Sunday, September 28, 2014

بيان صحفي: الدنمارك تصعّد من مشاركتها في الحرب على العراق وسوريا

بيان صحفي: الدنمارك تصعّد من مشاركتها في الحرب على العراق وسوريا

(
مترجم)
أعلن رئيس وزراء الدنمارك يوم الجمعة 26 أيلول/ سبتمبر 2014 أن الدنمارك ستصعّد مشاركتها في الحرب بإرسال سبع طائرات طراز F16 وما يلزمها من عسكريين. حيث من المقرر استخدام الطائرات المقاتلة الدنماركية في البداية لأعمال القصف في العراق فقط.
 وذلك ليس لأن الحكومة الدنماركية استبعدت أو ستمتنع عن قصف أهداف في سوريا، وإنما لأن الولايات المتحدة لم تطلب ذلك منها بعد، ليس إلا.
 ما يعني أن الدنمارك، هذه الدولة الصغيرة التي لا يُلقى لها بال، تختار مرة أخرى الوقوف في الخط الأول من الجبهة كلما دقت الولايات المتحدة طبول الحرب ضد العالم الإسلامي. وهذا الأمر يثبت بشكل قاطع أن الدنمارك، بغض النظر عن لون الحكومة فيها، بلد يعيش كابوس رُهاب الإسلام، مسكونٌ بجنون العظَمة، وتوّاقٌ على الدوام لإرضاء الولايات المتحدة.
لكن ما ينبغي لفت النظر إليه هو أن هذا الغزو الجديد قد بُني على الأكاذيب والخداع، كما لقي المساندة والنشر الواسع ومحاولة التوكيد من قبل وسائل الإعلام التي وضعت نفسها في خدمة السياسيين، وذلك على رضا منها وعدم تمحيصٍ متعمَّديْن. ويقف على رأس هذه الأكاذيب الزعم بأن القلق على السكان المحليين وضمان أمن الدنمارك هما الدافع وراء الانخراط في الحرب. بينما الحقيقة هي أن هذه الحرب لن تجلب إلا المزيد من عدم الاستقرار، والمعاناة، ومعهما زيادة الكراهية تجاه البلدان المشاركة في التحالف، بما في ذلك الدنمارك نفسها.
فالقول بأن جماعة البغدادي تشكل تهديداً هو من الضخامة بحيث يستدعي تحشيد وتحريك جيوش هذا العدد الكبير من البلدان قولٌ هو محض هُراء وعارٍ عن الصحة تماماً.
 لا شك بأن الجماعة، من منظور إسلامي، تُعدّ مشكلة، في ضوء إعلانهم غير الصائب عن إقامتهم دولة خلافة، وقدرتهم على خلق الفوضى، وقتلهم المحرَّم شرعاً للمسلمين وغير المسلمين. لكنهم بالرغم من ذلك لا يشكلون تهديداً من أي نوع لأية دولة غربية.
والذي جرى هو تضخيم أعمالهم التي تستحق الشجب، وذلك بغرض تبرير الغزو العسكري المباشر للمنطقة؛ وهو الفرصة التي كان الغرب ينتظرها بفارغ الصبر.
 فمنذ أمد طويل خططت الولايات المتحدة لتقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء، ويبدو أن هذا هو ما يحدث على الأرض الآن. كذلك لم ينل الغرب حظاً من النجاح في تحقيق النتائج التي يصبو إليها من تدخله في سوريا، فوقف مترقباً جانباً لمدة تزيد على ثلاث سنوات، بينما كان المسلمون يُذبحون.
 فقد جوبهت كل محاولاته الخبيثة، الواحدة تلو الأخرى، بالرفض من قبل المسلمين في سوريا، الذين أصرّوا في غالبيتهم على التمسك بالحل الإسلامي للمشكلة السورية. ولم تر الدول الغربية فرصة مواتية لها إلا الآن.
 فقامت بتقديم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على أنه أعظم شرٍّ يشهده العالم.
