Monday, January 28, 2013

خبر وتعليق: هل دخول المرأة السعودية مجلس الشورى يعتبر إنجازاً


خبر وتعليق: هل دخول المرأة السعودية مجلس الشورى يعتبر إنجازاً

الخبر :
أوردت جريدة الرياض وغيرها من وسائل الإعلام خبر قيام الملك السعودي بإعادة تشكيل مجلس الشورى وتعيينه 30 سيدة فيه، وتعديله مواد في نظام المجلس بحيث لا يقل تمثيل المرأة فيه عن 20% من عدد الأعضاء.

التعليق :
يبدو أن ملك السعودية أحس بالخطر بعد امتداد رقعة الثورات في البلاد العربية فأراد تحسين صورته أمام الناس فقام بما يسميه (إصلاحات) خاصة في مجال حقوق المرأة، فسمح لها بدخول مجلس الشورى المعين الذي يفترض فيه أن يكون منتخباً من قبل الشعب لأنه يمثلهم، فهل السماح للمرأة بالدخول في هذا المجلس الشكلي المعين يعتبر إنجازاً؟! وهل تكون المرأة السعودية بذلك قد حققت ما تصبو إليه من مشاركة في الحياة السياسية؟
إن هذا المجلس كأمثاله في البلاد العربية والإسلامية، هو مجلس شكلي لا يمكنه أن يؤثر في قرارات النظام الحاكم، وما يصدر عنه من قرارات تكون خدمة للفئة الحاكمة بل وفي أحيان كثيرة خدمة للغرب وليس خدمة للشعب فهل مشاركة المرأة في هكذا مجلس يعتبر إنجازاً ؟!
إن هذا النظام الذي يدعي أنه إسلامي يتخذ من الأحكام الشرعية ذريعة يبرر بها قرارته، فيمنع المرأة من القيام بأشياء قد أباحها لها الشرع كقيادة السيارة بحجة مخالفتها لأحكام الشرع، ويسمح لها في المقابل بالمشاركة في الألعاب الأولمبية مع أن فيها اختلاط محرم وكشف للعورات؟! ثم يأتي اليوم ليتمنن على المرأة بالسماح لها بدخول مجلس الشورى والمشاركة في الحياة السياسية وقد سمح لها الإسلام بذلك بل واعتبره حقاً من حقوقها قبل ما يزيد على 1400 سنة.
فقد جعل الإسلام للمرأة الحق في أن تَنتخِب وتُنتخَب في مجلس الأمة للقيام بواجب المحاسبة للحاكم ولأخذ مشورتها فيما يستشار فيه، فالرسول قد قدم عليه في السنة الثالثة عشرة للبعثة (السنة التي هاجر فيها) خمسة وسبعون مسلماً منهم امرأتان، وبايعوه جميعاً بيعة العقبة الثانية، وهي بيعة حرب وقتال، وبيعة سياسية. وبعد أن فرغوا من بيعته قال لهم جميعاً (أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيباً، يكونون على قومهم). وهذا أمر منه للجميع بأن ينتخبوا من الجميع، ولم يخصص الرجال، ولم يستثن النساء. وقد ثبت عن سيدنا عمر أنه كان حين تعرض له نازلة يريد أخذ رأي المسلمين فيها، سواء أكانت تتعلق بالأحكام الشرعية، أم تتعلق بالحكم، أم بأي عمل من أعمال الدولة، كان يدعو الناس إلى المسجد (رجالاً ونساءً) ويأخذ رأيهم جميعاً، وقد رجع عن رأيه حين ردته امرأة في تحديد المهور. إنه لن تحصل المرأة المسلمة في السعودية وفي جميع البلاد الإسلامية على حقوقها خاصة في المشاركة في الحياة السياسية، إلا بتطبيق أحكام الإسلام عملياً في ظل دولة الخلافة والتي حصلت في ظلها المرأة على حقوقها السياسية وغير السياسية. فليكن لكن سهم في إقامة هذه الدولة فتنلن العزة في الدارين بإذن الله. (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ)

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير أختكم براءة
 16 من ربيع الاول 1434
الموافق 2013/01/28م

No comments:

Post a Comment