن في العالم أجمع، مؤكداً في هذا الإطار أهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة (الإرهاب) والقضاء على مصادر تمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية، ومشيراً إلى أن منهج مصر في مواجهة (الإرهاب) يشمل، بالإضافة إلى المواجهة الأمنية والعسكرية، معالجة الأسس الفكرية التي يقوم عليها، وذلك من خلال تجديد الخطاب الديني، سواء من خلال المؤسسات الدينية العريقة في مصر، أو من خلال الممارسات الفعلية على أرض الواقع التي تُعلي من قيم (المواطنة) والتعايش المشترك، وأكد أن الرؤية المصرية تستند إلى ضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية في المنطقة، والعمل على دعم مؤسساتها وتعزيز تماسكها، بما يحقق وحدتها وسلامة أراضيها، مشيراً إلى أن تحقيق ذلك من شأنه محاصرة تمدد (الإرهاب) في المنطقة عن طريق إنهاء حالة الفراغ التي سمحت بوجوده ونموه خلال السنوات الماضية.
(
الإرهاب) من وجهة النظر الغربية التي يتبناها حكامنا لا يعني إلا الإسلام وعقيدته وأحكامه التي تأبى على المسلمين أن يفرطوا في حقوقهم وثرواتهم، والتي تلزمهم بإطار معين للعيش لا يلتقي أبدا مع النمط الذي يسعى الغرب لفرضه على بلادنا وإلزامنا به بشتى السبل، ولهذا فالصراع حقيقي بين الأمة بإسلامها وعقيدته وبين الغرب برأسماليته التي تفصل الدين عن الحياة، والتي تنظر إلى الإسلام على اعتبار أنه الخطر الوحيد الحقيقي عليها والذي يهدد وجودها، لذلك نرى الغرب الآن وبعد هذه الثورات التي أظهرت للعالم مدى تمكن الإسلام من النفوس، وأن الشعوب أدركت من هو عدوها وما الذي يسعى إليه ولولا عقود التجهيل التي مورست على الأمة وأفكار الغرب التي يروج لها أدعياء العلم وعلماء السلاطين على أنها أفكار إسلامية أو لا تتعارض مع الإسلام، لكان للثورات شكل آخر ومطالب أخرى ربما لا نسمع عنها الآن إلا في الشام ولهذا تكالب الغرب عليها وأطلق على أهلها كل كلابه.
يا أهل الكنانة! إن حكامكم لا يعبأون بكم ولا بما يصلح حالكم وهذا لسان حالهم ومقالهم يرسلون رسائل التطمين للغرب ويؤكدون أنهم أدواته وبيادق في يده على رقعة الشطرنج يحركها كيف يشاء، وقد فاقوا في تماديهم في التبعية حد الانبطاح، وقدموا دماءكم وأموالكم وثرواتكم قرابين لسادتهم في الغرب الكافر طمعا في رضاهم ونيل حظوتهم.
نعم إن ما يرهب الغرب هو الإسلام، ليس لأنه دين دموي كما يدعون ولكن لأن ما فيه من أفكار وما انبثق عن عقيدته من أحكام إذا طُبقت فعلا في دولة وصار لها واقع عملي يراه الناس فلن تبقى لهم سيادة ولا سلطة حتى على شعوبهم التي سرعان ما ستنقلب عليهم سعيا لتعيش في كنف الإسلام مستظلة بعدله، وسيدرك الناس حجم كذبهم وتدليسهم حتى في رواياتهم عن الإسلام والمسلمين، إن ما فعلوه بالمسلمين يشيب من هوله الولدان، ولأنهم يدركون حجم إجرامهم في حق هذه الأمة فهم يحاربون عودة دولتها التي تؤذن بالقصاص منهم حتى الرمق الأخير، فصراعهم مع الأمة الآن هو صراع وجود، لو انتهى لصالح الأمة بعودة الخلافة على منهاج النبوة فلن يبقى الغرب بمأمن في عقر داره إن بقي له عقر دار، ناهيك عن انعتاق بلاد الإسلام من تبعيته وما يعنيه ذلك من توقف تدفق ثروات المسلمين ومواردهم إلى خزائن الغرب، الأمر الذي يؤذن بزوال عروش وسقوط ممالك ودول ستزول من الخارطة تلقائيا بمجرد تلاوة البيان الأول لخليفة المسلمين القادم.
يا أهل مصر الكنانة! إن من أسباب هلاك الأمم طاعة السادة والكبراء في غيهم وعدم الأخذ على يدهم وردهم إلى جادة الحق والصواب وإن جرأة حكامكم على الله وإمعانهم في إذلالكم إنما هي نتيجة تخاذلكم وصمتكم وسكوتكم فيزداد طغيانهم كلما نما داخلكم جدار الخوف الذي رمموه بالقتل والسحق والسجن والترهيب، ولو وجدوا منكم وقفة في وجههم لله غاضبة لحرماته التي تُنتهك ما تمادوا في غيهم وما أمعنوا في بطشهم بكم وطغيانهم عليكم، والشعوب أقوى من الحكام وجيوشهم مهما بلغت سطوتهم وصولتهم، فالجيش جزء من الشعب لا ينفصل عنه فهم إخوانكم وأبناؤكم وأهليكم، وفوق هذا فإن آجالكم وأرزاقكم بيد الله وحده، فلا يملك النظام وزبانيته منع الرزق عنكم ولا منحكم إياه ولا سلبكم حياتكم التي جعلها الله بيده وفوق هذا فالموت لا يرهب عبدا باع نفسه لله رخيصة بل يكون طريقا لنعيم مقيم في الجنة، لهذا يا أهل الكنانة ومن أجل نعيم عز الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة، استحضروا نياتكم واصدقوا الله عز وجل وخذوا على يد حكامكم، وطالبوا أبناءكم في الجيوش بأن يقطعوا كل حبال تربطهم بالغرب وعملائه وأن يصلوا حبالهم بالمخلصين الواصلين ليلهم بنهارهم لتقام فيكم ولكم وبكم الخلافة على منهاج النبوة؛ إخوانكم في حزب التحرير فبهم وبما يحملون خلاصكم وخلاص أمتكم مما هي فيه من توهان وعودتها سيدة الدنيا كما كانت.
يا أهل الكنانة، يا أحفاد عمرو بن العاص وصلاح الدين وقطز، هؤلاء الرجال الرجال إنكم درع الأمة ومخزن قوتها، والأمة كلها تتطلع إليكم تنتظر منكم يوما كيوم حطين وصولة كصولة عين جالوت تعيد العز للأمة وتخلع عنها هؤلاء النواطير الذين يحكمونها بالوكالة منفذين فيها مشاريع الغرب راعين مصالحه وعاملين على بقائه في ربقة التبعية.
أليس فيكم يا جيش الكنانة رجل رشيد يقولها لله لقد سئمنا الغرب ومشاريعه وعملاءه ويطيح بأمريكا ويقتلع مخالبها المغروسة في جسد الكنانة ويضع يده في يد المخلصين من أبناء الأمة العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة فينصرهم على ما هم عليه حتى تقام الدولة التي تغير وجه الأرض وتعيد لأهل مصر كرامتهم وعزتهم وسيادتهم؟!
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
27 من جمادى الأولى 1438هـ   الموافق   الخميس, 23 شباط/فبراير 2017مـ 

No comments:

Post a Comment