Sunday, January 26, 2014

خبر وتعليق: الزاهد الفقيه المستفيد من تخفيف العقوبات على إيران

خبر وتعليق: الزاهد الفقيه المستفيد من تخفيف العقوبات على إيران

الخبر: قالت رويترز، في تقرير نشرته يوم الأربعاء: "إنّ المرشد الإيراني (علي خامنئي) يعدّ من أكبر المستفيدين من تخفيف العقوبات على إيران، وذلك من خلال سيطرته على مؤسسة ستاد، وسماح القوى العالمية له باستئناف التصدير". وقد وصفت رويترز هذه المؤسسة، التي تستثمر في قطاع البتروكيماويات الإيراني، بـ" إمبراطورية اقتصادية ضخمة".
وحسب التقرير، فإن وزارة الخزانة الأمريكية قد نشرت يوم الاثنين الماضي قائمةً من 14 شركة إيرانية في قطاع البتروكيماويات كانت خاضعة للعقوبات، وسمحت لها الوزارةُ باستئناف التصدير، وعلى القائمة 3 شركات تحت سيطرة ستاد، هي: غايد بصير للبتروكيماويات، ومرجان للبتروكيماويات، وصدف للبتروكيماويات.
ونشرت رويترز، في نوفمبر الماضي، تقريراً من ثلاثة أجزاء، تناول للمرة الأولى كيف أصبحت ستاد من أغنى المؤسسات في إيران، خاصة من خلال مصادرة آلاف العقارات من المواطنين الإيرانيين وبيعها، وعندما فرضت واشنطن عقوباتها على ستاد، كانت المؤسسة بالفعل قد أصبحت إمبراطورية اقتصادية بمليارات الدولارات، تملك حصصاً في أغلب قطاعات الاقتصاد الإيراني، ومن بينها قطاع المال، والنفط، والاتصالات.

التعليق: قد لا يكون خافياً على أحد، امتلاك حكام العرب والمسلمين لمعظم ثروات شعبهم المدفونة والمكنوزة في بلادهم، وتخصيصها لأنفسهم، كما كشفت ثورات الربيع العربي جنرالات الأموال في جيوش العالم الإسلامي مثل مصر وباكستان، لكنه قد يخفى على الكثير حتى الآن، أن "رجال الدين" من أمثال الزاهد والفقيه (خامنئي)، وعلماء السلاطين في دول الخليج ومصر وغيرها، هم أيضاً يملكون من تلك الكنوز ما لا يُعدّ ولا يُحصى.
لكن ما لا شك فيه، أن جني الثروات في هذا العصر، عصر السوق الحرة والعولمة، لا يكون بعرق الجبين، بل هو إما أن يكون بالاستحواذ على ثروات الشعوب من خلال النفوذ السياسي والبلطجة وغيرها من أساليب القرصنة، وإما أن يكون من خلال قبض الرشاوى مقابل مواقفهم السياسية وفتاواهم المفصلة على مقاس العالم الحر في الغرب، وعملائهم من حكام العرب والمسلمين.
أما بالنسبة "للزاهد الفقيه"، الذي تقدر ثروته بمليارات الدولارات، فإنه أيضاً لم يجنها بعرق جبينه، بل بالتسلط على المواطنين الإيرانيين، ومصادرة آلاف العقارات منهم وبيعها، وبسرقة ثروة الناس في إيران، المتمثلة بأموال الخُمس المخصصة لآل البيت وحدهم، والتي لا يشاطرهم أحدٌ فيها كما يعتقد الاثنا عشرية. وبالطبع تُنمى أمواله هذه بتسهيلات من النظام الإيراني، والدول العالمية الكبرى، على رأسها أمريكا، كما ورد في التقرير، وذلك كمكافأة له على فتاواه المؤيدة والموافقة للمصالح الأمريكية في المنطقة.
وباقي "علماء" الشيعة التابعين له ولمؤسسته "الدينية" في إيران، لا يختلفون عنه البتة، فهم من دعموا الغزو الصليبي الأمريكي لأفغانستان والعراق، ودعموا نظام البعث الملحد في سوريا، ومدّوه بجميع أسباب الحياة، وليس أقلها إرسال مرتزقة من الحرس الجمهوري؛ للحيلولة دون إقامة دولة تحاسبهم وأمثالهم من المارقين على سوء أفعالهم، دولة تحكم بالإسلام.
يجب على المسلمين في إيران من أتباع المذهب الجعفري والزيدي أن يفيقوا من غفلتهم، وينظروا لهؤلاء "العلماء" على حقيقتهم، كأباطرة أصحاب دنيا وهوى وخيانة، لا أصحاب دين وتقوى، فهم أبعد ما يكونون عن العصمة المزعومة. ويجب عليهم الخروج عليهم، ومحاسبتهم على أفعالهم، والانحياز لأمتهم المسلمة، فهي أولى من هؤلاء الذين يضحون بهم باسم الدين، وهم لن ينالوا بطاعتهم "لكبرائهم" إلا ضنك العيش، ونقمة الأمة عليهم، ولعذاب الله أكبر.
﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عمرو
 26 من ربيع الاول 1435
الموافق 2014/01/27م

No comments:

Post a Comment