Sunday, September 28, 2014

بيان صحفي: لمصلحة من تفاقم العلاقات بين المسلمين والحكومة في قرغيزستان؟

بيان صحفي: لمصلحة من تفاقم العلاقات بين المسلمين والحكومة في قرغيزستان؟

(مترجم)
قامت السلطات في قرغيزستان في الآونة الأخيرة بسلسلة من الأعمال الخطيرة ضد المسلمين. فقد حاولوا في البداية بدء المعركة بأساليب مثل إهانة اللحية والحجاب، إلا أن جو الوعي الإسلامي المنتشر في قرغيزستان قد فوت الفرصة على الحكومة لتنفيذ خطتها. فوصلت السلطات إلى استنتاج مفاده أنه من الضروري وضع آلية لمكافحة هذا الوعي بين الناس. وهي تقوم بها من خلال اتجاهات عدة. فقد أوجدوا ظروفا مواتية للانتشار الواسع لحركات الكفر مثل (تينجريزم) (الوثنيين)، الذين يمارسون نشاطاتهم على أساس القومية. ونظموا برامج تلفزيونية خاصة أخذوا ينتقدون فيها الدعوة للإسلام وملابس الدعاة الذين يعملون على إحياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم مثل "جماعة التبليغ". ثم بعد ذلك بدأوا بسجن نسائنا وبناتنا اللاتي يحملن الدعوة. وقاموا بفرض الزي المدرسي الذي يحمل بعض الشعارات التي تخص الوثنيين، وحاولوا إجبار الجميع على ارتداء هذا الزي، ويبدو أن الأمر كان مقصودا، فهم يعلمون أن المسلمين لن يقبلوا بارتداء مثل هذه الملابس. إن غاية السلطات من كل هذا هي تهيئة الظروف لجدالات ونزاعات لا تنتهي بين المسلمين المعتدلين والمتطرفين (بحسب تقسيماتهم لنا). ولكنها، لم تستطع التأثير على عقول من لديهم النموذج الحقيقي للإسلام، ولم تتمكن حتى الآن من فرض نموذجها في حياتنا.
لقد ثبت للسلطات الرسمية بأن تلك المحاولات وغيرها لن تنفعها، فأُجبرت الحكومة القرغيزية، تحت ضغط من بعض القوى المؤثرة الخارجية، على الدخول في معركة ضد الإسلام والمسلمين على طريقة النظامين الأوزبكي والروسي، فقامت بعملية اعتقال ديلار جوماباييف.
ديلار مشهور بأنه عضو في حزب التحرير، ليس فقط في قرغيزستان، بل في جميع أنحاء آسيا الوسطى. فهو أول من أنشأ محطة إذاعة وتلفزيون (أونغ) رسمية في تاريخ الحزب. وخلال بضعة أشهر كان القرغيز والأوزبك يشاهدون برامجه التلفزيونية التي فضح فيها علناً تآمر الحكومة على الشعب. وحين رأت الحكومة ارتفاع شعبية المحطة بدأت بممارسة ضغوط مختلفة عليها، وقامت تدريجيا بمنع الأخ ديلار من الظهور عبر أثيرها. ولكنه رغم ذلك، واصل كفاحه في سبيل حماية مصالح الأمة بإيجاد المزيد من الطرق الجديدة.
فمثلا عندما بدأ الأطباء الرجال بالعمل في مستشفيات الولادة، كان ديلار أول من عارض ذلك فاستدعاه ضباط وكالة إنفاذ القانون وادعوا بأنه لن تذهب أي زوجة إلى طبيب رجل إلا إذا أخذت إذنا من زوجها. فقال ديلار بأنه يعارض ذلك فقط لأنه حرام في شرع الله ويجب أن نلتزم بذلك، ولهذا لا يجوز أن يعملوا هنا. وهكذا كان.
ونتيجة البحث الدقيق الذي قام به ديلار، استطعنا أن ندرك أنه على الرغم من الطاقة الكهربائية الضخمة التي تنتجها قرغيزستان، إلا أن الناس فيها يعيشون معاناة شديدة. لقد قاد ديلار صراعا جديا ضد ما أصبح عادة في تحصيل الدولة أموالا إضافية من الناس لشراء وإصلاح المعدات ونقل خطوط الكهرباء، بالرغم من أن ذلك كله يجب أن تتحمله الدولة. وعندما عُرضت على ديلار رشوة بقيمة مليون سوم ليوقف نشاطاته تلك، قام بفضح أمر الرشوة على شاشات التلفزيون، في الوقت الذي كان معروفا عنه أنه يعيش ضائقة مالية شديدة هو وعائلته. عندها بدأ التصدي له على مستوى الدولة؛ لأنه كشف أن كل المشاكل والمعاناة التي يعيشها الناس هي بسبب الفساد المستشري في البلاد كلها. فبدأوا اضطهاده بتلفيق التهم.. وتحت ذرائع مختلفة بقيت عائلته لأكثر من سنتين من دون كهرباء. ومع ذلك واصل ديلار كفاحه فبدأ مصرّاً بقوة على استبدال لوحات توزيع الكهرباء الجديدة بالقديمة، دون فرض تكاليف إضافية على الناس. وقام جيران ديلار بتزويده بالكهرباء من عداداتهم الخاصة، ونتيجة لذلك تلقوا تحذيرات شديدة، ولكنهم استمروا بتزويده بالكهرباء بالتناوب؛ لأن ديلار كان بالفعل ابن الشعب.
