Thursday, January 24, 2013

نَفائِسُ الثَّمَراتِ: من لم يسأل الله يغضب عليه


نَفائِسُ الثَّمَراتِ: من لم يسأل الله يغضب عليه

روى ابن ماجه في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يسأل الله يغضب عليه"
وفي صحيح الحاكم من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم"لا تعجزوا في الدعاء فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد"
وذكر الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب الملحين في الدعاء"
وفى كتاب الزهد للإمام أحمد عن قتادة قال: قال مورق: "ما وجدت للمؤمن مثلا إلا رجل في البحر على خشبة فهو يدعو يا رب يا رب لعل الله عز وجل أن ينجيه"
ومن الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء عليه أن يستعجل العبد ويستبطيء الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء وهو بمنزلة من بذر بذرا أو غرس غرسا فجعل يتعاهده ويسقيه فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله.
وفى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي".
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل: يا رسول الله ما الاستعجال قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء".
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي
تأليف: محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية
 وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ

مع الحديث الشريف: " باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله"

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلْقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله".
عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءَهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله".
أيها الأحبة الكرام:
إن الله أمرنا أن نبلّغ الرسالة إلى الناس كافة، لا إلى العرب أو إلى جنس واحد من الناس، "وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين". أمرنا أن نخوض المعارك وأن نضحيَ بدمائنا وبأرواحنا من أجل غيرنا، وهذه نعمة من الله تعالى علينا، وكفى بها من نعمة. لهذا رأينا قبور الصحابة الكرام في كل بقعة من بلاد المسلمين وغير المسلمين منتشرة، فهناك ما يُقاربُ الخمسةَ آلافِ صحابي مدفونون في مصر، وخمسةَ عشَرَ ألفاً في الأردن، وستةُ ألافٍ في سوريا، وصحابةٌ مدفونون في الصين، ومنهم مدفونون في قبرص ومنهم في تركيا، وكذا على حدود فرنسا، وفي الأندلس والسودان، والحبشة، وفي فلسطين، وهؤلاءِ الكرامُ بالقطع لم يخرجوا للسياحة؛ ذلك أنهم فهموا الرسالة المطلوبة منهم، فكان مؤشرُ التدينِ عندَهم هو الحركةَ من أجل هذا الدين، كيف ينتشر هذا الدين في الأرض؟ كان مؤشر التدين عندهم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإن ضعفت منهم العبادة أو كثرت الذنوب، أما اليوم فقد تغيّر هذا المؤشر وأصبح كم صلاةً أصلي في اليوم؟ وكم يوماً صمت؟ وكم صدقةً تصدقت؟ أصبح المؤشر يتجه إلى النواحي الفردية، فالمداومة على بعض الشعائر تكفي لدخول الجنة، ونسي المسلمون أن عليهم واجبا غيرَ هذه الشعائر، وهو إدخال غيرنا الجنةَ؛ كيف لا ونحن نعيش حياة لا طعمَ لها ولا لونٌ ولا رائحةٌ إسلامية؟
أيها المسلمون:
لم يُعطِ اللهُ العبادَ أجرا أكبرَ من أجر هداية الناس، وهذه الهدايةُ مفقودةٌ بسبب ما صار إليه حال الأمة، من تولي السفهاءُ من الحكام أمورَها، ولقد أصبح واضحا ومعلوما أننا نعيش زمنَ التحول الذي أخبر عنه رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم- ، لندخل بعده زمن الخلافة على منهاج النبوة. نسأل الله لهذه الأمة الهداية للعمل مع العاملين لحمل هذا الدين، وأن تدفع بكلتا يديها نحو الخلافة، فلا عملَ أكثرُ أجرا وأعظمُ فائدة من هذا العمل.
اللهم مكّن للعاملين إقامتَها قريبا، اللهم آمين آمين.
أحبّتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

12 من ربيع الاول 1434
الموافق 2013/01/24م

No comments:

Post a Comment