Saturday, February 25, 2017

مع الحديث الشريف: الله سبحانه وتعالى مالك الملك

مع الحديث الشريف: الله سبحانه وتعالى مالك الملك
  
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" باب يقبض الله الأرض يوم القيامة:
حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري حدثني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض".
هذا مشهد من مشاهد يوم القيامة، مشهد تشخص فيه الأبصار، (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)، مشهد يجثوا فيه الخلق على الركب، (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)، مشهد على الكافرين عسير غير يسير، يوم تقطع الصلات والأنساب والروابط والمصالح الدنيوية، فلا يبقى إلا رابطة الدين، في هذا اليوم وهذه الأهوال يخاطب الله العباد: أنا الملك أين ملوك الأرض؟
أيها المسلمون:
لقد شغلت الدنيا الناس هذه الأيام، وباتوا يتفاخرون بالمنصب والمال، ونسوا الملك القهار، نسوا أن الله هو مالك الكون والإنسان والحياة، نسوا أن هذه الدنيا امتحان، فعاشوا يتقاتلون على دنيا زائفة، على جيفة، ومضى قطار العمر بين بائع لنفسه وبائع لدينه، ولم يدروا أنهم سيقفون بين يدي الله سبحانه وتعالى، وسيسألهم عما ملكوا وعما فعلوا، وسيسألهم عن تقصيرهم في حق أنفسهم وفي حق أمتهم، وسيسألهم عن تخاذلهم عن نصرة إخوانهم، لا بد أن ندرك هذه الحقيقة، أنه سيأتي يوم لا تكون فيه ملكية لأحد إلا لله، مالك الملك، فهو المالك الوحيد سبحانه، وهذا من عدل الله سبحانه.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 كتبه للإذاعة: أبو مريم
28 من جمادى الأولى 1438هـ   الموافق   السبت, 25 شباط/فبراير 2017مـ 

No comments:

Post a Comment