Monday, September 22, 2014

خبر وتعليق: اسكتلندا تختار البقاء ضمن المملكة المتحدة

خبر وتعليق: اسكتلندا تختار البقاء ضمن المملكة المتحدة

الخبر: أفاد موقع الجزيرة نت أن ملايين الاسكتلنديين قد أدلوا بأصواتهم يوم الخميس الماضي في استفتاء تاريخي على انفصال بلادهم عن المملكة المتحدة أو البقاء ضمنها. وسط تقدم طفيف لمناهضي الانفصال في استطلاعات الرأي، في حين تبرز مخاوف من تنامي النزعة الانفصالية في أوروبا.

التعليق: لقد احتل موضوع الاستفتاء الاسكتلندي صدارة الأخبار في الأيام الماضية لما يحمله من مخاطر على دول الاتحاد الأوروبي إنْ صوّت الشعب الاسكتلندي بنعم للانفصال، وقد عبر الكثير من رؤساء دول العالم عن خشيتهم من تداعيات هذا الانفصال، فوزير الخارجية الإسباني يقول: "انفصال اسكتلندا سيكون بمثابة كارثة، وسينتهي المطاف بعملية بلقنة جديدة، وهذا ما لا يريده أي أوروبي في الوقت الراهن، وقال أيضا: إنه تحدث لممثلين من 28 دولة، الذين يرون أن هذه العملية سوف تؤدي للا شيء، غير أنها ستضر بالمنطقة وبالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا".
أما رئيس وزراء إيطاليا فقال: "إن بريطانيا تعتبر إحدى دعائم السوق الموحدة واتفاقية التجارة الدولية، ونتائج هذا الانفصال ربما تكون بداية انهيار حقيقي للاتحاد الأوروبي، وأضاف إن نتائج تصويت استفتاء الغد ستكون خطيرة للغاية". أما الرئيس الأمريكي أوباما فقال: "إن بريطانيا تعتبر شريكا غير عادي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وأمريكا حريصة على أن تظل حليفتها بريطانيا قوية وموحدة ومؤثرة، ولكن في النهاية قرار الانفصال من شأن الناس هناك".
يتباكى رؤساء الدول الأوروبية وغيرها على وحدة بريطانيا إن انفصلت عنها اسكتلندا، خوفا من أن تنتقل عدوى الانفصال إلى دولهم، فتعود دول الاتحاد الأوروبي مفككة ضعيفة، وتعود النزاعات التاريخية بينها من جديد. تتباكى هذه الدول على بريطانيا صاحبة التاريخ الأسود في الاستعمار وتفكيك الدول، فهي التي عملت على تفكيك العالم الإسلامي، يوم قضت على دولة الخلافة، الدولة الجامعة لجميع المسلمين تحت مظلتها، ونعم المسلمون فيها وغير المسلمين بالأمن والأمان لقرون طويلة، وكانت بريطانيا وفرنسا صاحبتيْ اليد الطولى في تقطيع أوصال بلاد المسلمين من خلال اتفاقية سايكس بيكو، فمزقوا بلاد المسلمين إلى مزق وكيانات كرتونية حتى يكون توحيدها في المستقبل أمرا في غاية الصعوبة، وتفرق المسلمون من بعد ذلك شذر مذر، فاحتلت بريطانيا وفرنسا بلاد المسلمين ونهبت خيراتها وولت عليها من بعد ذلك شرار الخلق الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.
تتباكى دول الكفر على وحدة بريطانيا في الوقت الذي تقوم فيه هذه الدول نفسها بدق طبول الحرب، وتحضر لحملة صليبية جديدة لتغزو العالم الإسلامي لمحاربة الإرهاب، أي لمحاربة الإسلام، وللإمعان في تمزيق بلاد المسلمين الممزقة أصلا، أي لتمزيق الممزق وتفتيت المفتت، فهلا وعى المسلمون على غطرسة الغرب الكافر الذي يرى أن الوحدة حلال له وحده وحرام على المسلمين؟ هلا وعى المسلمون على ضرورة ووجوب العمل لإيجاد دولة واحدة مركزية للمسلمين، تلم شعثهم وتقطع الأيادي التي ستنال من وحدتهم؟
أما الغرب الكافر المتآمر علينا فنبشره ببشرى ستسوؤه، من أننا مستمرون في العمل لإقامة خلافتنا، وإنها لسويعات قليلة بإذن الله ثم تقوم دولة الخلافة التي ستوحد بلاد المسلمين من جديد، وستطردكم منها شر طردة، بحيث لا يبقى لكم فيها موضع قدم، ليس هذا فحسب، بل إنها ستهز عروش الظالمين، وستزلزل الأرض من تحت أقدامهم، وستلاحقهم إلى عقر دارهم، وستستأنف حمل رسالة الإسلام إلى شعوب الأرض قاطبة، رسالة هدى ونور، فانتظروا إنا منتظرون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
 28 من ذي القعدة 1435
الموافق 2014/09/23م

No comments:

Post a Comment