 هذا في حين قتل نظام بشار الأسد ربع مليون مسلم حتى الآن، مستخدماً في ذلك كل الوسائل، من البراميل المتفجرة إلى الأسلحة الكيماوية وما بين ذلك؛ ولا زال مستمراً في اقتراف جرائمه التي تتجاوز كل وصف تحت سمع وبصر العالم ولم يطرف له جفن.
ثم، وبعد هذا كله، يأتينا الغرب الآن متدخلاً، فيستهدف في هجماته كل الجماعات الإسلامية العاملة على الأرض دون استثناء، من أجل أن يفرض أجندته الغربية على حساب دم المسلمين ورغم إرادتهم!
كما تتردد أصداء مزاعم وخزعبلات مشابهة الآن في العالم الغربي كله، وكذلك في بقية بلدان التحالف. والغرض المكشوف منها لا يتوقف على محاولة شرعنة حرب أخرى على المنطقة، بل ومعها خلق جو من الرعب في البلدان الغربية.
فكلما ارتفع مستوى الرعب المصطنع، تصاعدت معه حملات شيطنة الإسلام، وازدادت القوانين والمبادرات الرامية لإبعاد المسلمين عن دينهم.
وقد بات المسلمون يلاقون ضغوطاً متزايدة بالفعل لإدانة وشجب، ليس جماعة أو حركة بعينها فحسب، بل وكذلك شجب أجزاء أساسية أصيلة من الإسلام كالجهاد، وراية رسول الله صلى الله عليه وسلم السوداء، ومعها فكرة الخلافة.
 إنهم يريدوننا أن نستمر في الشجب والاستنكار، والاعتذار، والتوضيح، حتى نصبح مثل صدفة جوفاء خنوعة، لا جوهر ولا تأثير لها.
وإزاء ذلك، من المهم إيضاح والتشديد على الموقف الصحيح الذي يرضاه، بل يفرضه، الإسلام بهذا الشأن.
إنه من الأهمية بمكان ألا نسمح لأنفسنا بالانجراف إلى حيث يريدوننا أن ننجرف، وإنما يجب علينا الاستمساك، وبكل ما أوتينا من قوة، بالمواقف والحلول والمعالجات الإسلامية الصائبة الصحيحة.
 إننا لا نقبل، ولا نقرّ بحال، هذا الغزو الغربي وقتل آلاف أخرى من المسلمين في العراق وسوريا. ولا نقبل هذا الجو من الرعب المصطنع، الذي تجري فيه محاولة شيطنة المسلمين وأجزاء أساسية هي من صلب الدين الإسلامي.
بل يجب علينا كذلك، بصفتنا مسلمين، الوقوف بكل صلابة مع الإسلام كما هو، دون زيادة أو نقصان. ويجب علينا كمسلمين أن ندرك أن هذه الهجمات على الإسلام وعلى المسلمين ستستمر، وستزداد كثافة وشراسة، ما دمنا بلا كيان سياسي يرعانا ويحمينا. ويتعين علينا أن ندرك أيضاً أن الحكام في العالم الإسلامي كلهم قد ارتكبوا خيانة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، في مضامينها أو أبعادها.
 وأن السبيل والجهة الوحيدة التي في مقدورها وضع حدٍ، وإلى الأبد، لكل ما نعيشه وتعيشه أمتنا من مآسٍ وكوارث، هي الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وهي، وعدٌ من الله سبحانه وتعالى والتزامٌ قطعه على نفسه العليّة جلّ شأنه.
وهي عندما تقوم بإذن الله ستهزّ العالم كله، ومن ضمنه دولة الدنمارك الصغيرة التافهة.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في إسكندينافيا
التاريخ الهجري      03 من ذي الحجة 1435
التاريخ الميلادي      2014/09/27م

No comments:

Post a Comment