Wednesday, January 29, 2014

خبر وتعليق: رئيس حزب النور في مصر يقول حقيقة ويتناقض معها

خبر وتعليق: رئيس حزب النور في مصر يقول حقيقة ويتناقض معها

الخبر: في 2014/1/25 نشرت الشرق الأوسط مقابلة مع رئيس حزب النور يونس مخيون قال فيها أنه رفض دعوة وجهت لحزبه للخروج بمظاهرة مليونية ضد مليونية 30 يونيو/حزيران وذلك "... لأن الشعب الذي سيخرج في 30 يونيو ليسوا ضد الإسلام ولا ضد الدين ولا ضد الشريعة، ولا ضد المشروع الإسلامي، لأن الناس لم تر مشروعا إسلاميا أصلا طوال هذه السنة، ولم تر أي ملامح للمشروع الإسلامي. فلماذا تريدون أن تحولوا الصراع إلى صراع إسلامي".

التعليق: إن هذا الكلام حقيقة، فالناس في مصر لم يخرجوا ضد دينهم وإسلامهم وشريعتهم لأنه لم يطبق من ذلك شيء، ولم تر مشروعها الإسلامي الذي يتحقق بإقامة الخلافة وتطبيق الإسلام، نعم إن ذلك حقيقة لا مراء ولا جدال فيها، ولكن حزب النور تناقض معها، فبدلا من أن يتخذ موقفا مشرفا بتوجيهه الناس نحوها أي نحو إقامة نظام الإسلام والدعوة إلى تطبيق الشريعة وجعل إقامة الخلافة هي المشروع الإسلامي والقيام بالصراع ضد النظام العلماني القائم وضد دستوره، فبدلا من ذلك نراه يقوم بخدمة النظام الجمهوري والدستور العلماني المناقضين للإسلام، فيقول يونس مخيون رئيس حزب النور: "ذلك أننا الحزب الوحيد الذي تحرك على مستوى الجمهورية ولم يقم بمثل هذا التحرك أي حزب أو حركة... وكان في هذه المؤتمرات إقبال من أعضاء الحزب ومن غير أعضاء الحزب، ولعبت دورا كبيرا في إقناع الناس بالدستور الجديد.. وعندما يقول (حزب النور) أن هذا الدستور حافظ على الهوية الإسلامية وعلى الشريعة الإسلامية فإنهم يأخذون كلامه بثقة...".
أي لكون حزب النور اتخذ القائمون عليه التقيد بمظاهر إسلامية مثل إطلاق اللحى سبيلا لينالوا ثقة الناس البسطاء وليصبح ما يقوله هذا الحزب حقا وهو باطل في أساسه. فالدستور الجديد كسابقه من الدساتير حافظ على النظام العلماني الجمهوري المخالف للإسلام، فوضعت مادة دين الدولة الإسلام ومصدر التشريع الرئيسي الإسلام كما في الدساتير السالفة خداعا للناس لأنها لا تعني شيئا ولا تجلب خيرا، لأن المواد الأخرى مناقضة لهذه المادة، فوضعت هذه المادة لخداع العامة. فلم يجعل الإسلام المصدر الوحيد للتشريع ونفي أية مادة تناقضه وجعل كل المواد منبثقة من الإسلام وعلى رأسها نظام الحكم بأن يكون نظام خلافة راشدة. فبدلا من ذلك يقوم حزب النور بالعمل على تركيز الدساتير التي تتناقض مع الإسلام، فقد شارك في وضع دستور عام 2012 كما شارك في وضع دستور عام 2013 المناقضين للإسلام، وهما لا يختلفان عن دستور عام 1971 دستور أنور السادات الهالك وحسني مبارك الساقط. ورئيس حزب النور يونس مخيون نفسه يقول "الناس لم تر مشروعا إسلاميا أصلا طوال هذه السنة، ولم تر أي ملامح للمشروع الإسلامي". وذلك حسب دستور 2012 الذي شارك هذا الحزب في وضعه، والآن كيف يشارك هذا الحزب في وضع دستور 2013 وهو ليس بأفضل من دستور 2012 ويعلم هذا الحزب أنه لم يأت بمشروع إسلامي ولا ملامح مشروع إسلامي؟! فما هذا التناقض مع الذات ومع الإسلام؟! فهل هؤلاء يعون ما يقولون؟! وهل هم يتصرفون عن وعي؟!
