Thursday, January 30, 2014

خبر وتعليق: ﴿أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾

خبر وتعليق: ﴿أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾

الخبر: عقد المجلس الوطني التأسيسي يوم الثلاثاء 28 كانون الثاني/جانفي جلسة عامة ختم خلالها الرؤساء الثلاثة محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت ومصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي وعلي العريض رئيس الحكومة المتخلي الدستور المصادق عليه وهي آخر مراحل صياغة الدستور قبل نشره ولقد استهلت الجلسة بتلاوة عطرة لآيات الحاكمية وحضرها العديد من السياسيين الغربيين على غرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية كاترين أشتون.
  
التعليق: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة: 50]
﴿أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ﴾ [الأنعام: 114-116]
آيات دامغات لو كان لنواب التأسيسي قلوب يفقهون بها، فمتّبر ما هم فيه وباطل ما يصنعون؛ آيات بينات تُليت في مجلسهم ذاك حيث اجتمعوا معتدين على حق الله في التشريع لختم دستور ما أنزل الله به من سلطان بل يضاد أحكامه تعالى؛ آيات بينات أرادها الله تعالى في ذلك المكان وفي ذلك التوقيت ليميز الحق عن الباطل، ولعلها رسالة إلى الناس الذين التبس عليهم الأمر.
إنّ الحق والباطل لا يلتقيان في منتصف الطريق؛ هذا ما علمنا إياه قرآننا الذي أنزله ربنا؛ فالقرآن لم ينزله الله ليتلى على الأموات بل ليحكم الأحياء، لم ينزله لتزدان به الجدران، بل ليزدان به الإنسان ويوجده على أرض الواقع؛ قول فصل لا ينازع فيه إلا المعتدي ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ﴾ [النساء: 105]
قرآننا أرسله الله لينير لنا سبيل الرشاد ليكون لنا قنديل الهدى في ظلمات جاهليات بعضها فوق بعض ﴿قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [المائدة: 15-16]
قرآننا أنزل علينا لنرى الحق حقا ونتبعه وندافع عليه ونموت دونه، والباطل باطلا فنجتنبه وندفعه دفعا ولو كلفنا ذلك حياتنا كما كان حاله صلى الله عليه وسلم «لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي، وَالْقَمَرَ فِي شِمَالِي، عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَمْرَ مَا تَرَكْتُهُ، حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ، أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ».
هذه الحقائق الثابتة المتجلية في الكثير والكثير من المواضع في كتاب الله يزعم ''علي العريض'' خلال كلمته التي ألقاها على هامش تلك الجلسة خلافها بقوله ''لقد أثبتنا أن توافقنا على الحد الأدنى الممكن من الحق خير من تقاتلنا على الحد الأقصى منه".
لا والله يا علي العريض، قلت فخالفت الحق! إنّ الحق أولى أن يتبع وأن يصبر على بيانه وإعلائه لو كنت تفقه ﴿وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 42] فمن لبس الحق بالباطل ترويج الباطل وإظهاره في صورة الحق.
فهل ما فعلتموه من الحق في شيء؟؟ هل ما أقررتموه من أحكام تضاد ما هو من المعلوم من الدين بالضرورة من الحق في شيء؟؟ هل ما توافقتم عليه بأمر أسيادكم من الغرب من الحق في شيء؟؟
لا والله؛ لا والله؛ لا والله ﴿أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾ [الأنعام: 62]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أنس - تونس
30 من ربيع الاول 1435
الموافق 2014/01/31م

No comments:

Post a Comment