Thursday, January 24, 2013

خبر وتعليق: الديمقراطية تلفظ أنفاسها الأخيرة في باكستان


خبر وتعليق: الديمقراطية تلفظ أنفاسها الأخيرة في باكستان

الخبر :
لقد حظيت الديمقراطية في الأيام الأخيرة بتغطية إعلامية مكثفة إلى درجة شلت العاصمة الباكستانية، إسلام أباد، بدأت في 14 كانون الثاني يناير 2013، حيث أثير خلالها النقاش حول مستقبل باكستان في ظلها، وأدلى المتنافسون بتصريحات لتأييد النظام القائم على غرار الحكام "الديمقراطيين" الذين سعوا للعمل على سيادة الديمقراطية بأي ثمن بالرغم من رفض الأمة المتزايد للديمقراطية ودعمها للإسلام، ويأتي ذلك مع نهاية الخمس سنوات للحكومة الحالية في آذار 2013 إذ تسعى الأحزاب السياسية للمشاركة في الانتخابات المقبلة.

التعليق :
إنّ الحكومة الاتحادية وحكومات المقاطعات في باكستان والتي جاءت بعد إصدار قانون المصالحة الوطنية المدعوم أمريكيا والذي رُوج له حينها على أنّه من أجل "تطهير" الوسط السياسي، سوف تنتهي دورتها الحالية، وفي مارس 2013 سيتم حل البرلمان وفقا للدستور، وستعقد الانتخابات خلال تسعين يوما بعد حل البرلمان، ومن الواضح أنّ هذه المرة بدأت الأحزاب السياسية حملاتها الانتخابية، حتى قبل حل البرلمان، بالرغم من عدم وجود أي "إنجازات" لها لتقديمها لناخبيهم، وعلى الرغم من أنّ جميع هذه الأحزاب مشاركة في السلطة الحالية، سواء في الحكومة الاتحادية أم في الحكومات المحلية، والتي واجه الناس على مدى السنوات الخمس الماضية بسببها التضخم والبطالة وتراجع الحالة الأمنية ونقص الكهرباء الحاد والغاز، وازدياد هجمات الطائرات بدون طيار، وانتشار لعمليات القتل المنظم، وسوء في إدارة شئون الناس من قبل الحكومة، وجميع هذه الأزمات جعلت الناس تنتقد الديمقراطية بشدة، حتى وصل بهم الحال إلى القول بأنّ "الديمقراطية هي أفضل طريقة للانتقام" من الناس.
حتى إنّ الفصائل الصغيرة من دعاة الديمقراطية أصبحت تناضل ضدها، وأصبحت بعض العناصر الضالة في وسائل الإعلام الباكستانية غير قادرة على الدفاع عن الديمقراطية، وكثير من الكتّاب اعترفوا علنا بأنّهم عجزوا عن الدفاع عن الديمقراطية، وبالمثل فإنّ بعض المثقفين السذج أصبح عندهم قناعة بأنّه حتى لو كان هناك عملية انتخابات ذات مصداقية فإنّ الخونة الفاسدين سوف يأتون إلى السلطة مرة أخرى، ما يعني أنّ الجميع وصل إلى استنتاج مفاده أنّه بالاستمرار في الحكم بالديمقراطية فإنّه لا يمكن إفراز الحكام الصالحين الأكفاء، ولكن هذا لا يعني أنّ الناس يريدون الدكتاتورية العسكرية مرة أخرى، لأنهم لم ينسوا بعد عهد مشرف، بل إنّ كل الناس الآن يرفضون الديمقراطية والدكتاتورية ويريدون الإسلام، وأعداد كبيرة ومتزايدة يريدون الخلافة على وجه التحديد.
ولاستشعار هذه الحالة، أطلقت أمريكا سيدة كياني، عمران خان منذ عام تقريبا، الذي دعا إلى المساءلة الشديدة للسياسيين الفاسدين ورفع شعار الديمقراطية الحقيقية، وفي البداية، حصل على بعض الاهتمام ولكن سرعان ما ظهرت عليه ميوله الحقيقية، عندما قبل السياسيين الفاسدين أنفسهم في حزبه واعتمد عمدا مواقف غامضة تجاه علاقات باكستان مع الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه ومن أجل إعادة ثقة الشعوب بالنظام الديمقراطي، تم إعداد قائمة جديدة من الناخبين ومن القضاة المتقاعدين، ممن لديهم مصداقية بين مؤسسات المجتمع المدني ليترأسوا اللجنة الانتخابية، ولكن حتى بهذه الخطوات فإنّه لا يمكن إحياء ثقة الشعب بالديمقراطية، فأمريكا الآن في مازق إلى درجة أنها وبإشراف من الحكومة، دفعت بأكبر وسيلة إعلام في باكستان "GEO" للبدء بحملة للدفاع عن الديمقراطية، وباستخدام الرسوم المتحركة لإقناع الناس بأنّ فشل الحكومة ليس فشلا للديمقراطية، بل هو فشل للحزب الحاكم، وكذلك الأمر فإنّ هذا هو قصد المسيرة الطويلة من أجل الديمقراطية!
في البلد الذي يتم تحريك الناس فيه من أجل الإسلام فقط، فقد ساعد هذا الوضع على نشر الدعوة لإقامة الخلافة، وقد بات الناس يعرفون الآن أنّه لا يمكن لأيام البؤس والعبودية لأمريكا أن تنتهي إلا بتطبيق الإسلام، وأصبحت كلمة الخلافة شعبية إلى درجة "دعوة" الأحزاب العلمانية إلى تطبيق نظام الخلافة في التجمعات العامة، لأنهم يرون أنّ الناس لم تعد تتسامح مع النظام الديمقراطي. وبسبب تعاظم شعبية دعوة الخلافة لجأت أجهزة الحكومة الأمنية خلال السنة الماضية إلى ملاحقة حملة الدعوة، حيث لجأوا إلى خطف نفيد بوت الناطق الرسمي باسم حزب التحرير في باكستان، الذي لا يزال في عداد المفقودين، وخطف عدد آخرين من أعضاء الحزب في مختلف مناطق البلاد، وداهمت المنازل والمكاتب التابعة لشباب الحزب، ولفقت تهما مفتراة ضد الشباب بموجب قانون الجيش، وأطلقت النار على ابن أخت نفيد بوت.

ألا فليموتوا بغيظهم، فقد باءت جهودهم ومساعيهم إلى ثبور، فالوضع الحالي أصبح مناسبا جدا لانتشار دعوة حزب التحرير لإقامة الخلافة، فقد أصبح الإسلام على كل لسان، وأصبحت المناقشات بين الواعين تدور حول السياسات والنظم التي أعدها حزب التحرير للتنفيذ، فهذا هو الوقت الذي ينبغي علينا التضحية فيه بالغالي والنفيس، وهو الوقت المناسب لمحاسبة الحكام العملاء وإيصال دعوة الخلافة إلى كل ركن في المجتمع، ولا شك في أنّ النصر من عند الله سبحانه وتعالى هو قريب جدا أن شاء الله.
شاهزاد الشيخ نائب الناطق الرسمي بإسم حزب التحرير في باكستان
13 من ربيع الاول 1434
الموافق 2013/01/25م

No comments:

Post a Comment