ويقول رئيس حزب النور يونس مخيون "ونحن كحزب النور إما أن نشارك في خارطة الطريق وإما أن نعتزل". فيظهر أن هذا الحزب لم ير الحق الذي يتجلى برفض خارطة الطريق التي تتضمن الحفاظ على النظام العلماني ورفض العزلة واتباع طريق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو القدوة الحسنة بدعوة الجيش والشعب إلى تحكيم الشرع بإقرار دستور إسلامي وقد طرحه حزب التحرير مبينا الأسباب الموجبة له والأدلة الشرعية لجميع مواده.
ويقول رئيس حزب النور: "ولكننا رأينا أن الانتخابات أولا بحيث يأتي أولا بالرئيس المقبل الذي يأتي في وجود مجلس تشريعي هو الذي يتولى سلطة التشريع". فهو بهذا القول يتناقض مع الإسلام عندما يقبل بإعطاء سلطة التشريع لمجموعة من البشر متمثلة بمجلس تشريعي وهو البرلمان أو مجلس الشعب، فهو يقر ويقبل بالنظام الديمقراطي الغربي الذي أعطى حق التشريع لسلطة تشريعية من البشر بعدما فصل الدين عن الدولة. أبهذا الشكل يكون حزب النور وبدستوره الجديد قد حافظ على الهوية الإسلامية وعلى الشريعة الإسلامية؟! إنه لتناقض عجيب يجعل الحليم حيرانا! فكيف يفتتن هؤلاء بآرائهم المتناقضة والمناقضة لدينهم ويفتنون الناس البسطاء المحبين لدينهم بها؟!
ويزيد ذلك تناقضا عندما يقول رئيس حزب النور: "ولكن نحن فعلا من أهم أهدافنا الشريعة الإسلامية لأننا نرى أن الدولة التي تتهاون في هويتها فهي لا تحترم نفسها ولا يحترمها الآخرون". فهل يفهم هؤلاء أن الشريعة الإسلامية والحفاظ على الهوية الإسلامية بأنهما عبارة عن الحفاظ على مادة أن "دين الدولة الإسلام وأن مصدر التشريع الرئيسي الإسلام" وبعد ذلك لا ضير ولا حرج مهما وضعت من مواد تناقضها ولا تقيم وزنا للشريعة ولا للهوية الإسلامية؟! فهلا احترموا أنفسهم والآخرين من شعبهم بالبعد عن هذا التناقض وعن خداع الناس، لأنه يقول: "الشعب المصري محب للشريعة وتوجد استطلاعات رأي محلية وخارجية وجدت أن نحو 90 في المائة أو 95 في المائة من الشعب المصري محب لدينه، وأنه من أكثر الشعوب حبا للشريعة الإسلامية".
فمقابل هذه الحقيقة التي لا مراء فيها؛ فهل يجوز لمسلم أن يضع دستورا ليس فيه مشروع إسلامي ولا يوجد فيه ملامح إسلامية؟ وهل يجوز لمن يظهر بمظهر الملتزم بالإسلام لينال ثقة الناس المحبين لدينهم ومن ثم يلبّس عليهم أمرهم فيدعوهم للتصويت على دستور يثبت دعائم النظام الجمهوري العلماني الغربي في بلد بورك شعبه بحبهم لدينهم الحنيف ويريدون تطبيقه؟ فلو دعوا الناس للدستور الإسلامي ولإقامة الخلافة لوجدوا شعب الكنانة بنسبة 90 في المائة أو 95 في المائة يستجيب لهذه الدعوة المباركة، وبذلك يكونون قد ساروا في الطريق الصحيح الذي لا اعوجاج فيها وبعدوا عن خارطة الطريق المعوجة التي رسمها العلمانيون الذين وضعوا دستورا يجعل حق التشريع فيه للبشر متمثلا في برلمان كسلطة تشريعية من دون الله. وقد طلب الله من رسوله أن يعلن دعوته وطريقتها بشكل واضح ومن دون تناقض فقال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور
29 من ربيع الاول 1435
الموافق 2014/01/30م

No comments:

Post a Comment