Sunday, September 28, 2014

بيان صحفي: الحكومة الهولندية والمجتمع الدولي يستخدمون تنظيم الدولة كذريعة لمحاربة الإسلام

بيان صحفي: الحكومة الهولندية والمجتمع الدولي يستخدمون تنظيم الدولة كذريعة لمحاربة الإسلام

(مترجم)
بعد خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أعلن فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية ستوقف إرهاب تنظيم الدولة والجماعات الإرهابية الأخرى في العراق وسوريا، أعلنت الحكومة الهولندية عزمها المشاركة في الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق، وبناء على ذلك فقد قرر البرلمان الهولندي إرسال 8 طائرات إف 16 و380 جنديا إلى العراق.
لقد قام البرلمان بإبلاغ الهولنديين أن "ما يقوم به تنظيم الدولة من إرهاب يجب أن يتوقف، وأن الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة قد تجذب الكثير من الناس في أوروبا للانضمام إليها، وعندما يعود هؤلاء إلى بلدنا فإنهم سيشكلون تهديدا للمجتمع لما تأثروا به من راديكالية وتشدد في المناطق التي كانت تشهد حروبا".
جدير بالذكر أنه منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا، والغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية يحاولون السيطرة عليها من خلال خطط ومشاريع لا حصر لها، ولهذا السبب فقد أوجدوا ما يسمى بالمجلس الوطني السوري، ومن ثم ما يسمى بالائتلاف السوري، ثم اقترحوا خارطة للطريق لحل الأزمة السورية، إلا أن مصير كل تلك الخطط كان الفشل الذريع، ولم تسر الأمور كما تشتهي أمريكا، بل على العكس من ذلك، فقد عظم أمر الثورة السورية حتى أصبح طابعها إسلاميا رغم كل محاولات الغرب للنيل منها، ترفع فيها رايات الإسلام، وبالكاد ترى خِرَق سايكس بيكو، والهتافات والشعارات إسلامية، بل وازدادت التوقعات حول قيام دولة إسلامية فيها في المستقبل، دولة يقبل بها السوريون طواعية لا أن تفرض عليهم بالقوة، وهذا ما يتعارض مع ما تخطط له أمريكا وحلفاؤها.
إن هذا هو السبب الرئيسي وراء تشكيل أمريكا لهذا التحالف الكبير والذي يضم ما يقرب من 50 دولة لضرب العراق وسوريا، وما تنظيم الدولة إلا ذريعة تتخذها الدول الكبرى للتدخل عسكريا وسياسيا في سوريا والعراق، وإن تنظيم الدولة لا يعدو كونه مجموعة مسلحة سيطرت على مناطق في العراق من خلال العنف دون أي دعم من أهل تلك المناطق، وإن الأمة لا تعترف بخلافته المزعومة، إلا أن الأمة تدعم الثورة والقتال ضد المجرم بشار الأسد، وعندما يتم التخلص منه ومن نظامه العفن فإن الأمة ستقبل بدولة إسلامية "خلافة راشدة على منهاج النبوة"، وستدعمها وتبايع خليفتها الذي ستختاره هي عن رضا واختيار، وهذا ما تعتبره أمريكا خطرا كبيرا عليها وعلى مصالحها.
لقد قامت الحكومة الأمريكية بوضع خطط واضحة للشرق الأوسط، وبالذات لسوريا والعراق، وهي تقسيم العراق على أسس عرقية وطائفية، دولة للكرد ودولة للسنة ودولة للشيعة، أما عن خططها لسوريا فهي إيقاف الثورة التي تتخذ من الإسلام طابعا لها بالقوة، وإنقاذ عميلها بشار، ولذلك نرى التحالف الصليبي الأمريكي الغربي يهاجم الجماعات الإسلامية المقاتلة، ولا يتعرض لبشار وجيشه، بل إن جيش بشار (الممانع المقاوم) يقاتل جنبا إلى جنب مع أمريكا. وهذا عين ما قامت به أمريكا في أفغانستان والصومال وإلى وقت قريب في مالي. لقد بات واضحا أن الولايات المتحدة ومعها حلفاؤها لا يتحركون من أجل أسباب إنسانية لحماية الأقليات في العراق كما يدعون، فهم لم يحركوا ساكنا عندما قام النظام السوري بتجاوز كل الخطوط الحمر واستعمل السلاح الكيماوي ضد المدنيين، وقتل خلال السنوات الأربع الماضية أكثر من 200 ألف سوري، أما عندما تهدد مصالحهم فإنهم يتحركون ويتدخلون عسكريا حتى ولو كان تدخلهم تحت ذرائع واهية.
كل هذه مؤشرات تدل على أن الهدف وراء هذا التحالف هو استعماري بحت، ومساندة الدول الأخرى مثل هولندا هو لإضفاء الشرعية على الحرب الأمريكية.
فالحكومة الهولندية تسير سيرا أعمى وراء السياسة الأمريكية دون التعلم من أخطاء الماضي في العراق، ويبدو أن الحكومة الهولندية قد نسيت الأكاذيب التي نسجتها أمريكا حول سلاح الدمار الشامل في العراق بهدف تدمير العراق، وكان من نتائج هذه الحرب أن ما يعادل ثلاثة أضعاف سكان لوكسمبورغ قد لقوا حتفهم، ولم تؤد هذه الحرب إلى شيء سوى الفوضى والعنف الطائفي وانعدام الاستقرار السياسي.
إضافة إلى ذلك فإننا نرى أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الهولندية مؤخرا حول التطرف، والتي وقفنا بوجهها بقوة، تتناغم مع الدعم العسكري لمهاجمة الإسلام والمسلمين في هولندا وخارجها.
علاوة على ذلك فإن الإعلام والسياسيين قد بذلوا قصارى جهودهم لإخافة الناس من الإسلام في هولندا، مع أنه لا يوجد ما يدعو إلى ذلك، ومع ذلك فقد قدموا سلسلة من الشكوك حول المسلمين لتشكيل رأي عام ضد الإسلام والمسلمين، مما يساعد في اتخاذ إجراءات تعسفية صارمة ضد الجالية المسلمة في هذا البلد، ولتبرير الوجود العسكري الهولندي في العراق وسوريا، مع أن المخاوف الحقيقية هي مخاوف العائلات المسلمة في العراق وسوريا الذين يخشون أن تفنى عائلاتهم بسبب الغزو الغربي لبلادهم.
إن ما ينبغي إدراكه أن التدخل الغربي لن يؤدي إلى سلام واستقرار في الوقت الحاضر ولا في المستقبل، ودعم هولندا الأعمى لهذه الحرب في بلاد المسلمين مع ما تسنه من إجراءات ضد الإسلام والمسلمين سيؤثر سلبا على العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في هولندا.
ثم إنه من الضروري أن يتحد المسلمون في هولندا وأن يرفضوا سياسة الحرب والتدخل الغربي في بلاد المسلمين، وأن يعوا أن إيجاد دولة الخلافة الإسلامية هو الذي سيجلب السلام والاستقرار للمسلمين وغير المسلمين، وأن الخلافة على منهاج النبوة هي التي ستضع حدا للسياسات العدوانية الغربية في بلاد المسلمين.
 أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
التاريخ الهجري      02 من ذي الحجة 1435
التاريخ الميلادي      2014/09/26م

No comments:

Post a Comment