لقد وجدت السلطات، بل لفقت، سببا لسجن ديلار، ومع ذلك، واصل نشاطه السياسي داخل السجن. فقد طالب بإعادة الوضع في السجون ليكون في إطار القانون، وتهيئة الظروف الصحية، وتحسين نوعية الطعام المقدم للسجناء الذي يستحيل أكله. على الرغم أن الطعام كان يصله من خارج السجن ولم يكن بحاجة لأكل طعامهم.
وبحسب زملائه في السجن، فقد تم تعذيبه مرات عديدة، ولكنه بقي حازما ثابتا على رأيه. وقد حضر مدير السجن وقال له: "إذا أردت يمكنني أن أرتب لك ظروفا استثنائية رائعة وبدأ بإقناعه ليوقف تصرفاته"، فأجابه ديلار: "وهل تستطيع أن توفر مثل هذه الظروف لجميع المسجونين هنا؟ عندها فقط أتوقف". عندها تم أخذه إلى غرفة منعزلة وحقنوه بمادة فأصيب بتسمم، وبقي أربعة أيام بلا حراك دون تقديم أية مساعدة طبية. وبمشيئة الله وحده الرحمن الرحيم بقي ديلار على قيد الحياة.
إن سعي الحكومة الحثيث لقمع ديلار لم يوقفه لحظة واحدة عن نشاطه. إن أي عمل كانت تقوم به السلطات من أجل وضع أي مسلم في السجن لم يمر دون محاسبة ديلار للحكومة، فهو لم يقف متفرجا. وبالكاميرا التي كان يحملها بيده اخترق الحواجز ورصد بكل دقة كل الإجراءات المخالفة للقانون، سواء خلال التفتيش في أماكن العمل أو بعض العمليات الأخرى. ولم يعط لهم الفرصة، خلال هذه العمليات، لدس أدلة مزيفة، كما هي عادتهم.
نعم، لقد أنقذ كثيرا من المسلمين من السجن، وقام بمساعدة كثيرين في معالجة مشاكلهم. وصار الناس يرجعون إليه من مناطق مختلفة بسبب معاناتهم مع السلطات مثل الضرائب غير القانونية والغرامات الكبيرة الملفقة، وغيرها من المشاكل كالغاز والكهرباء..
وأخيرا، في 13 أيلول/سبتمبر 2014 قررت السلطات وضعه في السجن مرة أخرى..
قبل ذلك ببضعة أيام لاحظ ديلار أن منزله كان تحت الرصد والمراقبة. واستطاع أن يمسك بعض المشبوهين، غير المألوفين ذوي الجنسية الروسية وأحضرهم إلى قسم الشرطة، ولكن قائد الشرطة أطلقهم، وقال لديلار بوضوح: "لا تسيئ فهمي". لقد كانوا يعرفون مدى جدية حملة اعتقال ديلار.
وفي فجر يوم 13 أيلول/سبتمبر، حوالي الساعة السادسة، تمت محاصرة منزله من قبل ضباط الأمن الوطني. حيث قامت مجموعة كوماندوز يرتدون أقنعة ويحملون أسلحة أتوماتيكية بالتسلل فوق البوابة. وعلى الرغم من طلب ديلار إعطاءه الوقت لكي تستطيع أسرته ارتداء الملابس إلا أنهم بدأوا باقتحام المنزل. فهرع ديلار لحماية النساء من هذه التصرفات غير القانونية فتعرض بسبب ذلك للتعذيب الوحشي والضرب المبرح.
وبسبب الجلبة حضر مختار المنطقة ومعه رجال من المسجد لحماية ديلار، فبدأت القوات الخاصة بدفعهم بالرشاشات التي يحملونها، وأخذوهم خارج البيت وأغلقوه من الداخل ومنعوا الناس من الاقتراب. وعندما بدأ الناس يتجمعون، أدركت القوات الخاصة خطورة الوضع فقاموا باستدعاء قوات من مركز الشرطة لإحكام تطويق المنزل.
لقد استمر البحث والتفتيش في بيت ديلار مدة ست ساعات. وخلال هذا الوقت ظل الناس واقفين بالقرب من منزله، خلف طوق الشرطة، يريدون التعبير بكلماتهم للدفاع عن ديلار، وازداد عددهم أكثر وأكثر..
 أيها المسلمون في قرغيزستان!!!
إنكم تُسرقون! ولكي يستمر نهبكم بهدوء أكثر، ويتم بيع ثروات شعبكم، وحتى يتحول أطفالكم إلى أيدٍ عاملة رخيصة عندهم، فإنهم يريدون إزالة العقبات التي تقف أمامهم، أمثال ديلار الذي يحمي مصالحكم. وحتى يقوموا بذلك، فإنهم يسيرون على نهج أوزبكستان في استخدام الأئمة والقيادات الدينية الخائنة في محاولة منهم لتقسيم المسلمين تحت مسميات مختلفة.
في أوزبكستان، قامت حكومة كريموف نفسها، بتدبير أحداث 16 شباط/فبراير لإلقاء اللوم فيها على المسلمين. ولكن يجب أن تعلموا أنه لا يوجد في قرغيزستان أي تهديد للشعب من قبل المسلمين، وإذا حدث أي تهديد لعامة الناس، فإن الكفار هم من يقفون وراءه بلا شك.
ولذلك، ومن أجل أمننا وتضامننا جميعا، فإننا نحثكم على ممارسة نفوذكم للتأثير على ما يحدث في البلاد، وهذا يتطلب منكم الإخلاص وعدم الانسياق وراء تضليل الحكومة، كما ندعوكم للحفاظ على الجو الإيماني، الذي أساسه الحلال والحرام.
 رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في قرغيزستان
التاريخ الهجري      27 من ذي القعدة 1435
التاريخ الميلادي      2014/09/22م

No comments:

Post a Comment