Monday, January 27, 2014

خبر وتعليق: الغرب الكافر وهاجس الإسلام السياسي

خبر وتعليق: الغرب الكافر وهاجس الإسلام السياسي

الخبر: ذكر موقع "شبكة الإعلام العربية" الأربعاء، 22 كانون الثاني/يناير 2014 خبرا عن صحيفة «الهافينجتون بوست» الأمريكية، أرجعت فيه الصحيفة، سقوط الإخوان إلى سيطرة هاجس تأسيس الخلافة الإسلامية على أفكارها وسلوكها مما تسبب فيما تعانيه من أزمة ودخول قادتها السجن.

التعليق: إن صحيفة الهافينجتون بوست هذه بوق من أبواق زعيمة الكفر أمريكا، تنعق بعداوة الإسلام والمسلمين، وادعاؤها أن سيطرة فكرة الخلافة على عقول الإخوان هي سبب فشلهم ودخول قادتهم السجن، هي حلقة من مسلسل تآمر الغرب على المسلمين، الغاية منه زرع فكرة في عقول المسلمين مفادها أن النظام السياسي الإسلامي نظام فاشل، وأنه لن يجلب على الداعين له والساعين إليه سوى الفشل وربما الزجّ في السجون، ولن يحصدوا من ورائه سوى عداوة الغرب والشرق لهم، وسيلثمون وجوههم ندما لعدم اقتدائهم بالغرب، والحذو حذوه في تطبيق أنظمته.
كما أن القائمين على صحيفة الهافينجتون بوست الأمريكية، يدركون كما تدرك الإدارة الأمريكية، ودول أوروبا، وكل حكام المسلمين، الذين أعلنوا بكل تبجح فشل الإسلام السياسي، على إثر سقوط حكم الإخوان في مصر، يدركون جميعا تمام الإدراك أن الإسلام السياسي لم يفشل؛ وذلك:
أولا: لأنهم يدركون أن الإسلام السياسي لم يطبق، لا في مصر ولا في غيرها من البلاد العربية التي أسقطت حكامها فيما أطلق عليها بلاد الربيع العربي، وأن الإخوان لما وصلوا للحكم سواء في مصر أو تونس أو المغرب، وصلوا بأشخاصهم ولم يأخذوا الإسلام معهم، فكانت الأنظمة التي طبقوها هي نفس الأنظمة الوضعية العلمانية المطبقة على البلاد.
ثانيا: لأنهم يدركون أن تأسيس الخلافة لم يكن هاجسا مسيطرا على تفكير الإخوان البتة، بل إن سلوكهم العملي، وتجاربهم الفعلية، أثبتت أنهم يسعون إلى الدولة المدنية الديمقراطية التعددية، التي ليس لها علاقة بالإسلام، بل تناقضه كل التناقض، وفي أحسن الأحوال إلى نموذج إسلامي قُطري، أي ليست خلافة إسلامية تطبق النظام السياسي الإسلامي.
ثالثا: لأنهم يدركون تمام الإدراك أن النظام السياسي الإسلامي سينجح إذا طبق كما نجح في الماضي، وأن فيه معالجات ناجعة لكل مشاكل الإنسان؛ ولذلك فهم يحاربونه بكل ما أوتوا من قوة، وبكل ما تفتقت عنه عقولهم المجرمة من وسائل وأساليب خبيثة ليمنعوا وصوله للحكم؛ لأنهم يدركون أن وصول الإسلام السياسي إلى الحكم يعني خروج نفوذهم من البلاد الإسلامية بأسرها، بل يعني أنه سيصل إلى موطئ أقدامهم، ليهدم دولهم ويقضي على أنظمتهم.
أخيرا ليس بيننا وبين أن نحمل الإسلام قيادة فكرية لأمريكا، وأوروبا، وروسيا، والصين، بل وما بلغ الليل والنهار، نقودهم بالنظام السياسي الإسلامي، إلا أن يأذن ربُّنا سبحانه وتعالى بإقامة الخلافة الإسلامية، فترى الناس يدخلون في دين الله أفواجا، إما إيمانا واعتقادا بالإسلام، وإما خضوعا طوعا قبل أن يكون كرها لحكم الإسلام.
﴿وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ * وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك
 27 من ربيع الاول 1435
الموافق 2014/01/28م

No comments:

Post a Comment