Saturday, September 27, 2014

خبر وتعليق: مركز فنون لندن يستضيف حدثًا بغيضًا وعنصريًا وهو "حديقة حيوانات الإنسان" من أجل رفع الوعي على الرق تحت الحكم الاستعماري الغربي!

خبر وتعليق: مركز فنون لندن يستضيف حدثًا بغيضًا وعنصريًا وهو "حديقة حيوانات الإنسان" من أجل رفع الوعي على الرق تحت الحكم الاستعماري الغربي!
(مترجم)

الخبر: ذكرت وسائل الإعلام البريطانية في يوم الخميس 25 أيلول/سبتمبر أن مركز لندن باربيكان اضطر إلى إغلاق معرض للفن بعنوان "المعرض
B" المزمع استضافته في شهر أيلول/سبتمبر. ويضم المعرض بناء "حديقة الحيوانات البشرية" يظهر فيها ممثلون سود بسلاسل وأقفاص. ولكن تم إيقافه بسبب متظاهرين مناهضين للعنصرية. الفنان الجنوب أفريقي الأبيض بريت بيلي الذي أقام المعرض، ادعى أنه يريد تسليط التركيز على عبودية الأفريقيين التي كانت موجودة تحت الحكم الاستعماري الغربي للقارة من خلال إقامة نسخة مماثلة "لحدائق حيوانات الإنسان" التي كانت موجودة في القرنين 19 و20 والتي كانت تستخدم كشكل من أشكال الترفيه للأوروبيين. إلا أنه على الرغم من أن الكثيرين في المجتمع الأسود في المملكة المتحدة يصفون المعرض نفسه بأنه عنصري بسبب تجسيده للسود، وعلى الرغم من عريضة على الإنترنت قد وقعها 23000 شخص يطالبون بإيقاف الفقرة، إلا أن المركز الفني قد أصر على استضافة المعرض حتى اضطروا إلى إغلاقه بسبب الاحتجاجات والغضب العارم الذي أشعله المعرض.

التعليق: إن هذه القصة تثير عدة نقاط. أولًا: إنها لائحة اتهام في حق المجتمع الليبرالي العلماني؛ حيث إن الأفراد يشعرون أن عليهم تجسيد الناس والحط من قدرهم عن طريق إعادة بناء "حدائق حيوانات الإنسان" من أجل تثقيف الجمهور حول شرور العبودية تحت الحكم الاستعماري الغربي. منذ متى أصبح التعليم والمناقشة أدوات مهملة لا تصلح لتحقيق هذا الهدف؟! كما أنه مقلق للغاية أن أولئك الذين يعتبرون مدافعين أقوياء عن حرية التعبير لا يمكن أن يدركوا أن إعادة تمثيل حديقة حيوانات الإنسان للترفيه العام هو أيضًا الغرض نفسه الذي من أجله أقيمت هذه الإنشاءات الدنيئة من قبل المستعمرين الغربيين في المقام الأول في القرون الماضية!
ثانيًا: تحت شعار قيم العلمانية المتمثلة في حرية التعبير، ومرة أخرى، فإن المتطرفين العلمانيين يشعرون أنه من المقبول أن تستضيف معرضًا هجوميًا باسم الفن والحرية، على الرغم من أن أعدادًا كبيرة قد وصفته بأن بغيض وعنصري. وهذا الحدث يسلط الضوء مرة أخرى على أن فلسفة العلمانية هي أن لهم "الحق في الإساءة والإهانة" تحت ستار حرية التعبير، وهو أيضًا ما استخدم كثيرًا كذريعة لتبرير الإهانات ضد القرآن، والنبي صلى الله عليه وسلم، والإسلام، وأنه في حد ذاته فكرة هجومية مثيرة للانقسام ولا يمكن أن يتخذ وسيلة لإيجاد مجتمع متحضر ومتناغم حيث يشعر الجميع على حد سواء بأنهم محترمون.
ثالثًا: إذا كان مركز فنون لندن، وبريت بيلي، ومؤيدوهم يريدون حقًا تسليط الضوء على شرور العبودية الاستعمارية، فإنهم فقط بحاجة لتسليط الضوء على ما يحدث في أفريقيا وآسيا اليوم في ظل الرأسمالية العالمية، حيث تواصل الشركات الغربية استغلالها السكان المحليين، وهي تلك الشركات التي توظفهم بأجور بخسة وتجبرهم على العمل لساعات طويلة وغالبًا ما يكون ذلك في بيئات خطرة. وهم فقط بحاجة لتسليط الضوء على تصرفات الحكومات العلمانية الغربية في هذه القارات، هذه الحكومات التي تواصل نهب الأراضي من أهل تلك المناطق وتفرض الدكتاتوريات عليهم في سبيل تحقيق مصالحهم الأنانية الاقتصادية والسياسية، فضلًا عن استغلال سكان البلاد الأصليين لخوض الحروب نيابة عن القوى الغربية.
رابعًا: إذا كان بريت بيلي يريد حقًا بناء معرض يُذكّر بالعبودية، فربما يجب عليه أن يقيد الحكام والأنظمة الحالية في البلاد الإسلامية في قفص ويضع عليه ملصق يقول "صنع في أمريكا". وهو عمل، وأنا على ثقة من ذلك، سيكون موضع ترحيب حار من المسلمين على مستوى العالم.
وأخيرًا، فإن الإسلام وحده هو الذي يحرر العباد من عبودية البشر والأنظمة الوضعية إلى عبودية الخالق سبحانه وتعالى. ونظام الإسلام وأحكامه هي وحدها التي يمكنها كسر سلاسل العبودية في العصر الحديث من خلال علاج الإنسان كإنسان وليس كمصدر لصناعة المال، ودون الحاجة إلى إعادة بناء نماذج العبودية العنصرية والهجومية من الماضي. وعندما عاشت الشعوب تحت حكم الإسلام فقد ازدهرت، وتمت معاملتهم باحترام وعدل مما يفسر السبب في أن أمما بأكملها قد اعتنقت الإسلام تحت حكمه، وهي تفكر في العودة باعتزاز إلى تاريخها تحت الحكم الإسلامي. وعلى النقيض من ذلك، فإن الأمم لا تزال تنظر إلى تاريخها وأزمانها تحت الحكم الاستعماري العلماني الغربي بكراهية، وهي أزمنة تملأ عقولهم بصور العبودية والاستغلال والعنف والاضطهاد.
ولذلك، فإنك إن سألت المسلمين أي نظام يفضلون، الإسلام أم العلمانية، فإنهم قطعا سيجيبون بأنهم يفضلون نظام الإسلام في القرن الـ21، وأنهم يعتقدون أنه قادر على تحطيم أغلال عبودية العصر الحديث وإقامة الرخاء والكرامة للمواطنين العاديين، فالجواب واضح! قال تعالى: ﴿الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد﴾ [إبراهيم: الآية 1]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نسرين نواز
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
 04 من ذي الحجة 1435
الموافق 2014/09/28م

No comments:

Post a Comment